[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]ّ... ﺍ
(الشّدة و الألف)
[/align][/cell][/table1][/align]
[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right] align][/align][/cell][/table1][align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
(الشّدة و الألف)
[/align][/cell][/table1][/align]
[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right] align][/align][/cell][/table1][align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
الكنعانيون (( قبائل سامية رحلت عن الجزيرة العربيّة و سكنت بلاد الشام ، من أنطاكيا في الشّمال حتى غزّة في الجنوب )) وضعوا أبجديّة اللّغة ، بالذّات ما سُمّيَ بـ "الفنيقيين" منهم ، اسم أطلقه هيرودتس = phoenicus أي اللّون الأرجواني ، حيث وجدهم يحضّرونه و يصبغون به الأقمشة ويبيعونها لعليّة القوم من الحضارات المُحيطة ، من طيبة في وادي النّيل إلى ما بين النّهرين و بلاد فارس .
أبجديّتهم تبدأ هكذا : أليف و تعني رأس ،بيت تعني بَيْت ، جَمَل (ألجيم قاهريّة ، بعض اللّهجات كَمَل) وتعني جَمَلْ ، دَليت تعني باب.
انتبهوا!! أبجديّة اللّغة العبرية هكذا:- ألِف ، بيت ، كيمَل أو جيمَل حسب اللّهجة ( ألجيم قاهريّة) ، داليت.
أبجديّة اللّغة العربيّة منذ أن كانت هكذا هي أصلا.
نُقلت الأبجدية لبلاد الإغريق ، فصار لهم واحدة تبدأ هكذا ألفا ، بيتا ، جاما(ألجيم قاهريّة)، دِلْتا . دخلت هذه الحروف الأربعة كلّ المجالات من الفيزياء إلى الرّياضيات و الفلك و الطب و الفلسفة حتى أبسط الكتابات.
أبجديّتهم تبدأ هكذا : أليف و تعني رأس ،بيت تعني بَيْت ، جَمَل (ألجيم قاهريّة ، بعض اللّهجات كَمَل) وتعني جَمَلْ ، دَليت تعني باب.
انتبهوا!! أبجديّة اللّغة العبرية هكذا:- ألِف ، بيت ، كيمَل أو جيمَل حسب اللّهجة ( ألجيم قاهريّة) ، داليت.
أبجديّة اللّغة العربيّة منذ أن كانت هكذا هي أصلا.
نُقلت الأبجدية لبلاد الإغريق ، فصار لهم واحدة تبدأ هكذا ألفا ، بيتا ، جاما(ألجيم قاهريّة)، دِلْتا . دخلت هذه الحروف الأربعة كلّ المجالات من الفيزياء إلى الرّياضيات و الفلك و الطب و الفلسفة حتى أبسط الكتابات.
A حرف الألف في الّلاتينية و ما انحدر منها (الايطالية ، الفرنسية ، الإسبانية ، البرتغالية و الرّومانية)
A حرف الألف في الّلغات الجيرمانية(الإنكليزية ، الألمانية ، الدانيماركية ، النرويجية ، السويدية ، الهولندية ..الخ)
A حرف الألف في الأبجدية السريلية التي أخذتها اللّغات السلافية ( روسيا ، بلاروسيا ، بلغاريا ، صيربيا ،أكرانيا ، مقدونيا ...الخ) .
نستثني الصينيّة و اليابانية إذ لا حروف فيها و إنّ ما كلمات رموز بالآلف ، فهي خارج بحثنا.
أمّا في اللّغة العربيّة فهو هكذا :[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]ا[/align][/cell][/table1][/align]
لا مثيل له و لا شبيه به أحد.
اللّغة العربيّة (( المَلِكَةُ البَدَوِيَّةُ الفاتِنَةُ التي ما زالت تنشد : لَلُبْسُ عباءة و تقرُّ عيني / أحبُّ إليَّ من لبس الشُّفوفِ ، لكن أصابنا الصّمَمُ ، فيا ويلاه!!)) ظلّت تنعمُ في سكون الصّحراء قريرة العين ، تُشوى بين دقّات قلب امرئ القيس ، و استفزاز الرّيح للرّمال . تتمرّغ بين القوافي في بحور الشّعر ، و بين نجوم ليلٍ "بِكُلِّ مُغارِ الفَتْلِ شُدّت بِيَذْبُلِ" تنحنى تُصغي لصهيل الخيل ترتدّّ حين تلمع أسنّة الرّماح ، إلى أن منّ الله عليها فأنزل كتابه بها ، فتوّجها و وشم بحروفها جبين كلّ حبّة رمل.
