"طالب المعجزات " النص الكامل يحيى الحباشنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يحيى الحباشنة
    أديب وكاتب
    • 18-11-2007
    • 1061

    "طالب المعجزات " النص الكامل يحيى الحباشنة

    [frame="1 98"]طالب المعجزات

    النص الكامل

    من أفكار وأشعار شيخي عليه رحمة الله
    المفكر الكبير نبيل عطية


    " طالب المعجزات "
    إهداء، الى حكيم عباس .

    تفتح الستارة على ساحة معبد أو دير ، نشاهد مدخل الرهبان الخاص إلى الداخل ، ونشاهد مجموعة من الرجال يرفعون لا فتات من قماش كتب عليها بخط عريض ( نطالب بمعجزة ) في حين يحمل بعضهم لافتات مطية كثير لا نعرف ماذا تحتوي ، ونشاهد بأيديهم سيوف و ( بلطات ) و (عصي ) و ( جنازير ) ويرتدون ملابس السواد تتبعهم بضع نساء وأطفال ..يحاولون الولوج إلى داخل المعبد ..يستوقفهم احد الرهبان يضع حزاما زهري اللون .

    الراهب : هي.. هي أنت ... قف مكانك .. لا تستطيع الدخول يا سيدي ، هناك المكان المخصص لكم رجاءا .
    كالح : لا يحق لك أن تجبرني على الذهاب هناك ، اعلم أن رئيسك هو الذي أرسلك لتمنعنا من الدخول ... أنا سأتصرف بنفسي ... ( يرفع صوته مناديا ) .. يا صاحب العهد ، يا صاحب المعبد ، أنت يا شعبان ، أنت يا رمضان .. اخرج واجبني اخرج .. ( يلتفت إلى الجوقة ) هيا يا جماعة طالبوه بالمعجزة .

    الجوقة : ( تهمهم ) نريد معجزة .. نريد معجزة . .. أنت اكتب .. نطالب بمعجزة

    ( يتوجه بعض الرهبان يستطلعون الأمر ويتهامسون فيما بينهم بكلام غير مفهوم ، ثم ينطلق احدهم إلى الداخل لحظات ويخرج الرئيس ويتوجه نحو المتظاهرين )

    الرئيس : أهلا وسهلا بالضيوف .. أهلا وسهلا ، ولكن لماذا تقفون هكذا في الخارج ..تفضلوا ..تفضلوا واجلسوا واستريحوا المكان مكانكم .

    كالح : لم نأتِ لكي نجلس .. نعلم أنه مكاننا ولكن لن نجلس ونستريح .

    الرئيس : ولكن هل يصح ذلك ؟

    كشه : لم نأتِ لكي نجلس ( ينظر نحو الجوقة ويغمز)
    الجوقة : تردد الألوف ... تردد الألوف
    لن نغمد السيوف ... لن نغمد السيوف

    وعن غمار الحرب ... لا نعرف العزوف
    خلفك يا حليفنا .. يا قائد الصفوف

    كالح : لا بد أن تعود روابطي بالحرب أو بالسلم أو لا نعرف الوقوف

    روابطي المحذوفة ..فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .

    الجوقة : فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .


    الرئيس : حسنا.. حسنا هل أستطيع أن أعرف ...

    كالح : أظن ياسيدي ، أنكم تجهلون القراءة

    الرئيس : بالطبع ..بالطبع ..إنني لا أجهل القراءة ، ولكن ماذا تريدونني أن اقرأ

    كشه : نحن متأكدون أنك قرأت اللافتة ، ومتأكدون أن أحدهم قد أخبرك بما نريد (يقترب الرئيس من اليافطة ويقرأ بتمعن )

    رئيس الرهبان : ولكنني لم أفهم أيها الأعزاء

    كالح : العبارة واضحة
    كشه : مكتوبة جيدا ، ويمكن أن تقرأ جيدا

    رئيس الرهبان : لا أقصد ..نعم .. نعم .. لا شك أنها مقروءة ، ولكن !!! ولكني لم أفهم ..لا زلت لم أفهم شيئا

    كالح : إننا نطالب بمعجزة .. نحن نطالب بمعجزة

    الرئيس : ( فترة صمت ) إنكم تطالبون بمعجزة

    كالح : نعم يا سيدي ..إننا نطاب بمعجزة

    الرئيس : ولكن ماذا تعني .؟

    كالح : أعني معجزة .. وما دام أن هذا بيت لله ..أريد معجزة .. ولا أحيد عن مطلبي

    الرئيس : ولكن أي نوع من المعجزات .

    كالح : الم تسمع يا سيدي أن المسيح أحيا ميتا ؟

    الرئيس : نعم ..بالطبع .. لقد سمعت

    كالح : ماذا تسمي ذلك ؟

    الرئيس : إنه معجزة بلا شك في ذلك ؟

    كالح : وأنا .أقصد.. ونحن نطالب بمعجزة .. أريد أن تقوموا بمعجزة .. ملا بين المرات قدمت لكم طلبات في هذا الشأن ، وكان رهبانك يخفون ويمزقون طلباتي ، ولا أتراجع حتى تأتينا بمعجزة .

    الجوقة : نريد معجزة ..نريد معجزة
    كشه : نريد معجزة

    الرئيس : أرجوكم الهدوء .. الهدوء أرجوكم .. الهدوء قليلا .. ( يحدق الرئيس بوجه كالح ) ولكن قل لي .. الم نجتمع من قبل ؟

    كالح : نعم لقد اجتمعنا نعم .. لقد زرتكم مرارا وقدمت طلبات لقوموا بمعجزة وطردوني ثم عدت وها أنا أطالب بالمعجزة من جديد .
    الرئيس : آه .. تذكرت .أنت الذي لا تعرف من أنت تذكرت .. أنت الذي يشك في كل شيء ..في كل شيء .. أنت الضائع المتخبط .. الذي لايعرف شيئا ويشك في كل شيء .. ألم تؤمن بعد .ألا زلت تشك في كل شيء .

    كالح : بل إنني مؤمن .. مؤمن كل الإيمان .. وأنا مسلم والحمد لله .

    الرئيس : رائع .. أهنئك من أعماق قلبي .. ولكن ماذا يعني أن تأتي بمظاهرة وتطالبني بالمعجزات ؟

    كالح : قلنا لك ...نطالب بمعجزة

    الرئيس : تطالبونني أنا ؟

    كالح : نعم أنت

    كشه : نعم أنتم

    الجوقة : نعم ..نعم انتم .. انتم
    الرئيس : تطالبوني بأن أصنع معجزة ..ولكن .ولكنكم تعرفون ..إنني لست نبيا .. تعرفون أن الأنبياء فقط ..الأنبياء فقط هم أصحاب المعجزات ..

    كالح : ليس الأنبياء فقط

    كشه : ليس الأنبياء فقط ..

    الجوقة : ليس الأنبياء فقط ... ليس الأنبياء فقط ..نريد معجزة

    الرئيس : الهدوء .. أرجوكم. . حسنا ... حسنا أصغوا إلي .. أصغوا اليّ ( فترة صمت )أنت يا من ليس لك اسم

    أنت ..فل لي .. الم تقل بأنك مؤمن .؟

    كالح : إيمان مطلق

    الرئيس : وهل أنت سعيد في حياتك ؟

    كالح : كل السعادة .. ولا ينغص علي إلا طلباتي التي أخفاها الرهبان .. يجب عزل الرهبان ..

    الجوقة : لا بد من عزل الرهبان .. لا بد من سحب صلاحيات الرهبان

    الرئيس : ألا ينغص عليك غير هذا الأمر .؟ لو أننا قلنا لك هذه طلباتك القديمة هل تكون المعجزة ؟ هل تحل المعجزة ؟

    كالح : أنت من يقوم بالمعجزة

    الرئيس : أنا ؟ وما شأني أنا ؟ مادمت مسلما ومؤمنا لماذا تطالب بالمعجزات ؟

    كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ؟ أنتم علمانيون .. سحرة كفرة .

    الرئيس : ما دمنا كذلك ..لماذا تطالبنا بالمعجزات ؟ .. أنا لست نبيا يا هذا !!

    كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ..

    الرئيس : وما هو الشيء الذي ينغص عليك حياتك .؟

    كالح : المعجزة ..

    الرئيس : حسنا.. حسنا ولكن قل يا .. بالمناسبة ما اسمك ؟

    كالح : ظروفي لا تسمح ذكر الاسم .. لكن نادني بكالح .. فلنقل أنه كالح

    الرئيس : حسنا .. هل لي أن أعرف ..إذا سمحت .. كم هو راتبك الشهري ..؟ كيف تعيش ..؟

    كالح : ( بدا وكأنه يكذب ولا يقول الحقيقة ) ثمانية وعشرون دينارا

    الرئيس : وهل يكفيك راتبك هذا

    كالح : إن صديقي هذا ..." نجادي" .. هو ثري جدا ( يشير إلى كشه ) يملك بئرا من النفط ويدفع زكاة أمواله ويساعدني .
    الرئيس : قلت لي انك مسلم ؟

    كالح : إنني مسلم .. ولكن كلنا مؤمنون ..وانتم علمانيون وشيوعيون .

    الرئيس : أنت مؤمن إذن ، وتعيش على ما يقدمه لك هذا الرجل من زكاة أمواله .

    كالح : أنا أؤمن بالزكاة .

    الرئيس : عندما زرتني في السابق لم تكن مسلما ولا مؤمنا حتى ..

    كالح : كنت استعمل عقلي

    الرئيس : والآن ..؟ ألم تعد تستعمل عقلك ؟

    كالح : إنه الآن مجرد وسيلة فقط ..وسيلة للمشي كما العينين وسيلة للرؤية

    الرئيس : والعقل ؟

    كالح : وسيلة لكي أعرف كيف أعيش ، لكنه ليس وسيلة لكي أعرف لماذا أعيش .

    الرئيس : لكنني أذكر أنك كنت ميالا للفلسفات المادية .

    كالح : كنت ميالا للاقتناع ،وليس للإيمان

    الرئيس : ماذا تعني ؟

    كالح : هذه الفلسفات ، كانت قادرة على إقناع عقلي

    الرئيس : والآن ؟

    كالح : الآن احتقر عقلي واحتقرها

    كشه : نريد معجزة ... نريد معجزة

    الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

    الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم .. أريد أن أحدثكم ..واحدا .. واحدا .. هل توافقون ؟

    كالح : هل تعدنا بالمعجزة ؟

    الرئيس : لنتحدث أولا

    شاعر : ( يلقي قصيدة بصوت عالٍ فيصمت الجميع )

    شيمتنا إرادة الصمود وليس من شيمنا القعود
    واجبنا أن نبذل الجهود واجبنا أن نلغي الحدود

    الجوقة : أن نلغي الحدود .... أن نلغي الحدود

    الشاعر : لا نعرف الهبوط بل طريقنا دوما صعود
    الجوقة: طريقنا دوما صعود .

    الشاعر : وفي غذٍ سوف نزيل من طريقنا السدود

    أحدهم : ( من بين الجمع ولا نراه ..بالعامية المصرية ) يا لا هوي

    الشاعر : ونرفض التأجيل والتسويف والوعود .

    الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم ... أنت ( يختار احد المتظاهرين ) قل لي .. هل أنت سعيد في حياتك ؟ ولا ينغص عليك سوى المعجزة .. هل عندك أطفال ؟

    الشخص : خمسة

    الرئيس : وهل تأكلون الكباب المشويّ ، والدجاج المُحمر المشوي ؟

    الشخص : ( بهدوء ) إننا نأكله يا سيدي

    الرئيس : هل تأكلونه دائما ؟

    الشخص : كل بضعة أشهر يا سيدي والحمد لله .. الذي لا يحمد على مكروه سواه .

    كالح : لكنهم سعداء أيها الرئيس .. ولتعلم وليكن في معلوماتك أيها الرئيس أنهم الوحيدون ... طبعا أنا وأمثالي منهم .. الوحيدون الذين يستمتعون في التذوق .. الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقية للكباب .. أليس كذلك يا شباب ؟!

    الجوقة : من للتحرير من للتحرير

    كالح : بل للتحرير ... شيخ وأمير

    سارا ونسير

    الشعب أسير العيش مرير
    مرُ وعسير مرُ وعسير
    ولأي مصير
    ولم التأخير
    الرب قدير

    آخر : لو تلهم قادتنا التدبير

    آخر : اخرس .. وما شأن القادة في الأمر ..؟ ما نريده هو المعجزة

    كالح : لنعد يا رئيس لحوارنا .. والذي أطالب أن تكون مستمعا وتؤيد كل ما أقوله أنا

    هؤلاء الوحيدون الذين يعرفون اللذة الكاملة للطعام وللكباب المشوي .. إنهم ينتظرونه كل شهر وينقضون عليه انقضاضا .. وينتهون منه دون الشبع ..ويبقون متشوقين إليه .. بانتظار المرة الثانية ..لكني أؤكد لك أنهم الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقة .. وكما تعلم لا فائدة من الطعام إذا لم نتذوق نكهته .. إن صديقي هذا الثري ..يملك بئرا من النفط ... بئرا من النفط وهو يقدم لي الدعم .

    الرئيس : ( إلى آخر ) وأنت ..هل أنت سعيد وكم هو راتبك ؟

    الآخر : أعمل طبيبا في إحدى مديريات الصحة ، وأتقاضى(950 ) دينار تقريبا ، ولكننا لم نأتِ لكي تحقق معنا .. جئنا نطالب بمعجزة .

    كالح : حتى لا يغيب عن مخيلتك الأمر .. إن فرح أطفالهم بأحذيتهم الجديدة .. لا يشبهه أي فرح آخر لأي طفل آخر .. أطفالي وأطفال الطبيب وأطفال صديقي الثري هذا .. لا يفرحون بأحذيتهم كما يفرح أولاد هؤلاء أبدا .

    أبنائي لا يستطيعون السير بحذائهم الجديد أكثر من أيام ، لكن أبنائهم يستهلكون أحذيتهم استهلاكا كاملا حتى يصل الأمر إلا يستطيع السير به ولو خطوة واحدة ..

    الرئيس : وما هي مشاكلهم الحقيقية إذن.

    كالح : ليس عندهم أي مشاكل تذكر .. يصطحبون أطفالهم إلى المراكز الطبية المجانية ، حيث العلاج رخيص الثمن .. وتصرف لهم الأمم المتحدة بعض الطحين والملابس القديمة ، تخيل أنهم يستمتعون بلبسها استمتاعا كبيرا ؟ ، وأخي يقدم لي زكاته .. ونصلح المجاري ونؤمن الكهرباء .. والماء والسلاح ( يقول جملته الأخيرة بصوت عال)

    الجميع : يا رب يا كريم يا رحيم يا رب ارع القائد العظيم
    وأعطه الحكمة يا حكيم وخلص الأقصى من الجحيم
    يا رب أهدنا الصراط المستقيم يا رب خلص أرضنا من كل معتدٍ أثيم
    يا رب خلص أهلنا من كل سفاح لئيم يا رب الأهل ينتظرون القائد الحليم
    فانصره يا الله يا مفرج الهموم يا ناصر المظلوم
    يا رب حرر أرضنا من كل شيطان رجيم

    كالح : لم يبقى إلا المعجزة .. هل فهمت .. ولا نريد الخداع الآن ولا تخفي طلباتنا كما أخفيت طلباتي السابقة
    ( يلتفت إليهم ) ماذا تريدون ؟

    الجميع : نريد معجزة ... نريد معجزة .

    كالح : لا شيء يحتاجونه في بيوتهم لا شيء يحتاج إلى إصلاح هناك من يصلح لهم كل شيء .. أليس كذلك يا شباب ؟

    الجميع : نعم صحيح .. لأنه لم عندنا بيوت ... لم يبقى لنا منازل ... لم يبقى عندنا كروم .

