عفريت في الموبايل
(1)
لاأضعه في حجرة نومي ، في الأيام الأخيرة ولأكثر من مرة كنت أصحو فأجده في حضني يستدفئ ، أمرر ا
لأمر بيسر، فربما استعمله أحد من الأولاد وأنا نائم ثم وضعه بجانبي ، ذات يوم سافروا للمصيف وتركوني وحدي ، وكان نهار وحدتي طويلا ، فقلت أقصِّره بنومة القيلولة ، وتركت جهاز الموبايل في الصالة بجوار جهاز التليفزيون ، صحوت على رنته وهو فوق المخدة ، لم أفكر في كيف جاء إليَّ قبل أن أرد على من يتصل :
ـ سلامه عليكم
ـ وعليكم السلام مين حضرتَك ؟
ـ حضرتِك مين ،إنتي اللي طلبتي
ـ بالعكس حضرتَك اللي طالب
ـ يابنتي أنا مدرس مش طالب
ـ بتعاكس حضرتك ؟
أغلقت التليفون وتأملته في حيرة ، نظرت في مربع الشحن فوجدته فارغا ، فألقمته الشاحن فظهرت جملة تقول : "البطارية ممتلئة "، نزعت الشاحن وأعدت النظر فإذا هي ممتلئة بالفعل .
سمعت رنة أخرى ، إنها ابنتي تكلمني من المصيف .
ـ آلو .. أيوه يابابا .. إنت رنيت علينا من ساعة وكنا في الميه .. إحنا آسفين
ـ يابنتي من ساعة أنا كنت نايم
ـ يابابا النمرة قدامي .. الله مين اللي معاك ؟ وإيه الضحكة الغريبة دي ؟
ـ يابنتي أنا لوحدي
ـ لوحدك ازاي .. أمَّال انا با اسمَّع نفسي .. تعالي اسمعي ياماما .. بابا على التليفون
ـ آلو .. أيوه يا محمد .. عامل إيه لوحدك ؟ الله ! يظهر انك مش لوحدك
ـ والله العظيم لوحدي
ـ أمال إيه اللي انا سامعاه ده ؟ تعال يا احمد .. اسمع ...
(2)
تعبت من الدوران على محلات خدمة الموبايل ،كلما كشف عليه واحد من المتخصصين قال لي : الجهاز زي الفل .. ولا فيه ولا أي مشكلة .
ثلاث ساعات بالقطار وثلاث بالأتوبيس وثلاث ساعات بالحمارحتى وصلت إلى الشيخ جاد ، حكيت له القصة فقال :
ـ إنت بتحطه فين ساعة النوم ؟
ـ في الصالة جنب التليفزيون على المكتب
ـ طب تقدر تفتكر آخر فيلم كان في التليفزيون قبل الحالة دي ما تيجي للموبايل ؟
ـ أظن كان فيلم رعب أجنبي للكبار فقط
ـ لأ دي مش مشكلة
ـ طيب فاكر آخر مرة خرجت وهو معاك قبل الأعراض دي ؟
ـ آ .. دي بقى فاكرها كويس جدا .. كنت رايح قصر الثقافة وقابلني واحد صاحبي في الحزب الوطني ـ كادر مهم ـ وأصر إني أحضر معاه اجتماع من اجتماعاتهم في قاعة المجلس المحلي اللي جنب قصر الثقافة "خبط لزق"
نظر الشيخ جاد إليَّ نظرة ذات مغزى ثم قال بنبرة العليم :
ـ بس خلاص .. فهمت .. إنت ابن حلال .. وجيت في الوقت المناسب .
