قصة مسلسلة :
---------------
امرأة بخمسة ملايين
---------------
الحلقة الاولى :
---------
- لم تكن امرأة خارقة ولكنها كانت فاتنة .
- بناية كبيرة , جوانبها زجاجية ذات لون بني غامق , ترتفع الى ثلاثة عشر طابقا , بخلاف الدور الارضي "والروف" في اعلى السطح ....!!!
- في الدور الارضي مكتب استقبال دائري فضي اللون تجلس بداخله فتاتان , وفي احد الجوانب سلم خشبي , وفي جوانب اخرى اربعة مصاعد كهربائية , ويقف امام كل مصعد موظف استقبال بثوب "كاكي" اللون وتنتشر النباتات الخضراء في كل مكان ويوجد صف من المقاعد المريحة المخصصة للانتظار .....
- بينما الكل يقوم بعمله في الدور الارضي , وقفت سيارة "كاديلاك" فاخرة امام المبنى , وهبط منها رجل متوسط الطول , له عينان عسليتان واسعتان وشعر املس , يرفعه الى الخلف بترتيب , يتفق مع مظهره الانيق ببذلته الغامقة , ترافقه سيدة شقراء , بعيون خضراء , وشعر ذهبي طويل , مفروق من منتصف الرأس باهمال مقصود , ويوحي بفتنة صاحبته , التي لم تكن سوى المطربة العربية "مادلين حبيب " والتي لا يزيد عمرها عن الثلاثين عاما او اقل من ذلك بقليل ورفيقها هو "سامر
واسرع الحارس يفتح الباب الزجاجي الخارجي , باحترام شديد , ومادلين تتقدم بخطوات ثابتة وقوية , ورأسها مرفوعة الى اعلى بكبرياء ملحوظ , وبجانبها سامر الذي حيا موظفي الاستقبال بايماءة من رأسه مصحوبة بابتسامة خفيفة , حتى دخلا المصعد , وهما صامتان ولم يقطع الصمت سوى ابتسامة واسعة "لمادلين" وردا على نظرة اعجاب طويلة استغرق فيها سامر امامها ....!!!
ثم استعاد كل منهما جموده حين توقف المصعد بهما في الدور الحادي عشر ....!
--------------
امراه بخمسة ملايين
الحلقه 1/2
---------------------
- وفي الطريق الى مكتب "سامر شريف" ممر صغير يؤدي الى ممر طويل , وعلى الجوانب عدد من المكاتب بجدران زجاجية بيضاء , يحتلها في الغالب موظفات حسناوات , يعملن في الادارات التابعة "لسامر شريف" .
- ووقفت مديرة مكتبه , لتكون في استقباله وحارسه الخاص , يفتح له باب مكتبه السميك وقد فرشت ارضيته بسجاد من الفراء الناعم , وانتشرت المقاعد الحريرية الفاخرة على شكل دائرة في المنتصف بين مكتبه , وبين بار صغير , حيث اختارت مادلين الجلوس على واحد منها ... بينما اتجه سامر ومعه مديرة مكتبه لمناقشة بعض الامور العملية الهامة .
- كانت "مادلين" ترتدي ثوبا انيقا , يغطي جسمها كله حتى الركبتين , يبدو كأنه قطعيتن بلون اسمر داكن مطرز , باشكال ذهبية .
وبينما جلست "مادلين" تنظر الى مرآة صغيرة كان "سامر" يستمع الى مديرة مكتبه الحسناء "ندى" وهي تقدم له عقودا ليوقعها .
- ثم خرجت "ندى" وتركت "سامر" وحده مع "مادلين" التي قالت :
- مهلا ... مهلا ... لماذا انت عصبي ؟
- وابتسم لها سامر وقال لها .
- لماذا انت جالسة بعيدا ؟
- انني مرتاحة في هذا المكان .
يعني هل تريدين ان اتي انا الى جانبك ...؟
- كيفما تشاء ...
ونهض سامر من خلف مكتبة , ليجلس بالقرب منها , حاملا الاوراق في يديه وهو يقول : عقدك معنا بين هذه الاوراق .
وتطلعت اليه باهتمام وقالت : هل بامكاني ان اراه ؟
- وجلس بجانبها وقال : انت صاحبة اعلى عقد بين الفنانات عندنا ....!!!
- وقالت بهدوء وهي تبتسم , وقد ظهرت غرزتين فاتنتين على وجنتيها الموردتين :
- الا استحق ....؟
فرد سامر مباشرة قائلا : انت تعرفين انك تستحقين اكثر من ذلك ؟
وهزت رأسها بسعادة وقالت : شكرا ... شكرا ... كثيرا ....
ثم اخرج عقدها من بين الاوراق , وقدمه لها , وهو يتابعها بعينيه ...
فاتنة , وجميلة , وموهوبة , وذكية تستحق كل العناء الذي قام به ليوفق مجلس ادارة المؤسسة على عقدها ...
------------------------
امراه بخمسة ملايين
الحلقه الثانيه
---------------------
وبعد دقائق , دخل "فهد" شريك سامر وخرجت مادلين لموعد مع احد الملحنين ...
وسادت فترة صمت , انشغل فيها سامر بالتوقيع على بعض الاوراق امامه وفهد ينظر اليه مهمهما حتى دخلت ندى بالقهوة , فداعبها فهد قائلا : ما هذه الحلاوة ....!!!
وضحكت ندى قائله / سهير سالت عنك قبل شويه
ثم اقتربت لتجلس بجواره تقدم له القهوه ...
وتنحنح فهد وهو يرشف القهوة قائلا :
لقد تركتها منذ لحظات فكيف تسأل عني ...؟
فقالت ندى :. انها فقط تريد ان تعرف مكانك ....!!!
فسألها فهد باهتمام :. وهل اخبرتها انني موجود هنا عند سامر ....!!
فردت قائلة :. طبعا ياسيد فهد ....!!!
ونظر الى سامر قائلا :. ندى هذه ذكية جدا , وجميلة جدا ؟؟
فرد سامر ببرود :. اعرف هذا جيدا ....!!!
فقال فهد :. هل تسمح لي بدعوتها للعشاء ...!!!
فقال سامر دون ان ينظر اليه :. ها هي جالسة بكل جمالها وذكائها واسألها ...!!
فنظر اليها , وهو يأخذ رشفة اخرى من فنجان القهوة وسألها : ما رأيك يا ندى ...!!
فقالت ندى : بذكاء - اسفة لن اكون السبب في ازمة فنية للمؤسسة ...!!!
فسألها :. ماذا تقصدين ...؟ سهير لن تعلم بالامر ...!!
فاجابت بوضوح ... وانا لا اريده ...!!
فاكتفى فهد بذلك وسامر يقول لندى:-
لقد وقعت العقود , خذيها الان ...
فمدت ندى يدها , واخذت العقود , وفهد ينظر الى جسمها اللدن الجميل بحرارة قائلا : ما هذا السحر , وهذا الجمال ...؟؟
ثم بدا حديثا جادا مع خروج ندى وقال :.
- هل اعددت كل شئ لاحياء فكرة جمعية الاثرياء العرب .
ورد سامر :.
كل شئ جاهز , وهناك , ثلاثمائة من رجال الاعمال العرب قادمين لحضور الحفل بين اليوم وغدا باذن الله , فلا تشغل خاطرك , واطمئن ....
فسأله فهد -
وحسب معلوماتك كم لدى الثلاثمائه من ارصدة وسيوله ..
فقال سامر :.
لا تقل مجموع ثرواتهم النقديه عن مليار دولار, وهم البداية فقط !!!
- فقال فهد :.
لقد فهمت منك امس , ان الغالبية العظمى منهم تعمل في مجال الفن في الانتاج السينمائي والتلفزيوني , والفيديو , والاشرطة والاسطوانات , والملاهي ودور السينما .
- فرد سامر :.
بالطبع كان اختيارنا لهم على هذا الاساس لكنك تعرف , ان هؤلاء لا يكتفون بالاعمال الفنية فقط , وانما يستغلون ثراءهم او تبييض اموالهم من الاتجار في الممنوعات الى تجارة الفن
- فقال فهد :.
عظيم جدا ... وما هي مقترحاتك لجمعية الاثرياء العرب التي ستكون محور اجتماعنا اليس لها من اهداف سياسية خفيه- فأجاب سامر :.
بالطبع يافهد ،ولكن خارج الوطن العربي فقط ،وليس داخله اي يكون لنا تأثيرنا المهم في صناعة الحياة الاوروبيةالامريكية وهذا ما اصبو اليه طوال عمري للرد على جماعات التاثير الصهيونيه في المجتمعات الغربيه - ان شاء الله
-----------------------------
نساء في الحي الفني
الحلقه 2/2
---------------------
وتذكر سامر انه اعطي موعدا لزوجته ليلتقى بها في بيت اهلها فلبس ثيابه واتجه بسيارته الى هناك مستاذنا من شريكه فهد وصديقه الملياردير الكويتي المشهور
وفي فيللا عائلة زوجته استقبلته زوجته بتبرم شديد وهي تقول له:.
اين كنت منذ الواحده والنصف وانا اتصل بك في مكتبك ولا اجدك ...
فقال لها معتذرا عن التاخير :.
لقد كنت في استقبال ضيوف مهمين للحفل السنوي بمناسبة العام الجديد ، وكل سنه وانتم طيبون ...
وصافح حماته وحماه ، وشقيقة زوجته الصغري وقال لها :.
- هل انت مصممة على الزواج من ذلك العازف البدين ...
فردت الفتاة بدلال
نعم وماما وبابا موافقين ، ولا تنسي انه زميلي في الفرقة الموسيقيه بتاعتنا....
فرد سامر مبتسما لها
هوني عليك انا لم اقصد شيئا ابدا...
ثم استأذنت وذهبت الي غرفتها ، وشقيقتها مايا ترمقها بنظرة تأنيب .
