[frame="11 98"] عن السيرة الشعبية المعروفة
سيرة
حمزة البهلوان
تفتح الستارة على مقهى واسع ، ونشاهد جميع أعضاء الملتقى موجودين جماعات وأفراد ، يجلس بعضهم وهو يضع أمامه على "التربيزة " أوراقه وأقلامه " وينكب عليها .
مصطفى بونيف : ما تياالله يا عمي الراوي .. إحنا جايين مخصوص .
يفتح الروي الكتاب ويشرع في الحديث
قال الراوي :يا سادة يا كرام ، وصلى الله على سيدنا محمد بن عبدا لله خير الأنام
كانت دولة الفرس من الدول العظيمة في قديم الأيام ملكت زمنا طويلا واتسع ملكها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، وكانت العرب تطيعها وتؤدي لها الجزية في كل عام ،يجمعها ملك العرب النعمان بن المنذر بن النعمان .
وكان النعمان أحد ملوك الحيرة ، يجمع الجزية ، ويرسلها إلى الملك ملك الأعاجم والديالمة ، وكان ملك الأعاجم والديالمة يعيش في المدائن وهو اسم عاصمة ملكه وقد أطلق على كل ملك ٍ ملَكَ تخت هذه الممالك يسمى بكسرى أنو شروان ، صاحب التاج والإيوان .
ويقال يا سادة يا أكارم ، بأن تاجه يجمع من كل أنواع الحجارة الكريمة الكبيرة القدر الغالية الثمن حتى ضرب بها المثل بين الناس منذ تلك الأيام إلى ما بعدها ، وكانت أيها السادة وكما ذكرت الكتب وما تناقلته السنة العامة ، كانت سائر الملوك تحسده عليه ، وتتمناه لها .
وكان يا سادة ياكرام ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام ، كان في مدخل إيوان كسرى قنطرة كبيرة ، ونصف مستديرة ، وفي منتصفها من الأعلى تتدلى حلقة عظيمة من الذهب الخالص الوهاج .
أما يا سادة يا كرام فكان مذهب العجم في تلك الأيام ، المجوسية والنار ، يعبدونها ويسدون لها دون الواحد القهار
يجتمعون عندها في المواسم والأعياد ويقدمون الهدايا للمزاربة الموكلين بخدمتها والقائمين عليها يشعلونها على الدوام في الليل والنهار .
وكان للملك كسرى في زمن حكايتنا هذه ، وهو أحد الأكاسرة الذين اشتهروا بالحلم وبالدعة والرقة ، وعنده وزيران عاقلان ، أحدهما اسمه بزر جمهر ،وهذا كان يعبد الله تعالى ،وكان من الحكمة والتعقل والآداب على جانب عظيم يندر وجود مثله في زمانه أعطاه الله ما لم يعطه لغيره من أبناء جنسه الإنساني ، وقد سمي بهذا الاسم عدة وزراء لدولة الفرس .
قال الراوي: يا سادة ياكرام ، وعمر السامعين يطول من أصحاب النخوة والفضول، والأصول ، أنه كان للملك وزير ثان ، واسمه بختك بن قرقيش ، هو من أسياد البلاد وأعيانها ، محبوبا من الملك ورجال المملكة ، وكان كرسي الملك كسرى ومجلسه ، يجمع تسعمائة ألف نفس من العجم ، ماعدا الغرباء الذين كانوا على الدوام يتقاطرون إلى المدينة أفواجا أفواجا ، لعرض دعاويهم وأشغالهم للملك كسرى .
وقال الراوي يا سادة يا كرام يا أفاضل ،أن ألفا من الحجاب يقفون بين يديه ، مشهرين السيوف من حين وجوده في ديوانه إلى خروجه فيسير بين يديه غيرهم ، وعند وجوده بمخدعه وقصر منامته يحرس بابه ألف أيضا ، وقيل أن السرير الذي يجلس عليه من الذهب الإبريز الخالص ، يبلغ ثقله عشرين قنطارا ، وجميع ما حوله من الكراسي المعدة لرجال دولته من الذهب أيضا ، وباختصار أيها السادة ، كان الملك كسرى أغنى ملوك العالم ، وكان يحب الرفعة والزخرفة والعظمة حتى وصل إلى درجة تفوق العقل .
قال الراوي : أنه في أحد الأيام دخل سرير منامه ، وهو يفكر بما وصلت إليه دولته ، وما ناله من الحكم وطاعة العباد ، استغرق في نومه ، وحلم حلما قبيحا مزعجا ، فاستيقظ مرعوبا منه وخائفا وأقام أكثر من ساعتين خائفا مضطربا ، وبقي هكذا حتى عادته سنة الكرى ثانية وما لبث أن رأى نفس الحلم ، وشاهد ما شاهده أولا ،فاستيقظ فزعا مضطربا اضطرابا عظيما أكثر مما مر عليه ،ولم يعد يأخذه نوم قط ، وبقي ينتظر قدوم الصباح ، ليخرج إلى ديوانه ، ويتخلص من أوهام هذا الحلم ، وليعرض على وزيره بزرجمهر ما حصل ، وليفسر له هذا الحلم لعلمه بما عليه وزيره بزرجمهر من سعة المعارف والاطلاع على ظواهر الأمور وخفاياها فضلا عن معرفته بلغات العالم أجمع .[/frame]
سيرة
حمزة البهلوان
تفتح الستارة على مقهى واسع ، ونشاهد جميع أعضاء الملتقى موجودين جماعات وأفراد ، يجلس بعضهم وهو يضع أمامه على "التربيزة " أوراقه وأقلامه " وينكب عليها .