A حرف الألف في الّلغات الجيرمانية(الإنكليزية ، الألمانية ، الدانيماركية ، النرويجية ، السويدية ، الهولندية ..الخ)
A حرف الألف في الأبجدية السريلية التي أخذتها اللّغات السلافية ( روسيا ، بلاروسيا ، بلغاريا ، صيربيا ،أكرانيا ، مقدونيا ...الخ) .
نستثني الصينيّة و اليابانية إذ لا حروف فيها و إنّ ما كلمات رموز بالآلف ، فهي خارج بحثنا.
أمّا في اللّغة العربيّة فهو هكذا :[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]ا[/align][/cell][/table1][/align]
لا مثيل له و لا شبيه به أحد.
اللّغة العربيّة (( المَلِكَةُ البَدَوِيَّةُ الفاتِنَةُ التي ما زالت تنشد : لَلُبْسُ عباءة و تقرُّ عيني / أحبُّ إليَّ من لبس الشُّفوفِ ، لكن أصابنا الصّمَمُ ، فيا ويلاه!!)) ظلّت تنعمُ في سكون الصّحراء قريرة العين ، تُشوى بين دقّات قلب امرئ القيس ، و استفزاز الرّيح للرّمال . تتمرّغ بين القوافي في بحور الشّعر ، و بين نجوم ليلٍ "بِكُلِّ مُغارِ الفَتْلِ شُدّت بِيَذْبُلِ" تنحنى تُصغي لصهيل الخيل ترتدّّ حين تلمع أسنّة الرّماح ، إلى أن منّ الله عليها فأنزل كتابه بها ، فتوّجها و وشم بحروفها جبين كلّ حبّة رمل.
الألف العربية ، التي أصبحت "ألفا" العالمية ، هي الرّأس ، نمت في الصّحراء حيث تتقابل الأرض والسّماء ، الأرض تمتدُّ من تحت الأقدام إلى أقصى الأقاصي بلا نهاية قفراء ، لا شيء يعلوها إلاّ السّماء ، مرفوعة فوق الرؤوس قويّة الحضور تمتدّ أيضا بلا نهاية ، تلتقيان عند اغبرار الأفق المُعفّرُ بالأرجوان ، بينهما العربيُّ البدويُّ شامخ القامة منتصبا لا يشبهه إلا عمود الخيمة ، جذع نخلة باسقة تشقُّ الأثيرعالية نحوالسماء ، قوائم النوق و الخيل ، الرّمح ، السّيف حين يُجرّد من غمده ، الرّقاب المشرأبّة تستطلع البعيد ، جميعها عناصر تشكّل الحياة ، تراها العين مثل "الألف" ، بل "الألف" شكلها التّجريديّ جميعا ، فكيف ستنمو هذه "الألف" (الرّأس و الجبين) على صدر الصّحراء منحنية أو مطأطئة ؟؟!!
هذا هو تفاعل الإنسان و البيئة و الحياة ، فولدت الّلغة و كتابتها كأضخم عمل فني منذ الأزل إلى الأبد.
من هذا الشّموخ القائم المنتصب كما "الألف" ، ولدت المآذن ، فوقها قطعة من السّماء (الهلال) ، كأنها حكاية "الألف" العربيّة البدويّة ، إنعكاس الشكل التّجريدي على الجديد .
