من ذكريات الطفولة فى رمضان (الجزء الأول )

تهنئة من كل قلبي إلى امتنا العربية والإسلامية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك .. شهر القرآن العظيم والخير الوفير .. أعاده الله علينا باليمن والبركات .. وأعزنا الله بالإسلام .. وبهذه المناسبة يسرني أن أقدم لكم على مدار ثلاث حلقات بعض ذكريات الطفولة التى عشتها فى الغرب .. وسنرى من خلالها كيف يحاول الغرب أن يطعننا فى ديننا ويشكك فى عقيدتنا .. حتى ونحن فى زمن الطفولة .. لايرحمنا الغرب من مخططاته .. ولايراعي طفولتنا .. لقد تذكرت كيف حاول مدرسي أن يدخل الشك فى قلبي من خلال وصفه لشهر رمضان الكريم بأنه شهر الكسل والخمول .. وكيف استطاع والدي بشىء من الحكمة أن يقتلع ويزيل من نفسي كل علامات الشك التى حاول مدرسي أن يزرعها فى نفسي بل وحملني أبي أمانة التعريف بالإسلام فى الغرب وتصحيح المفاهيم لديهم فإليكم الحلقة الأولى
عندما سمعت تصريحات البابا الأخيرة عن الإسلام ، والتى أثارت عاصفة شديدة لم تهدأ أمواجها بعد .. وسألت نفسي سؤالا مهما .. هل استطعنا نحن المسلمون أن نصل بالدين الإسلامي وبالقيم الإسلامي على وجهها الصحيح إلى الغرب ؟؟ وهل استطعنا أن نحمل قيم الحضارة الإسلامية للغرب ؟؟
ولا أدري لماذا تذكرت ماحدث لي عندما كنت طفلة فى سنوات دراستي الأولى عندما صرخت ثم ارتميت فى حضن والدي صائحة فى وجهه .. لاأريد أن أكون مسلمة .. فظهرت علامات الإنزعاج والقلق على وجهه والدي الذى كانت حبات مياه الوضوء التى لم تجف بعد تتلألأ على جبينه .. فأخذني وضمنى إلى صدره وقال لى هدأي من روعك .. واحكي لي ماذا حدث بالضبط .. فلقد ودعتك فى الصباح وانت ذاهبة إلى مدرستك وكنت وكأنك تخرجين لإستقبال أجمل يوم فى حياتك .. نعم أتذكر هذا اليوم الذي ظللت أستعد له كثيرا .. فجمعت كثيرا من الصور والتحف التذكارية لإهدائها إلى صديقاتي فى المدرسة .. فاليوم سيحكي لي مدرس التاريخ .... عن تاريخ مصر وحضارتها العظيمة ، وكم كنت أشعر بالزهو والفخر الذى ربما لانشعر به كثيرا ونحن فى بلادنا .. فأنا مصرية والجميع هنا من الغربيين .. وفى الغربة يزداد انتماءنا لبلادنا .. ويزداد شوقنا إلى سماع اسمها ولو كان مجردا من أية إضافة .. فمابالنا واليوم سأستمع من مدرسي وحوله عشرات الزميلات إلى حديثه عن تاريخ مصر القديم وحضارتها الصامدة بشموخ .. فى تحد لكل عوامل التعرية ونكبات الطبيعة .
وعندئذ وقفت فى فخر وقلت له أنا مصرية .. فابتسم وقال لي إذن اعدي لنا بحثا عن الحضارة المصرية .. ساعتها أخذتني نشوة عارمة شعرت بعدها أنني صعدت إلى السماء وعدت إلى الأرض بعد أن تلبث جسدي بروح ايزيس مصر .. وأخذت أنصت إليه وهو يشرح تاريخ مصر المجيد .. لكن لا أدري كيف نسيت أن هذا المدرس هو فى النهاية رجل غربي يحمل بين جنباته كل أحقاد الغرب على حضاراتنا وهويتنا .. ويحمل كذلك نفس نظرة الإستعلاء الغربية المستترة أحيانا والمعلنة أحيانا أخرى .. فأخذ يدس السم فى العسل وبدأ يشكك فى انتساب تاريخ الفراعنة إلى المصريين وقال بالحرف الواحد : لو أن الشعوب المصرية والعربية هي التي صنعت هذا التاريخ العظيم فى فن العمارة والتحنيط وعلوم الهندسة والكيمياء والطب والنظم الإدارية وغيرها وغيرها .. لتملكوا العالم كله .. فهناك حضارت قديمة اشتهرت ولكنها اندثرت .. مثل الحضارة الآشورية والبابلية والطولونية .. أما الحضارة المصرية القديمة فمازالت محل اعجاب ودهشة .. يقف أمامها العلم الحديث بكل انجازاته عاجزا عن ادراك سر واحد من أسرارها .. فلو كان هذا هو تاريخكم لسيطرتم على العالم وككنتم اساتذته فى كل المجالات .. لكن واقعكم يقول أنكم شعوب متخلفة كسولة .
