فتحي حسان محمد يرد على كتاب فن الشعر لأرسطو:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيهاب فاروق حسني
    أديب ومفكر
    عضو اتحاد كتاب مصر
    • 23-06-2009
    • 946

    فتحي حسان محمد يرد على كتاب فن الشعر لأرسطو:

    عندما قرأت كتاب (فن الشعر) لأرسطو وما قرأته لشراحه ومن تناولوه ومنهم الدكتور إبراهيم حمادة ، وغيره من القدماء والمحدثين حيث أجمعوا على تفرده فى علم الدراما ، وقالوا : ما من كاتب ولا مفكر ولا مبدع منذ أرسطو إلى الآن ما استطاعوا أن يغيروا أو يضيفوا أى إضافات للأسس التى أوردها ، وحتى من ابتدعوا وجددوا مثل أبسن كما قال الدكتور فوزي فهمى لم يخرج فى إبداعه وقواعده الجديدة عن قواعد وأسس أرسطو واستقى منها الكثير ، حتى وإن اختلف معه فى بعض الأحيان إن ما أبدعه أرسطو عد كلماته الشراح والدارسون بالكلمة والحرف ، وهو ما بعث فى نفسي الغيرة وأشعل فى قلبي الحمية ، وفى عقلي تحدى هذا الرجل الذي لم يستطع أحد أن يأتى بمثل ما أتى ، ولذلك قلت فى نفسي إذا كان معشر المفكرين والفلاسفة والكتاب والدارسين والشراح وغيرهم لم يستطيعوا أن يأتوا أو حتى يضيفوا أو يعدلوا أو يغيروا ، فإن التحدي يكون بما هو أكبر من أرسطو ؛ أستطيع مواجهته – ونحن جميعا – نمتلك كتابا جامعا مانعا معجزا هو كتاب الله القرآن الكريم ، وأخذت اسأل نفسي هل أورد الله أسس الدراما فى القرآن الكريم ؟! سؤال بدا غريبا ، وليست الغرابة منى ولكن الغرابة من كل ما عرف منى بما يدور فى خلدي ، حتى إنى وجدت نفسي معارضا معارضة شديدة وقوية ، واتهمت بالجنون لمجرد الربط وليس حتى المقارنة بما جاء فى كتاب أرسطو وما جاء فى القرآن الكريم ، وعندما وجدت هذه المعارضة التى لم تعطني فرصة لأبوح بما جاء ودار بفكري ووقر بقلبي من أن إيماني بأن القرآن لا يستطيع أن يأتى بمثله أحد وأن به كل شيء ، حتى إن بدت الصورة من الوهلة الأولى أنه لا يوجد فى القرآن شيء من أسس الدراما ، أخذت أفكر وأفكر وأراجع نفسي فترة تجاوزت خمس سنوات ، وأمسكت عما أنا فيه عن الناس الذين يعرفونني ، حتى كان شهر رمضان فوجدتني مدفوعا بقوة هائلة تدفعني لعقد المقارنة والولوج إلى متن القضية دون اعتبار لأحد ، وبدأت الأبواب تتفتح أمامي بابا وراء باب ، ولم أجد للدراما بابا يفتح بعد ، وكانت البداية أن ذهبت إلى غير ما أريد لأجد أرضية مشتركة أنطلق منها ، فكانت قصص القرآن التى حتمت علىّ أن أدرس وأستخرج كل ما يتصل بالقصة ثم بعد ذلك يفعل الله ما يريد ، وكانت البداية بالقصة النموذج الفريد الكامل التام قصة سيدنا يوسف فى سورة يوسف ، ومنها توصلت إلى نوعين من القصة حيث القول شىء والفعل شىء آخر ، ومن هنا اتضح نوعا القصة ، حيث الأولى قصة قولية أداتها القص وهى تخبر عن الماضى ، والماضي لا يعود إلا قولا ، وقصة فعلية لا تتحقق إلا فى الحاضر تشبيها أو تمثيلا حال تحققه 0 فبدأت أكتب ولكن الخوف يكبلني بكل ما تعنى الكلمة ، فدعوت الله كثيرا أن يمنَّ علىَّ بعلامة أو إشارة أو أى شيء أستطيع منه إدراك أنني على صواب ، وتمنيت أن تكون العلامة أو الإشارة رؤية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - وقد انتظرت رؤيته ثلاث ليال حتى منَّ الله علىَّ برؤيته صلى الله عليه وسلم فى الليلة الخامسة فى حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا ، بعد أن انتهيت من الكتابة وجلست ممددا أفكر فيما تفجر أمامي من أمور صعبة ثم بعدها أدخل إلى حجرة نومي ، فأخذتني سنة من النوم وكانت الرؤيا الجميلة التى كانت بردا وسلاما على قلبي ومنها انطلقت ليل نهار فى هذا الكتاب حتى أتمه ، وأتممته والحمد لله على أنى لم أضمنه كل ما رزقني الله به من فكر وفهم ونور لا يكفيه كتاب من ألف صفحة ، إذ قصة سيدنا يوسف لا يكفيها ألف صفحة ، وقصة سيدنا موسى ألفان0 لشرح وتوضيح كيف تم بناء القصة حرفا حرفا وكلمة كلمة ، وآية آية ، وكيفية الربط بين الحدث والآخر – قولية - وبين المشهد واللقطة – فعلية - ببناء محكم معجز0 وللإفادة التى أتعجلها للناس عمدت