نعم العلمانية كافـــــــــرة ؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابو برزان البعثي
    الاعلام السياسي
    • 10-07-2010
    • 120

    #31
    توضحيا لتعليقاتي السابقة للعلمانية، نعم انا اؤيد ما جاء به الاستاذ عبد الرحمن حول مسمى العلمانية بل يراها البعض انها شيطان رجيم...اولا العلمانية تقوم على ركيزة أساسية هي الفصل بين المؤسسات السياسية والمؤسسات الدينية ثانياً؛ وبأن تكون المؤسسة الدينية محترمة لها استقلالها الكامل والتام عن السلطة السياسية ثالثاً، وهذا لا ينفي حضور المؤسسة الدينية والقيم الأخلاقية في المجال الاجتماعي والسياسي العام، وفي التأثير على الوجدان الروحي وفي التربية والتعليم والمناسبات المختلفة والتأكيد على الالتزام الاجتماعي، ويمكن أن يكون لكل طائفة مؤسساتها الدينية المستقلة، مع وجود ضوابط معينة على مناهج التدريس والوعظ، بما يخدم فقط مفهوم المواطنة والعيش المشترك والسلم الأهلي والمفاهيم المدنية، كما هو الحال في بض البلدان، حيث يوجد لكل طائفة ا و مذهب مؤسسات ثقافية ودينية واجتماعية وتعليمية، في ظل الدولة، بعيداً عن تدخل السلطة وهيمنتها وفرض أجندتها السياسية عليها، ما يوفر للناس مجالاً ومتنفساً روحياً بعيداً عن تفاصيل السياسة اليومية ومتاعبها.
    نجد في التراث الإسلامي مقاربات علمانية واضحة، سعت إلى حماية الدين من السلطة السياسية،، أنّ العلماء والفقهاء المسلمين كانوا يدفعون باستمرار إلى استقلال المؤسسة الدينية وحمايتها من تغول المؤسسة السياسية. ويمكن التدليل – على سبيل المثال- بكتاب الإمام الغزالي "إحياء علوم الدين"، الذي يطالب فيه علماء وفقهاء الشريعة بوضع مسافة بينهم وبين السلطة، لحماية المعرفة الدينية، احتراماً لدورهم ومكانتهم في المجتمع.العلمانية ليست الغربنة ولا الإلحاد ولا الماسونية ولا أي مضمون عقدي ما،العلمانية وسيلة لا غاية،هي أداة لا عقيدة. فقد يكون المسيحي علمانيا كما اليهودي كما المسلم كما الملحد. أو لم يكن رسول الله علمانيا في دستور المدينة؟ حيث حكَّّم شريعة اليهود على من يزني من يهود، لا الإسلام؟ وحكَّّم معظم شرائع العرب القديمة في القَسامة القصاص وسواه، لا الوحي. إذن العلمانية أداة للتصالح بين المختلفين
    التعديل الأخير تم بواسطة ابو برزان البعثي; الساعة 15-09-2010, 13:34. سبب آخر: اضافة

    تعليق

    • د. م. عبد الحميد مظهر
      ملّاح
      • 11-10-2008
      • 2318

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
      العلمانية هى الحل

      شاء من شاء وأبى من أبى
      بسم الله الرحمن الرحيم

      أخى الكريم الأستاذ عبد الرؤوف النويهى

      تحية طيبة و سلام كبير و رمضان مبارك و عيد سعيد

      أين أنت يا عزيزى؟

      العالمانية أو العلمانية موضوع متكرر كثيراً ولا اعتقد يمكن الوصول لحل له إلا بعد حل بعض الاشكاليات...

      هناك اشكاليات فى التنظير ، و أشكاليات فى التطبيق


      00- اشكاليات التنظير

      كل مجموعة من المثقفين أو المفكرين تأخذ معنى ما و تؤكد أن هذه هى "العلمانية" أو "العالمانية"

      و اصبح كل يغنى على ليلاه

      والواضح أن كل ما جاء من آراء عن العالمانية أو العلمانية مصدره كتابات مترجمة أو منقول معناها لمن يقرأ بلغة الكتابات الأصلية ، و من اختيار القارىء لمصدر معرفته عن العلمانية أو العالمانية يبنى رأيه...

      الفكرة جاءت من ثقافة معينة و لها تاريخ فى بيئتها ، والسؤال العلمى هنا هو

      ما الشروط الفكرية والاجتماعية و الثقافية والتاريخية الملائمة لنقل فكرة من بيئة لبيئة مخالفه؟

      بمعنى هل أى فكرة تنشأ فى بيئة ما يمكن تعميمها ببساطة على كل البيئات دون شروط؟

      00- اشكاليات التطبيق

      كيف يمكن تطبيق افكار العالمانية أو العلمانية فى المجتمعات العربية

      -- فى الشارع
      -- فى الأسرة والبيت
      -- فى السوق
      -- فى المؤسسات والوزارات و الحكومة و الدولة

      من حيث

      التشريع
      وضع القوانين
      تطيبق القوانين المبنية على الفكر العالمانى أو العلمانى

      وما هى الآليات لذلك؟

      أعتقد بدون ذلك سنلف و ندور فى مقالات، و يكرر كل كاتب قناعته ، و نثبت أننا مازلنا ظاهرة كلامية و صوتية

      و تحياتى

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #33
        حقيقة العلمانية بين الخرافة والتخريب للأستاذ الدكتور يحيى هاشم حسن فرغل .. أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة وعميد كلية أصول الدين والدعوة بالأزهر بطنطا سابقاً، سلسلة قضايا إسلامية معاصرة تصدرها اللجنة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف ،بدون تاريخ ،لكن رقم الإيداع 4961لسنة 1989م.


