دمعة متقنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حكيم عباس
    أديب وكاتب
    • 23-07-2009
    • 1040

    دمعة متقنة

    دمعة متقنة
    [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
    يمسح بكمّ ثوبه أنفه ساحبا فيه الهواء بقوّة ، فيُسمع احتكاكه بالمخاط عاليا ، بينما عيناه تُغرقان بالدّموع وجنتيه البيضاوتين الحمراوتين المكتنزتين اللتين صقلهما الزّمن حتى صارتا بلمعان و شفافيّة الزجاج فترى شرايينهما دقيقة تتلوى و تلتفّ كالأفاعي بعضها حول بعض في قمّة وجنتيه ، و قمّة أنفه و سفحيه ، حشرج و قال: هُزم العرب و سقطت البلاد.
    كنت صغيرا و لم أفهم الكثير ، لكنّني أحسستُ الرُّعب و الحزن في وجوه الكبار و أحاديثهم و همسهم و حركتهم ، فنُقش فيّ ما نالني منه . بعض أحاديثهم كانت تخترق أذني ثمّ عظامي فتخلّفني أشلاء صفراء في فراغ يعوي فيه قلبي بضرباته السريعة العالية ، عاجزا عن الكلام و الحركة : اليهود يخطفون الأطفال و يغتصبون البنات ، يختارون البنات و ليس النساء المتزوجات ، ليهتكوا العرض ، فهم يعرفون أنّنا لسنا خنازير مثلهم لا يهمنا عرضنا !
    ففهمت هزيمة العرب و سقوط البلاد بقائمة الممنوعات التي فُرضت علينا نحن الصّغار و على البنات الصبايا ، منعونا من الخروج إلا برفقة الكبار من الرّجال .
    محاصرون في البيت ... نضجر ... نختلس بضع نظرات من النّوافذ و في أحيان استثنائية من الشّرفات ، أنا لم أستخدم الشّرفة لقصر قامتي ، جرّبت مِرارا لكن دون جدوى ، فكأن الكبار كانوا على علم بقدوم مثل هذه الأيّام ، فشيّدوها أعلى من قامات الأطفال و أعلى من صدور البنات بعد أن تتكوّر فتصير همّا ، جرحا شرقيّا طازجا تفوح منه رائحة الدّم ، بعد أن كان كرزا شاميّا فوّاحا.
    العالم في الخارج غليان وحراك ، الحياة في أوجها ، و نحن خلف الجدران نُنفّذ آداب الطاعة للأب والام و لليهود و للخوف ، ثم اكتشفت أن الأخ الأكبر له سلطته أيضا ، و الجدةو العم و العمّة و الخال و الجار و الصدّيق...الأسماء المدرجة على قائمة أصحاب الأمر و الطاعة تفوق قائمة الممنوعات طولا.
    أسأل نفسي : لماذا يُنكّلون بنا ؟؟ لماذايستأسدون على أطفال لا يريدون سوى الرّكض في الشوارع ... و الله لا أريدإلا أن أركض فقط ، و أشعر بحبات المطر فوق جلدي ثم بالشمس تدغدغني... لاشيء أكثر من أن أشعر بالهواء يصفع و جهي و يحرق أنفي متدفّقا فيه ... و الله لا شيء أكثر .. أحدث نفسي .. و أستطرد .. و أسهب و أقسمالأيمان... ثم تغرق عيناي بالدموع ... و الله يا ربي لا أريد سوى أن أحسّكوسط جمال ما خلقت ... تعبر فجأة فراشة أو ذبابة من أمام النافذة حيثأقضي الوقت مع نفسي ... فأسارع قائلا : مثل الفراشة يا ربي مثل الفراشة . فأدرك سريعاأنه طلب ارستقراطي ، فأستدرك بل مثل الذبابة ..
    و تنهمر دموعي ... و لا تغيير.. أتعب من البكاء الصامت ، إذ حتى الشهقة قد تؤدّي لمواعظ و دروس من جميع أفراد عائلتي ، تبدأ و لا تنتهي ، فتعلّمت كيف أكتم الشّهقات ، و أجعل النّحيب يُقْلِع عن عادة اكتسبها من المزاريب بعد زخات مطر عنيفة .
    تجفّ فوق خديّ الدموع ،تظل دمعة تحاول الدّحرجة لكنها أصغر من أن تسقط ، كافية لتقف فوقرمش واحد أو اثنين .. ثمّ يأتيها المدد : إذا كان وفيرا ، ثقلت و انهمرت، أمّا إذا كان شحيحا ، أحسها فردت ما يشبه الجناحين على باقي رموشي...
    فَرِحتُ حين اكتشفت اللّعبة و صرت أمارسها مستمتعا . التصقت بنافذتي لا أبارحها ، أنتزع منها نفسي انتزاعا حتى عندمايُفك الحصار ، و يسمح بالتّجوال برفقة الكبار . أجلس كمن يجلس في محراب ، أستجدي دمعة متوسطة الحجم ، أشعر بها تقف فوق الرمش ثمّتنتفخ و تفرد جناحيها ... ما أروع أن تفرد الدموع أجنحتها... ما أروع أنتجلس صامتا و رموش عينيك تحت جناحي دمعة ... في تلك اللحظة ، تسمع و تحسما لا يسمعه و لا يحسه أحد ... نحيبُ الطبيعة ... كنت اشعر ، و اللهكنت أشعر كيف تنتحب الطبيعة بين يدي و على كتفي ، أمدّ كفي التقط دموعها ... و الله كانت ساخنة!! بعد تمرّسي صرت أحس المادة ، المادة نفسها تشهق وتنتحب في حضني ...
    تمرّ الغيوم عالية في السماء منأمام نافذتي و لا تعيرني انتباهها ، و لمّا صرت أسمع نحيب الأشياء حولي ، وأسمع زمزمت النار في عروقها و عروقي ، صارت الغيمات تلوح لي بيديها ... كنانتبادل التّحيّة. عندما تيقّنت من انتظاري لها كعاشق فات موعده لكنّه لا يبرح المكان ، غيّرت مسارها ، تقترب و تعرّج على نافذتي ثمّ تطل برأسها في غرفتي ، تبتسم و تسألني عن حالي و تعتذر عن التأخير بسبب الرّيح كانت مشغولة بتمشيط أشجار الغابة هناك خلف البيوت... تحاولّ المكوثَ ، يستعجلها الرّيح ، أتشبّث باطراف أناملها ، فيشدّها أكثر فأتشبّث بها أكثر ، تقهقه كأنّا ندغدغها ، فأضحك مثلها .. أضحك حتى تنهمر دموعي فتفلت من يدي و تمضي...
    بعض المرّات كان يطول انتظاري ، أحتفظ بدمعة متوسّطة الحجم على إحدى رموشي فتلفّني تحت جناحيها .. أغفو و خدّي على حديد نافذتي ، فتأتي الغيمات تقف تنظر إلي ، تترجّل الرّيح و تلبس عباءة نسمات عليلة تتزحلق فوق وجهي ، ثمّ تمد الغيمات أناملهاو تلهو بشعري ، أفيق على قشعريرة لذيذة تسري في عروقي.. أفتح عيني ، أبتسم ، فأفقد جسدي ، أصبح خيط دخانيتمطى في سماء الغرفة ... فتدخل الغيمات ، تلتفّ حولي و... نرقص ... نرقص .. و هي تتلوى ، تشكّل و جوها و أشكالا لاأعرفها ... أدمنت ... لا انكر أنني أدمنت لعبة السّحاب ، كثرت الأشكال و تنوّعت ، فمرة أراها قمرا ومرة أراها وجوها... ضفائرا ... خصلا وأنامل ، شفاه تبتسم ، رموشا مقلوعة تحمل فوق رؤوسها دمعاتيالمُتقنة.. أطفالا ... عشرات الاطفال ... صدور بنات تكوّرت و تعرّت...
    أفق ياحكيم ، أفق ، كل ذلك كانو أنت الآن ... عاقل ، إخجل يا رجل ، أين وقارك و اتزانك؟؟؟
    ألملم خيوط دخاني و أدخلى قمقمي ، أستعيد جسدي و أشيح بوجهي ، أسرع الخُطى ، لأنّ دمعة متقنة تقفعلى رأس رمش و تفرد جناحيها على باقي رموشي ، أخاف تثقل فتسقط ، فتفضح حالي...
    ...لاشيء تغيّر ... لا شيء تغيّر ... كل شيء كما كان..