مصطفى بونيف : ما تياالله يا عمي الراوي .. إحنا جايين مخصوص .
يفتح الروي الكتاب ويشرع في الحديث
قال الراوي :يا سادة يا كرام ، وصلى الله على سيدنا محمد بن عبدا لله خير الأنام
كانت دولة الفرس من الدول العظيمة في قديم الأيام ملكت زمنا طويلا واتسع ملكها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، وكانت العرب تطيعها وتؤدي لها الجزية في كل عام ،يجمعها ملك العرب النعمان بن المنذر بن النعمان .
وكان النعمان أحد ملوك الحيرة ، يجمع الجزية ، ويرسلها إلى الملك ملك الأعاجم والديالمة ، وكان ملك الأعاجم والديالمة يعيش في المدائن وهو اسم عاصمة ملكه وقد أطلق على كل ملك ٍ ملَكَ تخت هذه الممالك يسمى بكسرى أنو شروان ، صاحب التاج والإيوان .
ويقال يا سادة يا أكارم ، بأن تاجه يجمع من كل أنواع الحجارة الكريمة الكبيرة القدر الغالية الثمن حتى ضرب بها المثل بين الناس منذ تلك الأيام إلى ما بعدها ، وكانت أيها السادة وكما ذكرت الكتب وما تناقلته السنة العامة ، كانت سائر الملوك تحسده عليه ، وتتمناه لها .
وكان يا سادة ياكرام ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام ، كان في مدخل إيوان كسرى قنطرة كبيرة ، ونصف مستديرة ، وفي منتصفها من الأعلى تتدلى حلقة عظيمة من الذهب الخالص الوهاج .
أما يا سادة يا كرام فكان مذهب العجم في تلك الأيام ، المجوسية والنار ، يعبدونها ويسدون لها دون الواحد القهار
يجتمعون عندها في المواسم والأعياد ويقدمون الهدايا للمزاربة الموكلين بخدمتها والقائمين عليها يشعلونها على الدوام في الليل والنهار .
وكان للملك كسرى في زمن حكايتنا هذه ، وهو أحد الأكاسرة الذين اشتهروا بالحلم وبالدعة والرقة ، وعنده وزيران عاقلان ، أحدهما اسمه بزر جمهر ،وهذا كان يعبد الله تعالى ،وكان من الحكمة والتعقل والآداب على جانب عظيم يندر وجود مثله في زمانه أعطاه الله ما لم يعطه لغيره من أبناء جنسه الإنساني ، وقد سمي بهذا الاسم عدة وزراء لدولة الفرس .
قال الراوي: يا سادة ياكرام ، وعمر السامعين يطول من أصحاب النخوة والفضول، والأصول ، أنه كان للملك وزير ثان ، واسمه بختك بن قرقيش ، هو من أسياد البلاد وأعيانها ، محبوبا من الملك ورجال المملكة ، وكان كرسي الملك كسرى ومجلسه ، يجمع تسعمائة ألف نفس من العجم ، ماعدا الغرباء الذين كانوا على الدوام يتقاطرون إلى المدينة أفواجا أفواجا ، لعرض دعاويهم وأشغالهم للملك كسرى .
وقال الراوي يا سادة يا كرام يا أفاضل ،أن ألفا من الحجاب يقفون بين يديه ، مشهرين السيوف من حين وجوده في ديوانه إلى خروجه فيسير بين يديه غيرهم ، وعند وجوده بمخدعه وقصر منامته يحرس بابه ألف أيضا ، وقيل أن السرير الذي يجلس عليه من الذهب الإبريز الخالص ، يبلغ ثقله عشرين قنطارا ، وجميع ما حوله من الكراسي المعدة لرجال دولته من الذهب أيضا ، وباختصار أيها السادة ، كان الملك كسرى أغنى ملوك العالم ، وكان يحب الرفعة والزخرفة والعظمة حتى وصل إلى درجة تفوق العقل .
قال الراوي : أنه في أحد الأيام دخل سرير منامه ، وهو يفكر بما وصلت إليه دولته ، وما ناله من الحكم وطاعة العباد ، استغرق في نومه ، وحلم حلما قبيحا مزعجا ، فاستيقظ مرعوبا منه وخائفا وأقام أكثر من ساعتين خائفا مضطربا ، وبقي هكذا حتى عادته سنة الكرى ثانية وما لبث أن رأى نفس الحلم ، وشاهد ما شاهده أولا ،فاستيقظ فزعا مضطربا اضطرابا عظيما أكثر مما مر عليه ،ولم يعد يأخذه نوم قط ، وبقي ينتظر قدوم الصباح ، ليخرج إلى ديوانه ، ويتخلص من أوهام هذا الحلم ، وليعرض على وزيره بزرجمهر ما حصل ، وليفسر له هذا الحلم لعلمه بما عليه وزيره بزرجمهر من سعة المعارف والاطلاع على ظواهر الأمور وخفاياها فضلا عن معرفته بلغات العالم أجمع .[/frame]