ـ عنده إيه يادكتور .. قصدي يامولانا ؟
ـ ربنا يستر على ولايانا وعلينا معاهم . اطمِّنْ
ـ أطمِّنْ ؟ ! فيه إيه ؟ وغوشتني
ـ الموبايل بتاعك اتعلم الكدب
ـ والحل ؟
ـ بسيطة لا يأس مع الحياة ، إحنا حانعمل له زار هنا ونطلع عفريت الكدب منه
ـ وبعدين ؟
ـ وبعدين تسيبه شهر من غير شحن لغاية ما يقول حقي برقبتي
ـ وبعد كده حا يبقى طبيعي زي كل الناس ، قصدي زي كل الموبايلات ؟
ـ سيبها لله .. بس ادعي ربنا ماتتركش أثر سيئ ، عاهة مستديمة أو شلل أو حاجة كده وللا كده
ـ الله كريم
ـ وأول ما تشحنه بعد الشهر ما تشبَّعوش .. إديله شرطة واحدة بشرطة واحدة ، مطلوب إنه ولا يتملا ولا يبقى فاضي
ـ يعني عنده القولون ؟
ـ حاجة زي كده .. ودا من تأثير العفريت .. إنت فاهم طبعا
ـ طبعا
في تلك الليلة سمعت رنته سبع عشرة مرة ولم أرد حسب وصية الشيخ جاد لأنه عرَّفني أن التليفون في هذه الليلة لا يؤاخذ على أي هلوسة لأنه يحلم .. فتركته يحلم .
(3)
كان الشيخ جاد قد قرر ثلاث جلسات للموبايل تحضيرا للزار الذي سيقام كجلسة ختامية يقوم فيها الشيخ جاد بتكريم الموبايلات التي تماثلت للشفاء ثم إعلان التوصيات والنصائح .
جلست على كنبة في مواجهة الشيخ جاد ، وهو أمامي على الكرسي الهزازلمراوغة العفاريت فلا تؤثر فيه.
ـ خد نفس طويل .. استرخ .. ريلاكس .. ريلاكس.
ظننت أنه سيجري علينا (أنا والموبايل ) تنويما مغناطيسيا ولكنه طلب مني أن أتكلم ، أن أفضفض .. تكلمتُ كثيرا ثم سألني :
ـ وأخبار شحن البطارية ؟
ـ يامولانا كنت أشحن بخمسة وعشرين جنيه يخلصوا في أقل من أربع دقايق كلام محلي.. لدرجة إن أنا شكيت في الشركة إنها تكون بتسرقنا
ـ لا حول ولا قوة إلا بالله .. إن بعض الظن إثم .. ياابني دي شركات معروفة بالتقوى والإيمان القوي .. وفيها كتير لله .. استغفر ربنا
ـ تبت إلى الله .. أمَّال الشحن كان بيروح فين يادكتور .. قصدي يامولانا ؟
ـ العفريت ياابني
ـ اللهم احفظنا .. تصور ساعات كنت أدوس على رقم تلاتة يطلع رقم ستة أو تسعة
ـ مش قلتلك ؟
فجأة سمعنا صوت سارينة عالية لعربة مطافئ ثم توقف الصوت ثم سمعنا كركبة وضجة عالية .. ثم سمعنا طرقا عاليا جنونيا على الباب، ولم ينتظر الطارق حتى يفتح مولانا الباب فدفعه العسكر بأقدامهم ، ولما كان الكالون والترباس قويين انفتح الباب من جهة المفصلات ودخلت كتيبة من العساكر قال كبيرهم : فين الحريقة ؟
ـ حريقة إيه كفى الله الشر !
ـ فين صاحب التليفون رقم : 0103606446
ـ أنا يافندم
ـ التليفون ده بلغنا إن فيه حريقة هنا ..اتفضلوا معانا
ـ على فين ؟
ـ على قسم الشرطة .
(4)
في الجلسة الثالثة شجعني الشيخ على سرد آخر التطورات ، وكان بي هوى للسرد .
