اعـذريـنــي . . .
نحن أمة إقرأ
ونحن لا نقرأ
نحن أيتها العزيزه
لم تمر علينا
كل تلك العهود
المتحضرة
نحن حوصرنا بجهلنا
وبأفكارنا الغريزية
حوصرت قصائدنا
بين أنياب الجهل
وبين الحرية
فلم نفهم لجهلنا
مــاهـي الحـريـة
ياعزيزتي نحن ارتهنا لمزاج الخليفة
أفهمونا الحب
هو حب الملك و.. الخليفه
أفهمونا أن الغنى
هو الفقر لنا
وغنى الخليفة
ونحن مازلنا نعيش عصر القطيـــع
حوصرنا
بالمعـاني .. بالأمـاني
حجزوا عقولنا عنا
ميعوها
هجنوها
لاأعرف بأي دواء
هو داء حقنوها
أفهمونا أن الأدب والشعر والرسم ...ووو
هي أشياء قد تروق للخليفة
وقد .. ولعلها تعدل المزاج قليلآ قليلا
ونحن بغريزة القطيع
بدأنا ولم ولن نسكت
نرسم وجه الملك
نلون لحيته نعدلها
نرتبها نـنـمـقـها
نشذبهـا
فتصبح أحــلى
فيسر الملك والوزير
والجواري والجميع
وبدأ الشعراء
يكتبون
ومن وحي تاريخهم المكبوت
وعقولهم التي هجنت
ودنست وروضت
بدأ الشعراء يكتبون
يوجهون غمام الشعر إلى :
الخليفة
والسلطان
والملك
والوزير
والوالي
وللباشا
وللزعيم
وللبيك
والبي
والآغا
وللأزعر
وللشرطي
وللمهزومين
وللخائفين
ولكل غلمان البلاط
ووووووووو
فأصبح الشعر لغة
لالون لها
لاطعم لها
هي بين المـــاء
وبين الســــراب
هي لغة المصالح
أصبح الشعر آنية للشراب
وللطعام
أصبح يستعمل
ويباع
في محلات الملابس المستعملة
اعذريني
إن أطلت
واعذريني
إن أوجعت
اعذريني ..
أمسكت قلمي .. وبحت له وبحت وبحت وبحت .
تعليق