دراسة أعدها السيد جوتيار تمر حول قصيدة السيدة نجلاء رسول القصيدة المميتة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الدكتور حسام الدين خلاصي
    أديب وكاتب
    • 07-09-2008
    • 4423

    دراسة أعدها السيد جوتيار تمر حول قصيدة السيدة نجلاء رسول القصيدة المميتة

    أعرض لكم نموذجا هنا لما يمكن أن يتم من قبل السادة المارين والمحبين لقصيدة النثر , وهو جهد نحترمه ونتمنى أن يتكرر هنا في الملتقى إن أحببتم
    د .حسام
    دراسة أعدها السيد جوتيار تمر حول قصيدة السيدة نجلاء رسول القصيدة المميتة في ملتقى النقد الأدبي – دراسات نقدية عربية


    القصيدة
    سكون فيجاي اسواران ( القصيدة الميِّتة )

    كوجعٍ يلبسُ دقات صمتهِ
    يحملُ حقيبةَ شفتيها
    لتحطَّ أوزارهُ أرضَ القراءاتْ
    يتمتمُ عينيها
    في صورِ الفراشاتِ المحترقةْ
    ويسكن قميصَ الشجرْ

    يقلِّبُ نفسهُ في صفحاتِ اسوارانْ
    ويقول للمعاولِ الداكنةْ
    سأغربُ عن وجهي
    كي لا أصفعني
    سأفتحُ باباً لبابي .....
    وأكنس أحداقَ الريحْ
    أو أنسخ بصمةَ الكتابِ
    أعمِّمها قتيلاً لي

    كحطيمِ القمر ِ في نهرِ يديها
    ونسغِ الضياعِ في الموانئ البعيدة
    ما عادَ يبقيني غير جثةٍ
    تتأمَّلُ دفنها تحت العويلْ

    لــــ تعودَ هي

    لتعودَ ... في خرابِ الموتِ
    تنقشُ للتائهينَ مقابرَ الطريقْ
    تنهشُ النايات كوحيدةٍ للخلية

    لــــ تعودَ هي
    تقطعُ للضياعِ أناملهُ اللقيطةْ
    تصلِّي للمذابح في سطرٍ غريقْ
    وتخرج في جنازاتِ القصائدِ الميتةْ

    علّها يوماً تشربُ قهوةَ عيني
    وعلّ أكفانَ الطريقِ خلسة ًتكمِّمها

    القراءة:

    [align=justify]سكون فياجي ايسواران ، عنوان لو لم يرفق بالقصيدة الميتة ، لقلت بانه[/align][align=justify]سينقل لنا مشاهد من"في فضاء الصمت" الكتاب الذي يبحث في فلسفة الصمتكوسيلة بلوغ المرام في الحياة العملية أو الثقافية أو الروحية، ولم تغلقالابواب بعدها الى الدخول في الجواني المهيب والجواني المنعش من الذاتالبشرية ، التصريح في العنوان يدل على ماهية الرؤية المتمثلة في الشخصيةالكاتبة ، حيث جعلت شاعرتنا تستعير سكونه لتعبر به عن ما تلتقطه من انفاسشعرية رسمت داخل اطار تلاحمي بين السكينة والموت .

    [/align]
    [align=justify]
    كوجعٍ يلبسُ دقات صمتهِ
    يحملُ حقيبةَ شفتيها لتحطَّ أوزارهُ أرضَ القراءاتْ

