[frame="1 98"][frame="1 98"]
[align=center] من أفكار وأشعار شيخي عليه رحمة الله
المفكر الكبير نبيل عطية
ملهاة مسرحية
" طالب المعجزات "[/align]
تفتح الستارة على ساحة معبد أو دير ، نشاهد مدخل الرهبان الخاص إلى الداخل ، ونشاهد مجموعة من الرجال يرفعون لا فتات من قماش كتب عليها بخط عريض ( نطالب بمعجزة ) في حين يحمل بعضهم لافتات مطية كثير لا نعرف ماذا تحتوي ، ونشاهد بأيديهم سيوف و ( بلطات ) و (عصي ) و ( جنازير ) ويرتدون ملابس السواد تتبعهم بضع نساء وأطفال ..يحاولون الولوج إلى داخل المعبد ..يستوقفهم احد الرهبان يضع حزاما زهري اللون .
الراهب : هي.. هي أنت ... قف مكانك .. لا تستطيع الدخول يا سيدي ، هناك المكان المخصص لكم رجاءا .
كالح : لا يحق لك أن تجبرني على الذهاب هناك ، اعلم أن رئيسك هو الذي أرسلك لتمنعنا من الدخول ... أنا سأتصرف بنفسي ... ( يرفع صوته مناديا ) .. يا صاحب العهد ، يا صاحب المعبد ، أنت يا شعبان ، أنت يا رمضان .. اخرج واجبني اخرج .. ( يلتفت إلى الجوقة ) هيا يا جماعة طالبوه بالمعجزة .
الجوقة : ( تهمهم ) نريد معجزة .. نريد معجزة . .. أنت اكتب .. نطالب بمعجزة
( يتوجه بعض الرهبان يستطلعون الأمر ويتهامسون فيما بينهم بكلام غير مفهوم ، ثم ينطلق احدهم إلى الداخل لحظات ويخرج الرئيس ويتوجه نحو المتظاهرين )
الرئيس : أهلا وسهلا بالضيوف .. أهلا وسهلا ، ولكن لماذا تقفون هكذا في الخارج ..تفضلوا ..تفضلوا واجلسوا واستريحوا المكان مكانكم .
كالح : لم نأتِ لكي نجلس .. نعلم أنه مكاننا ولكن لن نجلس ونستريح .
الرئيس : ولكن هل يصح ذلك ؟
كشه : لم نأتِ لكي نجلس ( ينظر نحو الجوقة ويغمز)
الجوقة : تردد الألوف ... تردد الألوف
لن نغمد السيوف ... لن نغمد السيوف
وعن غمار الحرب ... لا نعرف العزوف
خلفك يا حليفنا .. يا قائد الصفوف
كالح : لا بد أن تعود روابطي بالحرب أو بالسلم أو لا نعرف الوقوف
روابطي المحذوفة ..فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .
الجوقة : فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .
الرئيس : حسنا.. حسنا هل أستطيع أن أعرف ...
كالح : أظن ياسيدي ، أنكم تجهلون القراءة
الرئيس : بالطبع ..بالطبع ..إنني لا أجهل القراءة ، ولكن ماذا تريدونني أن اقرأ
كشه : نحن متأكدون أنك قرأت اللافتة ، ومتأكدون أن أحدهم قد أخبرك بما نريد (يقترب الرئيس من اليافطة ويقرأ بتمعن )
رئيس الرهبان : ولكنني لم أفهم أيها الأعزاء
كالح : العبارة واضحة
كشه : مكتوبة جيدا ، ويمكن أن تقرأ جيدا
رئيس الرهبان : لا أقصد ..نعم .. نعم .. لا شك أنها مقروءة ، ولكن !!! ولكني لم أفهم ..لا زلت لم أفهم شيئا
كالح : إننا نطالب بمعجزة .. نحن نطالب بمعجزة
الرئيس : ( فترة صمت ) إنكم تطالبون بمعجزة
كالح : نعم يا سيدي ..إننا نطاب بمعجزة
الرئيس : ولكن ماذا تعني .؟
كالح : أعني معجزة .. وما دام أن هذا بيت لله ..أريد معجزة .. ولا أحيد عن مطلبي
الرئيس : ولكن أي نوع من المعجزات .
كالح : الم تسمع يا سيدي أن المسيح أحيا ميتا ؟
الرئيس : نعم ..بالطبع .. لقد سمعت
كالح : ماذا تسمي ذلك ؟
الرئيس : إنه معجزة بلا شك في ذلك ؟
كالح : وأنا .أقصد.. ونحن نطالب بمعجزة .. أريد أن تقوموا بمعجزة .. ملا بين المرات قدمت لكم طلبات في هذا الشأن ، وكان رهبانك يخفون ويمزقون طلباتي ، ولا أتراجع حتى تأتينا بمعجزة .
