[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]لم أستطع حتى هذه الساعة التى أكتب فيها أن أفهم بالضبط ماالذى كانت تريد أن تقوله الفنانة هالة صدقى وماهى الرسالة التى كانت تود أن توصلها إلى العالم أجمع .. حينما خرجت عن النص فى اللقاء الذى عقد للمبدعين لمبايعة الرئيس مبارك لفترة رئاسية رابعة قائلة أنا مسيحية أربعه ريشه ياريس ؟؟ .. هل كانت مجرد ممازحة .. أم أرادت أن تقول للعالم كله أن ثمة اضطهاد نفسى يمارس على النصارى فى مصر من خلال الإستهزاء بالصليب الشعار الرئيسى للنصارى وأن ثمة كلمة سر تتداولها الأغلبية المسلمة للتحذير منهم ؟؟
وقد أكون مبالغا فى البحث عن النوايا .. ولكن لايخالجنى أدنى شك فى أن الكلمة التى قالتها الفنانة هآلة صدقى تفسر النفسية التى تحكم كثير من النصارى فى مصر .. لكن الأهم من ذلك كله بل المثير للدهشة .. هو ذلك الحرص الشديد الذى أظهرته الفنانة هالة صدقى للتعريف بهويتها الدينية فى مجتمع نخبوى لايعرف للدين هذا القدر من الأهمية ويرى أنه من الأفضل أن ينسى الجميع أديانهم فى سبيل توحد الوطن ومواجهة التحديات .. ولذلك جاءت اجابة القيادة السياسية حاسمة وقاطعة بضرورة أنه ينبغى ألا يظهر أحد من الأغلبية المسلمة هويته الإسلامية .. ولا أحد من الأقلية النصرانية هويته النصرانية .. فنحن جميعا مصريون وهذه هى الهوية التى يجب أن تعلو على أى هوية أخرى حتى ولو كانت هوية الدين الإسلامى الذى بعث الله به نبيه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .. واكتفت القيادة السياسية بقولها للفنانة هآلة صدقى : الدين هناك أما هنا فجميعنا مصريون .. ولانعرف بالضبط هناك أين ؟؟
وهذه العقيدة التى عبرت عنها القيادة السياسية فى ردها على الفنانة هآلة صدقى .. هى نفسها عقيدة الفصل بين الدين والدولة .. والتى توارثتها الأجيال النخبوية منذ ثورة 1919 حينما اتفق زعماء المسلمين والنصارى يومئذ وكما يقول الشيخ الغزالى رحمه الله على أن ينسى الجميع أديانهم فى سبيل طرد العدو المشترك ، وهو اتفاق غريب وتنفيذه أغرب .. غريب لأن المسلم لاينبغى أن ينسى دينه ولا أن يكلف غيره بنسيان دينه ، ومجاهدة الغاصبين من المستعمرين لاتتطلب شيئا من هذا (..) واما أن تنفيذه كان أغرب .. فلأن الذى حدث أن الزعماء القوميين من المسلمين هم فقط الذين نسوا دينهم .. أما الزعماء القوميين النصارى فقد نسوا الإسلام وذكروا النصرانية جيدا .. ولذلك فمن الظواهر اللآفتة أن كثيرا من الوزراء النصارى يعملون فى السلك الكهنوتى أو يتخصصون فى الكتابة اللآهوتية بعد خروجهم من الوزارة .. بينما فى المقابل قلما تجد وزيرا مسلما يفعل ذلك (..)
وهذه العقيدة التى روجت لها النخبة قديما ومازالت تروج لها حتى الآن كما حدث مع هآلة صدقى .. هى فى الأساس عقيدة الماسونية وربيباتها من التنظيمات الروتارية العالمية التى باتت تحكم مصر الآن وقلما تجد وزيرا أو مسئولا كبيرا فى مصر لاينتمى هو أوأسرته بشكل أو بآخر لتلك التنظيمات الصهيونية التى باتت تعمل فى وضح النهار فى الوقت الذى عطلت فيه سائر الأحزاب والنقابات والجمعيات الشعبية .. حتى أن قانون الجمعيات الأخير لاينطبق على تلك التنظيمات الدولية المسئولة عن صهينة النخب الحاكمة والمثقفة فى العالم الإسلامى كله (..)