    حكيم
    [/align]
    [/cell][/table1][/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة حكيم عباس; الساعة 20-10-2009, 00:00.
  • عبد الرشيد حاجب
    أديب وكاتب
    • 20-06-2009
    • 803

    #2
    مرور أول :

    لا أنكر أن هذا (النوع ) من كتابة القصة القصيرة الذي بدأت ألحظ شيوعه يستهويني .. لكنه بقدر ما يستهويني يجعلي أتأسف على الزمن الذي جعلنا نختزل كل شيء في حياتنا .. حتى مآسينا نختزلها في نصوص سريعة ، مقتضبه ،هاربة !
    هنا ، أرى عمق مأساة طفل صار شعبا ، مأساة الإنسان وقد حوصر من قبل أخيه الإنسان / الذئب ، فلم يجد غير الطبيعة / الأم الرؤوم ، يناجيها ، ويناغيها وهو يستلذ هذا التدمير المفروض لكل القيم والأعراف والبنى...
    ألمس هنا حروق سيرة ذاتية كان يجب أن تستمر شلالا يعري كل الجذور ، وكل القبح المزروع في خاصرة وجودنا ...
    اللغة الشعرية كانت في القمة ، ولم يكن في الأمكان الكتابة بغيرها في زمن غاب فيه المنطق ، وفقدت الأشياء دلالاتها ومعانيها ، فكان على الطفل ( الذي لم يصبح رجلا قط وظل سجين تلك الطفولة المفقودة ...) وكأن الأمر يتعلق ببحث عن زمن مفقود ... وإني لأسأل ماذا في إمكان كائن أن يصير فيما بعد كل تلك المعاناة ؟!
    لقد أبدعت يا حكيم هنا بحق رغم أن لي بعض الملاحظات تتعلق بفنية النص قد أعود إليها.
    محبتي وتقديري.
    "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