ـ الصبح كنت في ديوان عام المحافظة لتقديم طلب الحج بالقرعة لي وللست حرمي وأول ما حطيت رجلي عند باب المكتب رن التليفون ، كانت بنتي
ـ ألو .. أيوه خير يابنتي
ـ إلحق يابابا .. احضر حالا .. عايزينك بسرعة
ـ فيه إيه ؟
ـ ماما
ـ مالها ؟
ـ بتولد
أغلقت الخط ودارت رأسي سبع مرات حول الأرض .. مراتي موش حامل.. أنا متأكد أكتر منها .. ومع ذلك قلت في نفسي : يمكن المصران الأعور .. ولكي أتأكد طلبت ابنتي ، قلت لها : يابنتي يمكن المصران الأعور
ـ يابابا هوا المصران الأعور بييجي مرتين ..؟ وبعدين خالتي بهية الداية قالت انها حاتجيب توأم
ـ حاتجيب ؟ هيا بقى اللي حاتجيب .. آه .. ماليش دعوة انا .
المهم يادكتور أخدت مولانا لا مؤاخذة المهم يامولانا أخذت دكتور كبير ودخلنا البيت وفوجئنا إن ما فيش أي حاجة من الكلام ده كله ، والبنت قطعت نفسها من الحلفان إن هيه ما اتصلتش مع إن رقمها عندي على المدعوق ده .. تفتكر دا إيه يامولانا ؟
ـ إنت مش كنت رايح تقدم للحج ؟
ـ آي نعم
العفريت اللي في الموبايل بتاعك يهودي ومش موافق على كده .
(5)
في جلسة الزار فوجئت بصديقي عضو الحزب الوطني يدخل ويجلس بجواري ويضع جهاز الموبايل الخاص به بجوار موبايلي ، وقبل بدء الزار رن موبايله عدة مرات ولم يرد ، فسألته : لماذا لا ترد؟
قسألني : هل ترد على كل رنة في الموبايل ؟ قلت نعم فاندهش بشدة .
ـ لماذا تتعجب ؟
ـ حاول تتعايش .
ثم ربت على كتفي ..
بدأت جلسة الزار وكانت أجهزة موبايل حوالي أربعين جهازا على ترابيزة 8 قدم تتنطط تحت البخور ودق الدفوف وإنشاد الجوقة إلا موبايلي .
انتهت الجلسة وكرَّم الشيخ من كرَّم وأوصى بما أوصي ثم أمرهم بأن ينصرفوا محروسين بعناية الله .. لقد خرجت كل العفاريت من كل الموبايلات إلا عفريتي المستبد
وراح الشيخ يحاوره
ـ اخرج يابني وحا اجيب لك شيكولاته
ـ موش خارج ولا بالطبل البلدي
ـ ياابني الدنيا واسعة
ـ ياعم الشيخ إنت ما سمعتش الشاعر اللي قال :
قد يهون العمر إلا لحظة وتهون الأرض إلا موضعا
إنت مش مثقف وللا إيه ؟
ـ إنت هنا من إمتى ؟
ـ من تلاتين سنة والمغفل ده ما حسش بيا إلا اليومين دول
ـ من تلاتين سنة ما كنش فيه موبايلات
كنت في التليفون الأرضي ولما جه الموبايل قلت فرصة أشم الهوا
ـ طب اطلع
ـ على جثتي
ـ ها احرقك
ـ لوكنت راجل اعملها .. أنا دلوقت مش لوحدي
أخرج الشيخ منديلا قماشيا غطى به الموبايل ثم قرأ كلاما غير مفهوم ، ثم نظر إليَّ بحزن شديد قائلا : للأسف ياابني
ـ خير يامولانا فيه إيه ؟
ـ كل العفاريت اللي كانت هنا في كل الموبايلات طلعت ودخلت في موبايلك .
ـ وإيه السبب يامولانا ؟
ـ الجدع اللي كان قاعد جنبك ومعاه موبايله .
ـ طب والحل ؟
لم يرد الشيخ جاد ورفع المنديل من فوق الموبايل فإذا به وقد تحول إلى مكواة كهربية .
