رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. الحلقة الأولى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ايهاب هديب
    طائر السماء المقعد
    • 31-12-2008
    • 184

    رواية : ( أخبار الزمان بين القدس وعمان ) .. الحلقة الأولى

    ( أخبار الزمان بين القدس وعمان )

    رواية
    الحلقة الأولى

    كانت بداية الخبر يا أصدقاء في غياهب ذلك الزمن السحيق، الغارق في القدم ..
    عندما شاء ربُّ العزّة والجلال أن يخلق أوّل إنسان في الوجود ! .. { آدم أبا البشر كلّهم } .
    فأمر واحداً من الملائكة الكبار أن ينزل الى الأرض ويأخذ من أطرافها الأربعة ، قبضات من تُرابها الأحمر والأصفر والأسود والبنّي، ثم يصعد بها عائداً الى السماء ، ففعل المَلَك ذلك بخضوع تامّ .
    عندئذ قال الله لملائكته المُقرّبين :
    ـــ يا ملائكتي ، إني جاعل في الأرض خليفة لي ... يعمرها بالعبادة والعمل ...
    فإذا سوّيته ونفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين
    .
    فسجدوا جميعاً " تحيّة وسلاماً " .. إلا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه ........ وصاح مستكبراً :
    ـــ كيف أسجد لمن هو دوني !؟ ، خلقتني من نار وخلقته من طين لذا فإني أقسم بعزّتك وجلالك أن أمنعه من عبادتك والعمل في سبيلك !
    فغضب الله عليه غضباً شديداً ، وكان أن طرده من رحمته الى يوم يُبعثون .
    وأما الملائكة المُقرّبين فقد بقي شيء من الغرابة في أنفسهم النورانيّة ،فقالوا مُستفهمين مُتعجبين :
    ـــ سبحانك ربنا .... أتجعل فيها هذا الإنسان الذي يُفسد فيها ويسفكالدماء ويقتل بعضه بعضاً ، ونحن نُسبّح بحمدك ونُقدّس لك ؟! .
    قال : إني أعلمُ يا ملائكتي ما لا تعلمون .
    وعلّم آدم أسماء الأشياء كلّها ، ثم خلق له من ضلعه زوجته حوّاء لتكون أُنــسـاً له ورحمة ... فكوّنا معاً أوّل عائلة بشريّة في ملكوت الكون الهائل ...
    وعندما هبط آدم وحوّاء من الجنة الى الأرض ، هبط معهما إبليس الشيطان ،وكان بعضهم لبعض عدوّا .
    ومرّت سنين الدهشة والتعلّم والإكتشاف ، في دنيا الشقاء والتعب الجديدة ،كبر خلالها إبنيّ آدم وحوّاء ( قابيل وهابيل )، وصارا رجلين يتنافسان فيكلّ شيء وعلى كلّ شيء ..... وكان الشيطان قبل ذلك قد وسوس بالشرّوالبغضاء في نفس قابيل ، فملأ قلبه بالحقد والحسد على أخيه ، فراح الأحمق، يتوعّده بالويل ويترصّده بالهلاك ... وهابيل غافل عن كلّ ذلك ! .
    وذات يوم أراد الأخوان أن يُقرّبا لله قرباناً طاعة له سبحانه وتقرّباً من جلال قدسه المُبارك ، فجمع هابيل أفضل ما لديه من محصوله الزراعي ، بالإضافة الى كبش سمين أقرن من أكباش النَعْم ، وقدّمهما صدقة وزكاة لله ، ثم وقف يُصلّي طالباً المغفرة والقبول .
    أما قابيل فقد قدّم أسوأ وأخبث ما عنده من المحصول والغنم ، ووقف يُصلي ظاهريّاً وهو يقول في نفسه :
    ـــ هذا يكفي ... بل هو كثير ......!
    وفجاءة إنفتح باب في السماء ، واندفع منه لسان عظيم من اللهب ، فأقبل على قربان هابيل فأخذه ، وترك قربان قابيل لم يمسّه... فصاح هذا في وجه أخيه ساخطاً :
    ـــ لماذ تقبّل الله منك ولم يتقبّل مني ؟.
    أجاب هابيل بلطف :
    ـــ إنما يتقبّل الله من المُتّقين يا أخي .
    ـــ ماذا تقصد يا ثور الأرض ؟ ...... قسماً لأقتلنّك.
    قال هابيل بإشفاق :
    ـــ لإن مددتَ إليّ يدك لتقتلني ما أنا بمادّ إليك يدي لأقتلك ، إني أخاف الله ربُّ العالمين وأُريد أن تحمل ذنبي وذنبك أمامه وتكون من أهل النار .
    وما لبث قابيل أن قتل أخاه هابيل ، وترك جُـثّـته مكشوفة فوق الأرض التي إنتفضت وتزلزلت من هول الجريمة الكبرى التي حدثت لأوّل مرّة في تاريخ بني الإنسان ..... وطال الوقت على جُثة أوّل قتيل بشريّ ، وحار قابيل ، ولميدري كيف يُواري سوأة أخيه أي جُثته ، ويُخفيها عن الأنظار ، وظلّ كذلكحتى بعث الله غرابان يقتتلان ، فقتل أحدهما الآخر ، وراح يبحث في الأرض ينبشها ، حتى صنع حُفرة ، فدفن فيها الغراب القتيل ، ثم طار عائداً من حيث جـــــاء ! .
    دُهــش قابيل وصاح قائلا :
    ـــ يا ويلتي !، أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب ، فأواري سوأة أخي ، وأدفنه تحت التراب ؟! .
    فأصبح على ذلك من النادمين ... ندم لأنه لم يُفكر سابقاً ويفعل في الحال مثلما فعل الغراب ! .وكان الله تعالى في سابق علمه ، قد كتب حُكمه الأزليّ ، فقال في كتاب نوره الأقدس { من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أوفسادٍ في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعاً} صدق الله العظيم ( 23 ) المائدة
    بنوا إسرائيل ...... وقالوا: نحنُ أبناءُ الله وأحبّاؤه ... وقالوا: شعب الله المُختار ...
    كبُرت كلمة تخرج من أفواههم يكذبون بها على الله ، ويُزوّرون الحقيقة ، فمنذُ البدء!! ... كانوا قوماً مُجرمين ..... !

    { تابعوا الحلقة القادمة يرحمكم الله }

    بقلم : إيهاب هديب

    الطبعة الأولى : 2005
    جميع الحقوق محفوظة بأمر الله
    ( طائر السماء المقعد !!)
    ايــهــاب هـديــب
  • ايهاب هديب
    طائر السماء المقعد
    • 31-12-2008
    • 184

    #2
    إن أساس هذه الجريمة الأولى التي ارتكبها
    المجرم المعتدي قابيل ، في حق أخيه المسلم
    المؤمن هابيل ، لهي الأصل لكل الجرائم التي
    اقترفها المجرم الكافر على هذه الأرض بحق
    الملسمين المؤمنين ، وذلك منذ ما قبل أصحاب
    الأخدود وحتى محرقة غزة

    ايهاب هديب
    ( طائر السماء المقعد !!)
    ايــهــاب هـديــب

    تعليق

    يعمل...
    X