الجوقة : نريد معجزة ..نريد معجزة
كشه : نريد معجزة
الرئيس : أرجوكم الهدوء .. الهدوء أرجوكم .. الهدوء قليلا .. ( يحدق الرئيس بوجه كالح ) ولكن قل لي .. الم نجتمع من قبل ؟
كالح : نعم لقد اجتمعنا نعم .. لقد زرتكم مرارا وقدمت طلبات لقوموا بمعجزة وطردوني ثم عدت وها أنا أطالب بالمعجزة من جديد .
الرئيس : آه .. تذكرت .أنت الذي لا تعرف من أنت تذكرت .. أنت الذي يشك في كل شيء ..في كل شيء .. أنت الضائع المتخبط .. الذي لايعرف شيئا ويشك في كل شيء .. ألم تؤمن بعد .ألا زلت تشك في كل شيء .
كالح : بل إنني مؤمن .. مؤمن كل الإيمان .. وأنا مسلم والحمد لله .
الرئيس : رائع .. أهنئك من أعماق قلبي .. ولكن ماذا يعني أن تأتي بمظاهرة وتطالبني بالمعجزات ؟
كالح : قلنا لك ...نطالب بمعجزة
الرئيس : تطالبونني أنا ؟
كالح : نعم أنت
كشه : نعم أنتم
الجوقة : نعم ..نعم انتم .. انتم
الرئيس : تطالبوني بأن أصنع معجزة ..ولكن .ولكنكم تعرفون ..إنني لست نبيا .. تعرفون أن الأنبياء فقط ..الأنبياء فقط هم أصحاب المعجزات ..
كالح : ليس الأنبياء فقط
كشه : ليس الأنبياء فقط ..
الجوقة : ليس الأنبياء فقط ... ليس الأنبياء فقط ..نريد معجزة
الرئيس : الهدوء .. أرجوكم. . حسنا ... حسنا أصغوا إلي .. أصغوا اليّ ( فترة صمت )أنت يا من ليس لك اسم
أنت ..فل لي .. الم تقل بأنك مؤمن .؟
كالح : إيمان مطلق
الرئيس : وهل أنت سعيد في حياتك ؟
كالح : كل السعادة .. ولا ينغص علي إلا طلباتي التي أخفاها الرهبان .. يجب عزل الرهبان ..
الجوقة : لا بد من عزل الرهبان .. لا بد من سحب صلاحيات الرهبان
الرئيس : ألا ينغص عليك غير هذا الأمر .؟ لو أننا قلنا لك هذه طلباتك القديمة هل تكون المعجزة ؟ هل تحل المعجزة ؟
كالح : أنت من يقوم بالمعجزة
الرئيس : أنا ؟ وما شأني أنا ؟ مادمت مسلما ومؤمنا لماذا تطالب بالمعجزات ؟
كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ؟ أنتم علمانيون .. سحرة كفرة .
الرئيس : ما دمنا كذلك ..لماذا تطالبنا بالمعجزات ؟ .. أنا لست نبيا يا هذا !!
كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ..
الرئيس : وما هو الشيء الذي ينغص عليك حياتك .؟
كالح : المعجزة ..
الرئيس : حسنا.. حسنا ولكن قل يا .. بالمناسبة ما اسمك ؟
كالح : ظروفي لا تسمح ذكر الاسم .. لكن نادني بكالح .. فلنقل أنه كالح
الرئيس : حسنا .. هل لي أن أعرف ..إذا سمحت .. كم هو راتبك الشهري ..؟ كيف تعيش ..؟
كالح : ( بدا وكأنه يكذب ولا يقول الحقيقة ) ثمانية وعشرون دينارا
الرئيس : وهل يكفيك راتبك هذا
كالح : إن صديقي هذا ..." نجادي" .. هو ثري جدا ( يشير إلى كشه ) يملك بئرا من النفط ويدفع زكاة أمواله ويساعدني .
الرئيس : قلت لي انك مسلم ؟
كالح : إنني مسلم .. ولكن كلنا مؤمنون ..وانتم علمانيون وشيوعيون .
الرئيس : أنت مؤمن إذن ، وتعيش على ما يقدمه لك هذا الرجل من زكاة أمواله .
كالح : أنا أؤمن بالزكاة .
الرئيس : عندما زرتني في السابق لم تكن مسلما ولا مؤمنا حتى ..
كالح : كنت استعمل عقلي
الرئيس : والآن ..؟ ألم تعد تستعمل عقلك ؟
كالح : إنه الآن مجرد وسيلة فقط ..وسيلة للمشي كما العينين وسيلة للرؤية
الرئيس : والعقل ؟
كالح : وسيلة لكي أعرف كيف أعيش ، لكنه ليس وسيلة لكي أعرف لماذا أعيش .
الرئيس : لكنني أذكر أنك كنت ميالا للفلسفات المادية .