عقدت الدهشة لساني وصرتُ كالمنوَّم ، وأفاقني صوت الشيخ ويده تربت على كتفي :
ـ معلهش ياابني حاول تتعايش .. إحنا مش قدهم .
(1)
لاأضعه في حجرة نومي ، في الأيام الأخيرة ولأكثر من مرة كنت أصحو فأجده في حضني يستدفئ ، أمرر ا

ـ سلامه عليكم
ـ وعليكم السلام مين حضرتَك ؟
ـ حضرتِك مين ،إنتي اللي طلبتي
ـ بالعكس حضرتَك اللي طالب
ـ يابنتي أنا مدرس مش طالب
ـ بتعاكس حضرتك ؟
أغلقت التليفون وتأملته في حيرة ، نظرت في مربع الشحن فوجدته فارغا ، فألقمته الشاحن فظهرت جملة تقول : "البطارية ممتلئة "، نزعت الشاحن وأعدت النظر فإذا هي ممتلئة بالفعل .
سمعت رنة أخرى ، إنها ابنتي تكلمني من المصيف .
ـ آلو .. أيوه يابابا .. إنت رنيت علينا من ساعة وكنا في الميه .. إحنا آسفين
ـ يابنتي من ساعة أنا كنت نايم
ـ يابابا النمرة قدامي .. الله مين اللي معاك ؟ وإيه الضحكة الغريبة دي ؟
ـ يابنتي أنا لوحدي
ـ لوحدك ازاي .. أمَّال انا با اسمَّع نفسي .. تعالي اسمعي ياماما .. بابا على التليفون
ـ آلو .. أيوه يا محمد .. عامل إيه لوحدك ؟ الله ! يظهر انك مش لوحدك
ـ والله العظيم لوحدي
ـ أمال إيه اللي انا سامعاه ده ؟ تعال يا احمد .. اسمع ...
(2)
تعبت من الدوران على محلات خدمة الموبايل ،كلما كشف عليه واحد من المتخصصين قال لي : الجهاز زي الفل .. ولا فيه ولا أي مشكلة .
ثلاث ساعات بالقطار وثلاث بالأتوبيس وثلاث ساعات بالحمارحتى وصلت إلى الشيخ جاد ، حكيت له القصة فقال :
ـ إنت بتحطه فين ساعة النوم ؟
ـ في الصالة جنب التليفزيون على المكتب
ـ طب تقدر تفتكر آخر فيلم كان في التليفزيون قبل الحالة دي ما تيجي للموبايل ؟
ـ أظن كان فيلم رعب أجنبي للكبار فقط
ـ لأ دي مش مشكلة
ـ طيب فاكر آخر مرة خرجت وهو معاك قبل الأعراض دي ؟
ـ آ .. دي بقى فاكرها كويس جدا .. كنت رايح قصر الثقافة وقابلني واحد صاحبي في الحزب الوطني ـ كادر مهم ـ وأصر إني أحضر معاه اجتماع من اجتماعاتهم في قاعة المجلس المحلي اللي جنب قصر الثقافة "خبط لزق"
نظر الشيخ جاد إليَّ نظرة ذات مغزى ثم قال بنبرة العليم :
ـ بس خلاص .. فهمت .. إنت ابن حلال .. وجيت في الوقت المناسب .