ثم جاءت الشغاله بالقهوة وقدمتها لسامر الذي بدا يشرب دون ان ينطق بحرف واحد ، وهو يراقب حماته التي تحدجه بنظرات قاسية ...وبعد ان انتهي من شرب قهوته نظر الي الساعه فوجدها التاسعه والنصف فاستأذن لانه على موعد
ووقفت زوجته لتودعه قائله :-
طيب انا سأنام الليلة عند ماما ، واود ان تأتي هنا غدا .
وقال له والدها :. مارأيك بان تتناول الغداء معنا غدا .
فقال سامر مترددا :. لا اعرف انما سأحاول ان شاء الله .
فقال والدها :- سننتظرك حتي الساعه الثانيه والنصف .
فشكره سامر على هذه المجاملة ، وصافحهما خارجا ، وزوجته ترافقه الي الباب الخارجي ثم ودعها وركب سيارته متجها الي مبني المؤسسة حيث يوجد عدد كبير من الموظفين والموظفات الحسناوات وبعض رجال الاعمال والاثرياء في سهرة خاصة بقاعه الحفلات ، ربما يلجأ بعدها للراحه في واحده من الاستراحات الموجوده بالطابق الثالث عشر من مبني
المؤسسة ...!!
- وفجاة دخلت المطربه/ مادلين / القاعه بكامل هيئتها وزينتها ، ترافقها المليونيرة "ثريا" واحد الامراء المعروفين بصولاتهم الغراميه في الوسط الفني وكانت نمادلين نجمة الحفل التي ستطرب الاذان وقد توقف الجميع عن الرقص والغناء ، والحب والكلام عند ظهورها بين الثريه ثريا والامير الدونجوان...
ونظر سامر الي مادلين والشرر يتطاير من عينيه ، لكنها تجاهلته ، فوقف مغتاظا هائجا غيورا بطبعه على عشيقته مادلين فقال له شريكه الامريكي - من اصل فلسطيني صبري الشواف :الا تخشي ان يقول احد لزوجتك الفاتنه .... ؟؟
ولوح سامر له بيده وهو يخرج من القاعه كلها
----------------------------------
قصة مسلسلة :
لم تكن .. إمرأة خارقة ..
ولكنها كانت فاتنة ...
-------------
الحلقة الثالثه
----------
عاد سانر الى قاعة الحفل ونيران تحركه اتجاه مادلين وحاول بعض من اصدقائه تحذيره من اي انفعال
ولم يلتفت سامر لهذا التحذير ووجد نفسه يقترب بخطوات باردة من مادلين ويختار لنفسه مكانا بجوارها , بينما الجميع يطلب منها الغناء لهم وهي تعتذر , والمليونيرة "ثريا" بجانبها التي نظرت الى سامر وقالت له :
- اهلا سامر لا نراك يا رجل الا بشكل رسمي ..؟؟
- اهلا يا مدام ثريا دائما في خدمتك ...؟؟
ثم التفت الى مادلين وقال لها : لماذا لم تتصلي بي قبل حضورك الى هنا ..؟؟
فقالت له بجمود وجفاء :. وكيف لي ان اعرف بوجودك هنا ..؟
فقالت ثريا :. لقد وجدت مادلين في حالة نفسية سيئة وهي تجلس وحيدة في الفندق , تكلم نفسها وكنت ذاهبة لزيارتها ودعووتها للسهر معنا الليلة هنا , فالجميع يريدونها ومشتاقون لسماع صوتها
فهز سامر راسه موافقا وقال :.
لقد فعلت خيرا ...!!! ولكنني كنت متفقا معها على ان تاتي برفقتي الى هنا
واصابت الدهشه مادلين وسامر ينظر اليها نظرات يتطاير منها الشرر ولم يلبث ان وقف مرة اخرى تاركا القاعة متجها الى سيارته عائدا الى بيته .
------------------------------------
طوال الطريق بين مكاتب المؤسسة وبين مسكنه في مصر الجديدة , كان سامر سارحا في علاقته بمادلين واستعاد في زمن قصير , شريط ذكريات عام كامل مضى منذ ان بدات علاقته بها
ففي مثل هذا الوقت من اواخر ديسمبر العام الماضي كان , "سامر الشريف " ينتظر وصول "مادلين" لتحيي الحفل السنوي لمؤسسة الاشراف في القاهره, وقد لصطحب معه ضابط كبير لانهاء اجراءات دخول مادلين القاهره دون تاخير ومن صالة كبار الزوار .
وقد دعا بعض من الصحفيين ليكونوا في استقبالها , مع المصور الخاص لادارة العلاقات العامة بالمؤسسة , ومديرة ادارة العلاقات العامة / ندى بيروتي / ومايا/ زوجته الشقراء ذات العيون العسلية الواسعة , والتي حيت " مادلين " بباقة من الورود عند وصولها
الا ان مادلين كان يبدو عليها القلق , وهي تقول :
لقد منعوا جماعتي من الدخول معي الى هنا ..!!
فتقدم سامر اليها مصافحا , ومهنئا اياها سلامة الوصول , قائلا :
الحمد لله على السلامة مادلين ... انا سامر الشريف المدير العام بمؤسسة الاشراف
وصافحته وهي تبتسم , كمن وجد شيئا ضائعا وهي تقول :
انت " سامر الشريف " ..!؟! لقد كان معي " شقيقي " ووكيل اعمالي , ووصيفتي وقائد فرقتي الموسيقية , ولم يسمحوا لهم بالدخول الى هنا.. ارجوك ..
فرد عليها سامر مطمئنا:-
اطمئني يا مدام , فانت هنا في صالة كبار الزوار , ومعك مديرة العلاقات العامة بمؤسستنا , " ندى" , مشيرا الى ندى بجانبه .. وسوف نخرج ان شاء الله جميعنا بعد وقت قصير فلم يكن بامكاننا ان نطلب خروج احد غيرك من قاعة كبار الزوار , كما تعلمين .!!
فاتسعت ابتسامة مادلين والتصقت بسامر وقد تبدد عن وجهها الارتباك .
كان ذلك اول لقاء جمع سامر بالمطربه الشقراء الفاتنه / مادلين حبيب
---------------------------------------------------
امراه بخمسة ملايين
3/2
--------------
كانت مادلين بفستان عادي , وقد زاد عناء السفر من بريق جمالها , وسحر عينيها وشعرها الاصفر الذي تركته على جانبين بدبوسين لامعين وتجمع خلف عنقها العاجي , بشكل يوحي بانوثتها المتفجرة , وجمال جسدها الناصع البياض , الممتلئ بتناسق اخاذ مع قامتها الممشوقة , وخطواتها الواثقة , بساقين ملفوفتين باجود وارق انواع الحرير الابيض , وقد بدا هذا الجمال الفتاك , وهي تجلس على احد المقاعد في غرفة الانتظار , لتجيب على اسئلة الصحفيين , وفستانها لا يطول ابعد من الركبتين , وكانت الكاميرات تلتقط لها الصور من كل زاوية واتجاه , حين مالت الى سامر تطلب منه ان لا يسمح لاي من المصورين بنشر اي صورة لها تظهرها للقراء بشكل كامل , وهز سامر راسه موافقا , واستدار الى المصورين طالبا منهم التوقف عن التصوير , ثم رافقهم الى خارج القاعة قائلا :
ارجو ان لا تنشروا سوى صورة الوجه لمادلين .
ولم ينس وهو يودعهم مصافحا اياهم ان يقول لهم :
وانا في انتظاركم غدا بالمؤسسة لتاخذوا بطاقات الدعوة لحضور حفل المؤسسة السنوي . ثم نظر الى ساعته فوجدها السابعة صباحا , وقد مضى عشرين دقيقة على وصول مادلين التي تسال بين الحين والحين , عما تم بشان اجراءات الخروج من المطار وسامر يطمئنها , ولا يبتعد عنها وبلعت ريقها وهي تنظر باتجاه الضابط الكبير وقالت : ولكن اين حقائبي ..!!
فنظر اليها سامر وهو يرسم على وجهه ابتسامة واسعة وقال : ساحملها بنفسي اليك .. ارجوك اسمعي كلامي وسوف تستريحين تماما .. ولم تمالك نفسها من الابتسامة , فاقتربت من سامر وطبعت قبلة خفيفة وسريعة على خده الاسمر وهي تقول :
" مرسي " خالص يا سامر , لقد قالوا لي انك ستكون في انتظاري ولكني لم اتوقع مثل هذا الاستقبال الرائع ,
ونظر سامر الى سكرتيرته /ندى التي احمر وجهها , وهي ترى هذا الغزل بين مادلين وبين سامر اعلنا ومام عينيها , وكانها امام حالة حب من اول نظرة بين الاثنين , فانتبهت مادلين الى وجودها وقالت لها :
انا متاسفة جدا , بس انا فرحانة .
وتصنعت ندى ابتسامة على وجهها وهي تقول :
لا , ما فيش حاجة ابدا , ياللا بينا , ويبقوا يحصلونا براحتهم ..!!
وخرجت ندى ومادلين ورافقهما سامر والضابط الكبير حتى باب السيارة, ولم تتمالك مادلين نفسها من الفرحة والسيارة تنطلق بها خارجة من المطار فلوحت بيدها لسامر بعد ان مررتها الى شفتيها , تهديه اياه قبلة اخرى على الهواء , وبجانبها ندى التي حاولت الضغط على اعصابها , فاشاحت بوجهها الى الناحية الثانية ...!!! ثم عادت مرة اخرى , تستمع الى مادلين التي قالت : سامر سكر ولذيذ ..
حتى وصلت السيارة بالمرأتين الى منزل سامر الشريف ..!!
---------------------------------------
امراه بخمسه مليون
3/3
-----------
ومضت ساعة قبل ان يتصل سامر بمنزله ليطمئن عليها ..
وردت عليه ندى قائلة : تعال بسرعة يا سامر .. مدام "مادلين " متضايقة قوي ..
حتيجي دلوقتي .. حييجوا معاك .. كويس قوي .. وانا حا اجهز الفطار ..
