القبور على أشكالها تَسَع: (مهداة للقدس)-( نقلت لديوان القدس )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسماء مطر
    عضو أساسي
    • 12-01-2009
    • 987

    القبور على أشكالها تَسَع: (مهداة للقدس)-( نقلت لديوان القدس )

    الى مكان لا يعرف اسمي،دسّه طفل في جيبه ثمّ مضى..

    1

    __________________________________

    تحت كروم اللّغة يترنّح المجيء..
    و ينبهر الضوء ..
    فيصير اللاّشيء كوكبا من الزيت..
    لا يكاد يضيء..

    2

    على شفتيها تصحو انزلاقات القصيد..
    فيلعن الوقت هويّة العابرين..
    و ينفلت التاريخ من أحلام الصلصال..
    فتهبّ في فنجان الشرف
    انتفاضة الزيتون..

    3

    هم يرسمون المقابر..
    و نحن نلوّنها بأطفالنا..
    هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
    ونحن نسيّجها بأحلامنا..
    فتبّا للخبز في القدس..
    لا وريث لنضجه..
    لا سليل لحطب ميلاده..

    4

    لن نعود أحياءً..
    فموتنا مرتّين لا يعني السماء..
    ودمنا الأزرق فاره البكاء..
    كشهقة تراجع عن حدود الضوء..
    وكنفق يوجع الخرائط بأنصاف دوائر..
    وخطوط لا تعني الهندسة..

    5

    القبور لا زالت تحلم بأشكالها..
    طعم البوغاشا لا ينتشي..
    الغائبون حاضرون في الأغنيات..
    ضمير القهوة ملتهب..
    و اللّيمون يرقص على شفاه النازحين..
    و درويش يحسب عدد الشوارع..
    كي لا يموت مرتيّن..

    6

    أسماؤنا غاية في التشظّي..
    فلنقترف صمت الألقاب المؤنّثة..

    7

    حسبنا الجرح لجّة..
    فعرّينا ساق القدس..
    لنمّر إلى أقدارنا الهاوية..
    فاكتشفنا أنّ الوقت ليس مصيبتنا..
    بل هي العقارب التي لا ينتهي سمّها..

    8

    الموت يشبهنا في خوائه..
    في زواياه المستطيلة..
    و في الغبار الذي يزداد به النسيان شرها..

    9

    كروم نحمضّها للذكرى..
    صورة للنزيف..
    لنتوسّد الخلود..
    ونصرخ في الزيتون..
    أوقفوا عدسة الموت..
    كي لا تلتقطوا للطفولة صورة فارغة..






    قسنطينة
    ذات وجع.
    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #2
    هم يرسمون المقابر..
    و نحن نلوّنها بأطفالنا..
    هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
    و نحن نسيّجها بأحلامنا..
    فتبّا للخبز في القدس..
    لا وريث لنضجه..
    لا سليل لحطب ميلاده..


    [align=justify]أمام هذه الصورة الشعرية الفذة ..لا أملك إلا إنحناء اللغة ،تقديراً لموهبة متوهجة تتألق شعراً.[/align]

    تعليق

    • أسماء مطر
      عضو أساسي
      • 12-01-2009
      • 987

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
      هم يرسمون المقابر..
      و نحن نلوّنها بأطفالنا..
      هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
      و نحن نسيّجها بأحلامنا..
      فتبّا للخبز في القدس..
      لا وريث لنضجه..
      لا سليل لحطب ميلاده..


      [align=justify]أمام هذه الصورة الشعرية الفذة ..لا أملك إلا إنحناء اللغة ،تقديراً لموهبة متوهجة تتألق شعراً.[/align]

      أستاذي القديرعبد الرؤوف،تنفلت الحروف و أنا أضبط وقوفي في حضرة هامة من الأخلاق و النبل و الرقّي..
      هذه الموهبة صقلت وهجها من متابعتك الدائمة،و نصائحك الخالدة،و حضورك الجميل..
      شكرا أستاذي على الاضاءة...
      فائق تقديري.
      [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

