[align=right]نهضت مسرعاً من نومي ، بحثت عن نظارتي فلم أجدها ، بدأت أتحسس الطريق أمامي ، لامست الحائط المتشقق بأصابعي التي تشبهه ، حتى وصلت إلى الحمام ، لابد أني نسيتها هناك ، في الطريق لاحظت أشياء غريبة ، هذا الحائط المتشقق لا يشبه حائطي بأي حال من الأحوال ، والطريق إلى الحمام قادني إلى المطبخ ، ثمة تغيير في معالم شقتي ، تغيير جذري حتماً لأن شيئاً من الأثاث لا يتشابه مع ذاك الذي نمت وهو أمام ناظري ..
أخيراً لاحظت أن النظارة معلقة بياقة البيجامة ، تناولتها ملهوفاً ، وأنا أمني نفسي بحياة أخرى أكون قد نهضت من نومي لأجدها .. أمنية أتمناها كل ليلة ، أن أنهض فلا أجدني في بيتي ولا في حارتي العتيقة ولا في مدينتي التي يحاصرها العالم كله ..مدينتي المنفية عن الكون كله ..
وضعت النظارة على عيني وثبتها بأنفي وقد وجدت أخيراً فائدة للأنف الذي لم أعرف له فائدة قبلاً غير صوت الشخير الذي كان يخرج منه كل ليلة يسليني في وحدتي ..
ها هي الرؤية تتضح شيئاً فشيئاً ، منزل قديم متهالك ، وجدران واهية ، وأسلحة تنتشر في أرجاء الشقة وكأنها شبشب الحمام أو جزء من ديكور المنزل .
هالني هذا الكم من المسدسات والرصاصات الملقى على طاولة السفرة ، هل تعشيت عليها أم ماذا ؟
ثم أين أنا ، ومنزل من هذا ... ؟؟ أشعر بدوار يكتنفني .. لم أتمن يوماً أن أنهض من نومي في غزة لأجدني في تورا بورا أو الصومال ..ماذا يعيب باريس أو البندقية ؟
صوت ضربات على باب المنزل ، مرتبة بايقاع منتظم ، وكأنها شيفرة ما ، لكنها تتصاعد بوتيرة ثابتة ..
أفتح الباب وأنا فاغر فاهِى لا أفهم شيئاً ..
على الباب وقفت أجمل فتاة في الدنيا ..(ربما لأني لم أكن قد رأيت نساء بعد )
شعرها الأشقر ينسدل على كتفيها برقة ونعومة ، ومن أذنيها يتدلى قرطان عملاقان ، تلاحظ تحديقي بها بارتياع فتدخل مسرعة وهي تطلق ضحكة صفيقة بأعلى صوت تملكه ..
لم أتسرع بسؤالها عن اسمها ، واضح أني أعرفه ، وأعرفها ، فقد دخلت المنزل وكأنه منزلها ، وفتحت الثلاجة ، وتناولت علبة من الصودا تجرعتها مرة واحدة ثم تجشأت بصوت عال ..
- حمودي .. ازيك يا ولا ..
الحمد لله .. من لهجتها يبدو أنني في مصر .. هذا هو الحلم الجميل .. هكذا أكون في قمة سعادتي ..
- كويس يا بت .. كويس .
- يوه .. مالك كده ياخويا ..صاير محترم ..
- وانت صايرة قليلة أدب ..
تضحك ضحكتها المستهترة مرة أخرى ، ثم تجلس على الكنبة ، تضع ساقاً فوق الأخرى ، وتمسك الأم 16 تداعبها بطرف لسانها وكأنها تمسك حبة آيس كريم أو أصبع جالاكسي ..
وتقول بصوت ناعس :
- عبد الجبار تعيش انت ..
- لا حول ولا قوة الا بالله .. مات ازاي المرحوم ..
- هي هي هي .. بتنكت حضرتك ..
لا أفهم شيئاً بالتأكيد لا أفهم شيئاً ، لكني مضطر أن أؤدي دور العارف بكل شيء :
- شاطرة يا بت .
- تعليمك يا باشا ..
طرقات أخرى على باب المنزل ، أكثر عنفاً هذه المرة ، لا تحمل أي ترتيب ، واضح أنها لشخص همجي يحمل سلاحاً ، وربما يلبس بذلة ويبدو كالثور ..
نهضت مسرعاً لأفتح الباب ، فطالعني شخص همجي يحمل سلاحاً ويلبس بذلة ويبدو كالثورفعلا .. لكن خلفه ثورين آخرين ..
- انت مين ياد ..
قلتها بثقة الرجل القوي الذي لا يخاف أحداً ..
لكن صفعة حادة انهالت على خدي ، زلزلت كياني ، وصعقت قلبي الذي انفطر من هول المفاجآت والصدمات منذ الصباح ..
والتفت صاحب الصفعة الى الفتاة الفاتنة غامزاً بعينه :
- مرسي يا توتة .. الباشا حايكرمك آخر كرم ..