إلى الاختصار وليكون الكتاب في المتن متضمنا علما كاملا وتاما لأنواع القصة القولية الروائية ، وأنواع القصة الفعلية الفنية الدرامية ، ومما لن تصدقوه بسهولة لأنه يفوق تخيل أدباء العالم أجمع متحدين ، من أن القصة القولية أربعة انواع : قصيرة ، روائية ملحمية ، قومية ، وينقسمون إلى ثلاثة أصناف : مأسملهاة ، مأساة ، ملهاة ، وإلى ثلاثة عشر وصفا : الأخلاق ، السلوك ، المعاناة ، الشخصية ، القومية ، القيم 0 والشخصية السوداء ، والعظيمة ، والإلهية 0 والقومية السوداء ، والعظيمة ، والإلهية ، والملهاة 0 والقصة الفعلية الدرامية تتنوع إلى ثلاثة انواع رئيسية ، ويصنفون إلى ثلاثة عشر وصفا ، سنعرفهم بالشرح والتفصيل فى هذا الكتاب 0 كل ذلك تتضمنه سورة يوسف التى تروى قصته ، إنه إعجاز الله القرآن الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يأتوا بآية من مثله ، إن مكمن الإعجاز ليس فقط فى التعبير اللغوي البليغ فحسب إذ من الممكن أن نأتي بجملة بليغة تشبهه ، ولكن ذروة الإعجاز فى القدرة الكامنة فى الكلمة فيه لها حياة وقوة من التنفيذ والإحداث والوقوع الفعلي يتحقق على أرض الواقع وتشهده بنفسك وفى نفسك وتراه رؤى العين وسمع الأذن وإدراك القلب وإفهام عقل المخ ؛ لأن مصدرها هو العالم بكل شىء والقادر عليه وأمره بين الكاف والنون ، بينما يظل كلام البلغاء منا كلاما فقط يفتقد قوة التنفيذ والإحداث والتغيير والإجبار لا فينا ولا فى غيرنا ولن تدب فيه الحياة على الإطلاق آجله أو عاجله سوى أن يكون تمثيلا لا حقيقة ، وتأثيرة وتغييره وإحداثه يكون لشفاء الروح فقط بدون تفعيل متحقق للجسد سوى معافاته0
    ونحن نريد لأدبنا الدرامي الذى صار بحكم الواقع هو ديوان العرب الحديث فعلا، لا زمن الرواية المقروءة كما قال الدكتور جابر عصفور ، بل نحن فى زمن الرواية المشاهدة لأن لها الغلبة والحظوة والسطوة ؛ ولأن العرب لا يحبون القراءة بصفة العموم والكثير منهم أمي ، وقد فطروا وجبلوا على حب الحكي المسموع أكثر من المقروء ، وعندما صار الحكي مشاهدا أخذ ألبابهم وسحر قلوبهم حيث وجدوا ضالتهم بما يشتاقون إليه من اليسر والسهولة والتسلي والتفريج والتسرية ، ونحن نريد له أن يتسيد سواء كان روائيا أو دراميا على أن يكون مغايرا لما سبق من أدب الأقدمين الذين كتبوا وأبدعوا حسب الفطرة السليمة لبعضهم ، ولحقهم آخرون تغيرت فطرتهم بتحرر مفرط تجاوز حدود وأهداف الأدب النبيل المثبت للقلب على الطاعة ، ولم يكن لديهم علم تام كامل للقصة يكتبون على هديه ومعايير يسيرون عليها وأصول يهتدون بها ، وقوانين يتحاكمون إليها ، ومكونات يستندون عليها ، وأسس تعينهم على الصواب والحسن والتعمق ، نريد للدراما أن تكون أدبا جديدا مبنيا على علم دقيق شامل يحتويه هذا الكتاب الذى بين أيديكم وجاء فيه فصل الخطاب الذى يختلف العالم كله فيه ولم يحسمه الحسم التام منذ أرسطو حتى الآن ؛ نتيجة فقدان الدليل الحازم الذى لم ينتبه ولم يتأمل ولم يهتد إليه فلاسفة المسلمين على وجه الخصوص ، بمثل ما هداني الله إليه وهو بين أيدينا نتلوه آناء الليل وأطراف النهار ونزين به الأمكنة ونتشرف به ، أدب لا يختلف حول قواعده وأسسه وقوانينه وأصوله وأهدافه أحد ، ولا يحتار فى مقاصده الكلية ولا نهاياته المطلوبة النفعية أحد ، مستندين على علم من كلام رب العالمين منزله وقاصه على أفضل رسله ، الذى خلق الإنسان وفضله وميزه عمن خلق ، وهو جل اهتمامنا ومناط عنايتنا ومقصد عملنا وقبلة اجتهادنا ، لما نريده من صلاح وهدى كامل لمن يكتب وعلاج نافع شاف للروح لمن يكتب لهم ، مثبت للقلوب على التقوى والطاعة لله ، ملزمة هادية منيرة راشدة دالة محرضة مقننة للعقل من حريته الكاملة التى يتمتع بها التى إن تركت على حالها وعنفوانها تورده مورد المساءلة والحساب العسير من الله خالقه ومحاسبه ، ومده بعقل المخ مناط الحساب والاختيار ، وعقل فى القلب حكم لكنه يتغير وينسى ويتقلب ولذا يحتاج إلى الثبات والتذكر والعبرة ، ليظل على ثباته على الطاعة والهداية والتقوى وليكون بحق حكم على إفراز عقل المخ ملزم وهادٍ وحاكم له ، وهى من موجبات القص المتكرر المتجدد التى تعين العقل على التذكر والاتعاظ والنصح والالتزام ، وتعين القلب على القوامة والتثبيت على الصواب والإيمان والصلاح للحكم 0
