دُهْنُ المحاجر
وكان يبصُّ تجاه السَّما
ورهط ُالعفاريت
يعلونه بالصراخ
ويعلنُ سيدنا أوَّلَ الكَرِّ
يجتثُّ ناشزَهم بالعصا
فياأيها الخالُ :
هذا يتيمٌ يؤمُّ السماءَ له قِبلة ً
فطفِّفْ له اللوْحَ
إنَّا نكفكفُ من ليلهِ
ليلة ً
ليلة ً
لعلَّ الثعابين عن عينه ترْعَوي
سَترْنا عروقَ السقوفِ
لِكيْلا تلعَّبَ في عينه
لمسْنا بدُهن المحاجر ِ
ما كان يهتزُّ من خرْبشاتِ الحوائط
نطمسُ ما ساءَهُ
فما طيَّبَ الجُهْدُ أمْساءَهُ
نجرِّدُ جدرانَ دار العمومةِ ، دُوَّارها
من مسامير شَجْبِ الهدوم
لكيلا تلعَّبَ في الليل
إذْ تُطْفأُ الشمسُ
ثم
تشيحُ السماءُ بوجهِ النهار إلى نفسها
وكان يبص تجاه السماء
فأين يبصُّ ؟
وكمْ ليلةٍ حَمَلتْه على كِتفها
سَبَاسِيَّة ٌ
أمطرتْ حزنَها على تربةِ الخوف
فاهْتزَّ عِفريته ورَبَا
نحوَ زِقِّ التعاويذِ
تحملهُ حارة ٌ
على رأسها شارعٌ
وفي كل منعطفٍ ـ كالمروريَّ ـ حارسُ جِنٍّ
فيسألها كِلمة السِّرِّ
وهي تتمتمُ : لا
"لايئودهُ حفظهما .. "
فإمَّا يبشُّ فيكمل :
"وهو العليُّ العظيم"
وإمَّا يشيبُ من الرَّوْع خوفٌ يتيم
وهل كان نقشٌ على صفحةِ الطين
إلا طواحينُ ليل ِالمصاطبِ
إذْ يبذرونَ" الحواديتِ " حَبَّاً من اللغو
تنفجرُ الآن تلك الشظايا
كما انفجرَ النخلُ من شعرةٍ في نواة ؟
ومن عبقر الخوف ينهلُّ وحْيٌ
فيمتثلُ الليلُ في مسرح ٍ
عَرْضُهُ كالسماء
يؤدي ويتقنُ دوْرَ البطولة
هذي "تراجيديا" عمرنا الغضِّ تمضي
عن الغولة الأم في عزِّها
وعفريتة عند شطِّ البحيرة
ندَّاهةٍ في شطوط المساقي
بأجمل من شطط الأخيلة ْ.
عَروس ٍ ذوَى الحسنُ من بَعْدها
لكَمْ أغرقتْ ساذجا هامَ في جيدِها
وتمشي
على وَجْنةِ الماءِ
تبحثُ عن غيرهِ
وكمْ أيقظتْ مٍن بناتٍ حسان ٍ
حملنَ الجرارَ إلى حيثُ يبتسمُ النهرُ
غَنينَ للصبح طوْرا فطوْرا
إذا مهرجانُ العفاريت يعلو
ويعلو
ويعلنُ عن طيشهِ
فما زالَ ليلُ الحقول على عرشِهِ
يَمَسُّ الجنونُ كبيرتهن
وتهوي الصغيرة بالكفِّ توقظ ُنومَ الحواديت في خدِّها
يَعُدْنَ
إلى قريةٍ يركبُ النومُ ليلتَها السَّاجدة ْ
يعدن جميعا
عدا واحدة ..
تهونُ العفاريت ُ
كلُّ العفاريتِ
إلا ثعابينُ عين اليتيم
وكمْ منْ فقيهٍ أدارَ البخورَ على رأسِهِ
وكمْ ليلةٍ حملته سباسية على كتفها
سَرَتْ
وسَرَتْ
نحو دار الفقيه
يذيبُ احمرارَ الصُّحون ِ
بماءٍ من الوَرْد ، ماءٍ من الو ِرْدِ
يطلي به حائط َ الخوف
دُهْناً من الذكر والفكر
لازال يسأل :
ماذا أصاب اليتيم ؟
تقول التي
على كتفها
حملته كثيرا :
لمسنا بدهن المحاجركل الحوائط
جردنا دار العمومة ، دوارها
من مسامير شجب الهدوم
يقول الفقيه :
وهذا شراب اليتيم
دعيه على صدر "ياسين" يغفو قليلا
قليلا
قليلا
وفي غفوةٍ قام من بعدها
واحدا مفردا
وللأرض حقٌّ عليه
على تبَّةِ الرَّمْي ِ
يضبطُ "تنشينهُ "
وفي ذروة الكِتف "نيشانَهُ "
ومِنْ مَحْجَر ٍ
وإلى مَحْجَر ٍ
ناوشتهُ الثعابينُ
تفريهِ في دُهنها
وشيئا فــ شيئا
تألَّفها
صارَ رَبَّا لها ..