        هذا الكتاب الضخم تبلغ صفحاته 428من القطع الكبير ،ما هو إلا تعليقات صحفية سريعة وسطحية وعاطفية وساذجة ،على بعض الكتابات المنشورة ،فلا يعقل لدراسة علمية رصينة أن تكون مراجعها مجلة الحوادث اللبنانية وجريدة الوفد واخبار اليوم وأنيس منصور وأحمد بهجت وفهمى هويدى وأحمد عبدالمعطى حجازى وعبدالستار الطويلة ومراسل جريدة الإتحاد ومجموعة إخترنا لك والأهرام والخليج العربى وجريدة النور ومجلة روز اليوسف وتراث الإنسانية ومجلة المجلة ........................إلخ وهناك الكثير من المراجع المهمة جداً جداً التى أشاد بها الأستاذ الدكتور ،ولاتعدو أن تكون مقالات أوكتبأً مترجمة من لغات أجنبية ،مشكوك فيهاوفى ترجمتها .



        وأزعم أن الأستاذ الجليل محمد شعبان الموجى الذى لايخفى كرهه للعلمانية أو من يؤيد العلمانية أو من يساهم فى نشر العلمانية أو من يتكلم عن العلمانية بإى إطراء ..فالعلمانية عنده مفرومة باللحمة وربما فى القريب العاجل تكون "سجق أو كباب حلة أو شاورمة أو محشى كرنب أو شوربة عدس "أو هى رجس من عمل الشيطان...فات عليه أن أضفى على هذا الكتاب مالايستحقه، فلم يكن رسالة دكتوراه ولن يكون ،فالأستاذ الدكتور يحيى هاشم حسن فرغل قد حصل على رسالة الدكتوراه سنة 1976من كلية أصول الدين بالقاهرة قسم العقيدة والفلسفة .



        لكن الحب ،كما يقولون، أعمى !!!! أو عين السخط تبدى المساويا!!!

        تعليق

        • عبدالرؤوف النويهى
          أديب وكاتب
          • 12-10-2007
          • 2218

          #34
          الأخ العزيز الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السليمان .. لكم فى القلب مكانة وحظوة ،ويكفينى أن توضح لى ماغمض من كلامى ، فمن ظن أنه علم فقد جهل .


          الأخ العزيز الدكتور مهندس عبدالحميد مظهر ..لكم وحشة ومتى أراكم فالقلب قبل الدار يتمنى رؤيتكم؟؟

          كلامكم على العين والراس .

          أما ما كتبته فهو ثرثرة على ماكتبه عميد الملتقى ..


          ولى عودة ..إن شاء الله

          تعليق

          • ابو برزان البعثي
            الاعلام السياسي
            • 10-07-2010
            • 120

            #35
            اذن الان..لماذا تصدرت العلمانية قيادة العالم..هل بسبب ضعف التيارات الدينية الاسلامية لانها اتخذت سياسيات خاطئة..هنا ارى أن حال الأمة تراجع مع تدهور الخلافة الإسلامية في اسطنبول و العمل على إرساء دعائم العلمانية فيها بعد الحرب العالمية الأولى .. و كذلك الاستعمارات الأجنبية..في المنطقة العربية لانها وجدت في العلمانية متنفس لها..ايها السادة العلمانية الاوربية ظهرت للوجود لتقاوم تسلط الكنيسة في العصور المظلمة في أوروبا فهي ردة فعل لإقصاء مارسه رجال الدين من الكنيسة حينما منعوا وحاربوا التعلم والبحث العلمي والإكتشاف لذا ظهر هذا التيار ليحصر تسلط رجال الدين والكنيسة داخل الكنيسة ..هنا في البلاد العربيةنختلف كليا عن علمانية الغرب مع ان المسمى كما ذكر بعض الاستاذة هو عبارة عن شيطان رجيم لدى بعض المعارضين..هنا حقيقة العلمانية انتشرت في كل مكان ,, واعتقد انه لا طريق لإيقافها فقد سيطرت على كل شئ تقريبا وعلى كل وسائل الإعلام وعلى كل المنتجات بأنواعها..اعتقد سبب الانتشار لانها لم تتعارض مع الدين واهله كلنا عرب مسلمون وننتمي الى مذاهب عديدة وملل تفوق الحصر لكننا نرى في العلمانية وفي هذا الظرف الراهن ضرورة ملحة لمواكبة متطلبات المشهد السياسي والاقتصادي العالمي..

            تعليق

            • د. م. عبد الحميد مظهر
              ملّاح
              • 11-10-2008
              • 2318

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
              .


              الأخ العزيز الدكتور مهندس عبدالحميد مظهر ..لكم وحشة ومتى أراكم فالقلب قبل الدار يتمنى رؤيتكم؟؟

              كلامكم على العين والراس .

              أما ما كتبته فهو ثرثرة على ماكتبه عميد الملتقى ..


              ولى عودة ..إن شاء الله
              بسم الله الرحمن الرحيم

              أخى العزيز د. عبد الرؤوف ( بلدياتى من طنطا)

              أهلاً و مرحباً بك ووحشنى لقاء الاسكندرية مع العزيز الأستاذ محمد فهمي

              التخطيط هو أن أزور مصر فى ديسمبر إن شاء الله ، و سنلتقى إن شاء الله معك و الأستاذ محمد فهمي ، و مع كل مايمكن دعوتهم من أعضاء الملتقى.

              فى الحقيقة أنا ابحث عن التماسك الفكرى و الاتساق المنطقى فى نقاش الموضوعات الفكرية مثل العلمانية أو العالمانية ، و ما علاقة الأفكار العلمانية بالتطبيق لحل مشاكلنا فى العالم العربى؟!!!

              و فى العادة لا أرى إلا تكرراً لكلام كثير حول العالمانية ، و لا أعرف ما هى العالمانية-العلمانية ، والتى يفسرها كل كاتب من منظور مختلف!!!