واقتربت مادلين من ندى واخذت منها سماعة التليفون , وبدات تتكلم بعصبية :
ارجوك يا سامر اديني اخوي ..ايوه يا محمود ..كيفه خالد عظيم , كويس , يعني كلكم جايين .. وعادت اليها ابتسامتها مرة اخرى , وقالت لندى : وين "الكونياك" الحقيني بكاس ...
ولم تحاولندى منعها واسرعت في تلبية طلبها من الكونياك ..
وبلعت كاسا , واخرى , وثالثة , في دقيقة واحدة , ثم استرخت متمددة على مقعد كبير في صالون الفيللا , واغمضت جفونها , وارتفع ثوبها الى منتصف ساقيها العاجيتين الملفوفتين , بتناسق اخاذ , فلم تحاول ندى ان تكلمها كلمة واحدة , وطلبت لها غطاء , احضرته الشغالة بسرعة , ووضعته على مادلين التي بدت اكثر جمالا وهي نائمة , مثل السندريللا في الحكايات القديمة .. وقالت ندى" تحدث نفسها وهي تنظر الى وجه مادلين الملائكي :
من يصدق ان صاحبة هذا الوجه , لم يغمض لها جفن الا بكؤوس الكونياك ..
ومضت عشر دقائق , ووصل سامر بسيارته وفيها محمود وشقيق مادلين ووصيفتها سلوى .
ووقف جامدا للحظات امام هذا الجمال , حيث اقتربت منه زوجته وسحبته من ذراعه الى الدور العلوي من الفيللا حيث توجد غرف النوم الثلاث مع غرفة رابعة واسعة للتلفزيون والفيديو والعروض السينمائية , وقبل ان يتجه الى غرفة نومه , ذهب الى غرفة طفلتيه "هدير , وسمر" وكانت هدير قد تجاوزت العامين بشهور , اما سمر فكان عيد ميلادها الاول قد اقترب , فقبلهما على وجنتيهما , ثم قبل زوجته وقال لها :
ارجوك ان تهتمي بمادلين وياريت تصحيها , تاخذ حمام وتنام في غرفة النوم الثانية .
وردت زوجته متاففه
حاضر .. انا مش عارفة ازاي عايشة مع راجل بصباص زيك لحد دلوقت ..!!
بفرد ضاحكا / صباص , وبيموت فيكي ..
وهزته زوجته من كتفه قائله / مش على الكلام ده , وانا باحذرك اياك تقترب من مادلين دي ..!!
فقال ضاحكا /, دي رجالة من كل صنف ونوع يجروا وراها , انا جنبهم ولا حاجة , صفر على الشمال , واقل واحد من اللي يحبوها عنده ثروة بمائة مليون ..وانا كبرت مش زي الاول الواد الحليوه الحبوب , وانا في السن ده عديت الاربعين دلوقت ...
فقالت له محذره : شوف يا سامر , انا بمزاجي كنت سايباك تعمل اللي انت عايزه , لكن المرة دي مش حا اسامحك ابدا , لو خنتني وبالذات مع مادلين .. مش حارحمك وانا مايا وتعرف اني عنيده
فضمها اليه قائلا / ياشيخة حرام عليك الظلم ده ..
ومازحته وهي بين ذراعيه / طيب يا مظلوم افندي , اتفضل روح نام , عشان انام انا كمان ..!!
وعاد يقول لها / معلش , ولو حا اثقل عليك , خللي بالك من مادلين قبل ما تنامي ...!!
وتنهدت قائله / يوووووووووووووه خلاص .. خلاص فهمت ..
-----------------------------------
امراه بخمسة ملايين
الحلقه الرابعه
--------------
وطبع سامر قبلتين سريعتين على خد زوجته , قبل الذهاب الى غرفة نومه ..
وفي اللحظة نفسها كانت سلوى وصيفة مادلين قد ايقظتها من غفوتها القصيرة على الاريكة الكبيرة فاعتدلت وقد انحسر ثوبها مرة ثالثة عن ساقيها الفاتنتين , وكانت / مايا / زوجة سامر تهبط السلم من الدور العلوي الى الدور الارضي , و سامر ينظر من اعلى السلالم الى حيث مادلين في الدور الارضي وهذا الجمال الذي يتسابق عليه اثرياء العرب في كل مكان ولم ينظر طويلا لكي يذهب للنوم اربع ساعات قبل ان يبدا يوما جديدا ..
------------------------------
وبدا اليوم بالافطار ومصاحبته مادلين الى مبنى المؤسسه وقد تجاوزت الساعه الثانية عشر ظهرا
حين دخل معها غرفة مكتبه , وحدهما , دون حسيب او رقيب ..!!
وامسك بيديها الاثنتين ووقف امامها وجها لوجه , ونظر اليها نظرة تحمل معنى واحدا وحاول ان يقترب منها ليقبلها , فوضعت بين شفتيه وشفتيها كف يدها الذي سحبته من يده , ثم قالت له :
لا وقت للحب بيننا الان .. تعال نجلس ونتفاهم في بعض الاشياء ..
ولكنه حاول ان يجذبها اليه مرة اخرى , فقالت له باصرار : ارجوك , لا تحاول ..
ثم تركته واتجهت الى احد المقاعد في مكتبه , وامسكت واحدة من المجلات تتصفحها , وهو ينظر اليها , بنهم بالغ , وشوق شديد لالتهامها , ثم تقدم بضع خطوات وجلس على مقعد قريب من مقعدها , وهو ساهم .. فقالت له بعد ان تركت المجلة في يدها : لا تزعل مني يا سامر ...
فاعتذر لها قائلا : انا متاسف .. لم اكن اقصد الاساءة اليك ..
فردت عليه بذكاء قائلة : كثيرون حاولوا معي مثلك , ولكني رفضتهم وبقسوة اما انت , فانك تعجبني , لكني لم اتعود , على هذا الاستخفاف في الغرام ..
فكرر سامر اعتذاره لها مرة اخرى .
ثم اكملت قائلة : انا لا اقول عن نفسي باني طاهرة وعفيفة او قديسة ولكني لا ابتذل الحب , كما يظن البعض من الاثرياء , وعندما احب اي رجل لا يهمني مركزه , او ثروته او شهرته , كل ما يهمني ان اكون قد وصلت معه الى حالة تسمح لي بحبه , بغير ابتذال , او امتهان لكرامتي .
وصمتت للحظات قصيرة وقالت :
لا اخفي عليك انني لا املك عشيقا واحد في عمري كله , وهذا يجعل البعض طامعا في القرب مني , والحصول على متعته عندي , لكن هذا لايصدق تمام عني وقد تكون معلوماتك عني غير طيبة في هذا المجال , لكن كل ما اريدك ان تعرفه انه لم يصل اي رجل لجسدي , بالسرعة التي تتوقعها , او تظن اني ادير بها نشاطي الفني , وانت معذور في هذا الظن , لانك تراني محاطة دائما باغني الاغنياء وبالتاكيد تسمع عن الحفلات الخاصة والعامة التي لا يقدر عليها سوى المليونيرات ..!! لكن هذا لا يعني ابدا انني افرط بنفسي لكل من يملك مالا في هذه الدنيا , والا اصبحت حيوان يجري وراء شهوته , دون ادراك او مسئولية اتجاه فنه الذي يحبه .. وانا قبل كل شئ فنانة .. تركت الزوج الثري صاحب الجاه والمنصب والسمعة العالية , وسعيت وراء فني , وربما اكون محبة لملحن , او موسيقار اكثر من حبي لمليونير باوراقه النقدية تحت جسدي انا لست غبية, او مبتذلة لهذه الدرجة ..!!
وصمتت للحظات احتفظ سامر خلالها بصمته فاكملت حديثها او اعترافاتها لسامر قائله :-
لذا اريد ان ابحث معك موضوع وجودي الفني اريد ان اكون مادلين التي تعيش حريتها , وتنطلق من قيود تعيشها هنا وهناك , ويستغل البعض هذه القيود ضدي , من اجل تحقيق هدفه في الوصول الى ..!!اريد منك ان تساعدني لكي اتجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتي . فماذا عندك من اجلي
فهز سامر راسه مفكرا وقال :
تريدين حياة جديدة , حياة فنية خالصة للفن , وعشيقا واحدا لا اكثر .. وانا اعدك بهذه الحياة الفنية , وبالعشيق العاشق مرة واحدة .. فماذا تقولين ..؟؟
واقترب منها جالسا بجانبها ملتصقا بها وطبع قبلتين سريعتين على خدها , وضمها اليه في عناق حميم استسلمت له دون اي مقاومه ....؟؟؟؟!!!!
--------------------------------
امراه بخمسة ملايين دولار
-----------------
الحلقه 4/2
---------
قال سامر لمادلين مرة ثانيه وباصرار العاشقين
تريدين حياة جديدة , حياة فنية خالصة للفن , وعشيقا واحدا لا اكثر .. وانا اعدك بهذه الحياة الفنية , وبالعشيق العاشق مرة واحدة .. فماذا تقولين ..؟؟
سالته : هل ستبقى معي اينما ذهبت ..!!
فاعتدل قليلا رافعا راسه , وهو ياخذ وجهها بين راحتيه وقال لها :
بل ساخذك معي , اينما ذهبت , وساجلب لك السعادة كلها ..
فنظرت اليه ساهمة وقالت : السعادة بعيدة عني وعنك ..!!
- لماذا ..؟؟
- لانني معشوقة اكثر من اي عاشقة اخرى لك ..!!
- لا افهم ..
- كيف لي ان اتخلص من ماضي حياتي , ومن رجال لهم قوة النفوذ في بلادي
- بلادك هي بلادي , فلا تكترثين باحد ما دمت بجواري ..!!
- انت لا تعرف شيئا , فوراء هذه الشهرة التي وصلت اليها اكثر من رجل قوي , واكثر من رجل ثري ,
احدهم اهداني بيتا جميلا في البستان ,
والثاني اشترى لي شاليها رائعا في مونت كارلو ,
وربما يهديني احدهم فيللا جميلة في مصيف ماربيا باسبانيا ,
اصدقائي لا يعطونني نقودا اتصرف بها كيف اشاء ,
لكنهم يقيدونني بهدايا يحتاجوني فيها بعض الاحيان
وانا احتاجها لاشعر اني امتلك شيئا في هذه الدنيا ,
لكن الحقيقة هي اني لا املك شيئا ,
وما دام هناك رجال لهم قدرة التسلط علي في كل مكان اذهب اليه ..!!