    صوت رخيم من الخلف :
    صبرا أهلي صبر...ا صبرا
    باللين سيرحل أو قسرا
    من أخذ أراضينا غدرا
    من عاث فسادا في المسرى

    سنذيق المحتل المرا
    لو صادر من ارضي شبرا
    القائد أعلنها جهرا
    سيفك عن الأرض الأسرا
    صبرا ..صبرا
    بشرى.. بشرى
    لا حسرة بعد ولا عسرا .

    كالح : نريد معجزة .. نريد معجزة
    الجوقة : نريد معجزة نريد معجزة .. نريد معجزة

    الرئيس : مهلا ..مهلا .. مهلا

    الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

    الرئيس : ( يلتفت إلى النافذة ويطلب من الرهبان ) أحضروا لبنا باردا .. أحضروا لبنا باردا .. لبنا للضيوف

    ( يهرع أحد الرهبان إلى الداخل )

    ( الجميع يبتلعون لعابهم شوقا )

    كالح : لا نريد لبنا .. لا نريد لبنا .. نريد معجزة .. نريد معجزة .

    الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة

    الرئيس : الهدوء .. الهدوء .. لم أنهي حديثي مع هذا الرجل .. لم انهي حديثي معه ... فهمت أنكم تريدون معجزة .

    احد الرهبان : انتظروا إنه لم ينتهي من حديثه .. انتظروا .

    كالح : اخرس أ،ت بالذات أيها الراهب .. أخرس.. أنت من أخفى أوراقي وطلباتي ( أنت يا رئيس ) سيدمرون هذا الدير لو تركت الرهبان يفعلون ما يشاءون .

    الراهب : لدينا نظام وقانون أيها السيد .

    كالح : انتم مجانين ، إنكم تدمرون هذا الدير ورئيسكم يدمره أيضا .. كما أنني سأدمره فوق رؤؤسكم جميعا .. نريد معجزة نريد معجزة

    الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة .

    صوت من الخلف : ملء الأفواه .. ملء الأفواه نصرخ .. نصرخ ملء الأفواه
    ستعود الأرض بإذن الله ستعود الأرض بإذن الله
    إما سلما أو بالإكراه ستعود الأرض بإذن الله
    يكفي شعبي ما قاساه يكفي.. يكفي ما عاناه
    يكفي ... يكفي لن ننساه لن ننساه

    كالح : يا رئيس ، لقد تحدثنا بما فيه الكفاية ..

    الرئيس : نعم .. ولكن قل لي إلا تحس من صديقك الطيب صاحب بئر النفط المدعو( نجادي ) ودعنا من خداع النفس وإيهام النفوس .

    كالح : {وخلقناكم درجات } هذا قول الرب .

    الرئيس : لكنك قلت ... أصبحت تحتقر العقل

    كالح : نعم.. نعم إني أحتقره

    الرئيس : وكيف اقتنعت بقول الرب ؟.

    كالح : لقد كان عقلي فيما مضى ...يرفض الاقتناع بهذه الآية .. لكنه الآن مؤمن بها

    الرئيس : ولكن ماذا عن أصدقائك القدماء .. أقصد الماديين منهم .. العلمانيين ، ألا يقتنعون بالآية ، وهل تمكنت من عقولهم الباطنة

    كالح : عقولهم ترفضها .. عقولهم الباطنة ترفضها أيضا لكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .. أنا وحدي من يعرف ذلك .. ولو انك لم تلقي طلبي السابق في حاوية القمامة ، لكنت شرحت .. هات يا ولد افرد هذا الرابط

    ( يوجه حديثه إلى شاب يحمل كومة من رول من القماش مكتوب عليه بلغة غير مفهومة ويفردها وتبدو ليس لها نهاية من طولها ، وينهمك الجميع بقراءة رول القماش ، موسيقى تعبر عن القلق ونسمع بين الجميع همهمة غير مفهومة ).


    ستار نهاية المشهد الأول



    المشهد الثاني

    يضاء المسرح ، ونشاهد ساحة الدير كما نشاهد نفس الشخوص اللذين ظهروا في المشهد الأول ، نشاهد الرئيس، والرهبان وكشه، والطبيب ،وكالح ،والجوقة والمجاميع يقفون جميعا تحت حرارة الشمس مباشرة .


    كالح : عقولهم ألباطنه ترفضها أيضا ولكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .

    الرئيس : كيف ..كيف ..أعتقد أنني لم أفهم ، وهل هناك باطن الباطن .

    كالح : يمكن اصطلاح ذلك

    الرئيس : وهل هم مقتنعون في باطن الباطن .

    كالح : إنهم مؤمنون ...لم أقل مقتنعون

    الرئيس : ولكن كل ما هو خارج الوعي فهو لا وعي (يضحك )

    كالح : لابد أن يوجد ..يجب أن يوجد

    الرئيس : لماذا لا نقول :طبقات اللاوعي

    كالح : لابد هناك اختلاف في الماهيّة بين اللاوعي وتحت اللاوعي

    الرئيس : ولكن هذه فكرة ..قد تضحك الجميع

    كالح : إنهم يضحكون لكنهم مؤمنون

    الرئيس : ما تحت اللاوعي !

    كالح نعم ..ولكن هل انتهيت من الحديث ؟.

    الرئيس : ماذا تعني ؟.

    كالح أعني أننا بانتظار المعجزة

    الجميع : (ليس بصوت واحد ) نريد معجزة ...نريد معجزة ..نريد معجزة .

    الرئيس : (لكالح ) إذن أنت سعيد في حياتك

    كالح : كل السعادة ..ولا ينغص عيشتي وسعادتي سوى الرغبة في رؤية المعجزة

    الرئيس : ( للطبيب ) وهل أنت سعيد في حياتك ؟.

    الطبيب : كل السعادة ... نريد المعجزة

    الرئيس : ( لنجادي الثري ) وهل أنت سعيد

    نجادي : كل السعادة .. نريد المعجزة
    الجميع : نريد المعجزة .... نريد المعجزة

    ( يعود بعض الرهبان يحملون كؤوس اللبن ويقدمون للمتظاهرين )

    الجميع : لا نريد لبنا .......... نريد المعجزة
    لا نريد لبنا ..........نريد المعجزة

    الرئيس : أرجوكم أن تشربوا اللبن أولا

    الجميع : نريد المعجزة .........نريد المعجزة

    الرئيس : أرجوكم اشربوا اللبن .........ثم ...ثم

    الجميع : نريد المعجزة

    الرئيس : اشربوا اللبن أولا .. والمعجزة ثانيا

    الجميع : ( بأصوات غير موحدة ) ..... هل تعدنا ..... هل تعدنا ..........هل تعدنا ؟.

    الرئيس : آ.....آ....... آ..... أعدكم ....أعدكم .... ولكن اشربوا اللبن أولا

    ( ويشرب الجميع اللبن )


    الرئيس : أيها الأصدقاء .. أيها الإخوة ...واضح لي أنكم مهذبون ..وغي غاية التهذيب ، ووجوهكم تنضح بحب الصدق والرغبة في الصدق ..ولكن ..ولكن ..لماذا تبقون هكذا واقفين والطقس حار ، والشمس حادة كما ترون .. ألا تدخلون إلى الداخل ..ألا ندخل، ونتحدث خناك .

    الجميع : ( بأصوات متفرقة ) : لا نريد أن ندخل .. لا نريد أن ندخل ... نريد المعجزة ...نريد المعجزة .

    الرئيس : سنتحدث في الداخل.

    الجميع : لا نريد ... لا نريد ... نريد المعجزة ..نريد المعجزة .

    الرئيس : ( للرهبان ) أحضروا الكراسي للضيوف .احضروا الكراسي .

    الجميع : لا نريد الكراسي .. نريد المعجزة ..نريد المعجزة

    (يهرع الرهبان ويحضرون الكراسي ويصفوها في الخارج ولكن لا أحد يجلس )

    الرئيس : حسنا ... حسنا وما نوع المعجزة التي تريدونها ؟.

    ( الجميع بصوت متفرق )

    الجميع : أي معجزة .. أي معجزة .. ألمهم نريد المعجزة .

    الرئيس : ( للثري نجادي ) ولكن ألا تعلم أنت .. أنت أيها الثري .. ألا تعلم أن كثيرا من المعجزات قام بها الأنبياء ،ولكن لم يؤمن بها الجميع ..مع العلم أنهم جميعا ينظرون ،والجميع يشاهدون .

    نجادي : ولكن بعضهم آمن
    الطبيب : البعض آمن

    الجميع ( بأصوات متفرقة ) البعض آمن ..البعض آمن .

    الرئيس : وإذا أنا قمت بالمعجزة ...هل ستؤمنون جميعا .

    الجميع : نريد المعجزة ... نريد المعجزة ..نريد المعجزة .


    الرئيس : ولكن أجيبوني .

    الجميع : نريد المعجزة نريد المعجزة

    الرئيس : دعوني أتحدث إلى صديقكم الطبيب ..دعوني أرجوكم .

    الجميع : وهل تعدنا بالمعجزة ؟.

    الرئيس : أعدكم ... ولكن .. قل لي أيها الطبيب ... قال لي صديقك هذا ( ويشير إلى كالح ) قال لي بأنه مؤمن

    كالح : إيمان مطلق .

    الرئيس : وهل أنت أيضا مثله مؤمن وإيمانك مطلق ؟.


    الطبيب : لا وجود لأدنى شك في إيماني يا سيدي

    الرئيس : فلماذا المعجزة إذن ؟.

    الطبيب : لقد كان النبي موسى مؤمن إيمانا كاملا ومطلقا ولقد قال للرب : أريد أن يطمئن قلبي ..لقد قالها النبي موسى من قبل لربه ..لقد قالها ..نعم ..نعم .. فال : ليطمئن قلبي .. نريد معجزة لتطمئن قلوبنا .

    الجميع : لكي تطمئن قلوبنا ...لكي تطمئن قلوبنا .

    الرئيس : وهل ستطمئن قلوب الجميع .. عند وقوع المعجزة ؟.

    الطبيب : إن الله يهدي من يشاء

    الرئيس : إنني أعرف هذه الآية جيدا ... لقد سمعت بها ..إن الله يهدي من يشاء .. ولكن الناس قد اختلفوا في تفسيرها كما تعلم أيها الطبيب .

    الطبيب : تفسيرها واضح كالشمس يا سيدي .

    الرئيس : وما تقول أنت ؟.

    الطبيب : هو الذي يهدي .. يهدي من يريد أن يهديه ..ولا علاقة لمشيئة الفرد .. لا علاقة لمشيئة الفرد .

    الرئيس : ولكن كثير من غيرك يريدون غير ذلك

    الطبيب : لأنهم يستعملون عقولهم

    الرئيس : إنك تتحدث كما يتحدث صديقك الكالح ؟.

    الطبيب : عقولهم ترفض تفسيرنا

    الرئيس : وعقولكم .؟

    الطبيب : وعقولنا ترفض تفسيرنا

    الرئيس : لم أعد أستطيع أن أفهم

    الطبيب : إننا مؤمنون ... ولسنا مقتنعين .

    الرئيس : أنت تذكرني بالعبثيين .

    الطبيب كنت أنا واحدا منهم .

    الرئيس : والآن ؟.

    الطبيب : " أو حسبتم إنا خلقناكم عبثا " هكذا قال الرب .

    الرئيس : وهل هذا يقدم الدليل الكافي المقنع .

    الطبيب : ليس الدليل الذي يقنع العقل ..لكنه الدليل الذي يحمل على الإيمان .

    الرئيس : هلا أخبرتني ..لماذا انتحر همنقوي ،ولماذا جُنّ نيتشه

    الطبيب : لأنهما لم يتعلما اللغة العربية ، ولم يتوغلا فيها ، ولم يقرآ القرآن .

    الرئيس : هل تقصد .....

    الطبيب : نعم .. لو قرآ القرآن لما انتحر هذا وجُن ذاك

    الرئيس : تعتقد إذن أن هناك حكمة للرب وقصد لأنه لم يجعلهما يتعلما اللغة العربية .

    الطبيب : بدأت تحتقر العقل يا سيدي

    الرئيس : إنني لا أحتقر العقل بالشكل الذي تراه

    الطبيب : نحن نحتقره يا سيدي

    الرئيس : لو احتقرناه لجهلنا كيف نلبس وكيف نخلع ملابسنا

    الطبيب : قلت نحتقره .. ولم أقل ننفيه .

    الرئيس : لكن قل لي .. ألا تؤمن بضرورة الدعوة إلى الله ... وحض الناس على الإيمان

    الطبيب : هكذا أمرنا الرب في كتابه

    الرئيس : وكيف تقنع الآخرين ..أليس بطريق العقل الذي تقول أنك تحتقره

    الطبيب : الطرق إلى الإيمان لا بد من أن يمر بالعقل ..العقل هو القارب الذي يوصلنا إلى الضفة الأخرى ..حيث نبدأ الرحلة إلى الإيمان ........ نحاول بعقولنا أن نوصلهم إلى بداية الطريق نحو الإيمان ..نحاول يا سيدي أن نتحايل عليهم بعقولنا

    الرئيس : وإذا لم ينطل التحايل

    الطبيب :تكون مشيئة الرب

    الرئيس : إذن فلن يكونوا مؤمنين ..وسوف يعذبهم الرب

    الطبيب : الله يعذب من يشاء

    الرئيس : وهل أنت تعتقد بذلك

    الطبيب : أرفضه عقليا ..لكنني مؤمن به كل الإيمان .

    الرئيس : إذن لا بد أنك مؤمن بالجهاد والفتوحات الإسلامية السابقة ..وفرض الدين بالقوة

    الطبيب : هكذا أمرنا الرب .. وإننا نفعل ما يأمرنا به الرب ..وأن فرض الدين بالقوة أو التحايل على العقول .هي الوسيلة الوحيدة لكي نجعل الناس تقرأ القرآن ..وهي الوسيلة الوحيدة التي لكي نوصل المؤمنين إلى الضفة الأخرى ..والى بداية الطريق نحو الأيمان .... والآن الحديث طال ..أين المعجزة .

    نجادي : نريد المعجزة

    الجميع : أين المعجزة أين المعجزة

    الرئيس : ( يصرخ ) حسنا أيها الناس .. أحضروا أهل البلدة أيضا جميعا ..وسوف أقوم بما تريدون

    الطبيب : بعضهم سوف يسخر منا .. ولن يقبل ولن يصدق

    الرئيس : ولكن لماذا

    الطبيب : {ولو شاء ربك لآمن من الأرض كلهم جميعا} هكذا يقول الرب

    الرئيس : إنني أفهم ذلك إنني أعرف ذلك ..أفهمه... أفهمه .. أفهمه


    الطبيب : نحن لا نفهمه ولكننا مؤمنين به

    الرئيس : ستحدثني ثانية عن العقل

    الطبيب : نعم يا سيدي ..عقولنا ترفض ذلك .. لا تستطيع عقولنا أن تقتنع .. لم نستطع أن نفهم لماذا لم يرد الله أن يؤمن من في الأرض جميعا ..ولو شاء لفعل ..عقولنا ترفض ذلك لكننا مؤمنون

    الرئيس : مؤمنون ...؟ ومتأكدون أنكم مؤمنون ؟؟؟

    الطبيب : نريد المعجزة ..نريد المعجزة

    الجميع : نريد معجزة

    الرئيس : ولكنكم مؤمنون

    الجميع : نريد المعجزة ..نريد المعجزة

    الرئيس : ( يصرخ ) سوف أقوم في المعجزة إذا استطعتم أن تحضروا جميع أهل البلدة

    ( تعلوا الأصوات بشكل متشابك وفوضوي بعض الشيء )

    الجميع : لا نستطيع ..لا نستطيع أن نحضر الجميع . لا نستطيع لا نستطيع

    ( يدخل رجل ويقف خلف المتظاهرين ويجلس على الأرض )
    ( الرئيس يشير بيده إلى رجل في المؤخرة في آخر)

    ( الجميع بصمت مطبق وهم يتحولون بأبصارهم إلى الرجل الذي يجلس على الأرض )

    ( تعتيم جزئي في لحظة دخول الرجل )

    نهاية المشهد الثاني



    طاب المعجزات

    المشهد الثالث


    { يضاء المسرح لنجد الجميع ينظرون إلى الخلف حيث الرجل الجالس على الأرض ، ونلاحظ كالح وهو يدقق النظر حيث ينظرون }

    كالح : أين هو ...؟ أين هذا الرجل الذي تتحدث عنه أيها الرئيس

    الرئيس : ألا تراه ... ذلك الشاب !.

