منحوتة - 106 - ( أنوي التقاعد )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الدكتور حسام الدين خلاصي
    أديب وكاتب
    • 07-09-2008
    • 4423

    منحوتة - 106 - ( أنوي التقاعد )


    منحوتة – 106 -
    أنوي التقاعد


    ارتكبني الخطأُ ذاتَ يوم ٍ ورحلْ
    واكلني الخبزُ وهـَضَمْ
    ونظرتني عيوني بأني المتهمْ

    هل بقي مني فتاتٌ لطير
    هل استنكفَ العنكبوت
    عن نسجه ِلوهن البيت ْ

    هل نامَ نومي
    فبقيتُ في مدن ِ النعاس ِ

    حملتني أمي حتى اليومَ
    خجولاً لا أقوى على الهبوط ِ
    وابي يصارعُ ثيرانَ الوهم ِ
    وأولادي السبعةُ ذبحوا الشوارع في جسدي
    ومن ثم َ ذبحتهم الغصة ْ

    حطام ٌ أنا أم ماذا
    حطامٌ أنا
    مثل صخر تفتتَ تحت َ الطرق ِ
    حطامٌ أنا
    مثل جارية ٍ نهشتها عيون السيد ولسانه
    حطامٌ أنا
    وبقايا منفضة ُ سكائرْ

    خمسُ أصابع ٍ تكفيني لأنتحر
    اصبع تكفيني لأفضَ بكارة حياتي
    وزجاجة ُ عطر ٍ أشربها
    لأبدلَ ثيابي بعدها

    فمدعو ٌ أنا
    للحفل ِ البهيج ِ
    حيث ُ احتضاري

    وحبلُ الموت
    لف َ عنقي وانتصرْ
    [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]
  • أسماء مطر
    عضو أساسي
    • 12-01-2009
    • 987

    #2
    وأولادي السبعةُ ذبحوا الشوارع في جسدي


    لغة تكشف عن حالة نفسية معتمة،بتلك الصور الصارخة بالقهر،و الموت ،و الحزن.
    جميلة فلسفة النصّ..
    تقديري لك دكتور و لقلمك المبدع.
    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

    تعليق

    • الدكتور حسام الدين خلاصي
      أديب وكاتب
      • 07-09-2008
      • 4423

      #3
      الأنسة اسماء الحالة النفسية هي مربط الفرس
      تغلغلت في داخل إنسان فوجدت نفسي
      اشكر مرورك دائما
      [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