    تعليق

    • حكيم عباس
      أديب وكاتب
      • 23-07-2009
      • 1040

      #3
      [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]
      الأستاذ عبد الرّشيد حاجب
      تحياتي الطيّبة
      أشكرك على هذه القراءة التي طابت لي تماما ،
      أحييك على هذا الاصطفاف الوجداني مع ... مع آلامي
      أنتظر عودتك ، فلا تدعني أنتظر كثيرا فـ "أغفو على حديد نافذتي"

      حكيم
      [/ALIGN]
      [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

      تعليق

      • د. م. عبد الحميد مظهر
        ملّاح
        • 11-10-2008
        • 2318

        #4
        الأستاذ العزيز حكيم

        تحية طيبة

        فى قصتك الكثير من الأفكار التى تحتاج تأملات متأنية لثبر اعماقها وابعادها الذاتية و الإنسانية ، ولكننى اشعر ان هناك حاجزاً ما يعيق وصول أفكارك وتأملاتك ، الذى أشعر بمصداقيتها ، لتتفاعل أكثر مع المتلقى ، ولا أعرف صدق شعورى حول صعوبة عبور الجسور بين ما يدور فى عالمك الداخلى والقارىء فى عالمه الخارجى.

        وتحياتى

        تعليق

        • حكيم عباس
          أديب وكاتب
          • 23-07-2009
          • 1040

          #5
          [align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=right]
          الدكتور عبدالحميد مظهر
          تحياتي الطيّبة
          يشرّفني مرورك و حضورك ، و أشكرك على نُبل مشاعرك و صدقها.
          المتلقّي يحتاج لحبكة قصصيّة و ربّما دراميّة نوعا ما ، كي تشدّه نحو المحتوى فيتفاعل معه بقوة أكبر و هكذا يتحقّق التّواصل و تبنى الجسور، أعتقد أنّني غير متمرس في هذا الجانب ، و ها أنا أحاول اجتياز عقبات هذا الفن راجيا من المولى التّوفيق.
          من جانب آخر يحدث أحيانا لكثرة الاشياء التي تزدحم معا و تتكاثف و تتركّز في مشاعرنا إلى درجة لا نعود ندري ما نقول ، أيها يخرج أولا و ما سيليها ؟؟! لا ندري ، نفقد السيطرة على تنظيمها فتظهر مثل كرة من الخيطان الملتفة المتراكمة بعضها فوق بعض ، بالكاد تستدل على طرف لها.

          نصرخ من الألم ، و إذا زاد يشتدّ صراخنا ، و إن زاد أكثر ، يشتدّ صراخنا أكثر فأكثر ، بعد حدّ معيّن لا نعود قادرين على الصراخ مهما زاد الألم ، فيبقى الواحد فينا فاغرا فمه ، جاحظ العينين ، مُنهك الملامح ...و لا شيء يدلّ على الحياة فيه غير النّفس.. فكيف سيتواصل ؟؟ الكتابة هي فنّ تنظيم هذا كلّه و ها أنا اخوض غمارها لعلّ و عسى..
          الدكتور الفاضل أشكرك ثانية على ملاحظتك التي أعتقد تماما بصدقها ، و أرجو أن أكون قد وفّقت بتفسير بعضها...
          مع كلّ الاحترام و التّقدير

          حكيم
          [/align][/cell][/table1][/align]

          تعليق

          • عبد الرشيد حاجب
            أديب وكاتب
            • 20-06-2009
            • 803

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
            الأستاذ العزيز حكيم

            تحية طيبة

            فى قصتك الكثير من الأفكار التى تحتاج تأملات متأنية لثبر اعماقها وابعادها الذاتية و الإنسانية ، ولكننى اشعر ان هناك حاجزاً ما يعيق وصول أفكارك وتأملاتك ، الذى أشعر بمصداقيتها ، لتتفاعل أكثر مع المتلقى ، ولا أعرف صدق شعورى حول صعوبة عبور الجسور بين ما يدور فى عالمك الداخلى والقارىء فى عالمه الخارجى.

            وتحياتى
            الحقيقة يا دكتور عبد الحميد ، لست أدري من أي زاوية نظرت إلى هذا النص ، فهو رغم خصوصيته يعبر عن آلاف وملايين تجارب الأطفال في الدول التي عرفت احتلالا مباشرا وبلادي الجزائر واحدة منها ... ثم لست أدري ما هي هذه الأفكار الكثيرة التي حفل بها النص وتحتاج للتمعن لسبر أغوارها ...ليست هناك أفكار يا دكتور ، وإنما هناك تجربة دامية انطلقت من الذاتية لكنها تجاوزت ذلك حين غاصت في أعماق الطفولة وعبرت عن ذلك الإنفصال بين الطفل وعالمه الحقيقي ( الجري واللعب والإنطلاق = الشعور بالحرية ) وما انعكس بسبب الإستعمار على علاقة الكبار ( العاجزين اليائسين) بالصغار الذين انعكس عليهم عجز الكبار فدفعوا الثمن أضعاف مضاعفة ، وكادوا يجردون من إنسانيتهم وأبسط حقوقهم في الوجود ...
            إنها شريحة حية tranche de vie من سيرة ذاتية دامية ، لا يمكن بدونها فهم ما قد يلاحظ في سلوك الشاب / الإنسان الفلسطيني (أو المستعمر بصفة عامة ) وما يصدر عنه من ردود أفعال ومواقف ...
            ليس من مهمة الكتابة الفنية / القصصية أن تشرح وتبرر ، بل تصور وتغوص في أعماق اللحظة الشعورية فتقدمها طازجة نابظة بالهم والغم كما رأينا هنا...

