تفاحٌ وعلقم / قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر حمّش
    عضو الملتقى
    • 11-12-2008
    • 87

    تفاحٌ وعلقم / قصة قصيرة

    تفاحٌ وعلقم


    عيناك مِثقابان في رأسٍ أشعث
    والضابط - الذي كان فدائيا - يساومُ في السوقِ عيون الباعة الحيرى!
    أنت الشرش مدوخُ اليهود!
    صدرك يميلُ الآن، والضابطُ لعينيك يتثنى، ثمّ يزود بالأكياسِ سلة ظهرِك!
    عيناك مِثقابان، وساقاك برقة منجل!
    كنت سهما في الريحِ، تُرقصُ عسكرهم من حولك!
    وأنت ابنُ أمّ الشرش!
    ساكنة الكوخ الغرفة، ثَملت بعودة الفدائيين، فهرولت بالجموعِ إلى الثكنةِ، هزّت ظهرها المكسور، ثمّ هاجت مثل قطة، يوم تلونت الشمسُ، والنسوةُ عن الزغاريد أفرجن!
    كنت تُحملُ إليها؛ فتصرخ:
    - هل مات؟
    فتطلّ بعينيك المِثقابين لتغمز:
    - لا
    ثم على أيدي الناسِ تُرفع إلى المستشفى!
    بطحالٍ مثقوب، أو بوجهٍ مشروخٍ، أو بشظايا سدّت عينك، كنت دوما تأتي محمولا، وهي - يتقدمها ظهرٍها - تهرول خلفك!
    والآن عينا الضابط ساخرتان، وأمام المازدا توقف، يده لاعبت سلسلةَ المفتاح، فعبر المفتاحُ حلقك، والسلسلة كأفعى اهتزت على عنقك، فتحت مؤخرة العربة، وفرغت حملك، بيته الجميل يبعد خطوات، لكن الضابط - الذي كان فدائيا - يحب المازدا، فاستل زجاجة عطرٍ فواح، ثم رشق رشقات فزكم أنفك، وجعل ذراعَه يسندها البابُ ، وداعبت الأخرى المقود، فمه عضُّ لفافة المارلبورو، ومَنَّ عليكَ، فقذف لعينيك بأخرى!
    المازدا انطلقت مع عبقِ التفاح!
    والسيجارةُ على الأرضِ كانت مثل العقرب!
    دنياك ذابت قطرانا
    دنياك بطعمِِ العلقم!
    مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    عمر حمش
    كل سنة و أنت طيب
    ورمضان كريم

    قرأت عمر الموضوع ، فوقفت حائرا ، إلا من تأويل ، لكلمات و موقف ، و حالة
    أعجبنى الكثير من التراكيب ، و التشبيهات .. و سحت معها ، و الضابط الذى كان فدائيا .. فى السوق يساوم .. و يعرضها للباعة !

    قرأت ألما هنا ، و حزنا دفينا .. و تذكرت أيام كنت تعتب على غموضى .. و قلت فى نفسى ، و الله ما أعتب عليك .. لتكتب ما تشاء ، المهم أن تدهشنى .. و أن تسلحنى بالقوة و الجسارة !!

    محبتى عمر
    sigpic

    تعليق

    • عمر حمّش
      عضو الملتقى
      • 11-12-2008
      • 87

      #3
      ربيع عقب الباب
      كل عام وأنت طيب
      شكرا لخطوك الكريم اتجاه نصي
      دمت
      مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

      تعليق

      • مجدي السماك
        أديب وقاص
        • 23-10-2007
        • 600

        #4
        تحياتي

        تحياتي اخي المبدع عمر حمّش
        كل عام وانت بخير. نص في غاية الجمال.. لغة فيها رهبة الجمال وسلطانه. جمل جذابة جدا.نص مفعم بالانسان والحياة.
        مودتي
        عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

        تعليق

        • عمر حمّش
          عضو الملتقى
          • 11-12-2008
          • 87

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مجدي السماك مشاهدة المشاركة
          تحياتي اخي المبدع عمر حمّش
          كل عام وانت بخير. نص في غاية الجمال.. لغة فيها رهبة الجمال وسلطانه. جمل جذابة جدا.نص مفعم بالانسان والحياة.
          مودتي
          أخي مجدي
          لقد زينت النصّ بمرورك البهي، وجعلته يعبق بطيب حضورك
          دمت مبدعا كبيرا
          مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

          تعليق

          • أسماء رمرام
            أديب وكاتب
            • 29-07-2008
            • 470

            #6
            قصة مدهشة بلغة غير اعتيادية،وقفت طويلا معها،

            سلم الله يراعك أخي الكريم

            تعليق

            • عمر حمّش
              عضو الملتقى
              • 11-12-2008
              • 87

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أسماء الأخضر قاسم مشاهدة المشاركة
              قصة مدهشة بلغة غير اعتيادية،وقفت طويلا معها،



              سلم الله يراعك أخي الكريم
              سلمتِ سيدتي
              شكرا على طيب المرور
              تحيتي
              مضنيةٌ الحياةٌ... بل قُل على الظهرِ جبل!

              تعليق

              يعمل...
              X