    إن الأدب الدرامي الذى نبتغيه تسمعه الأذن وتراه العين ويعيه القلب ويدركه العقل فهو أقوى تأثيرا ومدا ، وأشد حسما وصدقا ، وأوسع انتشارا وفعلا ، وأحسن سطوة وجذبا ، واجل هدفا وعظما ، وأكثر دويا ونفعا ، لامتلاكه أدوات التأثير القوى التى تسيطر على الآذان والأفئدة والأبصار مراكز الإدراك ، وهى أدوات الوعي أيضا لأنها تقدم ما أدركته لعقل المخ ليفعل هذه المدركات ويخرج بالعبرة المرجوة والهدف المطلوب والعظة المأمولة ، محركات مشاعره وأحاسيسه وعواطفه أجهزة الاستقبال الخارجية وأدوات الأجهزة الفاعلة الداخلية التى تتحكم فى الروح ، وتكون مكمن قوته وعلاجه وقوامه وصحته وتقدمه ورقيه وابتكاره وطاعته من تثبيت القلب ، وهداية للعقل فلابد من التوظيف السليم ، والنهج الحسن المليح ، والقوامة الراشدة الدالة الهادية المنيرة حتى تؤتى أكلها الطيب وثمارها النافعة التى تعيد الوعى وتنير البصيرة وتستنفر الطاقة وتحقق التعلم الذى ينفر منه الجميع ، وينشر المعرفة لتعين الجميع على اكتشاف دروب الحياة الصعبة لتيسرها علي غير القادرين على إدراكها لجهلهم وأميتهم وكسلهم وتواكلهم وتعالج ما فسد وما استجد من قضايا ، وتؤرخ بموجبات طباعها لزمن وقوعها غير ملتزمة بتاريخ متتابع منظم تخبر بكل ما يحدث حسب ما يقع ، فهذا ليس من شأنها بل تحمله فوق أكتافها عبئا زائدا عن حاجتها ومقتضيات وظيفتها المعالجة للنفس من أدرانها وأمراضها ومثبتة للقلب ومسرية للروح ، وبجميعهم تكون سبيلا من سبل النهضة والتقدم والوعي تعين المؤسسات الأخرى لنرتقي ونتقدم 0 ولكن الأدب الدرامي يعيبه عدم استدامة وخلود منتجه وضعف لغته ، وهى نقيصته التى نريد لها درجة كبيرة من الكمال ، أن نستعيضها ونكملها بثراء المنتج وتحكمه إلى نهج عقيدتنا الوسطية السمحة ، والتجويد والتحسين للغته بشرف التمسك ببعض الفصحى التى تتخلل العامي ، بقرآن كريم ، وحديث شريف ، وقول مأثور ، وشعر موزون ، وقول حكيم ، وعبارة فيلسوف وكثرة العرض الجديد المتغير يعوض الاستدامة والخلود0
    والله الموفق لما فيه الخير والصلاح
    فتحى حسان محمد[/align][/quote]
    إيهاب فاروق حسني
  • فتحى حسان محمد
    أديب وكاتب
    • 25-01-2009
    • 527

    #2
    [align=justify]من هم موضوع المحاكاة ؟ موضوع القص ؟
    خص الله الإنسان أكثر من غيره بأن جعله موضوع القص أو الحكاية أو الحكى أو المحاكاة ، وجعل قصته حياة بشرية كاملة ، واقعة مناسبة كمثل التي نحياها وجعل شخوصها مثلنا لا قياسا ؛ لأنه - جل شأنه وعلا قدره - الخالق والقادر عليه ، وميز أبطالها ببعض المميزات عنا ، حتى إذا زلوا (أخطأوا) وهذا مؤكد فكل ابن آدم خطاء وقد جاء فى الحديث : حدثنا أحمد بن منيع حدثنا زيد بن حباب حدثنا علي بن مسعدة الباهلي حدثنا قتادة عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " فندرك أنهم مثل الأفاضل الأخيار منا ، أى بمعنى آخر أفضل من المستوى العام الذي عليه نحن الناس جميعا إلا الأتقياء والصالحين منا حتى نكون مثلهم ، أو كما يجب أن نكون ، وإلا ما نكون قد أدركنا ولا فهمنا ولا تدبرنا ولا وعينا ولا اتعظنا ولا انتصحنا ولا حتى أمسكنا المصحف وقرأنا ، وما فهمنا حتى ما وعظنا به شيوخنا فى عظتهم يوم الجمعة فنكون كما حكم الله كالأنعام0 عليك أنت أن تجعل أبطالك كما يجب أن يكونوا أفضل مما نحن عليه ، لا إلى ما نحن عليه ؛ لأنهم لو زلوا وهذا أكيد وحتمي - فى القصة - لا رفاهية منك - لأن الزلة من أسسها وبها سيصبحون أقل منا ، وإذا ما صاروا كذلك ما اتعظ أحد من أبطالك بسبب أنهم ليسوا الأفضل منا ، ولا خوف ولا تعاطف ولا شفقة ولا عطف ولا مشاركة وجدانية معهم ؛ لأنهم لم يرفلوا فى الآلام بسبب زلة غير مقصودة منهم 0كما جعل الله القصص حدثت فعلا سواء كانت تلك الحياة بشخوصها سعيدة أو تعيسة بهم أو منهم0