            وعليه ، فأنا أرى أن قولك يا سيدي الدكتور: ( ولا أعرف صدق شعورى حول صعوبة عبور الجسور بين ما يدور فى عالمك الداخلى والقارىء فى عالمه الخارجى.) يبدو بعيدا عن أي قراءة نقدية أو تذوقية انطباعاية ، لأن هذه الجسور موجودة وعشنا جميعا بعض حالات هذا الطفل حتى في أمور عادية حين شعرنا بضيم أو تضييق لعالمنا من قبل الكبار حتى بدون استعمار ، لأن النص يتضمن بشكل خفي ذكي الإشارة اللماحة للسلطة الأبوية ...

            تحياتي ولي عودة..إن شاء الله.
            "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

            تعليق

            • د. م. عبد الحميد مظهر
              ملّاح
              • 11-10-2008
              • 2318

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرشيد حاجب مشاهدة المشاركة
              الحقيقة يا دكتور عبد الحميد ، لست أدري من أي زاوية نظرت إلى هذا النص ، فهو رغم خصوصيته يعبر عن آلاف وملايين تجارب الأطفال في الدول التي عرفت احتلالا مباشرا وبلادي الجزائر واحدة منها ... ثم لست أدري ما هي هذه الأفكار الكثيرة التي حفل بها النص وتحتاج للتمعن لسبر أغوارها ...ليست هناك أفكار يا دكتور ، وإنما هناك تجربة دامية انطلقت من الذاتية لكنها تجاوزت ذلك حين غاصت في أعماق الطفولة وعبرت عن ذلك الإنفصال بين الطفل وعالمه الحقيقي ( الجري واللعب والإنطلاق = الشعور بالحرية ) وما انعكس بسبب الإستعمار على علاقة الكبار ( العاجزين اليائسين) بالصغار الذين انعكس عليهم عجز الكبار فدفعوا الثمن أضعاف مضاعفة ، وكادوا يجردون من إنسانيتهم وأبسط حقوقهم في الوجود ...
              إنها شريحة حية tranche de vie من سيرة ذاتية دامية ، لا يمكن بدونها فهم ما قد يلاحظ في سلوك الشاب / الإنسان الفلسطيني (أو المستعمر بصفة عامة ) وما يصدر عنه من ردود أفعال ومواقف ...
              ليس من مهمة الكتابة الفنية / القصصية أن تشرح وتبرر ، بل تصور وتغوص في أعماق اللحظة الشعورية فتقدمها طازجة نابظة بالهم والغم كما رأينا هنا...

              وعليه ، فأنا أرى أن قولك يا سيدي الدكتور: ( ولا أعرف صدق شعورى حول صعوبة عبور الجسور بين ما يدور فى عالمك الداخلى والقارىء فى عالمه الخارجى.) يبدو بعيدا عن أي قراءة نقدية أو تذوقية انطباعاية ، لأن هذه الجسور موجودة وعشنا جميعا بعض حالات هذا الطفل حتى في أمور عادية حين شعرنا بضيم أو تضييق لعالمنا من قبل الكبار حتى بدون استعمار ، لأن النص يتضمن بشكل خفي ذكي الإشارة اللماحة للسلطة الأبوية ...

              تحياتي ولي عودة..إن شاء الله.
              الأستاذ عبد الرشيد

              القراءات كثيرة ، وتعليقك هو لقراءة لك ، والأستاذ حكيم هو صاحب القصة ، ولقد رأيت رده مقنعاً لى ، هو فهم ما أقصد وانت فهمت شيئاً آخر. وما طرحته هو شعورى أنا وليس شعورك أنت... شعور...لكيفية إدراك الجسور بين افكار كثيفة تدور فى داخل عقل وقلب الكاتب و العبور بها إلى الخارج لمتلقى يقرأ حروفاً ويحوال استنتاج ما تحمله...وهل هناك شعور واحد مطلق تأخذه كمقياس و تحكم به على شعور كل قارىء يختلف مع قراءتك؟ أم ان تعدد القراءات هو الطبيعى...أنت قارىء مثل العديد من القراء إلا إنك من الجزائر و ربما عكس النص خبرة لك ما...وان كان لك انت استنتاج من النص فأنا ايضا استنتج والأساس ان يكون الحوار بينى و بين الكاتب صاحب النص ، وهو قد أجاب ، ولو قرأت ما كتبه الأستاذ حكيم فى مداخلات أخرى ستجد ان الرجل يحمل فكراً و له اعماقاً فكرية وتعدد الإهتمامات الأدبية والفنية واضح، وهو بالتالى أقدر على الحوار حول قصته.