    الاستهلال بالكاف، رغم ما تتجه اليه القصيدة الحديثة من استدراكات تعملعلى التقليل من التشبيه الا انها هنا تمثل وقعا خاصا سواء على المستوىالسمعي و البصري او النفسي و الادراكي ، لانها جاءت تفسر الصمت،هذا الصمتالذي لايسع المتلقي الا ان يقارنه بالصمت الذي اوحى به العنوان نفسه ، منخلال استحضار فياجي ايسواران وما يترك ذكر اسمه من صدى وأبعاد دراميةمتنامية عمادها الأساسي هو التأمل في مفارز الشكوك التي تراود النفسالبشرية في أيامنا والتي لا حصر لها ، وهذا ما جعل النص في بدايته يتوشحبالوجع المستعير وفق تداعيات الصمت ،الدال على الذات الاخرى ، ومن ثمالذات الحاملة لدلالات التوحد الصوفي ، ولعل ما يبرز عند قراءة (يحمل)و (لتحط) ، من دلالات تفضي بهذه الكينونة المتحدة رغم كونها تبرز الذاتالاخرى كحاملة للوزر ضمن مكانية مفترضة ****
    يتمتمُ عينيها في صورِ الفراشاتِ المحترقةْ
    ويسكن قميصَ الشجرْ .... ليعيدَ زمنَ النبوءاتْ
    التمكين من الفعل نفسه امر يحتاج الى توافق ذهني روحي مباشر ، من اجل خلقديناميكية تساعد على استمرارية الاداء الشعري نفسه ضمن اطار روحي صوري ،واخر رمزي دلالي ،وهنا بين الاحتراق ، والنبوءات ازمنة اخرى تتسم بالذهولالنفسي جراء فعل حاصل مركب ، من حالتين الاولى ربما تمثل بعدا حقيقيا ،والثاني يعتمد على التخييل المضمر المؤدي الى انسكابات شعرية عميقة.

    ******
    يقلِّبُ نفسهُ في صفحاتِ ايسوارانْ
    ويقول للمعاولِ الداكنةْ :
    سأغربُ عن وجهي كي لا أصفعني
    سأفتحُ باباً لبابي ..... وأكنس أحداقَ الريحْ
    أو أنسخ بصمةَ الكتابِ أعمِّمها قتيلاً لي
    استمرار الفعل بدلالته الحاضرة المضارعة يعمق فكرة التأثير الحاصلة مناستحضار اسم فياجي ايسواران ، والترافق الموحي ضمن اطار في فضاء الصمت ،حيث تشريح النفس البشرية وما قد يؤول اليه جراء فعل التقلبات ، تصبح هنامادة دسمة وداكنة تستهل توصف بالمعاول ، وتتخذ من النفس اداة انطلاق الىعوالم اخرى تستمد قواها من العدمية المتراكبة ، وهذا ما يحليل الذاتالشاعرة الى عوالم التخييل المضمر الموحي الرامز ، حيث تصب جام غضبها علىالنفس/ الذات نفسها ، فتدخل مرحلة الذوبان والتيه ، وتنسج من مخيلتها لغةتتسم بالتضاد المضمر ، فتغلف الشعرية بصور موحشة جدا .

    ******
    كحطيمِ القمر ِ في نهرِ يديها
    ونسغِ الضياعِ في الموانئ البعيدة
    ما عادَ يبقيني غير جثةٍ تتأمَّلُ دفنها تحت العويلْ
    لــــ تعودَ هي
    هذه المناجاة المبطنة والتي استهلت هي الاخرى بالكاف الموحية ، الدالة هناعلى تعظيم الفعل نفسه ، ضمن اطار وصفي مكثف، (كحطيم) ، الحطام يمثل قمةالعدمية، والكاف هنا ابرزت القوة التفعيلية للكلمة بحيث ادخلتها مرحلةتفوق القمية نفسها، واذا ما تمعنا النظر بالدالة المقرونة بالتحطيم هذاسنجدها دالة تمثل الرومانسية والهدوء، وعلى مكانية تلزم الامان، وهذا مايحيلنا رأسا الى الفقرة التالية التي توظف هذا التحطيم بشكل يتناسب وجوالقصيدة، بين الصمت المهذار، والروح الالتحامية الصوفية، والضياعالمسافاتي ،ونتائجها الحاصلة، جراء تدخل ذات ثالثة على المسار الروحيالوصفي التوحدي .
    ******
    لتعودَ ...
    في خرابِ الموتِ تنقشُ للتائهينَ مقابرَ الطريقْ
    تنهشُ النايات كوحيدةٍ للخلية
    المتخيل من العودة لن يتعدى هذه اليأسية المطلقة التي اوشكت ان تفرزعنوانين ضمنية للقصيدة ، فهذه الدلالات التي لاتقف عند حد التخيل العاديتوجب عملا شاقا للمتلقي ، وبما ان النقد بحد ذاته فك لطلاسم التعقيد لذانجد بأن الضرورة تفرض علينا ان نخلق هذه الذات الثالثة من اجل ادراك كنةالعودة ، التي تمثلت ب (هي) في الفقرة السابقة وباللام الموحية على رأسالفقرة هذه ، اما نتائج العودة تبقى مرهونة بالحدث النفسي اولا ومن ثمبالفعل المؤثر ثانيا ، ولعل افتراض الوحدة ، ووصفها بالخلية تمكين للانينالذي يرافق عملية تأسيس خلية في الوقت نفسه.