    أى إنسان خصه الله ليكون بطل القصة ؟
    خص الأفضل منا في صفاته وأخلاقه ومميزاته وعقيدته وإيمانه وسلوكه وقيمه أى أعلى من المستوى العام الذي عليه الإنسان عموما ، مثل الأنبياء والرسل والصديقين والتابعين والأولياء والصالحين ، ومع ذلك جعل لهم زلة حتى لا يكونوا كالملائكة {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }طه121ﭽ ] بل هو يريدهم مثلنا {مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }الشعراء154 ﭽ ﯜ ﯝ] لنتأثر ونقتدي بهم إذا هددت حياتهم نخاف عليهم { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }القصص21ﭽ] وإذا نالهم ألم لا يستحقونه بسبب خطأ غير مقصود نشفق عليهم {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }يوسف42] وهم يصارعون وينازلون أناسا جبابرة طغاة فاسدين منا ، مثل فرعون وهامان وقارون وأبى لهب و غيرهم0 {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ }القصص20ﭽ ]0 فإن كانوا مثل الملائكة فنحن لن نخاف عليهم ؛ لأنه لا يستطيع أحد أن يهدد حياتهم ، ولن نشفق عليهم لأنهم لن يخطئوا فلا نشفق عليهم 0والفيصل بين الإنسان والآخر هو قدر تمسكه بالعقيدة ﭽ ﯺ {وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ }يونس40 ] ولا شىء غير ذلك ، فتكون شخص البطل أخيارا مثل ( موسى ) و شخصية رئيسية أردئاء أشرار مثل (فرعون) ويكون أبطالك من الصنف الأول ، ولو كان من الثانى فلنا وقفة طويلة سنعرضها فيما بعد حال القصة المأساة الشخصية 0
    هؤلاء الشخوص الأبطال يؤدون عملا ، جادا ، مهما ، خطيرا ، عظيم الشأن0
     والعمل الجاد يأتى من تأدية رسالة خيرة نافعة ، ومفيدة صالحة ومنهاج للحياة تثبت وتعزز القيم وتغير المفاسد 0
     و المهم يأتى من فكر ينتج رسالة أخلاقية وقيمية وسلوكية ومعتقد ، دستورا للحياة وللبشر من يكفر بها سيناله العقاب والشقاء ، ومن يؤمن بها سيناله الجزاء والسعادة في الدنيا والآخرة 0
     و الخطير والخطر يأتى من الذين سيجابههم ؛ لأنهم أناس أشداء أقوياء يتبعون ملكا جبارا في بعض الأحيان قال لهم إنه ربهم ، فإنهم بذلك عصبة قوية والمبلغ لهم واحد بمفرده0
     و العظيم الشأن لأنه سيزلزل النظم المتجبرة، والقائمين عليها الجبابرة، ويغير العقائد والقيم السائدة الفاسدة0
    أما الشخصية (البطل ) الجاد والعظيم والنبيل 0
     والجاد يأتى من تبنيه تغيير التقاليد والعادات الاجتماعية الفاسدة السيئة والإتيان بالصالح النافع المفيد0وهذه رسالتك وفكرك أنت قبل غيرك0
     والعظيم يأتى من الأفعال والأعمال الكبرى وتوافقها وتحمل نتائجها0
     النبل يأتى من شرف النسب والمنبت ، و من السمو فى الأخلاق والترفع عن الصغائر ، والعفو عند المقدرة ، والصبر عند المكائد والمصائب ، ويؤمن بعقيدة سماوية ثابتة0
    الشخصية ( البطل) في النهاية بشر من لحم ودم وإحساس ، ولابد له من زلة ، أو خطأ ، أو سقطة ، أو عثرة ، أو جرم ، أو هفوة ، أو فلتة ، أو ذنب ؛ بسبب سوء تقدير، أو بغير قصد ، أو من غير روية ، أو سهو ، أو استعجال ، أو الجهل بالشيء أو الاضطراب ، أو نقصان المعرفة ، أو التسرع ، أو العجز ، أو ضيق النفس ، أو التعنت ، أو التعب ، والإجهاد ، فى موقف ما ، الرسل والنبيون رغم أنهم يستمدون قوتهم ومكانتهم بارتباطهم ومؤازرتهم بالقوة العليا وهو الله إلا أنهم أتوا الزلة التى كانت سببا فى آلامهم وعنائهم وأحزانهم ومآسيهم ، وما دامت هناك قوة تصارعهم وتقف لهم بالمرصاد وهم أنفسهم سيقعون فى زلة ، فذلك أكبر دليل على من يهددون حياته بالقتل أو الذبح أو النفي فنخاف عليه ونحزن ، ويحاصرونه ويضيقون أمامه السبل ويغيم الطريق أمامه فيخطئ ، فيعانى ويقاسى وهو لا يستحق ذلك فنشفق عليه المهم أنه من الأكيد سيعانى منهم بأي طريقة من الطرق ، لا قصة بدون صراع ولذلك من المتوقع أن يعانى ويناله العقاب والعذاب والألم والعناء وربما القتل ، فقد عانى وتألم كل الأنبياء والرسل منهم موسى الذي تغيرت كل حياته من السعادة إلى الشقاء