    كالح : نعم إنني أراه ( يحدق قيه )ولكني لا أعرفه ..لم يسبق لي أن رأيته ..(يسأل الطبيب ) هل تعرفه أيها الطبيب ؟.


    الطبيب : لا أظن أنني رأيته من قبل

    كالح : (يسأل أحد الرجال ) وهل تعرفه أنت يا مرزوق .

    مرزوق : لا .. لا أذكر أنني رأيته

    كالح : ( يسأل آخر ) وهل تعرفه أنت يا صخر ؟.

    صخر : لا أعرفه

    الرئيس : ( يتحدث إلى الغريب ) .. ولكن من أنت أيها الغريب ؟.

    الغريب : أنا .. أنا يا سيدي عابر طريق .. إنني من بلدة بعيدة .. ووجهتي هذه البلدة ، عندي بعض الأدوية ..بعض الأعشاب أتجول في كل مكان وأبيعها

    الرئيس : ولماذا جئت إلى هنا ، وجلست .

    الغريب : سألت أحد (الرعيان) هناك ..عن سبب تجمعكم .. أحد الرعيان بالقرب من هنا ..إنه ليس بعيدا ، سألته عن تجمعكم ،فأجابني بأنكم تنتظرون انطفاء الشمس

    الرئيس : انطفاء الشمس .. ومن قال أن الشمس ستنطفئ ؟.

    الغريب : هكذا قال الراعي يا سيدي .

    الرئيس : قال لك الراعي بأننا ننتظر انطفاء الشمس

    الغريب : نعم يا سيدي ..وجئت لكي أتفرج معكم .. سأتفرج كيف ستنطفئ الشمس .

    الرئيس : وأين هو الراعي ..؟ .

    الغريب : لقد غاب عن الأنظار يا سيدي .. بل لقد اختفى ... في الحقيقة لا أدري ..كان هناك .. لكنه اختفى تماما
    لا بد أنه ابتعد .. لقد غاب عن الأنظار يا سيدي

    الرئيس : ( بلهجة فيها بعض السخرية والشك ) ولكن هل سألته متى .. وكيف .. وما هي المدة التي يستغرقها انطفاء الشمس ؟.

    الغريب : كلا يا سيدي ..سألته فقط ..لمَ تجمعَ هؤلاء القوم .. وقد خطر لي يا سيدي أن أريكم بعض الأدوية والأعشاب التي أحملها .. هل أريكم يا سيدي .؟ هل تحبون أن اعرض عليكم ... ما رأيكم دام فضلكم .

    الرئيس : وبماذا أجابك هذا الراعي

    الغريب : قال إنكم بانتظار انطفاء الشمس

    مرزوق : إنه مجنون .. لقد وعدتنا بالمعجزة

    (في الخلف بعض الأصوات )

    أصوات متباعدة : نعم .. نعم .نريد المعجزة ..إنه مجنون

    كالح : ( يحدق في الغريب ..ويقترب منه قليلا ) ولكن قل لي أيها الغريب .. هل تستطيع أن تصف لنا ذلك الراعي

    الغريب : إنه ..إنه .. لا أستطيع أن أتذكر ..لا أستطيع أن أتذكر ..لا أستطيع أيها السيد .. ولكن ألا تريد أن أعرض عليكم بعض.............

    كالح : ( مقاطعا ) هل هو طويل .

    الغريب : في الحقيقة .. إنه ..إنه .. لا أذكر ... لا أذكر

    الرئيس : ( فجأة يصرخ ) إنها المعجزة .. إنها المعجزة ..لا شك أنها المعجزة ( يصلي ) ..لقد استجاب الرب لطلبكم ..لقد استجاب الرب .. لقد استجاب الربّ .... (يحدق في الشمس ) انطفئي إذن أيتها الشمس ..انطفئي إذن .. ماذا تنتظرين .. ( يوجه حديثه إلى المتظاهرين ) أظنكم سوف تؤمنون ..سوف تؤمنون .

    الجميع : قلنا لك أننا مؤمنون

    الرئيس : حسنا سوف تطمئن قلوبكم إذن ..انتظروا انطفاء الشمس .. انتظروا انطفاء الشمس
    ( يلتفت إلى مرزوق ) أنت سيطمئن قلبك أليس كذلك

    مرزوق : لا يا سيدي

    الرئيس : ماذا تعني .. أليس هذه معجزة لو حدثت

    مرزوق : إنك لم تطلبها يا سيدي

    الرئيس : وكيف ستعلل الأمر

    الطبيب : لابد أن ننتظر أولا .. وإذا حدث وانطفأت الشمس .. فربما هناك سبب يقبله العقل

    الرئيس : ها أنت تستعمل عقلك إذن

    الطبيب : قلت لك يا سيدي .. إننا نستعمل عقولنا ما دام الأمر يتعلق بكيف نعيش ..ونرفض عقولنا عندما يتعلق الأمر لماذا نعيش ... وهناك احتمالات أخرى .. الأول أن انطفاء الشمس سبب يفسره العلم .. والثاني ليس هناك سبب يفسره العلم ..وعلينا أن نستنفد الاحتمال الأول أولا .

    الرئيس : ( إلى كالح ) وأنت .

    كالح : سوف يطمئن قلبي لو انطفأت الشمس ، وسوف أقبل وجنتيك ورأسك وعينيك .

    نجادي : وأنا كذلك ..سوف يطمئن قلبي

    صوت : وأنا سوف يطمئن قلبي

    احدهم : إني بانتظار انطفاء الشمس

    الرئيس : يجب أن تحدد موقفك .. هل سيطمئن قلبك .

    المتظاهر : لست أدري ..لست أدري ..ولكن دع الشمس تنطفئ أولا
    ( في هذه اللحظة تزداد إنارة المسرح قوة ،إنارة باهرة ولكن بالتدريج )

    الرئيس : ( للطبيب ) قل لي إذن أيها الطبيب ، ما الذي ستفعله عندما ستنطفئ الشمس ، وقبل أن تجيب فل لي ..كيف تستطيع أن تؤمن بشيء يرفضه عقلك كما تقول .

    الطبيب : لأنه كلام الرب .

    الرئيس : أنا أعرف أنه كلام الرب ّ لكن كيف عرفت أنت .

    الطبيب : عرفته بعقلي .. عرفته أنا عندما قفزت فوق تلك الهوة السحيقة ، التي تتخبط فيها تعقيدات العقول ..قفزت فوق تصادم العقول ..قفزت فوق الهوة التي تتحرك في قاعها جميع الفلسفات التي عرفها التاريخ بكل ما فيها من تعارض وتناقضات .

    الرئيس: حسنا أنك قفزت .. ولكن قل لي كيف عرفت أنك قفزت في الاتجاه الصحيح .. لقد قفزت إلى الضفة الأخرى .. ولكن ما أدراك أنك في الاتجاه المؤدي إلى الحقيقة ، ما دمت لم تستعمل عقلك ، ولم تستعمل تسلسلا عقليا ومنطقيا .

    الطبيب : لقد قال الرب " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ومع ذلك فإنني سوف أتأكد عندما تنطفئ الشمس .

    رئيس الرهبان : ولكن الرب يطلب منا أن نستعمل عقولنا من أجل الوصول إليه والإيمان به .

    الطبيب : إنك لم توقعني في التناقض .. ليس من تناقض .. ولكن دعني أفكر قليلا .. لكن لا ..لا .. لا أريد أن أفكر ..بل لا بد أن ...لا بد من أن أفكر ..لا بد أن أصل أولا إلى الضفة الأخرى ..لا بد أن أعرف كيف أجدف وكيف أحرك القارب ..لا بد أن أصل إلى الصفة الأخرى .. إنك لم توقعني .. يمكنك أن تقول فقط أنك هزمتني عقليا ..نعم .. نعم .. لقد هزمتني عقليا .لكن إيماني لا يزال راسخا .. أريد فقط أ، يطمئن قلبي .

    كالح : سوف تطمئن قلوبنا .. ولن ندخل في هذه التعقيدات .. ولكن لماذا لم تنطفئ الشمس بعد ..لماذا لم تنطفئ بعد .

    الرئيس : ذلك الرعي الذي تحدث عنه الغريب هو روح أحد القديسين ..لا بد أنه روح أحد القديسين ..ولقد أخبر هذا الرجل الساذج المسكين ( ويحاول أن يشير إلى الغريب ، ولم يجده في مكانه ) أين الرجل الغريب ؟ أين هو يا ناس .. أين الرجل الغريب ..أنت كنت إلى جواره أين هو ( يخاطب أحد المتظاهرين ) أين هو ؟

    المتظاهر : لم أره كان أمامي هنا ..لكنه اختفى .

    ( تدور جلبة بين الناس يبحثون عن الغريب لكنهم لم يجدوه )

    احد المتظاهرين : لقد اختفى يا سيدي ..لا أدري كيف ..لكنه اختفى فجأة .

    الرئيس : ( يصرخ ) وهل لا يزال في قلب أحدكم شك .. ألا يزال في قلب أحدكم شك .

    ( لحظة صمت وتعجب من الجميع تظلم الخشبة ويسود الظلام للحظات ونسمع أصوات وجلبة وتساؤلات )

    احدهم: ماذا جرى
    آخر : ماذا حدث
    آخر : يا إخوان ماذا يجري لم أعد أرى شيئا

    ( يضاء المسرح )

    كالح : ما الذي جرى

    الطبيب : ما الذي جرى

    مرزوق : خمس دقائق يا إخوان لم أعد أرى شيئا ، هل تصدق يا أبا صالح .. لقد عم الظلام .. اختفى كل شيء

    آخر : عم الظلام كل شيء من الأرض حتى السماء

    الطبيب : حقا ما لذي جرى

    كالح : ليس مهما .. لا تنسوا ما جئنا من أجله .. ولكن ماذا كنا نقول .

    الرئيس : آه حقا ماذا كنا نقول .. ( متذكرا ) عم كنا نتحدث ... ماذا كنا نقول ..أذكر أننا كنا نتحدث .. ولكن من أنتم .. ولماذا أنتم هنا ..؟ أي خدمة أزجيها لكم أيها القوم

    كالح : فعلا ..فعلا لم اجتمعنا هنا .

    ( ينظرون كل إلى وجوه بعضه البعض باستغراب )

    الطبيب : تذكرت .. جئنا من أجل المعجزة .. وأعتقد أننا كنا ننتظر انطفاء الشمس

    الرئيس : نعم صحيح ..نعم صحيح .. لماذا لم تنطفئ الشمس

    الجميع: لماذا لم تنطفئ الشمس لما ذا لم تنطفئ الشمس

    الرئيس : لماذا لم تنطفئ الشمس ... لماذا لم تنطفئ الشمس .. لماذا لم تنطفئ الشمس

    ( الجميع يرددون نفس العبارة )

    ستار نهاية المسرحية[/frame]
    شيئان في الدنيا
    يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
    وطن حنون
    وامرأة رائعة
    أما بقية المنازاعات الأخرى ،
    فهي من إختصاص الديكة
    (رسول حمزاتوف)
    استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
    ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




    http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149
  • سعيد موسى
    عضو الملتقى
    • 16-05-2007
    • 294

    #2
    [align=center]أغثنا بالمشهد الثالث،،الثالث،،الثالث
    هذه حبكة مسرحية فلسفية عجيبة، كل معنى بليغ يشدك لما بعده من بلاغة البيان
    ليعطينا جزء ملموس بالعين المجردة لمعنى البيان، وفي الثالث اخال نفسي امسك ببيان المعنى.

    أخي العزيز/ يحيى الحباشنة
    رائع بامتياز، مسرحية من واقع المشهد المعاش، يسلط الضوء على لا منطق فلاسفة ترتيل الأيمان السفسطائي المبتذل بتقييد العقل واطلاق البديهات.
    نتابعك بشغف ، يذكرني "بلي صديق فيلسوف بأقوال الحكماء شغوف"ولعلني المس في المسرحية مشاق أبهام المعروف.
    أتابعك بشغف عشقي للمنطق والفلسفة وعلم النفس، ثلاث أضلاع مثلث يشدان اهتمامي منذ نعومة أضفاري.
    أحتراماتي ومودتي[/align]
    [CENTER][B][COLOR=red]=========================================[/COLOR][/B][/CENTER]

    [CENTER][B][SIZE=6][COLOR=darkred]"حيثما تكون الجهالة نعيمًا** من الحماقة ان تكون حكيمًا"[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]



    [CENTER][B][SIZE=5][COLOR=darkgreen]للقلم والبُندُقيّةُ فوهةٌ واحده[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]


    [CENTER][COLOR=teal]****************[/COLOR][/CENTER]


    [CENTER][B][SIZE=5][COLOR=red]من مآثر القول لشهيد القدس و الثوابت / ياسر عرفات[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]
    [CENTER][B][SIZE=5][COLOR=navy](("أن الثورة ليست بندقية ثائر فحسب بل هي معول بيد فلاح و مشرط بيد طبيب وقلم بيد كاتب و ريشة بيد شاعر "))[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]

    [CENTER][B][SIZE=5][COLOR=red]([/COLOR][/SIZE][/B][B][SIZE=4][COLOR=black]أنا فِدائيٌ لا كًَََذِبْ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=4][COLOR=darkolivegreen],,,[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=4][COLOR=black]أنا إبنُ شَعْبٍ مُحْتَسِب[/COLOR][/SIZE][/B][B][SIZE=5][COLOR=red])[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]

    تعليق

    • يحيى الحباشنة
      أديب وكاتب
      • 18-11-2007
      • 1061

      #3
      "طالب المعجزات" مسرحية ( النص الكامل ) يحيى الحباشة

      [frame="11 98"]طالب المعجزات

      النص الكامل

      من أفكار وأشعار شيخي عليه رحمة الله
      المفكر الكبير نبيل عطية


      " طالب المعجزات "
      إهداء، الى حكيم عباس .

      تفتح الستارة على ساحة معبد أو دير ، نشاهد مدخل الرهبان الخاص إلى الداخل ، ونشاهد مجموعة من الرجال يرفعون لا فتات من قماش كتب عليها بخط عريض ( نطالب بمعجزة ) في حين يحمل بعضهم لافتات مطية كثير لا نعرف ماذا تحتوي ، ونشاهد بأيديهم سيوف و ( بلطات ) و (عصي ) و ( جنازير ) ويرتدون ملابس السواد تتبعهم بضع نساء وأطفال ..يحاولون الولوج إلى داخل المعبد ..يستوقفهم احد الرهبان يضع حزاما زهري اللون .

      الراهب : هي.. هي أنت ... قف مكانك .. لا تستطيع الدخول يا سيدي ، هناك المكان المخصص لكم رجاءا .
      كالح : لا يحق لك أن تجبرني على الذهاب هناك ، اعلم أن رئيسك هو الذي أرسلك لتمنعنا من الدخول ... أنا سأتصرف بنفسي ... ( يرفع صوته مناديا ) .. يا صاحب العهد ، يا صاحب المعبد ، أنت يا شعبان ، أنت يا رمضان .. اخرج واجبني اخرج .. ( يلتفت إلى الجوقة ) هيا يا جماعة طالبوه بالمعجزة .

      الجوقة : ( تهمهم ) نريد معجزة .. نريد معجزة . .. أنت اكتب .. نطالب بمعجزة

      ( يتوجه بعض الرهبان يستطلعون الأمر ويتهامسون فيما بينهم بكلام غير مفهوم ، ثم ينطلق احدهم إلى الداخل لحظات ويخرج الرئيس ويتوجه نحو المتظاهرين )

      الرئيس : أهلا وسهلا بالضيوف .. أهلا وسهلا ، ولكن لماذا تقفون هكذا في الخارج ..تفضلوا ..تفضلوا واجلسوا واستريحوا المكان مكانكم .