- سانقذك منهم جميعا , واخذك معي لتعيشي لي ولفنك !!
- وهل يسمح هؤلاء الرجال لي بهجرهم والحياة معك ..
- لا بد ان تواجهيهم بالحقيقة , وتبتعدي عنهم , من اجل مستقبلك وحياتك ..
- كيف ...!!
- هذا هو السؤال الذي يحتاج لمواجهة . اتركي الامر لي اقلبه بما لا يسيء اليك ويبعدك عنهم
--------------------
قصة مسلسلة :
امرأة بخمسة ملاييــــن
لم تكن .. إمرأة خارقة ..
ولكنها كانت فاتنة ...
الحلقة الرابعة
وفي حفلة مادلين كان سامر بين مجموعة رجاله وبعض الحسناوات وقد شعر بان الموقف حوله يدعو للحيطة والحذر , وقد صدق حدسه , حين اقترب منه احد المدعوين مرحبا به , وقال له هامسا :
لا تركب سيارتك .. اهلا يا "سامر" .. وسامر يرد عليه بحرارة : اهلا يا ابو علي .. كيفك .. ويرد الرجل قائلا : والله زمان يا سامر.. سنين مضت .. فقال سامر وهو يدعوه للجلوس : اجلس يا ابو علي .. فجلس ابو علي بجانبه وقال له :. ولو ان بيني وبين اصدقائي موعدا , لكن ساجلس معك.. ( اذهب الى اي مكان غير غرفتك ) وقال العبارة الاخيرة بصوت منخفض.. ثم صب له "سامر" كاسا يشربه مرحبا به .. وهما يتبادلان حديث الذكريات في سنوات الجامعة , وقد فرقت بينهما الحياة فعمل ابو علي في السياسة سنوات طويلة , وتحول الى الاقتصاد في السنوات الاخيرة بدعم من بعض الجهات السياسية التي يرتبط معها سامر بعلاقات ودية منذ زمن بعيد , وكانت هذه الجهات على خلاف مستتر مع "العراب" الذي يستغل مادلين في اطماعه الخاصة ووسط حديث الذكريات قال ابو علي : "العراب" وضع خطة لقتلك الليلة .. ونظر سامر حوله بقلق لم يحاول ان يظهره , ثم كتب ورقة صغيرة وقال للحسناء بجانبه ان تذهب بها الى المسرح عند مادلين مع باقة الورد بينما استمر في حديث ضاحك مع ابو علي الذي ساله : ماذا نفعل ..؟؟
فقال له سامر : عملية بمليون دولار ..!!
فقال ابو علي : وهل تغنمها ...!!؟
فهز راسه قائلا : الحياة مغامرة .. والليلة المغامرة الكبرى !!!
ثم استاذن ابو علي , فاستوقفه سامر قائلا له :
هل تترك الحفل الان ..؟؟
فرد عليه ابو علي .. وماذا افعل ساسافر غدا الى باريس ..!! فودعه سامر وداعا حارا , وجلس لدقائق ينتظر , وقد لاحظ احدهم يستوقف ابو علي ويتحدث معه حديثا طويلا استغرق دقائق اخرى قبل ان يترك ابو علي القاعة ويخرج ..!!!
ومال سامر الى احد اعوانه قائلا : استعدوا الليلة .. هناك مخاطرة ..
فقال له دقيقة : نحن مستعدون لكل احتمال !!!
ورد سامر قائلا : الامل في ان يصل البوليس الان .. لكني خائف على ابو علي وجماعته .. يبدو انهم قد شكوا في امره معي ..!!
وكانت مادلين لا تزال تغني , وهو يريد منها ان تنهي وصلتها لتقرا الورقة التي سلمتها الحسناء لها مع باقة الورد , وقد كتب لها فيها يقول : "اتصلي بالبوليس باسمي لحمايتي .. سامر " .
وبينما هو يتحدث الى اصدقائه اقترب منه رجل جهم الوجه وقال : العرب يطلبك في لقاء خاص به ..!!
فنظر سامر اليه ثم قال له : ساتصل به بعد نهاية الحفل ان شاء الله .
وكان الرجل لا يعجبه الحديث فقال باستفزاز : انه يريدك الان ..!! ونظر سامر حواليه وقال : قلت لك ساذهب اليه ...!!
فهز الرجل راسه , وهو يتحسس موضع حدسه , ثم تراجع بضع خطوات الى الوراء , وقبل ان يتصرف اي تصرف اخر , وقف رجل اخر في وجهه وتسحبه بعيدا .
اما الورقة التي بعثها سامر الى مادلين فقد كان يهدف من ورائها معرفة الاتجاه الذي ستتجه مادلين ضده او معه ..؟؟
وقد انتظر اكثر من ربع الساعة بعد نهاية وصلتها الغنائية , ولم يحضر اي نجده من رجال البوليس , ثم اطلت بوجهها على المسرح مرة ثانية لتقديم الوصلة الثانية , وبعد ان بدات وصلتها بخمس دقائق وصلت سيارات البوليس الى الفندق , ووقفت مجموعة من الضابط على باب الصالة في حين تقدم مدير الفندق من سامر وقال له بتهذيب :
البوليس يطلبك يا سيد سامر ..!!
فنهض سامر واتجه الى خارج الصالة , وتبعه اكثر من عشرين رجلا منتشرين في انحاء الصالة , واحدا تلو الاخر , بهدوء
عجيب , لم يلحظه سوى الذين يتابعون تصرفات سامر من جماعة العراب ورجاله الذين يزيد عددهم عن ثلاثين رجل ..!!
وصافح سامر ضابط الشرطة الذي ثال له بواسطة مترجم :
لقد وصلتنا مكالمة هاتفية من سيدة لم نتبين صوتها تقول انك تستنجد طالبا المساعدة لان هناك من يهددوك بالقتل في الفندق الليلة ..!!
فقال سامر مستنكرا : لا اعرف شيئا عن هذا الموضوع ..
فنظر الضابط حوله وقال : الم تطلب النجدة منا ..!!
فقال سامر : هل طلبت النجدة بنفسي .. ام ان امراة هي التي اتصلت
بكم ..؟
فهز الضابط راسه , فاردف سامر قائلا :
وعلى العموم فان الامر يستحق منكم الاهتمام والمتابعة .. وربما يكون هناك مؤامرة ضدي , لان الاغتيالات كثيرة في هذا الصيف الساخن ..!!
فرد الضابط بجفاء قائلا : ما دمت خائفا لماذا حضرت الى هنا ..؟؟
فقال سامر : انا لست خائفا ..!!
وماذا تطلب منا الان ..؟؟
لا اطلب سوى الامان ..
ليس امامك سوى ان تركب اي طائرة خارج البلاد
هل تطردني ..
ليس كذلك , ولكن الامان الذي تطلبه امر نسبي ..
سابقى , وقد حجزت مكانا للسفر يوم 31 يوليو ..
نتمنى لك اجازة موفقة ..
اشكرك ..
ثم عاد سامر الى الصالة مرة ثانية , وتبعه اعوانه من مختلف الجهات واحدا تلو الاخر , ولم تمض خمس دقائق حتى بدات معركة بالايدي والزجاجات بين رجال سامر ورجال العراب , ومادلين تغني على بعد , ولم يمضي على هذه الاحداث اكتر من ثلاثة اسابيع , حين نشر في الصحف خبر وفاة العراب بالسكتة القلبية في منزله بجنيف , وشعر سامر وهو يقرا الخبر بارتياح شديد , واحتفل بموت العراب مع شركائه في سهرة كبيرة بقاعة الحفلات فى مبنى المؤسسة .. واثناء احتفاله بالمناسبة اتصلت به مادلين تليفونيا وطلبت منه ان يلتقي بها في اقرب فرصة ممكنة فحدد لها موعدا ومعها مدير اعمالها , لتصبح منذ ذلك اليوم قبل اربعة اشهر ملكا له وحده ..
وكان يسال نفسه : الى متى ستبقى معه وحده ..؟؟
فظهورها مع المليونيرة ثريا لا يطمئن ابدا ..
وبينما هو يفكر , رن جرس الهاتف , وكانت المطربة الممثلة ايمان على الخط الاخر بصوتها الناعم العذب تقول :
لقد طلبتك اكثر من مرة في المؤسسة حتى عرفت انك في بيتك ..
وصلتني الدعوة لحضور حفلة المؤسسة واريد ان اشكرك ..
اهلا يا ايمان با اقول ايه .. انا قاعد لوحدي .. ايه رايك تيجي تتكلم وتكمل السهرة سوا عندي في الفيللا ..
- اما ماجي فين ..
ماجي في بيت اهلها ومش حاترجع ..!!
- بس الوقت متاخر دلوقت ..!!
- متاخر ايه الساعة محصلتش احداشر ..!!
- مسافة السكة , واكون عندك ..!!
- باستناك ..!!
واغلق السماعة , وهو يذكر شباب وجمال وفتنة ايمان ودلالها عليه , رغم اهتمامه بها ورعايته لها , حتى غدت نجمة الشباك الاولى في السينما , وسبقت كواكب السينما كلهن , وارتفع اجرها في الفيلم الواحد خلال ستة اعوام هي كل عمرها الفني عدة مرات وهي لم تتجاوز السادسة والعشرين او السابعة والعشرين من عمرها ..!! متوسطة الطول , خضراء العينين ممتلئة , وشعرها ناعم وطويل ولها شفتين ممتلئتين فائقتين , وانف اسطواني رقيق وصدر ناهد بارز , ولم تتزوج حتى تلك اللحظة , رغم تهافت الرجال عليها من كل حدب وصوب , ان كان من زملائها الممثلين او من المخرجين او من رجال المال والاعمال , وقد رفضت اكثر من مرة دعوات خاصة لها من سامر معلنا اعجابه بفتنتها وجمالها .