      تعليق

      • عبد الحفيظ بن جلولي
        أديب وكاتب
        • 23-01-2009
        • 304

        #4
        العزيز حسام الدين خلاصي:
        تحية من عمق الروح وصفاء الرؤى،،
        يمتلك النص بنية التحول حينما يمهل القارىء فرصة البحث عن المُظَلّل من المعنى في تجاويف الجمل وانتشارات المعنى.
        نص "أنوي التقاعد"، تحيل دلالته الظاهرة على موضوع مستهلك يُستهل به الخروج الى واقع العطالة، لكن بنية الدلالة الإيحائية في النص تخرج بالتلقي الى فضاء من الحوارية الممتعة بين الأنا العادية والذات المتتلمذة على النص بتعبير بول ريكور:
        "ونظرتني عيوني بأني المتهمْ"
        والاتهام يرتجع بالفهم الى ارتكاب الخطأ، لكن النص يرتب بنية مخالفة للواقع فيجعل من الخطأ الذي هو في الاصل مرتكَب، مرتكِب:
        "ارتكبني الخطأُ ذاتَ يوم ٍ ورحلْ"
        الصورة الشعرية التي تسنّد الرؤيا في النص وتمعرف امتلاكه الجمالي، هي الرابط بين الجملتين الشعريتين في المقطع الاول:
        "واكلني الخبزُ وهـَضَمْ"
        والتأويل القريب الى الدلالة الظاهرة في مفردة الخبز هو موضوعة العمل، على اساس ان الشغل يكون لكسب العيش او لقمة الخبز، وهوما يعطي معنى التقاعد بعده النصي الدلالي، فالاتهام والخطأ قد يكونا وليدا التقاعس عن ألأداء، ولذلك تواطأ النص مع الفهم القرائي لترتيب الأسانيد القريبة من الفهم في معالجة انقلاب الوضع الوجودي المتربع على عرش الخطأ حتى اصبح الخطأ متحكما في الذات، وهو المراد من جعل الذات فضاء للإستباحة:
        "ارتكبني الخطأُ ذاتَ يوم ٍ ورحلْ
        واكلني الخبزُ وهـَضَمْ
        ونظرتني عيوني بأني المتهمْ"
        تصبح الذات منهكة على وقع الصيرورة السلبية الناتجة من لا فعالية اللحظة، وبالتالي فالنص يستثير مخزون الذات للانطلاق، وهو ما يحتمل تأويله من تناصات تتفضح سطوحها عند ظاهر المفردة الموظفة بإبداعية خلاقة:
        "هل بقي مني فتاتٌ لطير"
        المعنى فيها بتمعن بسيط يقود الى تناص مضمر على حواف "فتات لطير"، مع الفضاء القرآني في تأويل النبي يوسف لصاحبي السجن، وبالتالي فالجملة تحمل مضمون الحلم، لكن ينكسر هذا الحلم على اعتاب الدلالة التالية في المقطع:
        "هل استنكفَ العنكبوت
        عن نسجه ِلوهن البيت ْ"
        وهو تناص ايضا مع فضاء القرآن، بما يوحي بالدمار، ثم يركز النص من اختلالات الوجود الذاتي في إحالاته المضمرة على الوجود الجمعي، بترتيب معنى الغربة، من ذات الفضاء القرآني:
        "هل نامَ نومي
        فبقيتُ في مدن ِ النعاس "ِ
        والنوم إحالة ممكنة على مفهوم الغربة، في تداعيات قصة اهل الكهف.
        وما بين الحلم المنكسر على اعتاب الدمار والمؤسس للغربة يرتخي الشاعر في منحدرات الانهيار:
        "حطام ٌ أنا أم ماذا
        حطامٌ أنا"
        وهي ذات الصرخة التي رفع عقيرتها جيل الستينيات والمعبرة عن الازمة الوجودية ابان انكسار الحلم القومي، كما هي عند خليل حاوي، صلاح عبد الصبور، السياب..
        والدلالة الوجودية المتأزمة متنامية في النص من خلال توظيف الانكسار الذاتي:
        "فمدعو ٌ أنا
        للحفل ِ البهيج "ِ
        حيث ُ احتضاري
        وحبلُ الموت
        لف َ عنقي وانتصرْ ".
        لكن يبقى المنفذ الى الذات وانعتاقها في احتمالية مضمون العنوان التي لا ترسو نهائيا عند حافة الأزموية الوجودية المتواصلة، بل ترتّب الفعل المتحفز للانفلات عند عتبة المعنى في فعل "انوي".
        دمت مميزا.
        تحياتي وتقديري.
        عبد الحفيظ.

        تعليق

        • نجلاء الرسول
          أديب وكاتب
          • 27-02-2009
          • 7272

          #5
          خمسُ أصابع ٍ تكفيني لأنتحر
          اصبع تكفيني لأفضَ بكارة حياتي
          وزجاجة ُ عطر ٍ أشربها
          لأبدلَ ثيابي بعدها

          دكتور حقيقة لن أجاملك وأدعي
          لكن النص رائع جدا

          صورت التضحية والعطاء
          وما نحن إلا كمن يرمي
          فتات الخبز لسمك البحر
          وهذا هو ديدن الكرماء

          رغم لغة الرثاء التي سكبتها
          في قدحك لنشرب معك الوجع

          أجدت فعلا كل ما درت حوله
          ودرت فيه
          ودار بك اليقين

          شكرا لك ولهذا النص الرائع

          تحيتي الكونية
          نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


          مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
          أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

          على الجهات التي عضها الملح
          لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
          وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

          شكري بوترعة

          [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
          بصوت المبدعة سليمى السرايري

          تعليق

          • رعد يكن
            شاعر
            • 23-02-2009
            • 2724

            #6
            سلامتك يا دكتور حسام ..... سلامتك

            نصك هذا يا سيدي كان ( تدريباً على الإحتضار )
            في زمن لا يستحق أن نموت لأجله ...