      كالح : لم نأتِ لكي نجلس .. نعلم أنه مكاننا ولكن لن نجلس ونستريح .

      الرئيس : ولكن هل يصح ذلك ؟

      كشه : لم نأتِ لكي نجلس ( ينظر نحو الجوقة ويغمز)
      الجوقة : تردد الألوف ... تردد الألوف
      لن نغمد السيوف ... لن نغمد السيوف

      وعن غمار الحرب ... لا نعرف العزوف
      خلفك يا حليفنا .. يا قائد الصفوف

      كالح : لا بد أن تعود روابطي بالحرب أو بالسلم أو لا نعرف الوقوف

      روابطي المحذوفة ..فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .

      الجوقة : فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .


      الرئيس : حسنا.. حسنا هل أستطيع أن أعرف ...

      كالح : أظن ياسيدي ، أنكم تجهلون القراءة

      الرئيس : بالطبع ..بالطبع ..إنني لا أجهل القراءة ، ولكن ماذا تريدونني أن اقرأ

      كشه : نحن متأكدون أنك قرأت اللافتة ، ومتأكدون أن أحدهم قد أخبرك بما نريد (يقترب الرئيس من اليافطة ويقرأ بتمعن )

      رئيس الرهبان : ولكنني لم أفهم أيها الأعزاء

      كالح : العبارة واضحة
      كشه : مكتوبة جيدا ، ويمكن أن تقرأ جيدا

      رئيس الرهبان : لا أقصد ..نعم .. نعم .. لا شك أنها مقروءة ، ولكن !!! ولكني لم أفهم ..لا زلت لم أفهم شيئا

      كالح : إننا نطالب بمعجزة .. نحن نطالب بمعجزة

      الرئيس : ( فترة صمت ) إنكم تطالبون بمعجزة

      كالح : نعم يا سيدي ..إننا نطاب بمعجزة

      الرئيس : ولكن ماذا تعني .؟

      كالح : أعني معجزة .. وما دام أن هذا بيت لله ..أريد معجزة .. ولا أحيد عن مطلبي

      الرئيس : ولكن أي نوع من المعجزات .

      كالح : الم تسمع يا سيدي أن المسيح أحيا ميتا ؟

      الرئيس : نعم ..بالطبع .. لقد سمعت

      كالح : ماذا تسمي ذلك ؟

      الرئيس : إنه معجزة بلا شك في ذلك ؟

      كالح : وأنا .أقصد.. ونحن نطالب بمعجزة .. أريد أن تقوموا بمعجزة .. ملا بين المرات قدمت لكم طلبات في هذا الشأن ، وكان رهبانك يخفون ويمزقون طلباتي ، ولا أتراجع حتى تأتينا بمعجزة .

      الجوقة : نريد معجزة ..نريد معجزة
      كشه : نريد معجزة

      الرئيس : أرجوكم الهدوء .. الهدوء أرجوكم .. الهدوء قليلا .. ( يحدق الرئيس بوجه كالح ) ولكن قل لي .. الم نجتمع من قبل ؟

      كالح : نعم لقد اجتمعنا نعم .. لقد زرتكم مرارا وقدمت طلبات لقوموا بمعجزة وطردوني ثم عدت وها أنا أطالب بالمعجزة من جديد .
      الرئيس : آه .. تذكرت .أنت الذي لا تعرف من أنت تذكرت .. أنت الذي يشك في كل شيء ..في كل شيء .. أنت الضائع المتخبط .. الذي لايعرف شيئا ويشك في كل شيء .. ألم تؤمن بعد .ألا زلت تشك في كل شيء .

      كالح : بل إنني مؤمن .. مؤمن كل الإيمان .. وأنا مسلم والحمد لله .

      الرئيس : رائع .. أهنئك من أعماق قلبي .. ولكن ماذا يعني أن تأتي بمظاهرة وتطالبني بالمعجزات ؟

      كالح : قلنا لك ...نطالب بمعجزة

      الرئيس : تطالبونني أنا ؟

      كالح : نعم أنت

      كشه : نعم أنتم

      الجوقة : نعم ..نعم انتم .. انتم
      الرئيس : تطالبوني بأن أصنع معجزة ..ولكن .ولكنكم تعرفون ..إنني لست نبيا .. تعرفون أن الأنبياء فقط ..الأنبياء فقط هم أصحاب المعجزات ..

      كالح : ليس الأنبياء فقط

      كشه : ليس الأنبياء فقط ..

      الجوقة : ليس الأنبياء فقط ... ليس الأنبياء فقط ..نريد معجزة

      الرئيس : الهدوء .. أرجوكم. . حسنا ... حسنا أصغوا إلي .. أصغوا اليّ ( فترة صمت )أنت يا من ليس لك اسم

      أنت ..فل لي .. الم تقل بأنك مؤمن .؟

      كالح : إيمان مطلق

      الرئيس : وهل أنت سعيد في حياتك ؟

      كالح : كل السعادة .. ولا ينغص علي إلا طلباتي التي أخفاها الرهبان .. يجب عزل الرهبان ..

      الجوقة : لا بد من عزل الرهبان .. لا بد من سحب صلاحيات الرهبان

      الرئيس : ألا ينغص عليك غير هذا الأمر .؟ لو أننا قلنا لك هذه طلباتك القديمة هل تكون المعجزة ؟ هل تحل المعجزة ؟

      كالح : أنت من يقوم بالمعجزة

      الرئيس : أنا ؟ وما شأني أنا ؟ مادمت مسلما ومؤمنا لماذا تطالب بالمعجزات ؟

      كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ؟ أنتم علمانيون .. سحرة كفرة .

      الرئيس : ما دمنا كذلك ..لماذا تطالبنا بالمعجزات ؟ .. أنا لست نبيا يا هذا !!

      كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ..

      الرئيس : وما هو الشيء الذي ينغص عليك حياتك .؟

      كالح : المعجزة ..

      الرئيس : حسنا.. حسنا ولكن قل يا .. بالمناسبة ما اسمك ؟

      كالح : ظروفي لا تسمح ذكر الاسم .. لكن نادني بكالح .. فلنقل أنه كالح

      الرئيس : حسنا .. هل لي أن أعرف ..إذا سمحت .. كم هو راتبك الشهري ..؟ كيف تعيش ..؟

      كالح : ( بدا وكأنه يكذب ولا يقول الحقيقة ) ثمانية وعشرون دينارا

      الرئيس : وهل يكفيك راتبك هذا

      كالح : إن صديقي هذا ..." نجادي" .. هو ثري جدا ( يشير إلى كشه ) يملك بئرا من النفط ويدفع زكاة أمواله ويساعدني .
      الرئيس : قلت لي انك مسلم ؟

      كالح : إنني مسلم .. ولكن كلنا مؤمنون ..وانتم علمانيون وشيوعيون .

      الرئيس : أنت مؤمن إذن ، وتعيش على ما يقدمه لك هذا الرجل من زكاة أمواله .

      كالح : أنا أؤمن بالزكاة .

      الرئيس : عندما زرتني في السابق لم تكن مسلما ولا مؤمنا حتى ..

      كالح : كنت استعمل عقلي

      الرئيس : والآن ..؟ ألم تعد تستعمل عقلك ؟

      كالح : إنه الآن مجرد وسيلة فقط ..وسيلة للمشي كما العينين وسيلة للرؤية

      الرئيس : والعقل ؟

      كالح : وسيلة لكي أعرف كيف أعيش ، لكنه ليس وسيلة لكي أعرف لماذا أعيش .

      الرئيس : لكنني أذكر أنك كنت ميالا للفلسفات المادية .

      كالح : كنت ميالا للاقتناع ،وليس للإيمان

      الرئيس : ماذا تعني ؟

      كالح : هذه الفلسفات ، كانت قادرة على إقناع عقلي

      الرئيس : والآن ؟

      كالح : الآن احتقر عقلي واحتقرها

      كشه : نريد معجزة ... نريد معجزة

      الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

      الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم .. أريد أن أحدثكم ..واحدا .. واحدا .. هل توافقون ؟

      كالح : هل تعدنا بالمعجزة ؟

      الرئيس : لنتحدث أولا

      شاعر : ( يلقي قصيدة بصوت عالٍ فيصمت الجميع )

      شيمتنا إرادة الصمود وليس من شيمنا القعود
      واجبنا أن نبذل الجهود واجبنا أن نلغي الحدود

      الجوقة : أن نلغي الحدود .... أن نلغي الحدود

      الشاعر : لا نعرف الهبوط بل طريقنا دوما صعود
      الجوقة: طريقنا دوما صعود .

      الشاعر : وفي غذٍ سوف نزيل من طريقنا السدود

      أحدهم : ( من بين الجمع ولا نراه ..بالعامية المصرية ) يا لا هوي

      الشاعر : ونرفض التأجيل والتسويف والوعود .

      الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم ... أنت ( يختار احد المتظاهرين ) قل لي .. هل أنت سعيد في حياتك ؟ ولا ينغص عليك سوى المعجزة .. هل عندك أطفال ؟

      الشخص : خمسة

      الرئيس : وهل تأكلون الكباب المشويّ ، والدجاج المُحمر المشوي ؟

      الشخص : ( بهدوء ) إننا نأكله يا سيدي

      الرئيس : هل تأكلونه دائما ؟

      الشخص : كل بضعة أشهر يا سيدي والحمد لله .. الذي لا يحمد على مكروه سواه .

      كالح : لكنهم سعداء أيها الرئيس .. ولتعلم وليكن في معلوماتك أيها الرئيس أنهم الوحيدون ... طبعا أنا وأمثالي منهم .. الوحيدون الذين يستمتعون في التذوق .. الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقية للكباب .. أليس كذلك يا شباب ؟!

      الجوقة : من للتحرير من للتحرير

      كالح : بل للتحرير ... شيخ وأمير

      سارا ونسير

      الشعب أسير العيش مرير
      مرُ وعسير مرُ وعسير
      ولأي مصير
      ولم التأخير
      الرب قدير

      آخر : لو تلهم قادتنا التدبير

      آخر : اخرس .. وما شأن القادة في الأمر ..؟ ما نريده هو المعجزة

      كالح : لنعد يا رئيس لحوارنا .. والذي أطالب أن تكون مستمعا وتؤيد كل ما أقوله أنا

      هؤلاء الوحيدون الذين يعرفون اللذة الكاملة للطعام وللكباب المشوي .. إنهم ينتظرونه كل شهر وينقضون عليه انقضاضا .. وينتهون منه دون الشبع ..ويبقون متشوقين إليه .. بانتظار المرة الثانية ..لكني أؤكد لك أنهم الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقة .. وكما تعلم لا فائدة من الطعام إذا لم نتذوق نكهته .. إن صديقي هذا الثري ..يملك بئرا من النفط ... بئرا من النفط وهو يقدم لي الدعم .

      الرئيس : ( إلى آخر ) وأنت ..هل أنت سعيد وكم هو راتبك ؟

      الآخر : أعمل طبيبا في إحدى مديريات الصحة ، وأتقاضى(950 ) دينار تقريبا ، ولكننا لم نأتِ لكي تحقق معنا .. جئنا نطالب بمعجزة .

      كالح : حتى لا يغيب عن مخيلتك الأمر .. إن فرح أطفالهم بأحذيتهم الجديدة .. لا يشبهه أي فرح آخر لأي طفل آخر .. أطفالي وأطفال الطبيب وأطفال صديقي الثري هذا .. لا يفرحون بأحذيتهم كما يفرح أولاد هؤلاء أبدا .

      أبنائي لا يستطيعون السير بحذائهم الجديد أكثر من أيام ، لكن أبنائهم يستهلكون أحذيتهم استهلاكا كاملا حتى يصل الأمر إلا يستطيع السير به ولو خطوة واحدة ..

      الرئيس : وما هي مشاكلهم الحقيقية إذن.

      كالح : ليس عندهم أي مشاكل تذكر .. يصطحبون أطفالهم إلى المراكز الطبية المجانية ، حيث العلاج رخيص الثمن .. وتصرف لهم الأمم المتحدة بعض الطحين والملابس القديمة ، تخيل أنهم يستمتعون بلبسها استمتاعا كبيرا ؟ ، وأخي يقدم لي زكاته .. ونصلح المجاري ونؤمن الكهرباء .. والماء والسلاح ( يقول جملته الأخيرة بصوت عال)

      الجميع : يا رب يا كريم يا رحيم يا رب ارع القائد العظيم
      وأعطه الحكمة يا حكيم وخلص الأقصى من الجحيم
      يا رب أهدنا الصراط المستقيم يا رب خلص أرضنا من كل معتدٍ أثيم
      يا رب خلص أهلنا من كل سفاح لئيم يا رب الأهل ينتظرون القائد الحليم
      فانصره يا الله يا مفرج الهموم يا ناصر المظلوم
      يا رب حرر أرضنا من كل شيطان رجيم

      كالح : لم يبقى إلا المعجزة .. هل فهمت .. ولا نريد الخداع الآن ولا تخفي طلباتنا كما أخفيت طلباتي السابقة
      ( يلتفت إليهم ) ماذا تريدون ؟

      الجميع : نريد معجزة ... نريد معجزة .

      كالح : لا شيء يحتاجونه في بيوتهم لا شيء يحتاج إلى إصلاح هناك من يصلح لهم كل شيء .. أليس كذلك يا شباب ؟

      الجميع : نعم صحيح .. لأنه لم عندنا بيوت ... لم يبقى لنا منازل ... لم يبقى عندنا كروم .

      صوت رخيم من الخلف :
      صبرا أهلي صبر...ا صبرا
      باللين سيرحل أو قسرا
      من أخذ أراضينا غدرا
      من عاث فسادا في المسرى

      سنذيق المحتل المرا
      لو صادر من ارضي شبرا
      القائد أعلنها جهرا
      سيفك عن الأرض الأسرا
      صبرا ..صبرا
      بشرى.. بشرى
      لا حسرة بعد ولا عسرا .

      كالح : نريد معجزة .. نريد معجزة
      الجوقة : نريد معجزة نريد معجزة .. نريد معجزة

      الرئيس : مهلا ..مهلا .. مهلا

      الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

      الرئيس : ( يلتفت إلى النافذة ويطلب من الرهبان ) أحضروا لبنا باردا .. أحضروا لبنا باردا .. لبنا للضيوف

      ( يهرع أحد الرهبان إلى الداخل )

      ( الجميع يبتلعون لعابهم شوقا )

      كالح : لا نريد لبنا .. لا نريد لبنا .. نريد معجزة .. نريد معجزة .

      الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة

      الرئيس : الهدوء .. الهدوء .. لم أنهي حديثي مع هذا الرجل .. لم انهي حديثي معه ... فهمت أنكم تريدون معجزة .

      احد الرهبان : انتظروا إنه لم ينتهي من حديثه .. انتظروا .

      كالح : اخرس أ،ت بالذات أيها الراهب .. أخرس.. أنت من أخفى أوراقي وطلباتي ( أنت يا رئيس ) سيدمرون هذا الدير لو تركت الرهبان يفعلون ما يشاءون .

      الراهب : لدينا نظام وقانون أيها السيد .

      كالح : انتم مجانين ، إنكم تدمرون هذا الدير ورئيسكم يدمره أيضا .. كما أنني سأدمره فوق رؤؤسكم جميعا .. نريد معجزة نريد معجزة

      الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة .

      صوت من الخلف : ملء الأفواه .. ملء الأفواه نصرخ .. نصرخ ملء الأفواه
      ستعود الأرض بإذن الله ستعود الأرض بإذن الله
      إما سلما أو بالإكراه ستعود الأرض بإذن الله
      يكفي شعبي ما قاساه يكفي.. يكفي ما عاناه
      يكفي ... يكفي لن ننساه لن ننساه

      كالح : يا رئيس ، لقد تحدثنا بما فيه الكفاية ..

      الرئيس : نعم .. ولكن قل لي إلا تحس من صديقك الطيب صاحب بئر النفط المدعو( نجادي ) ودعنا من خداع النفس وإيهام النفوس .