ـ عنده إيه يادكتور .. قصدي يامولانا ؟
ـ ربنا يستر على ولايانا وعلينا معاهم . اطمِّنْ
ـ أطمِّنْ ؟ ! فيه إيه ؟ وغوشتني
ـ الموبايل بتاعك اتعلم الكدب
ـ والحل ؟
ـ بسيطة لا يأس مع الحياة ، إحنا حانعمل له زار هنا ونطلع عفريت الكدب منه
ـ وبعدين ؟
ـ وبعدين تسيبه شهر من غير شحن لغاية ما يقول حقي برقبتي
ـ وبعد كده حا يبقى طبيعي زي كل الناس ، قصدي زي كل الموبايلات ؟
ـ سيبها لله .. بس ادعي ربنا ماتتركش أثر سيئ ، عاهة مستديمة أو شلل أو حاجة كده وللا كده
ـ الله كريم
ـ وأول ما تشحنه بعد الشهر ما تشبَّعوش .. إديله شرطة واحدة بشرطة واحدة ، مطلوب إنه ولا يتملا ولا يبقى فاضي
ـ يعني عنده القولون ؟
ـ حاجة زي كده .. ودا من تأثير العفريت .. إنت فاهم طبعا
ـ طبعا
في تلك الليلة سمعت رنته سبع عشرة مرة ولم أرد حسب وصية الشيخ جاد لأنه عرَّفني أن التليفون في هذه الليلة لا يؤاخذ على أي هلوسة لأنه يحلم .. فتركته يحلم .
(3)
كان الشيخ جاد قد قرر ثلاث جلسات للموبايل تحضيرا للزار الذي سيقام كجلسة ختامية يقوم فيها الشيخ جاد بتكريم الموبايلات التي تماثلت للشفاء ثم إعلان التوصيات والنصائح .
جلست على كنبة في مواجهة الشيخ جاد ، وهو أمامي على الكرسي الهزازلمراوغة العفاريت فلا تؤثر فيه.
ـ خد نفس طويل .. استرخ .. ريلاكس .. ريلاكس.
ظننت أنه سيجري علينا (أنا والموبايل ) تنويما مغناطيسيا ولكنه طلب مني أن أتكلم ، أن أفضفض .. تكلمتُ كثيرا ثم سألني :
ـ وأخبار شحن البطارية ؟
ـ يامولانا كنت أشحن بخمسة وعشرين جنيه يخلصوا في أقل من أربع دقايق كلام محلي.. لدرجة إن أنا شكيت في الشركة إنها تكون بتسرقنا
ـ لا حول ولا قوة إلا بالله .. إن بعض الظن إثم .. ياابني دي شركات معروفة بالتقوى والإيمان القوي .. وفيها كتير لله .. استغفر ربنا
ـ تبت إلى الله .. أمَّال الشحن كان بيروح فين يادكتور .. قصدي يامولانا ؟
ـ العفريت ياابني
ـ اللهم احفظنا .. تصور ساعات كنت أدوس على رقم تلاتة يطلع رقم ستة أو تسعة
ـ مش قلتلك ؟
فجأة سمعنا صوت سارينة عالية لعربة مطافئ ثم توقف الصوت ثم سمعنا كركبة وضجة عالية .. ثم سمعنا طرقا عاليا جنونيا على الباب، ولم ينتظر الطارق حتى يفتح مولانا الباب فدفعه العسكر بأقدامهم ، ولما كان الكالون والترباس قويين انفتح الباب من جهة المفصلات ودخلت كتيبة من العساكر قال كبيرهم : فين الحريقة ؟
ـ حريقة إيه كفى الله الشر !
ـ فين صاحب التليفون رقم : 0103606446
ـ أنا يافندم
ـ التليفون ده بلغنا إن فيه حريقة هنا ..اتفضلوا معانا
ـ على فين ؟
ـ على قسم الشرطة .
(4)
في الجلسة الثالثة شجعني الشيخ على سرد آخر التطورات ، وكان بي هوى للسرد .
