(دون كيشوت عربياً) نص قصصي للشاعر مهتدي مصطفى غالب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهتدي مصطفى غالب
    شاعروناقد أدبي و مسرحي
    • 30-08-2008
    • 863

    (دون كيشوت عربياً) نص قصصي للشاعر مهتدي مصطفى غالب

    دون كيشوت عربياً


    نصٌّ قصصي للشاعر: مهتدي مصطفى غالب

    بينما الليل يتوكأ على عكاز الغروب قادماً من كلِّ الآفاق ،تعالت أصواتُ طبولٍ تدقُّ...دُمْ....دُمْ....دُمْ...ل قد بدأت المعركة....
    حملت نفسي....
    أمسكت قبضة حذائي سيفاً....
    حملتُ سروالي فوق رأسي راية...
    ركبت قدميَّ العاريتين خيلاً
    ((ها قد أصبحت جاهزاً للمعركة ... لكن ...أين هي المعركة ؟؟!!))
    بدأت البحث في كلِّ الاتجاهات و الأزقة ...
    وصلت الأفق الغربي ...
    بضعة أطفال يتناقلون العالم بأقدامهم كالكرة ...سخروا مني كثيراً ..
    عَرَضْتُ لهم مشهداً مأساوياً ... و فجأة تذكرت أني أبحث عن المعركة، حين سمعت طبولها تدق من جديد... دُمْ...دُمْ...دُمْ...
    عدت أبحث في كلِّ الأنحاء..وصلت الأفق الشرقي : هناك ... رأيت الناس يغطون بهدوء في شوارع الكسل و الفقر... و القاذورات تغطي وجوههم حتى العظم ... قالت أفواههم : خُذْ ...ارتدِ ثيابنا،نحن معك في رحلة البحث عن المعركة ... و الأفضل أن تبحث أنت...و حين تجدها...اتصل بنا ... نحارب معك...
    عاودت البحث مرة أخرى ...
    فجأة تحول كلُّ شيء إلى صحراء قاحلة، كثبان متناثرة هنا و هناك ... و في البعيد لاح لي سرابُ واحةٍ خضراء ، اقتربت منها ، أعجبتني ...تركت خيلي و شربت من مياهها حتى الثمالة ...
    تعالت دقات الطبول .. اقتربت مني صبيةٌ سمراء عيناها رائعتا السواد ...شفتاها دعوة للقبل..،..اقتربتُ منها، تصاعدت طرقات الطبول ...
    اقترب صليل السيوف، لم أرَ إلا ثلة من الحرس المدججين بالسلاح، يحيطون بهذه الصبية و رماحهم اتجهت إلى ثدييها...
    - اقتربي أيتها الحسناء
    - اغرب عن وجهي ...أيها القذر
    تعالت الضحكات الشبيهة بعواء الذئاب، لوحت بسيفي .. سقط على رأسي .. دارت بي الأرض،تغيرت الألوان ...
    تحولت الصبية إلى طفل صغير ... يحبو في شوارع مدينتنا ... يحبُّ أن يحمل مقلاعه ..ليقذف بالحصى المصابيح ..و يزيد عتمة الدرب..
    دُمْ.....دُمْ.....دُمْ...
    صحوت من غفوتي على صوت الطبول تقرع ... و السيوف التي تصلُّ ، حملت سيفي ...ركبت حصاني القصب ...رفعت الراية ...
    رأيت الصبية فاتحة فخذيها ... و بينهما تتوضع آلاف الطعنات الوحشية ، ثدياها ...مقضومان بأسنان الاغتصاب ...
    و في البعيد لاح لي غبارٌ متصاعدٌ من خيولٍ أتمت مهمتها ...
    جلست قرب الصبية ...
    الطبول لا زالت تُقرع ... و صوتها يتعالى ...
    تناولت خنجراً سقط سهواً من أحد القتلة ، أغمدته في صدري ..
    حينها ... بدأ صوت الطبول يتلاشى ...و صليل السيوف يبتعد ...حينها عرفت أن المعركة في داخلي
    ليست القصيدة...قبلة أو سكين
    ليست القصيدة...زهرة أو دماء
    ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
    ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
    القصيدة...قلب...
    كالوردة على جثة الكون
  • الدكتور محسن الصفار
    عضو أساسي
    • 06-07-2009
    • 1985

    #2
    نعم سيدي فقد اضاعت سيوفنا بوصلتها وصارت تتجه نحو الكل الا العدو الحقيقي فبين صراعات السنة والشيعة وفتح وحماس نسيت سيوفنا اسرائيل وامها امريكا وصارت فرحة بان ترتوي من دماء الاخوة
    تحياتي وشكرا للنص الجميل
    [B][SIZE="5"]لست هنا كي استعرض مهاراتي اللغوية او الادبية بل كي اجعل ما في قلبي من الم وغصة ريشة ترسم على شفاهكم ابتسامة [/SIZE][/B]
    مدوناتي
    [url]www.msaffar.jeeran.com[/url]
    [url]www.msaffar.maktoobblog.com[/url]

