هالة صدقي والرئيس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    هالة صدقي والرئيس

    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]لم أستطع حتى هذه الساعة التى أكتب فيها أن أفهم بالضبط ماالذى كانت تريد أن تقوله الفنانة هالة صدقى وماهى الرسالة التى كانت تود أن توصلها إلى العالم أجمع .. حينما خرجت عن النص فى اللقاء الذى عقد للمبدعين لمبايعة الرئيس مبارك لفترة رئاسية رابعة قائلة أنا مسيحية أربعه ريشه ياريس ؟؟ .. هل كانت مجرد ممازحة .. أم أرادت أن تقول للعالم كله أن ثمة اضطهاد نفسى يمارس على النصارى فى مصر من خلال الإستهزاء بالصليب الشعار الرئيسى للنصارى وأن ثمة كلمة سر تتداولها الأغلبية المسلمة للتحذير منهم ؟؟
    وقد أكون مبالغا فى البحث عن النوايا .. ولكن لايخالجنى أدنى شك فى أن الكلمة التى قالتها الفنانة هآلة صدقى تفسر النفسية التى تحكم كثير من النصارى فى مصر .. لكن الأهم من ذلك كله بل المثير للدهشة .. هو ذلك الحرص الشديد الذى أظهرته الفنانة هالة صدقى للتعريف بهويتها الدينية فى مجتمع نخبوى لايعرف للدين هذا القدر من الأهمية ويرى أنه من الأفضل أن ينسى الجميع أديانهم فى سبيل توحد الوطن ومواجهة التحديات .. ولذلك جاءت اجابة القيادة السياسية حاسمة وقاطعة بضرورة أنه ينبغى ألا يظهر أحد من الأغلبية المسلمة هويته الإسلامية .. ولا أحد من الأقلية النصرانية هويته النصرانية .. فنحن جميعا مصريون وهذه هى الهوية التى يجب أن تعلو على أى هوية أخرى حتى ولو كانت هوية الدين الإسلامى الذى بعث الله به نبيه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .. واكتفت القيادة السياسية بقولها للفنانة هآلة صدقى : الدين هناك أما هنا فجميعنا مصريون .. ولانعرف بالضبط هناك أين ؟؟
    وهذه العقيدة التى عبرت عنها القيادة السياسية فى ردها على الفنانة هآلة صدقى .. هى نفسها عقيدة الفصل بين الدين والدولة .. والتى توارثتها الأجيال النخبوية منذ ثورة 1919 حينما اتفق زعماء المسلمين والنصارى يومئذ وكما يقول الشيخ الغزالى رحمه الله على أن ينسى الجميع أديانهم فى سبيل طرد العدو المشترك ، وهو اتفاق غريب وتنفيذه أغرب .. غريب لأن المسلم لاينبغى أن ينسى دينه ولا أن يكلف غيره بنسيان دينه ، ومجاهدة الغاصبين من المستعمرين لاتتطلب شيئا من هذا (..) واما أن تنفيذه كان أغرب .. فلأن الذى حدث أن الزعماء القوميين من المسلمين هم فقط الذين نسوا دينهم .. أما الزعماء القوميين النصارى فقد نسوا الإسلام وذكروا النصرانية جيدا .. ولذلك فمن الظواهر اللآفتة أن كثيرا من الوزراء النصارى يعملون فى السلك الكهنوتى أو يتخصصون فى الكتابة اللآهوتية بعد خروجهم من الوزارة .. بينما فى المقابل قلما تجد وزيرا مسلما يفعل ذلك (..)
    وهذه العقيدة التى روجت لها النخبة قديما ومازالت تروج لها حتى الآن كما حدث مع هآلة صدقى .. هى فى الأساس عقيدة الماسونية وربيباتها من التنظيمات الروتارية العالمية التى باتت تحكم مصر الآن وقلما تجد وزيرا أو مسئولا كبيرا فى مصر لاينتمى هو أوأسرته بشكل أو بآخر لتلك التنظيمات الصهيونية التى باتت تعمل فى وضح النهار فى الوقت الذى عطلت فيه سائر الأحزاب والنقابات والجمعيات الشعبية .. حتى أن قانون الجمعيات الأخير لاينطبق على تلك التنظيمات الدولية المسئولة عن صهينة النخب الحاكمة والمثقفة فى العالم الإسلامى كله (..)
    لقد نجحت الكنيسة المصرية فى الحفاظ على هوية أبنائها الدينية وبثت فيهم اعتزازهم بالنصرانية وضرورة التمسك بتعاليم دينهم .. واليهود أيضا يفعلون ذلك وأكثر والأمثلة أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تذكر .. النخب المسلمة فقط كما قلنا هى التى طبقت الإتفاق ونسيت دينها .. وأصبحت الدعوة إلى إلى نسيان الدين واسقاط الإسلام من ذاكرة الوطن وطمسه كهويه معلنة هو الشغل الشاغل لأصحاب الفكر والرأى .. بل هناك مراكز ومنظمات تخريبية تخصصت فى الترويج لتلك المقولة .. التى تطالب باسقاط الدين من أجل السياسة .. حتى باتت للأسف الشديد من الأباطيل السائدة التى اعتاد الناس عليها ونسوا قول الله تعالى { ومن أحسن قولا من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين } ونسوا قوله تعالى { ليظهره على الدين كله } .. وإذا كانت الكنيسة قد نجحت فى ابراز الشخصية والهوية النصرانية لشعبها .. فإن الأزهر الشريف للأسف الشديد صار له وجهان .. وجه صحيح يبرزه فى الخطاب الفكرى .. ووجه فى الخطاب الرسمى ينافق النخبة ويسير فى ركابها ويـــــــردد نفس مقولاتها الفاسدة التى تعلى من شأن الوطنيات والقوميات على حساب العقيدة (..)
    ولايمكن أن يفوتنا هنا أن نتذكر الرئيس الراحل أنور السادات .. الذى حسم القضية فى إحدى خطاباته قائلا بالحرف الواحد : ( أقول لكم ولشعبنا .. إننى يوم توليت الحكم فى مصر أحكم كرئيس مسلم .. أنا قلت يجب أن نسمى الأشياء بمسمياتها .. مصر دولة إسلامية .. ومش إسلامية عادية .. لا .. ده لها مركز قيادى فى عالمها الإسلامى ومركز ريادة .. حافظ الأزهر على الإسلام طوال ألف سنة بشهادة مسلمى العالم وكان يجب أن يعلم مثيرو الفتنة أن الضمانة الحقيقية للمسيحية فى مصر هى الإسلام .. أنا رئيس مسلم لدولة إسلإمية .. أعرف مسئوليتى .. الأقباط واليهود المصريون مسئوليتى كالمسلمين تماما ..وإننى كولى أمر مسلم لدولة إسلامية يعيش فيها المسلمون إلى جانب المسيحيين .. وأقول إن وقت الإستعانة بالأجنبى على بلدك انتهى .. وأن الدولة لاتفرق بين مواطن ومواطن (..)
    فما أحرى بالقيادة المصرية أن تتمثل موقف الرئيس الراحل .. وأن تعلن بشكل واضح فى كل مناسبة أن مصر دولة إسلامية وأن رئيسها يحكمها بصفته الإسلامية .. ولايقول أحد أن هذا الأمر من الشكليات التى لاقيمة لها .. لأن الحقيقة أن تحديد هوية الدولة ودينها .. ينعكس بشكل مباشر على مجمل السياسات الخارجية والداخلية ويرسم التصورات والخطوط العريضة التى تسير عليها كآفة الوزارات خصوصا وزارة الإعلام والتعليم والثقافة وغيرها من الجهات التى تشكل وجدان الأمة ويحل كثيرا من الإشكاليات ،
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بقلم : محمد شعبان الموجى [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
  • أيمن عبد العظيم
    أديب وشاعر
    • 01-08-2009
    • 141