---------------
امرأة بخمسة ملايين
---------------
الحلقة الاولى :
---------
- لم تكن امرأة خارقة ولكنها كانت فاتنة .
- بناية كبيرة , جوانبها زجاجية ذات لون بني غامق , ترتفع الى ثلاثة عشر طابقا , بخلاف الدور الارضي "والروف" في اعلى السطح ....!!!
- في الدور الارضي مكتب استقبال دائري فضي اللون تجلس بداخله فتاتان , وفي احد الجوانب سلم خشبي , وفي جوانب اخرى اربعة مصاعد كهربائية , ويقف امام كل مصعد موظف استقبال بثوب "كاكي" اللون وتنتشر النباتات الخضراء في كل مكان ويوجد صف من المقاعد المريحة المخصصة للانتظار .....
- بينما الكل يقوم بعمله في الدور الارضي , وقفت سيارة "كاديلاك" فاخرة امام المبنى , وهبط منها رجل متوسط الطول , له عينان عسليتان واسعتان وشعر املس , يرفعه الى الخلف بترتيب , يتفق مع مظهره الانيق ببذلته الغامقة , ترافقه سيدة شقراء , بعيون خضراء , وشعر ذهبي طويل , مفروق من منتصف الرأس باهمال مقصود , ويوحي بفتنة صاحبته , التي لم تكن سوى المطربة العربية "مادلين حبيب " والتي لا يزيد عمرها عن الثلاثين عاما او اقل من ذلك بقليل ورفيقها هو "سامر
واسرع الحارس يفتح الباب الزجاجي الخارجي , باحترام شديد , ومادلين تتقدم بخطوات ثابتة وقوية , ورأسها مرفوعة الى اعلى بكبرياء ملحوظ , وبجانبها سامر الذي حيا موظفي الاستقبال بايماءة من رأسه مصحوبة بابتسامة خفيفة , حتى دخلا المصعد , وهما صامتان ولم يقطع الصمت سوى ابتسامة واسعة "لمادلين" وردا على نظرة اعجاب طويلة استغرق فيها سامر امامها ....!!!
ثم استعاد كل منهما جموده حين توقف المصعد بهما في الدور الحادي عشر ....!
--------------
امراه بخمسة ملايين
الحلقه 1/2
---------------------
- وفي الطريق الى مكتب "سامر شريف" ممر صغير يؤدي الى ممر طويل , وعلى الجوانب عدد من المكاتب بجدران زجاجية بيضاء , يحتلها في الغالب موظفات حسناوات , يعملن في الادارات التابعة "لسامر شريف" .
- ووقفت مديرة مكتبه , لتكون في استقباله وحارسه الخاص , يفتح له باب مكتبه السميك وقد فرشت ارضيته بسجاد من الفراء الناعم , وانتشرت المقاعد الحريرية الفاخرة على شكل دائرة في المنتصف بين مكتبه , وبين بار صغير , حيث اختارت مادلين الجلوس على واحد منها ... بينما اتجه سامر ومعه مديرة مكتبه لمناقشة بعض الامور العملية الهامة .
- كانت "مادلين" ترتدي ثوبا انيقا , يغطي جسمها كله حتى الركبتين , يبدو كأنه قطعيتن بلون اسمر داكن مطرز , باشكال ذهبية .
وبينما جلست "مادلين" تنظر الى مرآة صغيرة كان "سامر" يستمع الى مديرة مكتبه الحسناء "ندى" وهي تقدم له عقودا ليوقعها .
- ثم خرجت "ندى" وتركت "سامر" وحده مع "مادلين" التي قالت :
- مهلا ... مهلا ... لماذا انت عصبي ؟
- وابتسم لها سامر وقال لها .
- لماذا انت جالسة بعيدا ؟
- انني مرتاحة في هذا المكان .
يعني هل تريدين ان اتي انا الى جانبك ...؟
- كيفما تشاء ...
ونهض سامر من خلف مكتبة , ليجلس بالقرب منها , حاملا الاوراق في يديه وهو يقول : عقدك معنا بين هذه الاوراق .
وتطلعت اليه باهتمام وقالت : هل بامكاني ان اراه ؟
- وجلس بجانبها وقال : انت صاحبة اعلى عقد بين الفنانات عندنا ....!!!
- وقالت بهدوء وهي تبتسم , وقد ظهرت غرزتين فاتنتين على وجنتيها الموردتين :
- الا استحق ....؟
فرد سامر مباشرة قائلا : انت تعرفين انك تستحقين اكثر من ذلك ؟
وهزت رأسها بسعادة وقالت : شكرا ... شكرا ... كثيرا ....
ثم اخرج عقدها من بين الاوراق , وقدمه لها , وهو يتابعها بعينيه ...
فاتنة , وجميلة , وموهوبة , وذكية تستحق كل العناء الذي قام به ليوفق مجلس ادارة المؤسسة على عقدها ...
------------------------
امراه بخمسة ملايين
الحلقه الثانيه
---------------------
وبعد دقائق , دخل "فهد" شريك سامر وخرجت مادلين لموعد مع احد الملحنين ...
وسادت فترة صمت , انشغل فيها سامر بالتوقيع على بعض الاوراق امامه وفهد ينظر اليه مهمهما حتى دخلت ندى بالقهوة , فداعبها فهد قائلا : ما هذه الحلاوة ....!!!
وضحكت ندى قائله / سهير سالت عنك قبل شويه
ثم اقتربت لتجلس بجواره تقدم له القهوه ...
وتنحنح فهد وهو يرشف القهوة قائلا :
لقد تركتها منذ لحظات فكيف تسأل عني ...؟
فقالت ندى :. انها فقط تريد ان تعرف مكانك ....!!!
فسألها فهد باهتمام :. وهل اخبرتها انني موجود هنا عند سامر ....!!
فردت قائلة :. طبعا ياسيد فهد ....!!!
ونظر الى سامر قائلا :. ندى هذه ذكية جدا , وجميلة جدا ؟؟
فرد سامر ببرود :. اعرف هذا جيدا ....!!!
فقال فهد :. هل تسمح لي بدعوتها للعشاء ...!!!
فقال سامر دون ان ينظر اليه :. ها هي جالسة بكل جمالها وذكائها واسألها ...!!
فنظر اليها , وهو يأخذ رشفة اخرى من فنجان القهوة وسألها : ما رأيك يا ندى ...!!
فقالت ندى : بذكاء - اسفة لن اكون السبب في ازمة فنية للمؤسسة ...!!!
فسألها :. ماذا تقصدين ...؟ سهير لن تعلم بالامر ...!!
فاجابت بوضوح ... وانا لا اريده ...!!
فاكتفى فهد بذلك وسامر يقول لندى:-
لقد وقعت العقود , خذيها الان ...
فمدت ندى يدها , واخذت العقود , وفهد ينظر الى جسمها اللدن الجميل بحرارة قائلا : ما هذا السحر , وهذا الجمال ...؟؟
ثم بدا حديثا جادا مع خروج ندى وقال :.
- هل اعددت كل شئ لاحياء فكرة جمعية الاثرياء العرب .
ورد سامر :.
كل شئ جاهز , وهناك , ثلاثمائة من رجال الاعمال العرب قادمين لحضور الحفل بين اليوم وغدا باذن الله , فلا تشغل خاطرك , واطمئن ....
فسأله فهد -
وحسب معلوماتك كم لدى الثلاثمائه من ارصدة وسيوله ..
فقال سامر :.
لا تقل مجموع ثرواتهم النقديه عن مليار دولار, وهم البداية فقط !!!
- فقال فهد :.
لقد فهمت منك امس , ان الغالبية العظمى منهم تعمل في مجال الفن في الانتاج السينمائي والتلفزيوني , والفيديو , والاشرطة والاسطوانات , والملاهي ودور السينما .
- فرد سامر :.
بالطبع كان اختيارنا لهم على هذا الاساس لكنك تعرف , ان هؤلاء لا يكتفون بالاعمال الفنية فقط , وانما يستغلون ثراءهم او تبييض اموالهم من الاتجار في الممنوعات الى تجارة الفن
- فقال فهد :.
عظيم جدا ... وما هي مقترحاتك لجمعية الاثرياء العرب التي ستكون محور اجتماعنا اليس لها من اهداف سياسية خفيه- فأجاب سامر :.
بالطبع يافهد ،ولكن خارج الوطن العربي فقط ،وليس داخله اي يكون لنا تأثيرنا المهم في صناعة الحياة الاوروبيةالامريكية وهذا ما اصبو اليه طوال عمري للرد على جماعات التاثير الصهيونيه في المجتمعات الغربيه - ان شاء الله
-----------------------------
نساء في الحي الفني
الحلقه 2/2
---------------------
وتذكر سامر انه اعطي موعدا لزوجته ليلتقى بها في بيت اهلها فلبس ثيابه واتجه بسيارته الى هناك مستاذنا من شريكه فهد وصديقه الملياردير الكويتي المشهور
وفي فيللا عائلة زوجته استقبلته زوجته بتبرم شديد وهي تقول له:.
اين كنت منذ الواحده والنصف وانا اتصل بك في مكتبك ولا اجدك ...
فقال لها معتذرا عن التاخير :.
لقد كنت في استقبال ضيوف مهمين للحفل السنوي بمناسبة العام الجديد ، وكل سنه وانتم طيبون ...
وصافح حماته وحماه ، وشقيقة زوجته الصغري وقال لها :.
- هل انت مصممة على الزواج من ذلك العازف البدين ...
فردت الفتاة بدلال
نعم وماما وبابا موافقين ، ولا تنسي انه زميلي في الفرقة الموسيقيه بتاعتنا....
فرد سامر مبتسما لها
هوني عليك انا لم اقصد شيئا ابدا...
ثم استأذنت وذهبت الي غرفتها ، وشقيقتها مايا ترمقها بنظرة تأنيب .