      كالح : {وخلقناكم درجات } هذا قول الرب .

      الرئيس : لكنك قلت ... أصبحت تحتقر العقل

      كالح : نعم.. نعم إني أحتقره

      الرئيس : وكيف اقتنعت بقول الرب ؟.

      كالح : لقد كان عقلي فيما مضى ...يرفض الاقتناع بهذه الآية .. لكنه الآن مؤمن بها

      الرئيس : ولكن ماذا عن أصدقائك القدماء .. أقصد الماديين منهم .. العلمانيين ، ألا يقتنعون بالآية ، وهل تمكنت من عقولهم الباطنة

      كالح : عقولهم ترفضها .. عقولهم الباطنة ترفضها أيضا لكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .. أنا وحدي من يعرف ذلك .. ولو انك لم تلقي طلبي السابق في حاوية القمامة ، لكنت شرحت .. هات يا ولد افرد هذا الرابط

      ( يوجه حديثه إلى شاب يحمل كومة من رول من القماش مكتوب عليه بلغة غير مفهومة ويفردها وتبدو ليس لها نهاية من طولها ، وينهمك الجميع بقراءة رول القماش ، موسيقى تعبر عن القلق ونسمع بين الجميع همهمة غير مفهومة ).


      ستار نهاية المشهد الأول



      المشهد الثاني

      يضاء المسرح ، ونشاهد ساحة الدير كما نشاهد نفس الشخوص اللذين ظهروا في المشهد الأول ، نشاهد الرئيس، والرهبان وكشه، والطبيب ،وكالح ،والجوقة والمجاميع يقفون جميعا تحت حرارة الشمس مباشرة .


      كالح : عقولهم ألباطنه ترفضها أيضا ولكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .

      الرئيس : كيف ..كيف ..أعتقد أنني لم أفهم ، وهل هناك باطن الباطن .

      كالح : يمكن اصطلاح ذلك

      الرئيس : وهل هم مقتنعون في باطن الباطن .

      كالح : إنهم مؤمنون ...لم أقل مقتنعون

      الرئيس : ولكن كل ما هو خارج الوعي فهو لا وعي (يضحك )

      كالح : لابد أن يوجد ..يجب أن يوجد

      الرئيس : لماذا لا نقول :طبقات اللاوعي

      كالح : لابد هناك اختلاف في الماهيّة بين اللاوعي وتحت اللاوعي

      الرئيس : ولكن هذه فكرة ..قد تضحك الجميع

      كالح : إنهم يضحكون لكنهم مؤمنون

      الرئيس : ما تحت اللاوعي !

      كالح نعم ..ولكن هل انتهيت من الحديث ؟.

      الرئيس : ماذا تعني ؟.

      كالح أعني أننا بانتظار المعجزة

      الجميع : (ليس بصوت واحد ) نريد معجزة ...نريد معجزة ..نريد معجزة .

      الرئيس : (لكالح ) إذن أنت سعيد في حياتك

      كالح : كل السعادة ..ولا ينغص عيشتي وسعادتي سوى الرغبة في رؤية المعجزة

      الرئيس : ( للطبيب ) وهل أنت سعيد في حياتك ؟.

      الطبيب : كل السعادة ... نريد المعجزة

      الرئيس : ( لنجادي الثري ) وهل أنت سعيد

      نجادي : كل السعادة .. نريد المعجزة
      الجميع : نريد المعجزة .... نريد المعجزة

      ( يعود بعض الرهبان يحملون كؤوس اللبن ويقدمون للمتظاهرين )

      الجميع : لا نريد لبنا .......... نريد المعجزة
      لا نريد لبنا ..........نريد المعجزة

      الرئيس : أرجوكم أن تشربوا اللبن أولا

      الجميع : نريد المعجزة .........نريد المعجزة

      الرئيس : أرجوكم اشربوا اللبن .........ثم ...ثم

      الجميع : نريد المعجزة

      الرئيس : اشربوا اللبن أولا .. والمعجزة ثانيا

      الجميع : ( بأصوات غير موحدة ) ..... هل تعدنا ..... هل تعدنا ..........هل تعدنا ؟.

      الرئيس : آ.....آ....... آ..... أعدكم ....أعدكم .... ولكن اشربوا اللبن أولا

      ( ويشرب الجميع اللبن )


      الرئيس : أيها الأصدقاء .. أيها الإخوة ...واضح لي أنكم مهذبون ..وغي غاية التهذيب ، ووجوهكم تنضح بحب الصدق والرغبة في الصدق ..ولكن ..ولكن ..لماذا تبقون هكذا واقفين والطقس حار ، والشمس حادة كما ترون .. ألا تدخلون إلى الداخل ..ألا ندخل، ونتحدث خناك .

      الجميع : ( بأصوات متفرقة ) : لا نريد أن ندخل .. لا نريد أن ندخل ... نريد المعجزة ...نريد المعجزة .

      الرئيس : سنتحدث في الداخل.

      الجميع : لا نريد ... لا نريد ... نريد المعجزة ..نريد المعجزة .

      الرئيس : ( للرهبان ) أحضروا الكراسي للضيوف .احضروا الكراسي .

      الجميع : لا نريد الكراسي .. نريد المعجزة ..نريد المعجزة

      (يهرع الرهبان ويحضرون الكراسي ويصفوها في الخارج ولكن لا أحد يجلس )

      الرئيس : حسنا ... حسنا وما نوع المعجزة التي تريدونها ؟.

      ( الجميع بصوت متفرق )

      الجميع : أي معجزة .. أي معجزة .. ألمهم نريد المعجزة .

      الرئيس : ( للثري نجادي ) ولكن ألا تعلم أنت .. أنت أيها الثري .. ألا تعلم أن كثيرا من المعجزات قام بها الأنبياء ،ولكن لم يؤمن بها الجميع ..مع العلم أنهم جميعا ينظرون ،والجميع يشاهدون .

      نجادي : ولكن بعضهم آمن
      الطبيب : البعض آمن

      الجميع ( بأصوات متفرقة ) البعض آمن ..البعض آمن .

      الرئيس : وإذا أنا قمت بالمعجزة ...هل ستؤمنون جميعا .

      الجميع : نريد المعجزة ... نريد المعجزة ..نريد المعجزة .


      الرئيس : ولكن أجيبوني .

      الجميع : نريد المعجزة نريد المعجزة

      الرئيس : دعوني أتحدث إلى صديقكم الطبيب ..دعوني أرجوكم .

      الجميع : وهل تعدنا بالمعجزة ؟.

      الرئيس : أعدكم ... ولكن .. قل لي أيها الطبيب ... قال لي صديقك هذا ( ويشير إلى كالح ) قال لي بأنه مؤمن

      كالح : إيمان مطلق .

      الرئيس : وهل أنت أيضا مثله مؤمن وإيمانك مطلق ؟.


      الطبيب : لا وجود لأدنى شك في إيماني يا سيدي

      الرئيس : فلماذا المعجزة إذن ؟.

      الطبيب : لقد كان النبي موسى مؤمن إيمانا كاملا ومطلقا ولقد قال للرب : أريد أن يطمئن قلبي ..لقد قالها النبي موسى من قبل لربه ..لقد قالها ..نعم ..نعم .. فال : ليطمئن قلبي .. نريد معجزة لتطمئن قلوبنا .

      الجميع : لكي تطمئن قلوبنا ...لكي تطمئن قلوبنا .

      الرئيس : وهل ستطمئن قلوب الجميع .. عند وقوع المعجزة ؟.

      الطبيب : إن الله يهدي من يشاء

      الرئيس : إنني أعرف هذه الآية جيدا ... لقد سمعت بها ..إن الله يهدي من يشاء .. ولكن الناس قد اختلفوا في تفسيرها كما تعلم أيها الطبيب .

      الطبيب : تفسيرها واضح كالشمس يا سيدي .

      الرئيس : وما تقول أنت ؟.

      الطبيب : هو الذي يهدي .. يهدي من يريد أن يهديه ..ولا علاقة لمشيئة الفرد .. لا علاقة لمشيئة الفرد .

      الرئيس : ولكن كثير من غيرك يريدون غير ذلك

      الطبيب : لأنهم يستعملون عقولهم

      الرئيس : إنك تتحدث كما يتحدث صديقك الكالح ؟.

      الطبيب : عقولهم ترفض تفسيرنا

      الرئيس : وعقولكم .؟

      الطبيب : وعقولنا ترفض تفسيرنا

      الرئيس : لم أعد أستطيع أن أفهم

      الطبيب : إننا مؤمنون ... ولسنا مقتنعين .

      الرئيس : أنت تذكرني بالعبثيين .

      الطبيب كنت أنا واحدا منهم .

      الرئيس : والآن ؟.

      الطبيب : " أو حسبتم إنا خلقناكم عبثا " هكذا قال الرب .

      الرئيس : وهل هذا يقدم الدليل الكافي المقنع .

      الطبيب : ليس الدليل الذي يقنع العقل ..لكنه الدليل الذي يحمل على الإيمان .

      الرئيس : هلا أخبرتني ..لماذا انتحر همنقوي ،ولماذا جُنّ نيتشه

      الطبيب : لأنهما لم يتعلما اللغة العربية ، ولم يتوغلا فيها ، ولم يقرآ القرآن .

      الرئيس : هل تقصد .....

      الطبيب : نعم .. لو قرآ القرآن لما انتحر هذا وجُن ذاك

      الرئيس : تعتقد إذن أن هناك حكمة للرب وقصد لأنه لم يجعلهما يتعلما اللغة العربية .

      الطبيب : بدأت تحتقر العقل يا سيدي

      الرئيس : إنني لا أحتقر العقل بالشكل الذي تراه

      الطبيب : نحن نحتقره يا سيدي

      الرئيس : لو احتقرناه لجهلنا كيف نلبس وكيف نخلع ملابسنا

      الطبيب : قلت نحتقره .. ولم أقل ننفيه .

      الرئيس : لكن قل لي .. ألا تؤمن بضرورة الدعوة إلى الله ... وحض الناس على الإيمان

      الطبيب : هكذا أمرنا الرب في كتابه

      الرئيس : وكيف تقنع الآخرين ..أليس بطريق العقل الذي تقول أنك تحتقره

      الطبيب : الطرق إلى الإيمان لا بد من أن يمر بالعقل ..العقل هو القارب الذي يوصلنا إلى الضفة الأخرى ..حيث نبدأ الرحلة إلى الإيمان ........ نحاول بعقولنا أن نوصلهم إلى بداية الطريق نحو الإيمان ..نحاول يا سيدي أن نتحايل عليهم بعقولنا

      الرئيس : وإذا لم ينطل التحايل

      الطبيب :تكون مشيئة الرب

      الرئيس : إذن فلن يكونوا مؤمنين ..وسوف يعذبهم الرب

      الطبيب : الله يعذب من يشاء

      الرئيس : وهل أنت تعتقد بذلك

      الطبيب : أرفضه عقليا ..لكنني مؤمن به كل الإيمان .

      الرئيس : إذن لا بد أنك مؤمن بالجهاد والفتوحات الإسلامية السابقة ..وفرض الدين بالقوة

      الطبيب : هكذا أمرنا الرب .. وإننا نفعل ما يأمرنا به الرب ..وأن فرض الدين بالقوة أو التحايل على العقول .هي الوسيلة الوحيدة لكي نجعل الناس تقرأ القرآن ..وهي الوسيلة الوحيدة التي لكي نوصل المؤمنين إلى الضفة الأخرى ..والى بداية الطريق نحو الأيمان .... والآن الحديث طال ..أين المعجزة .

      نجادي : نريد المعجزة

      الجميع : أين المعجزة أين المعجزة

      الرئيس : ( يصرخ ) حسنا أيها الناس .. أحضروا أهل البلدة أيضا جميعا ..وسوف أقوم بما تريدون

      الطبيب : بعضهم سوف يسخر منا .. ولن يقبل ولن يصدق

      الرئيس : ولكن لماذا

      الطبيب : {ولو شاء ربك لآمن من الأرض كلهم جميعا} هكذا يقول الرب

      الرئيس : إنني أفهم ذلك إنني أعرف ذلك ..أفهمه... أفهمه .. أفهمه


      الطبيب : نحن لا نفهمه ولكننا مؤمنين به

      الرئيس : ستحدثني ثانية عن العقل

      الطبيب : نعم يا سيدي ..عقولنا ترفض ذلك .. لا تستطيع عقولنا أن تقتنع .. لم نستطع أن نفهم لماذا لم يرد الله أن يؤمن من في الأرض جميعا ..ولو شاء لفعل ..عقولنا ترفض ذلك لكننا مؤمنون

      الرئيس : مؤمنون ...؟ ومتأكدون أنكم مؤمنون ؟؟؟

      الطبيب : نريد المعجزة ..نريد المعجزة

      الجميع : نريد معجزة

      الرئيس : ولكنكم مؤمنون

      الجميع : نريد المعجزة ..نريد المعجزة

      الرئيس : ( يصرخ ) سوف أقوم في المعجزة إذا استطعتم أن تحضروا جميع أهل البلدة

      ( تعلوا الأصوات بشكل متشابك وفوضوي بعض الشيء )

      الجميع : لا نستطيع ..لا نستطيع أن نحضر الجميع . لا نستطيع لا نستطيع

      ( يدخل رجل ويقف خلف المتظاهرين ويجلس على الأرض )
      ( الرئيس يشير بيده إلى رجل في المؤخرة في آخر)

      ( الجميع بصمت مطبق وهم يتحولون بأبصارهم إلى الرجل الذي يجلس على الأرض )

      ( تعتيم جزئي في لحظة دخول الرجل )

      نهاية المشهد الثاني



      طاب المعجزات

      المشهد الثالث


      { يضاء المسرح لنجد الجميع ينظرون إلى الخلف حيث الرجل الجالس على الأرض ، ونلاحظ كالح وهو يدقق النظر حيث ينظرون }

      كالح : أين هو ...؟ أين هذا الرجل الذي تتحدث عنه أيها الرئيس

      الرئيس : ألا تراه ... ذلك الشاب !.

      كالح : نعم إنني أراه ( يحدق قيه )ولكني لا أعرفه ..لم يسبق لي أن رأيته ..(يسأل الطبيب ) هل تعرفه أيها الطبيب ؟.


      الطبيب : لا أظن أنني رأيته من قبل

      كالح : (يسأل أحد الرجال ) وهل تعرفه أنت يا مرزوق .

      مرزوق : لا .. لا أذكر أنني رأيته

      كالح : ( يسأل آخر ) وهل تعرفه أنت يا صخر ؟.

      صخر : لا أعرفه

      الرئيس : ( يتحدث إلى الغريب ) .. ولكن من أنت أيها الغريب ؟.

      الغريب : أنا .. أنا يا سيدي عابر طريق .. إنني من بلدة بعيدة .. ووجهتي هذه البلدة ، عندي بعض الأدوية ..بعض الأعشاب أتجول في كل مكان وأبيعها

      الرئيس : ولماذا جئت إلى هنا ، وجلست .

      الغريب : سألت أحد (الرعيان) هناك ..عن سبب تجمعكم .. أحد الرعيان بالقرب من هنا ..إنه ليس بعيدا ، سألته عن تجمعكم ،فأجابني بأنكم تنتظرون انطفاء الشمس

      الرئيس : انطفاء الشمس .. ومن قال أن الشمس ستنطفئ ؟.

      الغريب : هكذا قال الراعي يا سيدي .

      الرئيس : قال لك الراعي بأننا ننتظر انطفاء الشمس

      الغريب : نعم يا سيدي ..وجئت لكي أتفرج معكم .. سأتفرج كيف ستنطفئ الشمس .

      الرئيس : وأين هو الراعي ..؟ .

      الغريب : لقد غاب عن الأنظار يا سيدي .. بل لقد اختفى ... في الحقيقة لا أدري ..كان هناك .. لكنه اختفى تماما
      لا بد أنه ابتعد .. لقد غاب عن الأنظار يا سيدي

      الرئيس : ( بلهجة فيها بعض السخرية والشك ) ولكن هل سألته متى .. وكيف .. وما هي المدة التي يستغرقها انطفاء الشمس ؟.