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
    [align=CENTER][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
    ولايمكن أن يفوتنا هنا أن نتذكر الرئيس الراحل أنور السادات .. الذى حسم القضية فى إحدى خطاباته قائلا بالحرف الواحد : ( أقول لكم ولشعبنا .. إننى يوم توليت الحكم فى مصر أحكم كرئيس مسلم .. أنا قلت يجب أن نسمى الأشياء بمسمياتها .. مصر دولة إسلامية .. ومش إسلامية عادية .. لا .. ده لها مركز قيادى فى عالمها الإسلامى ومركز ريادة .. حافظ الأزهر على الإسلام طوال ألف سنة بشهادة مسلمى العالم وكان يجب أن يعلم مثيرو الفتنة أن الضمانة الحقيقية للمسيحية فى مصر هى الإسلام .. أنا رئيس مسلم لدولة إسلإمية .. أعرف مسئوليتى .. الأقباط واليهود المصريون مسئوليتى كالمسلمين تماما ..وإننى كولى أمر مسلم لدولة إسلامية يعيش فيها المسلمون إلى جانب المسيحيين .. وأقول إن وقت الإستعانة بالأجنبى على بلدك انتهى .. وأن الدولة لاتفرق بين مواطن ومواطن (..)
    بقلم : محمد شعبان الموجى [/align][/cell][/table1][/align]
    سلمت يداك أستاذي الفاضل..
    كان لا بد أن يُقتَل رئيس يقول مثل هذا الكلام.. يقتل في ذكرى انتصاره على اليهود!
    ألا قاتل الله العملاء.. علماءَ كانوا أم جهلاء!

    تعليق

    • mmogy
      كاتب
      • 16-05-2007
      • 11282

      #3
      [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]أستاذنا الجليل دكتور أيمن عبد العظيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      يظل الحاكم - مهما بلغ من الزهد والتقوى - بخير مالم ينازعه أحد في ملكه .. والسادات لم يكن ينازعه فرد واحد فقط أو عشرة .. بل كان ينازعه الملك والسلطان آلاف المؤلفة من العظماء والصعاليك والأسياد والعبيد .. وهؤلاء جميعا عاقبوه على الحرية التي منحها لهم ولم ينتزعوها منه .. فنحن من الشعوب الخانعة التي ارؤتضت الذل والهوان وسقطت عن المذلة وهذه حقيقة قد تكون مفزعة للبعض لكن التاريخ لايجامل ولا ينافق .