كالح : كنت ميالا للاقتناع ،وليس للإيمان
الرئيس : ماذا تعني ؟
كالح : هذه الفلسفات ، كانت قادرة على إقناع عقلي
الرئيس : والآن ؟
كالح : الآن احتقر عقلي واحتقرها
كشه : نريد معجزة ... نريد معجزة
الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة
الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم .. أريد أن أحدثكم ..واحدا .. واحدا .. هل توافقون ؟
كالح : هل تعدنا بالمعجزة ؟
الرئيس : لنتحدث أولا
شاعر : ( يلقي قصيدة بصوت عالٍ فيصمت الجميع )
شيمتنا إرادة الصمود وليس من شيمنا القعود
واجبنا أن نبذل الجهود واجبنا أن نلغي الحدود
الجوقة : أن نلغي الحدود .... أن نلغي الحدود
الشاعر : لا نعرف الهبوط بل طريقنا دوما صعود
الجوقة: طريقنا دوما صعود .
الشاعر : وفي غذٍ سوف نزيل من طريقنا السدود
أحدهم : ( من بين الجمع ولا نراه ..بالعامية المصرية ) يا لا هوي
الشاعر : ونرفض التأجيل والتسويف والوعود .
الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم ... أنت ( يختار احد المتظاهرين ) قل لي .. هل أنت سعيد في حياتك ؟ ولا ينغص عليك سوى المعجزة .. هل عندك أطفال ؟
الشخص : خمسة
الرئيس : وهل تأكلون الكباب المشويّ ، والدجاج المُحمر المشوي ؟
الشخص : ( بهدوء ) إننا نأكله يا سيدي
الرئيس : هل تأكلونه دائما ؟
الشخص : كل بضعة أشهر يا سيدي والحمد لله .. الذي لا يحمد على مكروه سواه .
كالح : لكنهم سعداء أيها الرئيس .. ولتعلم وليكن في معلوماتك أيها الرئيس أنهم الوحيدون ... طبعا أنا وأمثالي منهم .. الوحيدون الذين يستمتعون في التذوق .. الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقية للكباب .. أليس كذلك يا شباب ؟!
الجوقة : من للتحرير من للتحرير
كالح : بل للتحرير ... شيخ وأمير
سارا ونسير
الشعب أسير العيش مرير
مرُ وعسير مرُ وعسير
ولأي مصير
ولم التأخير
الرب قدير
آخر : لو تلهم قادتنا التدبير
آخر : اخرس .. وما شأن القادة في الأمر ..؟ ما نريده هو المعجزة
كالح : لنعد يا رئيس لحوارنا .. والذي أطالب أن تكون مستمعا وتؤيد كل ما أقوله أنا
هؤلاء الوحيدون الذين يعرفون اللذة الكاملة للطعام وللكباب المشوي .. إنهم ينتظرونه كل شهر وينقضون عليه انقضاضا .. وينتهون منه دون الشبع ..ويبقون متشوقين إليه .. بانتظار المرة الثانية ..لكني أؤكد لك أنهم الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقة .. وكما تعلم لا فائدة من الطعام إذا لم نتذوق نكهته .. إن صديقي هذا الثري ..يملك بئرا من النفط ... بئرا من النفط وهو يقدم لي الدعم .
الرئيس : ( إلى آخر ) وأنت ..هل أنت سعيد وكم هو راتبك ؟
الآخر : أعمل طبيبا في إحدى مديريات الصحة ، وأتقاضى(950 ) دينار تقريبا ، ولكننا لم نأتِ لكي تحقق معنا .. جئنا نطالب بمعجزة .
كالح : حتى لا يغيب عن مخيلتك الأمر .. إن فرح أطفالهم بأحذيتهم الجديدة .. لا يشبهه أي فرح آخر لأي طفل آخر .. أطفالي وأطفال الطبيب وأطفال صديقي الثري هذا .. لا يفرحون بأحذيتهم كما يفرح أولاد هؤلاء أبدا .
أبنائي لا يستطيعون السير بحذائهم الجديد أكثر من أيام ، لكن أبنائهم يستهلكون أحذيتهم استهلاكا كاملا حتى يصل الأمر إلا يستطيع السير به ولو خطوة واحدة ..
الرئيس : وما هي مشاكلهم الحقيقية إذن.