ثم قال كلمة أزعجتني وأخرجتني من روح ايزيس .. لم تعد إلي روح مها .. ولكنني أمام ما قاله .. صرت وكأننني جسدا هامدا ميتا لاحياة فيه .. لقد قال يكفيأن لديكم شهرا اسمه رمضان .. يمارس فيه العرب والمسلمين كل طقوس الكسل والإنقطاع عن العمل وفوق ذلك .. يمارس فيه أيضا طقوس من التبذير والإسراف فى تناول الطعام والشراب حتى يصابوا بالتخمة !!
نظر إلي أبي واحتضني وقال لي ياابنتي ليس هذا هو الإسلام .. ولاتاريخ الإسلام .. ولا تعاليم الإسلام ...
قلت له : إذن فالمدرس يكذب ...
قال : لا ياابنتي ولكنه بالتأكيد يجهل كثيرا من تعاليم الإسلام ومنهجه فى الحياة ..
قلت : وكيف لمدرس أن يجهل تاريخ وعقيدة أمة ضاربة فى أعماق التاريخ والجغرافيا .
قال : هو يتحدث بما يراه من أحوال امتنا التى تركت دينها وعقيدتها ونكصت على أعقابها لكن ماتزال تحمل اسمه ومازال الغرب ينظر إلى الإسلام من خلال نظرته إلأى احوالنا ..
ثم قال : هو أيضا يحمل ارثا عظيما من العداء والتربص لهذه الأمة .. ويجهل أيضا كثيرا من واقع المسلمين .. هو فقط نظر إلى النصف الفارغ من الكوب .. أو بعض السلبيات الموجودة فى مجتماعتنا والتى لاننكرها ويجب أن نتخلص منها .. لكنها أبدا ليست نابعة من ديننا ولاعلاقة لها بالإسلام بل على العكس إنها تخالف هذه التعاليم وتخالف تاريخ المسلمين فى شهر رمضان والذي شهد جانبا كبيرا من حروب المسلمين مع أعدائهم .. وحتى فى عصرنا الحديث هل نسيتي حرب اكتوبر .. التى كانت فى العاشر من شهر رمضان .. وهل تعلمي أن كثيرا من جنودنا أصروا على الصيام رغم قذائف االلهب والمشاق التى تكبدوها فى ساحة القتال .. وهنا نظر إلي نظرة أخرى والإبتسامة لاتفارقه وقال : الآن يامها جاء دورك ودور جيلك من الشباب .. لتقومي بتعريف الغرب حقيقة الإسلام وعظمة الإسلام .. وتزيلوا عن وجهه المشرق كل الأقنعة الزائفة التى جعلت الغربي ينظر إلى الإسلام بمنظار أسود وعتم .. فلا يرى فيه إلا كل نقيصه !!!!
ولكن يبدو أن كلام أبي لم يقنع عمتي .. أو لم يشف غليلها مما قاله الإستاذ فى حق الإسلام .. فقالت له : لابد وأن تذهبغدا إلى المدرسة لتحاسب هذا المدرس على مااقترفه فى حق االإسلام وفى حق شعوبنا .. فبادرها أبي قائلا لها : لا .. هذا لايصح لعدة امور :
أولها : أننى لاأريد لإبنتي أن تفقد ثقتها بمدرسها .. لأنها ربما بعد ذلك تفقد ثقتها بكل من يقوم بالتدريس لها .