      والسادات ككل البشر كانت له مناقب وكانت مثالب .. ولكننا أيضا لانعرف في الغالب إلا الأبيض أو الأسود .. ومناقب السادات كانت عظيمة .. ومثالب السادات كنا نحسبها عظيمة حتى جاء من جعلنا نترحم على أيام السادات .. ويكفي أن أشير هنا إلى أن السادات قدم أخوه شهيدا في حرب أكتوبر كما قدم عمه لمحكمة القيم .. كل ذلك وهو رئيس للدولة .. كما أن وزير الخزانة وقتها عبد العزيز حجازي اضطره إلى أن يعترف بحصوله على مليون جنيه دون وجه حق .. فدافع السادات عن نفسه ..مليون جنيه فقط .. أما الآن فقد جاء من يسرق مصر كلها .

      على العموم .. السادات صدق في كلمة قالها .. وهي أنه آخر الفراعنة الذين يحكمون مصر .

      تحياتي لك [/ALIGN]
      [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

      تعليق

      • د. توفيق حلمي
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 864

        #4
        رد: هالة صدقي والرئيس

        الأديب الأريب والعالم / محمد شعبان الموجي
        طالما قد فرضت على نفسي منذ زمن طويل ألا أتناول الطعام الدسم بكافة أنواعة ، فإنني - عوضاً عن ذلك - دائم البحث عن الدسم في العلم والأدب ، وذلك هو ما جعلني اليوم أبحث عن مائدة مواضيعك متطفلاً بدون عزومة !
        وجدت هنا كمية لا بأس بها من السمن البلدي ولحم الضأن. ولعل أهم الأطباق هنا هو طبق تحييد الإسلام في مصر. ولي في ذلك رأي.
        لم يبدأ ذلك على يد ثورة 1919 بشعارها (الدين لله والوطن للجميع) ، ولكنه بدأ مع تولي محمد علي الحكم أوائل القرن التاسع عشر. أراد محمد علي بناء إمبراطورية مصرية عظمى ، تؤمن له الحكم مدى حياته وذريته من بعده. هداه تفكيره إلى النهوض بالدولة نهضة شاملة في جميع المجالات ، وأخذ بأسباب ذلك من النمط الأوروبي ، فكانت زراعة وصناعة وجيوش حتى أصبحت مصر دولة عظمى بحق تدك جيوشها بقيادة إبراهيم باشا قلاع الدولة العثمانية في الأستانه. إلا أن التدخل الأوروبي الحاسم منع قيام تلك الامبراطورية وتكالب عليها واستهدفها في حياة محمد علي وأولاده من بعده حتى انتهى الأمر بالاحتلال الانجليزي لمصر عام 1882. وهنا بدأت المحافل الصهونية تظهر ، تروج للعلمانية بشدة في مصر ، ولكنها ليست علمانية محمد علي الوطنية ، ولكنها علمانية التبعية التي تستهدف هدم مصر. وكانت ثورة 1919 في رأيي الشخصي دعماً هائلاً لتلك العلمانية الجديدة بالهلال مع الصليب وفصل الدين عن الدولة ، وكان قادتها علمانيون من الطراز الأول . وتم بعد ذلك تتويج تلك العلمانية بصدور القانون المدني المصري الذي وضعته لجنة برئاسة عبد الرزاق السنهوري والذي أصر إصراراً شديداًعلى استبعاد الشريعة الإسلامية تماماً من القانون الجديد - وعندي محاضر تلك اللجنة - ولكنه تحت ضغط أعضاء آخرين وافق على جعل (مبادئ) الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع ، وتأتي تلك المبادئ في الترتيب بعد القانون المدني والعرف والقانون الطبيعي !!!
        والحديث في ذلك يطول لا مجال له هنا ولكني أصل إلى مبدأ فصل الدين عن الدولة وهو المبدأ الذي انتهجته حركة 1952 بصورة واضحة سافرة منذ قيامها. وكان الهدف هو تحييد الشعب المصري عن الحكم ، وهو الشعب الذي يتغلغل الإسلام في شرايينه وينعكس على جميع مناحي حياته. إلا أن ذلك لم يمنع العلمانيين من استنهاض روح الإسلام في هذا الشعب عندما يكون له دور لابد له من القيام به ، فلا يمكن أن يتحرك إلا بدافع ديني وليس بأي دافع آخر. فنجد جمال عبد الناصر عندما وجد أن أوروبا بجيوشها تتجه لاحتلال مصر عام 1956 بعد شراء أسهم قناة السويس (فلم يكن تأميماً) ، ووج عبد الناصر أن الجيش لن تكون له طاقة لمواجهة الغزو الأجنبي ولابد من مقاومة شعبية ، فما كان منه إلا أن ذهب إلى الأزهر واعتلى منبره ليهتف الله أكبر!!. فالكل يعلم أن ذلك الاستنهاض الديني هو القوة الوحيدة التي يمكن أن تحرك هذا الشعب ، فكانت المقاومة الشعبية بالفعل. وبعد جلاء الجيوش عن مصر لم يسمع أحد من عبد الناصر كلمة الله أكبر مرة اخرى ولا حتى كلمة بسم الله الرحمن الرحيم ، التي أصبحت (باسم الأمة).
        وكذلك في حرب اكتوبر عام 1973 ، كان تحرير الأرض التي تسببت سياسات الثورة في احتلالها ، هدفاً رئيسياً للسادات لإصلاح بعض الخسائر التي منيت بها مصر جراء سياسات من سبقه ، وتشييد بطولة شخصية له تدعم من حكمه. لم يكن شعاره قبل الحرب إلا (دولة العلم والإيمان) وشعاره أثناء المعركة (الله أكبر). نعم هو اللجوء للإسلام كمصدر قوة وحيد يحرك هذا الشعب. وبعد المعركة ، وقبل اغتيال السادت بفترة بسيطة ، سمعته بأذني في التلفاز وهو يتحدث من منبر مجلس الشعب ،إبان صراعه مع الجماعات الإسلامية التي انقلب عليها بد أن استفحل أمرها ، وبدأت في تهديد أركان حكمه، سمعته وهو يضرب بيدة على المنبر ويقول بالحرف الواحد ( نعم ، أعلم أن الإسلام دين ودولة ، ولكني أقول: لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين).
        فلم تكن مقولة السادات التي أوردتها في موضوعك عن مصر كدولة إسلامية ، إلا سلاحاً من الأسلحة التي كان يواجه بها السادات الشيوعيين من فلول الاتحاد الاشتراكي والتي كانت تنازعه الحكم ، وأيضاً سلاحاً ضد تمرد البابا شنودة عليه في ذلك والوقت ، واستقواء البابا بالغرب لصد انتشار الجماعات الإسلامية في مصر التي كان يشجع قيامها السادات لأغراضه ، ووجد البابا في ذلك تهديداً مباشراً للعلمانية المصرية التي تستبعد الدين الإسلامي فقط. إنه كرسي الحكم أخي الجليل الموجي ، يتلون مبدأه بما يعضده ولا يثبت على قاعدة واحدة ، ولكرسي الحكم شؤون ، والحديث في ذلك يطول أيضاً.
        لذلك أقول ، طالما أنه تم استبعاد الإسلام كدولة في مصر ، ولا طاقة لأحد بفرض ذلك ، فلماذا لا نأخذ بالعلمانية الأقل ضرراً ، لماذا لا نأخذ بعلمانية محمد علي الوطنية التي جعلت مصر يوماً في مصاف الدول العظمى في فترة قصيرة من الزمن ؟! لماذا نصر على علمانية التبعية ؟ وأتوقف هنا.
        هل أطلت اخي ، نعم أظنني أطلت ولكن موضوعك أطلق الشجون من معاقلها ، وكذلك دائما كل ما يخطه مدادك الكريم ، فمعذرة ، ولك الاحترام بما يليق.

