[align=justify]اللحظة الشعرية الراهنة
1
ليس لدى قلمي شك في أن الكتابة في هذا الموضوع صعبة ومحرجة ومحفوفة بالمخاطر فهي تتطلب أولا أن تكون عضوا فاعلا ومؤثرا في هذه اللحظة الشعرية ثم تقفز خارجها لتكتب عنها بتجرد وحيادية وبرؤية كلية عامة وشاملة وهذا ما لا يمكن ضمان حدوثه، فلا هناك تسليم بأني عضو فاعل ومؤثر في اللحظة الشعرية الراهنة - دعك من يقيني الداخلي بذلك - ولا هناك استسلام لإمكانية القفز خارج الظاهرة ذاتها لتكتب عن "ذات الظاهرة" كلها..!!
2
وكذلك تتطلب الكتابة عن اللحظة الشعرية الراهنة الإحاطة القرائية بالمنجز الشعري الحديث كله - لا الحداثي أو التحديثي - فقط - وهذا أمر غير متحقق بالنسبة لي فإضافة إلى أن معظم المنجز الشعري الجديد غير منشور في طبعات ورقية بسبب عوامل الرقابة والاستبداد والجهل والإمساك بتلابيب أزمنة ولت، وأشكال بليت، وتقاليد فنية عفى عليها الزمان العفي، وكذلك فإن المنجز الشعري المطبوع ليس لدي القدرة على قراءته - وإن كنت أحب ذلك - لأسباب شخصية ليس لها دخل بالجمارك ولا بتوافر هذه الكتب في محافظات جنوب مصر ولا انعدام وجود هذه النوعية من الكتب في المكتبات العامة والمؤسسات الرسمية!!
3
يبدو والله أعلم أن المجتمع العربي على تنوع ثقافاته واتجاهاته لا يرغب في الاعتراف بأحقية القصيدة الجديدة في الوجود والحياة والعيش بأمن والتحرك بسلام على الأرض وبين المواطنين البؤساء / السعداء، وفى هذا ما يكفي للدلالة على انتكاسة هذا المجتمع الخائب وعودته جريا للوراء، وردته فكرا وثقافة وعلما وسلوكا، كما أن فيه دلالة على رغبة هذا المجتمع العادل في ستر عوراته، ورضاه بالفساد، وسعادته بالمفسدين، لذلك فهو يقف بالمرصاد للقصيدة الجديدة التي لا يتقن أدواتها ولا يعرف أساليبها، ولا يوقن بمراداتها ومقاصدها، لذا فهو يتوجس منها خوفا، ويقف أمامها هلعا ورعبا، إنه يخشى أن تعريه وتكشفه في أي سطر من سطورها أو في أي صورة من صورها، أو في أي جملة من جملها، خاصة وأن هذه السطور وتلك الصور، وهاتيك الجمل في مجملها "غير موزونة " وبالتالي فهي صادرة من عقول مهووسة غير قادرة على "وزن الكلام" قبل صدوره، إنها عقول غير مسئولة ورؤوس ليست أهلا لتحمل المسئولية، ومراعاة مقتضى حال المجتمع ومعاملته على ما هو عليه، وستره وعدم كشف عوراته كما أمرنا الدين الحنيف بالستر، واستقرت عوائد المجتمع وتقاليده على الستر العلني، والهمز واللمز والغمز الخفي!!!