كالح : ليس عندهم أي مشاكل تذكر .. يصطحبون أطفالهم إلى المراكز الطبية المجانية ، حيث العلاج رخيص الثمن .. وتصرف لهم الأمم المتحدة بعض الطحين والملابس القديمة ، تخيل أنهم يستمتعون بلبسها استمتاعا كبيرا ؟ ، وأخي يقدم لي زكاته .. ونصلح المجاري ونؤمن الكهرباء .. والماء والسلاح ( يقول جملته الأخيرة بصوت عال)
الجميع : يا رب يا كريم يا رحيم يا رب ارع القائد العظيم
وأعطه الحكمة يا حكيم وخلص الأقصى من الجحيم
يا رب أهدنا الصراط المستقيم يا رب خلص أرضنا من كل معتدٍ أثيم
يا رب خلص أهلنا من كل سفاح لئيم يا رب الأهل ينتظرون القائد الحليم
فانصره يا الله يا مفرج الهموم يا ناصر المظلوم
يا رب حرر أرضنا من كل شيطان رجيم
كالح : لم يبقى إلا المعجزة .. هل فهمت .. ولا نريد الخداع الآن ولا تخفي طلباتنا كما أخفيت طلباتي السابقة
( يلتفت إليهم ) ماذا تريدون ؟
الجميع : نريد معجزة ... نريد معجزة .
كالح : لا شيء يحتاجونه في بيوتهم لا شيء يحتاج إلى إصلاح هناك من يصلح لهم كل شيء .. أليس كذلك يا شباب ؟
الجميع : نعم صحيح .. لأنه لم عندنا بيوت ... لم يبقى لنا منازل ... لم يبقى عندنا كروم .
صوت رخيم من الخلف :
صبرا أهلي صبر...ا صبرا
باللين سيرحل أو قسرا
من أخذ أراضينا غدرا
من عاث فسادا في المسرى
سنذيق المحتل المرا
لو صادر من ارضي شبرا
القائد أعلنها جهرا
سيفك عن الأرض الأسرا
صبرا ..صبرا
بشرى.. بشرى
لا حسرة بعد ولا عسرا .
كالح : نريد معجزة .. نريد معجزة
الجوقة : نريد معجزة نريد معجزة .. نريد معجزة
الرئيس : مهلا ..مهلا .. مهلا
الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة
الرئيس : ( يلتفت إلى النافذة ويطلب من الرهبان ) أحضروا لبنا باردا .. أحضروا لبنا باردا .. لبنا للضيوف
( يهرع أحد الرهبان إلى الداخل )
( الجميع يبتلعون لعابهم شوقا )
كالح : لا نريد لبنا .. لا نريد لبنا .. نريد معجزة .. نريد معجزة .
الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة
الرئيس : الهدوء .. الهدوء .. لم أنهي حديثي مع هذا الرجل .. لم انهي حديثي معه ... فهمت أنكم تريدون معجزة .
احد الرهبان : انتظروا إنه لم ينتهي من حديثه .. انتظروا .
كالح : اخرس أ،ت بالذات أيها الراهب .. أخرس.. أنت من أخفى أوراقي وطلباتي ( أنت يا رئيس ) سيدمرون هذا الدير لو تركت الرهبان يفعلون ما يشاءون .
الراهب : لدينا نظام وقانون أيها السيد .
كالح : انتم مجانين ، إنكم تدمرون هذا الدير ورئيسكم يدمره أيضا .. كما أنني سأدمره فوق رؤؤسكم جميعا .. نريد معجزة نريد معجزة
الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة .
صوت من الخلف : ملء الأفواه .. ملء الأفواه نصرخ .. نصرخ ملء الأفواه
ستعود الأرض بإذن الله ستعود الأرض بإذن الله
إما سلما أو بالإكراه ستعود الأرض بإذن الله
يكفي شعبي ما قاساه يكفي.. يكفي ما عاناه
يكفي ... يكفي لن ننساه لن ننساه
كالح : يا رئيس ، لقد تحدثنا بما فيه الكفاية ..
الرئيس : نعم .. ولكن قل لي إلا تحس من صديقك الطيب صاحب بئر النفط المدعو( نجادي ) ودعنا من خداع النفس وإيهام النفوس .
كالح : {وخلقناكم درجات } هذا قول الرب .
الرئيس : لكنك قلت ... أصبحت تحتقر العقل
كالح : نعم.. نعم إني أحتقره
الرئيس : وكيف اقتنعت بقول الرب ؟.
كالح : لقد كان عقلي فيما مضى ...يرفض الاقتناع بهذه الآية .. لكنه الآن مؤمن بها
الرئيس : ولكن ماذا عن أصدقائك القدماء .. أقصد الماديين منهم .. العلمانيين ، ألا يقتنعون بالآية ، وهل تمكنت من عقولهم الباطنة
كالح : عقولهم ترفضها .. عقولهم الباطنة ترفضها أيضا لكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .. أنا وحدي من يعرف ذلك .. ولو انك لم تلقي طلبي السابق في حاوية القمامة ، لكنت شرحت .. هات يا ولد افرد هذا الرابط
( يوجه حديثه إلى شاب يحمل كومة من رول من القماش مكتوب عليه بلغة غير مفهومة ويفردها وتبدو ليس لها نهاية من طولها ، وينهمك الجميع بقراءة رول القماش ، موسيقى تعبر عن القلق ونسمع بين الجميع همهمة غير مفهومة ).