    تعليق

    • مهتدي مصطفى غالب
      شاعروناقد أدبي و مسرحي
      • 30-08-2008
      • 863

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور محسن الصفار مشاهدة المشاركة
      نعم سيدي فقد اضاعت سيوفنا بوصلتها وصارت تتجه نحو الكل الا العدو الحقيقي فبين صراعات السنة والشيعة وفتح وحماس نسيت سيوفنا اسرائيل وامها امريكا وصارت فرحة بان ترتوي من دماء الاخوة
      تحياتي وشكرا للنص الجميل
      أسأل التاريخ و حجارة هذا الوطن البريء كفتاة إلتهمتها سيوف من ورق النفاق
      إلى متى نقتل داخلنا و خارجنا يتفرج
      لك محبتي و مودتي
      ليست القصيدة...قبلة أو سكين
      ليست القصيدة...زهرة أو دماء
      ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
      ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
      القصيدة...قلب...
      كالوردة على جثة الكون

      تعليق

      • مصطفى أحمد أبو كشة
        أديب وكاتب
        • 12-02-2009
        • 996

        #4
        أجمل ما قرأ ( مصطفى أحمد أبو كشة )

        قرءها وكادت عينه تدمع ( منذ بدأت )

        طبول الحرب ( طبول الإستسلام )هذه مصنوعةٌ من جلود الآمرين بقرعها

        " لأن فقدانهم للكرامة صنع من جلودهم النتنة غشاءاً للطبول "

        طبولهم أصواتها نتنة


        سحقاً لهم ... سحقاً , سحقاً , سحقا




        أعجبتني وأستمتعت بها .. أيما إستمتاع

        تحيتي


        دمعةٌ سقطت

        ودمعةٌ أخرى

        وتتلوها الدموع


        حجرُ قد وقع

        وتلاه حجر

        وبيتنا مصدوع


        القدس أولاً

        وبعدها بغداد

        وتلحق من تأبى الخضوع


        ((مصطفى أحمد أبو كشة))

        تعليق

        • مهتدي مصطفى غالب
          شاعروناقد أدبي و مسرحي
          • 30-08-2008
          • 863

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى أحمد أبو كشة مشاهدة المشاركة
          أجمل ما قرأ ( مصطفى أحمد أبو كشة )

          قرءها وكادت عينه تدمع ( منذ بدأت )

          طبول الحرب ( طبول الإستسلام )هذه مصنوعةٌ من جلود الآمرين بقرعها

          " لأن فقدانهم للكرامة صنع من جلودهم النتنة غشاءاً للطبول "

          طبولهم أصواتها نتنة


          سحقاً لهم ... سحقاً , سحقاً , سحقا




          أعجبتني وأستمتعت بها .. أيما إستمتاع

          تحيتي
          لك محبتي و مودتي و شكري
          هذه الطبول مهما قرعت لن تغير من الحقيقة شيئاً بضجيجها المكسور
          أشكرك على جميل ما كتبت
          ليست القصيدة...قبلة أو سكين
          ليست القصيدة...زهرة أو دماء
          ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
          ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
          القصيدة...قلب...
          كالوردة على جثة الكون

          تعليق

          • مصطفى أحمد أبو كشة
            أديب وكاتب
            • 12-02-2009
            • 996

            #6
            أدعو الجميع لقراءة هذا الفن


            دمعةٌ سقطت

            ودمعةٌ أخرى

            وتتلوها الدموع


            حجرُ قد وقع

            وتلاه حجر

            وبيتنا مصدوع


            القدس أولاً

            وبعدها بغداد

            وتلحق من تأبى الخضوع


            ((مصطفى أحمد أبو كشة))

            تعليق

            • مهتدي مصطفى غالب
              شاعروناقد أدبي و مسرحي
              • 30-08-2008
              • 863

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى أحمد أبو كشة مشاهدة المشاركة
              أدعو الجميع لقراءة هذا الفن
              شكرا لك ثانية صديقي
              و الشكر لكل من يقرأ أو لا يقرأ هذا النص
              مع المحبة و المودة
              ليست القصيدة...قبلة أو سكين
              ليست القصيدة...زهرة أو دماء
              ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
              ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
              القصيدة...قلب...
              كالوردة على جثة الكون

              تعليق

              • مهتدي مصطفى غالب
                شاعروناقد أدبي و مسرحي
                • 30-08-2008
                • 863

                #8
                [align=center]
                ... هل لهذا الكأس من شفتين ....؟؟!!
                [/align]
                ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                القصيدة...قلب...
                كالوردة على جثة الكون

                تعليق

                يعمل...
                X