شقاوة قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيهاب رضوان سعد
    عضو الملتقى
    • 27-07-2007
    • 47

    شقاوة قصة قصيرة

    ( شقاوة ) قصة قصيرة
    كانت تحسبنى نائماً بينما أنا أراقبها باهتمام .. قلقة هى عليه ، تنظر إلى الساعة كل بضعة دقائق .. تثق بأنه تعمد التأخر حتى هذا الوقت ليعتصرها القلق .. تنهض من الفراش لتتشاغل بأى شيء .. تحضر ألبوم صور الزفاف وتقلب الصور فى شرود .. لماذا تركته يخرج غاضباً إذن ما دامت قلقة عليه هكذا .. تنظر إلىّ فى سخط وكأننى السبب .. حقاً منذ مجيئى وهما كثيرا الشجار ولكن ما ذنبى ...
    حين تسمعه يفتح الباب الخارجى تلقى بالألبوم مسرعة وتطفئ النور وتستلقى بجوارى على الفراش .. تقبلنى قبلة سريعة وتحكم الغطاء حولى قبل أن تغطى رأسها تماماً متظاهرة بالنوم .. الخبيثة !! .. يفتح هو باب الغرفة ويضئ النور وحين يجدها نائمة يغلق الباب بعنف ، لكنها لا تتحرك .. يخلع ملابسه فى صمت ويلقى بها فى كل مكان .. الأحمق !! .. صدق أنها نائمة ..
    يجلس ويفتح الراديو .. يريدها أن تستيقظ .. فى عناد طفولى يرفع صوت الراديو ثم يغنى بصوته الأجش .. أحس بها بجوارى تكتم ضحكاتها .. بعد دقائق ييأس من إيقاظها فيغلق الراديو ويطفئ النور بعد أن يقبلنى هو الآخر ..
    فى محاولة أخيرة يرتمى على الفراش بعنف ويسعل بلا داع ، لكنها أصرت على تجاهله .. خطر لى أن أتركهما يعذبان نفسيهما بعنادهما الأحمق ، لكن قبلاتهما التى لم ينمح أثرها بعد ، جعلتنى أبدأ فى تنفيذ خطتى فوراً ... بدأت فدفعت الغطاء عنى تماماً .. فى تلقائية تلامست أيديهما وهما يعيدان إحكام الغطاء حولى .. هذه هى الخطوة الأولى .. عرف كل منهما أن الآخر لا يزال مستيقظاً ..
    فجأة ودون سابق إنذار رفعت صوتى باكياً .. كالمعتاد تمتم هو بألفاظ غاضبة مبهمة ، بينما نهضت هى ودفعت فى فمى زجاجة اللبن الصناعى .. لفظتها بالطبع مستمراً فى البكاء وبشكل هستيرى هذه المرة .. أخيراً يتحدثان .. تصرّ هى أننى أعانى من مغص حاد ، بينما يقسم هو أن درجة حرارتى مرتفعة .. تعاونا فى سكب الأدوية بفمى بسخاء شديد ، وتبادلا حملى وهدهدتى واتصل بينهما الحديث ، لكننى لم أصمت مباشرة حتى لا تنكشف اللعبة .. وحين هدأت كان صوتى قد بح تماماً ، بينما كانا هما فى حالة انسجام قصوى.
    - تمت بحمد الله -
    إيهاب رضوان
  • د.مصطفى عطية جمعة
    عضو الملتقى
    • 19-05-2007
    • 301

    #2
    القاص الجميل / إيهاب رضوان
    تحياتي إليك وإلى قلمك المبدع
    هذه القصة تجعلنا نرى الخلاف الزوجي من منظور جديد وهو منظور الطفل ، وإن كان يؤخذ عليه - عقلانيا وضمن صدق القصة الفني - أن الطفل لا يزال رضيعا ، يتهدهد ، وأظن أنه لا يدرك ذلك ، وكلما امتلكت القصة المسوغات العقلانية كانت أقنع للقارئ .
    ولكن القصة ذات صياغة جميلة ، نقلنا اسلوبها من الحركة إلى الشعور ، وشعرنا بعمق الأزمة بين الزوجين : يرغبان في الصلح ، ولكن تأنف نفساهما ، ويكون الرضيع هو القاسم المشترك بينهما : جسدا وحركة وروحا ، ووسيلة للصلح ، وقد اشرت إلى الصلح بنهاية مفتوحة تمثلت في الحوار والهدهدة للرضيع .
    أنوه إلى أمر : شيوع النقاط بين الجمل ، والنقاط تشير إلى كلمات محذوفة ، وهذا غير متحقق ، فالأفضل الفاصلة والفاصلة المنقوطة وغيرها .
    شكرا لك

    تعليق

    • وائل ياسين
      عضو الملتقى
      • 03-09-2007
      • 35

      #3
      اللى واحشنى بجد ايهاب

      هايل يا ايهاب بجد جميله من احلى شغلك فعلا
      انا مسمعتهاش قبل كده
      بس بجد تجنن

      تعليق

      • عبلة محمد زقزوق
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 1819

        #4
        "أخيراً يتحدثان .. تصرّ هى أننى أعانى من مغص حاد ، بينما يقسم هو أن درجة حرارتى مرتفعة .. تعاونا فى سكب الأدوية بفمى بسخاء شديد"..
        بقلم الكاتب/ إيهاب رضوان سعد


        والله من نعمة الله عليه، انه ما زال على قيد الحياة، ويقص علينا من بعض النوادر للأباء.
        وشكرا لرائع السرد

        تعليق

        • محمد الدسوقي
          عضو الملتقى
          • 14-08-2007
          • 12

          #5
          [align=center]ولأنه كاتب ذو إمكانيات خاصة ... فهو قادر علي تطويع اللغة والتحكم بأفكاره بسهولة مطلقة كان لابد أن يكون هذا هو مستوى أعماله ..
          هذه المرة يتحفنا "إيهاب رضوان " بنص أقل ما يقال عنه أنه خلاب
          لغة القص السهلة الشاقة في ذات الوقت
          اختيار المحور الأدبي الصحيح تماماً بناء عمله الأدبي هو أهم ما يميز هذا النص
          طرافة الفكرة .. وجودتها .. والتناغم السردي
          كلها عوامل تشع بريقاً في هذا العمل
          والأهم ... أن هذا يغلف قضيته الأساسية بإطار أنيق خلاب
          صديقي إيهاب
          لا أجد ما أقول سوى أن الإبهار بات شعور طبيعي عند مصافحة نصوصك الرائعة
          دمت بكل الود

          محمد،
          [/align]

          تعليق

          • إيهاب رضوان سعد
            عضو الملتقى
            • 27-07-2007
            • 47

            #6
            تخجل تواضعى دوما يا غال .. ألا تعرف لماذا يقاطع الجميع قصتى الجديدة " العهد الجديد " بعد أن استغرقت عملية ولادتها 10 سنوات كاملة " ولا زلت أنتظر تعليقك المفصل عليها .. لا أريد مدحا على الإطلاق .

            تعليق

            يعمل...
            X