قصص سينمائية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    قصص سينمائية

    قصة مسلسلة :
    ---------------
    امرأة بخمسة ملايين
    ---------------
    الحلقة الاولى :
    ---------
    - لم تكن امرأة خارقة ولكنها كانت فاتنة .
    - بناية كبيرة , جوانبها زجاجية ذات لون بني غامق , ترتفع الى ثلاثة عشر طابقا , بخلاف الدور الارضي "والروف" في اعلى السطح ....!!!
    - في الدور الارضي مكتب استقبال دائري فضي اللون تجلس بداخله فتاتان , وفي احد الجوانب سلم خشبي , وفي جوانب اخرى اربعة مصاعد كهربائية , ويقف امام كل مصعد موظف استقبال بثوب "كاكي" اللون وتنتشر النباتات الخضراء في كل مكان ويوجد صف من المقاعد المريحة المخصصة للانتظار .....
    - بينما الكل يقوم بعمله في الدور الارضي , وقفت سيارة "كاديلاك" فاخرة امام المبنى , وهبط منها رجل متوسط الطول , له عينان عسليتان واسعتان وشعر املس , يرفعه الى الخلف بترتيب , يتفق مع مظهره الانيق ببذلته الغامقة , ترافقه سيدة شقراء , بعيون خضراء , وشعر ذهبي طويل , مفروق من منتصف الرأس باهمال مقصود , ويوحي بفتنة صاحبته , التي لم تكن سوى المطربة العربية "مادلين حبيب " والتي لا يزيد عمرها عن الثلاثين عاما او اقل من ذلك بقليل ورفيقها هو "سامر
    واسرع الحارس يفتح الباب الزجاجي الخارجي , باحترام شديد , ومادلين تتقدم بخطوات ثابتة وقوية , ورأسها مرفوعة الى اعلى بكبرياء ملحوظ , وبجانبها سامر الذي حيا موظفي الاستقبال بايماءة من رأسه مصحوبة بابتسامة خفيفة , حتى دخلا المصعد , وهما صامتان ولم يقطع الصمت سوى ابتسامة واسعة "لمادلين" وردا على نظرة اعجاب طويلة استغرق فيها سامر امامها ....!!!
    ثم استعاد كل منهما جموده حين توقف المصعد بهما في الدور الحادي عشر ....!
    --------------

    امراه بخمسة ملايين
    الحلقه 1/2
    ---------------------
    - وفي الطريق الى مكتب "سامر شريف" ممر صغير يؤدي الى ممر طويل , وعلى الجوانب عدد من المكاتب بجدران زجاجية بيضاء , يحتلها في الغالب موظفات حسناوات , يعملن في الادارات التابعة "لسامر شريف" .
    - ووقفت مديرة مكتبه , لتكون في استقباله وحارسه الخاص , يفتح له باب مكتبه السميك وقد فرشت ارضيته بسجاد من الفراء الناعم , وانتشرت المقاعد الحريرية الفاخرة على شكل دائرة في المنتصف بين مكتبه , وبين بار صغير , حيث اختارت مادلين الجلوس على واحد منها ... بينما اتجه سامر ومعه مديرة مكتبه لمناقشة بعض الامور العملية الهامة .
    - كانت "مادلين" ترتدي ثوبا انيقا , يغطي جسمها كله حتى الركبتين , يبدو كأنه قطعيتن بلون اسمر داكن مطرز , باشكال ذهبية .
    وبينما جلست "مادلين" تنظر الى مرآة صغيرة كان "سامر" يستمع الى مديرة مكتبه الحسناء "ندى" وهي تقدم له عقودا ليوقعها .
    - ثم خرجت "ندى" وتركت "سامر" وحده مع "مادلين" التي قالت :
    - مهلا ... مهلا ... لماذا انت عصبي ؟
    - وابتسم لها سامر وقال لها .
    - لماذا انت جالسة بعيدا ؟
    - انني مرتاحة في هذا المكان .
    يعني هل تريدين ان اتي انا الى جانبك ...؟
    - كيفما تشاء ...
    ونهض سامر من خلف مكتبة , ليجلس بالقرب منها , حاملا الاوراق في يديه وهو يقول : عقدك معنا بين هذه الاوراق .
    وتطلعت اليه باهتمام وقالت : هل بامكاني ان اراه ؟
    - وجلس بجانبها وقال : انت صاحبة اعلى عقد بين الفنانات عندنا ....!!!
    - وقالت بهدوء وهي تبتسم , وقد ظهرت غرزتين فاتنتين على وجنتيها الموردتين :
    - الا استحق ....؟
    فرد سامر مباشرة قائلا : انت تعرفين انك تستحقين اكثر من ذلك ؟
    وهزت رأسها بسعادة وقالت : شكرا ... شكرا ... كثيرا ....
    ثم اخرج عقدها من بين الاوراق , وقدمه لها , وهو يتابعها بعينيه ...
    فاتنة , وجميلة , وموهوبة , وذكية تستحق كل العناء الذي قام به ليوفق مجلس ادارة المؤسسة على عقدها ...
    ------------------------

    امراه بخمسة ملايين
    الحلقه الثانيه
    ---------------------
    وبعد دقائق , دخل "فهد" شريك سامر وخرجت مادلين لموعد مع احد الملحنين ...
    وسادت فترة صمت , انشغل فيها سامر بالتوقيع على بعض الاوراق امامه وفهد ينظر اليه مهمهما حتى دخلت ندى بالقهوة , فداعبها فهد قائلا : ما هذه الحلاوة ....!!!
    وضحكت ندى قائله / سهير سالت عنك قبل شويه
    ثم اقتربت لتجلس بجواره تقدم له القهوه ...
    وتنحنح فهد وهو يرشف القهوة قائلا :
    لقد تركتها منذ لحظات فكيف تسأل عني ...؟
    فقالت ندى :. انها فقط تريد ان تعرف مكانك ....!!!
    فسألها فهد باهتمام :. وهل اخبرتها انني موجود هنا عند سامر ....!!
    فردت قائلة :. طبعا ياسيد فهد ....!!!
    ونظر الى سامر قائلا :. ندى هذه ذكية جدا , وجميلة جدا ؟؟
    فرد سامر ببرود :. اعرف هذا جيدا ....!!!
    فقال فهد :. هل تسمح لي بدعوتها للعشاء ...!!!
    فقال سامر دون ان ينظر اليه :. ها هي جالسة بكل جمالها وذكائها واسألها ...!!
    فنظر اليها , وهو يأخذ رشفة اخرى من فنجان القهوة وسألها : ما رأيك يا ندى ...!!
    فقالت ندى : بذكاء - اسفة لن اكون السبب في ازمة فنية للمؤسسة ...!!!
    فسألها :. ماذا تقصدين ...؟ سهير لن تعلم بالامر ...!!
    فاجابت بوضوح ... وانا لا اريده ...!!
    فاكتفى فهد بذلك وسامر يقول لندى:-
    لقد وقعت العقود , خذيها الان ...
    فمدت ندى يدها , واخذت العقود , وفهد ينظر الى جسمها اللدن الجميل بحرارة قائلا : ما هذا السحر , وهذا الجمال ...؟؟
    ثم بدا حديثا جادا مع خروج ندى وقال :.
    - هل اعددت كل شئ لاحياء فكرة جمعية الاثرياء العرب .
    ورد سامر :.
    كل شئ جاهز , وهناك , ثلاثمائة من رجال الاعمال العرب قادمين لحضور الحفل بين اليوم وغدا باذن الله , فلا تشغل خاطرك , واطمئن ....
    فسأله فهد -
    وحسب معلوماتك كم لدى الثلاثمائه من ارصدة وسيوله ..
    فقال سامر :.
    لا تقل مجموع ثرواتهم النقديه عن مليار دولار, وهم البداية فقط !!!
    - فقال فهد :.
    لقد فهمت منك امس , ان الغالبية العظمى منهم تعمل في مجال الفن في الانتاج السينمائي والتلفزيوني , والفيديو , والاشرطة والاسطوانات , والملاهي ودور السينما .
    - فرد سامر :.
    بالطبع كان اختيارنا لهم على هذا الاساس لكنك تعرف , ان هؤلاء لا يكتفون بالاعمال الفنية فقط , وانما يستغلون ثراءهم او تبييض اموالهم من الاتجار في الممنوعات الى تجارة الفن
    - فقال فهد :.
    عظيم جدا ... وما هي مقترحاتك لجمعية الاثرياء العرب التي ستكون محور اجتماعنا اليس لها من اهداف سياسية خفيه- فأجاب سامر :.
    بالطبع يافهد ،ولكن خارج الوطن العربي فقط ،وليس داخله اي يكون لنا تأثيرنا المهم في صناعة الحياة الاوروبيةالامريكية وهذا ما اصبو اليه طوال عمري للرد على جماعات التاثير الصهيونيه في المجتمعات الغربيه - ان شاء الله
    -----------------------------

    نساء في الحي الفني
    الحلقه 2/2
    ---------------------
    وتذكر سامر انه اعطي موعدا لزوجته ليلتقى بها في بيت اهلها فلبس ثيابه واتجه بسيارته الى هناك مستاذنا من شريكه فهد وصديقه الملياردير الكويتي المشهور
    وفي فيللا عائلة زوجته استقبلته زوجته بتبرم شديد وهي تقول له:.
    اين كنت منذ الواحده والنصف وانا اتصل بك في مكتبك ولا اجدك ...
    فقال لها معتذرا عن التاخير :.
    لقد كنت في استقبال ضيوف مهمين للحفل السنوي بمناسبة العام الجديد ، وكل سنه وانتم طيبون ...
    وصافح حماته وحماه ، وشقيقة زوجته الصغري وقال لها :.
    - هل انت مصممة على الزواج من ذلك العازف البدين ...
    فردت الفتاة بدلال
    نعم وماما وبابا موافقين ، ولا تنسي انه زميلي في الفرقة الموسيقيه بتاعتنا....
    فرد سامر مبتسما لها
    هوني عليك انا لم اقصد شيئا ابدا...
    ثم استأذنت وذهبت الي غرفتها ، وشقيقتها مايا ترمقها بنظرة تأنيب .
    ثم جاءت الشغاله بالقهوة وقدمتها لسامر الذي بدا يشرب دون ان ينطق بحرف واحد ، وهو يراقب حماته التي تحدجه بنظرات قاسية ...وبعد ان انتهي من شرب قهوته نظر الي الساعه فوجدها التاسعه والنصف فاستأذن لانه على موعد
    ووقفت زوجته لتودعه قائله :-
    طيب انا سأنام الليلة عند ماما ، واود ان تأتي هنا غدا .
    وقال له والدها :. مارأيك بان تتناول الغداء معنا غدا .
    فقال سامر مترددا :. لا اعرف انما سأحاول ان شاء الله .
    فقال والدها :- سننتظرك حتي الساعه الثانيه والنصف .
    فشكره سامر على هذه المجاملة ، وصافحهما خارجا ، وزوجته ترافقه الي الباب الخارجي ثم ودعها وركب سيارته متجها الي مبني المؤسسة حيث يوجد عدد كبير من الموظفين والموظفات الحسناوات وبعض رجال الاعمال والاثرياء في سهرة خاصة بقاعه الحفلات ، ربما يلجأ بعدها للراحه في واحده من الاستراحات الموجوده بالطابق الثالث عشر من مبني
    المؤسسة ...!!
    - وفجاة دخلت المطربه/ مادلين / القاعه بكامل هيئتها وزينتها ، ترافقها المليونيرة "ثريا" واحد الامراء المعروفين بصولاتهم الغراميه في الوسط الفني وكانت نمادلين نجمة الحفل التي ستطرب الاذان وقد توقف الجميع عن الرقص والغناء ، والحب والكلام عند ظهورها بين الثريه ثريا والامير الدونجوان...
    ونظر سامر الي مادلين والشرر يتطاير من عينيه ، لكنها تجاهلته ، فوقف مغتاظا هائجا غيورا بطبعه على عشيقته مادلين فقال له شريكه الامريكي - من اصل فلسطيني صبري الشواف :الا تخشي ان يقول احد لزوجتك الفاتنه .... ؟؟
    ولوح سامر له بيده وهو يخرج من القاعه كلها
    ----------------------------------

    قصة مسلسلة :
    لم تكن .. إمرأة خارقة ..
    ولكنها كانت فاتنة ...
    -------------
    الحلقة الثالثه
    ----------
    عاد سانر الى قاعة الحفل ونيران تحركه اتجاه مادلين وحاول بعض من اصدقائه تحذيره من اي انفعال
    ولم يلتفت سامر لهذا التحذير ووجد نفسه يقترب بخطوات باردة من مادلين ويختار لنفسه مكانا بجوارها , بينما الجميع يطلب منها الغناء لهم وهي تعتذر , والمليونيرة "ثريا" بجانبها التي نظرت الى سامر وقالت له :
    - اهلا سامر لا نراك يا رجل الا بشكل رسمي ..؟؟
    - اهلا يا مدام ثريا دائما في خدمتك ...؟؟
    ثم التفت الى مادلين وقال لها : لماذا لم تتصلي بي قبل حضورك الى هنا ..؟؟
    فقالت له بجمود وجفاء :. وكيف لي ان اعرف بوجودك هنا ..؟
    فقالت ثريا :. لقد وجدت مادلين في حالة نفسية سيئة وهي تجلس وحيدة في الفندق , تكلم نفسها وكنت ذاهبة لزيارتها ودعووتها للسهر معنا الليلة هنا , فالجميع يريدونها ومشتاقون لسماع صوتها
    فهز سامر راسه موافقا وقال :.
    لقد فعلت خيرا ...!!! ولكنني كنت متفقا معها على ان تاتي برفقتي الى هنا
    واصابت الدهشه مادلين وسامر ينظر اليها نظرات يتطاير منها الشرر ولم يلبث ان وقف مرة اخرى تاركا القاعة متجها الى سيارته عائدا الى بيته .
    ------------------------------------
    طوال الطريق بين مكاتب المؤسسة وبين مسكنه في مصر الجديدة , كان سامر سارحا في علاقته بمادلين واستعاد في زمن قصير , شريط ذكريات عام كامل مضى منذ ان بدات علاقته بها
    ففي مثل هذا الوقت من اواخر ديسمبر العام الماضي كان , "سامر الشريف " ينتظر وصول "مادلين" لتحيي الحفل السنوي لمؤسسة الاشراف في القاهره, وقد لصطحب معه ضابط كبير لانهاء اجراءات دخول مادلين القاهره دون تاخير ومن صالة كبار الزوار .
    وقد دعا بعض من الصحفيين ليكونوا في استقبالها , مع المصور الخاص لادارة العلاقات العامة بالمؤسسة , ومديرة ادارة العلاقات العامة / ندى بيروتي / ومايا/ زوجته الشقراء ذات العيون العسلية الواسعة , والتي حيت " مادلين " بباقة من الورود عند وصولها
    الا ان مادلين كان يبدو عليها القلق , وهي تقول :
    لقد منعوا جماعتي من الدخول معي الى هنا ..!!
    فتقدم سامر اليها مصافحا , ومهنئا اياها سلامة الوصول , قائلا :
    الحمد لله على السلامة مادلين ... انا سامر الشريف المدير العام بمؤسسة الاشراف
    وصافحته وهي تبتسم , كمن وجد شيئا ضائعا وهي تقول :
    انت " سامر الشريف " ..!؟! لقد كان معي " شقيقي " ووكيل اعمالي , ووصيفتي وقائد فرقتي الموسيقية , ولم يسمحوا لهم بالدخول الى هنا.. ارجوك ..
    فرد عليها سامر مطمئنا:-
    اطمئني يا مدام , فانت هنا في صالة كبار الزوار , ومعك مديرة العلاقات العامة بمؤسستنا , " ندى" , مشيرا الى ندى بجانبه .. وسوف نخرج ان شاء الله جميعنا بعد وقت قصير فلم يكن بامكاننا ان نطلب خروج احد غيرك من قاعة كبار الزوار , كما تعلمين .!!
    فاتسعت ابتسامة مادلين والتصقت بسامر وقد تبدد عن وجهها الارتباك .
    كان ذلك اول لقاء جمع سامر بالمطربه الشقراء الفاتنه / مادلين حبيب
    ---------------------------------------------------