ستار نهاية المشهد الأول [/frame]
[align=center] من أفكار وأشعار شيخي عليه رحمة الله
المفكر الكبير نبيل عطية
ملهاة مسرحية
" طالب المعجزات "[/align]
تفتح الستارة على ساحة معبد أو دير ، نشاهد مدخل الرهبان الخاص إلى الداخل ، ونشاهد مجموعة من الرجال يرفعون لا فتات من قماش كتب عليها بخط عريض ( نطالب بمعجزة ) في حين يحمل بعضهم لافتات مطية كثير لا نعرف ماذا تحتوي ، ونشاهد بأيديهم سيوف و ( بلطات ) و (عصي ) و ( جنازير ) ويرتدون ملابس السواد تتبعهم بضع نساء وأطفال ..يحاولون الولوج إلى داخل المعبد ..يستوقفهم احد الرهبان يضع حزاما زهري اللون .
الراهب : هي.. هي أنت ... قف مكانك .. لا تستطيع الدخول يا سيدي ، هناك المكان المخصص لكم رجاءا .
كالح : لا يحق لك أن تجبرني على الذهاب هناك ، اعلم أن رئيسك هو الذي أرسلك لتمنعنا من الدخول ... أنا سأتصرف بنفسي ... ( يرفع صوته مناديا ) .. يا صاحب العهد ، يا صاحب المعبد ، أنت يا شعبان ، أنت يا رمضان .. اخرج واجبني اخرج .. ( يلتفت إلى الجوقة ) هيا يا جماعة طالبوه بالمعجزة .
الجوقة : ( تهمهم ) نريد معجزة .. نريد معجزة . .. أنت اكتب .. نطالب بمعجزة
( يتوجه بعض الرهبان يستطلعون الأمر ويتهامسون فيما بينهم بكلام غير مفهوم ، ثم ينطلق احدهم إلى الداخل لحظات ويخرج الرئيس ويتوجه نحو المتظاهرين )
الرئيس : أهلا وسهلا بالضيوف .. أهلا وسهلا ، ولكن لماذا تقفون هكذا في الخارج ..تفضلوا ..تفضلوا واجلسوا واستريحوا المكان مكانكم .
كالح : لم نأتِ لكي نجلس .. نعلم أنه مكاننا ولكن لن نجلس ونستريح .
الرئيس : ولكن هل يصح ذلك ؟
كشه : لم نأتِ لكي نجلس ( ينظر نحو الجوقة ويغمز)
الجوقة : تردد الألوف ... تردد الألوف
لن نغمد السيوف ... لن نغمد السيوف
وعن غمار الحرب ... لا نعرف العزوف
خلفك يا حليفنا .. يا قائد الصفوف
كالح : لا بد أن تعود روابطي بالحرب أو بالسلم أو لا نعرف الوقوف
روابطي المحذوفة ..فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .
الجوقة : فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .
الرئيس : حسنا.. حسنا هل أستطيع أن أعرف ...
كالح : أظن ياسيدي ، أنكم تجهلون القراءة
الرئيس : بالطبع ..بالطبع ..إنني لا أجهل القراءة ، ولكن ماذا تريدونني أن اقرأ
كشه : نحن متأكدون أنك قرأت اللافتة ، ومتأكدون أن أحدهم قد أخبرك بما نريد (يقترب الرئيس من اليافطة ويقرأ بتمعن )
رئيس الرهبان : ولكنني لم أفهم أيها الأعزاء
كالح : العبارة واضحة
كشه : مكتوبة جيدا ، ويمكن أن تقرأ جيدا
رئيس الرهبان : لا أقصد ..نعم .. نعم .. لا شك أنها مقروءة ، ولكن !!! ولكني لم أفهم ..لا زلت لم أفهم شيئا
كالح : إننا نطالب بمعجزة .. نحن نطالب بمعجزة
الرئيس : ( فترة صمت ) إنكم تطالبون بمعجزة
كالح : نعم يا سيدي ..إننا نطاب بمعجزة
الرئيس : ولكن ماذا تعني .؟
كالح : أعني معجزة .. وما دام أن هذا بيت لله ..أريد معجزة .. ولا أحيد عن مطلبي
الرئيس : ولكن أي نوع من المعجزات .
كالح : الم تسمع يا سيدي أن المسيح أحيا ميتا ؟
الرئيس : نعم ..بالطبع .. لقد سمعت
كالح : ماذا تسمي ذلك ؟
الرئيس : إنه معجزة بلا شك في ذلك ؟
كالح : وأنا .أقصد.. ونحن نطالب بمعجزة .. أريد أن تقوموا بمعجزة .. ملا بين المرات قدمت لكم طلبات في هذا الشأن ، وكان رهبانك يخفون ويمزقون طلباتي ، ولا أتراجع حتى تأتينا بمعجزة .