              ولا اقرأ من يوضح لنا كيف يمكن أن يطبق فكر العالمانية على الأرض ( تشريعا و تقنينا و تنفيذا)

              و السؤال هو...ما قيمة المبادىء و الأفكار ( علمانية ، حداثة ، عولمة ، ديمقراطية ، حرية ،....) إن لم تطبق؟

              ربما تصلح للمتفلسف الذى يتأمل الأفكار ، ولا يهم أن تطبق أو لا تطبق ، فالمهم كتابة المقالات و الرد على المقالات بتعليقات ، والرد على الرد فى حلقات لا تنتهى ... و خلاص وكل شىء تمام ..تمام و يحيا الفكر

              و لكنك ياعزيزى د. عبد الرؤوف أنت فى عز المعمعة ...مجالك هو القضاء و المحاماة وقضايا حياتية حقيقية ، و لك فى مفاهيم التشريع و التقنين ، فكيف يمكن أن تفيدنا فى تأثير العالمانية فى حل مشاكل حقيقية على الأرض ، مشاكل تؤثر فى حياة خلق الله ، وتحتاج حلولاًً غير المقالات ، فالمقالات كلام وكلام ، ولا تغنى و لا تشبع من جوع فى قضايا ربط الفكر بالعمل!!!

              وتحياتى

              تعليق

              • فواز أبوخالد
                أديب وكاتب
                • 14-03-2010
                • 974

                #37
                ملاحظة ....... قد تخفى على البعض :

                يجب التفريق بين الشخص .... وبين نوع التكفير ..... بمعنى
                نقول إن العلمانية كافرة .... لكننا لانقول لشخص مسلم ينتسب إلى العلمانية هذا
                كافر ... حتى يتم التثبت من موقفة بمناقشته وإقامة الحجة علية في الأمور قطعية
                الثبوت والدلالة ..
                قال إبن تيمية رحمه الله تعالى : ( إن القول قد يكون كفرا , فيطلق القول بتكفير صاحبه , ويقال
                من قال هذا معتقدا معناه فهو كافر , لكن الشخص المعين الذي قاله لايحكم بكفره
                حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها ) .
                كذلك العلمانية .. قد يدعيها أو يوصف بها مرتكب لمعاصي دون الكفر .. لكنه أصبح
                متعارف عليه أن فلان علماني .. مثل بعض الصحفيين .

                ولكم تحياااااااااااتي .


                ............
                التعديل الأخير تم بواسطة فواز أبوخالد; الساعة 15-09-2010, 18:37.
                [align=center]

                ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
                الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
                http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

                ..............
                [/align]

                تعليق

                • رقيه المنسي
                  أديب وكاتب
                  • 01-01-2010
                  • 591

                  #38
                  مشكله المجتمع انه ينظر للعلمانيه بانها الدين الجديد
                  هل من الممكن مقارنه النظام الملكى او النظام الجمهورى بالدين الاسلامى او المسيحى
                  اتقوا الله قبل اى اتهام بالكفر

                  تحياتى للجميع
                  تعبت من البحر
                  لكن قلبى يصر عن البعد عن بؤس برىء

                  تعليق

                  • ايليا سهاونة
                    عضو الملتقى
                    • 11-08-2010
                    • 158

                    #39
                    ربما سوف يعالج هذا المقال العديد من الخلافات الحاصلة هنا ؛

                    يوسف تيبس: العلمانية ليست معادية للدين

                    والفوبيا ناتجة عن دوافع سياسية وسوء فهم كبير


                    " فجرت مؤخرا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان نقاشا حادا على خلفية مطالبتها بتبني العلمانية كمطلب حقوقي…هاجم أكثر من طرف هذا المطلب، ووصل الأمر إلى المطالبة بحل الجمعية، فيما تكلفت جهات إعلامية عمومية وغير عمومية بصب الزيت على النار… لكن بعيدا عن حدث الهجوم على الجمعية وعلى مطلبها، تكمن أكثر من علامة استفهام من قبيل : لماذا يتوحد ما لا يوحد من الجهات في الخوف من العلمانية؟ هل الأمر ناتج عن سوء فهم معناها أم يعود بالأحرى إلى الخوف من تبعات المطلب على طبيعة النسق السياسي المغربي؟ ما معنى العلمانية؟ وهل تشكل فعلا تهديدا لقيم المجتمع وهويته؟ وما معنى إثارة الجدل حولها في مجتمع تبنى منذ أكثر من عشر سنوات شعار المجتمع الحداثي والديمقراطي؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها أستاذ الفلسفة المعاصرة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والمدرب الدولي في حقوق الإنسان الدكتور يوسف تيبس.

                    شهد المؤتمر الأخير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان نقاشا مثيرا حول العلمانية، وتركز الجدل بالخصوص حول إمكانية المطالبة بدسترة العلمانية كمطلب حقوقي. هل تعتقد أن العلمانية بكل ما تعنيه من حمولة تاريخية وفكرية وثقافية إشكال راهن يمكن أن يكون مثار نقاش مجتمعي؟


                    منذ مدة فتحت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نقاشا حول إمكانية اقتراح تبني العلمانية في النظام السياسي المغربي، وفي جهة فاس، شاركت بعدد من المحاضرات في إطار تعميق هذا النقاش. ومن خلال هذا النقاش وماجرى تداوله في المؤتمر التاسع، فالظاهر أن المدافعين عن مطلب العلمانية يعتقدون أن العلمانية عامل أساسي في بناء مجتمع ديمقراطي حداثي، يتجاوز أنواع الوصايا التقليدية ليعوضها بالوصاية العلمية طالما أن العلم من إنتاج العالم/الإنسان/المواطن/العقل، بمعنى أن الجمعية تعتبر تبني العلمانية عاملا قد يقوض الممارسة الديمقراطية ويعدل النظام السياسي حتى يناسب طموحات المواطن المغربي. غير أن هذا الزعم ليس صحيحا كليا، لأن الإيمان بقدرة العلم على حل جميع مشاكل الإنسان يرافقه على المستوى السياسي المطالبة بفصل الدين عن الدولة. بإيجاز شديد، لا يمكن تحقيق مجتمع ديمقراطي في ظل تداخل السلطات المختلفة من حيث المصدر والطبيعة. بمعنى أن الجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية عائق جوهري أمام الديمقراطية.