    امراه بخمسة ملايين
    3/2
    --------------
    كانت مادلين بفستان عادي , وقد زاد عناء السفر من بريق جمالها , وسحر عينيها وشعرها الاصفر الذي تركته على جانبين بدبوسين لامعين وتجمع خلف عنقها العاجي , بشكل يوحي بانوثتها المتفجرة , وجمال جسدها الناصع البياض , الممتلئ بتناسق اخاذ مع قامتها الممشوقة , وخطواتها الواثقة , بساقين ملفوفتين باجود وارق انواع الحرير الابيض , وقد بدا هذا الجمال الفتاك , وهي تجلس على احد المقاعد في غرفة الانتظار , لتجيب على اسئلة الصحفيين , وفستانها لا يطول ابعد من الركبتين , وكانت الكاميرات تلتقط لها الصور من كل زاوية واتجاه , حين مالت الى سامر تطلب منه ان لا يسمح لاي من المصورين بنشر اي صورة لها تظهرها للقراء بشكل كامل , وهز سامر راسه موافقا , واستدار الى المصورين طالبا منهم التوقف عن التصوير , ثم رافقهم الى خارج القاعة قائلا :
    ارجو ان لا تنشروا سوى صورة الوجه لمادلين .
    ولم ينس وهو يودعهم مصافحا اياهم ان يقول لهم :
    وانا في انتظاركم غدا بالمؤسسة لتاخذوا بطاقات الدعوة لحضور حفل المؤسسة السنوي . ثم نظر الى ساعته فوجدها السابعة صباحا , وقد مضى عشرين دقيقة على وصول مادلين التي تسال بين الحين والحين , عما تم بشان اجراءات الخروج من المطار وسامر يطمئنها , ولا يبتعد عنها وبلعت ريقها وهي تنظر باتجاه الضابط الكبير وقالت : ولكن اين حقائبي ..!!
    فنظر اليها سامر وهو يرسم على وجهه ابتسامة واسعة وقال : ساحملها بنفسي اليك .. ارجوك اسمعي كلامي وسوف تستريحين تماما .. ولم تمالك نفسها من الابتسامة , فاقتربت من سامر وطبعت قبلة خفيفة وسريعة على خده الاسمر وهي تقول :
    " مرسي " خالص يا سامر , لقد قالوا لي انك ستكون في انتظاري ولكني لم اتوقع مثل هذا الاستقبال الرائع ,
    ونظر سامر الى سكرتيرته /ندى التي احمر وجهها , وهي ترى هذا الغزل بين مادلين وبين سامر اعلنا ومام عينيها , وكانها امام حالة حب من اول نظرة بين الاثنين , فانتبهت مادلين الى وجودها وقالت لها :
    انا متاسفة جدا , بس انا فرحانة .
    وتصنعت ندى ابتسامة على وجهها وهي تقول :
    لا , ما فيش حاجة ابدا , ياللا بينا , ويبقوا يحصلونا براحتهم ..!!
    وخرجت ندى ومادلين ورافقهما سامر والضابط الكبير حتى باب السيارة, ولم تتمالك مادلين نفسها من الفرحة والسيارة تنطلق بها خارجة من المطار فلوحت بيدها لسامر بعد ان مررتها الى شفتيها , تهديه اياه قبلة اخرى على الهواء , وبجانبها ندى التي حاولت الضغط على اعصابها , فاشاحت بوجهها الى الناحية الثانية ...!!! ثم عادت مرة اخرى , تستمع الى مادلين التي قالت : سامر سكر ولذيذ ..
    حتى وصلت السيارة بالمرأتين الى منزل سامر الشريف ..!!
    ---------------------------------------
    امراه بخمسه مليون
    3/3
    -----------
    ومضت ساعة قبل ان يتصل سامر بمنزله ليطمئن عليها ..
    وردت عليه ندى قائلة : تعال بسرعة يا سامر .. مدام "مادلين " متضايقة قوي ..
    حتيجي دلوقتي .. حييجوا معاك .. كويس قوي .. وانا حا اجهز الفطار ..
    واقتربت مادلين من ندى واخذت منها سماعة التليفون , وبدات تتكلم بعصبية :
    ارجوك يا سامر اديني اخوي ..ايوه يا محمود ..كيفه خالد عظيم , كويس , يعني كلكم جايين .. وعادت اليها ابتسامتها مرة اخرى , وقالت لندى : وين "الكونياك" الحقيني بكاس ...
    ولم تحاولندى منعها واسرعت في تلبية طلبها من الكونياك ..
    وبلعت كاسا , واخرى , وثالثة , في دقيقة واحدة , ثم استرخت متمددة على مقعد كبير في صالون الفيللا , واغمضت جفونها , وارتفع ثوبها الى منتصف ساقيها العاجيتين الملفوفتين , بتناسق اخاذ , فلم تحاول ندى ان تكلمها كلمة واحدة , وطلبت لها غطاء , احضرته الشغالة بسرعة , ووضعته على مادلين التي بدت اكثر جمالا وهي نائمة , مثل السندريللا في الحكايات القديمة .. وقالت ندى" تحدث نفسها وهي تنظر الى وجه مادلين الملائكي :
    من يصدق ان صاحبة هذا الوجه , لم يغمض لها جفن الا بكؤوس الكونياك ..
    ومضت عشر دقائق , ووصل سامر بسيارته وفيها محمود وشقيق مادلين ووصيفتها سلوى .
    ووقف جامدا للحظات امام هذا الجمال , حيث اقتربت منه زوجته وسحبته من ذراعه الى الدور العلوي من الفيللا حيث توجد غرف النوم الثلاث مع غرفة رابعة واسعة للتلفزيون والفيديو والعروض السينمائية , وقبل ان يتجه الى غرفة نومه , ذهب الى غرفة طفلتيه "هدير , وسمر" وكانت هدير قد تجاوزت العامين بشهور , اما سمر فكان عيد ميلادها الاول قد اقترب , فقبلهما على وجنتيهما , ثم قبل زوجته وقال لها :
    ارجوك ان تهتمي بمادلين وياريت تصحيها , تاخذ حمام وتنام في غرفة النوم الثانية .
    وردت زوجته متاففه
    حاضر .. انا مش عارفة ازاي عايشة مع راجل بصباص زيك لحد دلوقت ..!!
    بفرد ضاحكا / صباص , وبيموت فيكي ..
    وهزته زوجته من كتفه قائله / مش على الكلام ده , وانا باحذرك اياك تقترب من مادلين دي ..!!
    فقال ضاحكا /, دي رجالة من كل صنف ونوع يجروا وراها , انا جنبهم ولا حاجة , صفر على الشمال , واقل واحد من اللي يحبوها عنده ثروة بمائة مليون ..وانا كبرت مش زي الاول الواد الحليوه الحبوب , وانا في السن ده عديت الاربعين دلوقت ...
    فقالت له محذره : شوف يا سامر , انا بمزاجي كنت سايباك تعمل اللي انت عايزه , لكن المرة دي مش حا اسامحك ابدا , لو خنتني وبالذات مع مادلين .. مش حارحمك وانا مايا وتعرف اني عنيده
    فضمها اليه قائلا / ياشيخة حرام عليك الظلم ده ..
    ومازحته وهي بين ذراعيه / طيب يا مظلوم افندي , اتفضل روح نام , عشان انام انا كمان ..!!
    وعاد يقول لها / معلش , ولو حا اثقل عليك , خللي بالك من مادلين قبل ما تنامي ...!!
    وتنهدت قائله / يوووووووووووووه خلاص .. خلاص فهمت ..
    -----------------------------------
    امراه بخمسة ملايين
    الحلقه الرابعه
    --------------
    وطبع سامر قبلتين سريعتين على خد زوجته , قبل الذهاب الى غرفة نومه ..
    وفي اللحظة نفسها كانت سلوى وصيفة مادلين قد ايقظتها من غفوتها القصيرة على الاريكة الكبيرة فاعتدلت وقد انحسر ثوبها مرة ثالثة عن ساقيها الفاتنتين , وكانت / مايا / زوجة سامر تهبط السلم من الدور العلوي الى الدور الارضي , و سامر ينظر من اعلى السلالم الى حيث مادلين في الدور الارضي وهذا الجمال الذي يتسابق عليه اثرياء العرب في كل مكان ولم ينظر طويلا لكي يذهب للنوم اربع ساعات قبل ان يبدا يوما جديدا ..
    ------------------------------
    وبدا اليوم بالافطار ومصاحبته مادلين الى مبنى المؤسسه وقد تجاوزت الساعه الثانية عشر ظهرا
    حين دخل معها غرفة مكتبه , وحدهما , دون حسيب او رقيب ..!!
    وامسك بيديها الاثنتين ووقف امامها وجها لوجه , ونظر اليها نظرة تحمل معنى واحدا وحاول ان يقترب منها ليقبلها , فوضعت بين شفتيه وشفتيها كف يدها الذي سحبته من يده , ثم قالت له :
    لا وقت للحب بيننا الان .. تعال نجلس ونتفاهم في بعض الاشياء ..
    ولكنه حاول ان يجذبها اليه مرة اخرى , فقالت له باصرار : ارجوك , لا تحاول ..
    ثم تركته واتجهت الى احد المقاعد في مكتبه , وامسكت واحدة من المجلات تتصفحها , وهو ينظر اليها , بنهم بالغ , وشوق شديد لالتهامها , ثم تقدم بضع خطوات وجلس على مقعد قريب من مقعدها , وهو ساهم .. فقالت له بعد ان تركت المجلة في يدها : لا تزعل مني يا سامر ...
    فاعتذر لها قائلا : انا متاسف .. لم اكن اقصد الاساءة اليك ..
    فردت عليه بذكاء قائلة : كثيرون حاولوا معي مثلك , ولكني رفضتهم وبقسوة اما انت , فانك تعجبني , لكني لم اتعود , على هذا الاستخفاف في الغرام ..
    فكرر سامر اعتذاره لها مرة اخرى .
    ثم اكملت قائلة : انا لا اقول عن نفسي باني طاهرة وعفيفة او قديسة ولكني لا ابتذل الحب , كما يظن البعض من الاثرياء , وعندما احب اي رجل لا يهمني مركزه , او ثروته او شهرته , كل ما يهمني ان اكون قد وصلت معه الى حالة تسمح لي بحبه , بغير ابتذال , او امتهان لكرامتي .
    وصمتت للحظات قصيرة وقالت :
    لا اخفي عليك انني لا املك عشيقا واحد في عمري كله , وهذا يجعل البعض طامعا في القرب مني , والحصول على متعته عندي , لكن هذا لايصدق تمام عني وقد تكون معلوماتك عني غير طيبة في هذا المجال , لكن كل ما اريدك ان تعرفه انه لم يصل اي رجل لجسدي , بالسرعة التي تتوقعها , او تظن اني ادير بها نشاطي الفني , وانت معذور في هذا الظن , لانك تراني محاطة دائما باغني الاغنياء وبالتاكيد تسمع عن الحفلات الخاصة والعامة التي لا يقدر عليها سوى المليونيرات ..!! لكن هذا لا يعني ابدا انني افرط بنفسي لكل من يملك مالا في هذه الدنيا , والا اصبحت حيوان يجري وراء شهوته , دون ادراك او مسئولية اتجاه فنه الذي يحبه .. وانا قبل كل شئ فنانة .. تركت الزوج الثري صاحب الجاه والمنصب والسمعة العالية , وسعيت وراء فني , وربما اكون محبة لملحن , او موسيقار اكثر من حبي لمليونير باوراقه النقدية تحت جسدي انا لست غبية, او مبتذلة لهذه الدرجة ..!!
    وصمتت للحظات احتفظ سامر خلالها بصمته فاكملت حديثها او اعترافاتها لسامر قائله :-
    لذا اريد ان ابحث معك موضوع وجودي الفني اريد ان اكون مادلين التي تعيش حريتها , وتنطلق من قيود تعيشها هنا وهناك , ويستغل البعض هذه القيود ضدي , من اجل تحقيق هدفه في الوصول الى ..!!اريد منك ان تساعدني لكي اتجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتي . فماذا عندك من اجلي
    فهز سامر راسه مفكرا وقال :
    تريدين حياة جديدة , حياة فنية خالصة للفن , وعشيقا واحدا لا اكثر .. وانا اعدك بهذه الحياة الفنية , وبالعشيق العاشق مرة واحدة .. فماذا تقولين ..؟؟
    واقترب منها جالسا بجانبها ملتصقا بها وطبع قبلتين سريعتين على خدها , وضمها اليه في عناق حميم استسلمت له دون اي مقاومه ....؟؟؟؟!!!!
    --------------------------------
    امراه بخمسة ملايين دولار
    -----------------
    الحلقه 4/2
    ---------
    قال سامر لمادلين مرة ثانيه وباصرار العاشقين
    تريدين حياة جديدة , حياة فنية خالصة للفن , وعشيقا واحدا لا اكثر .. وانا اعدك بهذه الحياة الفنية , وبالعشيق العاشق مرة واحدة .. فماذا تقولين ..؟؟
    سالته : هل ستبقى معي اينما ذهبت ..!!
    فاعتدل قليلا رافعا راسه , وهو ياخذ وجهها بين راحتيه وقال لها :
    بل ساخذك معي , اينما ذهبت , وساجلب لك السعادة كلها ..
    فنظرت اليه ساهمة وقالت : السعادة بعيدة عني وعنك ..!!
    - لماذا ..؟؟
    - لانني معشوقة اكثر من اي عاشقة اخرى لك ..!!
    - لا افهم ..
    - كيف لي ان اتخلص من ماضي حياتي , ومن رجال لهم قوة النفوذ في بلادي
    - بلادك هي بلادي , فلا تكترثين باحد ما دمت بجواري ..!!
    - انت لا تعرف شيئا , فوراء هذه الشهرة التي وصلت اليها اكثر من رجل قوي , واكثر من رجل ثري ,
    احدهم اهداني بيتا جميلا في البستان ,
    والثاني اشترى لي شاليها رائعا في مونت كارلو ,
    وربما يهديني احدهم فيللا جميلة في مصيف ماربيا باسبانيا ,
    اصدقائي لا يعطونني نقودا اتصرف بها كيف اشاء ,
    لكنهم يقيدونني بهدايا يحتاجوني فيها بعض الاحيان
    وانا احتاجها لاشعر اني امتلك شيئا في هذه الدنيا ,
    لكن الحقيقة هي اني لا املك شيئا ,
    وما دام هناك رجال لهم قدرة التسلط علي في كل مكان اذهب اليه ..!!
    - سانقذك منهم جميعا , واخذك معي لتعيشي لي ولفنك !!
    - وهل يسمح هؤلاء الرجال لي بهجرهم والحياة معك ..
    - لا بد ان تواجهيهم بالحقيقة , وتبتعدي عنهم , من اجل مستقبلك وحياتك ..
    - كيف ...!!
    - هذا هو السؤال الذي يحتاج لمواجهة . اتركي الامر لي اقلبه بما لا يسيء اليك ويبعدك عنهم
    --------------------

    قصة مسلسلة :
    امرأة بخمسة ملاييــــن
    لم تكن .. إمرأة خارقة ..
    ولكنها كانت فاتنة ...
    الحلقة الرابعة
    وفي حفلة مادلين كان سامر بين مجموعة رجاله وبعض الحسناوات وقد شعر بان الموقف حوله يدعو للحيطة والحذر , وقد صدق حدسه , حين اقترب منه احد المدعوين مرحبا به , وقال له هامسا :
    لا تركب سيارتك .. اهلا يا "سامر" .. وسامر يرد عليه بحرارة : اهلا يا ابو علي .. كيفك .. ويرد الرجل قائلا : والله زمان يا سامر.. سنين مضت .. فقال سامر وهو يدعوه للجلوس : اجلس يا ابو علي .. فجلس ابو علي بجانبه وقال له :. ولو ان بيني وبين اصدقائي موعدا , لكن ساجلس معك.. ( اذهب الى اي مكان غير غرفتك ) وقال العبارة الاخيرة بصوت منخفض.. ثم صب له "سامر" كاسا يشربه مرحبا به .. وهما يتبادلان حديث الذكريات في سنوات الجامعة , وقد فرقت بينهما الحياة فعمل ابو علي في السياسة سنوات طويلة , وتحول الى الاقتصاد في السنوات الاخيرة بدعم من بعض الجهات السياسية التي يرتبط معها سامر بعلاقات ودية منذ زمن بعيد , وكانت هذه الجهات على خلاف مستتر مع "العراب" الذي يستغل مادلين في اطماعه الخاصة ووسط حديث الذكريات قال ابو علي : "العراب" وضع خطة لقتلك الليلة .. ونظر سامر حوله بقلق لم يحاول ان يظهره , ثم كتب ورقة صغيرة وقال للحسناء بجانبه ان تذهب بها الى المسرح عند مادلين مع باقة الورد بينما استمر في حديث ضاحك مع ابو علي الذي ساله : ماذا نفعل ..؟؟
    فقال له سامر : عملية بمليون دولار ..!!
    فقال ابو علي : وهل تغنمها ...!!؟
    فهز راسه قائلا : الحياة مغامرة .. والليلة المغامرة الكبرى !!!
    ثم استاذن ابو علي , فاستوقفه سامر قائلا له :
    هل تترك الحفل الان ..؟؟
    فرد عليه ابو علي .. وماذا افعل ساسافر غدا الى باريس ..!! فودعه سامر وداعا حارا , وجلس لدقائق ينتظر , وقد لاحظ احدهم يستوقف ابو علي ويتحدث معه حديثا طويلا استغرق دقائق اخرى قبل ان يترك ابو علي القاعة ويخرج ..!!!
    ومال سامر الى احد اعوانه قائلا : استعدوا الليلة .. هناك مخاطرة ..
    فقال له دقيقة : نحن مستعدون لكل احتمال !!!
    ورد سامر قائلا : الامل في ان يصل البوليس الان .. لكني خائف على ابو علي وجماعته .. يبدو انهم قد شكوا في امره معي ..!!
    وكانت مادلين لا تزال تغني , وهو يريد منها ان تنهي وصلتها لتقرا الورقة التي سلمتها الحسناء لها مع باقة الورد , وقد كتب لها فيها يقول : "اتصلي بالبوليس باسمي لحمايتي .. سامر " .
    وبينما هو يتحدث الى اصدقائه اقترب منه رجل جهم الوجه وقال : العرب يطلبك في لقاء خاص به ..!!
    فنظر سامر اليه ثم قال له : ساتصل به بعد نهاية الحفل ان شاء الله .
    وكان الرجل لا يعجبه الحديث فقال باستفزاز : انه يريدك الان ..!! ونظر سامر حواليه وقال : قلت لك ساذهب اليه ...!!
    فهز الرجل راسه , وهو يتحسس موضع حدسه , ثم تراجع بضع خطوات الى الوراء , وقبل ان يتصرف اي تصرف اخر , وقف رجل اخر في وجهه وتسحبه بعيدا .
    اما الورقة التي بعثها سامر الى مادلين فقد كان يهدف من ورائها معرفة الاتجاه الذي ستتجه مادلين ضده او معه ..؟؟
    وقد انتظر اكثر من ربع الساعة بعد نهاية وصلتها الغنائية , ولم يحضر اي نجده من رجال البوليس , ثم اطلت بوجهها على المسرح مرة ثانية لتقديم الوصلة الثانية , وبعد ان بدات وصلتها بخمس دقائق وصلت سيارات البوليس الى الفندق , ووقفت مجموعة من الضابط على باب الصالة في حين تقدم مدير الفندق من سامر وقال له بتهذيب :
    البوليس يطلبك يا سيد سامر ..!!
    فنهض سامر واتجه الى خارج الصالة , وتبعه اكثر من عشرين رجلا منتشرين في انحاء الصالة , واحدا تلو الاخر , بهدوء
    عجيب , لم يلحظه سوى الذين يتابعون تصرفات سامر من جماعة العراب ورجاله الذين يزيد عددهم عن ثلاثين رجل ..!!
    وصافح سامر ضابط الشرطة الذي ثال له بواسطة مترجم :
    لقد وصلتنا مكالمة هاتفية من سيدة لم نتبين صوتها تقول انك تستنجد طالبا المساعدة لان هناك من يهددوك بالقتل في الفندق الليلة ..!!
    فقال سامر مستنكرا : لا اعرف شيئا عن هذا الموضوع ..
    فنظر الضابط حوله وقال : الم تطلب النجدة منا ..!!
    فقال سامر : هل طلبت النجدة بنفسي .. ام ان امراة هي التي اتصلت
    بكم ..؟
    فهز الضابط راسه , فاردف سامر قائلا :
    وعلى العموم فان الامر يستحق منكم الاهتمام والمتابعة .. وربما يكون هناك مؤامرة ضدي , لان الاغتيالات كثيرة في هذا الصيف الساخن ..!!
    فرد الضابط بجفاء قائلا : ما دمت خائفا لماذا حضرت الى هنا ..؟؟
    فقال سامر : انا لست خائفا ..!!
    وماذا تطلب منا الان ..؟؟
    لا اطلب سوى الامان ..
    ليس امامك سوى ان تركب اي طائرة خارج البلاد
    هل تطردني ..
    ليس كذلك , ولكن الامان الذي تطلبه امر نسبي ..
    سابقى , وقد حجزت مكانا للسفر يوم 31 يوليو ..
    نتمنى لك اجازة موفقة ..
    اشكرك ..
    ثم عاد سامر الى الصالة مرة ثانية , وتبعه اعوانه من مختلف الجهات واحدا تلو الاخر , ولم تمض خمس دقائق حتى بدات معركة بالايدي والزجاجات بين رجال سامر ورجال العراب , ومادلين تغني على بعد , ولم يمضي على هذه الاحداث اكتر من ثلاثة اسابيع , حين نشر في الصحف خبر وفاة العراب بالسكتة القلبية في منزله بجنيف , وشعر سامر وهو يقرا الخبر بارتياح شديد , واحتفل بموت العراب مع شركائه في سهرة كبيرة بقاعة الحفلات فى مبنى المؤسسة .. واثناء احتفاله بالمناسبة اتصلت به مادلين تليفونيا وطلبت منه ان يلتقي بها في اقرب فرصة ممكنة فحدد لها موعدا ومعها مدير اعمالها , لتصبح منذ ذلك اليوم قبل اربعة اشهر ملكا له وحده ..
    وكان يسال نفسه : الى متى ستبقى معه وحده ..؟؟
    فظهورها مع المليونيرة ثريا لا يطمئن ابدا ..
    وبينما هو يفكر , رن جرس الهاتف , وكانت المطربة الممثلة ايمان على الخط الاخر بصوتها الناعم العذب تقول :
    لقد طلبتك اكثر من مرة في المؤسسة حتى عرفت انك في بيتك ..
    وصلتني الدعوة لحضور حفلة المؤسسة واريد ان اشكرك ..
    اهلا يا ايمان با اقول ايه .. انا قاعد لوحدي .. ايه رايك تيجي تتكلم وتكمل السهرة سوا عندي في الفيللا ..
    - اما ماجي فين ..
    ماجي في بيت اهلها ومش حاترجع ..!!
    - بس الوقت متاخر دلوقت ..!!
    - متاخر ايه الساعة محصلتش احداشر ..!!
    - مسافة السكة , واكون عندك ..!!
    - باستناك ..!!
    واغلق السماعة , وهو يذكر شباب وجمال وفتنة ايمان ودلالها عليه , رغم اهتمامه بها ورعايته لها , حتى غدت نجمة الشباك الاولى في السينما , وسبقت كواكب السينما كلهن , وارتفع اجرها في الفيلم الواحد خلال ستة اعوام هي كل عمرها الفني عدة مرات وهي لم تتجاوز السادسة والعشرين او السابعة والعشرين من عمرها ..!! متوسطة الطول , خضراء العينين ممتلئة , وشعرها ناعم وطويل ولها شفتين ممتلئتين فائقتين , وانف اسطواني رقيق وصدر ناهد بارز , ولم تتزوج حتى تلك اللحظة , رغم تهافت الرجال عليها من كل حدب وصوب , ان كان من زملائها الممثلين او من المخرجين او من رجال المال والاعمال , وقد رفضت اكثر من مرة دعوات خاصة لها من سامر معلنا اعجابه بفتنتها وجمالها .


    [/size]
    التعديل الأخير تم بواسطة يسري راغب; الساعة 04-09-2009, 16:48.
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    أمرأة لكل العصور
    الحلقة الاولى
    مقدمة
    حيث الشارع السينمائي العربي , نجد كل شئ في قمته ..
    وحيث تعتمد السينما في كل مكان على النساء الجميلات , نجد الحسان اشكالا والوانا ..
    وحيث ان الجميلات دوما لا يقنعن بمصيدة رجل واحد , فهن في السينما يعشن مع عدة رجال
    والرجل في السينما العربية بين ممثل ومخرج ومنتج وكاتب وناقد يسعون للجميلات كل بطريقة , نجد ان الحكايات الحقيقية عن السينما العربية وبالذات في الخمسة عشر عاما الاخيرة تدور حول اطار واحد هو الحسان والرجال من حولهن على اختلاف انماطهم ..