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #5
          رد: هالة صدقي والرئيس

          [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]أستاذنا الجليل دكتور توفيق حلمي
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          يعلم الله وحده أن اسمك ارتبط في ذهني بالرقي والأصالة الواعية .. ولذلك سعادتي بهذا التشريف لاتوصف .

          وحقيقة جاءت مداخلة سيادتكم أفضل وأعمق من المقال نفسه .. فقد لخصت بإيجاز شديد تاريخ العلمانية في مصر .. وفرقت بين نوعين من العلمانية .. علمانية وطنية وعلمانية التبعية .. وكنت أود لو تفضلت علينا ببيان ماهية العلمانية الوطنية وماهية علمانية التبعية حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .. إذ أن مصطلح العلمانية أصبح سيىء السمعة .. ومشحونا بكثير من المعاني الملتبسة .. لذلك كله أتمنى أن تقدم لنا تعريفك للعلمانية بأنواعها وماهو موقفنا من كل منها .. إما كرد في هذا الموضوع .. أو في موضوع مستقل .

          وفي النهاية لايسعني إلا أن أشكر المولى عزوجل على أن منحني شرف اللقاء بك على هذه الصفحة وفي غيرها من الصفحات .

          والله ولي التوفيق
          [/align]
          [/cell][/table1][/align]
          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • جميلة الكبسي
            شاعرة وأديبة
            • 17-06-2009
            • 798

            #6
            رد: هالة صدقي والرئيس

            أستاذي القدير محمد الموجي
            الحقيقة أنه موضوع مهم وخطير ومن المؤسف أن يغفل عنه وإن فردا واحدا في أمتنا
            ( وأصبحت الدعوة إلى إلى نسيان الدين واسقاط الإسلام من ذاكرة الوطن وطمسه كهويه معلنة هو الشغل الشاغل لأصحاب الفكر والرأى .. )
            ويكمن الخطر الحقيقي وراء التؤدة والمهل الذي يعمل به من يسعى لنشر كل مبدأ من شأنه هدم الدين والنيل منه في نفوس أبنائه وقناعاتهم .. لقد طرقت بابا حقيقٌ أن يطرق ويثار
            بورك قلمك النابض بالحق
            *
            * *
            * * *

            " أنا من لا تمل الأمل "

