محترم 000قبل الحصاد
دخلت عليهما الخادمة،ذات الستة عشر ربيعا،بثياب قصيرة و مريلة مشجرة ،توحي بألوان زاهية قزحية وصدر مندفع ،بارز
،تكاد تخرج من القميص عنوة حيث فُقِد زرّان من العروة ،وببشاشة وجه و صوت عذب قالت لمعلمتها:
- رجل آخر على الباب000؟
بتثاقل و ترنح قامت السيدة مازال في كأسها ثمالة، وضعته على صينية زجاجية تلمع كالألماس واستأذنت من جليسها بعض الوقت0
كانت تعتبر هذا الجليس ضيفا ، لذا كانت له معزة و اهتمام خاص،ولدى مغادرتها طلبت له كأساً آخر من النبيذ المعتق
أما هو ، فقد مد يده الى طاولة قريبة لجلب مجلة فنية ، بدت له من الغلاف ان معظم صورها مشوهة بقلم -البيك- حيث رسم شوارب لفتاة جميلة من عارضات الأزياء،وزوالف و نظارات لممثلة معروفة ،وكتابات مبعثرة على فخذ ممثلة،ورسالة عشق وهيام موقعة بحرف سين0
* * *
تحركت أكرة الباب،رفع بصره باتجاه الخادمة و الكؤوس المليئة بالشراب،حيث وضعت أمامه على طربيزة خشبية،كأسه المخصوص 0وقالت بغنج:
-هذان الكأسان للمدام وعريس الغفلة0 وخرجت دون أن توصدالباب0
كان الجو صيفا،حيث نسمات الهواء تلفح ستائر النوافذ وتهزها بلطف كرقصة سلوهادئة،وكأنها تستأذن بالدخول لتطارد ذاك الدخان الخارج من فم الجليس وسيكارته0
وهو يقلب صفحات المجلة،سمع صوتا،أحس من الوهلة الأولى بأن هذا الصوت مألوف لديه 000 سمعه بلا شك 000ولكن أين؟0000أين يا(000)0؟
- (نادى الخادمة وسألها بفضول) :تأخرت سيدتك0 فمن ضيفها العزيز يا ترى ؟!000
- ابتسمت بخبث0000؟
- غني اذا ؟000لهذا أطالت الجلوس-القعدة- معه 0ونستني تماما0 هل اصبحت خرقة بالية0000أم جيفة؟
- أبدا،سيدي0 أنت الكل0
- اذا ما تسويغك لتأخيرها0ألا يدل ذلك على أنني أصبحت في عداد000 - ولم يكمل- فردّت الخادمة:
- سلني أنا؟ فهي تعترف لي عن مكنونات قلبها0
- بالطبع أنت أمينة سرها(قالها بسخرية)0
- نعم سيدي،أمينة سرها،أما سؤالك عن الشخص الموجود،فهو قادم من منطقة الجزيرة0 أسمه 0000أسمه000(رفعت عينها باتجاه السقف و وضعت سبابتها في فمها)0إسمه يبدأ بحرف الفاء على ماأظن0 فراس00فارس00فادي00أيوه تذكرت0- وقبل أن تنطق باسمه - ازداد خفقان قلبه0
اسمه فؤاد0نعم فؤاد0000نعم 0نعم0
- وبعفوية تامة صاح : غير معقول،0000مستحيل أن يكون000-وتمتم مع ذاته - قد يكون هناك شخص آخر يدعى بهذا الاسم 0 تهدل صوته وانخفض وقال : الصوت 000النبرة000الحرف المدغوم لديه، ثم اردف قائلا :
لا000 لا 000لا أصدق 000انه رجل محترم0 أولاده أصغرهم أكبر مني سنا 0
- ردّت الخادمة :أنت أيضا محترم، لم لا تسأل ذاتك ؟0أمثالكم كثر0 أليس الداخل رجل كباقي الرجال، له مشاعر وغريزة000 ألم يهبنا الله نعمة الشهوة ؟0وعلى ما اعتقد فقد وهبها للبشرية جميعا؟!000لم يفرق بين محترم و غير محترم، أم أنت الذي تملكها و غيرك لا 000مثلما تبغي السعادة و اللذة، بالتأكيد هو أيضا يطمح لذلك0000