    المشهد الاول
    هذه امراة لن تكبر ابدا ..!!
    جملة قالها عامر لعشيقته الفاتنة "فريدة" وهو يقرا خبرا عن قرب زواج المطربة العجوز "شمس" من واحد من كبار الصحفيين المشهورين , وكان يتناول طعام الافطار , ويشرب الشاي في حديقة الفيللا التي اشتراها في لندن , ليكون قريبا من "فريدة " نجمة الطرب في الملاهي العربية هناك , والتي علقت قائلة :
    - انها امرأة شاذة ..!!
    ورد عليها "عامر" وهو ينظر الى الصحيفة قائلا :
    - وذكية ايضا ..
    وهزت "فريدة" راسها , ونظرت اليه قائلة بعتاب يشوبه بعض الدلال :
    - سمعت انك وقعت في غرامها يوما من الايام ..!!
    فقال بغير اهتمام : انها موضة قديمة
    فردت عليه فريدة : ولكنها حقيقة ..!!
    - انها عجوز تقترب من الستين ..!!
    - هل احببتها ..؟؟
    - انها تكبرني ..!!
    كثيرة هي القصص التي جمعت بين نساء ورجال مختلفة اعمارهم ..!!
    - امر طبيعي ان يرتبط الرجل بامراة اصغر منه , لكن من غير المنطقي ان يتزوج الرجل امرأة اكبر منه , وبخمس عشرة سنة , هذا صعب وشاذ..
    - لماذا .. لقد تزوجت "شمس" نفسها , رجلا يكبرها بثلاثين سنة في بداية حياتها .. ثم تزوجت برجل يصغرها بخمس عشرة سنة .. وغيرها كثيرات فهناك اورسولا اندروس تزوجت برجل اصغر منها , واليزابيث تايلور ايضا , واميرة موناكو , ولم يمنع فارق السن زواج صوفيا لورين من العجوز كارلويونتي .. والقائمة كبيرة , تضم اسماء كثيرة اذا شئت ان احصي لك مثل هذه الحالات .
    - تلك مسائل غير عادية , لا تتم الا في حالة وجود حب حقيقي بين الطرفين .. او وجود مصلحة معينة , ويمكن ان نفسر زواج "شمس" بالرجل العجوز , ثم زواجها من شاب صغير , من خلال ذلك ..!!
    - الم اقل لك انها امرأة شاذة ..!!
    - وانا لم اقل غير ذلك , لكني اضفت بانها ذكية ..!!
    - هذا ليس ذكاء , وانما انانية ..!!
    - ما اقصده بالذكاء , قدرتها العجيبة , في ان تستمر حتى هذه السن كإمرأة مرغوب فيها من الناحيتين الفنية والانسانية , وهو امر لم يسبقها احد فيه ..
    - هذا يؤكد ما قلته عن شذوذها ..!!
    - اذا كنت تقصدين بالشذوذ , سحرها الانثوي , فهذا يتفق مع ما اقصده بذكائها , وعموما لن نختلف , فالنتيجة واحدة ..!!
    - انك تدافع عنها بحرارة عجيبة ..!!
    - لاتفهميني خطا ..!!
    - لا انكر عليك بانني وقعت في غرامها , وكانت لي معها تجربة قاسية ..
    - ولا زلت تعيش ذكريات هذه التجربة معها .. اليس كذلك ؟؟
    فسالها وهو ينظر اليها متاملا تعبيرات وجهها الوردي , وعينيها الواسعتين الساحرتين , وطوق عنقها بذراعه , وقبلها على شفتيها المكتنزتين وقال :
    - انا لا احب سواك الان ..!!
    ونظرت اليه بعينين ذابلتين وقالت له :
    - وانا امراة غيور , حتى لو كانت الحكاية متعلقة بشمس العجوز ..
    - انها عجوز , فكيف تغارين منها ...؟؟
    - هذا لم يمنع زواجها من رجل مرموق ومشهور ..!!
    - انه عجوز مثلها ..!!
    - لكنه فضلها على غيرها من بنات جنسها , وهو قادر على الزواج باصغر منها .
    - هذا يرجع اليه ..!!
    - ربما تفعلها مثله ..!!
    وهل انا غبي يا حبيبتي ..؟؟
    - ورجل في مكانه وشهرة هذا الصحفي لا يمكن ان يكون غبيا ..!!
    - نجاحه في عمله لا يعني نجاحه مع النساء ..!!
    - لم افهم ..
    ربما احب شمس يوما ولم يمتلكها وهي في قمة انوثتها , ويحاول الان ان يسرق من الزمن عمرا اضافيا معها يعوضه حرمانه منها في وقت سابق .
    افهم من كلامك ان قصتك معها لا يمكن ان تتجدد ..
    - حبيبتي .. نظرة واحدة منك الى مراتك تؤكد لك ذلك ..
    - النفس وما تهوى ..!!
    - والنفس تهواك , ولا تهوى غيرك ..!!
    - طيب .. احكي لي قصتك معها ..!!
    - وهل تهمك الى هذه الدرجة ..!!
    - يقولون عنها المراة السوبر , والانثي الكاملة بين نساء زمانها ..
    - لم تكن شيئا بجانب انوثتك وجذبها اليه واخذها بين يديه .
    ---------------------------------------------------
    المشهد الثاني
    استيقظ عامر بعد غفوة مع "فريدة" النائمة بجواره .. واعتدل متكئا على حافة السرير , واشتعل سيجارة ثم نهض واقفا في مكانه , بعد ان رفع الملاءة على فريدة ولبس الروب , وخرج بهدوء الى البلكون المطل على الشارع , وجلس على مقعد وقد وضع عليه سجائر على طاولة بجواره , وسرح ببصره الى الماضي , وهو يتطلع الى صورة الغلاف المنشورة لشمس فى احدى المجلات العربية الاسبوعية الصادرة من لندن .
    فقبل اربعة عشر عاما او يزيد عن ذلك قليلا , سافر الى بيروت خصيصا لكي يتعاقد مع شمس على بطولة فيلم سينمائي من انتاج المؤسسة التي يديرها ويمتلكها مع شركاء اخرين .
    وكان اول لقاء له معها في بيروت , حين دعاها لحضور حفل عشاء اقامه لاهل الفن كانت هي ضيفة الشرف فيه , حيث افسح لها صدر القاعة لتجلس عليها , وحولها من اليمين واليسار , كبار المدعوين والمدعوات من رجال الاعمال والاثرياء , ونجوم المجتمع الراقي الارستقراطي .
    ورغم اعوام عمرها , فقد كانت اجمل جميلات الحفل , واكثرهن اناقة .. كانت ترتدي ثوبا فضيا لامعا , وعقد من الالماس حول عنقها الملفوف العاجي ينسجم مع الحلق الزمردي على اذنيها , والساعة الالماس على معصمها ..
    اما شعرها الذهبي فقد جمعته الى الخلف فغطى جزء من ظهرها العاري الذي يمارس فتنته مع الثوب الفضي العاري الذراعين , والذي يرتفع كتيرا فوق الركبتين ووسط اهات الاعجاب والاستحسان صفق الحضور لطلعتها البهية , وخف "عامر" يستقبلها بتقدير واضح وهو يقبل اناملها , مرحبا بحضورها المشرق ثم رافقها الى المكان المخصص لها في صدر القاعة وسط موسيقى عذبة تحية لوجودها بين الساهرين الاثرياء الذين عرضوا خدماتهم عليها , فقالت بصوت مسموع :
    - فيه عندي عقد طويل مع السيد عامر صاحب الحفلة , ومش معقول , اعمل عقد ثاني مع غيره , واحنا كلنا ضيوفه الليلة ..!!
    ورد عامر قائلا :
    بالطبع كلنا عايزين شمس عشان لايين الناس اللي بيحبوها وينتظروا يشوفوها في افلام جديدة , وانا وشركتي رهن اشارتها , من اجل الفن والجمال دائما .. ثم سحبها بعيدا عن زحمة الحاضرين , بعد ان قال لهم جميعا :
    - خذوا راحتكم , واستمتعوا بوقتكم , والبيت بيتكم .. وترك القاعة الواسعة من القصر واتجه "شمس" الى الدور العلوي وقال لها :.
    - نبعد عن الزحمة , ونتكلم بهدوء ..
    فقالت له : مش حلوة , تسيب الناس , ونقعد وحدنا ..!!
    ونظرت اليه مبتسمة : ما تخاف , مش ممكن اتفق مع احد غيرك ..
    فقال لها متوسلا : ارجوك .. عايز اقعد معاك وحدنا ونظرت اليه , وهي ترسم ابتسامة على شفتيها , ظهرت معها غرزة على طرفي فمها وهي تهز راسها , وتاخذ بيده متقدمة اياه الى الدور العلوي .
    وسار بها الى غرفة انيقة وفاخرة الاثاث , وجلست هي على مقعد مريح وكبير , وقد ارتفع ثوبها الفضي القصير الى اعلى ساقها تماما .
    فقال لها : هل اطمع في تكملة السهرة معي الليلة !!
    ففكرت قليلا : الليلة ما بقدر .
    فقال لها : هل اراك غدا ..
    فقالت : بكرة الصبح الساعة احداشر في بيتي ..
    فقال لها : ساكون عندك , والعقود جاهزة معي ..
    فسالت : كم عقد ..!!
    فقالت لها : ثلاثة عقود , اثنان منها لافلام سينمائية , والثالث لحفلات غنائية وساترك لك المبلغ الذي تريدينه مقابل العقود الثلاثة ..
    فهزت راسها موافقة وقالت : اتفقنا ..
    ثم قالت له : يااللا ننزل عند الجماعة .
    وسارت خطوة واحدة الى الامام , فجذبها برفق من ذراعها , ونظرت اليه فاقترب بشفتيه من وجنتيها وقبلها عدة قبلات ثم ابعدته عنها برفق
    وقالت له:
    مبين عليك طماع .
    وسارت بعيدا عنه عدة خطوات .
    فقال لها : من يراك امامه , بهذا الجمال , وهذه الفتنة , ويصمت , لا يكون انسانا , بل يكون جمادا , وانا انسان ..
    فضحكت , ووجهها يشرق , ثم قالت له :
    انظر الى وجهي والى ثوبي , هل يبدو عليهما شيئا ..؟؟
    فقال لها : ماذا يبدو غير الانوثة والجمال .. فوجهك محمر دائما وثيابك انيقة دائما .. وانت مشرقة على اي حال .. فاسرعت الخطى الى اسفل وهو ورائها تقول له : انت شاعر .
    --------------------------------------------------

    أمرة لكل العصور
    الحلقة الثانية
    المشهد الثالث
    وفي اليوم التالي ذهب اليها في الصباح واستقبلته بدلال , ومكث معها ساعة من الزمان , بحثا فيها عقود العمل بينهما ثم خرج "عامر" في الثانية عشرة , بعد ان اتفقا على اللقاء هناك , واكد "عامر" عليها لكي تحضر , حتى تلتقي بالمخرج في هذه السهرة , ووعدته بالحضور , ولكنها لم تحضر حسب الموعد , وقد انتظرها حتى الثانية صباحا ومعه افراد شلته من فنانين واصدقاء وزملاء عمل وحسناوات , واضطر ان يتركهم جميعا , بعد هذا المقلب الساخن من "شمس" التي لم تكلف نفسها عناء الاعتذار له بالهاتف , فكان مغتاظا ثائرا , وقد اتفق في صباح اليوم التالي بمكتب الشركة , ليحصل على نسخة من قصة الفيلم , لكي يبدا اعداده للتصوير , بعد مناقشة السيناريو والحوار مع "شمس" .. ولم يذهب الى مكتبة طوال يومين متتاليين , انقطع خلالها عن الاتصال بشمس حيث حجز لنفسة غرفة بجوار عشيقته الممثلة الحسناء "بدر البدور" ذات العيون العسلية الواسعة , والشعر الحريري الاسمر , والانف الاسطواني الدقيق , والشفتين المزمومتين , والقامة الممشوقة , والجسد الاسطوري , والبشرة الناصعة البيضاء , الناعمة الملمس , والتي اطلق عليها النقاد لقب "ملكة جمال السينما العربية " في تلك الايام ..!!
    لكن "شمس " علمت بوجود "بدر البدور " , فاحبت المغامرة معها , واتصلت "بعامر" وقالت له : اريدك حالا ..
    ورد عليها بانه سيكون عندها في ظرف نصف الساعة ..
    - وكان الوقت ظهرا , وترك "بدر البدور" وعجل بالذهاب الى شمس ودخل عليها في البلكون الملحق بصالون بيتها وهي واقفة تنظر الى الجنايني وهو يعتني بالورود والازهار , وكانت ترتدي فستانا اسود اللون عاري الذراعين من نوع الميكروجوب , ومفتوح فتحات واسعة من الوسط باشكال اسطوانية ووقف "عامر" برهة قصيرة ينظر اليها , دون ان ينطق بحرف واحد , وهو يتذكر لقاءه الاخير معها في غرفة نومها بالدور العلوي , ثم اقترب منها باعصاب مهتزة فانتبهت لوجوده , والتفتت اليه بطرف عينها , وهي تتصنع العتاب بجدية قائلة له : حمدا لله بالسلامة ..
    فرد واجما : الله يسلمك ..
    فقالت بغضب : يعني لازم انا اللي اكلمك بالتليفون , عشان تيجي ..!!
    فرد بهدوء : انا مش عايز اضايقك بوجودي كل ساعة والثانية ..
    فردت عليه وهي تحتفظ بجفاف عباراتها قائلة : ومن قال لك اني متضايقة منك ..
    فرد عليها ببرود : انا اللي حسيت من نفسي ..
    فقالت له : بانفعال : مش تسالني , تكلمني , وتعرف مني ..!!
    فقال بهمس : انا مش عايز اثقل دمي عليك ..
    فقالت بعتاب : اخر مرة كنت معايا كويسين شو القصة ..؟؟
    فقال متالما : وانتظرتك بالليل في موعدنا ولم تات , ولم تعتذري
    فنظرت اليه وقالت بجدية : كنت تعبانة , وراحت على انى اعتذر بالهاتف .
    فقال لها : لكن انا اتصلت اسال عنك , وما حدش رد على التليفون ..
    فقالت له : كنت نايمة ..!!
    فقالت بجدية : يعني ما كانش فيه حد غيرك في الفيللا ..
    فقالت بانفعال وتحد : لا
    فقال لها بعد تردد : انا بحبك ..وباكرة نفسي لما احب من طرف واحد ..
    فابتسمت وقالت بدلال : شو طرف واحد وطرفين , بيكفي انك بتحبني ..
    فرد عليها باصرار : وانت كمان لازم تبادلني نفس مشاعري معاك ...
    فقالت مستغربة : مش فاهمة ...
    فرد عليها : يعني عايز اعرف , انت بتحبني ولا لا ..؟؟
    فقالت له : كل ها الحكي وبدك تعرف بحبك ولا لا ..؟؟
    فقال لها : طبعا لازم اعرف ..!!
    فلم ترد عليه وسالته عن رايه في فستانها , فنظر اليها نظرة طويلة , وامسك بيديها , فلوت جسدها الى الناحية الثانية , وعاد فامسكها بقوة من وسطها وقبل عنقها وذراعيها , وشعرها , وقد التصق صدره بظهرها , وهي تتثنى .
    وبعد لحظات دخلت الخادمة بطعام الافطار ل"شمس" ثم خرجت وبدا بين عامر وبين شمس حديثا اخر حول قصة "امراه لكل العصور" حين قالت شمس :
    لقد قرات القصة واعجبتني ..!!
    فتهللت اسارير عامر وقال : هل تطابق الحقيقة ..
    فقالت له : انها واقعية جدا , واحسدك على هذا الخيال العظيم ..!!
    فانشرح صدر عامر وقال : اشكرك , شهادتك وسام على صدري ...
    فقالت له : حقيقي , اسلوبك عظيم جدا ..!!
    فقال / يعني نبدا في كتابة السيناريو والحوار خلاص نبدا على طول .. والمخرج اتصل بي وكلمني ..اتفقت معاه على الحاجات اللي انت عايزاها ..!!
    فردت قائله / انا حا اسيبلك العملية دي , وانا واثقة من ذوقك ..!!
    وقال / انا حا انفذ السيناريو بنفسي ..!!
    فسالته / يعني مش حاتروح لمرتك ؟
    فقال بخبث / اروح واسيبك ؟!
    فســـالته بدلال : ومـــراتك المليونيرة ..!!
    - انت اغنى منها بالنسبة لي .. انت كنوز الدنيا ..
    - يعني اسمع صوتك واشوفك كل يوم ..
    - طول ما انت عايزاني .. وانا حنينك .. ولكن
    - لكن .. شو لكن ؟
    - لكن انا عايزك كلك , عايزك على طول جنبي
    فقالت بدلال : ما تكون طماع .. انا ما بحب الطماعين
    - انا مش طماع .. وانا طول عمري باحلم بحبك
    - : يعني صبرت كل العمر الطويل ومش قادر تصبر ايام ..
    - هذا وعد منك ..!!
    - فوقفت وهي تشرب كوب الحليب , وتنظر الى الجنايني وتقول :
    لا ما تاخدش كل كلمة مني على انها وعد , وسيب كل حاجة لوقتها
    - ولكن انا حاسس انك بتحبيني , وطعم شفايفك لسه على شفايفي
    فقالت له : يبقى خلاص , مافيش مشكلة , ما دام حسيت بحبي لك ..
    - لازم تترجم هذا الحب
    فقالت له بحدة : سيب كل شئ لطبيعته
    فتنهد قائلا : على كيفك
    ثم راها تنظر الى ساعة يدها , فسالها : وراك ميعاد ..!!
    فابتسمت وقالت له : ايوه معزومة على الغداء عند جماعة
    فسالها بفضول : اقدر اعرفهم ..!!
    - مش مهم تعرفهم ..!!
    - بس مهم عندي .. ارجوك ..
    - معزومة في بيت راجل سياسي كبير اكيد سمعت باسمه ..!!
    - بس انا مش حا اقولك اسمه ..
    فسالها : هل هو خطير الى هذه الدرجة ..؟؟
    فقالت بحدة : ليش تحشر نفسك في هالموضوع ..!!
    فشعر بهزة في مشاعره , بعد كل هذا الحب وتلك الاحضان فقال مغتاظا متاثرا :
    انا لا احشر نفسي , الا انني شعرت بانك تحبيني
    فردت عليه بغضب / هيدا ما يسمح لك تتدخل في كل كبيرة وصغيرة ..
    فقال لها متاثرا : انا اسف ..!!
    فلم ترد عليه , ووقفت جامدة , ولم تنظر اليه , وهو يهم بالوقوف , ثم يستاذن منها بالخروج , فمدت يدها اليه تودعه , وهي تتجاهل نظرات العتاب في عينيه ,
    ثم قال لها : عندما تريديني اتركي لي خبرا في المكتب ..!!
    فهزت راسها , بعدم اكتراث ولا مبالاة , وتركته يخرج مستغربا من تقلباتها المزاجية ..
    ------------------------------
    تضايق سامر من الطريقة التي تعامله بها شمس وشعر بانه بفقد ذاته ونفسه معها , وهي تمنح كيفما يحلو لها رغم انها امراة متحررة من كل القيود ولها العشرات من العشاق الذين تمكنوا منها برغبتها , ودون ان تلعب معهم لعبة القط والفار .. فلماذا تقف معه هذا الموقف رغم هداياه الثمينة التي بدات بتاج مرصع بالالماس وساعة وعقد من الالماس وثلاثة عقود فنية بثلاثين الف دينار ..
    هل استمات في الوصول الى جسدها فكان السبب وراء هذا المنح والمنع المختلط ام ان تسرعة واستعجاله الامور هما السبب مع تلك الانثى التي لم تحرم اي عاشق مشهور او ثري حسب ما يعرف عن اخبارها التي يتناقلها الوسط الفني كله ..!!
    اذن لابد له ان يغير في سياسته معها حتى يتمكن منها , ويجبرها على قبوله عضوا في جماعة المتيمين بحسنها ..؟؟
    يجب ان يثير غيرتها عليه ..
    "وبدر البدور" سلاح خطير بجانبه ليدك مواقع شمس لتثبت بانها اصغر واجمل وافضل , واكثر فتنة وانوثة , من الصبايا الحسان ..
    فكيف اذا عرفت ان غريمتها هي "بدر البدور" اجمل الجميلات ..
    سوف ترمي بكل شباكها حول عامر لكي تقنع نفسها والجميع بانها المرأة السوبر , المدللة , والفاتنة , حتى هذا الحين ..
    فقرر ان يكافئ بدر البدور ببطولة فيلم من انتاجه واخراجه وتاليفه
    ولم يكلفه الفيلم سوى الاختلاء ببدر البدور داخل قصر زوجته , مع الكاميرات السينمائية , وثلاثة من المساعدين الفنيين , وكان يلتقط المشاهد تباعا دون اعادة داخل ردهات القصر , وامام حمام السباحة وفي غرف النوم , وقد انشغل بتلك المشاهد لدرجة ان انتهى من تصوير ثلاثة ارباع الفيلم في اسبوع واحد ولم يبق سوى الجزء الاخير من الفيلم , بانتظار ان يتفق عليه مع نجم مشهور ..!! ويصبح الفيلم جاهزا للعرض , باقل التكاليف الممكنة ..!!
    بينما فيلم "امرأة لكل العصور" يتعثر ولا زال في طور الاعداد والتحضير ..!!
    وتلك المقارنة بين انتهاء عامر من فيلم سينمائي في اسبوع واحد , وبين عدم البدء في فيلم سينمائي رغم مرور اسبوعين على الاعداد له بمجموعة من الفنيين المعروفين , وبينما هو في حالة الغضب والاستنكار بمكتبة ومعه بدر البدور , دخلت شمس عليهما وهي تلبس تنورة بيضاء واسعة وقصيرة , وعليها بلوزة عارية الذراعين مشجرة بورود حمراء كبيرة ..!! بينما كانت بدر البدور تلبس تنورة واسعة قصيرة ايضا بخطوط بيضاء وحمراء وعليها بلوزة عارية الذراعين بيضاء , ونظرت شمس اتجاهها نظرة تحدي واستنفار , ثم صافحتها بهدوء وبرود , وعامر ساهما واجما ولكنه سعيد بهذه الصدفة التي جمعت بين ملكة الجمال وملكة الانوثة في مكتبه .
    ------------------------------------
    أمرأة لكل العصور
    المشهد الرابع
    -------------------
    لم تطل شمس مكوثها في المكتب وخرجت بعد ان طلبت من عامر مقابلتها في بيتها مساء
    وذهب اليها في المساء .
    لكنه لم يجدها هناك , فجلس ينتظرها لبعض الوقت مع اختها التي وعدته بان تتفاهم مع شمس على الموضوع ,
    وقبل ان يهم بالخروج , سمع صوت سيارتها قادمة فقالت اختها : لابد انها قادمة ..
    فوقف عامر ليكون في استقبالها بجانب اختها , وكانت الساعة قد تجاوزت السابعة والنصف مساء , ووجهها محمرا , وعيناها تحدق في وجه عامر بينما تطوعت اختها قائلة : عامر ينتظرك منذ ساعة ..!!
    فحافظت على جمودها , وهزت راسها ثم قالت :: اهلا وسهلا ..وجلست على مقعد في الصالون , ودعت عامر للجلوس , فاستاذنت اختها , وتركتهما وحدهما , وعامر ينظر الى شمس وهي تضع ساقا على ساق , فتظهر مفاتنها اكثر مما تخفيه , وانتبهت شمس الى نظراته الجائعة وقالت باستخفاف : شو رايك ..؟؟
    فقال "عامر" مرتجفا : انت عارفه رايى كويس ..
    فردت بتحد قائلة : كلام
    فقال لها وهو يقترب من المقعد الذي تجلس عليه : طيب ممكن نتكلم جوه
    فسالت بلا مبالاة : اتكلم هون ... ما في حدا بيزعجنا ..
    فقال لها بتوسل : ارجوك .. فتنهدت وهي تقف وقالت له : اتفضل .. وانا جايه وراك ..!!
    فدخل عامر غرفة الصالون الداخلية , وجلس ينتظر اطلالتها عليه مرة اخرى , وانقضت عشر دقائق , قبل ان تصل اليه وقد اصلحت ماكياجها , فعاد الى وجهها دلاله وانوثته التي فقدتها في ساعة الغضب فوقف معلنا اعجابه , متغزلا بجمالها وهي قادمة نحوه , وافسح لها مكانا في المقعد الكبير , وجلس بجانبها , وهو يقبل يديها الاثنين ويقول :
    كيف بتفكري اني ممكن اعبد واحدة غيرك ..
    فردت بدلال قائلة : يعني ما في شئ بينك وبين بدر البدور ..!!
    فقال لها بسرعة : ما فيش غير الشغل وحياتك عندي ..!!
    فقالت له بدلال يشوبه العتاب : كيف بتعمل مع غيري وانا استنى ..؟؟
    فقال لها : عشان الشغل معاك عايز اعداد وتجهيز كبير , بس الشغل مع غيرك , بيمشي اي كلام , ومن غير اعداد فابتسمت وقالت : برضه فيلم من الافلام اياها ..!!
    فضحك واعترف قائلا : تقريبا
    فتنهدت وقالت : اكيد "بدر البدور" ما بتمثل غير ها النوعية من الافلام .
    ثم خرجا من غرفة الصالون , الى الصالة الخارجية , ولم يلتقيا احد من سكان البيت , ثم صعدا السلم المؤدي الى جناح النوم , حيث توجد غرفتها الخاصة في جانب , وغرفتين اخريين في الجانب الاخر , واحدة لاختها والثانية لابنتها التي تاتي من وقت لاخر لتعيش معها فسالها عامر قائلا :
    شو اخبار بنتك "هلا" ؟؟
    فردت قائلة بعدم اهتمام واضح :
    عايشة مع زوجها ..!!
    وهز "عامر" راسه ولم يشا ان يتحدث معها في موضوع ابنتها تفصيلا حتى لا تشعر انه يقصد بذلك شيئا عن سنها , ولكنها هي التي قالت له : شو رايك .. مش انا بجنن .. بنتي بتتجوز وانا بحب
    فرد عليها مؤكدا اعجابه بها وبانوثتها قائلا : مش غريب ابدا , على واحدة في جمالك وانوثتك ودلالك , ان بنتها تتجوز لان الوراثة لها دخل في كده , واكيد ورثت عنك الجمال والدلال
    فقالت بسعادة وهي تتابط ذراعه : بنتي بتجنن , مثلى تماما ..!!
    فامسك بها عامر بعنف وهمس لها قائلا بحرارة : انت اللي بتجنني .. ثم حملها بين ذراعيه الى اعلى
    وانتصرت "شمس" في تحديها لبدر البدور التي انسحبت من حياة عامر , وتزوجت من احد اصدقائه الاثرياء ..!!
    ------------------------------
    ولكن هذا الحب بين شمس وعامر لم يدم طويلا , فبمجرد انتهاء شمس من تصوير الفيلم , وسافر عامر الى بلده التي تعيش فيها زوجته المليونيره , حتى التقت بمغترب ثري في احدى السهرات , عرض عليها الزواج , فطلبت منه مهلة لبضعة ايام تفكر فيها , قبل ان ترد عليه , وكان الرجل وقورا , مهذبا , اراد شمس زوجة له ,
    فوافقت بعد ان تاكدت من كرمه وحبه ان تعلن زواجهما في حفل عيد ميلادها ..!!
    وكان حشد كبير من المدعوين والمدعوات في فيللا شمس يحتفلون معها بعيد ميلادها الاربعين , وهي تختال بينهم بثوبها القصير جدا , من نوع الميكروجوب , وتبتسم لهذا , وتداعب ذاك , وتضحك هنا , وتبتسم هناك , وعيناها مسلطتان من حين الى اخر , على شاب اسمر البشرة , عسلي العينين , ذو شعر جعدي , ينظر اليها بافتتان , واعجاب , من مكانه في احدى زوايا صالون فيللتها الواسع , لا يتحرك يمينا او يسارا , ولا يشرب غير لفائف الدخان ولا يتبادل الحديث مع اي كان من المدعوين او حتى المدعوات , رغم انه معروف , كواحد من الاثرياء , ودونجوان معروف في ميادين الهوى والغرام بين الحسناوات , اللاتي لا يصمدن امام جبروت عينيه الواسعتين الدافئتين , وكلماته الهادئة الواثقة ومواقفه الجريئة الواضحة المشهور بها مع النساء ..!!
    وكان الهمس يدور حول شخصيته الجذابة الاسرة الساحرة في تلك السهرة التي تجمع فيها الاثرياء ورجال الاعمال ونجوم الفن والمجتمع من نخبة المعجبين بشمس التي تحب ان ترى نفسها محاطة دائما بهذا العدد الكبير من المعجبين بجمالها وانوثتها , وكل واحد منهم يمني نفسه بوصالها القريب له , وهم يعلمون انها لا تفضل احدا منهم عن غيره , وانهم جميعا عندها سواء , وهذا ما يجعلهم جميعا يحلمون باليوم الذي يقفون فيه موقف الحب والغرام مع ملكة الحب
    والغرام ...
    الا انهم بعد مضي وقت قصير على السهرة , احسوا بانها اختارت عاشقها وانتهى الامر , ولا يوجد امل لغيره
    ذلك الحبيب الدونجوان العسلي العينين المعروف باسم كازانوفا
    ولذا كان الاكثر هدوءا والاكثر ثباتا , والاقل تحرشا والاسبق في الحضور الى فيللتها .
    وقد قال احداصدقاء شمس القدامى لها :
    هل بدات قصتك مع كازانوفا ام انتهت ..؟؟
    فقالت بدلال : لم تبدا حتى الان ..
    فقال بائسا : اذن لا فليس هناك اي امل معك ..
    فردت ضاحكة : خلي عندك امل .
    فرد بحرقة وتنهيدة : معقول , وكازانوفا موجود ..
    فقالت باهتمام : انت من اعز الاصدقاء , لا تقل هذا الكلام
    فمد يده لياخذ يدها , ويقبلها بارتواء , مودعا اياها ومهنئا وهو يقدم لها هدية عيد ميلادها في علبة صغيرة مخملية حمراء ومالت عليه وقبلته بامتنان , قبل ان يترك القاعة خارجا ..
    ثم نظرت تجاه كازانوفا العربي الذي تجمدت عيناه عليها وهي تقبل ضيفها , فابتسمت له وهي تتقدم نحوه , وتجلس على حافة المقعد الذي يجلس عليه , فيرتفع فستانها الى اعلى ساقيها الملفوفتين البيضاويتين الناعمتين , وهو يسالها : من هذا الرجل ..
    ردت عليه بدلال وثقة : معجب من صنف الامراء ..!!
    وهز راسه فقالت له هامسة : كلهم بيعرفوا انك الوحيد اللي بتملك قلبي .. ما تهتم للمداعبات .. والمجاملات
    --------------------------------------------
    ُُوقبل ان تنتهي السهرة , اعلنت امام الجميع انها ستسافر لقضاء شهر عسل جديد مع عريسها الوسيم كازانوفا
    --------------------------------------------
    وانقذ هذا الزواج , حياة "عامر" العائلية فقد تاكد لزوجته المليونيرة ان ما سمعته عن علاقة عامر بشمس شائعات كاذبة ..
    ولم تدر الزوجه المخدوعه بعامر انه كان يحترق على ضياع شمس منه
    وقد امضى عام ولم يلتق بشمس سوى مرة واحدة وهي تقدم مسرحية غنائية من بطولتها بعد توقف عن اي نشاط فني دام سنة كاملة منذ زواجها بكازانوفا , الذي لم يعجبه تهافت المعجبين عليها في المسرح , او الثياب التي ترتديها , فخيرها بين الاستمرار في حياتها معه او الاستمرار في المسرحية التي تمثلها .. ففضلت فنها عليه رغم احترامها لشخصيته فعاد اليها عامر مرة اخرى , وقد زادت ثروته , يعرض عليها خدماته فقبلتها منه وفي هذه المرة طلق زوجته من اجلها ..
    وامضى شهورا من الحب بعقد زواج عرفي والعصمه في يدها كما اعتادت ان تفعل مع كل عشاقها لكي تنهي العلاقه وقت ما تشاء وهو ما فعلته مع عامر بعد ان ترك امرأة تحبه مثل زوجته من اجلها .. وقد فضلت عليه شابا مغمورا وتزوجته .
    فكره عامر غرامه بها , وعاش فترة من الزمن ضائعا , الى ان تم طلاقها مجددا بعد شهور فحضرت اليه , بنفسها , تطلب منه الوقوف بجوارها فلم يبخل عليها , لكن فكرة الزواج منها انتهت بالنسبة اليه ,
    وكان اخر المطاف معها , ذلك الصحفي الكبير الذي يخطب ودها طالبا زواجها بعد هذا العمر ..
    فقد بدات تستخدم ذكاءها وتبحث عن الصيد المناسب لها وهي في هذه السن المتقدمة مع رجل ضعيف في حبه لها .. او رجل ثري يحب التقرب منها طلبا للشهرة بجوارها ..
    او عجوز محروم من المرأة الدافئة مثلها ..
    او صديق مخلص ووفي لصداقته معها ..
    وتوهم الصحف بانها المرأة التي لا تشيخ ابدا ..
    وانها امرأة لكل العصور ..
    -----------------------------------------------------
    تلك هي قصة "شمس" كما رواها "عامر" لعشيقته فريدة التي الحت عليه بزيارة يقومان بها سوية لهذه المرأة , التي رسمت على جسمها قصة النرجسية التي تقتل صاحبها , وهي لا تزال تظن انها قمة الانوثة , رغم شيخوختها الواضحة
    فاتصل عامر بشمس في بيتها
    فحددت له موعد لزياتها ,
    ورافقته "فريدة" الى بيت "شمس الشموس" التي استقبلتهما وهي ترتدي ثيابا فضفاضة , لكن تجاعيد الزمان رغم البهرجة والماكياج ,بادية على وجهها رغم احدث اساليب شد القوام التي لم تخف عمرها الحقيقي ..
    **************
    انها تتجاوز الستين وهذا ليس بقليل ..
    اعطت وجنتها "لعامر" الذي قبلها ببرود امام "فريدة حبيب " معبودته التي زمزمت شفتيها , وهي ترى امامها عجوز متصابية مسها الجنون بالعظمة , ولا تدري ماذا تفعل في حياتها ..
    كان هناك كلب كبير يجري وراءها ولا يفارقها ..
    وبعد وقت قصير ظهر شاب ضخم الجثة اسمر البشرة , منظره يشبه غوريللا الغابة ..!!
    فسالها عامر عن هذا الشاب , فقالت بابتسامة خبيثة : انه البوي فريند..
    ونظر اليها مندهشا يسالها :.. وقصة زواجك من الصحفي ..!!
    فوقفت وهي تتنهد قائلة : الصحف تكتب ما تريد ..!!
    وتقدم الشاب الاسمر منهم , فاستاذن عامر ومعه فريدة بالانصراف
    وتركا شمس مع كلبها والشاب الاسمر والنرجسيه التي لا تفارقها
    وعامر يقول لفريدة :- هذه نهاية حب الذات , شمس وحيدة بين الكلب وغوريللا .
    التعديل الأخير تم بواسطة يسري راغب; الساعة 13-09-2009, 22:57.

    تعليق

    • يسري راغب
      أديب وكاتب
      • 22-07-2008
      • 6247

      #3
      قصة سينمائية :
      المنتجون
      الحلقة الأولــــى
      بدأت تنهار المبادئ والمثل التي عاش عليها طوال حياته التي مضى منها ثمانية او تسعة وعشرون عاما هي عمره الحالي في ذلك الوقت .. نعم .. فالدنيا فلوس .. نعم , في جيبك قرش تسوى قرش ,.. وفي جيبك ألف تسوي ألف .. فلو كان في جيبه فلوس , ما احتاج احدا يطبع مؤلفاته وينشرها , ولو كان في جيبه فلوس ما احتاج الى ممثلة تنتج قصته فيلما باسمها , ولو كان في جيبه فلوس ما استمر في عمله الذي يشعره بالمذلة بجانب نداء المغرورة , ولو كان في جيبه فلوس ما احتدم الخلاف بينه وبينها على الزواج , لأنه لو كان في جيبه فلوس لاستطاع شراء شقة فخمة وتأثيثها بأحسن الأثاث , واقامة فرح كبير لزفافه بنداء .. فمتى .. متى تضحك له الدنيا وتعطيه ما يريد كان يفكر في هذا كله وهو يدفع في شراء سيارة صغيرة قديمة كل ما كسبه من كتابة حلقات المسلسل التلفزيوني بالاضافة الى اجرته عن تمثيل احد الأدوار في ذلك المسلسل حيث وقع مع الممثلة مودى على اجر غير الذي قبضه منها كما فعلت معه عندما حولت قصته نفسها الى فيلم سينمائي واكتشف ان الامر لا يقف عنده وحده بل تعامل جميع الفنيون الذين يعملون معها على نفس الأساس ما عدا الممثلين الذين لهم حظا أوفر من الشهرة حتى لا يكشفوا
      أمرهم لشريكها الذي اعترض على الأجر المدفوع لوحيد على اساس أن وحيد يمثل لأول مرة في حياته ولا يستحق الأجر المحسوب له حيث استدعاه الى مكتبه يسأله عن علاقته بالممثلة مودى وكيفية تعرف تعرفه اليها فأخبره وحيد عن أول لقاء له بمودى أثناء تأديتها لدور البطولة في المسرحية التي كتبها واشترتها احدى الفرق الخاصة منه قبل تسعة أشهر فقال له الثري : مودى تريدك لتدير لها حسابات الشركة الفنية , فما رأيك فهل تستغنى عن عملك عندنا وتذهب لها وفكر وحيد لبرهة قصيرة , ثم تذكر نداء وقسوتها معه وتبجحها وغرورها عليه فقرر أن يبدى رغبته في العمل كمحاسب للشركة الفنية تحت ادارة الممثلة مودى قائلا : وما رأي سيادتك في الموضوع .. فرد عليه الثري : الأمر سيان عندي هنا أو هناك ستأخذ نفس المزايا المالية , وما دامت لك ميول ادبية وفنية فالأفضل أن تعمل في الشركة , وسوف أوصى لك بمكافأة عن خدمتك لنا في الشركة خلال الاعوام الثلاثة السابقة مع باقي حقوقك فكان ذلك اليوم آخر ايام وحيد العملية في الشركة حين بدأ حياته الجديدة في الوسط الفنى .
      وكان خبر استقبالة وحيد من الشركة بمثابة الصدمة لمشاعر نداء التي لم تتوقع أن يقفز وحيد تلك القفزة السريعة وينتقل مرة واحدة عن عالم المجهولين الى عالم المشهورين وفي شركة يمتلك الثري نصفها وهى التى يجاور مكتبها مكتبه وتراه كل يوم وتعيش معه اكثر مما تعيش مع احد غيره لا تحصل على تلك الفرصة في عالم معروف عن اصحابة المجد السريع والثراء السريع , وفكرت في كيفية دخولها الى عالم رئيسها الذي يبدو عليه اعجابه الشديد بجمالها وقوامها وكثيرا ما حاول تقبيلها فكانت تتمنع بدلال عليه , مع انها تراقص اصدقاؤه وتسهر معهم وتسمح لهم باحتضانها اثناء الرقص , والذين كانوا ينقلون له كل شئ يدور بينهم وبينها فلماذا تتمنع عليه , هذا ما كان يفكر به , وقد ظن ان هدايا اصدقائه لها من ادوات الزينة والأجهزة الكهربية والحلي الذهبية هى السبب في تقبلها لغزلهم وتمنعها عليه وهو لا يقدم لها أي هدية فأتاها بسلسلة ذهبية مع جنيه ذهبي وقدمها لها , ولم ينتظر حتى تلبس الهدية في عنقها فدعاها الى تناول طعام الغذاء معه في شقته الخاصة المفروشة ولكنها اعتذرت بلباقة عن قبول دعوته وبكل براءة اعادت اليه السلسلة الذهبية قائلة : شكرا على السلسة فعندي مثلها , أشكرك على ذوقك العالي معي .. وعندها صفرت عيناه وقال : عجيب أمرك , تسهرين مع أصدقائى وتراقصينهم وتتركينهم يحتضونك , ثم تتغززين عندي .. لماذا .. وأدعت الحزن وهى تجتر دموعها قائلة له : ماذا تقصد , انا فتاة عصرية , أسهر وأرقص كما يحلو لي , ولكن لا يجرؤ أحد على النيل مني أو اتهامي في شرفي , وانا واحدة من بنات جيلي في هذه المدينة افعل مثلهن .. فربت على كتفها وهو يمسح لها دموعها بيده قائلا لها : ياللا ما يلزم هذا البكاء ولا هذه الدموع .. وانا مصر على انك تتغذى معاى اليوم وفي المكان اللي تحددينه , بشرط يكون بعيد عن عيون الناس , فأنا معروف وهزت رأسها مستغلة الموقف قائلة بدلال : ومودي يا استاذ , ماذا ستفعل بها .. فابتسم الرجل ابتسامة الفوز والظفر وهو يقول : الآن فهمت السبب في دلالك علي .. اطمئني يا نداء , فأنت شيئا آخر مختلف عنها , انها ممثلة لها خبرتها وأنا ثري احب السينما ولدى بعض الأموال أحببت تشغيلها في الاعمال الفنية , وما بيني وبينها - مجرد شركة فنية ادعم بها مركزي السياسي والمالي في بلدي ..
      ومنذ ذلك اليوم أصبحت نداء عشيقة ومحظية خاصة لسيادة المنتج الثري وكانت تتصرف معه بذكاء وخبرة تمرست فيها من خلال علاقات عديدة عاشرت فيها العديد من الشبان والرجال منذ أن كانت في الثالثة عشر من عمرها بمنتهى الذكاء فكانت تأخذ ولا تعطي دوما ومع كل علاقة جديدة تدعي البراءة والطفولة وقلة الحيلة حتى تستنزف قوى العاشق الولهان المادية والعاطفية , وتذهب الى غيره , حتى تسلمت عملها في الشركة والتقت بأنماط جديدة من الرجال في عالم أكثر اتساعا وأكثر ثراء وأكثر شهرة , وهو عالم احلامها المراهقة فكانت تضطر لقبول بعض
      التجاوزات , وكانت ان تقبل عرضا بالزواج تقدم به وحيد لها , وها هى تصل الى نهاية الطريق في احتفاظها بعذريتها مع الثري الذي يجمع في مكانته وجيوبه ورجولته ودولته كل احلامها التي كانت تعيشها في سنوات المراهقة والثمن الذى حصلت عليه من المنتج كان كبيرا مقابل زواج عرفي صوري وافق أن يعقده معها ودفع مبلغ خمسين ألف ليرة مهر وشبكة لأخيها أحد شهود الزواج العرفي الصوري السري مقابل أن يسمح لأخته بالعيش مع الثري في شقته المفروشة الخاصة دون علم أحد .