ثانيها : أننا نريد للجيل الثاني من العرب والمسلمين والذى تنتمى إليه مها .. أن يمارس دوره فى تعريف الغرب بالإسلام .. من خلال آليات ربما لاتتوافر للدعاة الرسميين أنفسهم .. من حيث اتقان اللغة الدارجة والتعايش اليومي مع أبناء الغرب ومعرفة اسلوب تفكيرهم والوصول إليهم من خلال تلقائية الدعوة .. وهى أفضل وسائل الدعوة والتربية .. فمهما وزميلاتها لابد وأن يتحملن مسئولية تعريف الغرب بالأسلام والحضارة على عاتقهن .
وهنا لابد أو اوضح لك حقيقة مهمة .. وهي أن الجيل الأول من العرب والمسلمين والذي قدم إلى اوربا والغرب .. إنما قدم لأسباب اقتصادية بحته .. ولم تكن لتشغله قضية الدفاع عن صورة الإسلام كثيرا .. ليس لنقص فى ايمانه بالإسلام .. وإنما لوضعه الحرج حيث لم يكن يتمتع بكثير من حقوق المواطنة والإقامة ... أما الجيل الثاني الذى تنتمي إليه مها .. فقد اكتسب بحكم الزمان كثيرا من حقوق المواطنة التي يتمتع بها الغربي نفسه .. وأصبح يحمل جنسية البلد .. وصارت له علاقات اجتماعية كثيره بأهل البلد .. ولذلك فهذا االجيل الذى تنتمي إليه مها لابد ووأن يكون جيلا مقاتلا ولدية قضية يعمل من أجلها غير الإشتغال بالعلم ولقمة العيش .. قضية حماية تاريخها ودينها وهويتها وحضارتها وكيفية الدفاع عن شخصيتها الإعتبارية كمصرية عربية مسلمة .
قلت لأبي : ولكن هناك سؤالا لايزال يحيرني .. ولم أقتنع حتى الآن بأية إجابة أسمعها .. وهو لماذا تخلف العرب والمسلمون وتقدم الغرب .. بل وكثيرا من الدول الأسيوية كالصين والهند وغيرهما ؟؟
وإلى لقاء فى الحلقة الثانية

تهنئة من كل قلبي إلى امتنا العربية والإسلامية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك .. شهر القرآن العظيم والخير الوفير .. أعاده الله علينا باليمن والبركات .. وأعزنا الله بالإسلام .. وبهذه المناسبة يسرني أن أقدم لكم على مدار ثلاث حلقات بعض ذكريات الطفولة التى عشتها فى الغرب .. وسنرى من خلالها كيف يحاول الغرب أن يطعننا فى ديننا ويشكك فى عقيدتنا .. حتى ونحن فى زمن الطفولة .. لايرحمنا الغرب من مخططاته .. ولايراعي طفولتنا .. لقد تذكرت كيف حاول مدرسي أن يدخل الشك فى قلبي من خلال وصفه لشهر رمضان الكريم بأنه شهر الكسل والخمول .. وكيف استطاع والدي بشىء من الحكمة أن يقتلع ويزيل من نفسي كل علامات الشك التى حاول مدرسي أن يزرعها فى نفسي بل وحملني أبي أمانة التعريف بالإسلام فى الغرب وتصحيح المفاهيم لديهم فإليكم الحلقة الأولى
عندما سمعت تصريحات البابا الأخيرة عن الإسلام ، والتى أثارت عاصفة شديدة لم تهدأ أمواجها بعد .. وسألت نفسي سؤالا مهما .. هل استطعنا نحن المسلمون أن نصل بالدين الإسلامي وبالقيم الإسلامي على وجهها الصحيح إلى الغرب ؟؟ وهل استطعنا أن نحمل قيم الحضارة الإسلامية للغرب ؟؟
ولا أدري لماذا تذكرت ماحدث لي عندما كنت طفلة فى سنوات دراستي الأولى عندما صرخت ثم ارتميت فى حضن والدي صائحة فى وجهه .. لاأريد أن أكون مسلمة .. فظهرت علامات الإنزعاج والقلق على وجهه والدي الذى كانت حبات مياه الوضوء التى لم تجف بعد تتلألأ على جبينه .. فأخذني وضمنى إلى صدره وقال لى هدأي من روعك .. واحكي لي ماذا حدث بالضبط .. فلقد ودعتك فى الصباح وانت ذاهبة إلى مدرستك وكنت وكأنك تخرجين لإستقبال أجمل يوم فى حياتك .. نعم أتذكر هذا اليوم الذي ظللت أستعد له كثيرا .. فجمعت كثيرا من الصور والتحف التذكارية لإهدائها إلى صديقاتي فى المدرسة .. فاليوم سيحكي لي مدرس التاريخ .... عن تاريخ مصر وحضارتها العظيمة ، وكم كنت أشعر بالزهو والفخر الذى ربما لانشعر به كثيرا ونحن فى بلادنا .. فأنا مصرية والجميع هنا من الغربيين .. وفى الغربة يزداد انتماءنا لبلادنا .. ويزداد شوقنا إلى سماع اسمها ولو كان مجردا من أية إضافة .. فمابالنا واليوم سأستمع من مدرسي وحوله عشرات الزميلات إلى حديثه عن تاريخ مصر القديم وحضارتها الصامدة بشموخ .. فى تحد لكل عوامل التعرية ونكبات الطبيعة .