لكن "الألف" ليست بهذه البساطة ، بل لها روح و قلب ينبض . كيف نستدلّ على روحها ونبضات قلبها؟
لو أنت في الصحراء وحيدا غارقا بصمت الطّبيعة العميق ، لا تسمع أذنك هفيفا أو دبيبا ، تحتك الرّمال المتشابهة متكرّرة الشكل و اللّون إلى ما لانهاية ، فوقك سواد اللّيل ، تحاول النّجوم مغالبته برتابة و صمت رهيب ، لا شكّ ستمرعليك لحظة تفزع بها ، شعور عميق بالوحدة ، تشعر في داخلك رغبة جامحة لتنادي أيّ أحد. كيف تنادي ؟؟ أليس بـ"يا "، الياء فيها لا تكاد تُسمع ، قصيرة خاطفة ، أمّا "الألف" تجعلك تفغر فيك أقصى ما تستطيع ، هكذا : ا ا ا ا صوت لانهاية له إلاّ إذا انقطع النّفس ، فالألف ممدودة إلى الّلانهاية ، صرخة لاتنتتهي .
لو هالك ما أنت به و أردت التّأوّه لقلت :آه ، الهاء قصيرة لا تُدرك بعد الألف الممدوة ، فكأنّك علقت في صوت الـ : آ آ آ آ آ صوت لا ينقطع ، لا نهائي.
لو أردت زيادة شحنات عاطفتك لقلت : ويلاه ستعلق في امتداد الألف بعد اللام كأن الكلمة و الشعور واحد ، هما هذا الصوت الطّويل المُمتد الّلانهائي .
لو أردت الاستغاثة لقلت : " وا إسلاماه" مثلا أو "وا عرباه" ، حاول نطقها بحرارة ستجد أوتارك الصوتية علقت بألفين لا واحدة ، الألف بعد الواو و الألف في نهاية المُستغاث به ، هنا يكمن سرّ وقع الاستغاثة على النّفوس العربيّة الشّهمة قبل أن يُصيبها الصّمم.
إن لم يُجْبكَ أحد ، ستناجي الله . لفظ الجلالة يتركّز في الألف بعد الّلام المُشدّدة ، انطقها و لاحظ صوتك يقف أولا عند شدّة اللام ، إجلالا و رهبة ، ثم ينطلق الصوت بالألف الممتدّة للأعلى إلى السماء ، إلى ما لا نهاية (الألف و السماء و الّلانهاية و الله) .
ليس هذا كلّ شيء ، فالألف تميّز بين المحدود و الّلامحدود ، بين الضيّق و الواسع ، بين المحصور و المفتوح ، لا حظ كلمة "رؤية" وهي وجهة نظر ، رأي ، لاحظ كلمة "رؤيا " حلم ، الحلم أوسع ، مفتوح ، كما التّفاعل المتسلسل في الكيمياء لا نهاية له.
البدويّ العربيّ إبن الصحراء ، اكتشف كلّ هذا وخزّنه في الألف ، فجاءت عمود خيمة تحمل البيت على كاهلها ، جذع نخلة تحمي البطون ، سيفا و رمحا يذود عن الدّيار .. ثمّ مأذنة تناجي السماء ، في الألف الحياة و قدسيّتها ، و هي اللانهاية . ألاترى جذع النخلة يمتد كالألف إلى الّلانهاية ، ألا ترى الأعمدة المتكرّرة بين الأقواس في الطّراز المعماري العربي الإسلامي كأنّه طريق نحو الّلانهاية محشورا بين الأعمدة التي كلّ واحد فيها الألف العربية ؟
"برينكوش" النّحات الفرنسي الشهير ( لسنا نحن) اصطاد الّلانهاية حين رأى النّخيل في الجزائر فنفّذ عمله الشهير "عمود الّلانهاية"
أيّها الفنّانون العرب و النّحاتون بوجه أخص ، لماذا تبدّدوا حياتكم و قواكم و مواهبكم في اللّهث خلف نمطيّات الفن الأوروبي ؟؟ أقصى ما تفعلونه ، اقتباس منه ، أو صياغة ركيكة له . لماذا لاترفعون حبّة الرّمل و ترون ما تخفي تحتها؟ لماذا لا تهزون الرّمال من الكتف حبّة حبّة ، لتقول لكم ما تختزنه في روحها و قلبها ، لا أدري كيف ، عليكم أنتم أن تقولوا لنا كيف ؟؟
هذا هو تفاعل الإنسان و البيئة و الحياة ، فولدت الّلغة و كتابتها كأضخم عمل فني منذ الأزل إلى الأبد.
من هذا الشّموخ القائم المنتصب كما "الألف" ، ولدت المآذن ، فوقها قطعة من السّماء (الهلال) ، كأنها حكاية "الألف" العربيّة البدويّة ، إنعكاس الشكل التّجريدي على الجديد .