      تعليق

      • عامر عثمان
        إيفان عثمان
        • 29-05-2009
        • 387

        #4
        الله ألله الله الله
        الجمال على أشكاله يقع
        لن أضيف أكثر
        فقط لي رأي بسيط هنا
        و درويش يحسب عدد الشوارع..
        لو أنك أستعملتي كلمة يحصي دروباً
        أظنها كانت أعمق
        طبعاً رأي هذا لايقلل من جمال القصيدة وروعتها
        عامر عثمان

        تعليق

        • نجلاء الرسول
          أديب وكاتب
          • 27-02-2009
          • 7272

          #5
          فعرّينا ساق القدس..
          لنمّر إلى أقدارنا الهاوية..
          فاكتشفنا أنّ الوقت ليس مصيبتنا..
          بل هي العقارب التي لا ينتهي سمّها..


          تملكين جمال الروح
          وقوة النزف
          ورحيق المعنى العميق

          كنت هنا وسأعود
          صديقتي الجميلة أسماء

          أحييك على النص الباذخ
          نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


          مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
          أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

          على الجهات التي عضها الملح
          لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
          وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

          شكري بوترعة

          [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
          بصوت المبدعة سليمى السرايري

          تعليق

          • أسماء مطر
            عضو أساسي
            • 12-01-2009
            • 987

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عامر عثمان مشاهدة المشاركة
            الله ألله الله الله
            الجمال على أشكاله يقع
            لن أضيف أكثر
            فقط لي رأي بسيط هنا
            و درويش يحسب عدد الشوارع..
            لو أنك أستعملتي كلمة يحصي دروباً
            أظنها كانت أعمق
            طبعاً رأي هذا لايقلل من جمال القصيدة وروعتها
            عامر عثمان
            الشاعر الراقي أبدا عامر،شكرا على الصدق الذي ينبت في الروح لونها الأوّل..
            درويش يحسب عدد الشوارع، صحيح بدت لي الآن ثقيلة،لكن كلمة دروبا ستكون أثقل ،فأحببت أن أقول:
            و درويش يحصي الشوارع..
            كي لا يموت مرتّين..

            شكرا لك على المتابعة و الحضور البهّي..
            احترامي.
            [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

            تعليق

            • نجلاء الرسول
              أديب وكاتب
              • 27-02-2009
              • 7272

              #7
              الموت يشبهنا في خوائه..
              في زواياه المستطيلة..
              و في الغبار الذي يزداد به النسيان شرها..

              أيقظت الوجع من سباته
              وها هو يجول بين أرواح الدماء
              يجول في مخيلة القدس
              في عروبة منتهية الصلاحية

              تقديري لك حبيبة القلب أسماء
              ولحروفك ونصك الرائع

              تحيتي الكونية
              نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


              مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
              أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

              على الجهات التي عضها الملح
              لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
              وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

              شكري بوترعة

              [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
              بصوت المبدعة سليمى السرايري

              تعليق

              • مها راجح
                حرف عميق من فم الصمت
                • 22-10-2008
                • 10970

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أسماء مطر مشاهدة المشاركة
                الى مكان لا يعرف اسمي،دسّه طفل في جيبه ثمّ مضى..



                1


                تحت كروم اللّغة يترنّح المجيء..
                و ينبهر الضوء ..
                فيصير اللاّشيء كوكبا من الزيت..
                لا يكاد يضيء..

                2

                على شفتيها تصحو انزلاقات القصيد..
                فيلعن الوقت هويّة العابرين..
                و ينفلت التاريخ من أحلام الصلصال..
                فتهبّ في فنجان الشرف انتفاضة الزيتون..

                3

                هم يرسمون المقابر..
                و نحن نلوّنها بأطفالنا..
                هم يزرعون الأمكنة بالقهر..
                و نحن نسيّجها بأحلامنا..
                فتبّا للخبز في القدس..
                لا وريث لنضجه..
                لا سليل لحطب ميلاده..

                4

                لن نعود أحياءً..
                فموتنا مرتّين لا يعني السماء..
                و دمنا الأزرق فاره البكاء..
                كشهقة تراجع عن حدود الضوء..
                و كنفق يوجع الخرائط بأنصاف دوائر..
                و خطوط لا تعني الهندسة..