                    فمفهوم العلمانية يؤمن بأن العلم يفتح باستمرار آفاقا أمام الإنسان، مما يجعل العقل مطالب بمساءلة العلم ذاته وتوجيهه ونقده، فتكون نتيجة هذا الحوار بين العلم والعقل والواقع تحقيق نمط عيش إنساني نظري وعملي ملائم إن لم نقل جيد أو على الأقل يصبو إلى ذلك.

                    حاصل القول إن العلمانية هي أولا تعدية المناهج العلمية التي أثبتت نجاعتها إلى مجال الإنسانيات خاصة الأخلاق والسياسة، لذا اعتبرها الكثيرون محاربة للخرافة والجهل والتسلط؛ وهي ثانيا سعي نحو تحقيق سعادة الإنسان/المواطن بواسطة المعرفة التامة بقوانين الطبيعة واستبدال المناهج العلمية بالأديان والأخلاق، أو لنقل استبدال الحل العقلاني بالحل الأخلاقي، مما يعني أن العلمانية علم وقوة تمس جميع مناحي الحياة الإنسانية وخصوصا السياسية منها، لذا نجد أن أكبر مقاومة لها تكون من قبل المجتمعات المتدينة أو الجاهلة. وهذا خطأ أو غلط يلزم تصحيحه.

                    أحد المعوقات الأساسية التي يثيرها النقاش حول العلمانية في المغرب هو بعض الأوصاف القدحية المرتبطة بمفهوم العلمانية إذ أن التمثل الشائع يربطها بنعوت من قبيل الإلحاد والانحلال الخلقي والإباحية وغيرها؟ هل في اعتقادكم أن البنى الاجتماعية والذهنية للشارع المغربي مهيئة بالشكل الكافي للتعامل مع هذا المطلب؟


                    اسمح لي إذن أن أحاول إزالة بعض الالتباس بناء على مبدإ الربح والخسارة، لنسلم أولا أن مطلب العلمانية هو بالأساس مطلب الدولة الديمقراطية الحديثة، وأن الإرادة السياسية في المغرب لا تكف عن المطالبة بتحديث أسلوب تدبير شؤون الأمة؛ والعلمانية أيضا هي حرية المعتقد، أي منح الفرد حق ممارسة معتقده سرا أو علانية شريطة أن لا يفرضه على الآخرين، بمعنى أنها ليست رفضا للتدين كما يعتقد البعض، بل تحريره من أي هيمنة أو سيطرة لإشعاع روح التسامح الديني والثقافي، وهو كذلك أمر لا يدخر النظام المغربي جهدا في الدعوة إليه (إذ ترفض الدولة والأحزاب معا إدعاء أي جهة كونها ممثلة للدين الإسلامي)؛ غير أن كل هذه الجهود الحميدة من قبل السياسة المغربية ستصبح معارك دنكيشوطية إذا لم تستند إلى البعد القانوني وهو الإقرار بذلك دستوريا.

                    وعليه فأن العلمانية تعني ببساطة فصل سلطة الدين عن الدولة أي تحرير الدولة مما ليس دولة. فإذا كان ستاندال في روايته "الأحمر والأسود" يبين تواطؤ رجل الدين والملكية في فرنسا من أجل الهيمنة، وطالب مونتيسكيو بفصل السلط للتقليص من هيمنة الدولة، فإن العلمانية لا تزيد عن هذا المطلب سوى بالإيمان بقدرة العلم/العقل على حل مشاكل الإنسان، ومنها تلك التي يخلقها هو نفسه.

                    هكذا تلاحظون أن لا علاقة للعلمانية بفكرة الإلحاد لأن أغلب الرافضين لها يعتقدون أنها كذلك، والحقيقة أن الرافضين لها، بل المقاومين لها إنما يخافون على مصالحهم الشخصية، ولنأخذ المجتمع اليوناني كمثال الذي يمثل رجال الدين فيه أغنى المواطنين إلى حد أن أغلب اليونانيين أضحوا يسعون إلى هذا المنصب.

                    في اعتقادكم ألا يمكن أن تصطدم كل دعوة إلى العلمانية بطبيعة النسق السياسي المغربي القائم على ثنائية أن القيادة السياسية مرتبطة بإمارة المؤمنين، في حين أن إحدى الأسس التي تقوم عليها العلمانية تتمثل في فصل الديني عن الدنيوي؟


                    يمكن أن نصنف العوائق التي تحول دون تبني العلمانية في النظام السياسي المغربي إلى ما هو ذاتي وما هو موضوعي: تكمن العوائق الذاتية في المقاومة الاجتماعية والثقافية للمواطن المغربي نفسه نظرا للثمتلات السلبية التي لديه عن العلمانية أو طبيعة النظام السياسي المغربي الذي يقوم بالأساس على الركيزة الدينية المعلنة في الدستور، مما يجعل المطالبة بالعلمانية مطالبة بتغيير أو تعديل أهم مقومات النظام السياسي المغربي المتجلي في سيادة الدين الإسلامي وإمارة المؤمنين؛ أما العوائق الموضوعية فترجع إلى الفشل النسبي الذي حدث لبعض التجارب العلمانية كما هو الحال بالنسبة لتركيا وبولونيا وسوريا… وهذا التخوف من الفشل وإن كان مبررا لكنه ليس معقولا لأن حجته مردودة بتقديم تجارب أخرى نجحت كما هو حال فرنسا التي كانت أول من أعلنت عن تبني العلمانية دستوريا.

