عـــــمى الـــقــلــب
كـل شيء ممكـنٌ ، هـذه هي فـلسـفـة عـبد الرحيـم في الحـياة . كـيف لا وهـو الذي حقـق ما يـشـبه المعجزة حتى أصبح مضـرب مثـل في النجاح في مـديـنـته . لـقـد كان أمّـياً وفـقيـرا ، ولم يعجـزه شيء حتى حقـق كل طموحاته ، وغـيّـر مجـرى حياته من مُعـدِم إلى غـنيّ يـتـردّد ذكْـــرُ اسـمـه على كــل لسان .
سنوات الحرمان عـلمـته كـيف يُحـسّ بشـظـف عـيْـش المحروميـن ، الـذيـن يـفـتـرشـون الأرض ويـلـتحـفـون السماء ، الـذيـن يتضورون جـوعًا ، ويـمـوتـون غــرباء .
كـل يـوم جُـمعـة كـان رصيف الطريـق المـؤديـة إلى محـلّ إقامته يعـجّ بالمـتسـوّلـيـن الذيـن ينـتـظـرون طلعـته الميـمـونة كي ينالوا من كـرمه وجوده الحاتميّ ما تجـود به يـميـنه التي كانت تـهـبهـم بسخاء ، مُخـفـفـة عـنهـم أوجاع الأيام السوداء ، وتجاهـل أصحاب الآذان الصمّاء ، والقـلـوب العـمـيـاء .
في هـذه الطـريـق نـفـسها ، كـان ضـريـران : عـبد اللطـيـف : الـرجل المـؤمـن الـتـقيّ الحافـظ للقـرآن ، وسرحان : الـرجـل الـنـقـيـض لعـبـد اللـطـيـف ، من بـيـن المتسـوّلـيـن اللافـتيـن للأنـظار والأسماع ، نـظـرًا لطريـقـة تـسـوّلهـما الغـريـبة ! فـقـد كان عـبـد اللطيـف يـردّد دائـما : اللـهـم صدقـة من فـضـلك وكرمك وجـودك يا رحـمان ، بـيـنـما سـرحـان كـان يـردّد : اللهـم صدقـة من فـضل عـبـد الرحـيـم وجُــوده ، وكــرمـه يا مَـنّــان .
أحمد القاطي .
el_kati@live.fr
تعليق