لكن "الألف" ليست بهذه البساطة ، بل لها روح و قلب ينبض . كيف نستدلّ على روحها ونبضات قلبها؟
لو أنت في الصحراء وحيدا غارقا بصمت الطّبيعة العميق ، لا تسمع أذنك هفيفا أو دبيبا ، تحتك الرّمال المتشابهة متكرّرة الشكل و اللّون إلى ما لانهاية ، فوقك سواد اللّيل ، تحاول النّجوم مغالبته برتابة و صمت رهيب ، لا شكّ ستمرعليك لحظة تفزع بها ، شعور عميق بالوحدة ، تشعر في داخلك رغبة جامحة لتنادي أيّ أحد. كيف تنادي ؟؟ أليس بـ"يا "، الياء فيها لا تكاد تُسمع ، قصيرة خاطفة ، أمّا "الألف" تجعلك تفغر فيك أقصى ما تستطيع ، هكذا : ا ا ا ا صوت لانهاية له إلاّ إذا انقطع النّفس ، فالألف ممدودة إلى الّلانهاية ، صرخة لاتنتتهي .
لو هالك ما أنت به و أردت التّأوّه لقلت :آه ، الهاء قصيرة لا تُدرك بعد الألف الممدوة ، فكأنّك علقت في صوت الـ : آ آ آ آ آ صوت لا ينقطع ، لا نهائي.
لو أردت زيادة شحنات عاطفتك لقلت : ويلاه ستعلق في امتداد الألف بعد اللام كأن الكلمة و الشعور واحد ، هما هذا الصوت الطّويل المُمتد الّلانهائي .
لو أردت الاستغاثة لقلت : " وا إسلاماه" مثلا أو "وا عرباه" ، حاول نطقها بحرارة ستجد أوتارك الصوتية علقت بألفين لا واحدة ، الألف بعد الواو و الألف في نهاية المُستغاث به ، هنا يكمن سرّ وقع الاستغاثة على النّفوس العربيّة الشّهمة قبل أن يُصيبها الصّمم.
إن لم يُجْبكَ أحد ، ستناجي الله . لفظ الجلالة يتركّز في الألف بعد الّلام المُشدّدة ، انطقها و لاحظ صوتك يقف أولا عند شدّة اللام ، إجلالا و رهبة ، ثم ينطلق الصوت بالألف الممتدّة للأعلى إلى السماء ، إلى ما لا نهاية (الألف و السماء و الّلانهاية و الله) .
ليس هذا كلّ شيء ، فالألف تميّز بين المحدود و الّلامحدود ، بين الضيّق و الواسع ، بين المحصور و المفتوح ، لا حظ كلمة "رؤية" وهي وجهة نظر ، رأي ، لاحظ كلمة "رؤيا " حلم ، الحلم أوسع ، مفتوح ، كما التّفاعل المتسلسل في الكيمياء لا نهاية له.
البدويّ العربيّ إبن الصحراء ، اكتشف كلّ هذا وخزّنه في الألف ، فجاءت عمود خيمة تحمل البيت على كاهلها ، جذع نخلة تحمي البطون ، سيفا و رمحا يذود عن الدّيار .. ثمّ مأذنة تناجي السماء ، في الألف الحياة و قدسيّتها ، و هي اللانهاية . ألاترى جذع النخلة يمتد كالألف إلى الّلانهاية ، ألا ترى الأعمدة المتكرّرة بين الأقواس في الطّراز المعماري العربي الإسلامي كأنّه طريق نحو الّلانهاية محشورا بين الأعمدة التي كلّ واحد فيها الألف العربية ؟
"برينكوش" النّحات الفرنسي الشهير ( لسنا نحن) اصطاد الّلانهاية حين رأى النّخيل في الجزائر فنفّذ عمله الشهير "عمود الّلانهاية"
أيّها الفنّانون العرب و النّحاتون بوجه أخص ، لماذا تبدّدوا حياتكم و قواكم و مواهبكم في اللّهث خلف نمطيّات الفن الأوروبي ؟؟ أقصى ما تفعلونه ، اقتباس منه ، أو صياغة ركيكة له . لماذا لاترفعون حبّة الرّمل و ترون ما تخفي تحتها؟ لماذا لا تهزون الرّمال من الكتف حبّة حبّة ، لتقول لكم ما تختزنه في روحها و قلبها ، لا أدري كيف ، عليكم أنتم أن تقولوا لنا كيف ؟؟
المُعجزة الثانية في معجزات الملكة البدويّة الفاتنة هي الشدّة ، الشكل الصغير ذو الأسنان الثّلاث الذي يمتطي بعض الحروف فيضاعفها ، هذا الفعل السحري لحركة الشدّة ، قَلَبَ اللّغة ، وسّعها ، منحها فضاء افتراضي ، معنوي ، روحاني ، إضافة لفضائها المادّي الحسّي.