              تعليق

              • عبد الرشيد حاجب
                أديب وكاتب
                • 20-06-2009
                • 803

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                الأستاذ عبد الرشيد

                القراءات كثيرة ، وتعليقك هو لقراءة لك ، والأستاذ حكيم هو صاحب القصة ، ولقد رأيت رده مقنعاً لى ، هو فهم ما أقصد وانت فهمت شيئاً آخر. وما طرحته هو شعورى أنا وليس انت بين ما يدور فى داخل عقل وقلب الكاتب و العبور به إلى الخارج لمتلقى يقرأ حروفاً ويحوال استنتاج ما تحمله...وان كان لك انت استنتاج من النص فأنا ايضا استنتج والأساس ان يكون الحوار بينى و بين الكاتب صاحب النص
                لا يا سيدي الدكتور .لا ولن أتفق معك أبدا أن الحوار سيظل بين المتلقي والكاتب ، وإلا اعتُبر ذلك تحجيما للنص وتقزيما له ، واعتباره رسالة خاصة موجهة لك أو لي أو له وحده.النص هو تجربة لم تعد لصاحبها علاقة مباشرة بها حالما طرحها أمامنا ، بل أحسبه سيدخل معنا في النقاش كقارئ / متلقي مثلنا ولا سلطة له علينا ، بل لا امتياز له إطلاقا إلا في حدود ما يفهم النص . وأنا ضد القراءات المفتوحة إلى ما لا نهاية اللهم سوى إذا أخذنا في اعتبارنا تجدد المعرفة وتطورها ، وحتى في هذه الحالة فلا يمكننا التملص من بيئة النص وزمن كتابته ، ليتم تفسيره في ضوء تلك البيئة .بعبارة أخرى فإن للقراءة جانبها الموضوعي العام الذي لا يتبدل بتبدل خبرات المتلقين وتجاربهم وثقافتهم ، ومن هذه الزاوية بالذات نظرت أنا إلى النص ... أما انطباعاتي الخاصة ومشاعري فتلك مسألة أخرى.

                ولي عودة بإذن الله وشكرا على فتح باب هذا النقاش.

                محبتي وتقديري.

                تحياتي.
                "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

                تعليق

                • د. م. عبد الحميد مظهر
                  ملّاح
                  • 11-10-2008
                  • 2318

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرشيد حاجب مشاهدة المشاركة
                  لا يا سيدي الدكتور .لا ولن أتفق معك أبدا أن الحوار سيظل بين المتلقي والكاتب ، وإلا اعتُبر ذلك تحجيما للنص وتقزيما له ، واعتباره رسالة خاصة موجهة لك أو لي أو له وحده.النص هو تجربة لم تعد لصاحبها علاقة مباشرة بها حالما طرحها أمامنا ، بل أحسبه سيدخل معنا في النقاش كقارئ / متلقي مثلنا ولا سلطة له علينا ، بل لا امتياز له إطلاقا إلا في حدود ما يفهم النص . وأنا ضد القراءات المفتوحة إلى ما لا نهاية اللهم سوى إذا أخذنا في اعتبارنا تجدد المعرفة وتطورها ، وحتى في هذه الحالة فلا يمكننا التملص من بيئة النص وزمن كتابته ، ليتم تفسيره في ضوء تلك البيئة .بعبارة أخرى فإن للقراءة جانبها الموضوعي العام الذي لا يتبدل بتبدل خبرات المتلقين وتجاربهم وثقافتهم ، ومن هذه الزاوية بالذات نظرت أنا إلى النص ... أما انطباعاتي الخاصة ومشاعري فتلك مسألة أخرى.

                  ولي عودة بإذن الله وشكرا على فتح باب هذا النقاش.

                  محبتي وتقديري.

                  تحياتي.
                  الاستاذ عبد لبرشيد

                  بعد التحية

                  كل ما قلته انت وقلته انا هو رأى من الأراء ، و ستظل هناك اختلافات فى الآراء والقراءات والإستنتاجات ، ولكن ان تأخذ انت قراءة لك مع كل انعكاساتها من خبرتك و محيطك و بيئتك و خلفيتك الثقافية والعلمية ثم تحكم بها على قراءة غيرك فهذا ما لا يصح. أما السؤال المهم هو حول صاحب النص و ما اراده منه ،و هل لصاحب النص ان يقول لنا ان ما اراده غير ما استنتجه القارىء أم يترك كل الاستنتاجات مفتوحة لتفاسير ربما لم يهدف إليها الكاتب؟

                  وتحياتى

                  تعليق

                  • عبد الرشيد حاجب
                    أديب وكاتب
                    • 20-06-2009
                    • 803

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                    الاستاذ عبد لبرشيد

                    بعد التحية

                    كل ما قلته انت وقلته انا هو رأى من الأراء ، و ستظل هناك اختلافات فى الآراء والقراءات والإستنتاجات ، ولكن ان تأخذ انت قراءة لك مع كل انعكاساتها من خبرتك و محيطك و بيئتك و خلفيتك الثقافية والعلمية ثم تحكم بها على قراءة غيرك فهذا ما لا يصح. أما السؤال المهم هو حول صاحب النص و ما اراده منه ،و هل لصاحب النص ان يقول لنا ان ما اراده غير ما استنتجه القارىء أم يترك كل الاستنتاجات مفتوحة لتفاسير ربما لم يهدف إليها الكاتب؟

                    وتحياتى
                    للأسف يا دكتور ، فإن تنقيح مداخلتك السابقة بعد كتابة ردي قد أربكني ، ثم كلامك عن الكاتب بشكل لم أتبين المقصود منه ، لن يقودنا لشيء ملموس على المستوى النقدي الهادف . لذلك أعتذر عن تدخلي بينك وبين الكاتب الذي تراه الوحيد ألمؤهل لمنافشتك ...

                    تحياتي.
                    "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

                    تعليق

                    • د. م. عبد الحميد مظهر
                      ملّاح
                      • 11-10-2008
                      • 2318

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرشيد حاجب مشاهدة المشاركة
                      للأسف يا
                      دكتور ، فإن تنقيح مداخلتك السابقة بعد كتابة ردي قد أربكني
                      تحياتي.
                      الاستاذ عبد الرشيد

                      تحية رمضانية

                      لم يحدث تنقيح ولا تغيير فيما كتبته ، وإذا اردت ..إذا اردت..فراجع ما كتب لترى ان النقطة الأساسية هى الحكم على رأى لى بناءً على رأى لك ، آى انك أخذت قرأة لك وما فهمته من قصة الأستاذ حكيم كأنها المرجعية فى الحكم، وعندما تقرأ ما قلته تعليقاً على مداخلتى وتضع لونا أخضر على عبارة بها كلمة "أشعر"...من الشعور...ثم تنتقد أو تنقد!

                      فهل سيادتكم بقادر على الحكم على " شعورى" اى ما أشعر به تجاه الجسور بين ما هو داخل عقل وفكر المؤلف و الخارج وهو عقل المتلقي وانا متلقي؟

                      هل بخبرتك النقدية تستطيع ان تنتقد "شعورى" فى الجملة التى لونتها انت بالأخضر؟

                      وهل النقد الهادف ان تعتبر رأيك هو الرأى و قراءتك هى القراءة لنص لم تكتبه أنت؟
                      وهل هذا نقد موضوعى ؟

                      وهل هذا ما تقصده فى قولك....
                      لن يقودنا لشيء ملموس على المستوى النقدي الهادف
                      ؟


                      وتحياتى

                      تعليق

                      • محمد رندي
                        مستشار أدبي
                        • 29-03-2008
                        • 1017

                        #12
                        الفاضلان :
                        ـ الدكتور عبد الحميد مظهر
                        ـ الأستاذ : عبد الرشيد حاجب
                        ـ أراكما متفقين فيما أنتما فيه تختلفان ،، هو نص أدبي لا شك أن قراءته الواعية ستخلص إلى خلق جديد له كما تخبرنا بذلك مناهج النقد ، لكن تحديد ملامح هذا النص الجديد هو الذي يخضع إلى خبرة القارئ في التفاعل مع النص الأصلي ،، وهو ما يعني أن القراءة ستسفر عن مجموعة جديدة من النصوص المتباينة .
                        sigpic

                        تعليق

                        • د. م. عبد الحميد مظهر
                          ملّاح
                          • 11-10-2008
                          • 2318

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد رندي مشاهدة المشاركة
                          الفاضلان :
                          ـ الدكتور عبد الحميد مظهر
                          ـ الأستاذ : عبد الرشيد حاجب
                          ـ أراكما متفقين فيما أنتما فيه تختلفان ،، هو نص أدبي لا شك أن قراءته الواعية ستخلص إلى خلق جديد له كما تخبرنا بذلك مناهج النقد ، لكن تحديد ملامح هذا النص الجديد هو الذي يخضع إلى خبرة القارئ في التفاعل مع النص الأصلي ،، وهو ما يعني أن القراءة ستسفر عن مجموعة جديدة من النصوص المتباينة .
                          الأستاذ محمد رندى

                          أعتقد ان كل قارىء يجب ان يقول رأيه و قراءته للنص ، ولا يحكم على قراءة أخرى..ويترك القراءات المختلفة معاً ، اما ان يعتبر فهمه هو المعيار ليقيس به قراءات الآخرين فهذا مالا يصح فى صالون لكبار الكتاب كما يقال.

                          و من ناحية أخرى اسأل..

                          ما الهدف من النقد لأى نص كان؟

                          وسؤال ثالث..

                          هل مؤلف النص ليس له علاقة بالنص و نقده؟ ولماذا يكتب من يكتب ؟ وكيف نفهم قراءة ما لنص ما عندما تختلف خلفيات القراء؟ وما العلاقة بين ما يفهمه القارىء وبين ما اراد توصيله الكاتب؟

                          وهل لقارىء ما الحق لإنتقاد قراءة قارىء آخر قياساً على فهمه ورأيه؟

                          ربما كان انتقاد الأخطاء الإملائية والنحوية هى ما يمكن الإتفاق عليه ، ولذلك هناك من الناشرين من يوظف مدقق لغوى لتصحيح هذه الأخطاء ، ولكن القراءات تختلف و هذه هى ما تعطى النص ابعاد متعددة للفهم.