      الغريب : كلا يا سيدي ..سألته فقط ..لمَ تجمعَ هؤلاء القوم .. وقد خطر لي يا سيدي أن أريكم بعض الأدوية والأعشاب التي أحملها .. هل أريكم يا سيدي .؟ هل تحبون أن اعرض عليكم ... ما رأيكم دام فضلكم .

      الرئيس : وبماذا أجابك هذا الراعي

      الغريب : قال إنكم بانتظار انطفاء الشمس

      مرزوق : إنه مجنون .. لقد وعدتنا بالمعجزة

      (في الخلف بعض الأصوات )

      أصوات متباعدة : نعم .. نعم .نريد المعجزة ..إنه مجنون

      كالح : ( يحدق في الغريب ..ويقترب منه قليلا ) ولكن قل لي أيها الغريب .. هل تستطيع أن تصف لنا ذلك الراعي

      الغريب : إنه ..إنه .. لا أستطيع أن أتذكر ..لا أستطيع أن أتذكر ..لا أستطيع أيها السيد .. ولكن ألا تريد أن أعرض عليكم بعض.............

      كالح : ( مقاطعا ) هل هو طويل .

      الغريب : في الحقيقة .. إنه ..إنه .. لا أذكر ... لا أذكر

      الرئيس : ( فجأة يصرخ ) إنها المعجزة .. إنها المعجزة ..لا شك أنها المعجزة ( يصلي ) ..لقد استجاب الرب لطلبكم ..لقد استجاب الرب .. لقد استجاب الربّ .... (يحدق في الشمس ) انطفئي إذن أيتها الشمس ..انطفئي إذن .. ماذا تنتظرين .. ( يوجه حديثه إلى المتظاهرين ) أظنكم سوف تؤمنون ..سوف تؤمنون .

      الجميع : قلنا لك أننا مؤمنون

      الرئيس : حسنا سوف تطمئن قلوبكم إذن ..انتظروا انطفاء الشمس .. انتظروا انطفاء الشمس
      ( يلتفت إلى مرزوق ) أنت سيطمئن قلبك أليس كذلك

      مرزوق : لا يا سيدي

      الرئيس : ماذا تعني .. أليس هذه معجزة لو حدثت

      مرزوق : إنك لم تطلبها يا سيدي

      الرئيس : وكيف ستعلل الأمر

      الطبيب : لابد أن ننتظر أولا .. وإذا حدث وانطفأت الشمس .. فربما هناك سبب يقبله العقل

      الرئيس : ها أنت تستعمل عقلك إذن

      الطبيب : قلت لك يا سيدي .. إننا نستعمل عقولنا ما دام الأمر يتعلق بكيف نعيش ..ونرفض عقولنا عندما يتعلق الأمر لماذا نعيش ... وهناك احتمالات أخرى .. الأول أن انطفاء الشمس سبب يفسره العلم .. والثاني ليس هناك سبب يفسره العلم ..وعلينا أن نستنفد الاحتمال الأول أولا .

      الرئيس : ( إلى كالح ) وأنت .

      كالح : سوف يطمئن قلبي لو انطفأت الشمس ، وسوف أقبل وجنتيك ورأسك وعينيك .

      نجادي : وأنا كذلك ..سوف يطمئن قلبي

      صوت : وأنا سوف يطمئن قلبي

      احدهم : إني بانتظار انطفاء الشمس

      الرئيس : يجب أن تحدد موقفك .. هل سيطمئن قلبك .

      المتظاهر : لست أدري ..لست أدري ..ولكن دع الشمس تنطفئ أولا
      ( في هذه اللحظة تزداد إنارة المسرح قوة ،إنارة باهرة ولكن بالتدريج )

      الرئيس : ( للطبيب ) قل لي إذن أيها الطبيب ، ما الذي ستفعله عندما ستنطفئ الشمس ، وقبل أن تجيب فل لي ..كيف تستطيع أن تؤمن بشيء يرفضه عقلك كما تقول .

      الطبيب : لأنه كلام الرب .

      الرئيس : أنا أعرف أنه كلام الرب ّ لكن كيف عرفت أنت .

      الطبيب : عرفته بعقلي .. عرفته أنا عندما قفزت فوق تلك الهوة السحيقة ، التي تتخبط فيها تعقيدات العقول ..قفزت فوق تصادم العقول ..قفزت فوق الهوة التي تتحرك في قاعها جميع الفلسفات التي عرفها التاريخ بكل ما فيها من تعارض وتناقضات .

      الرئيس: حسنا أنك قفزت .. ولكن قل لي كيف عرفت أنك قفزت في الاتجاه الصحيح .. لقد قفزت إلى الضفة الأخرى .. ولكن ما أدراك أنك في الاتجاه المؤدي إلى الحقيقة ، ما دمت لم تستعمل عقلك ، ولم تستعمل تسلسلا عقليا ومنطقيا .

      الطبيب : لقد قال الرب " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ومع ذلك فإنني سوف أتأكد عندما تنطفئ الشمس .

      رئيس الرهبان : ولكن الرب يطلب منا أن نستعمل عقولنا من أجل الوصول إليه والإيمان به .

      الطبيب : إنك لم توقعني في التناقض .. ليس من تناقض .. ولكن دعني أفكر قليلا .. لكن لا ..لا .. لا أريد أن أفكر ..بل لا بد أن ...لا بد من أن أفكر ..لا بد أن أصل أولا إلى الضفة الأخرى ..لا بد أن أعرف كيف أجدف وكيف أحرك القارب ..لا بد أن أصل إلى الصفة الأخرى .. إنك لم توقعني .. يمكنك أن تقول فقط أنك هزمتني عقليا ..نعم .. نعم .. لقد هزمتني عقليا .لكن إيماني لا يزال راسخا .. أريد فقط أ، يطمئن قلبي .

      كالح : سوف تطمئن قلوبنا .. ولن ندخل في هذه التعقيدات .. ولكن لماذا لم تنطفئ الشمس بعد ..لماذا لم تنطفئ بعد .

      الرئيس : ذلك الرعي الذي تحدث عنه الغريب هو روح أحد القديسين ..لا بد أنه روح أحد القديسين ..ولقد أخبر هذا الرجل الساذج المسكين ( ويحاول أن يشير إلى الغريب ، ولم يجده في مكانه ) أين الرجل الغريب ؟ أين هو يا ناس .. أين الرجل الغريب ..أنت كنت إلى جواره أين هو ( يخاطب أحد المتظاهرين ) أين هو ؟

      المتظاهر : لم أره كان أمامي هنا ..لكنه اختفى .

      ( تدور جلبة بين الناس يبحثون عن الغريب لكنهم لم يجدوه )

      احد المتظاهرين : لقد اختفى يا سيدي ..لا أدري كيف ..لكنه اختفى فجأة .

      الرئيس : ( يصرخ ) وهل لا يزال في قلب أحدكم شك .. ألا يزال في قلب أحدكم شك .

      ( لحظة صمت وتعجب من الجميع تظلم الخشبة ويسود الظلام للحظات ونسمع أصوات وجلبة وتساؤلات )

      احدهم: ماذا جرى
      آخر : ماذا حدث
      آخر : يا إخوان ماذا يجري لم أعد أرى شيئا

      ( يضاء المسرح )

      كالح : ما الذي جرى

      الطبيب : ما الذي جرى

      مرزوق : خمس دقائق يا إخوان لم أعد أرى شيئا ، هل تصدق يا أبا صالح .. لقد عم الظلام .. اختفى كل شيء

      آخر : عم الظلام كل شيء من الأرض حتى السماء

      الطبيب : حقا ما لذي جرى

      كالح : ليس مهما .. لا تنسوا ما جئنا من أجله .. ولكن ماذا كنا نقول .

      الرئيس : آه حقا ماذا كنا نقول .. ( متذكرا ) عم كنا نتحدث ... ماذا كنا نقول ..أذكر أننا كنا نتحدث .. ولكن من أنتم .. ولماذا أنتم هنا ..؟ أي خدمة أزجيها لكم أيها القوم

      كالح : فعلا ..فعلا لم اجتمعنا هنا .

      ( ينظرون كل إلى وجوه بعضه البعض باستغراب )

      الطبيب : تذكرت .. جئنا من أجل المعجزة .. وأعتقد أننا كنا ننتظر انطفاء الشمس

      الرئيس : نعم صحيح ..نعم صحيح .. لماذا لم تنطفئ الشمس

      الجميع: لماذا لم تنطفئ الشمس لما ذا لم تنطفئ الشمس

      الرئيس : لماذا لم تنطفئ الشمس ... لماذا لم تنطفئ الشمس .. لماذا لم تنطفئ الشمس

      ( الجميع يرددون نفس العبارة )

      ستار نهاية المسرحية[/frame]
      شيئان في الدنيا
      يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
      وطن حنون
      وامرأة رائعة
      أما بقية المنازاعات الأخرى ،
      فهي من إختصاص الديكة
      (رسول حمزاتوف)
      استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
      ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

      تعليق

      • يحيى الحباشنة
        أديب وكاتب
        • 18-11-2007
        • 1061

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سعيد موسى مشاهدة المشاركة
        [align=center]أغثنا بالمشهد الثالث،،الثالث،،الثالث
        هذه حبكة مسرحية فلسفية عجيبة، كل معنى بليغ يشدك لما بعده من بلاغة البيان
        ليعطينا جزء ملموس بالعين المجردة لمعنى البيان، وفي الثالث اخال نفسي امسك ببيان المعنى.

        أخي العزيز/ يحيى الحباشنة
        رائع بامتياز، مسرحية من واقع المشهد المعاش، يسلط الضوء على لا منطق فلاسفة ترتيل الأيمان السفسطائي المبتذل بتقييد العقل واطلاق البديهات.
        نتابعك بشغف ، يذكرني "بلي صديق فيلسوف بأقوال الحكماء شغوف"ولعلني المس في المسرحية مشاق أبهام المعروف.
        أتابعك بشغف عشقي للمنطق والفلسفة وعلم النفس، ثلاث أضلاع مثلث يشدان اهتمامي منذ نعومة أضفاري.
        أحتراماتي ومودتي[/align]

        [frame="1 98"]
        أخي العزيز سعيد موسى

        أشكرك على اهتمامك الكبير ، وأشكرك على بصمتك الندية
        وها أنا ألبي استغاثتك وأتم المشهد الأخير وأقدم العمل كاملا على هذا الرابط
        متمنيا لك وقتا ممتعا ومثمرا .
        على هذا الرابط النص الكامل


        دمت بخير [/frame]
        شيئان في الدنيا
        يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
        وطن حنون
        وامرأة رائعة
        أما بقية المنازاعات الأخرى ،
        فهي من إختصاص الديكة
        (رسول حمزاتوف)
        استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
        ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

        تعليق

        • حكيم عباس
          أديب وكاتب
          • 23-07-2009
          • 1040

          #5
          الاستاذ الفنّان يحيى حباشنة
          تحيّاتي
          دخلت أتهيّأ للضحك و "الفرفشة" ... اسدلت الستارة و خرجت مهموما أكاد ابكي ..
          هذا بإختصار شديد ما فعلته بي .. لا أقوى الآن على الكتابة و لي عودة بعد أن أتأكد من أن "طالح" و "استاذه / الطّبيب" لم يطفئوا الشمس بعد..
          لك كلّ التّقدير و الإحترام.. حتما سأعود هنا

          حكيم

          تعليق

          • يحيى الحباشنة
            أديب وكاتب
            • 18-11-2007
            • 1061

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
            الاستاذ الفنّان يحيى حباشنة
            تحيّاتي
            دخلت أتهيّأ للضحك و "الفرفشة" ... اسدلت الستارة و خرجت مهموما أكاد ابكي ..
            هذا بإختصار شديد ما فعلته بي .. لا أقوى الآن على الكتابة و لي عودة بعد أن أتأكد من أن "طالح" و "استاذه / الطّبيب" لم يطفئوا الشمس بعد..
            لك كلّ التّقدير و الإحترام.. حتما سأعود هنا

            حكيم
            العزيز حكيم عباس

            أشكرك على مرورك ، وأرجو ألا أكون قد خيبت أملك ، فالملهاة تكون في معظمها مغرقة في الألم، رغم الشكل الذي يبدو كوميديا ،وكذلك المواقف الكوميدية ، وكما تعلم أخي حكيم أن المسرح هو خير دافع إلى تطور الفكر البشري اهتدت إليه عبقرية الإنسان .
            وإذا نظرنا مجازا إلى دولنا العربية ، عبر الشاشة الصغيرة ، نتخيل أننا سنشاهد مدنا تحترق ، لكنها هي مدن وعواصم محترقة فعلا .

            ما أحوجنا إلى فكر يقود هذه الأمة ، وما نشاهده هنا أو هناك ، ما هو إلا انعكاس لهذا الواقع العربي .

            لك كل الخبر والمحبة والاحترام
            شيئان في الدنيا
            يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
            وطن حنون
            وامرأة رائعة
            أما بقية المنازاعات الأخرى ،
            فهي من إختصاص الديكة
            (رسول حمزاتوف)
            استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
            ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

            تعليق

            • محمد سليم
              سـ(كاتب)ـاخر
              • 19-05-2007
              • 2775

              #7
              [mark=#33FF00]أخي العزيز يحي,, [/mark]
              مسرحية محملة بأفكار فلسفية ....
              تُلخص ذلك الصراع الأبدي بين الإيمان والكفر ...
              ذلك الصراع بين العقل وحساباته الراهنة والإيمان وقناعاته الغيبية ..............و...............
              لا أشُك في أن العقل البشري يتطور ويستوعب ما لم يستوعبه من قبل .....وبالتالي أصبح وجود أله خالق للكون أمر بديهي لم يعد يرهق العقل " الراهن "..كما وأن مُغريات الحياة وتشابك المطامح والمصالح الدنيوية قد أخذت الإنسان بعيد عن التفكير فى " متطلبات الإله من عباده المؤمنين "..... فبات الكثير( كل العقلاء ) منا يُقر بوجود أله خالق ومع هذا لا يريد ولا يرغب في الانصياع والعبادة لأوامر الإله !!...ولذا هرب من فيه نزعة دينية فطرية الى " أي دين " الدين فأنحرف الإنسان و" نتف ريش عقيدته الدينية " لدرجة أصبحت العقائد الاأسلامية عبارة عن مواعظ للتسلية وخزعبلات يرفضها العقل !!!!!!.......
              ..........و........لكن المصيبة أن بني البشر يريدون المعجزة حاضرة راهنة واقعة أمام ناظريهم ..وبالتالي يريدون المعجزة فى كل دقيقة وثانية من الزمن ...وهذا محال لا يقبله عقل ؟؟؟؟.............و......
              عندما أكتمل العقل البشري فكان ولا بد أن ينقطع الوحي وينتهي زمن المعجزات كما كان قديما ......فكان ظهور النبي محمد ( ص) بالقرآن ليكون هو المعجزة ..................
              وتحيتي أيها القدير الكاتب والمعد والمخرج المسرحي .....أشكرك إذ استمتعت بجو المسرحية ......كما أعجبتُ بفكرة وجود كورس ...وأيضا بتكرار تعبير نريد المعجزة ....وغيرة من تيمات جعلت من هذا العمل مشوقا بدرجة كبيرة ..........وأخيرا تقبل تحيتي وتقديري لفنكم الراق .................شكرا .
              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

              تعليق

              • حكيم عباس
                أديب وكاتب
                • 23-07-2009
                • 1040

                #8
                [align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]

                قلت أنّني سأعود و ها أنا عدت

                الفنون ..؟؟ و ما أدراك ما الفنون..