عند استخدام الفعل ، أيّ فعل في أية لغة ، لا يعني إلا الفعل نفسه ، أي أنه محدود بالفعل نفسه ، مثلا "أكَل" لا تعني غير فِعْل الأكل ، "شرب"، "حمل" ، "منع" ...الخ.
أحيانا يشعر الإنسان أن ما يريد قوله أو وصفه بالفعل أو اسمه (أي اسم الفاعل) أكثر بكثير من المعنى الذي توحي به الكلمة ، يريد أن يهوّل أو يُبالغ دون استخدام أدوات التّهويل ، أو كلمات إضافية ، فينزلق لتكوين جمل تشبيهيّة أوتصويرية. هذا مأزق حقيقي للّغة ، كيف يمكنني التّعبير عن ما هو أكبر من الفعل بالفعل نفسه ؟
لم تنجح أيّ لغة في العالم بالخروج من هذا المأزق ، على الأقل حسب إطّلاعي ، فقط الملكة البدويّة الفاتنة التي لا تقرّ عينها بلبس الشفوفِ و لا بقصرمُنيفِ ، نجحت.
كيف؟
قال الله سبحانه متحدّثا عن ذاته " فَعّالٌ لِما يُريدْ" نحن نعرف فعل "فَعَلَ" و نعرف اسم الفاعل منه "فاعِل" و هما قالبان لغويّان محدودان و محصوران بمهمّتهما و معناهما كما في اللّغات جميعا. لكن اسم الفاعل هنا ، بدلا من "فاعل " أصبح "فَعّال" ، فقط شدّد الحرف الوسط أي أصبح حرفان ، و للتقوية الحقت به الألف الأعجوبة الّلانهائية ، فكيف صار المعني؟
صار يدّل ليس على أيّ فاعل ، بل على فاعل يُكثر من فعل الفعل و يكرّره ، بإقتدار و تميّز ، حتى صار الفعل بهذا الشكل ، صفة من صفاته ، طبيعة من طبائعه ، خُلق من أخلاقه ، صار يعني الإكثار و التّكرار و المبالغة والاتقان.
أنظروا لبلاغة هذه الآية الكريمة " هََمّازٍ مَشّاءٍ بِنَميم ، مَنّاعٍ للخّيْرِ مُعْتَدٍ أَثيمْ " كيف أضيفت الشدّة لتسحر الفعل بتكرار حرف الوسط ، و كيف أضيفت الألف اللانهائية لتكسر أقفال الفعل ، تهدّ جدرانه و تمدّدها نهو الّلانهاية. مايُراد وصفه مشهد كبير مترامي الأطراف ، شاسع ، لكن بفعل لغويٍّ محصور و محدّد ، عاجزعن حمل كامل المشهد ، فقامت الألف و الشدّة بكسر أغلال الفعل ، حطّمت جدرانه لتوسيعه . كما البدويّ الفارس العربيّ ، خبير بوثق الخيل و فكّ وثاقها ، يفكّ وثاق الفعل و يتركه كالفرس الجامحة تعدو في اتساع الفضاء ، تعدو في فضاء بلا حدود ، في صحراء بلا حدود. الفرس العربيّة أصيلة ، للمفارقة ، فقط الفرس العربيّة أصيلة من دون غيرها ، تجيد الجُموح .
هنا تحرّر الفعل ، هنا حُلم اللغة و اتّساع صدرها ، و هنا إمكانياتها الفنيّة الفريدة فرادة أصالتها. هذا هو الملعب الخلفي الإضافي للفعل.
