تويت
[align=center]أنا مُشتت...[/align]
[align=justify] كم أنا مشتت بين ضميري، وفكري، وعاطفتي، ووجداني، وفطرتي، وعقيدتي... تشتتا عبثيا.. ولن يجمع هذا الشتات إلا أنا...
الكون منظم، الحشرات والكائنات "المجهرية" والحيوانات منظمة... إلا أنا!...
الكون له مركز، وكل ما في الكون يحتوي على نواة.. يا ترى ما هو مركزي، وما هي نواتي؟!
لو عرفت مركزي، ونواتي لاستطعت أن أنظم مسيري كما هي "الالكترونات" حول نواتها، كما هي الأقمار في أفلاكها، كما هو النحل في خليته، كما هو النمل في مملكته...
تقول الفيزياء إن تشتت جسم تبددت طاقته.. يعني طاقتي هي الأخرى مشتتة بسبب عقليتي المنغلقة.. فكم أحتاج من القرون لأجمع شتاتي؟!...
فيا أنا، لماذا تبتعد عني؟! تكلفني الإجابة عن سؤلي تسعة وتسعين في المائة من طاقتي لأجد كلمات تفسر هذا الحدث، وتبرئه، وتعنونه.. ولم يبق لي سوى واحد في المائة للكشف عن حقيقة الحدث!...
كلما فقدت ارتباطي بالمقدسات أجد نفسي متعطشا إلى ما هو أقدس.. لعلها حالة ضمير فقط.. إلى متى وأنا مسلم بالتقليد؟!.. وجدت نفسي في مجتمع أسمع الآذان خمس مرات في اليوم، الناس يصومون، يتعبدون... دخلت الإسلام وأنا مهيأ نفسيا بسبب هذا الحدث اليومي الذي زرع في نفسي هذا التقليد... وهذه دوامة يدور فيها العقل فكيف الخروج؟...
دعني من الجزئيات، وكلمني عن الكليات.. كفاني من فتاوى التحليل والتحريم وحدثني عن سر الوضوء؟ لا تقل لي عند طلوع الفجر.. ولكن قل لي كيف يطلع الفجر؟...
فأنا أقوم بواجبي، وأؤدي مسؤوليتي داخل المجتمع وأشعر إني أضفي على عملي مسحة من النبل، كما لا أقوم به كرها.. وعندما أنجز شيئا أميز الصحيح من المزيف، ومهنتي تمثل جزءا من حياتي، ولا أفرق بينها وبين أبنائي وعائلتي والعبادة...
أنا لا أستطيع أن أرتجل، أو أخلق تعليما لا يرتكز على أي أساس، ولا على جذور، ولا على الكتاب والسنة... أبحث فقط كيف أجمع شتاتي، وطاقتي لأبدأ من جديد حين أدركت أني أحمل رسالة عندما تجاوزت السؤال:«ما معنى الحياة؟»، وقلت:«لماذا أعيش؟»؛ فالسؤال الأول يبحث عن "الماهية"، والثاني يبحث عن "الغائية".. طبعا أعيش من أجل غاية تستحق كل الاستحقاق أن أكرس حياتي لها...
الإسلام عقيدة، وعلم، وعمل، ومنهاج الحياة رباعية فطرتي التي تبرمجت عليها منذ نشأتي.. ومتى حاولت الزيغ عنها تشتتت.. ومتى سرت على نهجها ضاء نجمي وعلت همتي...
[/align]
[align=left]
بقلم: محمد معمري
[/align]