تحياتى البيضاء
لا يملك القارىء إلا أن يتفاعل مع نبل الفكرة الشعرية التى يقوم عليها النص وهى فكرة جلد الذات العربية التى لا تحمل إلا الهزيمة وبذورها
فهى ذات لا امل فيها ولا رجاء ولا بصيص نور
ومن أين يأتى الأمل بعدما خانت وتاجرت بدماء الابرياء وساومت على العرض والأرض
هذا الغرض الشعرى أى جلد الذات العربية هو غرض فنى مضمون النجاح بالنسبة للمتلقى خاصة إذا كان التلقى عبر ندوة أو جمهور يستمع للنص
يشعر المتلقى أنه يتطهر ويخفف جزءا من ذنبه وخطيئته حين يتلقى هذا السياق اللاهب الغاضب واليائس فى آن
لكن لى ملاحظتان على هذا الغرض الشعرى هى أن سياقه الفنى ومنذ سنوات طويلة قد تجمد تماما على هذه اللغة الهجائية االياسة النازفة
حتى وصل الأمر إلى درجة من التشبع لدى المتلقى خاصة أنه لم يعد هناك جديد يقدمه النص عندما توجه بكل طاقته الفنية تجاه صياغة هذا الكم من فقدان الأمل والبشارة
لكن أليس من حق الشاعر أن يعبرعن أحاسيسه ورؤيته إذا كان يرى الأمر يأسا وسوادا بلا أمل ؟
نعم يحق له ، لكن عليه أن يبدأ فى البحث عن لغة جديدة مغايرة من حيث البناء والشكل لتضيف فعلا إلى هذا الغرض كما أن هذه المغايرة تحتاج من الأصل إلى زاوية التقاط جديدة وهذه هى النقطة الأهم والتى يتبعها البناء والشكل
أحسب أن المتلقى يحق له أيضا أن يتذوق فنية جديدة تتناول هذا الغرض الشعرى حتى لا يصل التلقى لهذا الغرض الشعرى إلى درجة من التشبع وانفتاح النص من أول سطره على مجمل سياقه بما يصرف المتلقى عن التجربة نفسها والتى سبق له أن تلقاها كثيرا بذات الفكرة والشكل
خلاصة رأيى أننا هنا امام نص شعرى جميل وفيه لغة شعرية بحق لكن درجة التشبع التى وصل لها الغرض تحتاج من الشاعر الذى يريد أن يتميز نظرة فنية أخرى فى جدة ما تقدمه التجربة الشعرية التى تجدل الذات العربية

الأستاذ الشاعر
والأخ الكريم

رفعت المرصفي

أجدت وأبدعت
فلله أنت

نعم
معذرة
وألف معذرة

فقد خذلت غزة على كل الصُّعد
وقد خذلت غزة على كل الموائد
وقد خذلت غزة تحت كل المبررات
ومازلنا نتأمر مع اليهود
ومع من باع القضية
ضد من حمل القضية
ونعلم أنه على الحق
لنمارس الدور الذي
ترضاه لنا أمريكا
ولنثبت جدارة ترشيحنا للدور

جلد الذات
وهل لدينا غيره
حتى جلد الذات نحاسب عليه
ويمنع من حقه في الظهور
فلا يعلو إلا الزبد
وأما ما ينفع الناس فنواريه إلى حين

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون


بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي