
أختاه ...
أغلقي الابواب فالبرد قارس
وأوصالي ترتعد
والمطر يتهاطل داخل روحي
والثلج في كل مكان
أختاه...
سجِّيني على سريري البارد
وضعي وسادة تحت رأسي
لا تحشيها صوفا او ريشا
املئيها برسائلي الباكيات إليه
وصوري الحالمات بين يديه
أوصدي النوافذ وأحكمي الإغلاق
لا أريد ان ارى نورا يذكرني بضياء بسمته
ولا شعاع شمس يعيد الي دفء حضنه
اطردي العصافير التي تغرد فوق الاغصان
لأنها تذكرني شجو صوته
انسحبي في هدوء اختاه
واتركيني
أمارس الموت بكل طقوسه
لعل الروح وهي تغادرني تسحب معها
طيفه الذي يستوطن كل خلية من ذاتي
فأعرف السكينة اخيرا
عودي إلي بعد ساعات
أو أيام
أو أسابيع
واحملي جثتي الهامدة
وضعيها بين يديه
وقولي له
أهدتك قلبها
وعمرها وماضيها
وحاضرها
وها هي ذي تهديك ما تبقى منها
فافعل بها ما تشاء...
ادفنها في أعلى التلة
كي تزورها اشعة الشمس كل يوم
وتدفئ روحها التي غادرت قهرا
أو في اسفل الوادي
كي تنبت على جانبيها زهورالبنفسج
التي كانت تعشقها
أو خذها في أحضانك
وقبلها بكل صدق وإحساس
عل حرارة أنفاسك تعيد إليها الحياة
وابك بحرقة
واترك دموعك الساخنة
تبلل وجهها الشاحب
لعل دموع الندم إن خرجت من قلبك
ترجعها للحياة
فموتها رهين بغيابك
وحياتها رهينة بعودتك
فانظر ما أنت فاعل
بقلم رشيدة فقري
تعليق