لقد نجحت الكنيسة المصرية فى الحفاظ على هوية أبنائها الدينية وبثت فيهم اعتزازهم بالنصرانية وضرورة التمسك بتعاليم دينهم .. واليهود أيضا يفعلون ذلك وأكثر والأمثلة أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تذكر .. النخب المسلمة فقط كما قلنا هى التى طبقت الإتفاق ونسيت دينها .. وأصبحت الدعوة إلى إلى نسيان الدين واسقاط الإسلام من ذاكرة الوطن وطمسه كهويه معلنة هو الشغل الشاغل لأصحاب الفكر والرأى .. بل هناك مراكز ومنظمات تخريبية تخصصت فى الترويج لتلك المقولة .. التى تطالب باسقاط الدين من أجل السياسة .. حتى باتت للأسف الشديد من الأباطيل السائدة التى اعتاد الناس عليها ونسوا قول الله تعالى { ومن أحسن قولا من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين } ونسوا قوله تعالى { ليظهره على الدين كله } .. وإذا كانت الكنيسة قد نجحت فى ابراز الشخصية والهوية النصرانية لشعبها .. فإن الأزهر الشريف للأسف الشديد صار له وجهان .. وجه صحيح يبرزه فى الخطاب الفكرى .. ووجه فى الخطاب الرسمى ينافق النخبة ويسير فى ركابها ويـــــــردد نفس مقولاتها الفاسدة التى تعلى من شأن الوطنيات والقوميات على حساب العقيدة (..)
ولايمكن أن يفوتنا هنا أن نتذكر الرئيس الراحل أنور السادات .. الذى حسم القضية فى إحدى خطاباته قائلا بالحرف الواحد : ( أقول لكم ولشعبنا .. إننى يوم توليت الحكم فى مصر أحكم كرئيس مسلم .. أنا قلت يجب أن نسمى الأشياء بمسمياتها .. مصر دولة إسلامية .. ومش إسلامية عادية .. لا .. ده لها مركز قيادى فى عالمها الإسلامى ومركز ريادة .. حافظ الأزهر على الإسلام طوال ألف سنة بشهادة مسلمى العالم وكان يجب أن يعلم مثيرو الفتنة أن الضمانة الحقيقية للمسيحية فى مصر هى الإسلام .. أنا رئيس مسلم لدولة إسلإمية .. أعرف مسئوليتى .. الأقباط واليهود المصريون مسئوليتى كالمسلمين تماما ..وإننى كولى أمر مسلم لدولة إسلامية يعيش فيها المسلمون إلى جانب المسيحيين .. وأقول إن وقت الإستعانة بالأجنبى على بلدك انتهى .. وأن الدولة لاتفرق بين مواطن ومواطن (..)
فما أحرى بالقيادة المصرية أن تتمثل موقف الرئيس الراحل .. وأن تعلن بشكل واضح فى كل مناسبة أن مصر دولة إسلامية وأن رئيسها يحكمها بصفته الإسلامية .. ولايقول أحد أن هذا الأمر من الشكليات التى لاقيمة لها .. لأن الحقيقة أن تحديد هوية الدولة ودينها .. ينعكس بشكل مباشر على مجمل السياسات الخارجية والداخلية ويرسم التصورات والخطوط العريضة التى تسير عليها كآفة الوزارات خصوصا وزارة الإعلام والتعليم والثقافة وغيرها من الجهات التى تشكل وجدان الأمة ويحل كثيرا من الإشكاليات ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم : محمد شعبان الموجى [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
وقد أكون مبالغا فى البحث عن النوايا .. ولكن لايخالجنى أدنى شك فى أن الكلمة التى قالتها الفنانة هآلة صدقى تفسر النفسية التى تحكم كثير من النصارى فى مصر .. لكن الأهم من ذلك كله بل المثير للدهشة .. هو ذلك الحرص الشديد الذى أظهرته الفنانة هالة صدقى للتعريف بهويتها الدينية فى مجتمع نخبوى لايعرف للدين هذا القدر من الأهمية ويرى أنه من الأفضل أن ينسى الجميع أديانهم فى سبيل توحد الوطن ومواجهة التحديات .. ولذلك جاءت اجابة القيادة السياسية حاسمة وقاطعة بضرورة أنه ينبغى ألا يظهر أحد من الأغلبية المسلمة هويته الإسلامية .. ولا أحد من الأقلية النصرانية هويته النصرانية .. فنحن جميعا مصريون وهذه هى الهوية التى يجب أن تعلو على أى هوية أخرى حتى ولو كانت هوية الدين الإسلامى الذى بعث الله به نبيه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .. واكتفت القيادة السياسية بقولها للفنانة هآلة صدقى : الدين هناك أما هنا فجميعنا مصريون .. ولانعرف بالضبط هناك أين ؟؟
وهذه العقيدة التى عبرت عنها القيادة السياسية فى ردها على الفنانة هآلة صدقى .. هى نفسها عقيدة الفصل بين الدين والدولة .. والتى توارثتها الأجيال النخبوية منذ ثورة 1919 حينما اتفق زعماء المسلمين والنصارى يومئذ وكما يقول الشيخ الغزالى رحمه الله على أن ينسى الجميع أديانهم فى سبيل طرد العدو المشترك ، وهو اتفاق غريب وتنفيذه أغرب .. غريب لأن المسلم لاينبغى أن ينسى دينه ولا أن يكلف غيره بنسيان دينه ، ومجاهدة الغاصبين من المستعمرين لاتتطلب شيئا من هذا (..) واما أن تنفيذه كان أغرب .. فلأن الذى حدث أن الزعماء القوميين من المسلمين هم فقط الذين نسوا دينهم .. أما الزعماء القوميين النصارى فقد نسوا الإسلام وذكروا النصرانية جيدا .. ولذلك فمن الظواهر اللآفتة أن كثيرا من الوزراء النصارى يعملون فى السلك الكهنوتى أو يتخصصون فى الكتابة اللآهوتية بعد خروجهم من الوزارة .. بينما فى المقابل قلما تجد وزيرا مسلما يفعل ذلك (..)