                          و كنت قد أقترحت سابقا القيام بورش عمل علمية للتدرب على أصول النقد يقوم بها اصحاب الاختصاص ، ولكن لم اجد استجابة من اصحاب الخبرة للقيام بهذا العمل التدريبى المهم للملتقى

                          وتحياتى

                          تعليق

                          • عبد الرشيد حاجب
                            أديب وكاتب
                            • 20-06-2009
                            • 803

                            #14
                            الدكتور الفاضل عبد الحميد مظهر ، مع احترامي الشديد لرأيك وما تفهمه أو لا تفهمه من النص أو من عملية القراءة وأساليبها وقوانينها ، فإنني أعتبرك قد خرجت عن صميم الموضوع مرات متعددة يهمني منها :

                            1- ولو قرأت ما كتبه الأستاذ حكيم فى مداخلات أخرى ستجد ان الرجل يحمل فكراً و له اعماقاً فكرية وتعدد الإهتمامات الأدبية والفنية واضح، وهو بالتالى أقدر على الحوار حول قصته.

                            وهو كلام تنطبق عليه النقطة الثانية وهي قولك :
                            2-
                            اما ان يعتبر فهمه هو المعيار ليقيس به قراءات الآخرين فهذا مالا يصح فى صالون لكبار الكتاب كما يقال.

                            في هاتين النقطتين لا أراك منهجيا ، بل أراك تستعمل الأساليب القديمة التي كانت سببا في فتح هذا الصالون .
                            وإني أسألك يا دكتور ، ماذا كان سيكون عليه الأمر لو كنا أمام نص لكاتب غير موجود بيننا ؟ ولنفرض أننا كنا أمام (معطف) غوغول ، هل يقرأها كل واحد كما يشاء ويمضي في حال سبيله؟ أليس النقاش بيننا واختلافنا حول تفسير هذا الأمر أو ذاك هو ما يبلور الرؤى أمامنا ؟ وإلا فلماذا ننشر آراءنا هنا ولا نبعث بها على الخاص للسيد الكاتب ؟!
                            يا سيدي هذا مكان للحوار ، وعبارتك التي لم أشأ أن أدققها أمامك احتراما ليست رأيا ولا قراءة أصلا / تقولون (
                            ولا أعرف صدق شعورى حول صعوبة عبور الجسور بين ما يدور فى عالمك الداخلى والقارىء فى عالمه الخارجى )
                            ما معنى ( لا أعرف صدق شعوري حول صعوبة ...) ؟
                            وما معنى (الجسور بين ما يدور في عالمك الداخلي والقارئ في عالمه الخارجي ) ؟
                            صراحة أنا لم أفهم ما تقصد ، ( حتى بعد أن قمت بترجمة العبارة للأنجليزية لعل وعسى !) وكنت أطمح من خلال الإقتباس أن أتلقى توضيحا ، لأني أدركت أن عدم معرفتك لصدق شعورك حول صعوبة ...كذا ، هو عدم إمساكك بوهج اللحظة / المعاناة التي يصورها النص ، والتي ليس من الضروري أن تكون هي تجربة الكاتب الحقيقية ولا هي عالمه الداخلي ، بل هي عالمه الإبداعي التخييلي والذي لا يمكننا التعامل معه سوى على هذا الأساس !
                            كما لم أفهم صراحة حديثك عن الجسور بين العالم الداخلي للنص / الكاتب ، والعالم الخارجي للقارئ . وإذا كانت عبارة العالم الداخلي رغم ضبابية استعمالها في هذا السياق بالذات قد تبدو مقبولة ، فعلى أي أساس نفهم العالم الخارجي للمتلقي ؟ هل تقصد محيطه وبيئته وحياته العامة والمادية ؟ وإذا كان ذلك كذلك ، فهل النص الأدبي موجه من الذات لذات أخرى تساويها في الهم الوجودي أم هو موجه لتتم مقارنته أو فهمه قياسا على ما أسمته حضرتكم هنا العالم الخارجي ؟
                            وهنا أحب أن أسأل : ما علاقة شعر امرؤ القيس أو الشنفرى بعالمي الخارجي أنا كمتلقي ؟
                            النص الأدبي يخاطب وجدان المتلقي وأعماقه وكل ما تراكم وترسب فيه من تجارب وخبرات عمر بعضها يعود لآلاف السنين ويتضمن عصارة كل الثقافات والحضارات المتعاقبة التي تشكل هذا الإنسان الذي هو أنا أو أنت أو هو ، أما ما يمثله العالم الخارجي ، إذا بسطنا الأمر وتجنبنا المفهوم الفلسفي والديني للمصطلح ، فإني لا أراه يمثل خطرا ذي بال ، وإلا لما كان نص ينتجه ماركيز ( غابرييل غارسيا ) في أمريكا الجنوبية مثلا ، ينال كل هذا الإعجاب في كل بقاع العالم ، لولا وحدة العالم الداخلي للإنسان على مستوى الجوهر .

