القصيدة المعاصــرة بين الرؤية والرؤيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منتظر السوادي
    تلميذ
    • 23-12-2010
    • 732

    #16
    حوار ممتع
    المشكلة تكمن في الابداع . اين النصوص التي سيخلدها الادب العربي وتأخذ الصفحات الاولى .... اي الاسماء التي ستنافس المتنبي ؟

    الابداع هو سر النجاح لا الشكل فقط .

    لكما تحيتي
    الدمع أصدق أنباء من الضحك

    تعليق

    • علي المتقي
      عضو الملتقى
      • 10-01-2009
      • 602

      #17
      الفاضل المحترم منتظر تحية طيبة وبعد:
      أولا : لكل عصر شعراؤه ، فأمة خلفت المتنبي الشاعر قادرة على أن تخلف في كل عصر بل في كل جيل بل في كل سنة مبدعين آخرين لا يقلون شاعرية عن المتنبي ، وإلا كانت أمة عقيمة وعاقرا .
      إن نقدنا العربي هو الذي خلد المتنبي وجعل منه شاعرا لا يجود الزمان بمثله، كما جعل من كل حاكم من حكامنا على امتداد تاريخ الأمة وحيد عصره لا يجود الزمان بغيره ، ولو رحل لن تقوم للأمة قائمة بعده. و الواقع أن لكل عصر رجاله ، وشعراؤه ونقاده ومبدعوه .
      المشكلة مشكلة إبداع. صحيح . لكن لنتفق أولا عن مفهومنا للإبداع الذي نترجاه ونطمح إليه . هل الإبداع هو أن نرضي ذوق القارئ فتنهال التمجيدات على النص و التصفيقات في القاعات أم أن الإبداع هو أن نكتب عن تجاربنا لكن لا على مثال ؟
      إذا كان الإبداع أن نرضي ذوق القارئ ، فعن أي قارئ نتحدث ؟ قديما في عصر المتنبي هناك قارئ واحد، لأن هناك شكلا إبداعيا واحدا تم الإجماع عليه هو القصيدة العمودية ، فأبدع الشعراء وعبروا عن وعيهم الجمعي والفرداني وفق هذا الشكل . أما اليوم، فقد تعددت الأشكال بتعدد الشعراء والنقاد، واختلفت الأذواق إلى درجة التناقض . فكل شكل له محبوه ورافضوه .وكل متلق له تصوره للإبداع ، فإما أن ترضي ذوقه ، وإما لست بشاعر . ويكاد كل شاعر يصرخ أقرأوني ولا تقرأوا سواي فأنا الشاعر . ويكاد كل ناقد يصيح : اكتبوا وفق هذا التصور و إلا لستم بشعراء .
      و إذا كان الإبداع هو التعبير عن تجاربنا و فق أشكال جديدة ، فهناك من يرى أن التجربة يجب أن تكون صادرة عن الوعي الجمعي للأمة معبرة عن همومها ، وهناك من يراها فردانية شخصية ، ويجعل من الشاعر والمجتمع خطين متوازيين لا يلتقيان.