وأمسك بي من تلابيبي ، المسدسات مصوبة الى وجهي وصدري وظهري ، والمارة يتطلعون فينا وكأن الأمر عادي جداً ، حتى وصلنا الى سيارة سوداء ، أدخلني بها وانطلق لا يلوى على شيء ..[/align]
يتبع.........
أخيراً لاحظت أن النظارة معلقة بياقة البيجامة ، تناولتها ملهوفاً ، وأنا أمني نفسي بحياة أخرى أكون قد نهضت من نومي لأجدها .. أمنية أتمناها كل ليلة ، أن أنهض فلا أجدني في بيتي ولا في حارتي العتيقة ولا في مدينتي التي يحاصرها العالم كله ..مدينتي المنفية عن الكون كله ..
وضعت النظارة على عيني وثبتها بأنفي وقد وجدت أخيراً فائدة للأنف الذي لم أعرف له فائدة قبلاً غير صوت الشخير الذي كان يخرج منه كل ليلة يسليني في وحدتي ..
ها هي الرؤية تتضح شيئاً فشيئاً ، منزل قديم متهالك ، وجدران واهية ، وأسلحة تنتشر في أرجاء الشقة وكأنها شبشب الحمام أو جزء من ديكور المنزل .
هالني هذا الكم من المسدسات والرصاصات الملقى على طاولة السفرة ، هل تعشيت عليها أم ماذا ؟
ثم أين أنا ، ومنزل من هذا ... ؟؟ أشعر بدوار يكتنفني .. لم أتمن يوماً أن أنهض من نومي في غزة لأجدني في تورا بورا أو الصومال ..ماذا يعيب باريس أو البندقية ؟
صوت ضربات على باب المنزل ، مرتبة بايقاع منتظم ، وكأنها شيفرة ما ، لكنها تتصاعد بوتيرة ثابتة ..
أفتح الباب وأنا فاغر فاهِى لا أفهم شيئاً ..
على الباب وقفت أجمل فتاة في الدنيا ..(ربما لأني لم أكن قد رأيت نساء بعد )
شعرها الأشقر ينسدل على كتفيها برقة ونعومة ، ومن أذنيها يتدلى قرطان عملاقان ، تلاحظ تحديقي بها بارتياع فتدخل مسرعة وهي تطلق ضحكة صفيقة بأعلى صوت تملكه ..
لم أتسرع بسؤالها عن اسمها ، واضح أني أعرفه ، وأعرفها ، فقد دخلت المنزل وكأنه منزلها ، وفتحت الثلاجة ، وتناولت علبة من الصودا تجرعتها مرة واحدة ثم تجشأت بصوت عال ..
- حمودي .. ازيك يا ولا ..
الحمد لله .. من لهجتها يبدو أنني في مصر .. هذا هو الحلم الجميل .. هكذا أكون في قمة سعادتي ..
- كويس يا بت .. كويس .
- يوه .. مالك كده ياخويا ..صاير محترم ..
- وانت صايرة قليلة أدب ..
تضحك ضحكتها المستهترة مرة أخرى ، ثم تجلس على الكنبة ، تضع ساقاً فوق الأخرى ، وتمسك الأم 16 تداعبها بطرف لسانها وكأنها تمسك حبة آيس كريم أو أصبع جالاكسي ..
وتقول بصوت ناعس :
- عبد الجبار تعيش انت ..
- لا حول ولا قوة الا بالله .. مات ازاي المرحوم ..
- هي هي هي .. بتنكت حضرتك ..
لا أفهم شيئاً بالتأكيد لا أفهم شيئاً ، لكني مضطر أن أؤدي دور العارف بكل شيء :
- شاطرة يا بت .
- تعليمك يا باشا ..
طرقات أخرى على باب المنزل ، أكثر عنفاً هذه المرة ، لا تحمل أي ترتيب ، واضح أنها لشخص همجي يحمل سلاحاً ، وربما يلبس بذلة ويبدو كالثور ..
نهضت مسرعاً لأفتح الباب ، فطالعني شخص همجي يحمل سلاحاً ويلبس بذلة ويبدو كالثورفعلا .. لكن خلفه ثورين آخرين ..
- انت مين ياد ..
قلتها بثقة الرجل القوي الذي لا يخاف أحداً ..
لكن صفعة حادة انهالت على خدي ، زلزلت كياني ، وصعقت قلبي الذي انفطر من هول المفاجآت والصدمات منذ الصباح ..
والتفت صاحب الصفعة الى الفتاة الفاتنة غامزاً بعينه :
- مرسي يا توتة .. الباشا حايكرمك آخر كرم ..
وأمسك بي من تلابيبي ، المسدسات مصوبة الى وجهي وصدري وظهري ، والمارة يتطلعون فينا وكأن الأمر عادي جداً ، حتى وصلنا الى سيارة سوداء ، أدخلني بها وانطلق لا يلوى على شيء ..[/align]
يتبع.........
تعليق