                            وللحديث بقية...
                            رمضان كريم.

                            "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"​

                            تعليق

                            • د. م. عبد الحميد مظهر
                              ملّاح
                              • 11-10-2008
                              • 2318

                              #15
                              الأخ الكريم الأستاذ عبد الرشيد

                              تحية الإسلام

                              هذه بعض التعليقات على ما قلت

                              ،
                              فإنني أعتبرك قد خرجت عن صميم الموضوع مرات متعددة
                              أقرأ ردك على مداخلتى أولاً
                              ولا تعليق بعد ذلك عندى

                              هاتين النقطتين لا أراك منهجيا
                              ماذا تعنى منهجياً؟
                              ولا تعليق لأننى لم أرى منهجاً بل رداً غير واضح المنهج

                              ، بل أراك تستعمل الأساليب القديمة التي كانت سببا في فتح هذا الصالون .
                              ما هى الأساليب القديمة؟
                              وهل هى السبب فى فتح هذا الصالون؟

                              النقاش بيننا واختلافنا حول تفسير هذا الأمر أو ذاك هو ما يبلور الرؤى أمامنا ؟ وإلا فلماذا ننشر آراءنا هنا ولا نبعث بها على الخاص للسيد الكاتب ؟!
                              اسأل نفسك فلم اعلق ولم أحكم على ما كتبت انت ، وانت حكمت على ما كتبت ، فلم تعترف ضمنياً بتعدد القراءات ، واقرأ ردى على الأستاذ محمد رندى

                              ولا أعرف صدق شعورى حول صعوبة عبور الجسور بين ما يدور فى عالمك الداخلى والقارىء فى عالمه الخارجى
                              كان عليك ان تسأل أولاً قبل ان تعلق ، اليس هذا من الموضوعية؟

                              ما معنى ( لا أعرف صدق شعوري حول صعوبة ...) ؟
                              وما معنى (الجسور بين ما يدور في عالمك الداخلي والقارئ في عالمه الخارجي ) ؟
                              صراحة أنا لم أفهم ما تقصد
                              إذا كنت لا تعرف ما المعنى ، ولم تفهم قصدى فكيف تعلق على مالا تعرفه ولا تفهمه؟

                              لأني أدركت أن عدم معرفتك لصدق شعورك حول صعوبة .
                              إذا كنت لا تعرف و لم تفهم (كما صرحت وقلت) فكيف أدركت ما أدركت؟
                              هو عدم إمساكك بوهج اللحظة / المعاناة التي يصورها النص ، والتي ليس من الضروري أن تكون هي تجربة الكاتب الحقيقية ولا هي عالمه الداخلي ، بل هي عالمه الإبداعي التخييلي والذي لا يمكننا التعامل معه سوى على هذا الأساس !
                              كيف استنتجت عدم إمساكى بوهج....الخ؟ بعد ما قلت سابقاً حول عدم معرفتك ما أعنيه و عدم فهمك لما اقصده؟
                              كما لم أفهم صراحة حديثك عن الجسور بين العالم الداخلي للنص / الكاتب ، والعالم الخارجي للقارئ . وإذا كانت عبارة العالم الداخلي رغم ضبابية استعمالها في هذا السياق بالذات قد تبدو مقبولة ، فعلى أي أساس نفهم العالم الخارجي للمتلقي ؟ هل تقصد محيطه وبيئته وحياته العامة والمادية ؟ وإذا كان ذلك كذلك ، فهل النص الأدبي موجه من الذات لذات أخرى تساويها في الهم الوجودي أم هو موجه لتتم مقارنته أو فهمه قياسا على ما أسمته حضرتكم هنا العالم الخارجي ؟
                              إذا كنت "لم تفهم صراحة" فلا تحكم إلا بعد ان تفهم صراحة لا استنتاجاً!

                              النص الأدبي يخاطب وجدان المتلقي وأعماقه وكل ما تراكم وترسب فيه من تجارب وخبرات عمر بعضها يعود لآلاف السنين ويتضمن عصارة كل الثقافات والحضارات المتعاقبة التي تشكل هذا الإنسان الذي هو أنا أو أنت أو هو ، أما ما يمثله العالم الخارجي ، إذا بسطنا الأمر وتجنبنا المفهوم الفلسفي والديني للمصطلح ، فإني لا أراه يمثل خطرا ذي بال
                              اليس هناك علاقة بين ما ذكرت انت عن التراكم والترسب و العصارة و التجارب والخبرات و..و... والعالم الخارجى؟

                              والآن بعد ان وضعت نفسك كمعيار لتحديد ما هو "منهج" ، و تقييم "الأساليب القديمة" وعارف لأسباب إنشاء هذا الصالون ،و كمُحّكم لقراءة مختلفة عن قراءتك ، و بعد تعجلك فى الإستنتاج والحكم وأدراكك لما لم تعرف معناه ولم تفهم مقصده ، فلا اعتقد ان للحديث معك بقية

                              و تحياتى

                              ورمضان مبارك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X