      وعلى الرغم من تشعب الإشكال ، فقد استطاع النقد الحديث أن يجمع على أسماء بعينها ويرتقي بها إلى مرتبة المتنبي أو تزيد ، فأحمد شوقي منارة في الشعر الكلاسيكي، و جبران علم على رأسه نار في الشعر الرومانسي ،و السياب وصلاح عبد الصبور و البياتي وأدونيس و أمل دنقل و عفيفي مطر و المجاطي وغيرهم كثير في شعرنا الحديث شموس لا تنطفئ ليلا ولا نهارا . وحتى لا نتوقف عند أولئك الذين خلدهم النقد والإعلام و ارتقى بهم إلى مستوى الخلود ، ففي شبابنا أيضا رجال وشعراء سيذكرهم النقد والتاريخ بعد حين، ويخلد آثارهم كما خلد آثار من سبقهم بعد أن ينتبه إليهم .
      فالجيل الجديد له لغته الخاصة و أسلوبه في الكتابة والتعبير، ومفهومه للشعر الذي يختلف - شئنا أم أبينا - عن مفاهيم الأجيال السابقة. لنسمي هذا الجيل جيل العصر الرقمي، أو لنسمه جيل الألفية الثالثة ،أو ليكن جيل الفايسبوك. هذا الجيل يكتب ما يشاء متى شاء وباللغة و الأسلوب الذي يشاء بلا رقيب ولا حسيب . فقد تخلص من إرث أبيه الستيني و السبعيني ، و اختار أن يكون عشب ماء . وعلى الرغم من أن الكثير من شعراء ونقاد القرن الماضي يرون في نصوصه الشعرية موتا للشعر الأصيل، وظلوا يحنون بحسرة وحرقة إلى الزمن الجميل الذي سموه زمن الكبار،- مع العلم أن لكل عصر كباره -، فشخصيا أكاد أجزم أن هذا الجيل استطاع أن يكتب شيئا مختلفا، وأن يبدع نصا مختلفا .و إن كان هناك من قصور فليس في الإبداع و إنما في القارئ الذي لا يملك في الكثير من الأحيان من الحرفية ومن الذوق والطبع ما يؤهله للجلوس في محراب النصوص الأبداعية ، والإنصات إليها ومحاورتها، حتى إذا لانت و استأنست، أنتج معرفة بها .فقد مر زمن يسلمك النص نفسه و ينقاد إليك بسهولة. أما اليوم ،فإننا نأتي النص مستقلا بذاته ، منغلقا على نفسه، يتكلم لغة لا يحكمها عمود شعر ، يبدو كقصر حليبي في صحراء قاحلة، تكون لدينا رغبة ملحة في دخوله لنتفيأ ظله، فيتطلب منا الأمر اكتشاف مدخل من مداخله المتعددة، وامتلاك مفاتيحه النقدية، إذ لا يجيب إلا بمقدار ما نطرح عليه من أسئلة . وبقدر ما يكون القارئ محترفا في طرح الأسئلة بقدر ما ينضح النص بما فيه .
      لنستمع إلى هذا الجيل يتكلم، بعض كلامه فعل في شوارع العواصم العربية، وبعضه إبداع . لكن هذا الإبداع كفعل الشوارع بعضه ثورة، وبعضه فوضى يقوم بها بلطجية الشعر . فلنتأمل الفعل الثوري ، ولنهمل الفعل البلطجي .
      تحياتي الأخوية لك أخي الكريم .
      [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
      مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
      http://moutaki.jeeran.com/