ثم جاءت الشغاله بالقهوة وقدمتها لسامر الذي بدا يشرب دون ان ينطق بحرف واحد ، وهو يراقب حماته التي تحدجه بنظرات قاسية ...وبعد ان انتهي من شرب قهوته نظر الي الساعه فوجدها التاسعه والنصف فاستأذن لانه على موعد
ووقفت زوجته لتودعه قائله :-
طيب انا سأنام الليلة عند ماما ، واود ان تأتي هنا غدا .
وقال له والدها :. مارأيك بان تتناول الغداء معنا غدا .
فقال سامر مترددا :. لا اعرف انما سأحاول ان شاء الله .
فقال والدها :- سننتظرك حتي الساعه الثانيه والنصف .
فشكره سامر على هذه المجاملة ، وصافحهما خارجا ، وزوجته ترافقه الي الباب الخارجي ثم ودعها وركب سيارته متجها الي مبني المؤسسة حيث يوجد عدد كبير من الموظفين والموظفات الحسناوات وبعض رجال الاعمال والاثرياء في سهرة خاصة بقاعه الحفلات ، ربما يلجأ بعدها للراحه في واحده من الاستراحات الموجوده بالطابق الثالث عشر من مبني
المؤسسة ...!!
- وفجاة دخلت المطربه/ مادلين / القاعه بكامل هيئتها وزينتها ، ترافقها المليونيرة "ثريا" واحد الامراء المعروفين بصولاتهم الغراميه في الوسط الفني وكانت نمادلين نجمة الحفل التي ستطرب الاذان وقد توقف الجميع عن الرقص والغناء ، والحب والكلام عند ظهورها بين الثريه ثريا والامير الدونجوان...
ونظر سامر الي مادلين والشرر يتطاير من عينيه ، لكنها تجاهلته ، فوقف مغتاظا هائجا غيورا بطبعه على عشيقته مادلين فقال له شريكه الامريكي - من اصل فلسطيني صبري الشواف :الا تخشي ان يقول احد لزوجتك الفاتنه .... ؟؟
ولوح سامر له بيده وهو يخرج من القاعه كلها
----------------------------------
قصة مسلسلة :
لم تكن .. إمرأة خارقة ..
ولكنها كانت فاتنة ...
-------------
الحلقة الثالثه
----------
عاد سانر الى قاعة الحفل ونيران تحركه اتجاه مادلين وحاول بعض من اصدقائه تحذيره من اي انفعال
ولم يلتفت سامر لهذا التحذير ووجد نفسه يقترب بخطوات باردة من مادلين ويختار لنفسه مكانا بجوارها , بينما الجميع يطلب منها الغناء لهم وهي تعتذر , والمليونيرة "ثريا" بجانبها التي نظرت الى سامر وقالت له :
- اهلا سامر لا نراك يا رجل الا بشكل رسمي ..؟؟
- اهلا يا مدام ثريا دائما في خدمتك ...؟؟
ثم التفت الى مادلين وقال لها : لماذا لم تتصلي بي قبل حضورك الى هنا ..؟؟
فقالت له بجمود وجفاء :. وكيف لي ان اعرف بوجودك هنا ..؟
فقالت ثريا :. لقد وجدت مادلين في حالة نفسية سيئة وهي تجلس وحيدة في الفندق , تكلم نفسها وكنت ذاهبة لزيارتها ودعووتها للسهر معنا الليلة هنا , فالجميع يريدونها ومشتاقون لسماع صوتها
فهز سامر راسه موافقا وقال :.
لقد فعلت خيرا ...!!! ولكنني كنت متفقا معها على ان تاتي برفقتي الى هنا
واصابت الدهشه مادلين وسامر ينظر اليها نظرات يتطاير منها الشرر ولم يلبث ان وقف مرة اخرى تاركا القاعة متجها الى سيارته عائدا الى بيته .
------------------------------------
طوال الطريق بين مكاتب المؤسسة وبين مسكنه في مصر الجديدة , كان سامر سارحا في علاقته بمادلين واستعاد في زمن قصير , شريط ذكريات عام كامل مضى منذ ان بدات علاقته بها
ففي مثل هذا الوقت من اواخر ديسمبر العام الماضي كان , "سامر الشريف " ينتظر وصول "مادلين" لتحيي الحفل السنوي لمؤسسة الاشراف في القاهره, وقد لصطحب معه ضابط كبير لانهاء اجراءات دخول مادلين القاهره دون تاخير ومن صالة كبار الزوار .
وقد دعا بعض من الصحفيين ليكونوا في استقبالها , مع المصور الخاص لادارة العلاقات العامة بالمؤسسة , ومديرة ادارة العلاقات العامة / ندى بيروتي / ومايا/ زوجته الشقراء ذات العيون العسلية الواسعة , والتي حيت " مادلين " بباقة من الورود عند وصولها
الا ان مادلين كان يبدو عليها القلق , وهي تقول :
لقد منعوا جماعتي من الدخول معي الى هنا ..!!
فتقدم سامر اليها مصافحا , ومهنئا اياها سلامة الوصول , قائلا :
الحمد لله على السلامة مادلين ... انا سامر الشريف المدير العام بمؤسسة الاشراف
وصافحته وهي تبتسم , كمن وجد شيئا ضائعا وهي تقول :
انت " سامر الشريف " ..!؟! لقد كان معي " شقيقي " ووكيل اعمالي , ووصيفتي وقائد فرقتي الموسيقية , ولم يسمحوا لهم بالدخول الى هنا.. ارجوك ..
فرد عليها سامر مطمئنا:-
اطمئني يا مدام , فانت هنا في صالة كبار الزوار , ومعك مديرة العلاقات العامة بمؤسستنا , " ندى" , مشيرا الى ندى بجانبه .. وسوف نخرج ان شاء الله جميعنا بعد وقت قصير فلم يكن بامكاننا ان نطلب خروج احد غيرك من قاعة كبار الزوار , كما تعلمين .!!
فاتسعت ابتسامة مادلين والتصقت بسامر وقد تبدد عن وجهها الارتباك .
كان ذلك اول لقاء جمع سامر بالمطربه الشقراء الفاتنه / مادلين حبيب
---------------------------------------------------
امراه بخمسة ملايين
3/2
--------------
كانت مادلين بفستان عادي , وقد زاد عناء السفر من بريق جمالها , وسحر عينيها وشعرها الاصفر الذي تركته على جانبين بدبوسين لامعين وتجمع خلف عنقها العاجي , بشكل يوحي بانوثتها المتفجرة , وجمال جسدها الناصع البياض , الممتلئ بتناسق اخاذ مع قامتها الممشوقة , وخطواتها الواثقة , بساقين ملفوفتين باجود وارق انواع الحرير الابيض , وقد بدا هذا الجمال الفتاك , وهي تجلس على احد المقاعد في غرفة الانتظار , لتجيب على اسئلة الصحفيين , وفستانها لا يطول ابعد من الركبتين , وكانت الكاميرات تلتقط لها الصور من كل زاوية واتجاه , حين مالت الى سامر تطلب منه ان لا يسمح لاي من المصورين بنشر اي صورة لها تظهرها للقراء بشكل كامل , وهز سامر راسه موافقا , واستدار الى المصورين طالبا منهم التوقف عن التصوير , ثم رافقهم الى خارج القاعة قائلا :
ارجو ان لا تنشروا سوى صورة الوجه لمادلين .
ولم ينس وهو يودعهم مصافحا اياهم ان يقول لهم :
وانا في انتظاركم غدا بالمؤسسة لتاخذوا بطاقات الدعوة لحضور حفل المؤسسة السنوي . ثم نظر الى ساعته فوجدها السابعة صباحا , وقد مضى عشرين دقيقة على وصول مادلين التي تسال بين الحين والحين , عما تم بشان اجراءات الخروج من المطار وسامر يطمئنها , ولا يبتعد عنها وبلعت ريقها وهي تنظر باتجاه الضابط الكبير وقالت : ولكن اين حقائبي ..!!
فنظر اليها سامر وهو يرسم على وجهه ابتسامة واسعة وقال : ساحملها بنفسي اليك .. ارجوك اسمعي كلامي وسوف تستريحين تماما .. ولم تمالك نفسها من الابتسامة , فاقتربت من سامر وطبعت قبلة خفيفة وسريعة على خده الاسمر وهي تقول :
" مرسي " خالص يا سامر , لقد قالوا لي انك ستكون في انتظاري ولكني لم اتوقع مثل هذا الاستقبال الرائع ,
ونظر سامر الى سكرتيرته /ندى التي احمر وجهها , وهي ترى هذا الغزل بين مادلين وبين سامر اعلنا ومام عينيها , وكانها امام حالة حب من اول نظرة بين الاثنين , فانتبهت مادلين الى وجودها وقالت لها :
انا متاسفة جدا , بس انا فرحانة .
وتصنعت ندى ابتسامة على وجهها وهي تقول :
لا , ما فيش حاجة ابدا , ياللا بينا , ويبقوا يحصلونا براحتهم ..!!
وخرجت ندى ومادلين ورافقهما سامر والضابط الكبير حتى باب السيارة, ولم تتمالك مادلين نفسها من الفرحة والسيارة تنطلق بها خارجة من المطار فلوحت بيدها لسامر بعد ان مررتها الى شفتيها , تهديه اياه قبلة اخرى على الهواء , وبجانبها ندى التي حاولت الضغط على اعصابها , فاشاحت بوجهها الى الناحية الثانية ...!!! ثم عادت مرة اخرى , تستمع الى مادلين التي قالت : سامر سكر ولذيذ ..
حتى وصلت السيارة بالمرأتين الى منزل سامر الشريف ..!!
---------------------------------------
امراه بخمسه مليون
3/3
-----------
ومضت ساعة قبل ان يتصل سامر بمنزله ليطمئن عليها ..
وردت عليه ندى قائلة : تعال بسرعة يا سامر .. مدام "مادلين " متضايقة قوي ..
حتيجي دلوقتي .. حييجوا معاك .. كويس قوي .. وانا حا اجهز الفطار ..
واقتربت مادلين من ندى واخذت منها سماعة التليفون , وبدات تتكلم بعصبية :
ارجوك يا سامر اديني اخوي ..ايوه يا محمود ..كيفه خالد عظيم , كويس , يعني كلكم جايين .. وعادت اليها ابتسامتها مرة اخرى , وقالت لندى : وين "الكونياك" الحقيني بكاس ...