                5
                القبور لا زالت تحلم بأشكالها..
                طعم البوغاشا لا ينتشي..
                الغائبون حاضرون في الأغنيات..
                ضمير القهوة ملتهب..
                و اللّيمون يرقص على شفاه النازحين..
                و درويش يحسب عدد الشوارع..
                كي لا يموت مرتيّن..

                6

                أسماؤنا غاية في التشظّي..
                فلنقترف صمت الألقاب المؤنّثة..

                7

                حسبنا الجرح لجّة..
                فعرّينا ساق القدس..
                لنمّر إلى أقدارنا الهاوية..
                فاكتشفنا أنّ الوقت ليس مصيبتنا..
                بل هي العقارب التي لا ينتهي سمّها..

                8

                الموت يشبهنا في خوائه..
                في زواياه المستطيلة..
                و في الغبار الذي يزداد به النسيان شرها..

                9

                كروم نحمضّها للذكرى..
                صورة للنزيف..
                لنتوسّد الخلود..
                و نصرخ في الزيتون..
                أوقفوا عدسة الموت..
                كي لا تلتقطوا للطفولة صورة فارغة..



                أسماء مطر

                قسنطينة
                ذات وجع.

                الأديبة الاستاذة أسماء مطر

                كروم نحمضها للذكرى
                صورة للنزيف
                لنتوسد الخلود
                ونصرخ في الزيتون
                اوقفوا عدسة الموت
                كي لا تلتقطوا للطفولة صورا فارغة

                ماأبدع هذه اللقطة من الصور
                رأيت فيها الطفل يتساءل بصمت أين الصورة
                أين الكروم
                اين الزيتون
                هل يعي أن الصورة هي ذاكرة وهوية تتراكبان وتتحولان الى غبار رمل لتصنع لحظة ماضية فتغدو ذكرى
                ولكنه يرى الموت يذريها فتغدو فارغة


                اهداؤ ك لحن كهدير البحر
                فهنيئا للقدس

                تحيتي و مودتي
                رحمك الله يا أمي الغالية

                تعليق

                • سعيف علي
                  عضو أساسي
                  • 01-08-2009
                  • 756

                  #9
                  الكريمة المبدعة اسماء مطر
                  قد كشفت منطقة التركيز في الشعر
                  كتبت في لحظة صفاء اغمط عليها
                  جميل ما قراته لك
                  سعيف
                  اني مغادر صوتي..
                  لكني عائد اليه بعد حين !

                  تعليق

                  • أسماء مطر
                    عضو أساسي
                    • 12-01-2009
                    • 987

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
                    فعرّينا ساق القدس..
                    لنمّر إلى أقدارنا الهاوية..
                    فاكتشفنا أنّ الوقت ليس مصيبتنا..
                    بل هي العقارب التي لا ينتهي سمّها..


                    تملكين جمال الروح
                    وقوة النزف
                    ورحيق المعنى العميق

                    كنت هنا وسأعود
                    صديقتي الجميلة أسماء

                    أحييك على النص الباذخ
                    نبض الروح نجلاء،هو الوجع الذي نحمله منذ طفولة أصابعنا،وجع فلسطين الذي لم ينتهي.
                    أفصح لك عن شيء؟
                    كتابة قصيدة نثر في موضوع فلسطين،من أصعب الأشياء،ذلك أن الشاعر يجب أن لا ينفلت منه المعنى في زخم التكثيف الشعري، فهنا يكون أمام موضوع لا تصلح فيه الفوضى الشعرية،التي تميّز غالبا قصيدة النثر،لذا أشعر بالتقصير مهما كتبت لهذا الوطن الجميل.
                    شكرا غاليتي على حضورك..
                    حبّي..
                    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                    تعليق

                    • سحر الشربينى
                      أديب وكاتب
                      • 23-09-2008
                      • 1189

                      #11
                      ليس أمامى الآن سوى أن أصفق وبحرارة لهذا النص الباذخ
                      وأترك قبل أن أمضى تحية إعجاب وتقدير
                      إنَّ قلبي
                      مثل نجماتِ السماءِ
                      هل يطولُ الإنسُ نجماً
                      (بقلمي)​

                      تعليق

                      • فاطمة الزهراء العلوي
                        نورسة حرة
                        • 13-06-2009
                        • 4206

                        #12
                        على شفتيها تصحو انزلاقات القصيد..
                        فيلعن الوقت هويّة العابرين..
                        و ينفلت التاريخ من أحلام الصلصال..
                        فتهبّ في فنجان الشرف انتفاضة الزيتون..