      قصة سينمائية
      المنتجـــــــــــــــــــــــون
      الحلقة الثانية
      وهكذا حالها دائما , كلما تضع شروطا في الرجل المناسب كزوج لها تجد نفسها في ظروف وأوضاع أفضل فتغير شروطها حتي انتهي بها الأمر كمحظية للأثرياء وهذه الحلقة ستنتهي بها الى الضياع والفشل الذريع فلماذا لا تبعد نفسها عن الفشل وتقبل بالضياع وحده , ان احد لا ينعت مودى بالضياع رغم تقلبها بين الرجال .. لماذا .. لأنها ممثلة مشهورة وناجحة وحققت ثراء بما يسمونه ضياعا في المجتمع العادي .. انها لا تريد هذا المجتمع العادي .. ان عالمها , فوق .. فوق .. في أوساط المجتمع المخملي الذي يتحكم فيه أهل الحكم والسلطة واهل الفن والشهرة , وأهل الثروة والتجار ورئيسها من أهل السلطة , وشريكا في شركة انتاج فنية وهو الطريق الذي تريد النجاح فيه بعد أن سلمت نفسها للثري برضاء شقيقها الذى قبض الثمن نقدا , على ان تقبض نداء الثمن الذى تريده في عالم السينما فقررت الاتصال بوحيد حتى تعرف منه كل شئ عن الوسط الفني الذى يعيش فيه , ولم يصدق وحيد اذنيه , فأسرع ليحدد لها موعدا للالتقاء به في شقته الجديدة بعد أن أعطاها عنوانه , فهي حبه الأول والأخير , وكم تمنى أن يجرب معها ما خبره من دروس الحب والغرام مع ناديه , ولكنها رفضت في البداية أن تأتي اليه في شقته
      وفضلت الالتقاء به في مكان عام ثم غيرت رأيها بعد أن سمعت منه كلاما لم يعجبها في كونها محظية الثري الذى يستغلها في شقته الخاصة لارضاء كبار الزوار من بلاده وان أمر حياتها الخاصة مع ذلك الثري لم تعد سرا , وليس لها اي صفة شرعية يمكن أن توهم نفسها بها أو توهم أصدقاءها .. لقد قال لها وحيد كل تلك الحقائق عن حياتها , عارضا عليها الزواج منه ورفضت عرضه لها , قائله له :
      لا تكن مجنونا , ولا تجعلني أغضب منك فاذا كنت تريدني حقا يجب أن تضع يدك في يدي لنؤمن لنفسنا مستقبلا خاصا بنا , اما أن نكون شركة للانتاج الفني لنا وحدنا أو نمتلك محلا للأزياء النسائية في نص البلد فاذا وضعت يدك في يدى سنكسب الكثير من وراء مودى والثري اما اذا أردتني محظية مثل ما تسمى العلاقة بيني وبين الثري فان ثمني غاليا وباهظا , وانت لا تقدر عليه , فهل تعلم كم يعطي الثري محظيته في الشهر الواحد عشرة آلاف ليرة كل أول شهر مع ورقة فيها عقد زواج عرفي شهد عليه أخى , فأنا لست محظيته , ولكنى زوجته , الا انني أصارحك أنني لا أريد هذا الزواج ولست متمسكة به , ولكني أفكر في الاستفادة من زواجي به الى أقصى حد ممكن , لكنى بحاجة الى وقوفك بجانبي ومؤازرتي حتى نستطيع أنت وأنا أن نجمع مبلغ مليون ليرة نمتلك بها مشروعا خاصا لنا , اطلق بعده الثري وشريكته وانت تتفرغ للأدب وتترك مودى ونادين الى الابد , ونتزوج , فماذا تقول .. وهز وحيد رأسه موافقا , وكان أول ما أرادت أن تعلمه شيئا تستطيع به أن تكسر عوامل الثقة ما بين الثري ومودي نفسها , وبالأدلة والمستندات التي تثبت بها ما يمكن أن تقوله للثري وتهدم به عوامل الثقة بينه وبين مودي , ولكن وحيد لم ينجرف معها في هذا التيار ولم يشأ أن يقطع الخيط الذي أرادت أن توصله فوعدها بمساعدتا قدر استطاعته , لأنها حبه الأول الذي يشتهي الوصال معه كثير من أي امرأة غيرها , ولكنه يخشى أنانيتها وغدرها فقرر أن يعاملها بنفس أسلوبها ويضغط على نفسه بعدم الاتصال بها حتى تعود اليه مرة أخرى طالبة منه بنفسها أن يأخذها الى شقته , ولم ينتظر طويلا حتى جاءه تليفونها تحدد فيه موعدا للالتقاء به في شقته , وعاشت بين أحضانه في ليلة كاملة لم ينس كل منهما ما حدث فيها لما شعرا به من عمق النشوة .
      وأصبح كل منهما يبحث عن الآخر في وصال غرامي مستمر , وكانت خطتهما سويا , أن يأخذ وحيد كامل حقوقه مع مودي , وتأخذ نداء كل حقوقها مع الثري الذى بدأ يتجاهلها , بعد أن وقع فريسة الاستاذة الكبيرة مودى وتلميذتها النجيبة نادين اللبنانية التى تركت وحيد لتتفرغ للثري حسب توجيهات مودى لها أيضا ..
      وبدأت نداء خطتها في أن تكون سيدة الصالون الثرية التى تحلم بها وكان أول ما فعلته أن طلبت أجازة مرضية لأسبوع كامل ابتعدت خلاله عن وجه الثري الذى شعر بشوق شديد لها وذهب لزيارتها عند شقيقها فقابلته بجفاء , وتابعت ذلك الجفاء بعد عودتها من الأجازة فسألها عن السبب فأخبرته أنها لا تقبل أن تكون لها ضرة ثالثة غير الأولى ابنة بلده , وانها عرفت الكثير عن علاقاته الأخيرة ولياليه الحمراء في شقة مودى , وفي الشقة المفروشة الجديدة التي استأجرها للبنانية - نادين - .. وحاول أن يكذب الخبر لولا أنها اعطته عنوان شقة نادين الذى عرفته عن طريق وحيد عشيقها الحالي وعشيق نادين السابق فطلب منها أن تسامحه وتغفر له ولكنها أصرت على الطلاق أو أن يشترى لها سيارة جديدة فكانت السيارة ثمن عودتها اليه مرة ثانية وتجاهلت وحيد منتشية بالسيارة الجديدة وبالذى اشتراها لها ..
      فاشتعل وحيد من شدة الغيرة والشوق لها فاتصل بها طالبا منها موعدا للقاء بها في شقته لكنها اعتذرت له وضحكت عليه مرة أخرى .. وهو أمر لم يعد في قدرته تحمله , فقرر الانتقام منها ومن الثري في وقت واحد , ولم يكن أمامه سوى الاتصال بزوجة الثري ليخبرها عن السر الذى يخفيه زوجها عنها وهو أمر محظيته وسكرتيرته - نداء
      - واعطاها عنوان الشقة المفروشة التي تقيم بها نداء مع زوجها فاشتد الخلاف بين الثري وزوجته ودارت شكوكه حول سكرتيرته وشقيقها , فصب جام غضبه عليها واعطاها اجازة اجبارية لمدة شهر بالرغم انها حاولت الدفاع عن نفسها امامه ودار تفكيرها كله حول وحيد الذى يعتبر في نظرها صاحب المصلحة الأولى في اشاعة الخلاف بينهما فاتصلت به واخبرته عن خلافها مع الثري وطلبت منه موعدا للقائه في شقته فاستقبلها بشوق وحماس شديدين ..
      كانت ترتدي قميصا أبيض شفاف على تنورة بيضاء مشدودة على جسدها فبدت أمامه وكأنها بطلة افلام الجنس الأمريكية - كاترين تبرنر - التى اظهرت تفوقا في فيلمها لهيب الجسد ووجد نفسه يتوه بين نداء وتلك الممثلة الفاتنة نفس القوام ونفس الشكل والانف والعينين والبشرة حيث جلست امامه هادئة بثقة لا حدود لها تتثنى في جلستها وتمصص شفيتها وقطعت حبل الصمت وهى تراه ساهما قائلة :
      ما الذى يدورفي رأسك الآن .. فرد عليها بتلقائية : ذات الشئ الذى يدور في رأسك ..

      تعليق

      • يسري راغب
        أديب وكاتب
        • 22-07-2008
        • 6247

        #4
        اجندة الحب والحياة
        ظبطتنى امى واجما مفكرا وانا في الرابعة عشر من عمرى وفي يدي مجلة فنية ونسائية اتصفح بعض الصور فيها , فهاجمتنى باسئلتها حول
        رجولتى المبكرة , فاجبتها بخجل وحياء .
        فسألتنى :- ومن هي التي تفكر بالزواج منها ...؟؟؟
        فقلت بلا خجل :-
        انها " ريري " فتاة جميلة وعمرها مثل عمرى ... وانيقة وتحب ان تتحدث معى دائما ....!!!
        فدهشت امي وقالت لي بحنان :...
        انتبه الى دروسك ... وبعد ان تحصل على شهادتك سوف اخطبها لك , وازوجها اياك ان شاء الله ...
        وبدأت احسب السنوات الباقية امامى كي اتزوج بفتاتى الصغيرة " ريري " فوجدت ان امامى سبعة اعوام على الاقل لاحقق حلمى الصغير مع
        ريري وهي مدة طويلة جدا ...!!!
        فكيف اختصر الزمن مع ريري ...!!!
        - وجدت ان امامي فرصة للاختلاء بها في بيتنا , او بيتهم المجاور لبيتنا ...!!
        - فقررت ان اعترف لها بقصة اعجابي بها ...!!
        - وكانت ريري في الثانية عشر من عمرها .... عاشت سنوات طويلة مع اهلها في دولة خليجية وبعد ان جمع والدها مبلغا من المال عاد الى
        البلدة واستقر فيها مرة ثانية قبل شهور قليلة ....!!!
        - واشترى من والدى منزلا يخصنا لا نستعمله ليعيش فيه مع اسرته المكونه من زوجته الفاتنه جدا ومن اولاده الثلاثة الذكور , وابنته ريري ذات
        البشرة البرونزية الناعمة والعينان العسليتان , والشعر الناعم الطويل ...!!
        * وقد تعلمت من امها الكثير في فنون الاناقة والدلال والجمال , فهي تجيد الرقص بكل الوانه العربية والاجنبية وتستمع الى اغاني الخنافس
        والفيس بريسلي , كما تستمع لاغاني عبد الحليم حافظ ....
        * ومنذ ان وصلت مع اهلها لفتت انتباهي , فكان بينى وبينها الكثير من احاديث الود والشقاوة وقبل ان اتبين رجولتي كنت اقول لها :-
        انت تشبهين ممثلة السينما الجديدة " نيلي " فكانت تضع يديها على وسطها وتقول بتحدي :.
        انني اجمل منها ...
        * فكنت انظر اليها وابتسم قائلا :.
        * بالطبع ... انت اجمل ... ولكنها اكبر ...
        فتقول بشقاوة :.
        انا لست صغيرة ... انا كبيرة ...
        ثم تقول باعزاء لم اتبينه وقتها :.
        انظر الى صدري ... انه كبير ومنتفخ ...
        وارتبك وارتعش وهي ترفع ذيل فستانها .
        * وكنت ابتعد عنها حياء وخجلا مما تفعله امامى وانا اؤنبها قائلا :.
        الا تخجلي من هذا الكلام معي ...
        فتغتاظ مني , وتقولي لي :.
        حقيقة ... انت لا زلت صغيرا لم تبلغ سن الرشد .
        * وبعد ذلك بدأت انا الاحق ريري واسعى للاختلاء بها في اي مكان ...
        فكيف اكبرها بثلاثة اعوام وتقول لي : باننى لازلت صغيرا .
        فتحرشت بها يوما في بيتهم , وكان شقيقها الكبير وزميلي في نفس الصف ونفس المدرسة وكنا نراجع دروسنا انا وهو سوية .... قد خرج الى
        السوق مع والده وذهبت والدتها لزيارة والدتي في بيتنا وبقيت انا وريري وحدنا ...
        * وكانت ترتدي بنطلونا اسود على بلوزة بيضاء شفافة , وتقرأ في كتب التاريخ وامامها شقيقها الذي يصغرها بثلاثة اعوام فلم اهتم لوجوده وقلت لها :.
        لماذا قلت اني صغير , رغم اني اكبر منك بثلاثة اعوام ؟! ... انا في الخامسة عشر وانت في الثانية عشر ... وافهم في امور الحب اكثر منك .
        * فكزت على شفتيها , وهي تشير الى شقيقها فقلت لها :. انه صغير لا يفهم ...!!
        فقالت لي :. لكنه يرى ويسمع ويتكلم ...!!
        فقلت لها :. هيا الى الداخل ...!!
        ودخلنا سوية واغلقنا الباب خلفنا ...!!
        ولم يكن يهمنا طرقات شقيقها العنيفة على الباب حتى قال بصوت مرتفع :.
        افتحي الباب ياريري ... لقد حضر والدي ...!!
        فافلتت نفسها مني واعادت تصفيف شعرها وترتيب ثيابها بسرعة واتجهت الى الباب تفتحه وانا في حالة يرثى لها من الارتباك والخوف فتحت
        كتاب الرياضيات وامسكت بالقلم والدفتر وتصنعت الجدية في الدرس والتحصيل .... ودخل والدها وشقيقها وانا على هذا الحال ... فحياني والدها
        قائلا : كيف الاحوال ...
        فقلت له :. بخير ياعمي ...
        ونظر شقيقها الكبير نحوي وهو يقول عاتبا :.
        ارحم نفسك من الدروس ...
        وتقدم نحوي , واخذ يقلب الكتاب امامي فاستغرب عدم وجود شئ يدل على انني اذاكر فقال لي :. الم تذاكر شيئا ...؟؟
        فقلت له :. لقد انشغلت بشرح بعض دروس التاريخ لريري , وبدأت في الدراسة قبل وصولك بدقائق لانني لا احب ان اسبقك .... ونظر نحوي
        بشك وارتياب ثم قال :.
        انا الليلة تعبان ... ولن ادرس ...!!
        فتنهدت وقلت :. هكذا انت دائما ...
        فقال بانفعال :. انني متعب يا اخي ...
        فقلت بعتاب :. ولماذا ترفع صوتك علي ...
        فقال ببرود :. لا شئ ؟
        فجمعت دفاتري وكتبي وخرجت قائلا : عن اذنك ... ولن اعود الا اذا اتيت الى في بيتنا فقال بلا مبالاة : مع السلامة .
        ونظرت ريري الى شقيقها مرة والي مرة اخرى وقالت :. ماذا حدث ؟...
        فقالت لها : اخيك لا يريدني ان اذاكر معه ...
        فقالت لي :. انه لا يقصد .
        فقال شقيقها :. اتركيه ياريري .
        فنظرت ريري الى شقيقها نظرة عتاب ...
        * وخرجت ورائي الى بيتنا وهي تحاول ان تخفف من حدة الذي حدث بيني وبين شقيقها ... فقلت لها :. انا لا يهمني شقيقك ولا اذهب اليه ,
        الا من اجلك وحتى اراك اما الان فسوف تأتين انت الى في بيتنا ولن يستطيع احد ان يزعجنا ابدا ... وسوف نجلس سوية في الغرفة الموجودة
        فوق السطح دون ان يرانا احد , كل يوم سانتظرك بعد العصر هناك ووافقتنى علي رأيي هذا ...
        ونفذته ... فكنا نختلي سوية فوق السطوح حتى حلت اجازة الصيف .
        * وسافرت هي واسرتها لقضاء الصيف مع ثري كبير كان رئيسا لوالدها في الدولة الخليجية وحضر الى الاسكندرية ودعا والد ريري واسرته
        ليشاركوه اجازة الصيف هناك ...!!
        * وتركتني اعاني ابتعادها عني طوال شهرين كاملين عاشتهما بعيدا عني في الاسكندرية .
        * وكانت معاناة ...!!
        وكتبت فيها قصائد الحب والغرام ...!!
        وسطرت لها رسائل العشق والهيام ...!!
        دون ان ابعث بها اليها , لاني لا اعرف عنوانا لها في الاسكندرية .
        وكانت الوحيدة التي تقرأ ما اكتبه هي ريم ... والتي تربطني بها صلة قرابة كما تربطها صلة قرابة بريري وهي تصغرني بعام واحد ...
        بيضاء البشرة ,ملفوفة القوام عسلية العينين ولم اكن اخبئ لها سوى مشاعر القرابة , اما هي فكانت تخبئ لى ما هو اكثر من ذلك بكثير ...
        واعتقد ان لريرى دخل فى ما تخبئه لى ريم من مشاعر عاطفيه لم احاول فهمها لانشغالى عنها بريرى التى قالت لريم :كل شى دار بيننا حيث
        صرحت لى ريم ذات يوم بذلك قائله :.
        - اننى اعرف كل شئ بينك وبين ريري .
        - وارتبكت وخجلت من نفسي وحاولت الانكار ... فقالت لي :.
        ان ريري هي التي حكت لي كا شئ فلا تكذب على لان كل ما تكتبة موجه لريرى .
        فقلت بحذر :.
        لا شئ بينى وبين ريرى سوى مذاكرة دروسها .
        فقالت ريم :.
        ولكنها قالت لى بانك قبلتها اكثر من مره فى بيتهم وفى بيتكم فهل كانت تكذب على ...
        ولم استطع ان اقل شيئا سوى الانكار و قلت لها بخوف :. انها تكذب لا تصدقيها ...
        ولاحظت على وجهها ابتسامه لم اشك انها تعنى فرحتها بانكارى لقصة الحب التى تربطنى بريرى ... فاستأذنت منها وانا افكر بريرى ...
        وفى اليوم التالى ....
        جاءت ريم الى بيتنا واعطتنى ورقة كتبت فيها كل ما تختزنه من مشاعر الحب نحوى ,وانتظرت الرد منى ...
        لكنى تخوفت من الرد عليها ...
        فكررت الزيارة الى بيتنا بعد الرسالة التى اعطتنى اياها بثلاثة ايام وهى ترتدى ثوبا قصيرا , فوق الركبتين وكنت وحدى فى المنزل ومعى شقيقتى
        التى دخلت المطبخ لتعد كوبا من الشاى لريم التى انتهزت الفرصة وقالت لى :.
        - لم ترد على رسالتى اليك ...
        فقلت خائفا مترددا :.
        خفت ان تقع فى يد احد من اهلك ...
        فقالت لى :.
        - وما رأيك ... هل تحبنى ...
        فقلت مترددا :.
        بالطبع ... انا احبك ...
        فقالت بالم :.
        ولم تخاف اذا كنت تحبني ...
        فقلت لها بحذر :.
        - لا ادرى , ربما لاننا اقارب اخاف عليك ...
        فقالت لى :.
        ولكنى احبك ام تريد منى ان احب غيرك ...
        فقلت لها على عجل :.
        اياكى ان تفعلى ذلك ... فانا احبك ...
        وعادت شقيقتى فى تلك اللحظة بالشاي وهي تنظر الينا ثم قالت لي بعتاب تشوبه
        الحدة :.
        - لماذا لا تخرج ؟؟... هل ستبقى بيننا ...
        فارتبكت وقلت لها :.
        سأشرب الشاي واخرج لماذا ...؟؟
        فقالت باستياء :.
        لاننا بنات وانت ولد , ونريد ان نتحدث وحدنا ... فتدخلت ريم قائلة :.
        اتركيه ماذا سنقول انه شاب في مثل عمرنا ..
        ولكن شقيقتي غمزت لي بطرف عينها لكي اخرج ...
        فأطعتها وانا اقول :.
        يجب ان اخرج ... لانني على موعد مع الزملاء ...
        وعند خروجي كنت وجها لوجه امام السيارة التى عادت بريرى واسرتها من الاسكندرية فوقفت جامدا في مكاني وانا انظر الى ريري نظرة
        طويلة متأنية , حيث هبط شقيقها الاكبر وصافحني وحياني والدها وابتسمت لي والدتها التي تزداد جمالا وفتنة كلما تقدم العمر بها مثلها في ذلك
        مثل ريري ابنتها التي تخيلتها اكبر من عمرها الحقيقي لسنوات وكم شعرت بالغيرة عليها , وانا اتخيلها علي البحر امام المصطافين في
        الاسكندرية واقتربت مني وصافحتني وهي تبتسم لي وتقول :.
        ماذا فعلت في الاجازة ...
        فقلت ببرود :.
        لم افعل شيئا ...
        فقالت وهي تأخذ احدى الحقائب من والدتها :.
        لقد كانت اجازة جميلة جدا ... ما اجمل الاسكندرية ...
        فقلت متبرما :.
        ولماذا لم تبق هناك ...؟؟
        فقالت ببرود :. ياريت اعيش هناك ...
        فزاد ذلك من غيظي وغضبي , واشتعلت النار في راسي قائلا / يجب ان اذهب ...
        فقالت لي :. على كيفك ...
        ثم نظرت امها نحوي وقالت لي :.
        الى اين ستذهب تعال اجلس معنا , انا اعرف انك مشتاق لتجلس في بيتنا بعد الاجازة فقلت لها :.
        ساعود بعد ان تستريحوا من عناء السفر ....
        فقالت ريري :.
        انا لست متعبة ... وسوف احضر ثيابي واخذ حمامي في بيتكم لاني لا استطيع الانتظار على هذه الحا ل ابدا ...
        وسال لعابي فتراجعت عن قراري , وعدت اساعدهم في حمل حقائبهم الى داخل
        البيت ...
        وام ريري تقول لي :.
        لقد احضرنا لك هدية تحبها , كرة قدم حقيقية فابتسمت لها قائلا :.
        اشكركم لم يكن هناك اي داع لهذا التعب ... فقالت لي الام التي لم تتجاوز الخامسة والثلاثين .
        انت غالي علينا كلنا ...
        - وبعد ان ساعدتهم في وضع الحقائب داخل المنزل جذبتني ريري من يدي لارافقها الى بيتنا فقال شقيقها الاكبر :.
        اين تذهبين ياريري ...؟؟
        - فردت بلا مبالاة :.
        سأذهب الى بيت عمي , باي .. باي ...
        فحاول ان يوقفها لكن والده نهره قائلا :.
        اتركها ... لا شأن لك بها ...
        وكظم شقيقها غيظه وانا انظر اليه مبتسما وقد خرجت برفقة ريري الى بيتنا ...
        وهناك ... وقفت ريم وجها لوجه امام ريري وامامي ونظرت نحوي ونحو ريري نظرت تائهة وشاردة لكنها استفاقت من نظراتها على
        ريري وهي تقترب
        منها وتصافحها وتصافح شقيقتي ثم تستأذن منهما لتدخل الحمام ...؟؟؟
        ودخلت معها شقيقتي وبقيت وحدي مع ريم وتبادلنا النظرات فقالت لي :.
        انك تحب ريري ...
        فقلت لها :.
        انها مختلفة عني ... ولا يمكن ان احبها ابدا ...
        فقالت ريم :.
        حقا , هل تحبني انا ...
        وهززت رأسي دون تردد ...
        وبدأت حياتي في مرحلة جديدة بين الفتاتين :.
        ريري المراهقة وريم الرومانسية ...

        اجندة الحب والحياة
        الفصل التانى
        لم يدم القلق طويلا حين وجدت ميلا من ريري لعادل شقيق ريم جعلها تبتعد عني وتتقرب لريم حتى تصلها بشقيقها عادل وساءني هذا الاتفاق
        بين الفتاتين فكنت احاول ان احذر ريم دائما من مصادقتها لكنها لم تكن تسمع مني ابدا وتقول لي :.
        - الم تكن تثني عليها وتعجب بها , وتفضلها على كل البنات وكنت اهز راسي , ولكن لا اعترف لها بذلك صراحة واقول :.
        - لقد كنت احاول ان اهذب اخلاقها واقوم سلوكها ...
        فكانت ترد على بغيظ شديد قائلة :
        - لكني اثق بها واثق بنفسي ايضا وهي قريبتي ولا اقبل منك اي حديث سئ عنها لانه يسئ لي تماما ...
        وعندما اصمت ولا ارد عليها تقول بعتاب :.
        - انا اعرف لماذا انت غاضب منها ...
        لانها تحب عادل وتركتك , وهذا يكفي بالنسبة لي لان اكون صديقة لها ...
        - اذن فريم تعلم انني احب ريري ...
        ولذا فقد وجدت فرصتها في الانتقام مني الان .
        وانا ما الذي افعله ...
        - لم يكن امامي سوى التودد لريم والتقرب منها بشكل او باخر وان احتفظ على عواطفي واستخدم عقلي فلا يمكن ان تكون ريري حبيبتي
        الدائمة والمثالية لاختلاف امزجتنا واختلاف منطقنا في الحياة ...
        فأنا اعشق فيها جمالها وسحرها ودلالها ...
        لكنني اكره عبثها واستهتارها ومزاجيتها ...
        - وانا مثالي في حبي لجمالها , اما هي فهاوية في كل تصرفاتها ...
        - ومع مرور الايام والاسابيع والشهور وجدت نفسي اقرب الى ريم وجدت فيها ذاتي وصفاتي في الحب والعطاء ....
        كما وجدت ريري لدى عادل مزاجيتها واهوائها ....
        - وتقوقعت العلاقة بين ريري وريم بعد ان تمكنت ريري من عادل , واصبحت بغنى عن ريم في الوصول اليه ...
        - وعلى العموم ...
        فانني اول من لمس ريري على الاقل في بلدتنا الصغيرة ومهما فعل عادل معها لن يفعل اكثر مما فعلته معها ....
        فما اكثر المرات التي اختليت بها مع ريري فوق سطوح بيتنا دون ان اعطي الكثير كما يفعل عادل الان حيث يقدم لها الهدايا فهو غني ,واكثر
        ثراء مني ووالده يمنحة مصروفا كبيرا عني ولم اكن استطيع شراء سلسلة ذهبية اقدمها لريري مثل عادل كل ما كنت استطيع تقديمة بعض
        الثمار الطيبة من مزرعة والدي بين الحين والاخر , وكانت تسعدها وتسعد امها ايضا , لاني اقدمها للاسرة كلها بمنطق الجيرة والصداقة
        والقرابة البعيدة ...
        - لكن قرابة امي لاسرة ريم كانت اوثق وامتن ولذا فقد تعودت ان ارافق امي او شقيقتي في زياراتهم المتكررة لاسرة ريم حيث اجلس
        مع ريم برفقة اشقائها الصغار احيانا او برفقة شقيقي او وحيدين بغير رفيق ....
        - وكنت احاول معها ونحن وحيدين بعض المحاولات الجنسية , فامد يدي على ساقها فتبتعد على ضاحكة واحيانا اتطاول فاقترب منها
        لاحتضنها واقبلها فتهددني بان تصرخ مستنجدة فاتركها لكن تلك المحاولات جعلت العلاقة بيني وبينها قوية جدا ..
        - وحتى في اوقات الامتحانات رغم السهر والمذاكرة كنت لا اتقطع عن رؤية ريم حتى لا افكر بريري ابدا ...
        فلم اكن امانع في زيارة عادل لي كي يلتقي ريري بعد ذلك وهي تسكن بجوارنا بمقابل سماحه لي بزيارتي لبيتهم كل مساء والحديث
        مع شقيقته ريم دون ان يعلم بالطبع شيئا عما يدور بيني وبين ريم ...
        - وكنت اسرق في تلك اللحظات الخاطفة التي تجمعني بريم فبلة من هنا او هناك او لمسة من هنا او هناك ...
        - حتى انتهينا من الامتحانات بسلام وبدأت العطلة الصيفية , وبدأ الحر , فكنا نتحرر من ثيابنا الثقيلة اولاد وبنات , ونلبس الثياب الخفيفة ...
        - وبدت ريم اكثر فتنة وجمالا في نظري وهي ترتدي الثياب القصيرة جدا , فتظهر بساقها البيضاويتين الناعمتين الملفوفتين فقد كان لها جسما
        رهيبا وقدا مياسا لم يكن واضحا مع الرومانسية والشفافية في تعبيرات وجهها ...
        - ولم اكن اتمالك نفسي امام منظر ساقها الجميلتين فاغازلها بكل قواميس الحب والغرام العنيف عند اول فرصة اجد نفسي مختليا فيها معها
        بعيدا عن اشقائها وعن شقيقتي ...
        - وذات يوم وجدت نفسي مع ريم في بيتهم الكبير وحدنا , شقيقها عادل في المقهى واشقائها الصغار يلعبون في الشارع اما الكبار فاما
        يدرسون في الجامعة ولم يعودوا من القاهرة او يعملون في دول الخليج ولم يعودوا حتى ذلك الوقت ...
        - انا وريم وحيدين في ذلك البيت الكبير ...
        - وكانت ترتدي فستانا قصيرا للغاية من نوع الميكروجوب ...
        فنظرت اليها بحب وقلت لها : انا بحبك ياريم ما تخافيش .
        - فقالت بجزع :. طيب روح قبل ما يجي حد ويشوفنا كدة فاطعتها وخرجت من عندها وانا ارمي لها بقبلة على الهواء ومنذ تلك اللحظة ...
        شعرت بخوف وارتباك ولم اعد اكرر زيارتي لبيت اسرة ريم كالمعتاد ...
        - لقد احسست بانني خنت الامانة والقرابة ... ولم اجد امامي سوى الحياة فى المزرعة بعيدا عن البلد بضعة كيلومترات , اعمل خلالها في جمع
        الثماروزراعتها حتى اشغل نفسى عن الامور الحسية التي تكاد تأخذ كل تفكيري .
        - وكان والدي يعد لنا في ذلك الصيف مكانا نقضي فيه اجازتنا الصيفية وسط الاشجار والثمار ومع المزارعين .
        - وكنا ندعو اقاربنا ومعارفنا لقضاء بضعة ايام معنا من حين الى اخر , ومضى شهر كامل قبل ان تأتي ريم مع اسرتها الى مزرعتنا
        ليقضوا معنا ثلاثة ايام ...
        وعاتبتني على ابتعادي عنها ...
        فاعتذرت لها بخوفي عليها من حبي وحبها المشترك بيننا ... لكننا عوضنا الفراق ببعض العناق الحميم تحت الشجر في مزرعتنا بعيدا
        عن العيون ولو ان شقيقتي لمحتنا ذات مرة فوبختني على ذلك توبيخا شديدا وحذرتني من تكرار ما رأته بعينها بيني وبين ريم ...
        - وحدثت مفاجاة عند عودة شقيقي الذي يكبرني بشهادته الجامعية .
        - فقد رأى ريم في حفلة الغداء التي اقامها والدها لنا بمناسبة عودة شقيقي هذا بشهادته الجامعية واعجبته , واطلب من امى ان تخطبها له في
        اسرع وقت ممكن لكن امي امهلته لانها لا تزال صغيرة لم يكن عمرها يزيد عن الخامسة عشر الا اشهر قليلة ... ولن يوافق والدها على زواجها قبل
        ان تحصل على شهادة الثانوية بعد ثلاثة اعوام , وحينها يفعل الله
        ما يريد ...
        لكن بصفة مبدئية فقد طلبت امي يد ريم رسميا من اهلها على ان لا يتم شيئا في هذا الموضوع قبل انقضاء ثلاث سنين ... وسافر شقيقي للعمل
        محاسبا في احدى دول الخليج العربي ...
        وتركني اسيرا للهم العاطفي اكل نفسي بنفسي ولا يبدو على ريم انها تعيش نفس الهم مثلي , فقد كانت سعيدة بان يطلبها احد للزواج وهي في هذه
        السن الصغيرة ولو انها لم تكن تبدي هذه السعادة وتقول : انها لن توافق على الزواج قبل حصولها على الجامعة .
        - وكان ما يعذبني هي تلك القبلات وذلك العناق الذي حدث بيني وبين ريم التي ستصبح بعد سنوات زوجة لشقيقي ...
        - وقد اصبت بانحطاط نفسي شديد , واكتئاب لاحظته امي فقال لي : هل انت غاضب لان ريم ستتزوج شقيقك ...
        فقلت لها :. نعم يا امي ...
        فقالت لي :. هل تحب ريم ...
        فقلت لها : مثل اختى ...
        فقالت لي : انك لا زلت صغير وسازوجك اجكل من ريم ان شاء الله حينما تكبر وتحصل على شهادتك الجامعية مثل اخيك وكل ما تفكر
        فيه هو ان تحصل على شهادة الثانوية الان .
        - نفذت وصية امي واغلقت على نفسي الابواب وعشت للدراسة والكتابة واعددت نفسي لدخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكنت اشغل
        وقتى بالقراءة المستمره لكل الكتب والصحف والمجلات او في كتابة الخواطر والقصائد والقصص والمذكرات وكان عادل شقيق ريم قد سافر
        الى الجامعة , وترك ريري الى حب اخر وشاب اخر يلعب رياضة كرة القدم في البلدة ...
        - ولم اكن مهتما في ذلك الحين الا بالقراءة والكتابة والتحصيل ...
        ***
        - وحدثت الحرب في يونية 1967...
        - واحتلت بلدتنا الصغيرة مع اراض عربية ... وضاع الحلم الجميل الذي عشته بالانتقال من الدراسة الثانوية الى الحياة الجامعية ...
        وعدت الى ريري وعادت لى وسط اجواء منع التجول المستمر في بلدتنا الصغيرة طوال الاشهر الاولى للاحتلال
        ***
        - ثم جاء الوقت الذي قررت فيه ان ارد لها الصاع صاعين , حين التقيت بفتاة حسناء جاءت مع امها لتقيم في بيتنا بعد شجار بين ام الفتاة وهي
        قريبة لوالدي وبين زوجها الذي ينتمي الى عائلة اخرى كان بين عائلتنا وبينها قطيعة طويلة وشجار دائم ومستمر حول الانتخابات في البلدية ,
        وتلك المرأة تزوجت ذلك الرجل قبل ثمانية عشر عام وانجبت منه فتاتها البكر هذه واسمها سامية وعمرها لا يزيد على ستة عشر عام في مثل
        عمرريم تقريبا واكبر من ريري بعام واحد واجمل من الاثنين ...
        فعيناها واسعتان عسليتان وبشرتها ناصعة البياض وقوامها ملفوف وقلت لسامية ان امها لا تمانع في الحب بيني وبينها فقالت لي :. امي فاهمة
        وذكية وبتقولي حبي اللي بتعرفه احسن من اللى ما بتعرفهوش وهي كمان بدها ايانى اتجوز عن عيلتكم , ما بدها تجوزني من عيلة ابويا ...
        وكمان انا حلوة والشباب اللى يجروا ورايا كثير ..
        فامسكتها بين يدي ثم ضممتها الى صدري .
        وبدأت اخذها يوميا الى الاستراحة الخشبية فوق السطح حتى فاجانى والدي ذات مرة وانا اقبلها فضربني وضربها وطردها من منزلنا ...
        وبعد شهور اتفق مع والدتي على ان اسافر لكي ادرس الثانوية العامة واحصل على الشهادة ثم اسافر لاكمل تعليمى الجامعي في القاهرة
        بعد ذلك ...
        وطويت صفحات من حياتي العاطفية والغرامية وتقدمت خلالها لامتحان الثانوية العامة ونجحت فيها بنسبة عالية وتمكنت من الالتحاق بكلية التجارة في احدى الجامعات المصرية .

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #5
          أجندة الحب والحياة
          الفصل الثالث
          طالب فى الجامعة
          كان استقبالي عند وصولي الي القاهرة "عادل " الطالب في كلية الهندسة , وشقيق "ريم " التي خطبها شقيقي لنفسه قبل عامين , وغريمي في حب "ريري " الفتاة اللعوب في بلدتنا الصغيرة .. وكان يعيش مع "عادل" ثلاثة اخرون من ابناء عمه وأقاربه احدهم طالب في السنة النهائية بكلية الطب , والثاني مدرس رحل من البلدة قبل الاحتلال الاسرائيلي لها في يونية 1967 بايام قليلة وتعيش بعيدا عن زوجته واولاده منذ ذلك الحين في القاهرة , ويشارك في سيارة تعمل بالاجرة داخل القاهرة , ويقودها الساكن الثالث من اقارب عادل في الشقة التي تحتوي ثلاثة غرف للنوم , وغرفة للطعام , وصالة تتوسط هذه الغرفة مع المطبخ والحمام .
          وشاركت "عادل" غرفته , في حين كان طالب الطب في غرفة واحدة مع السائق , اما المدرس فكان يعيش في غرفة مستقلة له .
          ومنذ اللحظة الاولى , لاحظت عداء مبهما بينى وبين طالب الطب لم افهمه , ولكنني مع الايام عرفت من السائق ان طالب الطب يريد "ريم" شقيقة عادل زوجة له وهو متضايق جدا لان اخي خطبها , وهو احق بها لانه ابن عم لها ..!!
          وكاشفت عادل بما سمعته , فاكد لي عادل ذلك قائلا : بانه ابن عمنا وهو احق من غيره في الزواج بريم ..!!!
          وكانت هذه اول مشكلة تصادفني في حياتي الجديدة حاولت ان اتغاضى عنها واتجاهلها ولا اتدخل فيها , واترك الامر للزمن يعالجه , لكنني في وقت اخر لم اكن اتحمل منظر النساء اللاتي يدخلن على المدرس في غرفته , ويغلق بابه معهن , حيث يقضي وطره معهن دون مراعاة لمشاعرنا ..!! فكاشفت عادل بالامر , فقال لي :
          انه رجل كبير , ماذا ستقول له ..؟؟
          وماذا تفعل معه ..؟؟
          فقلت له :. لماذا لا تأتى زوجته عنده ؟
          فقال لي : انه يريد ان يعد لاسرته الشقة المناسبة اولا ..
          فقلت له : ولكنه يحصل على دخل من السيارة ومن الوظيفة يؤمن له حياة طيبة مع اسرته في القاهرة ..!!
          فقال لي : ان دخل السيارة موزع بيني وبينه وبين السائق فقد دفع والدي ثلث السيارة لي كي اعيش مع ريعها في القاهرة .. فهززت راسي وقلت له : وهل تنفق كل ما ياتيك من السيارة ؟..
          فقال لي : ان السيارة لا تدر لي دخلا اكثر من سبعين جنيها وفي بعض الاحيان يقل الى الخمسين جنيها واضطر للاستدانة حتى يرسل لي والدي نقودا ارد بها ما اقترضته من الناس .. وبلعت ريقي , وانا انفق في الشهر ثلاثون جنيها لا اكثر ولا اقل وفي بحبوحة من العيش ادفع منها خمسة جنيهات ايجارا وخمسة عشر جنيها للطعام , وعشرة جنيهات مصاريف جيبي ومواصلاتي .
          ونحن في السنة 1969 , والقاهرة رخيصة وليست غالية .. ولكن عادل يدخن بشراهة , ويذهب الى المسرح والملاهي اكثر من مرة في الشهر الواحد , وله العديد من اصدقائه الذين يسهرون معه دون ان يدفعوا قرشا واحدا مقابل بعض التسهيلات التي يقدمونها له في مجال الحب والغرام الحرام ..!!
          ولم احب ان اكشف نفسي "لعادل " واصدقائه وفضلت ان احجم نفسي في العام الاول من حياتي الدراسية الجديدة حيث شغلت نفسي ببعض الاعمال الثقافية في الجامعة من خلال النشاطات الطلابية التي اثبت تفوقا على اقراني فيها , وكنت متفوقا بين زوملائي في اسرة القصة القصيرة وكتبت عملا مسرحيا صغيرا لفريق التمثيل في الكلية اثناء معسكر الشباب في عطلة نصف السنة الدراسية حيث تعرفت على فتاة ممشوقة القوام , ساحرة العينين , ذات قد مياس اسمها "محاسن " من سكان الحلمية , وكانت نجمة فريق التمثيل في الكلية , ولكنها فتاة متحررة , وانا لا احب التحرر , بقدر ما احب التملك , فلم تدم علاقتي معها طويلا ..!! خاصة ةانني لم اجد مكانا مناسبا اختلي به وحدي معها فلم يكن يناسبني استمرار علاقتي "بمحاسن " ابدا , وانا اراها تفضل الخروج مع اصحاب السيارات والشقق المفروشة , وقضاء وقت الحب والغرام معهم خارج الجامعة , مقابل هدايا لا تخجل ان تطلبها منهم بنفسها , خاصة وانها فاتنة جميلة ولكنها من اسرة فقيرة , وطموحاتها الشخصية كبيرة ..!!
          وتكون لدي احساس بعد هذه المشاكل , بضرورة الحياة في شقة مستقلة , حيث لا يسمح لي بما هو مسموح لغيري , كما اجد نفسي دخيلا بين مجموعة من الشباب الذين يمتون لبعضهم بصلة القرابة الحميمة , فكتبت لوالدي ولشقيقي اطلب منهم ان يمدونني ببلغ من المال اؤجر به شقة خالية وافرشها باثاث بسيط تنفعنا للمستقبل القريب والبعيد كلما فكر احدنا بقضاء اجازته في القاهرة , ولكنهم ردوا على بتاجيل الفكرة الى ان ينتهي العام الدراسي , وياتي اخي الى القاهرة ويؤجر لي الشقة بنفسه , فوضعت نفسي في الشهور الاخيرة داخل غرفتي اذاكر دروسي بنهم شديد ينسيني ما حولي من مشاكل عاطفية وشخصية , وكان اقرب الاشخاص لي هو السائق , الذي كان ياخذني الى بعض النزهات في الاوقات التي يجد فيها نفسه في حاجة لي وخاصة اذا كان في الامر بعض الترفيه مع بعض النسوة اللاتي يتمكن من اصطيادهن , وكنت لا امانع ان ادفع مصاريف شرابهن وطعامهن .
          ولم يكن يمنعني سوى عدم وجود نقود كافية معي للانفاق على اولئك النسوة ولم اكن احب الاستدانة او الاقتراض ابدا , فاذا لم اجد لدي ما يكفي كنت اغلق على نفسي الابواب حتي نهاية الشهر لكي اعود نفسي على الحياة ضمن الميزانية التي حددها لي اهلي وحدتها لنفسي ..
          فقررت ان انقطع عن تلك الممارسات الحيوانية بمرافقة السائق قريب "عادل" بحجة التفرغ للامتحانات التي اقترب ميعاها , وتوجهت الى الله بقلب نظيف طوال الايام السابقة للامتحانات , فقد كانت رهبة الامتحانات في الجامعة ولاول مرة تنتابني ولكنني بعد اللحظة الاولى لجلوس امام ورقة الاسئلة اكتشفت ان امر الامتحانات الجامعية شكلي وليس جدي , وبالذات عندما تكون هناك حسناء لها جمال وقوام "محاسن" تجاورني في لجنة الامتحانات , ولا تنفك توزع الابتسامات على المراقبين وتلبس اقصر الثياب لاغرائهم , وسحب ارادتهم منهم , وهي تاخذ مني اجابات الاسئلة بشكل حرفي , جعلها تضطر للاعتراف لي بجميلي عليها وصنيعي معها بعد ثالث امتحان وتدعوني لمشاهدة فيلم سينمائي في واحدة من دور العرض الراقية , وفي الصفوف الاخيرة المظلمة وهي تقول بدلال :
          على فكرة انا موافقة اروح معاك السينما ونقعد اخر صف كمان فابتسمت لها قائلا .. وانا موافق ..!!
          وحددنا موعدا والتقينا خلاله وهي ترتدي جونلة قصيرة على بلوزة عارية الزراعين لونهما وردي , وحجزت في الزاوية المظلمة باحدى دور العرض التي تقدم فيلما شرقيا مملا لا يقبل عليه احد .
          ومضت ايام الامتحانات , دون ان تكرر تلك الفعلة مرة اخرى , ولو انها وعدتني بانها ستوافق على مرافقتي لعدة ايام في اجازة خاصة الى الاسكندرية .
          وحسبت ما معي من نقود فوجدت انها لا تزيد على المائة جنية واذا سافرت الى الاسكندرية مع محاسن سانفق خمسين منها , ولا يبقى معي سوى خمسون جنيها فقط ويمكن ان ادبر امري الى ان يرسل لي اخي او اهلي مبلغا اضافيا فوافقت على امر رحلة الاسكندرية ..!!
          وحجزت تذكرتين بالاتوبيس السياحي بستة جنيهات .. ثم حجزت غرفتين متجاورتين لي ولها في احد الفنادق , اجر الغرفة الواحدة اربعة جنيهات , ولكننا في اليوم التالي انتقلنا الى شقة يؤجرها صاحبها بالاسبوع ..!!
          ولم يكن معي سوى ثلاثين جنيها , وهي لا يوجد معها سوى خمسة جنيهات فقط , بعد ان انفقت في اليوم الاول عشرين جنيها على تذاكر المواصلات والاقامة في الفندق والطعام ..!!
          واشتريت لها مايوه بخمسة جنيهات , وزجاجة عطر وادوات ماكياج بخمسة جنيهات اخرى , فلم يبق معي سوى عشرين جنيها اقنعت صاحب الشقة ان يؤجر لي ثلاثة ايام بعشرة جنيهات ولم يبق معي سوى عشرة جنيهات فقط للطعام والشراب حيث اتفقت مع محاسن على ان نعد طعامنا بانفسنا داخل الشقة , ووافقت بتبرم وضيق ملحوظين , لانها كانت تفضل ان تقضي اغلب النهار في السباحة وتتناول في المطاعم الفاخرة , وقد علقت على ذلك قائلا :
          ايه ده مش تقول ان معكاش فلوس كنت اعمل حسابي ..
          وبعد ايام قليلة من رحلة الاسكندرية وصلتني برقية يخبرني فيها شقيقي بانه سيصل القاهرة , وقد كنا في بداية شهر يولية ..
          وخشيت ان تحدث المواجهة غير السارة بينه وبين ابن عم "ريم" الذي ارسل الى والده بالفعل ليخطب ريم لنفسه , وقد احسست بان "عادل" شقيق ريم يفضل ابن عمه على شقيقي في هذا الموضوع ..
          ورغم اني ساستفيد من هذا الامر , الا انني كنت حزينا جدا من اجل شقيقي , ولكن ما الذي بيدي لافعله من اجله ..؟؟
          اضافة الى انني كنت افضل عدم زواجه بريم التي ارتبطت بها بقصة غرامية يوما من الايام , حين خطف مني عادل اول حب في حياتي مع ريري ..
          المهم ان كل ما توقعته قد حدث في هذا الخصوص بعد حضور شقيقي , فقد اخبره عادل وابن عمه , بان ينسى موضوع زواجه بريم لان والد عادل غير رايه وسيزوج ريم لابن عمها ..
          وفورا بدأ اخي يبحث لي عن شقة صغيرة خالية اعيش فيها , بعيدا عن عادل وابناء عم عادل في الشقة المفروشة .
          ووجدنا شقة في الدور الارضي باحدى البنايات الواقعة بحي مصر الجديدة , دفعنا خلو رجل فيها مبلغ مائة جنيه مصري فقط انذاك وايجار شهري خمسة جنيهات فقط , ووضعت فيها طاولة وستة كراسي , وسريرين للنوم ودولاب , وادوات المطبخ , وعيون غاز صغير , ومكتب للمذاكرة , والضرورات فقط اللازمة للتاثيث واجلت موضوع الثلاجة الى وقت اخر , وكانت الشقة عبارة عن غرفتين بينهما المطبخ والحمام وممر يؤدي الي جميع الابواب ..
          كانت تكفيني وترضيني , لاعيش فيها بحريتي مستقلا بنفسي وبعد ان انتهينا من موضوع الشقة , سافرنا لبضعة ايام الى الاسكندرية