- بالرغم من صغر سنك ،ألا انك تبدين لعينة0
- ابتسمت000
- ولكن لن أصدقك؟0بالتأكيد هذا الرجل ليس المقصود، قد يكون الصوت و النبرة والأدغام تتشابه لحد ما 00حتى الاسم 000نعم الاسم 000أما العم فؤاد الذي اعنيه فذاك مستحيل؟0
- لماذا مستحيل ؟0 ثم لم انت قلق بشأنه ، أتعرفه ؟ أهو قريبك؟
أتخاف أن يراك هنا ؟0
- لا أبدا000 لقد ذهبت بعيدا000 بعيدا جدا 0 مهما حصل فأنا
شاب ، أما هو متزوج000وله أولاد ومثلما ذكرت لك فصغيرهم
أكبر مني000الا أنني أقولها ثانية لن أصدقك،مهما كان فالذي
أقصده فوق الشبهات ،هيهات أن يكون العم فؤاد ؟ انك تفترين؟
- ولم الافتراء 0 تفضل معي الى الغرفة المجاورة لترى بأم
عينك، و تتأكد بنفسك 0
- كيف ؟00أقابله !!00
- من خلف الستارة0 وتكون قد تخلصت من هذا القلق و التوتر 0000أوكي !!00
* * *
اه 000ياأم ايفون!00ماذا فعلت بالرجل ؟000 وماذا حل به ؟
انه هو 0000هو بذاته 0فسماعه لكاسيتك المسمى بالليبيدو كاف بدخوله لعالمك المخملي الغريب ، فكيف و أنت جالسة على فخذيه، وهو يلف خصرك بيد ووضع يده الأخرى على أردافك المحشوة بالإثم و العهر 000انه في حالة نشوة و سكر تامين0ابتعدت عنه الهيبة و الوقار،و ابتعد عنك قميصك الشفاف وصدرك الذي يبرز فيه النهدان كإجاصتين ممتلئتين،مستويتين،
يمرغ فمه من ذقنك الى رقبتك بحركة انسيابية، و من ثم الى حلمتك اللامبالية –لأنه قد مرّ عليها الكثير الكثير - ويترك
سائلا رطبا من البصاق الممزوج بالخمر على جيدك المحمر من القبلات و العضات 000
* * *
آه000 يا جاري المحترم0000 يا ذا الهيبة و الوقار 000أين
الوقار ؟0
لقد نسيتك الملعونة كل شيء ،و لم تعد تتذكر بأنك تجاوزت الخمسين ، وانك لم تتعر أمام زوجتك يوماً من الأيام بهذاالوضع0000 أين الوقار ؟00
أنسيت أشهرما قبل الحصاد؟00أشهر الشؤم و الفقر المدقع ،أشهر الحرمان ،حيث لا يملك معظم الناس المال في تلك الفترة - وأنت منهم - و يبقون تحت رحمة مصاصي الدماء (درا كولا المواسم )0 تتعرض أنت وغيرك لاستغلالهم وجشعهم ولكي لاتذل لأي مخلوق فتُمضي - توقع -على السند حسب ما يملي عليهم ضميرهم الغائب - القرش بالقرش - أنسيت ؟00معك الحق 0فأفخاذ أم أيفون و خادمتها تنسي الهموم و المشاكل و السلف و العالم والوقار وكل الأشياء0
يا لسوء طالعك،قطعت المسافات ،بعد انتظار طويل00
حصدت0000 وزعت 000و الباقي جلبتها معك لتنثرها بين (000) و تمسح لعابك ،لأجل لحظة سعادة أو لذة وهمية0
آه 000لو تعرف بأنني وراء الستارة 000أشاهد فيلما سينمائيا أنت بطله أو ربما ضحيته0000ولكن من سيصدقني 000من؟0
أاقول لاهالي القرية، بـأن صديقا أخبرني بذلك؟ لاأحديصدق0
أأقول أنني رأيته بعيني هاتين اللتين سيأكلهما الدود؟
سيقولون لي بالتأكيد،ماذا كنت تفعل في ذاك المكان0 و سأفضح ذاتي؟
يا لسوء طالعك وطالعي 000لأنني لم أستطع حتى البوح 0
بقلم : ماهين شيخاني
تعليق