ـ الصبح كنت في ديوان عام المحافظة لتقديم طلب الحج بالقرعة لي وللست حرمي وأول ما حطيت رجلي عند باب المكتب رن التليفون ، كانت بنتي
ـ ألو .. أيوه خير يابنتي
ـ إلحق يابابا .. احضر حالا .. عايزينك بسرعة
ـ فيه إيه ؟
ـ ماما
ـ مالها ؟
ـ بتولد
أغلقت الخط ودارت رأسي سبع مرات حول الأرض .. مراتي موش حامل.. أنا متأكد أكتر منها .. ومع ذلك قلت في نفسي : يمكن المصران الأعور .. ولكي أتأكد طلبت ابنتي ، قلت لها : يابنتي يمكن المصران الأعور
ـ يابابا هوا المصران الأعور بييجي مرتين ..؟ وبعدين خالتي بهية الداية قالت انها حاتجيب توأم
ـ حاتجيب ؟ هيا بقى اللي حاتجيب .. آه .. ماليش دعوة انا .
المهم يادكتور أخدت مولانا لا مؤاخذة المهم يامولانا أخذت دكتور كبير ودخلنا البيت وفوجئنا إن ما فيش أي حاجة من الكلام ده كله ، والبنت قطعت نفسها من الحلفان إن هيه ما اتصلتش مع إن رقمها عندي على المدعوق ده .. تفتكر دا إيه يامولانا ؟
ـ إنت مش كنت رايح تقدم للحج ؟
ـ آي نعم
العفريت اللي في الموبايل بتاعك يهودي ومش موافق على كده .
(5)
في جلسة الزار فوجئت بصديقي عضو الحزب الوطني يدخل ويجلس بجواري ويضع جهاز الموبايل الخاص به بجوار موبايلي ، وقبل بدء الزار رن موبايله عدة مرات ولم يرد ، فسألته : لماذا لا ترد؟
قسألني : هل ترد على كل رنة في الموبايل ؟ قلت نعم فاندهش بشدة .
ـ لماذا تتعجب ؟
ـ حاول تتعايش .
ثم ربت على كتفي ..
بدأت جلسة الزار وكانت أجهزة موبايل حوالي أربعين جهازا على ترابيزة 8 قدم تتنطط تحت البخور ودق الدفوف وإنشاد الجوقة إلا موبايلي .
انتهت الجلسة وكرَّم الشيخ من كرَّم وأوصى بما أوصي ثم أمرهم بأن ينصرفوا محروسين بعناية الله .. لقد خرجت كل العفاريت من كل الموبايلات إلا عفريتي المستبد
وراح الشيخ يحاوره
ـ اخرج يابني وحا اجيب لك شيكولاته
ـ موش خارج ولا بالطبل البلدي
ـ ياابني الدنيا واسعة
ـ ياعم الشيخ إنت ما سمعتش الشاعر اللي قال :
قد يهون العمر إلا لحظة وتهون الأرض إلا موضعا
إنت مش مثقف وللا إيه ؟
ـ إنت هنا من إمتى ؟
ـ من تلاتين سنة والمغفل ده ما حسش بيا إلا اليومين دول
ـ من تلاتين سنة ما كنش فيه موبايلات
كنت في التليفون الأرضي ولما جه الموبايل قلت فرصة أشم الهوا
ـ طب اطلع
ـ على جثتي
ـ ها احرقك
ـ لوكنت راجل اعملها .. أنا دلوقت مش لوحدي
أخرج الشيخ منديلا قماشيا غطى به الموبايل ثم قرأ كلاما غير مفهوم ، ثم نظر إليَّ بحزن شديد قائلا : للأسف ياابني
ـ خير يامولانا فيه إيه ؟
ـ كل العفاريت اللي كانت هنا في كل الموبايلات طلعت ودخلت في موبايلك .
ـ وإيه السبب يامولانا ؟
ـ الجدع اللي كان قاعد جنبك ومعاه موبايله .
ـ طب والحل ؟
لم يرد الشيخ جاد ورفع المنديل من فوق الموبايل فإذا به وقد تحول إلى مكواة كهربية .
عقدت الدهشة لساني وصرتُ كالمنوَّم ، وأفاقني صوت الشيخ ويده تربت على كتفي :
ـ معلهش ياابني حاول تتعايش .. إحنا مش قدهم .
تعليق