          اجندة الحب والحياة
          الفصل الرابع: علاقــــــــــــة
          من بنات حواء , حيث كنت اقضي وقتي كله اكتب قصصا حولهن ....
          - وما ان بدأت السنة الدراسية الجديدة حتى كنت منتهيا من كتاب مجموعة من القصص العاطفية القصيرة جعلتني واحدا من المبرزين بين طلبة الجامعة وزاد ذلك من رصيدي فكنت واحدا من الطلاب الذين رشحوا انفسهم في انتخابات اتحاد الطلاب وفزت .
          - ومنحت بدلا شهريا ثمانية جنيهات من اتحاد الطلاب واصبح لدي دخلا احتياطيا شجعني لشراء ثلاجة صغيرة ليكتمل بها اثاث شقتي حين فزت بجائزة القصة على مستوى الكلية , وكانت مكافأتي ثلاثين جنيها وضعتها مع ما تبقى لدى من المصروف الذي تركه لي شقيقي عند حضوره الى القاهرة في الصيف الماضي وكان باقيا امامي شهران اخران حتى يرسل لي الدفعة التالية حسب اتفاقي معه .
          - فقررت ان اكتفي بالثمانية عشر جنيها الى ان تصلني النجدة بعد شهرين فلدي اشتراك مدفوع لثلاثة اشهر قادمة لركوب المترو ولن ادفع شيئا للمواصلات اضافة الى انني قررت الانقطاع عن الكافتيريا في الجامعة اما القهوة والشاي فمخزونة عندي حيث احضر لي شقيقي كميات منها معه في الصيف الماضي , والسكر والطعام وفاتورة الكهرباء امر مقدور عليه , ولا يوجد لدي وقتا كافيا للذهاب الى السينما , فقد خففت من علاقتي بالجنس الاخر , وجعلتها جادة في ميادين الثقافة والتعليم لا اكثر ...
          - لكنني رغما عني وجدت نفسي محاصرا من احدى الفتيات الانيقات والجميلات من طالبات السنة الاولى في الكلية , وعضوة جديدة في جماعة القصة والادب , اسمها "فيفي حني " ملفوفة القوام خمرية عيناها عسليتان ملونتان وشعرها قصير وناعم لكنه ملوي بشكل غجري , تعشق الكتابة وتهوي القصص ولها رغبة شديدة في العمل بميدان الصحافة خاصة وان شقيقة لها تعمل صحفية في احدى المجلات الاسبوعية .
          - تعرفت الي واصبحت تلازمني وانا معجب بها وبتفكيرها ومركز اسرتها الاجتماعي الراقي فتعمقت علاقتي معها مع مرور الايام من خلال جماعة القصة والادب , ثم تطورت العلاقة الى لقاءات ومواعيد في الحرم الجامعي , تكتب وتستشيرني واكتب واعرض عليها عاد شقيقي الى الخليج في منتصف اغسطس بعد ان مكث الاربعين يوما من اجازته عندي ... وبعد ان ترك لي مصروفي لستة اشهر قادمة وكنت قد وفرت من مصروفي السنة الماضية مبلغ ثلاثين جنيها , بالاضافة الى ان والدي ارسل لي مبلغ عشرين جنيها اخرى دفعتهاثمنا لتلفزيون صغير اتسلى به وانا اعيش وحيدا في هذه الشقة الصغيرة وكان شقيقي قد ترك لي مسجلا براديو احضره معه من الخليج مع مجموعة من الثياب التي تغطي احتياجاتي وتزيد لعام قادم .... وكانت الاخبار قد وصلتني بعد ذلك بان اهلي في خصام مع اهل عادل بسبب تراجعهم عن تزويج ريم لشقيقي حيث تم عقد قران ريم على ابن عمها الطبيب ...
          - وانا اعرف ريم انها تريد ان تتزوج , وتبحث عن الافضل زوجا لها والطبيب افضل من الموظف , كما كان اخي الموظف افضل مني كطالب ....
          - اما ريري فقد تزوجت شابا ثريا في البلدة لديه اراضي واسعة وهكذا ريري تبحث عن الاكثر ثراء ولا يهم اذا كان متعلما او جاهلا ولا انسى انها فضلت عادل علي يوما لانه يقدم لها هدايا اكثر مني .
          - كادت هذه المواقف من الجنس الاخر , ان تعقدني, ولا نسكت ابدا .
          وذات مرة قلت لها :. انت جميلة وانيقة ومع هذا تهتمين بمواضيع جادة ... فقالت لي :. لانني اعرف ان المستقبل لا يحميه جمالي واناقتي فقط ...
          - كنا في اجازة نصف السنة نلتقي كل يوم في الجامعة ورغم البرد والمطر فقد كانت تلبس ثيابا قصيرة تبدي ساقيها الملفوفتين الا انها كانت تضع على نفسها جاكيتات صوفية ثقيلة واقية او تحضر بنطلون وجاكيت المهم انها تحاول ان تظهر مكونات فتنتها وانوثتها رغم اهتمامها الظاهر بالامور الادبية والثقافية وكان هذا يجعلني مترددا في تحول علاقتي الادبية معها الى علاقة عاطفية خشية ان تصدني او ترفضني رغم ماتبديه من اعجاب واضح بكتاباتي وبشخصي في بعض الاحيان ...
          الى ان سألتني ذات يوم عن طريقة حياتي في القاهرة بعيدا عن اهلي , فاخبرتها انني اعيش وحدي في شقة اثثتها بنفسي فقالت لي :. ممكن اشوف شقتك ...
          فدهشت ثم تمالكت نفسي وقلت لها :. شقة صغيرة على قدي ...
          فقالت بالحال : وماله نفسي اشوف عايش ازاي لوحدك ...
          فقلت لها :. اهلا وسهلا ... تشرفي ...
          فقالت :. ايه رأيك نروح دولقت .
          فهززت رأسي وانا انظر اليها لافهم ما الذي تريده بالضبط من زيارة شقتي وهي بكامل جمالها واناقتها وكعادتها تكشف عن نصف ساقيها الخمريتين الملفوفتين الفاتنتين ...
          - اخذتها معي وانا اخشى نظرات اهل الحي والجيران حولي , ودخلت بها الى شقتي الصغيرة وهي تتلفت يمينا ويسارا , وتقاطيع وجهها توحي بانالشقة لم تعجبها ثم قالت :. الشقة صغيرة قوي ... فقلت بارتباك :. على قدي .
          فزمت شفتيها الصغيرتين الورديتين وقالت لي :.
          فرجني على الكتب اللي عندك ... اكيد عندك مكتبة ظريفة جدا ...
          واخزتها الى غرفة المكتب حيث صنعت رفوفا خشبية وضعت بها عشرات الكتب والقصص على جدار الغرفة التي تضم بين جوانبها طاولة السفرة ايضا , وتطل على بلكونة للشارع الخارجي , اذاكر داخلها في اوقات السهرة , اما التليفزيون فموقعه في غرفة النوم مع الدولاب والسريرين ...
          وقدمت لها احد الكراسي الستة الخشبية وانا اقول معتذرا :.
          معليش الكرسي صغير وحيتعبك ...
          فتناولته وهي تقول :. ولا يهمك ...
          وكانت جدا فاتنة ومثيرة وهي تجلس على المقعد , وانا معها وحيدين في شقة مغلقة ابوابها علينا ...
          وكان يبدو على وجهي علامات الارتباك والارتعاش وانا اقدم لها الكتب واحدا بعد الاخر لتنقي منها ما تريد وتشاء ثم وقفت على قدميها لتخلع الجاكيت الذي ترتديه فوق فستانها الحريري وبدا واضحا , بروز نهديها المستديرين فلم اعد احتمل المكوث جامدا امامها .
          فتركت الكتب ونظرت اليها بجوع شديد وقلت لها :. انت حلوة قوي فنظرت الي مبتسمة وقالت : مرسي ...
          فقلت لها لاهثا وانا اقترب منها شيئا فشيئا :.
          حقيقي انت مثيرة يا فيفي ...
          فتراجعت الى الوراء خطوتين وهي تبتسم قائلة : حصل لك ايه ...
          فقلت لها بغير تردد :. ما حصلش حاجة ... انما مش ممكن اقف جامدا وانا معايا كل الحلاوة والفتنة دي ...
          فقالت ببرود :. يعني عايز ايه ...
          فقلت بحرارة :. عايز ... عايز احبك ...
          وتقدمت منها لاحتويها بين ذراعي لكنها صدتني وابعدتني بيديها وهي تقول بعصبية :.
          مش معقول كده ... واحد زيك يعمل حاجات مش كويسة فقلت لها :. الاديب , فنان , ويحب الجمال ...
          فقالت بثقة :. انا كنت فاكراك حاجة ثانية خالص ...
          - واصبت بخيبة امل فمسحت وجهي بيدي ولم انظر اليها وهي تضع الجاكيت على نفسها مرة ثانية لتخرج قائلة :.
          انا اسفة جدا ... لازم اخرج دلوقت حالا ...
          - فامسكتها من كتفيها راجيا منها ان تنتظر وانا اعتذر قائلا :
          - لازم تعذريني انا وانت في شقة واحدة , بنعرف بعض واصحاب وانت حلوة وانيقة وانا انسان حساس , خفت لو ما عبرتش عن اعجابي بيكي , تتضايقي مني , وتقولي عني حمار ... وانا مش حمار , عشان ما اعبرش عن اعجابي بواحدة جميلة زيك .... فابتسمت وقالت بهدوء :.
          خلاص مافيش حاجة ...
          فقلت لها بثقة :. مش ممكن تخرجي قبل ما نشرب القهوة او الشاي .
          فقالت :. اوعى تعمل زي الافلام وتحطى لي حاجة انام ما اصحاش ...
          فضحكت لهذه الدعابة وقلت لها : يعمله سواقي المطبخ ...
          فعادت تخلع الجاكيت مرة ثانية ودخلت معي برائحة عطرها النفاذ الى المطبخ , لنعد فنجان الشاي سوية ...
          وانا انظر اليها من حين الى اخر واراها تبتسم وهي تراقبني ...
          وفوجئت بها تقبلني على وجنتي فنظرت نحوها بحرص وحذر ويدي ترتجف امام نار البوتاغاز حتى اقتربت من اصبعي فلسعتني فرفعتها الى فمي وانا اتأوه من لسعتها ...
          فاخذتني فيفي من يدي وهي تهون علي وتخفف عني قائلة :.
          خذ بالك ... ان شاء الله مايكونش حصل اي حاجة ...
          وقادتني الى غرفة النوم , حيث جلست بجواري وانا انظر اليها باعجاب بالغ وشديد , فقلت لها : باحبك ...
          وهي تمسك باصبعي في يدها وتقول : ياه ... ده انت اتلسعت وانا بلا ارادة اكرر لها قائلا : باحبك ...
          نظرت نحوي بعينيها الملونتين ووضعت اصبعها على شفتي اشارة تعني الصمت فطبعت قبلة حنونة على اصبعها ثم اخذت يدها وقبلت كفها وراحة يدها الناعمة ثم نظرة اليها بحب وهي تبادلني نفس النظرات وهمست متسائلا :
          بتحبيني ... فهزت رأسها بالايجاب .... فقبلت يديها مرة اخرى , وابتسمت سعيدا ونهضت واقفا منتشيا وانا اقول :.
          اروح اعمل لك فنجان شاي ...
          فجذبتني من يدي وهي تهمس بحب :. لا مش عايزة ...
          فقلت لها بسعادة :. احنا لازم نحتفل في اللحظة دي ...
          فابتسمت ابتسامة نبيلة عذراء وقالت لي :.
          انا حا اعزمك على اية حاجة نشربها سويا ...
          فقلت لها :. لكن لازم نشرب حاجة دلوقت ...
          نهضت لترافقني فقلت لها :. لا اقعدي واستريحي .
          ونظرت اليها قائلا :. الفنجان ده لازم اعمله لك بايدي ... فاسترخت على السرير بكامل راحتها تنتظر اعداد فنجان الشاي ...
          كنت سعيدا بان اكون محبوبا من فتاة ناضجة وجميلة وانيقة وثرية مثل فيفي هذه النشوة تغطي على كل ما عداها من الذي جربته في علاقاتي السابقة وكلها تمت بشكل مراهق وصبياني ان كانت مع ريري او مع ريم او مع سامية او مع محاسن او مع النسوة اللائي كن يركبن معنا في سيارة ابن عم عادل .
          - انه احساس جديد ...
          احساس بالقوة ... بالثقة , بالفرح , بالشباب ... هذا هو الحب .
          - وعندما عدت اليها بفنجان الشاي لم انظر الى ساقيها الملفوفتين الفاتنتين وهي مستلقية بكامل جمالها وانوثتها على سريري وفي غرفة نومي بل نظرت الى عينيها الملونتين وجلست بجانبها شوقتني رائحة عطرها , ولم يهزني منظر نهديها النافرتين البارزتين فوق صدرها ...
          كنت في لحظة حب وانسجام عاطفي يطرد كل الافكار السوداء والزرقاء والصفراء .
          وضعت فناحين الشاي على حافة السرير الثاني .
          فقلت لها بحب :. انا باحبك , وحا احافظ عليكي اكثر من نفسك فاغمضت عينيها وقربت شفتيها من شفتاي , وغبنا في قبلة طويلة ودافئة .
          اجندة الحب والحياة
          صحـــــافة
          الفصل الخامس
          - واصبح مابينى وبين فيفي هو ما بين الخطيب وخطيبته كل شئ في الحب او في الدراسة او في الخروج او في أي تصرف امر مسلم به ومشروع , فقد غدت صديقتي وزميلتي وحبيبتي وخطيبتي ...
          كنت احافظ عليها , وكانت تخاف علي ...
          وكنت اغار عليها , وتغار علي ...
          وكنت احميها وكانت تحميني ...
          كان الاخذ والعطاء في قمته بيني وبينها ...
          وجدت نفسي متوازنا لاول مرة في حياتي بجوارها ...
          - وقد وعدتني شقيقتها سلوى بان تساعدني في نشر اول مجموعة قصصية لي بعد ان فزت بالجائزة الاولى وقدرها خمسون جنيها في كتابة القصة على مستوى الجامعة عندنا بعد نجاحنا في امتحانات السنة الثانية ...
          - وعندما بدأت افكر في طباعة مجموعتي القصصية الاولى تكرر مرات اللقاء بيني وبين سلوى شقيقة فيفي التي اثارها بعد وقت ليس بالقصير هذا الاهتمام المتبادل بيني وبين شقيقتها فطلبت مني ان اخفف من زياراتي المتكررة لسلوى في مكتبها بالمجلة او في بيتها لا لشئ الا لان فيفي تريد ابعادي عن شقيقتها التي تغيب زوجها عنها في السعودية حيث لا ياتي القاهرة سوى مرة واحدة كل ستة اشهر ولا يمكث اكثر من عشرين يوما بين اسرته في كل مرة ...
          - ونفذت ما امرتني به فيفي كما خففت من زياراتي في بيت اهلها , وقد اتفق ذلك مع رغبتها الشخصية .
          في اثناء هذا كنت قد التقيت بمحاسن في اكثر من مرة وشعرت فيفي في هذه اللقاءات ان شيئا ما كان يربطني بمحاسن التي تشتهر بعلاقاتها المتعددة في الجامعة وسالتني فيفي حول محاسن فلم انكر معرفتي بها لكنني لم احدثها عن ايام الاسكندرية التي قضيتها مع محاسن قبل اكثر من عام مضى .
          ولكنها بدأت تعاملني بشك وارتياب وهي تعرف عني كل يوم شيئا جديدا وقد وصل الامر معها الى حد تجريحي واهانتي حين زارتني واحدة من طالبات الجامعة جارة لنا في بلدتنا الصغيرة ارسلت لي والدتي معها بعض الحاجيات والهدايا وكانت الفتاة انيقة وجميلة ومشهورة في بلدتنا الصغيرة فوالدتها اشهر خياطة نسائية , وكل عروسة في بلدتنا يجب ان تمر على والدتها لتحيك لها ثياب زفافها , وقد وصلت القاهرة مع اول دفعة من طلبة وطالبات الارض المحتلة الذين التحقوا بالجامعات في مصر بواسطة الصليب الاحمر ...
          - والفتاة اسمها عناية السعيد بيضاء البشرة متوسطة الطول عسلية العينين شعرها ناعم وطويل وصوتها عاطفي دافئ لها قد مياس بالفعل دعوتها مرة الى الكافتيريا في الكلية عندنا وكانت فيفي معنا , تأكل بعضها ولم تكمل الجلسة معنا وتركتني وحدي مع عناية بانفعال وشعرت بان عناية لم تهتم لوجود فيفي او ابتعادها بل قالت بكل برود :
          مالها زعلانة ...
          فقلت بعد تردد :- ما تفكريش في الموضوع ...
          وابتسمت ابتسامة خفيفة ظهرت معها غرزتان جميلتان على امتداد شفتيها وشعرت بشئ يجذبني نحوها , وهي تقول :
          امك قالت لي : ابقي اجي لك اذا ما احتجت أي شئ ....
          فقلت ببراءة : وانا تحت امرك وفي خدمتك ....
          فردت قائلة : انا وصلت القاهرة السنة الماضية ودخلت الامتحان ونجحت في ثلاثة شهور كل الطلبة ما قدموش في الامتحان عشان وصلنا متأخرين , لكن انا صممت ادخل الامتحان ونجحت والحمد لله ...
          فقلت :. يعني ما شفتيش حاجة في القاهرة حبست نفسك ...
          فقالت :. بدك الحقيقة ما شفت حاجة لكن السنة باعوضها ...
          فقلت : انا مستعد افسحك واوريك مصر كلها .
          فردت على استحياء قائلة :. شكرا ...
          فقلت لها :. يوم الجمعة اجي لك من الصبح ونروح في أي مكان ...
          فقالت : انا نفسي اروح البرج واقعد في جنينة الجزيرة ...
          فقلت لها :. خلاص نروح البرج ونلف في السوق .
          فردت قائلة : لا السوق باعرف اروحه لوحدي السنة اللي فاتت شفت كل المحلات وانا باشترى الهدايا لاهلي بعد الامتحانات .
          فقلت لها بتألق :. اللى اانت عايزاه ...
          فقالت :. شكرا ...
          واخفضت بصرها الى الارض .
          كانت رقيقة وفيها براءة بلدتنا الصغيرة وانوثة راقية واناقة جميلة على استحياء عذري يشد أي شخص يجلس اليها وكنت اسمع عنها لكنني لم اتعرف عليها مسبقا فهي تابعة لمدارس بعيدة عن المنطقة التي اسكنها... وكانت زميلة ريم في الصف الاول الثانوي كما اخبرتني فقد اكتشفت انها تعرفني لقد سمعت عني من ريري ومن ريم .... فكل بنات ونساء البلدة يذهبن اليها لحياكة ثيابهن عند امها .
          - واصبح الحيث عن البلدة يشدني اليها ويقربني منها اكثر فاكثر بمقدار ما كانت فيفي تبتعد عني دون سبب اعلمه بخلاف غيرتها من شقيقتها سلوى مرة ومن علاقتي السابقة بمحاسن مرة اخرى ون جلوسي مع عناية مرة ثالثة ...
          - وكنا على وشك الحصول على اجازتنا النصف سنوية في ذلك الوقت وانا في السنة الثالثة , وفيفي في السنة الثانية وعناية في السنة الثانية لكن في كلية اخرى هي كلية التربية قسم انجليزى ...
          - وعندما بدأت فيفي تبتعد عني كان قد مضى اكثر من عام على بدء علاقتي معها فذهبت الى شقيقتها سلوى في مكتبها بالمجلة اسالها عن السبب في هذا الجفاء غير المنتظر من فيفي فاخبرتني سلوى بان فيفي جاءها خطيب غني وجواهرجي وصغير في السن لا يزيد عمره عن خمسة وثلاثين عاما ومتعلم وابن اسرة محترمة ونحن موافقون على زواجها منه
          - ولا ادري هل كنت سعيدا ام كنت حزينا لكنني فوجئت بخبر خطوبة فيفي وانا الذي اعتقدت بانها تبتعد عني غيرة من عناية بالذات فوجدت انها تبتعد لسبب خطوبتها من ذلك الجواهرجي ...
          - اقلقني الامر كثيرا واجهدني التفكير فيه بالطبع ...
          وعوضت ذلك بمزيد من الاهتمام بعناية حيث تكررت زياراتي لها في بيت الطالبات الذي تسكنة ...
          لكن العلاقة بيني وبينها لم تزل شفافة ولم تتحول الى شعور حقيقي بالحب الذي كنت احتفظ به لفيفي ومضت اجازة نصف العام والتقيت بفيفي وصارحتها بما اخبرتني شقيقتها سلوى به فاكدت لي الموضوع وهي تقول لي :.
          - انني لا انفعك وقد فكرت فيك كثيرا قبل ان اوافق على الجواهرجي , لكني وجدت اننا من الصعب ان نتزوج فلنكن اصدقاء .
          - انفعلت وغضبت وقلت بمرارة واسى :.
          - لم اكن اعرف انني رخيص وانك رخيصة مثل هذه اللحظة ... فتركتني بانفعال وغضبت قائلة لي :. انت قليل الذوق ...
          - وعشت بعدها اياما مرة ولم اذق طعم النوم ولم اذهب الى المحاضرات ولم اسال عن عناية وفكرت في ان معاملتهن بصفاقة هي افضل وسيلة بعد هذه المرة ...
          - كل واحد منهن تلعب لعبتها مع أي شاب يقابلها ثم تتركه عند اول فرصة طيبة لتتزوج بغيره اكثر جاها وثراء منه ...
          - ويبدو ان هذا سيكون من سوء حظ عناية معي هذه المرة
          - لكن حسن حظها انها لا تخرج ولا تتوقف عن المذاكرة في الشهور الثلاثة الاخيرة من السنة الدراسية لتحقق لنفسها التفوق والنجاح فقد كانت تجلس معي لساعة او اكثر في كل مرة اذهب اليها في بيت الطالبات او في كليتها وحاولت اكثر من مرة ان اعبر لها عن اعجابي بجمالها واناقتها فكانت تبتسم وتقول :
          - الان اقترب موعد الامتحانات ... وكلام الحب سيشغلنا عن الدراسة
          - وكنت العن ابو الامتحانات والدراسة واهملت الجامعة حتى جاءتني سلوى شقيقة فيفي مساء احد الايام وانا في شقتي بسيارتها المرسيدس الفارهة الحمراء اللون لدرجة جعلت جميع جيراني يحترمونني اكثر بكثير وهم يرون عندي هذه الحسناء بسيارتها الفارهة .
          - ورأتني علي هذا الحال فابتسمت قائلة :.
          ما تزعلش من فيفي عشان حتتجوز دي بتحبك والله لكن الحب حاجة والجواز حاجة ثانية .
          فقلت لها متألما :. لقد احببت فيفي حبا حقيقيا ...
          فتنهدت ثم قالت :. انت لست صغير وحتحب وتتحب كثير ...
          وهززت رأسي وانا ارحب بها قائلا : نصيبي كده , اهلا وسهلا .
          فقالت لي : انا مش جاية عشان موضوع فيفي انا جاية لك عشان حاجة ثانية خالص , عشان مستقبلك الادبي ...
          فنظرت اليها , مندهشا فاكملت قائلة :.
          - فيه واحد معرفة عنده دار للطباعة والنشر وصديق العيلة شاف المجموعة بتاعتك ووافق يطبعها ويوزعها على حسابه مقابل انه يعطيك 200% من البيع لثلاث سنين وبعد كده ممكن يعمل معاك عقد جديد وتبقي بداية كويسة بينكم للمستقبل .
          - ووافقت كبداية لحياتي الادبية على هذا العرض الذى تضمنه سلوى مرسيدس التي توثقت علاقتها بي بعد ذلك اكثر من تحقيق صحفي للمجلة التي تكتب لها وتعمل بها حيث كنت اعد لها الموضوع بنفسي واكتبه باسلوبي ويظهر عليه اسمها ...
          - ولم تتنكر لموقفي هذا معها فقدمت مسودة المجموعة القصصية التي ساطبعها الى رئيس تحرير المجلة الذي اختار منها اربع قصص وعدني بنشرها على اربعة اشهر وبمقابل عشرة جنيهات عن كل قصة يتم نشرها ...
          - في نفس الوقت تعرفت سلوى على عناية السعيد ابنة بلدتي التي كنت اشعر بحنين يقربني منها ويجذبني اليها ولكني انشغلت عنها باهتماماتي الادبية الجديدة مع سلوى مرسيدس .
          - وكان هذا في صالح علاقتي مع عناية التي زادت ثقتها بي فظهرت واضحا على كل تصرف لها معي انها تحبني بلا مواربة ... فكانت تعاتبني اذا اتأخرت في زيارتها اكثر من يوم وليلة وكانت تطلب مني مرافتها في السوق مساء كلما ازورها وكلما سارت بجانبي تضع يدها في يدي بدلال تجيده من خلال نظرات عينها العسلية الصافية وابتسامتها العذبة الفاتنة .
          - ودعوتها مرة الى مشاهدة احد الافلام السينمائية فابتسمت لي قائلة :. يكفي الان ان نرى بعضنا ولنؤجل كل شئ بعد الامتحانات .
          - وكنت قد اشركت عناية في تحقيقات سلوى الصحفية حول بيوت الطالبات الجامعيات وحول الاستعداد للامتحانات .
          - فقلت لها بحب واضح :. لاشئ سوى المصلحة الادبية والفكرية .
          فقالت عناية :. انها تشبه فيفي زميلتك في الجامعة ...
          فقلت لها :. انها شقيقتها وصحفية ممتازة ومعروفة ...
          فقالت عناية :. هل تنشر لك في المجلة .
          فقلت :. بالطبع وسوف تدفع لي مقابل النشر ايضا فهزت رأسها وكان الكلام لم يعجبها فامسكتها من كتفيها وقلت لها هامسا بتحبيني يا عناية .
          فاخفضت بصرها الى الارض ولم ترد ...
          فقلت لها بحرارة :. وانا بحبك ...
          فرفعت عينها في عيني , وابتسمت ابتسامتها العذبة ...
          ثم قالت :. وفيفي .... وسلوى ...
          فقلت لها :. فيفي ستتزوج بعد الامتحانات وسلوى متزوجة منذ سبعة اعوام وما بيني وبينها هو مصلحة فقط ...
          فقالت :. ساصدقك بشرط ان اراك كل يوم ...
          - فقلت :. لا استطيع الا ان افعل ذلك كل يوم .
          فابتسمت مبتعدة خطوة الى الامام عني وقالت : ما اقواك ...
          فقلت لها :. لاني باحبك ...
          فقالت :. اجل الحب بعد الامتحانات
          فقلت :. حاضر ... بس اشوفك كل يوم ...
          فقالت :. كل يوم باستناك في شارع البيت ...
          واصبحت عادة لدي ان ارى عناية مساء كل يوم حتى في ايام الامتحانات وقد حدث ان قبلتها اول قبلة ساخنة بيني وبينها في مساء احد الايام والشارع خال من الناس .