وهذه العقيدة التى روجت لها النخبة قديما ومازالت تروج لها حتى الآن كما حدث مع هآلة صدقى .. هى فى الأساس عقيدة الماسونية وربيباتها من التنظيمات الروتارية العالمية التى باتت تحكم مصر الآن وقلما تجد وزيرا أو مسئولا كبيرا فى مصر لاينتمى هو أوأسرته بشكل أو بآخر لتلك التنظيمات الصهيونية التى باتت تعمل فى وضح النهار فى الوقت الذى عطلت فيه سائر الأحزاب والنقابات والجمعيات الشعبية .. حتى أن قانون الجمعيات الأخير لاينطبق على تلك التنظيمات الدولية المسئولة عن صهينة النخب الحاكمة والمثقفة فى العالم الإسلامى كله (..)
لقد نجحت الكنيسة المصرية فى الحفاظ على هوية أبنائها الدينية وبثت فيهم اعتزازهم بالنصرانية وضرورة التمسك بتعاليم دينهم .. واليهود أيضا يفعلون ذلك وأكثر والأمثلة أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تذكر .. النخب المسلمة فقط كما قلنا هى التى طبقت الإتفاق ونسيت دينها .. وأصبحت الدعوة إلى إلى نسيان الدين واسقاط الإسلام من ذاكرة الوطن وطمسه كهويه معلنة هو الشغل الشاغل لأصحاب الفكر والرأى .. بل هناك مراكز ومنظمات تخريبية تخصصت فى الترويج لتلك المقولة .. التى تطالب باسقاط الدين من أجل السياسة .. حتى باتت للأسف الشديد من الأباطيل السائدة التى اعتاد الناس عليها ونسوا قول الله تعالى { ومن أحسن قولا من دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين } ونسوا قوله تعالى { ليظهره على الدين كله } .. وإذا كانت الكنيسة قد نجحت فى ابراز الشخصية والهوية النصرانية لشعبها .. فإن الأزهر الشريف للأسف الشديد صار له وجهان .. وجه صحيح يبرزه فى الخطاب الفكرى .. ووجه فى الخطاب الرسمى ينافق النخبة ويسير فى ركابها ويـــــــردد نفس مقولاتها الفاسدة التى تعلى من شأن الوطنيات والقوميات على حساب العقيدة (..)
ولايمكن أن يفوتنا هنا أن نتذكر الرئيس الراحل أنور السادات .. الذى حسم القضية فى إحدى خطاباته قائلا بالحرف الواحد : ( أقول لكم ولشعبنا .. إننى يوم توليت الحكم فى مصر أحكم كرئيس مسلم .. أنا قلت يجب أن نسمى الأشياء بمسمياتها .. مصر دولة إسلامية .. ومش إسلامية عادية .. لا .. ده لها مركز قيادى فى عالمها الإسلامى ومركز ريادة .. حافظ الأزهر على الإسلام طوال ألف سنة بشهادة مسلمى العالم وكان يجب أن يعلم مثيرو الفتنة أن الضمانة الحقيقية للمسيحية فى مصر هى الإسلام .. أنا رئيس مسلم لدولة إسلإمية .. أعرف مسئوليتى .. الأقباط واليهود المصريون مسئوليتى كالمسلمين تماما ..وإننى كولى أمر مسلم لدولة إسلامية يعيش فيها المسلمون إلى جانب المسيحيين .. وأقول إن وقت الإستعانة بالأجنبى على بلدك انتهى .. وأن الدولة لاتفرق بين مواطن ومواطن (..)
فما أحرى بالقيادة المصرية أن تتمثل موقف الرئيس الراحل .. وأن تعلن بشكل واضح فى كل مناسبة أن مصر دولة إسلامية وأن رئيسها يحكمها بصفته الإسلامية .. ولايقول أحد أن هذا الأمر من الشكليات التى لاقيمة لها .. لأن الحقيقة أن تحديد هوية الدولة ودينها .. ينعكس بشكل مباشر على مجمل السياسات الخارجية والداخلية ويرسم التصورات والخطوط العريضة التى تسير عليها كآفة الوزارات خصوصا وزارة الإعلام والتعليم والثقافة وغيرها من الجهات التى تشكل وجدان الأمة ويحل كثيرا من الإشكاليات ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم : محمد شعبان الموجى [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
تعليق