الجوقة : نريد معجزة ..نريد معجزة
كشه : نريد معجزة
الرئيس : أرجوكم الهدوء .. الهدوء أرجوكم .. الهدوء قليلا .. ( يحدق الرئيس بوجه كالح ) ولكن قل لي .. الم نجتمع من قبل ؟
كالح : نعم لقد اجتمعنا نعم .. لقد زرتكم مرارا وقدمت طلبات لقوموا بمعجزة وطردوني ثم عدت وها أنا أطالب بالمعجزة من جديد .
الرئيس : آه .. تذكرت .أنت الذي لا تعرف من أنت تذكرت .. أنت الذي يشك في كل شيء ..في كل شيء .. أنت الضائع المتخبط .. الذي لايعرف شيئا ويشك في كل شيء .. ألم تؤمن بعد .ألا زلت تشك في كل شيء .
كالح : بل إنني مؤمن .. مؤمن كل الإيمان .. وأنا مسلم والحمد لله .
الرئيس : رائع .. أهنئك من أعماق قلبي .. ولكن ماذا يعني أن تأتي بمظاهرة وتطالبني بالمعجزات ؟
كالح : قلنا لك ...نطالب بمعجزة
الرئيس : تطالبونني أنا ؟
كالح : نعم أنت
كشه : نعم أنتم
الجوقة : نعم ..نعم انتم .. انتم
الرئيس : تطالبوني بأن أصنع معجزة ..ولكن .ولكنكم تعرفون ..إنني لست نبيا .. تعرفون أن الأنبياء فقط ..الأنبياء فقط هم أصحاب المعجزات ..
كالح : ليس الأنبياء فقط
كشه : ليس الأنبياء فقط ..
الجوقة : ليس الأنبياء فقط ... ليس الأنبياء فقط ..نريد معجزة
الرئيس : الهدوء .. أرجوكم. . حسنا ... حسنا أصغوا إلي .. أصغوا اليّ ( فترة صمت )أنت يا من ليس لك اسم
أنت ..فل لي .. الم تقل بأنك مؤمن .؟
كالح : إيمان مطلق
الرئيس : وهل أنت سعيد في حياتك ؟
كالح : كل السعادة .. ولا ينغص علي إلا طلباتي التي أخفاها الرهبان .. يجب عزل الرهبان ..
الجوقة : لا بد من عزل الرهبان .. لا بد من سحب صلاحيات الرهبان
الرئيس : ألا ينغص عليك غير هذا الأمر .؟ لو أننا قلنا لك هذه طلباتك القديمة هل تكون المعجزة ؟ هل تحل المعجزة ؟
كالح : أنت من يقوم بالمعجزة
الرئيس : أنا ؟ وما شأني أنا ؟ مادمت مسلما ومؤمنا لماذا تطالب بالمعجزات ؟
كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ؟ أنتم علمانيون .. سحرة كفرة .
الرئيس : ما دمنا كذلك ..لماذا تطالبنا بالمعجزات ؟ .. أنا لست نبيا يا هذا !!
كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ..
الرئيس : وما هو الشيء الذي ينغص عليك حياتك .؟
كالح : المعجزة ..
الرئيس : حسنا.. حسنا ولكن قل يا .. بالمناسبة ما اسمك ؟
كالح : ظروفي لا تسمح ذكر الاسم .. لكن نادني بكالح .. فلنقل أنه كالح
الرئيس : حسنا .. هل لي أن أعرف ..إذا سمحت .. كم هو راتبك الشهري ..؟ كيف تعيش ..؟
كالح : ( بدا وكأنه يكذب ولا يقول الحقيقة ) ثمانية وعشرون دينارا
الرئيس : وهل يكفيك راتبك هذا
كالح : إن صديقي هذا ..." نجادي" .. هو ثري جدا ( يشير إلى كشه ) يملك بئرا من النفط ويدفع زكاة أمواله ويساعدني .
الرئيس : قلت لي انك مسلم ؟
كالح : إنني مسلم .. ولكن كلنا مؤمنون ..وانتم علمانيون وشيوعيون .
الرئيس : أنت مؤمن إذن ، وتعيش على ما يقدمه لك هذا الرجل من زكاة أمواله .
كالح : أنا أؤمن بالزكاة .
الرئيس : عندما زرتني في السابق لم تكن مسلما ولا مؤمنا حتى ..
كالح : كنت استعمل عقلي
الرئيس : والآن ..؟ ألم تعد تستعمل عقلك ؟
كالح : إنه الآن مجرد وسيلة فقط ..وسيلة للمشي كما العينين وسيلة للرؤية
الرئيس : والعقل ؟
كالح : وسيلة لكي أعرف كيف أعيش ، لكنه ليس وسيلة لكي أعرف لماذا أعيش .
الرئيس : لكنني أذكر أنك كنت ميالا للفلسفات المادية .