                    من الناحية الفلسفية كيف يمكن التأصيل لمفهوم العلمانية في بيئة ثقافية وذهنية، يمكن أن نقول أنها خاضعة لمنطق التأثير الديني بل والأسطوري أيضا. بمعنى آخر ألا يصطدم كل نقاش للعلمانية بتلك المقولة القائلة بالخصوصية وأن ما يصلح لهذا المجتمع ربما لا يصلح لمجتمع آخر؟


                    دعنا نتفق أولا على أن مسألة العلمانية ذات ثلاثة أبعاد: بعد سياسي هو الديمقراطية وبعد ديني هو حرية المعتقد وبعد حقوقي هو كونية الطبيعة الإنسانية. وحتى لا نجحف في حق البعض وجب التنبيه إلى أن هناك بعض الجمعيات التي تطالب بالعلمانية في المغرب خاصة منها الأمازيغية، كما أن هناك من يتخذ موقفا انتقائيا، في حين يوجد من يتبنى المسألة ضمنيا دون التصريح بذلك. والحال أن الواقع المغربي مليء بالتناقضات إذ أن الكثير من المظاهر الاجتماعية الاقتصادية والثقافية تدل على علمانيته، في الوقت التي تؤشر أخرى على جمعه بين الديني والسياسي. دعني أسوق هنا مثال وجود الحانات وبيع الخمر والسياحة والقروض بالفائدة ووجود وزراء غير مسلمين في الحكومة…، والأدهى من ذلك أن بلدا يدعي أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام لا يتبنى من القوانين الدينية سوى بعض بنود مدونة الأسرة. الأمر الذي يخلق الكثير من المفارقات في التنظيم القانوني للمجتمع كما حدث بالنسبة للمواطنة التي أرادت الأكل في رمضان علنا، فما قامت به من الناحية الدينية مرفوض، لكن لا يوجد قانون يجرمه.

                    يمكن هنا أن أسوق تناقضا آخر هو تبني المغرب لعهد الحقوق والحريات ودولة الحق والقانون، لكنه في الوقت ذاته لا يزال يتحفظ على بعض البنود ذات الصلة بالدين كمعاهدة حقوق الطفل ومعاهدة محاربة جميع أشكال التمييز ضد المرأة…

                    إن القول بأن مطلب العلمانية معارض للدين مردود، كما أن الاعتراض عليها بدعوى أن بعض البلدان التي تنتهج العلمانية ديكتاتورية ومستبدة؛ مناط ذلك أن العلمانية ليست نظاما سياسيا، بل شرطا من بين أخرى ينمي ويعزز تكريس ثقافة حقوق الإنسان، وبذلك فكل جهة تدعو إلى العلمانية لا ترغب بذلك تغيير النظام السياسي، بل إقصاء العوائق أمام الممارسة الفعلية لحقوق الإنسان، وبالتالي التقليص من هيمنة الدولة، ومعلوم أن الغاية القصوى لكل نضال حقوقي هو التقليص من هيمنة سلطة الدولة مخافة أن تسقط في الاستبداد. أضف إلى ذلك أن الأنظمة السياسية العلمانية التي سقطت في الديكتاتورية لم يكن همها الأول تحقيق الديمقراطية، بل القطع مع أسباب التخلف، والتي كانت في اعتقادهم التراث بجميع أشكاله، فوصل بهم الحد، كما هو حال تركيا، إلى استبدال الحروف اللاتينية بالعربية.

                    شهدت الساحة الثقافية والإعلامية المغربية مؤخرا سجالا حادا حول مفهوم العلمانية وخاصة بعد أن قامت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتقديم هذا المطلب كمطلب حقوقي؟ كيف يمكن أن نفهم ملابسات انبثاق الجدل حول العلمانية في هذا التوقيت بالذات؟ وهل الوقت مناسب وملائم لهذا النقاش؟ أم أنه مرتبط بسياق سياسي داخلي وتداعياته الخارجية والدولية فقط؟


                    يبدو لي أن التساؤل حول تاريخية وضع أي مشكل أو قضية أمر نسبي لأنه من الصعب دائما أن نجد تعليلا حقيقيا لكل مطالبنا، ومن تم فهل حان الوقت لوضع العلمانية مطلبا حقوقيا؟ الجواب بالنسبة لي: نعم، أولا لأن المجتمع والنظام السياسي المغربيين دخلا فعلا عصر الحداثة، وهذه تعني نظريا القطع مع مقومات وأسس الحكم التقليدي؛ ثانيا إن الأصل الاشتقاقي للعَلمانية "séculer/sécularisation" هو "الخاص بالعصر أو الوقت"، وبالتالي فالمطالبة بالديمقراطية الحقّ وتكريس حقوق الإنسان والحفاظ على كرامة الإنسان وتحرير العقل من كل الوصايا أيا كان نوعها أو مصدرها هي السمات الأساسية لهذا العصر؛ وعليه الدولة المغربية الحديثة من حيث أنها ملكية دستورية لبرالية وديمقراطية تشاركية لم تعد تحتاج إلى مشروعية دينية، لأن المواطن المغربي لم يعد يفكر في أشكال أخرى للحكم كما كان يفعل سابقا، بل فقط في تطوير النظام الحالي إلى الأفضل؛ ومن تم فسير الدولة نحو بناء مشروعية قانونية أي عقلانية، بلغة ماكس فيبر، أو لنقل تبنيها مفاهيم الانتقال الديمقراطي والبناء الديمقراطي ودولة الحق والقانون… كل هذا يعني أن النظام الملكي يعي بالقدر الكافي أن استعماله للسند الديني لم يعد يحوز نفس القوة والسلطة كما كان الحال عند إدخال صفة إمارة المؤمنين في الدستور. يجب أن نعترف في هذا السياق أن المؤسسة الملكية كانت دائما سباقة واستباقية بالنسبة للحكومة، بل يمكن أن أجزم أن هذه الأخيرة متخلفة وبطيئة بطء السلحفاة مقارنة مع سرعة التوقع الملكي. والدليل على ذلك حيرة رجال السياسة في المغرب، بل دهشتهم أمام مفاهيم جوهرية من قبيل التناوب والانتقال الديمقراطي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتنمية المستدامة…