                        في احايين كثيرة تغلبنا قوة الكلمات في القصيد مثل هذه اللحظة
                        فنتلحف الصمت امام قوة العطاء ونقول واقفين لاسماء بوركت سيدتي

                        سلمت من كل سوء

                        فاطمة الزهراء
                        لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                        تعليق

                        • الدكتور حسام الدين خلاصي
                          أديب وكاتب
                          • 07-09-2008
                          • 4423

                          #13
                          لو أن القدس حكت لشكرتك
                          [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

                          تعليق

                          • عبد الحفيظ بن جلولي
                            أديب وكاتب
                            • 23-01-2009
                            • 304

                            #14
                            الشاعرة المميزة اسماء مطر:
                            تحية طيبة وبعد،،
                            الشمس تعي ان الكِتاب لا يعود في جعبة الراعي الصائر الى قطيعه المهمّش في المراعي الجرداء، والقدس تنبت من مرايا يعذبها الضوء ويشرب من خريرها شقوة الوصول الى مجرات الكون البعيدة..
                            هي كدلك القدس حين تكتبها اللغة مهداة :
                            "الى مكان لا يعرف اسمي، دسّه طفل في جيبه ثمّ مضى.."
                            نتساءل عن المكان الذي يجهل هوية الاسماء، ويندس في جيب طفل كي يشرب من شكس الطفولة ويعرض عن رشد الأسماء التي لا تفيد..
                            "على شفتيها تصحو انزلاقات القصيد..
                            فيلعن الوقت هويّة العابرين.."
                            حينما تقتفي اللغة اثر الزمن، وتتشكل عربونا للعنة، يتغدى العابرون على فتات الهوية المنكوبة، ويتصارعون على عتبات العرفان الشعري، حينها وحينها فقط:
                            يزول الوقت من بندول الزمن، ويرتجع المكان دقات على جدار المعرفة الاولى المرتبة على الطين المصلصل للبدىء العريق في هوية الأشكال، تمتزج الأحلام وتنبني رويدا مدارات العشق الآدمي ويغني الزيتون ملحمة الإنتفاضة:
                            "و ينفلت التاريخ من أحلام الصلصال..
                            فتهبّ في فنجان الشرف
                            انتفاضة الزيتون.."
                            تترمّم طفولة المبنى ويتسوّر العشق طفولة النغم، تغدو الأمسيات لحنا في حشرجة الراعي، وتنكتب سوناتا الحلم الفلسطيني:
                            "الغائبون حاضرون في الأغنيات..
                            ضمير القهوة ملتهب..
                            و اللّيمون يرقص على شفاه النازحين.."
                            الغياب والحضور والقهوة والليمون، مفردات الحلم المقدسي، تلهب الأغاني فيشتعل النازحون عودة الى حيث مراتع الصّبا، حيث يندهش درويش لسهولة عودته الى حيفا، وزمن القدس الآتي في ريعان القصيدة التي لا تموت:
                            "و درويش يحسب عدد الشوارع..
                            كي لا يموت مرتيّن.."
                            من غيرك أسماء يكتب الحلم الفلسطيني بهذه الدهشة والأمطار..
                            بهي ما أمتعتنا به ..
                            دمت مميزة ودامت لكم الافراح والمسرات..
                            تحياتي وتقديري .
                            عبد الحفيظ.

                            .

                            تعليق

                            • نجلاء الرسول
                              أديب وكاتب
                              • 27-02-2009
                              • 7272

                              #15
                              كشهقة تراجع عن حدود الضوء..
                              وكنفق يوجع الخرائط بأنصاف دوائر..
                              وخطوط لا تعني الهندسة..

                              دوما تخرجين إلى عهد مجهول بالكلمات

                              تحيتي الخالصة صديقة القلب العذبة ... أسماء

                              محبتي التي لا تنتهي
                              نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                              مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                              أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                              على الجهات التي عضها الملح
                              لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                              وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                              شكري بوترعة

                              [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                              بصوت المبدعة سليمى السرايري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X