كالح : كنت ميالا للاقتناع ،وليس للإيمان
الرئيس : ماذا تعني ؟
كالح : هذه الفلسفات ، كانت قادرة على إقناع عقلي
الرئيس : والآن ؟
كالح : الآن احتقر عقلي واحتقرها
كشه : نريد معجزة ... نريد معجزة
الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة
الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم .. أريد أن أحدثكم ..واحدا .. واحدا .. هل توافقون ؟
كالح : هل تعدنا بالمعجزة ؟
الرئيس : لنتحدث أولا
شاعر : ( يلقي قصيدة بصوت عالٍ فيصمت الجميع )
شيمتنا إرادة الصمود وليس من شيمنا القعود
واجبنا أن نبذل الجهود واجبنا أن نلغي الحدود
الجوقة : أن نلغي الحدود .... أن نلغي الحدود
الشاعر : لا نعرف الهبوط بل طريقنا دوما صعود
الجوقة: طريقنا دوما صعود .
الشاعر : وفي غذٍ سوف نزيل من طريقنا السدود
أحدهم : ( من بين الجمع ولا نراه ..بالعامية المصرية ) يا لا هوي
الشاعر : ونرفض التأجيل والتسويف والوعود .
الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم ... أنت ( يختار احد المتظاهرين ) قل لي .. هل أنت سعيد في حياتك ؟ ولا ينغص عليك سوى المعجزة .. هل عندك أطفال ؟
الشخص : خمسة
الرئيس : وهل تأكلون الكباب المشويّ ، والدجاج المُحمر المشوي ؟
الشخص : ( بهدوء ) إننا نأكله يا سيدي
الرئيس : هل تأكلونه دائما ؟
الشخص : كل بضعة أشهر يا سيدي والحمد لله .. الذي لا يحمد على مكروه سواه .
كالح : لكنهم سعداء أيها الرئيس .. ولتعلم وليكن في معلوماتك أيها الرئيس أنهم الوحيدون ... طبعا أنا وأمثالي منهم .. الوحيدون الذين يستمتعون في التذوق .. الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقية للكباب .. أليس كذلك يا شباب ؟!
الجوقة : من للتحرير من للتحرير
كالح : بل للتحرير ... شيخ وأمير
سارا ونسير
الشعب أسير العيش مرير
مرُ وعسير مرُ وعسير
ولأي مصير
ولم التأخير
الرب قدير
آخر : لو تلهم قادتنا التدبير
آخر : اخرس .. وما شأن القادة في الأمر ..؟ ما نريده هو المعجزة
كالح : لنعد يا رئيس لحوارنا .. والذي أطالب أن تكون مستمعا وتؤيد كل ما أقوله أنا
هؤلاء الوحيدون الذين يعرفون اللذة الكاملة للطعام وللكباب المشوي .. إنهم ينتظرونه كل شهر وينقضون عليه انقضاضا .. وينتهون منه دون الشبع ..ويبقون متشوقين إليه .. بانتظار المرة الثانية ..لكني أؤكد لك أنهم الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقة .. وكما تعلم لا فائدة من الطعام إذا لم نتذوق نكهته .. إن صديقي هذا الثري ..يملك بئرا من النفط ... بئرا من النفط وهو يقدم لي الدعم .
الرئيس : ( إلى آخر ) وأنت ..هل أنت سعيد وكم هو راتبك ؟
الآخر : أعمل طبيبا في إحدى مديريات الصحة ، وأتقاضى(950 ) دينار تقريبا ، ولكننا لم نأتِ لكي تحقق معنا .. جئنا نطالب بمعجزة .
كالح : حتى لا يغيب عن مخيلتك الأمر .. إن فرح أطفالهم بأحذيتهم الجديدة .. لا يشبهه أي فرح آخر لأي طفل آخر .. أطفالي وأطفال الطبيب وأطفال صديقي الثري هذا .. لا يفرحون بأحذيتهم كما يفرح أولاد هؤلاء أبدا .
أبنائي لا يستطيعون السير بحذائهم الجديد أكثر من أيام ، لكن أبنائهم يستهلكون أحذيتهم استهلاكا كاملا حتى يصل الأمر إلا يستطيع السير به ولو خطوة واحدة ..
الرئيس : وما هي مشاكلهم الحقيقية إذن.