4
لن يتخلى الوطن العربي الكبير عن الشعر كحامل لقضاياه وموصل لرسائله، ولسان معبر عن حاله، لأن هذا الوطن العربي الكبير مبنى أصلا على الكلام الصائت، ولهذا كانت المعجزة الخاصة به والمنزلة من عند الله العلي هي القرآن الكريم وهو كتاب مقروء وكلام مكتوب، إذن فالكلام أساس عظيم من أسس بناء هذا الوطن الخالد، صحيح نحن نمر بفترة لا تظهر فيها سطوة الشعر وتسمح للبعض بالتحدث عن "دولة الرواية " وعصرها ولكنها فترة انتقالية سرعان ما تنقلب ليعود للشعر مجده حالما تصل القصيدة الجديدة للمواطن الماشي على رجليه، والموظف البسيط، والعامل الكادح، والفلاح الفصيح، والأعرابي / البدوي الرحال أو المرتحل دوما، ساعتها ستقوم رابطة قوية ولغة مشتركة بين القصيدة الجديدة وتقنياتها الحداثية وأساليبها في القول وبين جينات الإنسان العربي المفطور على حب الشعر وتخليده، وستسطع الرواية وفنون القص والحكي بقدر اقتراب هذه الفنون من الشعر، ولذلك ترى النقاد يمدحون الروائيين والقاصين بأنهم يمتلكون "لغة شعرية"، هل رأيت ناقدا يمتدح شاعرا لأنه يمتلك لغة قصصية أو قدرة على السرد والحكي والثرثرة، للشعر مجده وبهاؤه حتى وإن لم يظهر ذلك في بعض الأزمنة ليكون دليلا عليها فيما بعد!!
5
الرقيب عندنا
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من الرواية
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من القصة
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من السينما
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من المسرح
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من الصحافة
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من مراكز الأبحاث الإستراتيجية
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من المراكز الثقافية الأجنبية
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من حوادث الطرق
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من الحروب
يخاف من الشعر..
وهو محق
وأنا أقدم له - هل أقول نيابة عن الشعر-
تحية إجلال وإكبار
الرقيب وحده الذي يعطى الشعر في هذا الزمان قدره
وينزله منزلته
فالشعر مدمر
الشعر زلزال
الشعر بركان
الشعر: صاعقة
الشعر: طاقة في الروح
أقوى من الأسلحة النووية
أقوى من الأسلحة الكيماوية
الشعر جميل وجليل...
وبهي!!!
الشعر: روح
"ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "!!!
6
القصيدة الجديدة
سوف تجعلنا نحب التوراة أكثر
نحب الإنجيل أكثر
نحب القرآن أكثر
7
القصيدة الجديدة ستجعلنا نكتشف مسارات الشعر عند مولانا محي الدين ابن عربي وبهاءات القصيدة عند مولانا جلال الدين الرومي وإشراقات الرؤية عند القاضي عبد الجبار النفري ورائحة الليمون في "القناوية"!!!
8
القصيدة الجديدة
هي وحدها القادرة على اكتشاف
إيمان الكافرين بقدرة الفن على العطاء
وزندقة المؤمنين بالتقنيات القديمة
والأشكال العتيقة فيما يتوهم أنه شعر وما هو بشعر
ولكن أكثر النقاد لا يفقهون!!!
9
يا فارس خضر
يا عماد أبو صالح
يا على منصور
يا عماد فؤاد
يا فاطمة ناعوت وهدى حسين
يا جمانه حداد وفاطمة الشريف
يا بهاء علاء الدين رمضان
يا فتحي عبد السميع
يا مدرسا في الأزهر الشريف
يا إخوتنا الكبار:
ماجد يوسف/ وديع سعادة / حلمي سالم / عبد المنعم الفقير / محمد آدم / سيف الرحبي/ قاسم حداد / عبد المنعم رمضان / محمد النبهان / محمد سليمان / كريم هزاع / يسرى حسان / دخيل خليفة / مجدي الجابري / نادي حافظ / محمد أبو المجد / بريهان قمق /
يا أطفال الشعر الحليب الكبار: فؤاد حداد/ أمل دنقل / أدونيس / محمد الماغوط / طرفة بن العبد / أنسى الحاج / أبو فراس / العباس ابن الأحنف / محمد مهران السيد
أبشروا عما قريب سوف تكونون سلفييين جدا
جدا
ومن يدرى فربما تمطركم الأجيال القادمة باللعنات لثباتكم
وعدم قدرتكم على التحرر والتجدد والحركة للمستقبل
تحركوا - الآن -
أرجوكم
حاولوا أن تنقذوا أنفسكم من لعنات الأيام القادمة علينا كالإعصار الحالي ؟!!!