ولم تحاولندى منعها واسرعت في تلبية طلبها من الكونياك ..
وبلعت كاسا , واخرى , وثالثة , في دقيقة واحدة , ثم استرخت متمددة على مقعد كبير في صالون الفيللا , واغمضت جفونها , وارتفع ثوبها الى منتصف ساقيها العاجيتين الملفوفتين , بتناسق اخاذ , فلم تحاول ندى ان تكلمها كلمة واحدة , وطلبت لها غطاء , احضرته الشغالة بسرعة , ووضعته على مادلين التي بدت اكثر جمالا وهي نائمة , مثل السندريللا في الحكايات القديمة .. وقالت ندى" تحدث نفسها وهي تنظر الى وجه مادلين الملائكي :
من يصدق ان صاحبة هذا الوجه , لم يغمض لها جفن الا بكؤوس الكونياك ..
ومضت عشر دقائق , ووصل سامر بسيارته وفيها محمود وشقيق مادلين ووصيفتها سلوى .
ووقف جامدا للحظات امام هذا الجمال , حيث اقتربت منه زوجته وسحبته من ذراعه الى الدور العلوي من الفيللا حيث توجد غرف النوم الثلاث مع غرفة رابعة واسعة للتلفزيون والفيديو والعروض السينمائية , وقبل ان يتجه الى غرفة نومه , ذهب الى غرفة طفلتيه "هدير , وسمر" وكانت هدير قد تجاوزت العامين بشهور , اما سمر فكان عيد ميلادها الاول قد اقترب , فقبلهما على وجنتيهما , ثم قبل زوجته وقال لها :
ارجوك ان تهتمي بمادلين وياريت تصحيها , تاخذ حمام وتنام في غرفة النوم الثانية .
وردت زوجته متاففه
حاضر .. انا مش عارفة ازاي عايشة مع راجل بصباص زيك لحد دلوقت ..!!
بفرد ضاحكا / صباص , وبيموت فيكي ..
وهزته زوجته من كتفه قائله / مش على الكلام ده , وانا باحذرك اياك تقترب من مادلين دي ..!!
فقال ضاحكا /, دي رجالة من كل صنف ونوع يجروا وراها , انا جنبهم ولا حاجة , صفر على الشمال , واقل واحد من اللي يحبوها عنده ثروة بمائة مليون ..وانا كبرت مش زي الاول الواد الحليوه الحبوب , وانا في السن ده عديت الاربعين دلوقت ...
فقالت له محذره : شوف يا سامر , انا بمزاجي كنت سايباك تعمل اللي انت عايزه , لكن المرة دي مش حا اسامحك ابدا , لو خنتني وبالذات مع مادلين .. مش حارحمك وانا مايا وتعرف اني عنيده
فضمها اليه قائلا / ياشيخة حرام عليك الظلم ده ..
ومازحته وهي بين ذراعيه / طيب يا مظلوم افندي , اتفضل روح نام , عشان انام انا كمان ..!!
وعاد يقول لها / معلش , ولو حا اثقل عليك , خللي بالك من مادلين قبل ما تنامي ...!!
وتنهدت قائله / يوووووووووووووه خلاص .. خلاص فهمت ..
-----------------------------------
امراه بخمسة ملايين
الحلقه الرابعه
--------------
وطبع سامر قبلتين سريعتين على خد زوجته , قبل الذهاب الى غرفة نومه ..
وفي اللحظة نفسها كانت سلوى وصيفة مادلين قد ايقظتها من غفوتها القصيرة على الاريكة الكبيرة فاعتدلت وقد انحسر ثوبها مرة ثالثة عن ساقيها الفاتنتين , وكانت / مايا / زوجة سامر تهبط السلم من الدور العلوي الى الدور الارضي , و سامر ينظر من اعلى السلالم الى حيث مادلين في الدور الارضي وهذا الجمال الذي يتسابق عليه اثرياء العرب في كل مكان ولم ينظر طويلا لكي يذهب للنوم اربع ساعات قبل ان يبدا يوما جديدا ..
------------------------------
وبدا اليوم بالافطار ومصاحبته مادلين الى مبنى المؤسسه وقد تجاوزت الساعه الثانية عشر ظهرا
حين دخل معها غرفة مكتبه , وحدهما , دون حسيب او رقيب ..!!
وامسك بيديها الاثنتين ووقف امامها وجها لوجه , ونظر اليها نظرة تحمل معنى واحدا وحاول ان يقترب منها ليقبلها , فوضعت بين شفتيه وشفتيها كف يدها الذي سحبته من يده , ثم قالت له :
لا وقت للحب بيننا الان .. تعال نجلس ونتفاهم في بعض الاشياء ..
ولكنه حاول ان يجذبها اليه مرة اخرى , فقالت له باصرار : ارجوك , لا تحاول ..
ثم تركته واتجهت الى احد المقاعد في مكتبه , وامسكت واحدة من المجلات تتصفحها , وهو ينظر اليها , بنهم بالغ , وشوق شديد لالتهامها , ثم تقدم بضع خطوات وجلس على مقعد قريب من مقعدها , وهو ساهم .. فقالت له بعد ان تركت المجلة في يدها : لا تزعل مني يا سامر ...
فاعتذر لها قائلا : انا متاسف .. لم اكن اقصد الاساءة اليك ..
فردت عليه بذكاء قائلة : كثيرون حاولوا معي مثلك , ولكني رفضتهم وبقسوة اما انت , فانك تعجبني , لكني لم اتعود , على هذا الاستخفاف في الغرام ..
فكرر سامر اعتذاره لها مرة اخرى .
ثم اكملت قائلة : انا لا اقول عن نفسي باني طاهرة وعفيفة او قديسة ولكني لا ابتذل الحب , كما يظن البعض من الاثرياء , وعندما احب اي رجل لا يهمني مركزه , او ثروته او شهرته , كل ما يهمني ان اكون قد وصلت معه الى حالة تسمح لي بحبه , بغير ابتذال , او امتهان لكرامتي .
وصمتت للحظات قصيرة وقالت :
لا اخفي عليك انني لا املك عشيقا واحد في عمري كله , وهذا يجعل البعض طامعا في القرب مني , والحصول على متعته عندي , لكن هذا لايصدق تمام عني وقد تكون معلوماتك عني غير طيبة في هذا المجال , لكن كل ما اريدك ان تعرفه انه لم يصل اي رجل لجسدي , بالسرعة التي تتوقعها , او تظن اني ادير بها نشاطي الفني , وانت معذور في هذا الظن , لانك تراني محاطة دائما باغني الاغنياء وبالتاكيد تسمع عن الحفلات الخاصة والعامة التي لا يقدر عليها سوى المليونيرات ..!! لكن هذا لا يعني ابدا انني افرط بنفسي لكل من يملك مالا في هذه الدنيا , والا اصبحت حيوان يجري وراء شهوته , دون ادراك او مسئولية اتجاه فنه الذي يحبه .. وانا قبل كل شئ فنانة .. تركت الزوج الثري صاحب الجاه والمنصب والسمعة العالية , وسعيت وراء فني , وربما اكون محبة لملحن , او موسيقار اكثر من حبي لمليونير باوراقه النقدية تحت جسدي انا لست غبية, او مبتذلة لهذه الدرجة ..!!
وصمتت للحظات احتفظ سامر خلالها بصمته فاكملت حديثها او اعترافاتها لسامر قائله :-
لذا اريد ان ابحث معك موضوع وجودي الفني اريد ان اكون مادلين التي تعيش حريتها , وتنطلق من قيود تعيشها هنا وهناك , ويستغل البعض هذه القيود ضدي , من اجل تحقيق هدفه في الوصول الى ..!!اريد منك ان تساعدني لكي اتجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتي . فماذا عندك من اجلي
فهز سامر راسه مفكرا وقال :
تريدين حياة جديدة , حياة فنية خالصة للفن , وعشيقا واحدا لا اكثر .. وانا اعدك بهذه الحياة الفنية , وبالعشيق العاشق مرة واحدة .. فماذا تقولين ..؟؟
واقترب منها جالسا بجانبها ملتصقا بها وطبع قبلتين سريعتين على خدها , وضمها اليه في عناق حميم استسلمت له دون اي مقاومه ....؟؟؟؟!!!!
--------------------------------
امراه بخمسة ملايين دولار
-----------------
الحلقه 4/2
---------
قال سامر لمادلين مرة ثانيه وباصرار العاشقين
تريدين حياة جديدة , حياة فنية خالصة للفن , وعشيقا واحدا لا اكثر .. وانا اعدك بهذه الحياة الفنية , وبالعشيق العاشق مرة واحدة .. فماذا تقولين ..؟؟
سالته : هل ستبقى معي اينما ذهبت ..!!
فاعتدل قليلا رافعا راسه , وهو ياخذ وجهها بين راحتيه وقال لها :
بل ساخذك معي , اينما ذهبت , وساجلب لك السعادة كلها ..
فنظرت اليه ساهمة وقالت : السعادة بعيدة عني وعنك ..!!
- لماذا ..؟؟
- لانني معشوقة اكثر من اي عاشقة اخرى لك ..!!
- لا افهم ..
- كيف لي ان اتخلص من ماضي حياتي , ومن رجال لهم قوة النفوذ في بلادي
- بلادك هي بلادي , فلا تكترثين باحد ما دمت بجواري ..!!
- انت لا تعرف شيئا , فوراء هذه الشهرة التي وصلت اليها اكثر من رجل قوي , واكثر من رجل ثري ,
احدهم اهداني بيتا جميلا في البستان ,
والثاني اشترى لي شاليها رائعا في مونت كارلو ,
وربما يهديني احدهم فيللا جميلة في مصيف ماربيا باسبانيا ,
اصدقائي لا يعطونني نقودا اتصرف بها كيف اشاء ,
لكنهم يقيدونني بهدايا يحتاجوني فيها بعض الاحيان
وانا احتاجها لاشعر اني امتلك شيئا في هذه الدنيا ,
لكن الحقيقة هي اني لا املك شيئا ,
وما دام هناك رجال لهم قدرة التسلط علي في كل مكان اذهب اليه ..!!
