[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
من أسباب الحلم وعدم الرد على السفيه .. [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]الإستهانة بالمسىء[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] وذلك الحلم عن ضرب من الكبر والإعجاب كما حكى عن مصعب بن الزبيرأنه لما ولي العراق من طرف أخيه عبد الله بن الزبير جلس يوما لعطاء الجند وأمر مناديه فنادى أين عمرو بن جرموز وهو الذي قتل أباه الزبير في وقعة الجمل وكان من طرف عائشة رضي الله عنها إلا أن الزبير رضي الله عنه كان قد خرج عن المقاتلين لحديث ذكره على بن أبي طالب وكان يصلي في وادي السباع فقتله ابن جرموز سنة ست وعشرين فقيل له أي لمصعب أيها الأمير إنه أي ابن جرموز قد تباعد في الأرض خوف اقتصاص أبيك فقال أو يظن الجاهل أي يعظم نفسه ويظن بتقدير المعطوف عليه كما في أمثاله أني أقيده بأبي عبد الله من أقاد القاتل بالقتيل إذا قتله به فليظهر آمنا ليأخذ عطاه موفورا فعد الناس ذلك العفو من مستحسن الكبر .
وقال الشاعر :
قوم إذا ما جنى جانيهمو أمنوا = للؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا
ومثل ذلك المحكي قول بعض الزعماء في شعره
أو كلما طن الذباب طردته = إن الذباب إذا علي كريم
وقال آخر
فدع الوعيد فما وعيدك ضائري = أطنين أجنحة الذباب يطير
من الطيرة
وأكثر رجل من سب الأحنف بن قيس وهو لايجيبه فقال والله مامنعه من جوابي إلا هواني عليه وعدم تنزله لجوابي .
وفي مثله يقول الشاعر من المتقارب وهو ابراهيم بن العباس الصولي قاله لمحمد بن الزيات
فلن كيف شئت وقل ماتشاء = وأبرق يمينا وأرعد شمالا
نجا بك لؤمك منجي الذباب = حمته مقاديره أن ينالا
يقال نجا منه إذا خلص والباء للتعدية ومنجي مفعول مطلق يعني وقاك لؤمك وقاية حقارة الذباب من أن ينال بثأره وذلك لما يقع على الجسد أو الطعام فيتقذر الإنسان بمقره فيشرده وهو واجد عليه فينجو الذباب سالما بعد اذايته
أخذه ابراهيم من قول الآخر
أسمعني عبد بني مسمع = فصنت عنه النفس والعرضا
ولم أجبه لاحتقاري له = ومن يعض الكلب إن عضا
وأسمع رجلا أبا خالد يزيد ابن هبيرة فأعرض عنه فقال له الرجل إياك أعني بمذمتي فقال له وعنك أعرض
وفي مثله قال الشاعر (من الكامل )
فاذهب فأنت طليق عرضك إنه = عرض عززت به وأنت ذليل
يعني ادفع شرك واذهب فأنت مصون العرض عن شتمي فإن عرضك عرض أي واجب الصيانة كمطلق الأعراض وهذا الذي عززك ومنعني من سبابك إلا أنك ذليل لنيلك من أعراض غيرك
وقال عمرو بن علي من الوافر
إذا نطق السفيه فلا تجبه = فخير من إجابته السكوت
لأنه خير من المسافهة
سكت عن السفيه فظن أني = عييت عن الجواب وما عييت
أي وماعجزت
وقال المأمون للنضر بن شميل أنشدني أحسن ماقالته العرب قي السكوت
قال : فأنشدته
إني ليهجرني الصديق تجبنا = فأريه أن لهجره أسبابا
وأراه إن عاتبته أغربته = فيكون تركي للعتاب عتابا
وإذا بليت بجاهل متحكم = يجد المحال من الأمور صوابا
أوليته السكوت وربما = كان السكوت عن الجواب جوابا
فقال ماأحسن ماقال .