      تعليق

      • عبد الرحيم محمود
        عضو الملتقى
        • 19-06-2007
        • 7086

        #18
        أخي الغالي علي المتقي
        تبقى آراء المثقفين هي نتاج الفكر والتجربة الشخصية لكل واحد منهم وواحدة ، ويكاد لا يتفق اثنان من الباحثين أوالنقاد على نقد موحد لنص أو تحديد محددات تجربة شاعر بعينه ، والشعر هوملخص تجربة صاحبه ومزيج مدخراته الثقافية وإرثه العقدي واللغوي والقدرة على الصياغة بتوظيف الملكات العقلية والموهبة الموروثة والمكتسبة والتأثر بالبيئة والأحداث ، ووجود الرؤيا العامة والخاصة لما بعد أفق الأحداث .
        أثار الأخ الموجي في اجتماعات متعددة إلى عدم أنتاج شعر له عمر كما أنتج شعراء عصر التحرر من الاستعمار في ما قبل منتصف القرن الماضي وما بعده ، وكيف سجل الشعراء طموحات الأمة وجهادها ، بينما نرى سطحية النصوص التي تواكب الربيف العربي (المزج النحتي للربيع والخريف) ، والحقيقة أن اتحاد السالب والموجب والشيء واللاشيء ، الوجود والعدم ، الضد والضد ينتج إما عبثا أو عدما أو تيها لا حد له فالأمة منقسمة ومبادؤها متعارضة متصادمة ، والنصف يقاتل النص والمحصلة دوران في الفراغ أو حول النفس بلا طائل ، والشعر لا ينفصل عن الشاعر ، فالعلاقة بينهما تفاعلية دياكتيكية تحمل في طياتها بذور فنائها ، فكيف سيتم البناء التقافي والأدبي على رمال متحركة باتجاهات متضادة ؟؟
        وموضة التشفير والتعتيم اللفظي والانعكاس التعميقي للداخل يجعلنا نندهش ولا نفهم ، وكما قلت أخي المتقي : فإن القاريء لن يحضر له جهاز فك الرموز ، وفك التشفير ، ونحن نعيش في مضيق رحم غاية في الضيق نختنق تماما ونحن نحاول الخروج والانبثاق لعالم ثقافي آخر !
        ويبدو أننا نقف على عتبة مفصل ثقافي يعصف الرمل في وجوهنا وعلينا الانتظار لإعادة التكوين بعد هدوء العاصفة الرملية حتى لا نتوه بدخولنا ضمنها ونغوص في الرمال التي تبتلع من يحاول الاقتراب .
        تحيتي لك وترحيبي بعودة وسعادتي بهذه العودة ، وإعجاب بلا حدود للروح التي تتمتع بها وكل عام وأنت بخير .
        نثرت حروفي بياض الورق
        فذاب فؤادي وفيك احترق
        فأنت الحنان وأنت الأمان
        وأنت السعادة فوق الشفق​

        تعليق

        • علي المتقي
          عضو الملتقى
          • 10-01-2009
          • 602

          #19
          الأستاذ الجليل والشاعر الكبير عبد الرحيم محمود : سعيد بإضافتكم القيمة في موضوع شائك ملأ الدنيا وشغل الناس ، واختلف حوله الشعراء والنقاد .
          أخي عبد الرحيم ،لا شك أننا نعيش مرحلة يقف فيها العالم العربي في ملتقى طرق متعددة ، ولم يحدد بعد الطريق التي سيسلكها بعد فكثرت الآراء وتعددت ، لكن بالتأكيد وسط هذه الآراء المتعددة هناك آراء سديدة قد تجد - طال الزمن أو قصر- طريقها إلى البروز .
          وما يؤكد ذلك هو أنه وسط آلاف القصائد التي تنشر يوميا على صفحات النيت نجد بين الفينة والأخرى نصا شعريا متميزا يأسرنا ويستحق التوقف عنده و إيلاءه المكانة اللائقة به . ومع توالي السنوات تتراكم النصوص الجيدة التي ستخلد لتكون شاهدة على عصرها . ولا شك أن في العصور السابقة هناك آلاف الشعراء ، لكن الذين خلدهم التاريخ قلة قليلة بالقياس إلى الذين طمس أسماءهم . لذا لا أوافق الأستاذ الموجي الرأي بأن هذه المرحلة لم تخلف نصوصا شعرية خالدة كما المرحلة السابقة . لأن الشاعر مهما كان متميزا فلن يخلد، لأن المرحلة ليست مرحلة الخالد ، وإنما مرحلة العابر ، فالتكنولوجيا تتطور باستمرار ، و الإبداع يلهث وراء ما لم يكتب ولم يكتشف بعد . من هنا، يكفي القصيدة أن تجد لها صدى في وقت كتابتها لتدخل التاريخ وتترك المكان للتي تأتي بعدها . ومن يبحث عن الخلود في زمن العابر سيكون باحثا إشكاليا يبحث عن قيم أصيلة في مجتمع لا يملك تلك القيم .
          تقديري و احترامي أخي الكريم .
          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
          http://moutaki.jeeran.com/

          تعليق

          يعمل...
          X