            * * *
            * *
            *

            تعليق

            • د. توفيق حلمي
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 864

              #7
              رد: هالة صدقي والرئيس

              أخي الكريم والعالم الجليل / محمد الموجي
              الحديث يطول فيما تفضلت بطرحه بشأن ماهية العلمانية. فليس من السهل أن يحيط مقال مهما بلغ بكل أركان موضوع العلمانية ، وخاصة أن الآراء فيه مختلفة ومتباينة. ولكنني هنا سأحاول بقدر الإمكان تلخيص رؤوس الموضوع من وجهة نظري الشخصية ، مستعيناً ببعض المراجع للاراء الأخرى.
              يقال أن العَلمانية بفتح حرف العين مشتقة من الكلمة عَلْم ، وهي مرادفة لكلمة عَالَم ، تعني فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة. فالدين في العلمانية ينتهي تماماً عند خروج الفرد من مكان العبادة كالمسجد أو الكنيسة ، ولا مكان له بعد ذلك في جميع مناحي الحياة بلا استثناء. ويقال أيضاً أن العلمانية لا تنهى عن اتباع دين معين أو ملة معينة، بل تنادى فقط بأن يتم فصل الدين عن السياسة والدولة، وجعل الدين معتقد شخصي.
              لكن ذلك ليس بصحيح في مجمله حيث أن لفظ العلمانية هو ترجمة خاطئة لكلمة (Secularism) في اللغة الإنجليزية ، أو (Sécularité) في اللغة الفرنسية ، والترجمة الصحيحة للكلمة هي (اللادينية) أو (الدنيوية). أي لا وجود للدين في الأساس في حياة الفرد أو المجتمع ، وتأكيداً لذلك نقرأ في دائرة المعارف البريطانية أن (Secularism) هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها. وعلى ذلك لا يعطي التعريف الشائع للعلمانية وهو ( فصل الدين عن الدولة ) وإنما هدفها ( فصل الدين عن الحياة ) أو ( اقامة الحياة على غير الدين).
              وكان أول ظهور لمصطلح العلمانية عندما تم توقيع صلح وستفاليا ، الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوروبا في عام 1648م ، وبدأ ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية) و (علمنة) ممتلكات الكنيسة ، واستخدم مصطلح (Secular) ، بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية أي لسلطة الدولة المدنية. وكان ذلك رداً على الطغيان الكنسي بعد تحريف المسيحية ، والصراع بين الكنيسة والعلم الحديث ، وكذلك قيام الثورة الفرنسية . أما إعلان العلمانية كأسلوب حكم جديد بصورة رسمية فقد تم تدشينه في مشهد تاريخي ثوري أخرجه نابليون بونابرت لحظة تتويجه إمبراطوراً على فرنسا في 26 من مايو 1805م من قبل البابا في كنيسة نوتردام في باريس. في هذا المشهد كان الأمر المعتاد أن يضع البابا بيديه التاج على رأس الإمبراطور ويعلنه امبراطوراً ، فالإمبراطور يتبع الكنيسة والبابا هو الذي يتوجه ، غير أنه ما أن مد البابا يديه بالتاج حتى أخذه منه نابليون بيديه ووضعه بنفسه على رأسه ، أي أن الامبراطور هو الذي يتوج نفسه ولا دخل للكنيسة بذلك. ولأهمية هذا المشهد ودوره في التاريخ كعلامة فاصلة في أوروبا ، قام الرسام جاك لوي دافيد ، وهو الرسام الخاص بنابليون ، قام برسم هذا المشهد التاريخي على لوحة كبيرة مهيبة بلغ طولها 10 أمتار و عرضها 6 أمتار ، واستغرق رسمها سنتين. أضع هنا صورة لهذه اللوحة فما كان لي إلا أن أحتفظ بها ، فهي تمثل لحظة فارقة في التاريخ الحديث كان لها ما بعدها وحتى الآن.