                    يبدو أن المشكل يكمن بالدرجة الأولى في العقلية المغربية أكثر منه في النظام السياسي، فالاعتراض على العلمانية يكون أولا من قبل أصحاب المصالح، لأن ذلك يعني في نظرهم التقليص من سلطهم، وأقصد هنا بعض رجال الدين والسلطة التنفيذية وكل من يغتني على حساب المجتمع دينيا. بعبارة أخرى إن الأمر يتعلق بالمقدس، كما تعلمون كثر الحديث مؤخرا عن المس بالمقدس، وأنا لدي اعتراض على هذه المصطلحات؛ يتعلق الأول بمفهوم "المس" لأنه ملتبس وغامض، ويذكرني بالعبارة الدستورية التي عذبت وقتلت الكثير في المغرب، أقصد "ما من شأنه…"، أما الثاني فيتعلق بـ"المقدس" الذي يقصد به هنا "الثوابت أو القيم الأساسية"، وهو لفظ أقل إثارة للمشاعر. وإذا كان يبدو أن المشرع قد استعمل كل ذكائه كي يضع نصا مخيفا بالنسبة للمواطن، لأن كل شيء قد يؤول على أنه "مس"(الغريب أن لهذا الفعل معنى سلبي دينيا)، ولأن التقديس يتعلق في مجال الأنثربولوجيا بالأمور الواهنة، أي التي لا تجد لنفسها تعليلا سوى المنظور الإيجابي للناس، أي الاعتقاد، فإن ذلك قد تحول إلى وسيلة لتكريس هيمنة السلطة السياسية.

                    مفاد ما سلف إن مطلب العلمانية مطلب حقوقي يناظر على المستوى السياسي إصلاح الدستور، وتحقيق ذلك لا يعني بالضرورة الحسم في المستوى الاجتماعي والثقافي، لأن حقوق الإنسان عبارة عن مواثيق قانونية من جهة، وسلوكات شخصية تقوم على الحرية والمسؤولية من جهة أخرى. لذا فإن الشرط الوحيد الضروري الذي يجب أن يسبق تحقيق العلمانية هو تربية المجتمع على مفاهيم حقوق الإنسان وخصوصا الحرية بكل أبعادها المدنية والاجتماعية والثقافية وخصوصا الدينية. كما يمكن أن نتبنى العلمانية ثم نقوم بنشر ثقافتها، كما حدث مع حقوق الإنسان، إذ لم تكن العقلية المغربية مستعدة لتقبلها، لكن المجتمع المدني والنظام التربوي قام بترسيخها عن طريق التربية والنشر والتعزيز.

                    ألا تعتبر إعادة فتح النقاش في العلمانية في هذا التوقيت بالضبط تكرارا لأسئلة رواد النهضة وهم يجيبون عن سؤال لماذا تخلفنا؟ مع العلم أن في منتصف القرن التاسع عشر كانت هناك طروحات أكثر جرأة في التعامل مع هذا الأمر؟ لماذا إذن نعود بعد أكثر من قرن من الزمان لطرح الإشكاليات ذاتها وكأن حركية التاريخ متوقفة عند قضايا بعينها؟

                    لا بد هنا من التأكيد أن مناقشة إشكالية العلمانية جزء من نقاش مسألة النهضة والحداثة بكل تجلياتها، لذا يضعها البعض في مقابل السلفية أو الاشتراكية، وهو أمر فيه كثير من الغلط، لأن السلفية والاشتراكية تصورات لنظم الحكم بكل مكوناتها، في حين أن العلمانية تحديد لطبيعة السلطة السياسية، أي رسم حد لممارسة الدولة للسلطة في مجال العلاقة مع الدين، أو لنقل إنها مطالبة بعدم استغلال الدين في التسلط على المواطن.

                    وأغتنم مناسبة الحديث عن معنى العلمانية لأميزها عن العِلمانية (بكسر العين)scientisme، فهذه الأخيرة تدل على الاتجاه الفكري الذي يرى في العلم الملجأ لحل كل مشاكل الإنسان، في حين أن العَلمانية Sécularisme اتجاه فكري يطالب بفصل الأمور الدنيوية عن الأمور الدينية، فيكون بذلك الدين، في نظره، ممارسة شخصية ومعتقدا فرديا وليس سلطة جماعية تفرض على الكل. أما اللائكية فاتجاه يود تحقيق العلمانية كمفهوم كوني وشامل، همه الأول البعد الثقافي من أجل بناء مجتمع حداثي؛ وهذا الأخير ليس سوى التأكيد على الوعي والإنسان وغياب المقدس كغايات قصوى.

                    قد يكون تخوف البعض من العلمانية ناجم أيضا عن ارتباطها بحركة التنوير في الفكر الغربي الذي كان يعتقد بأن الإله مفهوم من إنتاج العقل الخالص، أو أن الفكر الديني اغتراب للإنسان في العالم الإلهي، ومن تم لا يمكن الحديث عن ترسيخ مفهوم العلمانية إذا لم يتم فهم الدين كظاهرة إنسانية، أو كدين طبيعي. غير أن هذا الفهم مغلوط كذلك، إذ أن العلمانية لا تعادي الدين، لكنها لا تقبل التضحية بحقوق الإنسان من أجل حقوق الله التي ليست في الأصل سوى حقوق المستبد الذي يلبس الجلباب والعمامة ويجلد الناس باسم الله.