          اجندة الحب والحياة
          زواج
          الفصل السادس
          قلت لعناية ما رأيك ان تعيشي معي في شقتي ...
          فاعترضت قائلة :. لا .. لايمكن مش معقول ...
          فقلت لها : لا تخافي مني فانا احبك ...
          فقالت لي :. اذا لم اخف منك فانا اخاف من نفسي .
          فقلت لها :. ساحميك من نفسك ايضا ...
          فقالت بدلال :. لا ... مش معقول مش ممكن ...
          فقلت لها :. اريد اكون معك في مكان دون حسيب او رقيب .
          فقالت بعتاب :. ممكن ان ازورك لكن لا اقيم عندك ...
          فقلت لها :. الحب لا يضع مثل هذه الحواجز بين الحبيبين .
          فقالت :. لسة بدري شوية ...
          فقلت معاتبا :. الا تحبيني .
          فقالت :. انت عارف الرد كويس طبعا باحبك ...
          فقلت لها :. طيب خلاص ما المانع ان تقيمي في شقتي ...
          فقالت :. كلام الناس ... اصحابك واصحابي والجيران ...
          فقلت لها :. جيراني لا يهمك امرهم , وبيت الطالبات تستأذني منهم بحجة انك ستمكثين بقية اجازتك في الاسكندرية وينتهي الامر .
          فقالت بلهفة :. ياه ... نفسي اشوف الاسكندرية ...
          فقلت بلهفة ايضا :. خلاص نروح الاسكندرية ...
          فقالت :. وانا موافقة ... بشرط ننزل في اوتيل ...
          فقلت :. اي مكان ... بس تكوني جنبي ...
          فقالت :. وماذا اقول للمشرفة ...
          فقلت :. قولي لها رايحة اقضي اسبوع عند قرايبي في الاسكندرية .
          فقالت :. بس انا ما ليش قرايب في الاسكندرية .
          فقلت :. اي كلام ...
          فابتسمت قائلة :. خلاص ... بعد بكره نروح الاسكندرية .
          فقلت لها :. وحنقعد كل الايام اللي باقية لك من الاجازة ...
          فقالت :. حسب انبساطي ...
          فقلت لها :. طيب تيجي تشوفي شقتي اليوم ...
          فقالت :. لازم يعني .
          فقلت لها :. انا مشتاق لك ومجنون في حبك ...
          فابتسمت وهزت رأسها موافقة ...
          اوقفنا تاكسي وركبناه سوية متلاصقين في المقعد الخلفي وكانت ترتدي فستان اصفر اللون وقصير جدا بعد ذلك نزلنا من التاكسي وصممت عناية على عدم مرافقتي الى شقتي وعدم الذهاب معي الى الاسكندرية ....
          وخاصمتني وابتعدت عني ورفضت مقابلتي بعيدا عن بيت الطالبات ...
          وقبل ان تسافر عائدة الى البلدة وصل شقيقي قادما من الخليج لكي يتزوج باي فتاة مقبولة النسب ومعقولة في جمالها فذهبت الى عناية في بيت الطالبات لتدلني على فتاة مناسبة لاخي فعرفتنا على واحدة من الطالبات الجامعيات وصديقة لعناية في البلدة وستنهي دراستها الجامعية في العام القادم ...
          وتمت الخطوبة والاتفاق حيث ان اهل الفتاة يعيشون في القاهرة رغم انها من نفس بلدتنا المحتلة الا انهم كانوا قد تركوا البلدة قبل اندلاع حرب سنة 1967 بايام قليلة , ولم يستطيعوا العودة بعد ان اصبحت البلدة تحت الاحتلال .
          - وارسلنا الى والدي ووالدتي ليعدوا انفسهم لحضور عقد القران بعد شهر واحد وقبل ان تنتهي اجازة شقيقي الذي كان سيبقى في القاهرة شهرين ليتم موضوع الزواج انقضى منهم نصف شهر وباقي شهر ونصف الشهر يستطيع خلالهم ان يتزوج براحته ...
          - في ذلك الوقت نشرت اول قصصي في المجلة وجاءتني سلوى بالمجلة ومعها بطاقة دعوة لحضور زفاف فيفي ...
          - وبعد اسبوع اخر حضر عادل الى شقتي وصفا ما بيننا من خلافات وسلمني بطاقة دعوة لزفاف ريم على ابن عمها الدكتور .
          - وتم عقد قران شقيقي وامتلات الافراح والزينات وفي حضور والدي نشرت لي القصة الثانية في نفس المجلة .
          - وكنت اقول لشقيقي انهم دفعوا لي عشرة جنيهات عن كل قصة فكان يهزأ بي ويقول :.
          عندما تذهب الى الخليج ستعرف ان الجنيهات العشرة لا تساوي شيئا ولن تقبل بمائة جنيه عن نشر القصة الواحدة ...
          - فكنت ارد قائلا :. لا اريد السفر فيقول لي ستهزئا :. وكيف ستتزوج وتعيش ...
          فارد قائلا :. ساتزوج من دخلي الادبي في كتابة القصص فيقول لي هازئا :. كم تنفق الان في الشهر ...
          فاقول له :. اربعون جنيها ...
          فيقول :. وعندما تتزوج .
          فاقول :. ساحتاج الى ثمانين جنيه .
          فيقول :. وستظل محتاجا للناس طوال حياتك ...
          فاقول :. لن اتزوج قبل ان اؤمن لنفسي دخلا جيدا ...
          فيقول :. اذا سافرت الى الخليج ستؤمن هذا الدخل ...
          فاقول :. ولكني لن احقق طموحي هناك ...
          فيقول :. هناك صحف ومجلات واذاعة وتليفزيون ..
          فاقول :. ولكن في القاهرة مركز الاشعاع الفني والادبي ...
          فيقول :. كلهم يأتون الى الخليج ويعملون هناك ...
          فاقول :. سافكر في الموضوع .
          - وكنت افكر في الامر جيدا لكني بالفعل كنت قد قررت عدم الذهاب الى الخليج - واستكمل تعليمي حتي الدكتوراه .
          - وسافر اخي الى الخليج وترك خطيبته على ان يتم الزواج بعد ان تنهي دراستها الجامعية في العام القادم .
          - وسافر بعده باسبوع والدي ووالدتي .
          - وعادت عناية الى القاهرة في الاسبوع الثاني من شهر سبتمبر وكانت المجلة تنشر لي القصة الثالثة , وكتابي الاول وهو عبارة عن مجموعة قصص تنزل سوق التوزيع ...
          - وكانت اول نسخة من الكتاب المطبوعة اقدمها هدية لمحبوبتي عناية التي فرحت بها وبي ولكنها لا زالت متمنعة عني خائفة مني ترفض ان اختلي بها في اي مكان وحدنا ما عدا السينما او المسرح او الحدائق العامة او التجول في السوق ...
          - وهذا جعلني مشدودا اليها بقوة لكني كدت ان اصاب بالجنون من دلالها وانوثتها التي لا استطيع امتلاكها ... كل شئ تريده بالشرع وبالحلال وانا امامي عام كامل لكي استطيع ان اتقدم لاهلها واطلبها منهم ...
          - فوجدت نفسي منقادا الى علاقة خاطئة مع فتاة صغيرة في الثانوية تعيش مع اسرتها في الدور الارضي مقابل شقتي مباشرة ورغم عملي بان هذه العلاقة ستجر علي الكثير من المشاكل فقد اوقعت نفسي فيها وانا مسلوب الارادة بسبب موقف عناية المنعت مني .
          - كانت الفتاة نحيفة جدا وعيناها سمراوتان واسعتان وبشرتها بيضاء واسمها سوسو الصغيرة ولها خالتها تعيش في الدور الاول اسمها "سمراء سوداتي " متزوجة برجل عجوز لا يستطيع معها امرا ...
          - حيث اكتشفت ان سمراء هذه رمت سوسو في طريقي طعما لكي اقع في براثنها هي شخصيا ...
          - سمراء هذه ممشوقة القوام طويلة القوام لها عينان عسليتان واسعتان , وشعرها غجري قصير وبشرتها مائلة الى اللون البرونزي ولا يزيد عمرها على الثانية والثلاثين عاما وهي على هذا الحال تكبرني بعشرة اعوام تقريبا ومتزوجة برجل تجاوز الستين من عمره كان يعمل في احد المناصب الكبيرة ثم احيل الى التقاعد قبل سبعة اعوام اي بعد زواجه بسمراء بعام واحد فقط , وكأنها نحس عليه رغم انها انجبت في العام الاول من زواجهما المولود الذكر الوحيد الذي يحمل اسمه .
          - ويبدو ان الرجل العجوز متفق مع زوجته الصغيرة اللعوب على طبيعة الحياة بينهما فكل ما يريده في الدنيا ان يربي ابنه ويبقي بجانبه خاصة وان الطفل لا يزيد عمره على سبع سنين ولا يريد ان يشقيه في
          خلافات عائلية ...
          - فكانت تسهر خارج البيت وحدها في النادي او في السينما او في المسرح وتعود في الثانية صباحا اغلب الايام وانا جالس اذاكر دروسي الجامعية او اكتب بعض القصص القصيرة وامامي على البلكونة الاخرى سوسو الصغيرة طالبة الثانوية تذاكر دروسها معي حيث تنظر حتى يغفوا الجميع من اهلها وتأتي الى شقتي متسللة في الواحدة او ما بعد الواحدة صباحا فتقضي معا وقتا ممتعا ومسليا حتى الثانية وتعود مرة ثانية الى بيت اهلها المقابل لبيتي تماما واذا ما احس احدا بغيابها تتحجج بانها خرجت تسأل عن خالتها في الدور الاول , والاثنتان متفقتان وكل منهما كاتمة اسرار للاخرى - وقد يبدو هذا غريبا بعض الشئ - لكن والدة سوسو هي اكبر اشقائها وشقيقاتها في حين ان سمراء هي اصغرهن وبين والدة سوسو وسمراء ما يقرب العشرين سنة من العمر في حين ان سوسو لا يزيد عمرها على سبعة عشر عاما , ولها شقيق اكبر منها ومريض بشلل الاطفال لا يزيد عمره عن تسع عشرة سنة وشقيقة ثالثة صغيرة كانت اخر العنقود عمرها عشرة اعوام .
          - وكانت سوسو مدللة ومحبوبة لدى امها وابيها لانها الافضل بين اخوتها الثلاثة فكانوا يتركونها تتصرف كما يحلو لها ,
          - وهنا المشكلة بالظبط فقد فهمت ارتماء سوسو علي بشكل اخر وكنت اعاملها بفظاظة تتحملها ارضاء لشهواتها المراهقة وبعد بضعة اسابيع اردت التخلص منها خاصة بعد ان اصبحت علاقتي باسرتها وثيقة للغاية وقلت لها ذلك بصراحة فقالت لي :.
          - انا عارفة انت عاوز تسيبني عشان خالتي سوسو ...
          وكانت سمراء تحب ان يقول لها الجميع سوسو كما طلبت مني ذلك وانا احييها قائلا :. اهلا يامدام سمراء فقالت لي بدلع :. لا ما تكبرنيش ... قوللي سوسو وبس .
          - ومع تكرار التحية اصبحت متعودا على الترحيب بها باسم الدلع سوسو فكانت تقول لي باغراء :.
          - مش كده اسهل ليه تعقد الامور واحنا جيران واصحاب .
          - وقد لاحظت سوسو الصغيرة تلك المداعبات بيني وبين خالتها فكانت تكتم غيرتها في قلبها وتقول مشاركة في الحوار .
          - خالتي لسه صغيرة مكملتش ثلاثين سنة ...
          فكنت ارد قائلا : باين ...
          فكانت تسأل باغراء :. ايه اللي باين ... انت شفت حاجة ... فكنت ارتبك امام سوسو الصغيرة ولكني اتمالك قائلا ... هوه القمر في السما حد ما يشوفوش وانت حلوة زي القمر .
          - فكانت ترد سوسو الصغيرة قائلة : هيه ... نحن هنا ...
          فتقول لها خالتها بابتسامة جرى ايه يا بت ...
          فتقول سوسو الصغيرة ... مش قصدي يا طنط ...
          فتقول ضاحكة ... انت اللي طنط يا مقصوفة الرقبة ...
          ثم وجدت نفسي ضائعا بينهما فقررت ان اتركهما واترك الشقة ايضا ..

          تعليق

          يعمل...
          X