              http://tawfikih.jeeran.com/تتويج%20نابليون.jpg
              http://tawfikih.jeeran.com/تتويج%20نابليون%202.jpg
              (ملحوظة: لم أعرف كيفية رفع الصور هنا فاكتفيت بالرابط)
              غير أن تطبيق العلمانية بأهدافها الحقيقية لم يحدث فجأة في الغرب حتى لا يواجه معارضة من الشعوب التي مازال الدين يمثل عنصراً هاماً في حياتها ، فجاءت مصطلحات الاشتراكية والقومية والوطنية والديمقراطية والحرية وفلسفة التطور واللادينية ، تعبيراً عن نماذج مختلفة لتطبيق العلمانية ، وبصورة تدريجية. وعلى ذلك نجد أن تطبيقها مر بثلاث مراحل أساسية ، مرحلة التحديث ، ومرحلة الحداثة ، ومرحلة ما بعد الحداثة ، أما مرحلة التحديث فقد سيطر عليها الفكر النفعي المادي وتبنت العلم دون النظر للأخلاق ، مما أدى لولادة النظريات المادية وبدء انهيار الوحدة الأساسية في المجتمع وهي الأسرة. أما مرحلة الحداثة فقد تعمقت فيها آثار الفكر النفعي على كافة الأصعدة ، وظهرت النزعات العرقية ، وأصبح السوق بلا قيم تحكمه ، واستبدل الاستعمار العسكري بالاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكية الشرهة.
              أما مرحلة ما بعد الحداثة فقد أصبح الاستهلاك وملذات الحياة الهدف النهائي من الوجود ، وانهارت المؤسسات الاجتماعيه وكيان الأسرة والأخلاقيات.
              وأنواع العلمانية يتم تسميتها طبقاً لمجال تطبيقها ، فهناك علمانية الحكم والسياسة ، وعلمانية الفكر ، وعلمانية الاقتصاد ، وعلمانية الفنون وهكذا.
              اجتاح أوروبا في مراحل تطبيق العلمانية الفكر اللاديني ونظرياته مثل العقد الاجتماعي والميكيافيلية والديمقراطية وغير ذلك. واتبع الاقتصاد المذاهب الطبيعية والرأسمالية والشيوعية وغيرها. وبدأ العلم ينتهج المادية البحته بلا قيم أو حدود وأصبح خطراً يهدد البشرية. وخرجت الفنون من ثوب الرومانسية إلى الواقعية ثم الإباحية. واتجه الأدب إلى تحطيم ثوابت الماضي والتحديث بلا أسس ليفقد أي هوية لها علاقة بالدين حتى وإن كانت لغة ، ووصل إلى الأدب الهزلي واللامعقول.
              أما في الدولة الإسلامية فأرى أن العلمانية السياسية قد طبقت فيها مبكراً بصورة جزئية ، وذلك منذ أن أصبح الحكم في الدولة إرثاً يرثه الإبن عن أبيه ، وتحييد مبدأ الشورى الحقيقية. وكان لذلك تداعيات خطيرة كتداعيات هدم أحد أعمدة مبنى ، فقواعد الإسلام ومبناه وحدة واحدة لا تتجزأ ، وهو نظام شامل متكامل ينفرط عقدة إذا ما نقص درة واحدة. فقواعد الدين ومبناه كما يجب أن يكون قد انتهى بنهاية عصر الخلفاء الراشدين. وكان من بين التداعيات تناحر المسلمون ، وتفرقهم إلى شيع تتنازع الحكم وأحقيته ، في ابتعاد كامل عن جوهر الدين وأهدافه ، وهو ما نعاني منه حتى الآن. وكان تطبيق تلك العلمانية السياسية لقرون كثيرة ، هو ما مهد لفرض العلمانية الكاملة بعد ذلك ، ففكرة انتزاع جزء من الإسلام حاضرة وتم تطبيقها.
              أما العلمانية الحديثة في مصر فقد بدأت مع تولي محمد على الحكم ، وكانت مصر تابعة للدولة العثمانية. قرر محمد على أن يكون حاكماً لمصر ثم ذريته من بعده، ولم يكن يتأتى ذلك له إلا إذا كانت مصر دولة قوية مستقلة ذات سيادة. فكان لابد له من حكم ديكتاتوري لا ينازعه فيه أحد ، فتخلص من المماليك ، وعمر مكرم ، وكل من ساعده في الوصول إلى الحكم. وأنشأ مجلساً صورياً للشورى يقوم بتعيين أعضاءه ، وبدأ في نهضة شاملة زراعية وصناعية وعسكرية ومعرفيا ، وكان النمط الأوروبي هو النموذج الماثل أمامه لمحاكاته ، فاستعان بخبرة الفرنسيين وأرسل البعثات إلى أوروبا. واقتضى تنفيذ تلك النهضة تطبيق نظام سخرة وجباية حازم لا هوادة فيه. وكان محمد علي يعتبر مصر وأرضها ملكاً خاصاً له وأسرته ، وتشهد مكاتباته إلى حكام الأقاليم بذلك ، إذ كان قال في أحداها ( البلاد الحاصل فيها تأخير في دفع ماعليها من البقايا أو الأموال يضبط مشايخها ويرسلون للومان (السجن) والتنبيه على النظار بذلك، وليكن معلوماً لكم ولهم أن مالي لايضيع منه شيء بل آخذه من عيونهم). استطاع محمد على أن يبني أساس النهضة والتي مكنته من بناء جيش قوى يوفر له فرض السيادة وبناء امبراطورية كبرى. وبدأت جيوشه بقيادة إبراهيم باشا تهدد الدولة العثمانية في عقر دارها بالأستانة ، ولكن أوروبا انتبهت وتدخلت تدخلا مباشراً لوأد أهداف محمد علي. كان حكم محمد علي إذن حكماً علمانياً سياسياً واقتصادياً ومعرفياً في المقام الأول، وكان ذلك أداته لكي ينهض بدولته ، فلم يكن يستطيع تحقيق أهدافه في وجود الفهم والتطبيق الخاطئ للدين والذي جعل الدولة تتذبذب بين القوة والضعف في العصور المختلفة، وكذلم فإن نظام الشورى الإسلامي إذا تم تطبيقه فلن يضمن استمراره في الحكم أو ذريته من بعده ، فكان لابد من تحييد ذاك وذلك ، وقد كان له جل ما أراد وكانت ولادة الدولة الحديثة عسرة ، تحملت ضريبتها الكبيرة أجيال من الشعب ، غير أن عظام الأمور تقاس بالنتائج لا بالوسائل ، وقد كانت النتائج هائلة. لذلك كانت علمانية محمد علي علمانية وطنية جزئية ، اي تصب في صالح الدولة ونهضتها ، ولا ضير أن يتفق ذلك مع صالحه هو في الانفراد بالحكم وتوريثه. لم يلجأ محمد علي للعلمانية لكي يؤمن حكمه فقط على حساب المصالح العليا للبلاد ، أو انصياع لمخططات أعداء الدولة والطامعين فيها الذين يؤمنون له كرسي الحكم ، وإلا كانت تلك علمانية تابعة للطامع والعدو تهدف لإضعاف البلاد ، والحاكم فيها أداة ووسيلة.
              وكان تطبيق أحكام المعاملات الإسلامية سارياً في مصر بصور متفاوتة منذ الفتح الإسلامي ن وظل كذلك حتى السادس عشر من يوليو عام 1948 ، الموافق 9 من رمضان عام 1367عندما نشرت جريدة الوقائع المصرية المرسوم الملكي الصادر من قصر القبة بالقانون المدني المصري والذي نصت مادته الأولى على الآتي:
              (تسري النصوص التشريعية على جميع المسائل التي تتناولها لهذه النصوص في لفظها أو في فحواها. فإذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه ، حكم القاضي بمقتضى العرف ، فإذا لم يوجد ، فبمقتضى مبادئ الشريعة الإسلامية ، فإذا لم توجد ، فبمقتضى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة)
              وكان أغلب النصوص التشريعية مستمدة من القانون الفرنسي ، وجاءت مبادئ الشريعة الإسلامية بعد الاحتكام للعرف !!! ماذا تبقى للدين إذن ؟؟ لم يكن ذكر مبادئ الشريعة إلا ديكوراً لذر الرماد في العيون ولكن العيون لم يصبها الرماد ، فحقيقة استبعاد الدين واضحة جلية. وبذلك أسدل الستار على أحكام الشريعة الإسلامية في مصر وأصبح نظام الدولة الرسمي المشهر هو العلمانية بغض النظر عن عدم ذكر ذلك المسمى بذاته.
              إن تطبيق الدين الإسلامي على أسس من فهمه الصحيح هو السبيل الوحيد للخروج من كهف العلمانية الذي يجتاح العالم ، ويكون هذا التطبيق في الحكم والتشريع والتربية والثقافة والاجتماع والأخلاق وأهداف ذلك كله من قيام حضارة إنسانية عظمى تعرف كيف تعبد الله. ولكن ذلك بعيد المنال ، وأرى أن خطر تطبيق الدين على أساس من فهم وأسلوب خاطئ ، أشد خطراً من العلمانية على المجتمع ، إذ يؤدي التطبيق الخاطئ للدين إلى التبرم من الدين نفسه والانفلات منه بل ومعاداته ، بينما يؤدي تطبيق العلمانية في ظل ذلك إلى العمل على إحياء الدين والعودة إليه لرأب تداعياتها ، والأمثلة في ذلك كثيرة نراها رأي العين. لذلك أرى أنه في غياب الدين الصحيح فهماً وتطبيقاً وضعف الدولة الإسلامية المريع في زمننا الحاضر ، واستفحال قوة الغرب واليهود ، والفارق الشاسع في العلم والقدرات ، أرى أن العلمانية الجزئية الوطنية هي الحل الأقرب للصحيح لما تعاني منه مصر والدول الإسلامية كافة حتى حين ، وحتى ذلك صعب المنال وليته يحدث ويكون هناك من يطبقه كما طبقه محمد علي ليقيم دولة قوية ذات سيادة.
              أخي الكريم الفاضل الجليل / محمد الموجي ، كان لرياضتنا الفكرية هنا وفي أبواب شتى بموقعك القيم ، نزهة حقيقية لي في أجازة العيد ، وأكون حاضراً بإذن الله تعالى هنا وهناك كلما سمح لي الوقت بذلك. ولك احترام يليق بقامتك ومقامك.