    ******
    لــــ تعودَ هي
    تقطعُ للضياعِ أناملهُ اللقيطةْ
    تصلِّي للمذابح في سطرٍ غريقْ
    وتخرج في جنازاتِ القصائدِ الميتةْ
    علّها يوماً تشربُ قهوةَ عيني
    وعلّ أكفانَ الطريقِ خلسة ًتكمِّمها

    لأن العودة تمخض عنها ذات ثالثة ، فان القصيدة نفسها تنامت لغتها وفقالتداعيات المفترضة اولا ، ومن ثم التداعيات الواقعة ثانيا ، فالتهيءالزمكاني شبه حاصل ، ولأن الضياع يمثل مرافقا ومعلما ثابتاً للذات الشاعرةفان الكلمات تتشرد في كل درب ،لا المعاني تجد مستقراً لها، ولا الاستعاراتالبيض تجنح إلى هدوء،فاللغة في جوهرها، مجازية ،وهي بالتالي خيانة مستمرّةللمعنى، تقول الشّيء ونقيضه، محكومة بالانزياح،في البدء، كانت الكلمةصمتاً ، وكان المكان متاهاً،ولما اهتدت الشاعرة الى مفرداتها ،كان الزمنقد ادى فعله الجبار ، بأن ترممت العين جراء تراب تراب تعثر بها ،لذا نجدهابين الالفاظ العميقة والمكثفة ، والصور الوحشية المتمرسة ، تستقطبالدلالات لتحفرها على رخام اللغة نفسها ، ولتبعث من خلال ايحاءاتهاالصورية رسالة واضحة المعالم الى الذات الاخرى ، والذات الثالثة التياقتحمت اسوار الصمت المهذار .
    [/align]
    [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    #2
    دكتور حسام
    شكرا لأنك ثبت القراءة الرائعة للسيد جوتيار تمر
    وشكرا لكل من يساهم بإثراء القسم بهذه الإضاءات

    تحيتي الكونية
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري

    تعليق

    • عيسى عماد الدين عيسى
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2394

      #3
      جوتيار من كبار شعراء قصيدة النثر و ناقديها و دارسيها

      فله التحايا عاطرة ، و للدكتور حسام أيضاً

      و للعزيزة المبدعة نجلاء مزيد من التحايا أيضاً

      تعليق

      • الدكتور حسام الدين خلاصي
        أديب وكاتب
        • 07-09-2008
        • 4423

        #4
        شكرا استاذ عيسى على المرور هنا
        وأنت من اهل البيت
        ونتمى أن يمر من هنا كل شعراء الملتقى لنغني باب الدراسات
        [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

        تعليق

        • جوتيار تمر
          شاعر وناقد
          • 24-06-2007
          • 1374

          #5
          دكتـــــــــور.......

          شكرا لك على اهتمامك بهذه الدراسة، وشكرا لتثبيتها..........

          محبتي لك
          جوتيار

          تعليق

          • جوتيار تمر
            شاعر وناقد
            • 24-06-2007
            • 1374

            #6
            العزيزة نجلاء......

            العزيز عيسى.......

            لكما المحبة الدائمة

            جوتيار

            تعليق

            يعمل...
            X