دفنت خلسة سرها تحت سريرها,وفي سريرتها أنه لا يستطيع أن يلجه.أقدم هو في جنح الظلام يتحسس تخومها.أخرج فأسه وشرع يحفر بهمة عاشق..قوام جسده تدلى..تلوى..ضرب بقوة صخورا اعترضت طريقه.أما هي فما زالت تراقبه بعينين متوسلتين كعصفورة تحتضر.ندت عنها زقزقة.قالت له:
- اضرب بقوة فالسر المكنون كنز دفين.إن ظفرت به نلتني وفي جنتك وجدتني..
لم يعرها أي اهتمام وكأنه لم يسمعها.استمر في جنونه حتى خيل له أنه لاحت تباشير مياه جنتها أن تنفجر.كان متعطشا,لكن لحظة الارتواء ما زالت بعيدة,إذ تنأى عنه كلما اقترب منها...
كان يتجلد بصبر سيزيفي..يتقمص حيله ومراوغاته ومتاهاته كي يصل إلى السر..آنذاك يستطيع أن يلقي القبض على ثاناتوس داخلها..ليخرج الموت ويصلبها على صخرتها..يسعف داخله دوما بحلم يراوده على أن دأبه لن يكون مضيعة للوقت,وان مواسم الحرث تحتاج إلى دفق المياه..إلى غيث يميت ويحيي..يدمر ويعمر...
اخرج بطاريته وألقى بخيط الضوء يتلمس طرقا أخرى..لم يقتنع أن كل الطرق تؤدي إلى السر.فقد ضاع مرارا ووجد نفسه وحيدا يغالب وحشة القفار ببسالة يشفق عليها...
لاحت له وهو في جوفها مواطن أخرى تهتز..مواقع لحفر محتمل..لكنه للأسف لا يتوفر إلا على فأسه اليتيم..صرخت في وجهه:
- أنت يا حبيبي لا تتوفر إلا على فأسك..تحتاج للظفر بكنزي إلى عدة قتالية..معاول وخناجر ورماح..تيقن أني عصية عليك..وسأبقى سرا في حياتك ما لم تعب مياهي...
حز في نفسه دلالها الساخر..توقف عن الحفر وأطبقت شفتاه تقبل التربة المقدسة..أنفاسه التقطت نداء حتف وشيك..عضلاته نزت عرقا..ففاحت رائحة الخصب ترفرف فوق سحاب سمائهما..انتض من تحت حزامه مدية فضرب برقة صخرتها..تفتت بليونة..فانفجرت رحيقا...
من شدة البهجة..شرب بهبل زلالها حتى التخمة..وبنشوة الانتصار,انطلقت من وجهه ابتسامة نصر مؤقت...
دنا من وجهها هامسا بهدهدات أنفاسه:
- ما دامت الشهوة هي التي تحركني..سأحفرك حتى ضمتي القبر...
بحب هادر انساب من شفتيها ممزوجا بعبق رائحة الخصب أجابته:
- مسرورة لذلك..لكن احذر فأسراري بحجم الكون..99 سرا..وعليك أن تكمل متتالية الحفر كل مرة...
عانقها ونام بدفء بين أحضانها كطفل رضيع..وشرارة تبرق من عينيه الجافتين...
مولاي عبد الرحمان دريسي
المغرب
- اضرب بقوة فالسر المكنون كنز دفين.إن ظفرت به نلتني وفي جنتك وجدتني..
لم يعرها أي اهتمام وكأنه لم يسمعها.استمر في جنونه حتى خيل له أنه لاحت تباشير مياه جنتها أن تنفجر.كان متعطشا,لكن لحظة الارتواء ما زالت بعيدة,إذ تنأى عنه كلما اقترب منها...
كان يتجلد بصبر سيزيفي..يتقمص حيله ومراوغاته ومتاهاته كي يصل إلى السر..آنذاك يستطيع أن يلقي القبض على ثاناتوس داخلها..ليخرج الموت ويصلبها على صخرتها..يسعف داخله دوما بحلم يراوده على أن دأبه لن يكون مضيعة للوقت,وان مواسم الحرث تحتاج إلى دفق المياه..إلى غيث يميت ويحيي..يدمر ويعمر...
اخرج بطاريته وألقى بخيط الضوء يتلمس طرقا أخرى..لم يقتنع أن كل الطرق تؤدي إلى السر.فقد ضاع مرارا ووجد نفسه وحيدا يغالب وحشة القفار ببسالة يشفق عليها...
لاحت له وهو في جوفها مواطن أخرى تهتز..مواقع لحفر محتمل..لكنه للأسف لا يتوفر إلا على فأسه اليتيم..صرخت في وجهه:
- أنت يا حبيبي لا تتوفر إلا على فأسك..تحتاج للظفر بكنزي إلى عدة قتالية..معاول وخناجر ورماح..تيقن أني عصية عليك..وسأبقى سرا في حياتك ما لم تعب مياهي...
حز في نفسه دلالها الساخر..توقف عن الحفر وأطبقت شفتاه تقبل التربة المقدسة..أنفاسه التقطت نداء حتف وشيك..عضلاته نزت عرقا..ففاحت رائحة الخصب ترفرف فوق سحاب سمائهما..انتض من تحت حزامه مدية فضرب برقة صخرتها..تفتت بليونة..فانفجرت رحيقا...
من شدة البهجة..شرب بهبل زلالها حتى التخمة..وبنشوة الانتصار,انطلقت من وجهه ابتسامة نصر مؤقت...
دنا من وجهها هامسا بهدهدات أنفاسه:
- ما دامت الشهوة هي التي تحركني..سأحفرك حتى ضمتي القبر...
بحب هادر انساب من شفتيها ممزوجا بعبق رائحة الخصب أجابته:
- مسرورة لذلك..لكن احذر فأسراري بحجم الكون..99 سرا..وعليك أن تكمل متتالية الحفر كل مرة...
عانقها ونام بدفء بين أحضانها كطفل رضيع..وشرارة تبرق من عينيه الجافتين...
مولاي عبد الرحمان دريسي
المغرب
تعليق