* * * *
محمود الأزهرى
مصر
نشرت هذه الدراسة فى مجلة الثقافة الجديدة[/align]
1
ليس لدى قلمي شك في أن الكتابة في هذا الموضوع صعبة ومحرجة ومحفوفة بالمخاطر فهي تتطلب أولا أن تكون عضوا فاعلا ومؤثرا في هذه اللحظة الشعرية ثم تقفز خارجها لتكتب عنها بتجرد وحيادية وبرؤية كلية عامة وشاملة وهذا ما لا يمكن ضمان حدوثه، فلا هناك تسليم بأني عضو فاعل ومؤثر في اللحظة الشعرية الراهنة - دعك من يقيني الداخلي بذلك - ولا هناك استسلام لإمكانية القفز خارج الظاهرة ذاتها لتكتب عن "ذات الظاهرة" كلها..!!
2
وكذلك تتطلب الكتابة عن اللحظة الشعرية الراهنة الإحاطة القرائية بالمنجز الشعري الحديث كله - لا الحداثي أو التحديثي - فقط - وهذا أمر غير متحقق بالنسبة لي فإضافة إلى أن معظم المنجز الشعري الجديد غير منشور في طبعات ورقية بسبب عوامل الرقابة والاستبداد والجهل والإمساك بتلابيب أزمنة ولت، وأشكال بليت، وتقاليد فنية عفى عليها الزمان العفي، وكذلك فإن المنجز الشعري المطبوع ليس لدي القدرة على قراءته - وإن كنت أحب ذلك - لأسباب شخصية ليس لها دخل بالجمارك ولا بتوافر هذه الكتب في محافظات جنوب مصر ولا انعدام وجود هذه النوعية من الكتب في المكتبات العامة والمؤسسات الرسمية!!
3
يبدو والله أعلم أن المجتمع العربي على تنوع ثقافاته واتجاهاته لا يرغب في الاعتراف بأحقية القصيدة الجديدة في الوجود والحياة والعيش بأمن والتحرك بسلام على الأرض وبين المواطنين البؤساء / السعداء، وفى هذا ما يكفي للدلالة على انتكاسة هذا المجتمع الخائب وعودته جريا للوراء، وردته فكرا وثقافة وعلما وسلوكا، كما أن فيه دلالة على رغبة هذا المجتمع العادل في ستر عوراته، ورضاه بالفساد، وسعادته بالمفسدين، لذلك فهو يقف بالمرصاد للقصيدة الجديدة التي لا يتقن أدواتها ولا يعرف أساليبها، ولا يوقن بمراداتها ومقاصدها، لذا فهو يتوجس منها خوفا، ويقف أمامها هلعا ورعبا، إنه يخشى أن تعريه وتكشفه في أي سطر من سطورها أو في أي صورة من صورها، أو في أي جملة من جملها، خاصة وأن هذه السطور وتلك الصور، وهاتيك الجمل في مجملها "غير موزونة " وبالتالي فهي صادرة من عقول مهووسة غير قادرة على "وزن الكلام" قبل صدوره، إنها عقول غير مسئولة ورؤوس ليست أهلا لتحمل المسئولية، ومراعاة مقتضى حال المجتمع ومعاملته على ما هو عليه، وستره وعدم كشف عوراته كما أمرنا الدين الحنيف بالستر، واستقرت عوائد المجتمع وتقاليده على الستر العلني، والهمز واللمز والغمز الخفي!!!