              التعديل الأخير تم بواسطة د. توفيق حلمي; الساعة 23-09-2009, 21:45.

              تعليق

              • الشربيني المهندس
                أديب وكاتب
                • 22-01-2009
                • 436

                #8
                واقع يحتاج للتعمق

                استاذنا الفاضل اسمح لي بتناول مسألة خاصة وهي المسألة النفسية وأيضا الثقافية .. تتعلق المسألة الأولي بما يعطيه له الجانب الديني من مزايا مؤقته فالنسبة للمسلمين يستطيع الجاهل والأمي أن يصدر فتاوي واحكام ومنها المسألة الحساسة جدا وهي تكفير الآخروان يتفاخر بالكثرة العددية .. وهنا لا يحسم الجدال المسائل فنحن امام عقيدة وكل يراها هي الصحيحة .. ويصبح الصمت أفضل اذا لم يؤدي الجدال بالتي هي احسن فسنصل الي لكم دينكم ولي دين ..
                وقاع المجتمع بالنسبة للديانات السماوية يختلف عن الظاهر فقد كنت مستاءا جدا من سلوك صعاليك المسلمين وسبهم الدين وهي غير ظاهرة بالنسبة للمسيحيين الي ان اكتشفت ان منهم من يفعل ذلك .. أيضا مسألة الحلف والقسم بغير اللـه للمسلمين ويحتفظ المسيحين بقسم واحد ( صدقني ) لكن في القاع لهم نفس السلوك من الحلف بالعدرا والقديس وشرف امي
                قد تبدو درجة التعصب واضحة من المسلمين وتتضخم مع عددهم الأكبرولكن في القاع نفس التعصب وبصورة أسوأ عانيت منها شخصيا
                ويصبح شعار اللـه محبة معكوسا .. بصورة عامة ان الحديث الديني اذا تناول الاختلاف فستعم الفوضي سواء بين السنة والشيعة والمسيحيين في مجتمع متدني الثقافة الدينية والعامة يتوحد فيه بعض الناس في الاحتفالات بالعدرا وسانت كاترين وغيرها ويكفي ما نسمعه من وعن الفضائيات ..
                مجتمعنا ظاهره التدين ولكن بالقشور فقط يوظف فيه الدين بل والرب لمصالح خاصة ووجهة نظر متعصبة فغسيل الاموال وغسيل الضمائر يتم خارج الحديث الديني بنجاح ..