يا ايّها الفنّانون العرب ، أخص النّحاتين منكم ، فكّوا وثاق روحكم ، وأعدو في فضاء مليكتي البدويّة الفاتنة ، لا أدري كيف ، عليكم أنتم أن تقولوا لنا كيف!!
[/align][/cell][/table1][/align]
عند استخدام الفعل ، أيّ فعل في أية لغة ، لا يعني إلا الفعل نفسه ، أي أنه محدود بالفعل نفسه ، مثلا "أكَل" لا تعني غير فِعْل الأكل ، "شرب"، "حمل" ، "منع" ...الخ.
أحيانا يشعر الإنسان أن ما يريد قوله أو وصفه بالفعل أو اسمه (أي اسم الفاعل) أكثر بكثير من المعنى الذي توحي به الكلمة ، يريد أن يهوّل أو يُبالغ دون استخدام أدوات التّهويل ، أو كلمات إضافية ، فينزلق لتكوين جمل تشبيهيّة أوتصويرية. هذا مأزق حقيقي للّغة ، كيف يمكنني التّعبير عن ما هو أكبر من الفعل بالفعل نفسه ؟
لم تنجح أيّ لغة في العالم بالخروج من هذا المأزق ، على الأقل حسب إطّلاعي ، فقط الملكة البدويّة الفاتنة التي لا تقرّ عينها بلبس الشفوفِ و لا بقصرمُنيفِ ، نجحت.
كيف؟
قال الله سبحانه متحدّثا عن ذاته " فَعّالٌ لِما يُريدْ" نحن نعرف فعل "فَعَلَ" و نعرف اسم الفاعل منه "فاعِل" و هما قالبان لغويّان محدودان و محصوران بمهمّتهما و معناهما كما في اللّغات جميعا. لكن اسم الفاعل هنا ، بدلا من "فاعل " أصبح "فَعّال" ، فقط شدّد الحرف الوسط أي أصبح حرفان ، و للتقوية الحقت به الألف الأعجوبة الّلانهائية ، فكيف صار المعني؟
صار يدّل ليس على أيّ فاعل ، بل على فاعل يُكثر من فعل الفعل و يكرّره ، بإقتدار و تميّز ، حتى صار الفعل بهذا الشكل ، صفة من صفاته ، طبيعة من طبائعه ، خُلق من أخلاقه ، صار يعني الإكثار و التّكرار و المبالغة والاتقان.
أنظروا لبلاغة هذه الآية الكريمة " هََمّازٍ مَشّاءٍ بِنَميم ، مَنّاعٍ للخّيْرِ مُعْتَدٍ أَثيمْ " كيف أضيفت الشدّة لتسحر الفعل بتكرار حرف الوسط ، و كيف أضيفت الألف اللانهائية لتكسر أقفال الفعل ، تهدّ جدرانه و تمدّدها نهو الّلانهاية. مايُراد وصفه مشهد كبير مترامي الأطراف ، شاسع ، لكن بفعل لغويٍّ محصور و محدّد ، عاجزعن حمل كامل المشهد ، فقامت الألف و الشدّة بكسر أغلال الفعل ، حطّمت جدرانه لتوسيعه . كما البدويّ الفارس العربيّ ، خبير بوثق الخيل و فكّ وثاقها ، يفكّ وثاق الفعل و يتركه كالفرس الجامحة تعدو في اتساع الفضاء ، تعدو في فضاء بلا حدود ، في صحراء بلا حدود. الفرس العربيّة أصيلة ، للمفارقة ، فقط الفرس العربيّة أصيلة من دون غيرها ، تجيد الجُموح .
هنا تحرّر الفعل ، هنا حُلم اللغة و اتّساع صدرها ، و هنا إمكانياتها الفنيّة الفريدة فرادة أصالتها. هذا هو الملعب الخلفي الإضافي للفعل.
يا ايّها الفنّانون العرب ، أخص النّحاتين منكم ، فكّوا وثاق روحكم ، وأعدو في فضاء مليكتي البدويّة الفاتنة ، لا أدري كيف ، عليكم أنتم أن تقولوا لنا كيف!!
تعليق