4
لن يتخلى الوطن العربي الكبير عن الشعر كحامل لقضاياه وموصل لرسائله، ولسان معبر عن حاله، لأن هذا الوطن العربي الكبير مبنى أصلا على الكلام الصائت، ولهذا كانت المعجزة الخاصة به والمنزلة من عند الله العلي هي القرآن الكريم وهو كتاب مقروء وكلام مكتوب، إذن فالكلام أساس عظيم من أسس بناء هذا الوطن الخالد، صحيح نحن نمر بفترة لا تظهر فيها سطوة الشعر وتسمح للبعض بالتحدث عن "دولة الرواية " وعصرها ولكنها فترة انتقالية سرعان ما تنقلب ليعود للشعر مجده حالما تصل القصيدة الجديدة للمواطن الماشي على رجليه، والموظف البسيط، والعامل الكادح، والفلاح الفصيح، والأعرابي / البدوي الرحال أو المرتحل دوما، ساعتها ستقوم رابطة قوية ولغة مشتركة بين القصيدة الجديدة وتقنياتها الحداثية وأساليبها في القول وبين جينات الإنسان العربي المفطور على حب الشعر وتخليده، وستسطع الرواية وفنون القص والحكي بقدر اقتراب هذه الفنون من الشعر، ولذلك ترى النقاد يمدحون الروائيين والقاصين بأنهم يمتلكون "لغة شعرية"، هل رأيت ناقدا يمتدح شاعرا لأنه يمتلك لغة قصصية أو قدرة على السرد والحكي والثرثرة، للشعر مجده وبهاؤه حتى وإن لم يظهر ذلك في بعض الأزمنة ليكون دليلا عليها فيما بعد!!
5
الرقيب عندنا
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من الرواية
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من القصة
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من السينما
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من المسرح
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من الصحافة
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من مراكز الأبحاث الإستراتيجية
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من المراكز الثقافية الأجنبية
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من حوادث الطرق
يخاف من الشعر أكثر من خوفه من الحروب
يخاف من الشعر..
وهو محق
وأنا أقدم له - هل أقول نيابة عن الشعر-
تحية إجلال وإكبار
الرقيب وحده الذي يعطى الشعر في هذا الزمان قدره
وينزله منزلته
فالشعر مدمر
الشعر زلزال
الشعر بركان
الشعر: صاعقة
الشعر: طاقة في الروح
أقوى من الأسلحة النووية
أقوى من الأسلحة الكيماوية
الشعر جميل وجليل...
وبهي!!!
الشعر: روح
"ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "!!!
6
القصيدة الجديدة
سوف تجعلنا نحب التوراة أكثر
نحب الإنجيل أكثر
نحب القرآن أكثر
7
القصيدة الجديدة ستجعلنا نكتشف مسارات الشعر عند مولانا محي الدين ابن عربي وبهاءات القصيدة عند مولانا جلال الدين الرومي وإشراقات الرؤية عند القاضي عبد الجبار النفري ورائحة الليمون في "القناوية"!!!
8
القصيدة الجديدة
هي وحدها القادرة على اكتشاف
إيمان الكافرين بقدرة الفن على العطاء
وزندقة المؤمنين بالتقنيات القديمة
والأشكال العتيقة فيما يتوهم أنه شعر وما هو بشعر
ولكن أكثر النقاد لا يفقهون!!!
9
يا فارس خضر
يا عماد أبو صالح
يا على منصور
يا عماد فؤاد
يا فاطمة ناعوت وهدى حسين
يا جمانه حداد وفاطمة الشريف
يا بهاء علاء الدين رمضان
يا فتحي عبد السميع
يا مدرسا في الأزهر الشريف
يا إخوتنا الكبار:
ماجد يوسف/ وديع سعادة / حلمي سالم / عبد المنعم الفقير / محمد آدم / سيف الرحبي/ قاسم حداد / عبد المنعم رمضان / محمد النبهان / محمد سليمان / كريم هزاع / يسرى حسان / دخيل خليفة / مجدي الجابري / نادي حافظ / محمد أبو المجد / بريهان قمق /
يا أطفال الشعر الحليب الكبار: فؤاد حداد/ أمل دنقل / أدونيس / محمد الماغوط / طرفة بن العبد / أنسى الحاج / أبو فراس / العباس ابن الأحنف / محمد مهران السيد
أبشروا عما قريب سوف تكونون سلفييين جدا
جدا
ومن يدرى فربما تمطركم الأجيال القادمة باللعنات لثباتكم
وعدم قدرتكم على التحرر والتجدد والحركة للمستقبل
تحركوا - الآن -
أرجوكم
حاولوا أن تنقذوا أنفسكم من لعنات الأيام القادمة علينا كالإعصار الحالي ؟!!!
* * * *
محمود الأزهرى
مصر
نشرت هذه الدراسة فى مجلة الثقافة الجديدة[/align]
تعليق