منسوخ باليد من كتاب منهاج اليقين شرح أدب الدنيا والدين [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
من أسباب الحلم وعدم الرد على السفيه .. [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]الإستهانة بالمسىء[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN] وذلك الحلم عن ضرب من الكبر والإعجاب كما حكى عن مصعب بن الزبيرأنه لما ولي العراق من طرف أخيه عبد الله بن الزبير جلس يوما لعطاء الجند وأمر مناديه فنادى أين عمرو بن جرموز وهو الذي قتل أباه الزبير في وقعة الجمل وكان من طرف عائشة رضي الله عنها إلا أن الزبير رضي الله عنه كان قد خرج عن المقاتلين لحديث ذكره على بن أبي طالب وكان يصلي في وادي السباع فقتله ابن جرموز سنة ست وعشرين فقيل له أي لمصعب أيها الأمير إنه أي ابن جرموز قد تباعد في الأرض خوف اقتصاص أبيك فقال أو يظن الجاهل أي يعظم نفسه ويظن بتقدير المعطوف عليه كما في أمثاله أني أقيده بأبي عبد الله من أقاد القاتل بالقتيل إذا قتله به فليظهر آمنا ليأخذ عطاه موفورا فعد الناس ذلك العفو من مستحسن الكبر .
وقال الشاعر :
قوم إذا ما جنى جانيهمو أمنوا = للؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا
ومثل ذلك المحكي قول بعض الزعماء في شعره
أو كلما طن الذباب طردته = إن الذباب إذا علي كريم
وقال آخر
فدع الوعيد فما وعيدك ضائري = أطنين أجنحة الذباب يطير
من الطيرة
وأكثر رجل من سب الأحنف بن قيس وهو لايجيبه فقال والله مامنعه من جوابي إلا هواني عليه وعدم تنزله لجوابي .
وفي مثله يقول الشاعر من المتقارب وهو ابراهيم بن العباس الصولي قاله لمحمد بن الزيات
فلن كيف شئت وقل ماتشاء = وأبرق يمينا وأرعد شمالا
نجا بك لؤمك منجي الذباب = حمته مقاديره أن ينالا
يقال نجا منه إذا خلص والباء للتعدية ومنجي مفعول مطلق يعني وقاك لؤمك وقاية حقارة الذباب من أن ينال بثأره وذلك لما يقع على الجسد أو الطعام فيتقذر الإنسان بمقره فيشرده وهو واجد عليه فينجو الذباب سالما بعد اذايته
أخذه ابراهيم من قول الآخر
أسمعني عبد بني مسمع = فصنت عنه النفس والعرضا
ولم أجبه لاحتقاري له = ومن يعض الكلب إن عضا
وأسمع رجلا أبا خالد يزيد ابن هبيرة فأعرض عنه فقال له الرجل إياك أعني بمذمتي فقال له وعنك أعرض
وفي مثله قال الشاعر (من الكامل )
فاذهب فأنت طليق عرضك إنه = عرض عززت به وأنت ذليل
يعني ادفع شرك واذهب فأنت مصون العرض عن شتمي فإن عرضك عرض أي واجب الصيانة كمطلق الأعراض وهذا الذي عززك ومنعني من سبابك إلا أنك ذليل لنيلك من أعراض غيرك
وقال عمرو بن علي من الوافر
إذا نطق السفيه فلا تجبه = فخير من إجابته السكوت
لأنه خير من المسافهة
سكت عن السفيه فظن أني = عييت عن الجواب وما عييت
أي وماعجزت
وقال المأمون للنضر بن شميل أنشدني أحسن ماقالته العرب قي السكوت
قال : فأنشدته
إني ليهجرني الصديق تجبنا = فأريه أن لهجره أسبابا
وأراه إن عاتبته أغربته = فيكون تركي للعتاب عتابا
وإذا بليت بجاهل متحكم = يجد المحال من الأمور صوابا
أوليته السكوت وربما = كان السكوت عن الجواب جوابا
فقال ماأحسن ماقال .
منسوخ باليد من كتاب منهاج اليقين شرح أدب الدنيا والدين [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
تعليق