وعندئذ وقفت فى فخر وقلت له أنا مصرية .. فابتسم وقال لي إذن اعدي لنا بحثا عن الحضارة المصرية .. ساعتها أخذتني نشوة عارمة شعرت بعدها أنني صعدت إلى السماء وعدت إلى الأرض بعد أن تلبث جسدي بروح ايزيس مصر .. وأخذت أنصت إليه وهو يشرح تاريخ مصر المجيد .. لكن لا أدري كيف نسيت أن هذا المدرس هو فى النهاية رجل غربي يحمل بين جنباته كل أحقاد الغرب على حضاراتنا وهويتنا .. ويحمل كذلك نفس نظرة الإستعلاء الغربية المستترة أحيانا والمعلنة أحيانا أخرى .. فأخذ يدس السم فى العسل وبدأ يشكك فى انتساب تاريخ الفراعنة إلى المصريين وقال بالحرف الواحد : لو أن الشعوب المصرية والعربية هي التي صنعت هذا التاريخ العظيم فى فن العمارة والتحنيط وعلوم الهندسة والكيمياء والطب والنظم الإدارية وغيرها وغيرها .. لتملكوا العالم كله .. فهناك حضارت قديمة اشتهرت ولكنها اندثرت .. مثل الحضارة الآشورية والبابلية والطولونية .. أما الحضارة المصرية القديمة فمازالت محل اعجاب ودهشة .. يقف أمامها العلم الحديث بكل انجازاته عاجزا عن ادراك سر واحد من أسرارها .. فلو كان هذا هو تاريخكم لسيطرتم على العالم وككنتم اساتذته فى كل المجالات .. لكن واقعكم يقول أنكم شعوب متخلفة كسولة .
ثم قال كلمة أزعجتني وأخرجتني من روح ايزيس .. لم تعد إلي روح مها .. ولكنني أمام ما قاله .. صرت وكأننني جسدا هامدا ميتا لاحياة فيه .. لقد قال يكفيأن لديكم شهرا اسمه رمضان .. يمارس فيه العرب والمسلمين كل طقوس الكسل والإنقطاع عن العمل وفوق ذلك .. يمارس فيه أيضا طقوس من التبذير والإسراف فى تناول الطعام والشراب حتى يصابوا بالتخمة !!
نظر إلي أبي واحتضني وقال لي ياابنتي ليس هذا هو الإسلام .. ولاتاريخ الإسلام .. ولا تعاليم الإسلام ...
قلت له : إذن فالمدرس يكذب ...
قال : لا ياابنتي ولكنه بالتأكيد يجهل كثيرا من تعاليم الإسلام ومنهجه فى الحياة ..
قلت : وكيف لمدرس أن يجهل تاريخ وعقيدة أمة ضاربة فى أعماق التاريخ والجغرافيا .
قال : هو يتحدث بما يراه من أحوال امتنا التى تركت دينها وعقيدتها ونكصت على أعقابها لكن ماتزال تحمل اسمه ومازال الغرب ينظر إلى الإسلام من خلال نظرته إلأى احوالنا ..