بسبب زلة منه وهو القتل الخطأ ، وكذلك مطاردة فرعون له لإتيانه عقيدة غير عقيدته والتي تأكد أنه تزلزل عرشه ومكانته0 فهي بذلك تشي بشيء محزن مفرح، وتثير الخوف والشفقة والرأفة والعطف والمشاركة الوجدانية والغبطة والسعادة 0 وهى أدواتك لشدنا إلى قصتك وربطنا بها إلى أكبر حد ، ومن هنا يكون ذلك النوع من القصص مأسملهاة ﭽ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﭼ [النجم] وأنه سبحانه وتعالى أضحك مَن شاء في الدنيا بأن سرَّه ، وأبكى من شاء بأن غَمَّه0 وهذا النوع من القصص يشي بحزن وفرح ، فيكون مأسملهاة ، وهو حال معظم قصص الانبياء0 وقصة يوسف على رأسهم فيها ما يُبكى ويُحزن وما يَسَر ويفَرِح وغيرها محزنة مأساة لبطلها كحال قابيل 0إذا كانت المأسملهاة المحزنة المؤلمة المبكية المفرحة المغبطة جاءت من عمل وقول وقع بالفعل من شخص نبيل و جاد ومهم وخطير وعظيم الشأن وجاء بحدث جاد وخطير ومهم وعظيم الشأن وتأكدنا من ذلك0 ما قولنا إن جاء من عمل وقول وقع بالفعل من شخص دون المستوى العام الذي عليه الناس بسبب نقص ما ، وجدي 0 ليس بالعظيم التام بل المتواضع ولم يكن بالدرجة القصوى من الأهمية بل بدرجة منها ، ولم يكن خطيرا بل بسيطا ، وتأتى القصة تشي بشيء يبهج ويسر ويغبط ويطمئن ويسرى عن النفس ، فماذا تكون ؟ من المؤكد أن تكون مبهجة مفرحة وما يفرح ويسعد ويسرى هى الملهاة0 المفارقة والسخرية المولدان للضحك - سيأتى الدليل على الضحك فلا تتعجل الحكم – من أصحاب الفيل جميعا لا أبرهة فقط فهو ليس بمثال صحيح لبطل الملهاة 000[الفيل] أصحاب الفيل كان قائدهم وملكهم أبرهة الجبار بقوته، الوضيع التافه فى هدفه ، الخطير فى شره ، والجاد فى عمله الفاسد ، والخطير فى عناده وجبروته ، ليحدث حدثا عظيما وهو هدم الكعبة التى تخلى عنها الجميع وقال عبد المطلب : إن للبيت ربا يحميه - فى ثقة من عون الله ، وتكاسل وتواكل ما كان له أن يفعله ولا قومه - أما الإبل فهي لى 0 فما كان هناك من أحد أمام أبرهة وجنده ليعترضهم وهم بقوة مهولة عدة وعتادا ، منهم الأفيال الضخمة وسلط الله عليهم طيرا صغيرة أفزعتهم وأخافتهم ، وجعلتهم يفرون منها كالولدان الصغار وضربتهم وأهلكتهم ، فى أكبر مشهد للتحقير من عظيم ، وسخرية ما بعدها سخرية من وضيع فى شره ، وتفاهة فى فكرته ، وازدراء من فكره ، ومفارقة من أدواته ما بين الفيل الكبير والطير الصغير، والكثرة القوية والقلة الضعيفة0
    كل تلك المسببات من الرثاء والتحقير والسخرية والتفاهة والازدراء والمفارقة والتضاد والتقابل – إنها مثانى – مسببات للملهاة ، والمثانى من إعجاز القرآن الكريم0 {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }النمل19 ] سليمان فهم ما تقصده تلك النملة من قول سديد لقومها فتبسم وضحك من أنه فهمها واستبشر الفرح والسرور بما منَّ عليه الله به دون غيره من الخلائق 0فلو حدث ذلك المشهد لإنسان غير نبي وهو بهذه القوة والمكانة والجيوش الجرارة وتجابهه نملة لا تمثل له أى قوة أى شىء ومع ذلك تريد أن تحمى نفسها وقومها من هذه الجحافل التى لا قبل لها ولا لقومها به فإنما يولَّد ذلك ضحكا كبيرا للمفارقة الكبيرة0 {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ }هود72] وامرأة إبراهيم - سارة- كانت قائمة من وراء الستر تسمع الكلام ، فضحكت تعجبًا مما سمعت فبشرناها على ألسنة الملائكة بأنها ستلد مِن زوجها إبراهيم ولدًا يسمى إسحاق ، وسيعيش ولدها ، وسيكون لها بعد إسحاق حفيد منه ، وهو يعقوب 0 فتعجبت وقالت: يا ويلتى كيف يكون لي ولد وأنا عجوز ،وهذا زوجي في حال الشيخوخة والكبر؟ إن إنجاب الولد مِن مثلي ومثل زوجي مع كبر السن لَشيء عجيب ، كانت أخبارا سارة سعيدة ، لا تصدق من شدة المفارقة ، حيث كانت كبيرة فى السن وعاقرا0 المثانى من التضاد الهائل اللذين هما من ضمن مسببات الملهاة0
    إذن الضحك ليس عيبا ولا مستقبحا ولا مجرما ولا حراما ، فقد ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم - وسنذكر الأحاديث فى موضعها إن شاء الله0