                    أكثر من جهة هاجمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في طرحها لمطلب العلمانية. هناك جهات رسمية(تصريح الوزير الأول في هذا الشأن) وجهات أخرى دينية. كيف يمكن أن نفهم وحدة هذا الموقف؟ هل إقرار العلمانية يشكل فعلا تهديدا حقيقيا لقيم المجتمع وبالتالي هويته؟

                    هناك من يرى أن تبني العلمانية سيفتح المجال أمام تفسخ الأخلاق وظهور الجماعات الشاذة وفقدان القيم الأخلاقية وخصوصا الدينية، والرد على هذا أمر سهل، إذ نتساءل هل توجد فعلا قيم دينية؟ وإن وجدت هل هي أقوى من القيم الاجتماعية؟ اليقيني أن القيم الاجتماعية أقوى من الدينية، فالفتاة مثلا تزني وتحافظ على البكارة، كأن البكارة أهم من الزنى، والناس يشربون الخمر ويتسترون، مما يعني أن القيم الاجتماعية أقوى. أما إمكانية ظهور الجماعات الشاذة، فهذا أمر مرتبط بالتطور التاريخي الذي لا يطلب الإذن من أحد، فعدم التسريح لها لا يعني إقصاؤها، ومنعها لا يعني القضاء عليها، بل دفعها إلى العمل في الهامش مما يجعلها خارج السيطرة، ولنضرب لذلك مثل المصابين بالإيدز أو الأبناء غير الشرعيين، لو لم تقرر الدولة العناية بهم والاعتراف بهم لزاد عددهم.

                    أما أكثر الأمور هراء هو الاعتقاد في إمكانية إقامة حكم إسلامي بالطريقة التي عاشها السلف الصالح، والعلة في هذا التهافت أولا هو استحالة إسقاط الماضي في الحاضر، وثانيا أن الذي يدعي ذلك لا يعرف أي نظام إسلامي يقصد، وثالثا أن العصر الأول للدولة الإسلامية كان أكثر فترات الحكم العربي الإسلامي سفكا للدماء وصل إلى حد قتل الخلفاء الراشدين. وعليه يبدو أن الأمر لا يتعلق بتناقض بين الدين والعلمانية، بل بين السلطة السياسية والتقاليد والعقليات من جهة ومنظومة حقوق الإنسان والحريات من جهة أخرى. لأن هذه الأخيرة لا يمكن أن تنجح في ظل خلفية فكرية وسياسية إسلاموية.

                    في بداية ما اصطلح عليه بالعهد الجديد رفع الخطاب الرسمي شعار التأسيس للمجتمع الحداثي الديمقراطي. لكن بعد ما يقرب تقريبا من عشر سنوات، تراجع منسوب استعمال هذا الشعار. كيف يمكن أن نفهم هذا التراجع في ظل الهجوم الذي تتعرض له فكرة العلمانية؟

                    يجب أن نعترف أولا أن السياسة مجال معرفي وعملي يولد معارفه ويخلق قيمه بشكل ذاتي، بالرغم من أن تعريفها هو تدبير شؤون المجتمع من أجل الصالح العام، مناط ذلك أن كل فئة تتسلم مقاليد الحكم تمزج مصالح الأمة بمصالحها، وهذا ما يجعل العمل السياسي راهني، وبالتالي متغير بتغير الظروف. بعبارة أخرى أيا كانت الأهداف التي قد يعلنها بجدية أو من دونها، فإن هذه الأهداف قد يتبين عمليا أنها تخل بمصالح الحاكمين، لذا يضطرون للتضحية بها. وعليه يلحظ المواطن والمتخصص تراجعا في سياسة معينة. وهذا بالفعل ما حدث في المغرب، فالشعارات التي رفعت كانت أكبر من الدواليب التقليدية، أضف إلى ذلك الجهل الكبير بهذه المفاهيم. فالرغبة في تحقيق مجتمع ديمقراطي حداثي لا يقتصر على تطبيق الدستور والانتخابات النزيهة، لأن هذه الأمور نفسها كانت ناقصة من المسار السياسي المغربي، بل تتعداها إلى تعديل وملاءمة القوانين والمؤسسات طبقا لهذا المنظور الجديد الذي يقطع مع التصورات التقليدية سواء على مستوى المؤسسات أو السلوكات أو المعتقدات والتصورات، الأمر الذي تلاحظون أنه لا يزال يثير الكثير من المداد والغضب والتأفف…. "

                    بقلم \ عزيز مشواط

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة ايليا سهاونة مشاهدة المشاركة
                      ربما سوف يعالج هذا المقال العديد من الخلافات الحاصلة هنا ؛

                      يوسف تيبس: العلمانية ليست معادية للدين

                      والفوبيا ناتجة عن دوافع سياسية وسوء فهم كبير


                      " فجرت مؤخرا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان نقاشا حادا على خلفية مطالبتها بتبني العلمانية كمطلب حقوقي…هاجم أكثر من طرف هذا المطلب، ووصل الأمر إلى المطالبة بحل الجمعية، فيما تكلفت جهات إعلامية عمومية وغير عمومية بصب الزيت على النار… لكن بعيدا عن حدث الهجوم على الجمعية وعلى مطلبها، تكمن أكثر من علامة استفهام من قبيل : لماذا يتوحد ما لا يوحد من الجهات في الخوف من العلمانية؟ هل الأمر ناتج عن سوء فهم معناها أم يعود بالأحرى إلى الخوف من تبعات المطلب على طبيعة النسق السياسي المغربي؟ ما معنى العلمانية؟ وهل تشكل فعلا تهديدا لقيم المجتمع وهويته؟ وما معنى إثارة الجدل حولها في مجتمع تبنى منذ أكثر من عشر سنوات شعار المجتمع الحداثي والديمقراطي؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها أستاذ الفلسفة المعاصرة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والمدرب الدولي في حقوق الإنسان الدكتور يوسف تيبس.