ثم قال : هو أيضا يحمل ارثا عظيما من العداء والتربص لهذه الأمة .. ويجهل أيضا كثيرا من واقع المسلمين .. هو فقط نظر إلى النصف الفارغ من الكوب .. أو بعض السلبيات الموجودة فى مجتماعتنا والتى لاننكرها ويجب أن نتخلص منها .. لكنها أبدا ليست نابعة من ديننا ولاعلاقة لها بالإسلام بل على العكس إنها تخالف هذه التعاليم وتخالف تاريخ المسلمين فى شهر رمضان والذي شهد جانبا كبيرا من حروب المسلمين مع أعدائهم .. وحتى فى عصرنا الحديث هل نسيتي حرب اكتوبر .. التى كانت فى العاشر من شهر رمضان .. وهل تعلمي أن كثيرا من جنودنا أصروا على الصيام رغم قذائف االلهب والمشاق التى تكبدوها فى ساحة القتال .. وهنا نظر إلي نظرة أخرى والإبتسامة لاتفارقه وقال : الآن يامها جاء دورك ودور جيلك من الشباب .. لتقومي بتعريف الغرب حقيقة الإسلام وعظمة الإسلام .. وتزيلوا عن وجهه المشرق كل الأقنعة الزائفة التى جعلت الغربي ينظر إلى الإسلام بمنظار أسود وعتم .. فلا يرى فيه إلا كل نقيصه !!!!
ولكن يبدو أن كلام أبي لم يقنع عمتي .. أو لم يشف غليلها مما قاله الإستاذ فى حق الإسلام .. فقالت له : لابد وأن تذهبغدا إلى المدرسة لتحاسب هذا المدرس على مااقترفه فى حق االإسلام وفى حق شعوبنا .. فبادرها أبي قائلا لها : لا .. هذا لايصح لعدة امور :
أولها : أننى لاأريد لإبنتي أن تفقد ثقتها بمدرسها .. لأنها ربما بعد ذلك تفقد ثقتها بكل من يقوم بالتدريس لها .
ثانيها : أننا نريد للجيل الثاني من العرب والمسلمين والذى تنتمى إليه مها .. أن يمارس دوره فى تعريف الغرب بالإسلام .. من خلال آليات ربما لاتتوافر للدعاة الرسميين أنفسهم .. من حيث اتقان اللغة الدارجة والتعايش اليومي مع أبناء الغرب ومعرفة اسلوب تفكيرهم والوصول إليهم من خلال تلقائية الدعوة .. وهى أفضل وسائل الدعوة والتربية .. فمهما وزميلاتها لابد وأن يتحملن مسئولية تعريف الغرب بالأسلام والحضارة على عاتقهن .
وهنا لابد أو اوضح لك حقيقة مهمة .. وهي أن الجيل الأول من العرب والمسلمين والذي قدم إلى اوربا والغرب .. إنما قدم لأسباب اقتصادية بحته .. ولم تكن لتشغله قضية الدفاع عن صورة الإسلام كثيرا .. ليس لنقص فى ايمانه بالإسلام .. وإنما لوضعه الحرج حيث لم يكن يتمتع بكثير من حقوق المواطنة والإقامة ... أما الجيل الثاني الذى تنتمي إليه مها .. فقد اكتسب بحكم الزمان كثيرا من حقوق المواطنة التي يتمتع بها الغربي نفسه .. وأصبح يحمل جنسية البلد .. وصارت له علاقات اجتماعية كثيره بأهل البلد .. ولذلك فهذا االجيل الذى تنتمي إليه مها لابد ووأن يكون جيلا مقاتلا ولدية قضية يعمل من أجلها غير الإشتغال بالعلم ولقمة العيش .. قضية حماية تاريخها ودينها وهويتها وحضارتها وكيفية الدفاع عن شخصيتها الإعتبارية كمصرية عربية مسلمة .
قلت لأبي : ولكن هناك سؤالا لايزال يحيرني .. ولم أقتنع حتى الآن بأية إجابة أسمعها .. وهو لماذا تخلف العرب والمسلمون وتقدم الغرب .. بل وكثيرا من الدول الأسيوية كالصين والهند وغيرهما ؟؟
وإلى لقاء فى الحلقة الثانية
تعليق