    إن مثانى التضاد والتقابل والتشابه والمفارقة والسخرية هى أيضا تدل على الملهاة ؛ لأنه ما من شىء خلقه الله إلا وله ضد ، إلا الخالق الأعظم الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، فهو الذي ليس له ضد ولا شبيه ولا ولد لأنه هو الذي أوجد التضاد وذكره في كتابه في غير ذي موضع فذكر : الجنة والنار ، الشمس والقمر ، الليل والنهار ، الكافر والمؤمن ، الدنيا والآخرة ، الثواب والعقاب الصادقين والمنافقين ، المحسنين والمسيئين ، الوعد والوعيد ، الحق والباطل ، الخير والشر ، الحاكم والمحكوم ، الغيب والواقع ، الهدى والضلال ، المفلحين والخاسرين ، الثواب والعقاب ، الصادقين والمخادعين ،النور والظلام ، الضلال والهدى ، الوفاء والغدر ، القطع والوصل ، الموت والحياة ، الإنسان والشيطان الكتمان والإشهار ، البناء والهدم ، الصبر والتسرع ، الفرح والحزن ، المنح والمنع القبول والرفض ، البلاء والاجتباء ، العصيان والطاعة ، القسوة والرحمة ، المصليحين والمفسدين ، الطمع والقناعة ، القسوة والرحمة ، السر والعلانية ، المكسب والخسارة ، الخوف والأمن ، الجوع والشبع ، الخلود والموت ، الحلال والحرام ، البيع والشراء ، القرب والبعد ، الأبيض والأسود ، البؤس والشقاء 0 أولا: جاء في بعض قصص القرآن ما بها بعض الكسر للمحزن المأساة شديد القتامة بأن جاء ببعض المبهج المفرح – المأسملهاة - و كم كبير من السخرية ، والسخرية الشديدة - وبالذات من العظماء الاردئاء كفرعون وهامان وهارون والنمروذ وأبى لهب و أبى جهل ، وغيرهم من السادة الطغاة الجبابرة المتمادين في شرهم وقبحهم - تولد الضحك والتسلية والترويح عن النفس وهذه من صفات الملهاة ، ولكن هل جاءت الملهاة بمفردها سنعرف فيما بعد ، أولهم شخوص مجابهون لأنبيائه ورسله ومن اختارهم وخصهم برسالاته ، إن الله أتى بهم لنستحقرهم و نعرف حقيقتهم الباطلة ونسخر منهم ونضحك من نهاياتهم كيف يكون مآلهم وذكرهم ، لتكون لنا ذكرى ، ومثالا حيا جذابا وساخرا ومستحقرا لمن تسول له نفسه وشيطانه وينتهج مثل أفعالهم ، ويطهر قلوبنا وأفئدتنا مما أوصلهم إلى هذا التردي فى الغرور والتكبر والصلف ، وهذه النهاية المخزية المؤسفة المؤلمة لهم ، المفرحة السعيدة لنا و لكل ذي فطرة سليمة وإيمان كامل بالله لا يتزعزع 0 والمثال الممتاز لبطل الملهاة ملك مصر فى القصة النموذج فى سورة يوسف 0
    ثانيا : أن القصص في القرآن جاء بوفرة وتنوع وتفاوت من حيث الطول مابين القصير، والمتوسط ، والطويل ، والأكثر طولا ، لكنهم جميعا يحققون الغرض المطلوب من الإمتاع والعظة والتطهير بالتفريج عن النفس وتسريتها ، وتثبيت الفؤاد ، وهم الذي يسببون الطمأنينة و الراحة النفسية ؛ فهم بذلك نوع من أنواع العلاج الناجع النفسي وهم جميعا من أهداف القصة0 التى تشمل الأحداث المحزنة بشخوصها ، والأحداث المفرحة المضحكة بشخوصها أيضا0
    ثالثا : كما أن القصص جاءت إما أحداثا تقع فيقوم بها أشخاص ، وإما أشخاصا تقع بسببهم أحداث - أى بهما معا - فى وحدة من الأحداث ، وفي وحدة زمنية متتابعة لا كتتابع الزمن الطبيعي ، وأماكن عدة كثيرة يستحيل معها وحدة المكان ، والوحدة سواء حدثية أو زمنية أو مكانية تتحدد منذ بداية الشخصية الرئيسية أى البطل في الإفصاح عن حاجته التي يريد الحصول عليها ، والهدف الذي يريد تحقيقه ، فما يقع داخلها يحقق الوحدة وما يقع خارجها يكسرها ، في الحدث مثلا لا تأتى بحدث أو حادثة قبل أو بعد بدء أحداث القصة ، والزمن لا تعود بالزمن إلى الماضي قبل البداية ولا تذهب به إلى المستقبل أى ما بعد انتهاء حاجة البطل وهدفه 0 كأن القصة شىء مادي محدد الطول والعرض و معروف محدد الشكل والهيئة وملموس به حركة وحياة ، يبدأ تحركه من مكان هنا بداية لحركته وخط سيره يسير فيه إلى مكان معلوم محدد مسبقا يصل إليه هناك ، ولكن شرط أن يصل إلى هناك أن يقطع سبع محطات قطعا إجباريا مهما سلك من طرق ومهما كانت حرفية السائق ، ومهما كان القطار قديما أو جديدا 0 القصة كقطار ينطلق على قضيبين يجبرانه على عدم التراجع أو القفز ، فإنهما غير معقولين ؛ لأنهما خارجان عن نطاق طبيعة الأشياء ، والتراجع أو القفز في القصة هما اللذان يكسران وحدة الأحداث ووحدة الزمن ، وهذان غير محببين في القصة - إلا إذا كان يخدمها - لأنهما يوقفان دفع الحدث السائر في طريقه الطبيعي ؛ فيحدثان خللا وهذا ما يجب على المؤلف تداركه وعدم اللجوء إليه على الإطلاق أو الوقوع فيه ، وإن كان عليه إظهار بعض أحداث وحوادث وصفات الشخصيات الداخلية قبل بدء الأحداث وانطلاق القصة فيجب عليه أن يظهرها بأقصى سرعة عند البداية سواء من خلاله هو أو من خلال راوي القصة والدليل على ذلك كمثال عظيم جاء فى قصة موسى منذ أن أفصح الله عن حاجة البطل وحدد له هدفه ثم جاء بقصته قبل أن يولد 0 والقضيبان للقصة يتمثلان في الحبكة والصراع والتغير ، أما الجسم من القطار فعربات وأما الجسم من القصة فهي الأحداث والشخصيات والفكر والفكرة واللغة0 أما قضيبا القطار فهما مصنوعان من الحديد القوى ومستندان على قواعد خشبية هذا من أمر القطار ، أما في القصة فإن الصراع والحبكة فمادتهما القوية هى الأشخاص ، وأما القواعد المثبتة لهما فهى السبب والنتيجة والاحتمال والحتمى0 فإن القطار هدفه أن ينتقل من محطة إلى محطة لينقل الركاب، كذلك في القصة ينتقل فيها البطل من نقطة إلى نقطة ومن حدث إلى حدث بسبب حاجته التي يريد تحقيقها ، والنتيجة هى وصول الحدث إلى حدث آخر، أى حدث يكون سببا ويكون آخر نتيجة ، والنتيجة تكون إما حتمية الوقوع أو محتملة الحدوث لتكون منطقية وتناسب إدراك العقل والمنطق وتكون واقعية وصادقة0 لا خارجة عن نطاق الطبيعة لأن ذلك لا يكون إلا من الله وحده فقط لأنه القادر عليه وقد فعله في قصصه ولكننا مدركون تماما ومؤمنون أن الله هو الذي يفعل وهو الذي يقول للشيء كن فيكون وإيماننا بذلك يجعل ما يقع من فعل الله معقولا 0 ولكن هيهات أن يفعل المؤلف ذلك إلا في حالة واحدة إذا نسب الفعل إلى الله وأعد عدة لذلك أى مهد لنا بأن ما سيقع هو من أمر وقدرة الله ، ومثال ذلك يتجلى في بطلك الذي هو هالك لا محالة ، فإن الطلق الناري يندفع عليه من كل صوب فإننا ندرك أنه هالك لا محالة ولكن لو جعل المؤلف الناس تصلى في المعابد والكنائس والمساجد وتدعو وتتقرب وتستغفر وتتضرع إلى الله تطلب منه العون والنصرة والعلاج والإنقاذ ، في الوقت الذي يجرى فيه الأطباء استخراج الطلقات من جسده والصلوات والتسبيحات والاستغفارات متواصلة ثم برق ورعد توحي بأن الله استجاب لتضرعاتهم ثم نرى الشخصية تتحرك وتتعافى في موضع خارق للعادة ويكون خيالا علميا ؛ فإننا نصدق بل ننبهر ونفرح ونشكر الله بلا وعى ولا إدراك لأننا من داخلنا ندرك ونعى ونؤمن مسبقا أن الله القادر على كل شىء هو الذي فعل وشفاه وعافاه ، رغم الهلاك الأكيد، فليس في ذلك أى غبار على المؤلف إطلاقا ، بل هو حدث لابد منه من ضمن أحداث القصة وهو ما نطلق عليه حدث المستحيل أو الخيالي وسيصبح ممكنا ؛ لأنه لابد أن تنسب تحقيق الفعل إلى الله ، وعندما ننسب الفعل إلى الله تسقط جميع الحجج والأعذار والاعتراضات والتشكيك 0 فعندما أسرى بالنبي محمد صلى الله عليه سلم وعرج به إلى السما ء السابعة والعودة به إلى الأرض في ليلة واحدة نسب الله الفعل لنفسه وهو الذي لا يحتاج إلى تأكيد ولكنه جاء لينبه الغافلين والمشككين والمعترضين 0
    أسس القصة
    البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

    تعليق

    • فتحى حسان محمد
      أديب وكاتب
      • 25-01-2009
      • 527

      #3
      [align=justify]<H3 dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 3pt; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ما الفعل الحقيقي الحق؟[/align][align=justify]

      القصص فى القرآن نزلت من أجل سيدنا محمد قبل أى واحد منا لتكون له عبرة وعظة وتثبت فؤاده وتعظه وتسليه وتسرى عنه وتبهجه ، هذه القصص بالنسبة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولنا نحن المؤمنين به هى فى حقيقتها كانت لفعل حقيقى حدث فى الماضى .

