
تسونامي
وقفتُ ذات يوم أمام البحر
فَغَدَوْتُ بِجَلالِهِ نَكِرَة
أيا بحرُ ....
مَدّك لم يَعُدْ يُرعبني
ولا موجك العاتي
قَرَأتْ العَرَّافة لِي بَخْتي
لن أموت غرقاً كما كنت تأمل
فَتَنَهَّدْ حسراتكَ ...
زفرة تتلوها زفرة
وانْحَسِرْ جَزْرا
الى الافق البعيد غربا
حيث هناك الشمس
تلقاكَ مع الآتي
وأحْمَرها القاني
يُهديكَ من نزفِهِ قطرة
عَلَّكَ تَفيقُ من سُباتِكَ
وتفيض حنانا
على من جُرْتَ عليهم
ووعدتهم بالمن والسلوى
أخال تسونامي في أحشائك
تَنْمُو ... تَتَحَفَّز ... تَتَمَلْمَلْ
وأخالك ستضرب بعرض الحائط
بِمَن إلتهم مِنْ حيتانك
أسماك الزينة
على طبق حلوى
أيا بحرُ ...
عَهِدْناك رفيقَ السندباد بترحاله
شرقا وغربا
ومُغدق الخيرات بوفرة
أراكَ اليوم بالهَمِّ مُثقلٌ
ألزَبَدُ تاجك
والويلات والحسرة
تأمَّلْتُ مَداكَ الرحب
حتى بِتُّ كنورس تائه
يَرومُ الدفيء والعشرة
حلَّقتُ نحو سحابة
فإذ بي عالقٌ فيها
وكلما رمتُ وأدها
تَثْلُجُ مُمْطِرة
حتى غدا البرق سياجا
والرعد يَلْعَبُ شَرَهاً
لا تكن شُؤماً
وتلهو بمصائرنا ولَهَاً
عُدْ كما كُنتَ
بحراً لا تخبو ناره
بَرِمْنا زيف الوعود وجدبها
ومن خيرٍ .....
كلما دَنَا مِنَّا ... أدْبَرَ
يَلْعَبُ : يسيل لعابه
بَرِمْنا : سئمنا
تعليق