وكان يبصُّ تجاه السَّما
ورهط ُالعفاريت
يعلونه بالصراخ
ويعلنُ سيدنا أوَّلَ الكَرِّ
يجتثُّ ناشزَهم بالعصا
فياأيها الخالُ :
هذا يتيمٌ يؤمُّ السماءَ له قِبلة ً
فطفِّفْ له اللوْحَ
إنَّا نكفكفُ من ليلهِ
ليلة ً
ليلة ً
لعلَّ الثعابين عن عينه ترْعَوي
سَترْنا عروقَ السقوفِ
لِكيْلا تلعَّبَ في عينه
لمسْنا بدُهن المحاجر ِ
ما كان يهتزُّ من خرْبشاتِ الحوائط
نطمسُ ما ساءَهُ
فما طيَّبَ الجُهْدُ أمْساءَهُ
نجرِّدُ جدرانَ دار العمومةِ ، دُوَّارها
من مسامير شَجْبِ الهدوم
لكيلا تلعَّبَ في الليل
إذْ تُطْفأُ الشمسُ
ثم
تشيحُ السماءُ بوجهِ النهار إلى نفسها
وكان يبص تجاه السماء
فأين يبصُّ ؟
وكمْ ليلةٍ حَمَلتْه على كِتفها
سَبَاسِيَّة ٌ
أمطرتْ حزنَها على تربةِ الخوف
فاهْتزَّ عِفريته ورَبَا
نحوَ زِقِّ التعاويذِ
تحملهُ حارة ٌ
على رأسها شارعٌ
وفي كل منعطفٍ ـ كالمروريَّ ـ حارسُ جِنٍّ
فيسألها كِلمة السِّرِّ
وهي تتمتمُ : لا
"لايئودهُ حفظهما .. "
فإمَّا يبشُّ فيكمل :
"وهو العليُّ العظيم"
وإمَّا يشيبُ من الرَّوْع خوفٌ يتيم
وهل كان نقشٌ على صفحةِ الطين
إلا طواحينُ ليل ِالمصاطبِ
إذْ يبذرونَ" الحواديتِ " حَبَّاً من اللغو
تنفجرُ الآن تلك الشظايا
كما انفجرَ النخلُ من شعرةٍ في نواة ؟
ومن عبقر الخوف ينهلُّ وحْيٌ
فيمتثلُ الليلُ في مسرح ٍ
عَرْضُهُ كالسماء
يؤدي ويتقنُ دوْرَ البطولة
هذي "تراجيديا" عمرنا الغضِّ تمضي
عن الغولة الأم في عزِّها
وعفريتة عند شطِّ البحيرة
ندَّاهةٍ في شطوط المساقي
بأجمل من شطط الأخيلة ْ.
عَروس ٍ ذوَى الحسنُ من بَعْدها
لكَمْ أغرقتْ ساذجا هامَ في جيدِها
وتمشي
على وَجْنةِ الماءِ
تبحثُ عن غيرهِ
وكمْ أيقظتْ مٍن بناتٍ حسان ٍ
حملنَ الجرارَ إلى حيثُ يبتسمُ النهرُ
غَنينَ للصبح طوْرا فطوْرا
إذا مهرجانُ العفاريت يعلو
ويعلو
ويعلنُ عن طيشهِ
فما زالَ ليلُ الحقول على عرشِهِ
يَمَسُّ الجنونُ كبيرتهن
وتهوي الصغيرة بالكفِّ توقظ ُنومَ الحواديت في خدِّها
يَعُدْنَ
إلى قريةٍ يركبُ النومُ ليلتَها السَّاجدة ْ
يعدن جميعا
عدا واحدة ..
تهونُ العفاريت ُ
كلُّ العفاريتِ
إلا ثعابينُ عين اليتيم
وكمْ منْ فقيهٍ أدارَ البخورَ على رأسِهِ
وكمْ ليلةٍ حملته سباسية على كتفها
سَرَتْ
وسَرَتْ
نحو دار الفقيه
يذيبُ احمرارَ الصُّحون ِ
بماءٍ من الوَرْد ، ماءٍ من الو ِرْدِ
يطلي به حائط َ الخوف
دُهْناً من الذكر والفكر
لازال يسأل :
ماذا أصاب اليتيم ؟
تقول التي
على كتفها
حملته كثيرا :
لمسنا بدهن المحاجركل الحوائط
جردنا دار العمومة ، دوارها
من مسامير شجب الهدوم
يقول الفقيه :
وهذا شراب اليتيم
دعيه على صدر "ياسين" يغفو قليلا
قليلا
قليلا
وفي غفوةٍ قام من بعدها
واحدا مفردا
وللأرض حقٌّ عليه
على تبَّةِ الرَّمْي ِ
يضبطُ "تنشينهُ "
وفي ذروة الكِتف "نيشانَهُ "
ومِنْ مَحْجَر ٍ
وإلى مَحْجَر ٍ
ناوشتهُ الثعابينُ
تفريهِ في دُهنها
وشيئا فــ شيئا
تألَّفها
صارَ رَبَّا لها ..
تعليق