      وكما قلنا إن الماضى لا يعود إلا قولا نخبر به نحن لنعرفه ونستقى منه العبرة والنصيحة والموعظة وغيره ؛ لأن القصص كانت لأنبياء ورسل وصالحين أرسلهم الله فى الأمم السابقة، وكل واحد منهم كان يحمل رسالة من الله وكتابا مقدسا منه مثل سيدنا موسى نبي بنى إسرائيل أى نبي اليهود وقد أرسله الله برسالة منها تخص فرعون مصر الطاغية ؛ لكى يحرر بنى إسرائيل من استعباده ليكونوا أحرارا يعبدون من يستحق العبادة الذى عرفهم موسى وهو الإله الواحد والذي لا تصلح ولا تكون العبادة إلا له، وأعطاه الله التوراة التى إلى يومنا هذا هم يسيرون على هديها ويؤمنون بموسى ومن جاء بعده من رسلهم التى كانوا منهم0
      ثم سيدنا عيسى نبى المسيحيين الذى جاء بالإنجيل ذلك الكتاب المقدس الذى أرسل به ليعبدوا الله على هداه وهم إلى الآن يعملون بهديه ويؤمنون برسوله عيسى وهم يعيشون اٍخوة لنا، ولم يقل اليهود ولا المسيحيون ويتدارسون فيما بينهم أن نبيهم موسى , وما جاء به سوى قصة كما هى عندنا نحن المسلمين قصها الله علينا فى القرآن الكريم ونؤمن أنه رسول حق ورسالته حق أرسله الله بها ، وكذلك سيدنا عيسى وأخبر بهم سيدنا محمد عن طريق الإخبار أى القص ولكن لأخبار حقيقية حدثت فعلا .

      وكما أكدنا أنها حقيقية فعلا أن اليهود والمسيحيين لا يحملونها على أنها قصص بل فعل حقيقى لرسل من قومهم من بنى إسرائيل مركز تفاخرهم على الأمم من أنهم أولاد وأحفاد أنبياء الله0

      وأعود فأقول إن تلك الأفعال الحقيقية التى مضت عادت إلى سيدنا محمد بالقص القولى فى القرآن 0

      ولكن ماذا نسمى ما قام به سيدنا محمد ؟إنه قام بفعل حقيقى وكان مشاهدا من أهل مكة والمدينة وغيرهم من الأقطار ، والفعل الحقيقى الذى قام به كلفه الله فيه برسالة الإسلام للناس كافة وهو إلى الآن بالنسبة لنا لا يزال فعلا حقيقيا ليس قصة ولا أسطورة ولا شيئا من هذا القبيل مع أن سيدنا محمداً مات، ولكن سيرته عطرة بيننا إلي أن تقوم الساعة ، ولا يستطيع مشكك كائنا من كان أن يطعن فى هذا الفعل الجلل العظيم مهما بلغ من غلو وكفر وإلحاد وكراهية وعداء ، ولذلك عندما نريد أن نتكلم عن الفعل الحقيقى المشاهد فلا نستطيع أن نتجاوز حدودنا إلى فعل آخر ليكون هو الملهم والدليل والبرهان لنا فى إثبات الفعل المشاهد الذى نريد له أن يكون قصة فعلية تشاهد وتأتى أكلها الطيب وثمارها الوارفة وعظتها الطاهرة ونصحها الراشد وتعليمها العظيم وتسليتها النبيلة ومثالها الرائع ، ومنه نصل إلى أصل الفعل المشاهد الذى هو أساس الدراما.
      يتبع
      [/align]
      </H3>
      التعديل الأخير تم بواسطة فتحى حسان محمد; الساعة 01-01-2010, 11:02.
      أسس القصة
      البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

      تعليق

      يعمل...
      X