                كلّها .. التي اعترف بها الإغريق كفنون جميلة و التي لم يعترفوا بها .. كلّها بعد كلّ التّعديلات ، هي حالات وجدانية بنكهة ذاتيّة الفنّان الخالصة ، يتفنّن فيها الفنّانُ لشدّنا نُجنّح معه في عالم خياليّ من صنعه ، حين نشرف على الوصول أو نصل فعلا (يعني نندمج أو نوشك على الإندماج ) ، يكشف لنا عن عورته (أقصد ما يوازي العورة التي نعرفها و لكن بمفهوم آخر و هي آلام روحه الخاصّة به ) فآلام الرّوح عند الفنّان عورة ، على عكس ما تراكم في أذهاننا و تشوّه من مفاهيم عن العورة ، فهو يعتز بعورته و يقدّسها ، يعرضها مزوّقة بعدد لا متناهيا من الفساتين (كعارض أزياء راقي - سينييه) بعدد لا متناهيا من الألوان ، نستمتع في الخيال بما نسمّيه شعورا بالجمال ، " الجمال " الذي اختلفنا على ماهيته منذ أفلاطون حتى الآن ، و لا أخالنا سنتّفق يوما ، طالما نحن نخضع في تركيبتنا البيولوجية لقانون الإحتمالات الرّياضي ، الذي لا تتكرّر به الإحتمالات ، و تتّخذه الجينات ناموسا تورّثنا بموجبه صفات لا تتكرّر عند إثنين (كما بصمة الإبهام) ، لذلك ، سيظلّ الخيال أوسع من الكون بوسعه ، و الألم أوسع من الخيال ، و الجمال أوسع من الألم .. لاحظ دوائر تُفتح على بعضها البعض ، من الدائرة الواسعة إلى الأوسع فالأوسع ، أصغر هذه الدّوائر الكون .. فما بالك باكبرها !!!

                إلاّ المسرح .. إلاّ المسرح ، فهو يقطع بسكينه من لحم الحياة الحي ، ويقطع به من لحمنا الحيّ قطعا أخرى ، و من روحنا قطعا أخرى ، يمزجها بدمنا ، و يضعها أمام أعيننا على خشبة المسرح ، يأرجحها بين الضّوء و الظّل ، ليجبرنا على إبقاء أعيننا مفتوحة ، بكل بساطة ، يستدعى كلّ الدّوائر (الكون و الخيال و الألم و الجمال) و يضعها أمامنا ، فإن لاحظت ، هو مشوار عكسيّ للفنّان ، ليس من الواقع للخيال فالجمال كما في كلّ الفنّون ، بل من الخيال للواقع فالفكر .

                المسرح يُخيف ، يجعلنا نرتعش ، نهرب ، نتمنى أن نغمض أعيننا و لكنّنا لا نستطيع ، لأنّه تحدي الفنان لحواسنا الخمس التي على أساسها قسّمنا الوعي (حسّي أي مادي و لا حسي) ، يتحدى حواسنا إلى درجة أنّ شعورا يجتاحنا على شكلّ أمنية هكذا : ليتها لم تكن ... ليتنا بدونها !!!.
                لماذا لا نستطيع أن نغمض أعيننا و انتهى العناء؟؟
                لأن المسرحيُّ الفنّانُ يجعلنا نسمع بأمّ أذنينا كيف تحوّل لحمنا و قطع روحنا و الحياة معا إلى جمر احمر متوهّج ، يَسْكُبُ فوقه الماء فيطشطش ، نسمع هذه الطشطشة ، فتُمتح من جذورها أرواحنا ، و يهبّ العقل ليتدبّر الأمر...

                هذا هو المطلوب ، أن يهبّ العقل في لحظة تصمّ آذننا الطشطشة ، التي كأنّها تصدر من لحمنا المتوهّج جمرا ، يهبّ مستخدما كلّ طاقاته لينقذ هذا الكيان الضعيف المسكين الذي اسمه "حياة " ، أو روح إن شئت ، نسمعها تحبو في طبول القلب على الدّوام (طُب.. طُب .. طُب.. )

                فالصورة طشطشة و طُبْ .. طُب.. طُبْ ، و " الطُّب " هذا ، يتصارع فيقطع النّفس ، يهرع العقل عاقلا، يدرك في وعيه ما يجري و لا يقول لنا ، و لا يجعلنا نعرف خوفا علينا من السّر ،
                ما السرّ و أين هو ؟؟
                أعتقد أنّه هنا في الشراكة بين الفيزياء و الكيمياء التي اصبحت تحمل اسم بيولوجيا ، التي ما هي إلا قدحة "سويتش" ، كالتي تسمعها عندما تُدير مفتاح سيارتك ، و تحرص بعدها أن تجعل موتورها "يُقرقع" كي تطمئن على سلامتها ، فتُبقى رجلك فوق البنزين ، كي تظلّ تسمع "قرقعة" الموتور / أوالحياة سيّان ...، لتطمئن أنّك ما زلت قائد سيارتك ، أو ما زالت البيولوجيا تعمل كشاركة فيزيو- كيميائية ... سيّان.

                يهرع العقل كي يُبقي رجله على البنزين ، و إلا انطفأ الموتور و انفضّت الشراكة بين الفيزياء و الكيمياء و اختفت البيولوجيا كالشّبح ..
                مأساة في وهنها !! مأساة في سُخفها !! مأساة في بساطتها ..!! مأساة لا تصدّق لشدّة تفاهتها ..!! فنهرع نبحث عن "الرّقي" و "التّأويل الفوقي" و الـ "ما فوق السخافة" و الـ "ما فوق البساطة" و الـ ما فوق العقل " الذي يحجب السرّ فنتمرّد عليه لنلغيه. نشخص بأبصارنا نحو السّماء نعدّ النّجوم فتصرخ يا يحيى : يا أيها الثور المعلق في سمائك !! فتجعلني أهتف كما الجوقةُ خلفك : يا ايها الثور المعلّق في سمانا !! (الثور مجموعة نجوم تشكّل البرج المعروف ، أتعرفها يا يحيى؟؟!!)

                لذلك ازدهر المسرح الإغريقيّ و كان هو الذي ينفخ في "قفى" الفلسفة ، و ازدهرت بالذّات الترجيديا ، المُحرّض و المستنفر الأعظم للعقل.

                ملاحظة في غاية الأهميّة ، الجمر المتوهج يُطشطش إن سكبت الماء فوقه ، و ان رششت الملح فوقه ، أو حتى إن بُلت عليه ، فهل لنا أن نميّز بين طشطشة و طشطشة؟؟!!

                ما أخافني و جعلني أخرج مهموما على وشك البكاء ، لأنّك أصطدت المسرح في لبّ مفهومه ، بل في لبّ مفهومي له .. اصطدته و حولتنا جميعا لجمرات تتوهج ، ثمّ أدخلت علينا "الطالح" أو "الكالح" و "أستاذه" الطّبل المتعجرف ، ليبولا فوقها ، فخنقتني الطشطشة يا يحيى ... خنقتني لأنّها حقيقيّة إلى درجة انني شممت الرّائحة النتنة ...

                أسدلت الستارة قبل أن أعرف إن كانت الشمس قد انطفأت أم لا..؟ و هل بقي جمر على المسرح أم لا؟ هل موتور السيارة مازال "يُقرقع" ؟ أم أن العقل أخطأ بوضع رجله على دعسة البنزين..؟

                كانت الأمور خطرة و متشابكة و واقع حالنا غارق في بول "الكالح" و "أستاذه" ، و أنت كنت عنيفا بمأساويّتك و واقعيّتك و إمساكك بعنق المسرح كيف افهمه أنا..

                خرجت و البنزين يتقطّع إمداده عن الموتور ، فكأنّني "أناتِعُ" مُناتعة و قدمُ العقل "تمزُطُ" عن دعسة البنزين فأرُدها لـ "تمزُطُ " ثانية و هكذا..

                هرعتُ أبحث عن قصيدة نثريّة قديمة ، كنت أصرخ فيها بيحيى النّبي (لست أنت و لم أكن أعرف أنّك موجود في هذا الكون رغم التّشابه) زاد جنوني حين اكتشفت و كأنّني أحدّثك ، أيعقل هذا و أنا قد كتبتها منذ أكثر من سبعة عشر عاما؟؟!!

                أنظر لهذا المقطع :

                إن جاءَ يحيى يحملُ الغيماتِ
                هابطاً فوقَ التَّيَبُّسِ
                قبلَ التَّلَفُّظِ
                في آخرِ الشَّهقاتِ
                نهاياتِ النّفّسْ
                هبَّتْ..
                و اشرأبّت أعناقُها
                جامحاتٌ هذه الهضابْ
                صابراتٌ..
                يقتحمنَ الدّهرَ إن مرَّ السّحابْ
                أو هطلَ المطرْ
                تبقّعتْ..
                و ترصّعت أجسادُهنَّ
                فمُرها أيا يحيى
                تُخلي سبيلكَ
                فتستلُّ من تلظّيها رهوَ ضوْءٍ هاربٍ..
                أو قمرْ

                أنظر لهذا :

                يحيى....؟!
                تمرّغَ كالكنائِسِ في اتّساعاتِ الفضا
                أجراساً تُعانقُ فقرَنا
                ترتدُّ عن ذاكَ المدى
                جُرحاً يُدَغْدِغُ حقلَنا
                مخْلِباً في العُنقِ حفّزَهُ الصَّدى

                أنظر لهذا :

                يَرُشُّ لحمَنا بالماءِ يحيى
                يُعَمِّدُنا..
                أرواحُنا أكاليلُ الزَّنابِقِ
                و الزَّنْبَقُ المِلحاحُ قد تلوّنَ بالطُّقوسِ
                انْحنى..
                ثمَّ اختَنَقْ


                المُختنق
                حكيم
                [/align][/cell][/table1][/align]

                تعليق

                • يحيى الحباشنة
                  أديب وكاتب
                  • 18-11-2007
                  • 1061

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
                  [mark=#33FF00]أخي العزيز يحي,, [/mark]
                  مسرحية محملة بأفكار فلسفية ....
                  تُلخص ذلك الصراع الأبدي بين الإيمان والكفر ...
                  ذلك الصراع بين العقل وحساباته الراهنة والإيمان وقناعاته الغيبية ..............و...............
                  لا أشُك في أن العقل البشري يتطور ويستوعب ما لم يستوعبه من قبل .....وبالتالي أصبح وجود أله خالق للكون أمر بديهي لم يعد يرهق العقل " الراهن "..كما وأن مُغريات الحياة وتشابك المطامح والمصالح الدنيوية قد أخذت الإنسان بعيد عن التفكير فى " متطلبات الإله من عباده المؤمنين "..... فبات الكثير( كل العقلاء ) منا يُقر بوجود أله خالق ومع هذا لا يريد ولا يرغب في الانصياع والعبادة لأوامر الإله !!...ولذا هرب من فيه نزعة دينية فطرية الى " أي دين " الدين فأنحرف الإنسان و" نتف ريش عقيدته الدينية " لدرجة أصبحت العقائد الاأسلامية عبارة عن مواعظ للتسلية وخزعبلات يرفضها العقل !!!!!!.................و........لكن المصيبة أن بني البشر يريدون المعجزة حاضرة راهنة واقعة أمام ناظريهم ..وبالتالي يريدون المعجزة فى كل دقيقة وثانية من الزمن ...وهذا محال لا يقبله عقل ؟؟؟؟.............و......
                  عندما أكتمل العقل البشري فكان ولا بد أن ينقطع الوحي وينتهي زمن المعجزات كما كان قديما ......فكان ظهور النبي محمد ( ص) بالقرآن ليكون هو المعجزة ..................
                  وتحيتي أيها القدير الكاتب والمعد والمخرج المسرحي .....أشكرك إذ استمتعت بجو المسرحية ......كما أعجبتُ بفكرة وجود كورس ...وأيضا بتكرار تعبير نريد المعجزة ....وغيرة من تيمات جعلت من هذا العمل مشوقا بدرجة كبيرة ..........وأخيرا تقبل تحيتي وتقديري لفنكم الراق .................شكرا .

                  [frame="1 98"]
                  أخي الحبيب محمد سليم

                  أنت دائما تهجم كصقر جارح ، وتحط على مواطن الألم التي تخنقنا ، والتي هي سبب عللنا ، دائما بديهتك حاضرة ، كاسرة ، تنشب مخالبها وتحط على موطن الداء .. هذا ما يحصل تماما !!

                  لك كل الاحترام والمحبة والتقدير .[/frame]
                  شيئان في الدنيا
                  يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                  وطن حنون
                  وامرأة رائعة
                  أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                  فهي من إختصاص الديكة
                  (رسول حمزاتوف)
                  استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                  ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                  تعليق

                  • يحيى الحباشنة
                    أديب وكاتب
                    • 18-11-2007
                    • 1061

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
                    [align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]

                    قلت أنّني سأعود و ها أنا عدت

                    الفنون ..؟؟ و ما أدراك ما الفنون..

                    كلّها .. التي اعترف بها الإغريق كفنون جميلة و التي لم يعترفوا بها .. كلّها بعد كلّ التّعديلات ، هي حالات وجدانية بنكهة ذاتيّة الفنّان الخالصة ، يتفنّن فيها الفنّانُ لشدّنا نُجنّح معه في عالم خياليّ من صنعه ، حين نشرف على الوصول أو نصل فعلا (يعني نندمج أو نوشك على الإندماج ) ، يكشف لنا عن عورته (أقصد ما يوازي العورة التي نعرفها و لكن بمفهوم آخر و هي آلام روحه الخاصّة به ) فآلام الرّوح عند الفنّان عورة ، على عكس ما تراكم في أذهاننا و تشوّه من مفاهيم عن العورة ، فهو يعتز بعورته و يقدّسها ، يعرضها مزوّقة بعدد لا متناهيا من الفساتين (كعارض أزياء راقي - سينييه) بعدد لا متناهيا من الألوان ، نستمتع في الخيال بما نسمّيه شعورا بالجمال ، " الجمال " الذي اختلفنا على ماهيته منذ أفلاطون حتى الآن ، و لا أخالنا سنتّفق يوما ، طالما نحن نخضع في تركيبتنا البيولوجية لقانون الإحتمالات الرّياضي ، الذي لا تتكرّر به الإحتمالات ، و تتّخذه الجينات ناموسا تورّثنا بموجبه صفات لا تتكرّر عند إثنين (كما بصمة الإبهام) ، لذلك ، سيظلّ الخيال أوسع من الكون بوسعه ، و الألم أوسع من الخيال ، و الجمال أوسع من الألم .. لاحظ دوائر تُفتح على بعضها البعض ، من الدائرة الواسعة إلى الأوسع فالأوسع ، أصغر هذه الدّوائر الكون .. فما بالك باكبرها !!!

                    إلاّ المسرح .. إلاّ المسرح ، فهو يقطع بسكينه من لحم الحياة الحي ، ويقطع به من لحمنا الحيّ قطعا أخرى ، و من روحنا قطعا أخرى ، يمزجها بدمنا ، و يضعها أمام أعيننا على خشبة المسرح ، يأرجحها بين الضّوء و الظّل ، ليجبرنا على إبقاء أعيننا مفتوحة ، بكل بساطة ، يستدعى كلّ الدّوائر (الكون و الخيال و الألم و الجمال) و يضعها أمامنا ، فإن لاحظت ، هو مشوار عكسيّ للفنّان ، ليس من الواقع للخيال فالجمال كما في كلّ الفنّون ، بل من الخيال للواقع فالفكر .

                    المسرح يُخيف ، يجعلنا نرتعش ، نهرب ، نتمنى أن نغمض أعيننا و لكنّنا لا نستطيع ، لأنّه تحدي الفنان لحواسنا الخمس التي على أساسها قسّمنا الوعي (حسّي أي مادي و لا حسي) ، يتحدى حواسنا إلى درجة أنّ شعورا يجتاحنا على شكلّ أمنية هكذا : ليتها لم تكن ... ليتنا بدونها !!!.
                    لماذا لا نستطيع أن نغمض أعيننا و انتهى العناء؟؟
                    لأن المسرحيُّ الفنّانُ يجعلنا نسمع بأمّ أذنينا كيف تحوّل لحمنا و قطع روحنا و الحياة معا إلى جمر احمر متوهّج ، يَسْكُبُ فوقه الماء فيطشطش ، نسمع هذه الطشطشة ، فتُمتح من جذورها أرواحنا ، و يهبّ العقل ليتدبّر الأمر...