كالح : ليس عندهم أي مشاكل تذكر .. يصطحبون أطفالهم إلى المراكز الطبية المجانية ، حيث العلاج رخيص الثمن .. وتصرف لهم الأمم المتحدة بعض الطحين والملابس القديمة ، تخيل أنهم يستمتعون بلبسها استمتاعا كبيرا ؟ ، وأخي يقدم لي زكاته .. ونصلح المجاري ونؤمن الكهرباء .. والماء والسلاح ( يقول جملته الأخيرة بصوت عال)
الجميع : يا رب يا كريم يا رحيم يا رب ارع القائد العظيم
وأعطه الحكمة يا حكيم وخلص الأقصى من الجحيم
يا رب أهدنا الصراط المستقيم يا رب خلص أرضنا من كل معتدٍ أثيم
يا رب خلص أهلنا من كل سفاح لئيم يا رب الأهل ينتظرون القائد الحليم
فانصره يا الله يا مفرج الهموم يا ناصر المظلوم
يا رب حرر أرضنا من كل شيطان رجيم
كالح : لم يبقى إلا المعجزة .. هل فهمت .. ولا نريد الخداع الآن ولا تخفي طلباتنا كما أخفيت طلباتي السابقة
( يلتفت إليهم ) ماذا تريدون ؟
الجميع : نريد معجزة ... نريد معجزة .
كالح : لا شيء يحتاجونه في بيوتهم لا شيء يحتاج إلى إصلاح هناك من يصلح لهم كل شيء .. أليس كذلك يا شباب ؟
الجميع : نعم صحيح .. لأنه لم عندنا بيوت ... لم يبقى لنا منازل ... لم يبقى عندنا كروم .
صوت رخيم من الخلف :
صبرا أهلي صبر...ا صبرا
باللين سيرحل أو قسرا
من أخذ أراضينا غدرا
من عاث فسادا في المسرى
سنذيق المحتل المرا
لو صادر من ارضي شبرا
القائد أعلنها جهرا
سيفك عن الأرض الأسرا
صبرا ..صبرا
بشرى.. بشرى
لا حسرة بعد ولا عسرا .
كالح : نريد معجزة .. نريد معجزة
الجوقة : نريد معجزة نريد معجزة .. نريد معجزة
الرئيس : مهلا ..مهلا .. مهلا
الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة
الرئيس : ( يلتفت إلى النافذة ويطلب من الرهبان ) أحضروا لبنا باردا .. أحضروا لبنا باردا .. لبنا للضيوف
( يهرع أحد الرهبان إلى الداخل )
( الجميع يبتلعون لعابهم شوقا )
كالح : لا نريد لبنا .. لا نريد لبنا .. نريد معجزة .. نريد معجزة .
الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة
الرئيس : الهدوء .. الهدوء .. لم أنهي حديثي مع هذا الرجل .. لم انهي حديثي معه ... فهمت أنكم تريدون معجزة .
احد الرهبان : انتظروا إنه لم ينتهي من حديثه .. انتظروا .
كالح : اخرس أ،ت بالذات أيها الراهب .. أخرس.. أنت من أخفى أوراقي وطلباتي ( أنت يا رئيس ) سيدمرون هذا الدير لو تركت الرهبان يفعلون ما يشاءون .
الراهب : لدينا نظام وقانون أيها السيد .
كالح : انتم مجانين ، إنكم تدمرون هذا الدير ورئيسكم يدمره أيضا .. كما أنني سأدمره فوق رؤؤسكم جميعا .. نريد معجزة نريد معجزة
الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة .
صوت من الخلف : ملء الأفواه .. ملء الأفواه نصرخ .. نصرخ ملء الأفواه
ستعود الأرض بإذن الله ستعود الأرض بإذن الله
إما سلما أو بالإكراه ستعود الأرض بإذن الله
يكفي شعبي ما قاساه يكفي.. يكفي ما عاناه
يكفي ... يكفي لن ننساه لن ننساه
كالح : يا رئيس ، لقد تحدثنا بما فيه الكفاية ..
الرئيس : نعم .. ولكن قل لي إلا تحس من صديقك الطيب صاحب بئر النفط المدعو( نجادي ) ودعنا من خداع النفس وإيهام النفوس .
كالح : {وخلقناكم درجات } هذا قول الرب .
الرئيس : لكنك قلت ... أصبحت تحتقر العقل
كالح : نعم.. نعم إني أحتقره
الرئيس : وكيف اقتنعت بقول الرب ؟.
كالح : لقد كان عقلي فيما مضى ...يرفض الاقتناع بهذه الآية .. لكنه الآن مؤمن بها
الرئيس : ولكن ماذا عن أصدقائك القدماء .. أقصد الماديين منهم .. العلمانيين ، ألا يقتنعون بالآية ، وهل تمكنت من عقولهم الباطنة
كالح : عقولهم ترفضها .. عقولهم الباطنة ترفضها أيضا لكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .. أنا وحدي من يعرف ذلك .. ولو انك لم تلقي طلبي السابق في حاوية القمامة ، لكنت شرحت .. هات يا ولد افرد هذا الرابط
( يوجه حديثه إلى شاب يحمل كومة من رول من القماش مكتوب عليه بلغة غير مفهومة ويفردها وتبدو ليس لها نهاية من طولها ، وينهمك الجميع بقراءة رول القماش ، موسيقى تعبر عن القلق ونسمع بين الجميع همهمة غير مفهومة ).
ستار نهاية المشهد الأول [/frame]
تعليق