                تعليق

                • أحمد ابراهيم حلمى
                  عضو الملتقى
                  • 05-12-2009
                  • 14

                  #9
                  الأستاذ المحترم

                  محمد شعبان الموجى

                  للحديث شجون أثارها مقالكم الكريم ، فقد وضحت واشتدت الهجمة على بلادنا إثر ظهور زعيم , إتخذ من الخطاب العقائدى بيانا لعرض مطالب الأمة فى مواجهة من استقوى بأعدائها ، كانت خطورة هذا الزعيم أنه تحدث باسم مؤسسة عسكرية تملك القوة لأول مرة فى تاريخ مصر , بل عرض مطالبه على صهوة جواده شاهراً سيفه ، فقد أعلن أحمد عرابى أنه ورفاقه ليسوا عبيدا لأحد وأن الله قد خلقهم أحراراً وأنه باسم الله الذى لا إله إلا هولن يورثوا ولن يستعبدوا بعد اليوم .

                  هنا دق الناقوس , وأطلقت صفارات الإنذار فى أوربا مجتمعة , بأن هناك مشروع حاكم متحرر ، يتخذ من الإسلام منهجاً وطريقة ، وأنه يملك فوق ذلك القوة التى يمكن أن يوظفها لإرادته ، فكان القرار الفورى بإرسال الأساطيل والجيوش لمحاصرة تلك الدعوة فى مهدها ، قبل أن تخرج عن السيطرة والقدرة .

                  وبعد إجهاض تلك الحركة الخطيرة إستقر المستعمر بجيشه فى ذلك الموقع ولم يغادره منعاً لتكراره ثانية ، وكان عليهم إزالة ذكرى زعامة عرابى المسلمة على مستوى الفكر الشعبى ، حيث نجحوا بظهور سعد زغلول داعى الوطنية والفرعونية ، وغسلوا أدمغة الناس البسطاء بأفكاره وصولاً إلى شعار الهلال والصليب ، وفرض مفهوم العلمانية بمعنى الدين لله والوطن للجميع ، فلما انتهت الحرب العالمية فرض على الدول العربية مفهوم جامعة الدول العربية على مفهوم وطنى قومى علمانى ، استباقاً لظهور فكرة القومية الإسلامية ، ثم تم زرع إسرائيل وظهرت حركة أمين الحسينى الفلسطينية العقائدية لمقاومتها ، وأبلت بلاء حسناً فكان لابد من تجهيز حركة أخرى فيما بعد تلتزم بها جامعة الدول العربية وهى منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية وبأنها الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى .

                  ومن قبل عندما ظهرت ميول إسلامية للملك فاروق ، وبدت رغبته فى إحياء الخلافة الإسلامية من القاهرة ، جرى إجهاض ملكه ، وسلمت مصر لحكم العسكر، وتم إرساء فكرة القومية العربية البديلة عن الفكرة الإسلامية ، التى لاقت بها المنطقة وتحت لوائها الهزائم المدوية ، وتمت السيطرة على المنطقة ككل ، إما عن طرق الجيوش المحتلة نفسها أو عن طريق مندوبيها الأشاوش .

                  توالت الجهود لإبعاد شبح الإسلام عن المنطقة ، وأوجد المحتلون طابوراً خامسا يواليهم فى مجتمعاتنا ، وأغدقت الأنظمة عليهم العطايا ، والمساعدة لإتمام السيطرة والتأثير فى تللك المجتمعات .

                  ولأن المستهدفين هم المسلمون فقد ظل المسيحيون على ولائهم لدينهم ، فنرى أن كبار رجال الأعمال من المسيحين ينتمون لدينهم ويدعمون كنيستهم جهاراً ، بينما لا نرى مثلهم من المسلمين من يدعم عقيدته او يحسب على الإسلام والمسلمين .

                  وأصبحت السياسات والقوانين وحتى الدستور فى طبعته الأخيرة تكرس مفهوم نبذ الإسلام فقط ، وضيق على المسلمين بناء المساجد فى الوقت الذى بنيت فيه مئات الكنائس تحت حماية القانون وإرادته .

                  وفرضت على مصر المسلمة عطلات رسمية للأعياد المسيحية لأول مرة فى تاريخها ، فى مد واضح للأقليات فى مصر أمام انحسار سطوة أغلبيتها المسلمة .

                  يوازى ذلك إفراز سياسات التعليم بمناهجه المغتربة جيلاً يبعد عن مفاهيم الإنتماء العقائدى , مدمر فى لغته ، ممحوق فى ثقافته ، ذو مفاهيم إستهلاكية ، وطموحات مادية صرفة .

                  وللأسف نرى بعد كل ذلك من يشكو من الإضطهاد والتضييق عليه ، ولا أدرى من المضطَهد ومن المضطِهد .

                  إن ملاحظتكم لكلمة تلك الهالة ، لتشف ماذكرته من تاريخ مختصر لحقبة قريبة ، فعلت الأفاعيل ببلدنا وشعبنا وأمتنا .

                  أشكر لكم هذا المقال الذى استنطقنى , وهذا العرض الذى تفضلتم به .

                  م/ أحمد حلمى
                  التعديل الأخير تم بواسطة أحمد ابراهيم حلمى; الساعة 18-12-2009, 19:24.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X