                    هذا هو المطلوب ، أن يهبّ العقل في لحظة تصمّ آذننا الطشطشة ، التي كأنّها تصدر من لحمنا المتوهّج جمرا ، يهبّ مستخدما كلّ طاقاته لينقذ هذا الكيان الضعيف المسكين الذي اسمه "حياة " ، أو روح إن شئت ، نسمعها تحبو في طبول القلب على الدّوام (طُب.. طُب .. طُب.. )

                    فالصورة طشطشة و طُبْ .. طُب.. طُبْ ، و " الطُّب " هذا ، يتصارع فيقطع النّفس ، يهرع العقل عاقلا، يدرك في وعيه ما يجري و لا يقول لنا ، و لا يجعلنا نعرف خوفا علينا من السّر ،
                    ما السرّ و أين هو ؟؟
                    أعتقد أنّه هنا في الشراكة بين الفيزياء و الكيمياء التي اصبحت تحمل اسم بيولوجيا ، التي ما هي إلا قدحة "سويتش" ، كالتي تسمعها عندما تُدير مفتاح سيارتك ، و تحرص بعدها أن تجعل موتورها "يُقرقع" كي تطمئن على سلامتها ، فتُبقى رجلك فوق البنزين ، كي تظلّ تسمع "قرقعة" الموتور / أوالحياة سيّان ...، لتطمئن أنّك ما زلت قائد سيارتك ، أو ما زالت البيولوجيا تعمل كشاركة فيزيو- كيميائية ... سيّان.

                    يهرع العقل كي يُبقي رجله على البنزين ، و إلا انطفأ الموتور و انفضّت الشراكة بين الفيزياء و الكيمياء و اختفت البيولوجيا كالشّبح ..
                    مأساة في وهنها !! مأساة في سُخفها !! مأساة في بساطتها ..!! مأساة لا تصدّق لشدّة تفاهتها ..!! فنهرع نبحث عن "الرّقي" و "التّأويل الفوقي" و الـ "ما فوق السخافة" و الـ "ما فوق البساطة" و الـ ما فوق العقل " الذي يحجب السرّ فنتمرّد عليه لنلغيه. نشخص بأبصارنا نحو السّماء نعدّ النّجوم فتصرخ يا يحيى : يا أيها الثور المعلق في سمائك !! فتجعلني أهتف كما الجوقةُ خلفك : يا ايها الثور المعلّق في سمانا !! (الثور مجموعة نجوم تشكّل البرج المعروف ، أتعرفها يا يحيى؟؟!!)

                    لذلك ازدهر المسرح الإغريقيّ و كان هو الذي ينفخ في "قفى" الفلسفة ، و ازدهرت بالذّات الترجيديا ، المُحرّض و المستنفر الأعظم للعقل.

                    ملاحظة في غاية الأهميّة ، الجمر المتوهج يُطشطش إن سكبت الماء فوقه ، و ان رششت الملح فوقه ، أو حتى إن بُلت عليه ، فهل لنا أن نميّز بين طشطشة و طشطشة؟؟!!

                    ما أخافني و جعلني أخرج مهموما على وشك البكاء ، لأنّك أصطدت المسرح في لبّ مفهومه ، بل في لبّ مفهومي له .. اصطدته و حولتنا جميعا لجمرات تتوهج ، ثمّ أدخلت علينا "الطالح" أو "الكالح" و "أستاذه" الطّبل المتعجرف ، ليبولا فوقها ، فخنقتني الطشطشة يا يحيى ... خنقتني لأنّها حقيقيّة إلى درجة انني شممت الرّائحة النتنة ...

                    أسدلت الستارة قبل أن أعرف إن كانت الشمس قد انطفأت أم لا..؟ و هل بقي جمر على المسرح أم لا؟ هل موتور السيارة مازال "يُقرقع" ؟ أم أن العقل أخطأ بوضع رجله على دعسة البنزين..؟

                    كانت الأمور خطرة و متشابكة و واقع حالنا غارق في بول "الكالح" و "أستاذه" ، و أنت كنت عنيفا بمأساويّتك و واقعيّتك و إمساكك بعنق المسرح كيف افهمه أنا..

                    خرجت و البنزين يتقطّع إمداده عن الموتور ، فكأنّني "أناتِعُ" مُناتعة و قدمُ العقل "تمزُطُ" عن دعسة البنزين فأرُدها لـ "تمزُطُ " ثانية و هكذا..

                    هرعتُ أبحث عن قصيدة نثريّة قديمة ، كنت أصرخ فيها بيحيى النّبي (لست أنت و لم أكن أعرف أنّك موجود في هذا الكون رغم التّشابه) زاد جنوني حين اكتشفت و كأنّني أحدّثك ، أيعقل هذا و أنا قد كتبتها منذ أكثر من سبعة عشر عاما؟؟!!

                    أنظر لهذا المقطع :

                    إن جاءَ يحيى يحملُ الغيماتِ
                    هابطاً فوقَ التَّيَبُّسِ
                    قبلَ التَّلَفُّظِ
                    في آخرِ الشَّهقاتِ
                    نهاياتِ النّفّسْ
                    هبَّتْ..
                    و اشرأبّت أعناقُها
                    جامحاتٌ هذه الهضابْ
                    صابراتٌ..
                    يقتحمنَ الدّهرَ إن مرَّ السّحابْ
                    أو هطلَ المطرْ
                    تبقّعتْ..
                    و ترصّعت أجسادُهنَّ
                    فمُرها أيا يحيى
                    تُخلي سبيلكَ
                    فتستلُّ من تلظّيها رهوَ ضوْءٍ هاربٍ..
                    أو قمرْ

                    أنظر لهذا :

                    يحيى....؟!
                    تمرّغَ كالكنائِسِ في اتّساعاتِ الفضا
                    أجراساً تُعانقُ فقرَنا
                    ترتدُّ عن ذاكَ المدى
                    جُرحاً يُدَغْدِغُ حقلَنا
                    مخْلِباً في العُنقِ حفّزَهُ الصَّدى

                    أنظر لهذا :

                    يَرُشُّ لحمَنا بالماءِ يحيى
                    يُعَمِّدُنا..
                    أرواحُنا أكاليلُ الزَّنابِقِ
                    و الزَّنْبَقُ المِلحاحُ قد تلوّنَ بالطُّقوسِ
                    انْحنى..
                    ثمَّ اختَنَقْ


                    المُختنق
                    حكيم
                    [/align][/cell][/table1][/align]
                    [frame="1 98"]
                    المسرح ..المسرح ..المسرح

                    ليس غريبا أخي الحبيب؛ أن يحتفل العالم الغربي كل عام ، بإخراج
                    مسرحية "بانتظار قودو " وبكاتبها "صمويل بكيت " الغريب أنا لا زلنا ننتظر "قودو " أعتقد أنك بدأت تفهم عليّ الآن ..!!

                    صمويل بكيت الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1969 م ، شهد إندلاعة الحرب العالمية الأولى ، فهو ايرلندي الأصل ومن العاصمة دبلن اندلعت شرارة الحرب ، إنها أهوال عظيمة ،وأمور جسيمة شاهدها الكاتب العبثي صمويل بكيت ، كما ظهرت معجزات القرن العشرين في بدايته ، ظهور "اينشتين " ونظريته النسبية ، وظهور
                    " فرويد " في هزته واكتشافاته ،التي أدت إلى اعتناق فكرة أن الإنسان يحمل في أعماقه عالما أخرا .

                    ولما كان المسرح كما اعتقدته أنت تماما ، على خطورته .. ألا ترى معي أن الطرق يزداد شِدة على باب الإيمان ، والذي من المفروض أن أبوابه مشرعة ؟!

                    لقد كان تصويرك لدور وأهمية المسرح في حياتنا ، بليغا عميقا تجاوز حدود معرفة البعض ، وأخالني عدت محلقا إلى عصر الإغريق ،ألتمس قبسا من معرفة .

                    أما ملاحظتك حول الجمر المتقد ، وتلك الطشطشة ، والملح وبول الطالح، وأستاذه الطبيب ، فما هما إلا قطعا من اللحم ، ووقودا حقيقيا ، فحلبة الصراع تتسع لمن هم أكبر منهم وأكثر تأثيرا وشأنا .

                    ولأن فصول هذه المأساة لن تنتهي ، ولن تنتهي إلا بانتهاء الحياة على هذا الكوكب الصغير !

                    فرؤيتنا الميتافيزيقية ، ومن خلال الديناميكية التي نتمتع بها ، شيء يفوق الخيال ، نستطيع أن ندخل على مدينة غزة التي هدمها العدو الإسرائيلي ، ونشاهد أن الشهداء الأبرياء والبيوت المهدمة فوق رؤوس أصحابها ، تعود عكسيا بنفس الزمن الذي جعلها مسواة على الأرض ، لنجد أن الغبار تكاثف فجأة ، وعاد إلى مصدره ، وأن الطوب والاسمنت المتناثر تجمع بنفس السرعة التي تبعثر بها ، وأن الشهداء نهضوا من جديد ، لكنهم يسيرون إلى الخلف بينما وجوههم إلى الأمام ، وأن البيوت عادت كما كانت ، ودخل الشهداء من أطفال وشيوخ وعجائز إلى بيوتهم ، وأن من مات وهو يأكل واصل تناول طعامه ، وأن القذائف عادت إلى قاذفاتها ، وأن القاذفات عادت إلى مرابضها ، وأن قائد الجيش قد أبتلع أوامره في الإبادة .


                    المسرح والفن عموما يقدر على ذلك ، فلا زال الجمر يتوقد يا صاحبي ، ولا زال بعض الكلام معلق في سقف الحلق ..!!

                    إننا لم نقم إلا بحمل قطعة قماش أحمر ، في حلبة مصارعة مع الثيران ، نلوح بها ليبدأ الهجوم ، فالصراع لا ولن ينتهي على هذا الكوكب ، هل نستطيع أن نوقف حركة الكون ؟!

                    وجب وجود الطالح كمكمل للصراع الديالكتيكي الأزلي ، ولا بد أن نتعامل مع نتاج هذا الصراع .

                    أنا بكيت من ردك لأنني أحسست بردة فعلك ، لكنك انسحبت كما قلت فبل إسدال الستارة بقليل ، لكن لا زال الجميع يطالبون بالمعجزة .

                    وأنا أيضا لا زلت أختنق وحائر .. أحدق في عتبة الليل وما تخفي السرائر .. وأخيرا واجبي أو واجب المفكر هو إيجاد الأسئلة لا الإجابة عليها .

                    نثريتك الرائعة يا صديقي الرائع المفكر المبدع ، أخذتني إلى عالم ذهني جديد !!

                    لك عظيم محبتي وتقديري واحترامي أخي حكيم [/frame]
                    شيئان في الدنيا
                    يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                    وطن حنون
                    وامرأة رائعة
                    أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                    فهي من إختصاص الديكة
                    (رسول حمزاتوف)
                    استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                    http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                    ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                    http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                    تعليق

                    • يسري راغب
                      أديب وكاتب
                      • 22-07-2008
                      • 6247

                      #11
                      اخي الفنان
                      الفيلسوف
                      الدائم السؤال
                      الباحث عن المسرح محاكاة للحياة
                      المتقمص شخصية الناس والاوطان
                      طالب المعجزات من الله
                      والله في الكون خالق الاقدار
                      هو القضاء
                      ان يبقى الرباط
                      والمرابطون في حصار
                      والمعجزات قادمه
                      في نهاية الزمان
                      ارى هناك شجر وحجر ينطقان
                      هنا عدوك فاقتله
                      -----------------------
                      اخي يحيى
                      عبقرية الكتابه والعرض والاعداد تجعلنا نعيش مسرح الماساة ملهاة
                      دمت سالما منعما وغانما مكرما

                      تعليق

                      • يحيى الحباشنة
                        أديب وكاتب
                        • 18-11-2007
                        • 1061

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب شراب مشاهدة المشاركة
                        اخي الفنان
                        الفيلسوف
                        الدائم السؤال
                        الباحث عن المسرح محاكاة للحياة
                        المتقمص شخصية الناس والاوطان
                        طالب المعجزات من الله
                        والله في الكون خالق الاقدار
                        هو القضاء
                        ان يبقى الرباط
                        والمرابطون في حصار
                        والمعجزات قادمه
                        في نهاية الزمان
                        ارى هناك شجر وحجر ينطقان
                        هنا عدوك فاقتله
                        -----------------------
                        اخي يحيى
                        عبقرية الكتابه والعرض والاعداد تجعلنا نعيش مسرح الماساة ملهاة
                        دمت سالما منعما وغانما مكرما
                        [frame="11 98"]
                        أخي العزيز القدير يسري راغب شرب

                        هذا هو شأن المسرح يا صديقي ، ينقلنا دون إرادة منا؛ من إلى جنون

                        ولأن الكاتب ليس بمعزل عن عالمه وزمانه ومكانه ، لا يستطيع الخروج عن هذا الواقع ؛ إلا بقدر ما يطمح للتغيير فيه .

                        دمت صديقي الصدوق
                        لك كل الخير ،والمحبة والتقدير [/frame]
                        شيئان في الدنيا
                        يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                        وطن حنون
                        وامرأة رائعة
                        أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                        فهي من إختصاص الديكة
                        (رسول حمزاتوف)
                        استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                        ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                        تعليق

                        • غسان إخلاصي
                          أديب وكاتب
                          • 01-07-2009
                          • 3456

                          #13
                          أخي الكريم يحيى حباشنة المحترم
                          كل عام وأنتم بخير رمضان كريم 0
                          يسعدني التعرف عليك في هذا الشهر الفضيل 0
                          حاولت إرسال رسالة خاصة لك ،فأجبت بأنك لاتستقبلها 0
                          يرجى تحويل نصي حول (باب الحارة الجزء الرابع عشر إلى قسم الأدب الساخر ولك الشكر والتقدير ) 0
                          تحياتي وودي لك 0
                          (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

                          تعليق

                          • يحيى الحباشنة
                            أديب وكاتب
                            • 18-11-2007
                            • 1061

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة غسان إخلاصي مشاهدة المشاركة
                            أخي الكريم يحيى حباشنة المحترم
                            كل عام وأنتم بخير رمضان كريم 0
                            يسعدني التعرف عليك في هذا الشهر الفضيل 0
                            حاولت إرسال رسالة خاصة لك ،فأجبت بأنك لاتستقبلها 0
                            يرجى تحويل نصي حول (باب الحارة الجزء الرابع عشر إلى قسم الأدب الساخر ولك الشكر والتقدير ) 0
                            تحياتي وودي لك 0
                            أخي العزيز الرائع غسان إخلاصي

                            يسرني أن أتعرف عليك في هذا الشهر الفضيل ، وكل عام وأنت بخير

                            أنا قرأت الموضوع الرائع والمتعلق بباب الحارة الجزء الرابع عشر
                            وأراه أنه موضوع له علاقة بقسم الفنون ،ولا يعتبر نص ساخر !!
                            إلا إذا كنت مصرا على ذلك سيكون ما تطلب ، لك كل الاحترام

                            وكل عام وأنت والجميع بخير .
                            شيئان في الدنيا
                            يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                            وطن حنون
                            وامرأة رائعة
                            أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                            فهي من إختصاص الديكة
                            (رسول حمزاتوف)
                            استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                            ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                            تعليق

                            • سعاد ميلي
                              أديبة وشاعرة
                              • 20-11-2008
                              • 1391

                              #15
                              الطبيب : لأنهما لم يتعلما اللغة العربية ، ولم يتوغلا فيها ، ولم يقرآ القرآن .

                              الرئيس : هل تقصد .....

                              الطبيب : نعم .. لو قرآ القرآن لما انتحر هذا وجُن ذاك

                              الرئيس : تعتقد إذن أن هناك حكمة للرب وقصد لأنه لم يجعلهما يتعلما اللغة العربية .


                              اتابع في صمت وتأمل
                              مدونة الريح ..
                              أوكساليديا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X