- سانقذك منهم جميعا , واخذك معي لتعيشي لي ولفنك !!
- وهل يسمح هؤلاء الرجال لي بهجرهم والحياة معك ..
- لا بد ان تواجهيهم بالحقيقة , وتبتعدي عنهم , من اجل مستقبلك وحياتك ..
- كيف ...!!
- هذا هو السؤال الذي يحتاج لمواجهة . اتركي الامر لي اقلبه بما لا يسيء اليك ويبعدك عنهم
--------------------
قصة مسلسلة :
امرأة بخمسة ملاييــــن
لم تكن .. إمرأة خارقة ..
ولكنها كانت فاتنة ...
الحلقة الرابعة
وفي حفلة مادلين كان سامر بين مجموعة رجاله وبعض الحسناوات وقد شعر بان الموقف حوله يدعو للحيطة والحذر , وقد صدق حدسه , حين اقترب منه احد المدعوين مرحبا به , وقال له هامسا :
لا تركب سيارتك .. اهلا يا "سامر" .. وسامر يرد عليه بحرارة : اهلا يا ابو علي .. كيفك .. ويرد الرجل قائلا : والله زمان يا سامر.. سنين مضت .. فقال سامر وهو يدعوه للجلوس : اجلس يا ابو علي .. فجلس ابو علي بجانبه وقال له :. ولو ان بيني وبين اصدقائي موعدا , لكن ساجلس معك.. ( اذهب الى اي مكان غير غرفتك ) وقال العبارة الاخيرة بصوت منخفض.. ثم صب له "سامر" كاسا يشربه مرحبا به .. وهما يتبادلان حديث الذكريات في سنوات الجامعة , وقد فرقت بينهما الحياة فعمل ابو علي في السياسة سنوات طويلة , وتحول الى الاقتصاد في السنوات الاخيرة بدعم من بعض الجهات السياسية التي يرتبط معها سامر بعلاقات ودية منذ زمن بعيد , وكانت هذه الجهات على خلاف مستتر مع "العراب" الذي يستغل مادلين في اطماعه الخاصة ووسط حديث الذكريات قال ابو علي : "العراب" وضع خطة لقتلك الليلة .. ونظر سامر حوله بقلق لم يحاول ان يظهره , ثم كتب ورقة صغيرة وقال للحسناء بجانبه ان تذهب بها الى المسرح عند مادلين مع باقة الورد بينما استمر في حديث ضاحك مع ابو علي الذي ساله : ماذا نفعل ..؟؟
فقال له سامر : عملية بمليون دولار ..!!
فقال ابو علي : وهل تغنمها ...!!؟
فهز راسه قائلا : الحياة مغامرة .. والليلة المغامرة الكبرى !!!
ثم استاذن ابو علي , فاستوقفه سامر قائلا له :
هل تترك الحفل الان ..؟؟
فرد عليه ابو علي .. وماذا افعل ساسافر غدا الى باريس ..!! فودعه سامر وداعا حارا , وجلس لدقائق ينتظر , وقد لاحظ احدهم يستوقف ابو علي ويتحدث معه حديثا طويلا استغرق دقائق اخرى قبل ان يترك ابو علي القاعة ويخرج ..!!!
ومال سامر الى احد اعوانه قائلا : استعدوا الليلة .. هناك مخاطرة ..
فقال له دقيقة : نحن مستعدون لكل احتمال !!!
ورد سامر قائلا : الامل في ان يصل البوليس الان .. لكني خائف على ابو علي وجماعته .. يبدو انهم قد شكوا في امره معي ..!!
وكانت مادلين لا تزال تغني , وهو يريد منها ان تنهي وصلتها لتقرا الورقة التي سلمتها الحسناء لها مع باقة الورد , وقد كتب لها فيها يقول : "اتصلي بالبوليس باسمي لحمايتي .. سامر " .
وبينما هو يتحدث الى اصدقائه اقترب منه رجل جهم الوجه وقال : العرب يطلبك في لقاء خاص به ..!!
فنظر سامر اليه ثم قال له : ساتصل به بعد نهاية الحفل ان شاء الله .
وكان الرجل لا يعجبه الحديث فقال باستفزاز : انه يريدك الان ..!! ونظر سامر حواليه وقال : قلت لك ساذهب اليه ...!!
فهز الرجل راسه , وهو يتحسس موضع حدسه , ثم تراجع بضع خطوات الى الوراء , وقبل ان يتصرف اي تصرف اخر , وقف رجل اخر في وجهه وتسحبه بعيدا .
اما الورقة التي بعثها سامر الى مادلين فقد كان يهدف من ورائها معرفة الاتجاه الذي ستتجه مادلين ضده او معه ..؟؟
وقد انتظر اكثر من ربع الساعة بعد نهاية وصلتها الغنائية , ولم يحضر اي نجده من رجال البوليس , ثم اطلت بوجهها على المسرح مرة ثانية لتقديم الوصلة الثانية , وبعد ان بدات وصلتها بخمس دقائق وصلت سيارات البوليس الى الفندق , ووقفت مجموعة من الضابط على باب الصالة في حين تقدم مدير الفندق من سامر وقال له بتهذيب :
البوليس يطلبك يا سيد سامر ..!!
فنهض سامر واتجه الى خارج الصالة , وتبعه اكثر من عشرين رجلا منتشرين في انحاء الصالة , واحدا تلو الاخر , بهدوء
عجيب , لم يلحظه سوى الذين يتابعون تصرفات سامر من جماعة العراب ورجاله الذين يزيد عددهم عن ثلاثين رجل ..!!
وصافح سامر ضابط الشرطة الذي ثال له بواسطة مترجم :
لقد وصلتنا مكالمة هاتفية من سيدة لم نتبين صوتها تقول انك تستنجد طالبا المساعدة لان هناك من يهددوك بالقتل في الفندق الليلة ..!!
فقال سامر مستنكرا : لا اعرف شيئا عن هذا الموضوع ..
فنظر الضابط حوله وقال : الم تطلب النجدة منا ..!!
فقال سامر : هل طلبت النجدة بنفسي .. ام ان امراة هي التي اتصلت
بكم ..؟
فهز الضابط راسه , فاردف سامر قائلا :
وعلى العموم فان الامر يستحق منكم الاهتمام والمتابعة .. وربما يكون هناك مؤامرة ضدي , لان الاغتيالات كثيرة في هذا الصيف الساخن ..!!
فرد الضابط بجفاء قائلا : ما دمت خائفا لماذا حضرت الى هنا ..؟؟
فقال سامر : انا لست خائفا ..!!
وماذا تطلب منا الان ..؟؟
لا اطلب سوى الامان ..
ليس امامك سوى ان تركب اي طائرة خارج البلاد
هل تطردني ..
ليس كذلك , ولكن الامان الذي تطلبه امر نسبي ..
سابقى , وقد حجزت مكانا للسفر يوم 31 يوليو ..
نتمنى لك اجازة موفقة ..
اشكرك ..
ثم عاد سامر الى الصالة مرة ثانية , وتبعه اعوانه من مختلف الجهات واحدا تلو الاخر , ولم تمض خمس دقائق حتى بدات معركة بالايدي والزجاجات بين رجال سامر ورجال العراب , ومادلين تغني على بعد , ولم يمضي على هذه الاحداث اكتر من ثلاثة اسابيع , حين نشر في الصحف خبر وفاة العراب بالسكتة القلبية في منزله بجنيف , وشعر سامر وهو يقرا الخبر بارتياح شديد , واحتفل بموت العراب مع شركائه في سهرة كبيرة بقاعة الحفلات فى مبنى المؤسسة .. واثناء احتفاله بالمناسبة اتصلت به مادلين تليفونيا وطلبت منه ان يلتقي بها في اقرب فرصة ممكنة فحدد لها موعدا ومعها مدير اعمالها , لتصبح منذ ذلك اليوم قبل اربعة اشهر ملكا له وحده ..
وكان يسال نفسه : الى متى ستبقى معه وحده ..؟؟
فظهورها مع المليونيرة ثريا لا يطمئن ابدا ..
وبينما هو يفكر , رن جرس الهاتف , وكانت المطربة الممثلة ايمان على الخط الاخر بصوتها الناعم العذب تقول :
لقد طلبتك اكثر من مرة في المؤسسة حتى عرفت انك في بيتك ..
وصلتني الدعوة لحضور حفلة المؤسسة واريد ان اشكرك ..
اهلا يا ايمان با اقول ايه .. انا قاعد لوحدي .. ايه رايك تيجي تتكلم وتكمل السهرة سوا عندي في الفيللا ..
- اما ماجي فين ..
ماجي في بيت اهلها ومش حاترجع ..!!
- بس الوقت متاخر دلوقت ..!!
- متاخر ايه الساعة محصلتش احداشر ..!!
- مسافة السكة , واكون عندك ..!!
- باستناك ..!!
واغلق السماعة , وهو يذكر شباب وجمال وفتنة ايمان ودلالها عليه , رغم اهتمامه بها ورعايته لها , حتى غدت نجمة الشباك الاولى في السينما , وسبقت كواكب السينما كلهن , وارتفع اجرها في الفيلم الواحد خلال ستة اعوام هي كل عمرها الفني عدة مرات وهي لم تتجاوز السادسة والعشرين او السابعة والعشرين من عمرها ..!! متوسطة الطول , خضراء العينين ممتلئة , وشعرها ناعم وطويل ولها شفتين ممتلئتين فائقتين , وانف اسطواني رقيق وصدر ناهد بارز , ولم تتزوج حتى تلك اللحظة , رغم تهافت الرجال عليها من كل حدب وصوب , ان كان من زملائها الممثلين او من المخرجين او من رجال المال والاعمال , وقد رفضت اكثر من مرة دعوات خاصة لها من سامر معلنا اعجابه بفتنتها وجمالها .
[/size]
تعليق