            مت في القصيدة حباً ..يا سيدي

            تحياتي ومحبتي

            رعد يكن
            أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

            تعليق

            • حسان داني
              ابو الجموح
              • 29-09-2008
              • 1029

              #7
              ترنيمة وجعية تستغور بكلمات سر التدني المجبول وتتسائل عن حين
              انقشاع الغيم الحالك .

              تحياتي الخالصة استاذي العزيز
              الاسم حسان داودي

              الوصل والحب والسلام اكسير جمال لا ينفصم

              [frame="7 98"]
              في الشعر ضالتي وضآلتي
              وظلي ومظللي
              وراحتي وعذابي
              وبه سلوى لنفسي[/frame]

              تعليق

              • وفاء الدوسري
                عضو الملتقى
                • 04-09-2008
                • 6136

                #8
                [align=justify]الفاضل/الدكتور حسام
                دائما كلماتك جميلة الشجن أبحرنا معها لعمق معنى آسر الحرف ..حيث سحر الجمال وسمو الروح ..
                دمت بود وسلام, وتقديري,,, [/align]

                تعليق

                • عامر عثمان
                  إيفان عثمان
                  • 29-05-2009
                  • 387

                  #9
                  العزيز د . حسام الدين
                  قصيدة رائعة رغم الألم المنحوت بين كلماتها
                  لماذا لا تكون كل الفصول ربيع ؟
                  دمت مبدعاً

                  تعليق

                  • نجلاء الرسول
                    أديب وكاتب
                    • 27-02-2009
                    • 7272

                    #10
                    أعلم دكتور أنك لن تنوي التقاعد
                    فأين أنت قد اشتقنا لك كثيرا
                    وكل الحروف تشتاقك أستاذي وأخي الفاضل

                    رمضان كريم
                    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                    على الجهات التي عضها الملح
                    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                    شكري بوترعة

                    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                    بصوت المبدعة سليمى السرايري

                    تعليق

                    • عيسى عماد الدين عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 25-09-2008
                      • 2394

                      #11
                      الدكتور حسام يا نجلاء

                      ينوي التقاعد كي يتفرغ للشعر ، هذا ظني

                      فقد راينا الخط البياني المتصاعد لشعره من قصيدة إلى أخرى

                      فبهذا الجمال يكون حضوره رغم ما في النص من شجن ، ربما بسبب انقلاب في حياته ، فقد نبت ريش الصغار و كبروا ، وبدأ كل منهم رحلة الطيران منفرداً ، ربما ....


                      لك تحياتي دكتور

                      تعليق

                      • الدكتور حسام الدين خلاصي
                        أديب وكاتب
                        • 07-09-2008
                        • 4423

                        #12
                        الأستاذ عبد الحفيظ اشكر قراءتك التحليلة التي دائما هي مصدر معرفة لقراء الملتقى
                        [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

                        تعليق

                        • الدكتور حسام الدين خلاصي
                          أديب وكاتب
                          • 07-09-2008
                          • 4423

                          #13
                          السيدة نجلا
                          لا أنوي التقاعد
                          بل المرض اقعدني قليلا
                          ستخرج اصابعي من خارج القبر لتكتب على التراب منحوتاتي من عالم الغيب
                          [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

                          تعليق

                          • فاطمة الزهراء العلوي
                            نورسة حرة
                            • 13-06-2009
                            • 4206

                            #14
                            لذة النص قسوته
                            فحين تاخذك الصورة قاتمة وتبحر بك الى عمق كينونة النص تعشق هذا الانتظار للموت وتعرف بانك موجود

                            نص كتب باشفار القلب وعلينا ان نتلقاه باشفار القلب لانه يقولنا بالجمع

                            شكرا دكتور حسام
                            نصوصك لاتكفيها قراء ة واحدة ولا كل الكلمات لانها منبع الكلمة في عطاءها العميق

                            سلمت لنا من كل سوء دكتور حسام

                            فاطمة الزهراء
                            لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                            تعليق

                            • الدكتور حسام الدين خلاصي
                              أديب وكاتب
                              • 07-09-2008
                              • 4423

                              #15
                              الأستاذ رعد هذا زمن لا يستحق الموت من أجله
                              حميلة هذه الجملة
                              أشكرك على المرور
                              [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X