تويت
ذات مساء مع رمبو
جسدي جدار ثابت
لكنّي أشعر
أنّي في اللاّمكان واللاّزمان
في الهيولـّي ..
أعبرُ ألأزمان والأصقاع
ها أنا في " الحانة الخضراء" 1 "بشارل روا" 2
أجلسُ حيث جلس " رامبو" 3
في الخامسة ذات مساء
جالستُ الأشباح وتداعيتُ قبل السّكر
وأنا أنشدُ في حضرة الجلاّس
(شربنا على ذكر الحبـيـب مدامة
سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم ) 4
قلتُ لي : باسم شياطين الشّعر
وباسم الرّوح القدس
أستحضرُ الأرواح
فكان " رامبو" أمامي ظلاّ
معذّبا من رحلة الشّقاء إلى " عدن "
جثا قدّامي كعبد حبشيّ وقال
هذا كتاب " الاشراقات " 5
وهذا " فصل جحيمي " 6
وتلك رسائلي وبقيّة أشعاري
فأرمِ بالكلّ في النّهر أو في بهجة النّار
قلتُ : رميت ُ .. وما رميت ُ ..
( فنم ملء جفونك عن شوا ردها
سيسهر الخلق جرّاها ويختصم . ) 7
أمّـا وقد شربوا من نهرك واختصموا
واختلفوا فأفصحْ عنكَ
قال : .. وأمّا أنا فراءٍ يتخبّط في المجهول
حرقتني شموس الأمصار
وبحثتُ في المعلوم عن المجهول
فانكسرت وانكسرتْ في الأرض رؤاي
قلتُ : لكم تحيّروا واحتاروا فيك
فمن أين يأتي الشّعر ؟
قال : من غرفة سريّة كأوراق غيم في السّماوات البعيدة يأتي ..
فقلتُ : كيف تتبيّن جيّده ؟
قال : بالحدس أو بالشمّ ، أرمي بعصاي ورؤاي
فينكشفَ الأمرُ
أمسكُ بالليل فيتّضحَ النّهارُ ..
لذا قلتُ : الشاعر نبيّ يترنّحُ في المجهول
فرخٌ يخرج من قشرته
فرحا بالحريّة .. بشيء ما
نزقا بالحياة
يستنبتُ جناحين فيعلو
ويرتطم بالأرض
فيحترقُ .. ويموتُ
قال ... ومضى في جسد اللــّـيل خلاسيّا ...
لكنّي أشعر
أنّي في اللاّمكان واللاّزمان
في الهيولـّي ..
أعبرُ ألأزمان والأصقاع
ها أنا في " الحانة الخضراء" 1 "بشارل روا" 2
أجلسُ حيث جلس " رامبو" 3
في الخامسة ذات مساء
جالستُ الأشباح وتداعيتُ قبل السّكر
وأنا أنشدُ في حضرة الجلاّس
(شربنا على ذكر الحبـيـب مدامة
سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم ) 4
قلتُ لي : باسم شياطين الشّعر
وباسم الرّوح القدس
أستحضرُ الأرواح
فكان " رامبو" أمامي ظلاّ
معذّبا من رحلة الشّقاء إلى " عدن "
جثا قدّامي كعبد حبشيّ وقال
هذا كتاب " الاشراقات " 5
وهذا " فصل جحيمي " 6
وتلك رسائلي وبقيّة أشعاري
فأرمِ بالكلّ في النّهر أو في بهجة النّار
قلتُ : رميت ُ .. وما رميت ُ ..
( فنم ملء جفونك عن شوا ردها
سيسهر الخلق جرّاها ويختصم . ) 7
أمّـا وقد شربوا من نهرك واختصموا
واختلفوا فأفصحْ عنكَ
قال : .. وأمّا أنا فراءٍ يتخبّط في المجهول
حرقتني شموس الأمصار
وبحثتُ في المعلوم عن المجهول
فانكسرت وانكسرتْ في الأرض رؤاي
قلتُ : لكم تحيّروا واحتاروا فيك
فمن أين يأتي الشّعر ؟
قال : من غرفة سريّة كأوراق غيم في السّماوات البعيدة يأتي ..
فقلتُ : كيف تتبيّن جيّده ؟
قال : بالحدس أو بالشمّ ، أرمي بعصاي ورؤاي
فينكشفَ الأمرُ
أمسكُ بالليل فيتّضحَ النّهارُ ..
لذا قلتُ : الشاعر نبيّ يترنّحُ في المجهول
فرخٌ يخرج من قشرته
فرحا بالحريّة .. بشيء ما
نزقا بالحياة
يستنبتُ جناحين فيعلو
ويرتطم بالأرض
فيحترقُ .. ويموتُ
قال ... ومضى في جسد اللــّـيل خلاسيّا ...
-------------------------------------------------
1- الحانة الخضراء : حانة وعنوان قصيدة لأرتور رامبو كتبها سنة
1870 بالمكان ذاته حيث جلس في الخامسة مساء ..
2- شارل روا : مدينة بلجيكيّة
3- إشارة إلى الشاعر الفرنسي أرتور رمبو 1854/1891
4- بـيت شعري لعمر ابن الفارض
5- إشارة إلى كتاب رامبو " إشراقات"
6- إشارة إلى كتاب رامبو " فصل في الجحيم "
7 بيت شعري لأبي الطيب المتنبي
تعليق