                      شهد المؤتمر الأخير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان نقاشا مثيرا حول العلمانية، وتركز الجدل بالخصوص حول إمكانية المطالبة بدسترة العلمانية كمطلب حقوقي. هل تعتقد أن العلمانية بكل ما تعنيه من حمولة تاريخية وفكرية وثقافية إشكال راهن يمكن أن يكون مثار نقاش مجتمعي؟


                      منذ مدة فتحت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نقاشا حول إمكانية اقتراح تبني العلمانية في النظام السياسي المغربي، وفي جهة فاس، شاركت بعدد من المحاضرات في إطار تعميق هذا النقاش. ومن خلال هذا النقاش وماجرى تداوله في المؤتمر التاسع، فالظاهر أن المدافعين عن مطلب العلمانية يعتقدون أن العلمانية عامل أساسي في بناء مجتمع ديمقراطي حداثي، يتجاوز أنواع الوصايا التقليدية ليعوضها بالوصاية العلمية طالما أن العلم من إنتاج العالم/الإنسان/المواطن/العقل، بمعنى أن الجمعية تعتبر تبني العلمانية عاملا قد يقوض الممارسة الديمقراطية ويعدل النظام السياسي حتى يناسب طموحات المواطن المغربي. غير أن هذا الزعم ليس صحيحا كليا، لأن الإيمان بقدرة العلم على حل جميع مشاكل الإنسان يرافقه على المستوى السياسي المطالبة بفصل الدين عن الدولة. بإيجاز شديد، لا يمكن تحقيق مجتمع ديمقراطي في ظل تداخل السلطات المختلفة من حيث المصدر والطبيعة. بمعنى أن الجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية عائق جوهري أمام الديمقراطية.

                      فمفهوم العلمانية يؤمن بأن العلم يفتح باستمرار آفاقا أمام الإنسان، مما يجعل العقل مطالب بمساءلة العلم ذاته وتوجيهه ونقده، فتكون نتيجة هذا الحوار بين العلم والعقل والواقع تحقيق نمط عيش إنساني نظري وعملي ملائم إن لم نقل جيد أو على الأقل يصبو إلى ذلك.

                      حاصل القول إن العلمانية هي أولا تعدية المناهج العلمية التي أثبتت نجاعتها إلى مجال الإنسانيات خاصة الأخلاق والسياسة، لذا اعتبرها الكثيرون محاربة للخرافة والجهل والتسلط؛ وهي ثانيا سعي نحو تحقيق سعادة الإنسان/المواطن بواسطة المعرفة التامة بقوانين الطبيعة واستبدال المناهج العلمية بالأديان والأخلاق، أو لنقل استبدال الحل العقلاني بالحل الأخلاقي، مما يعني أن العلمانية علم وقوة تمس جميع مناحي الحياة الإنسانية وخصوصا السياسية منها، لذا نجد أن أكبر مقاومة لها تكون من قبل المجتمعات المتدينة أو الجاهلة. وهذا خطأ أو غلط يلزم تصحيحه.

                      أحد المعوقات الأساسية التي يثيرها النقاش حول العلمانية في المغرب هو بعض الأوصاف القدحية المرتبطة بمفهوم العلمانية إذ أن التمثل الشائع يربطها بنعوت من قبيل الإلحاد والانحلال الخلقي والإباحية وغيرها؟ هل في اعتقادكم أن البنى الاجتماعية والذهنية للشارع المغربي مهيئة بالشكل الكافي للتعامل مع هذا المطلب؟


                      اسمح لي إذن أن أحاول إزالة بعض الالتباس بناء على مبدإ الربح والخسارة، لنسلم أولا أن مطلب العلمانية هو بالأساس مطلب الدولة الديمقراطية الحديثة، وأن الإرادة السياسية في المغرب لا تكف عن المطالبة بتحديث أسلوب تدبير شؤون الأمة؛ والعلمانية أيضا هي حرية المعتقد، أي منح الفرد حق ممارسة معتقده سرا أو علانية شريطة أن لا يفرضه على الآخرين، بمعنى أنها ليست رفضا للتدين كما يعتقد البعض، بل تحريره من أي هيمنة أو سيطرة لإشعاع روح التسامح الديني والثقافي، وهو كذلك أمر لا يدخر النظام المغربي جهدا في الدعوة إليه (إذ ترفض الدولة والأحزاب معا إدعاء أي جهة كونها ممثلة للدين الإسلامي)؛ غير أن كل هذه الجهود الحميدة من قبل السياسة المغربية ستصبح معارك دنكيشوطية إذا لم تستند إلى البعد القانوني وهو الإقرار بذلك دستوريا.

                      وعليه فأن العلمانية تعني ببساطة فصل سلطة الدين عن الدولة أي تحرير الدولة مما ليس دولة. فإذا كان ستاندال في روايته "الأحمر والأسود" يبين تواطؤ رجل الدين والملكية في فرنسا من أجل الهيمنة، وطالب مونتيسكيو بفصل السلط للتقليص من هيمنة الدولة، فإن العلمانية لا تزيد عن هذا المطلب سوى بالإيمان بقدرة العلم/العقل على حل مشاكل الإنسان، ومنها تلك التي يخلقها هو نفسه.

                      هكذا تلاحظون أن لا علاقة للعلمانية بفكرة الإلحاد لأن أغلب الرافضين لها يعتقدون أنها كذلك، والحقيقة أن الرافضين لها، بل المقاومين لها إنما يخافون على مصالحهم الشخصية، ولنأخذ المجتمع اليوناني كمثال الذي يمثل رجال الدين فيه أغنى المواطنين إلى حد أن أغلب اليونانيين أضحوا يسعون إلى هذا المنصب.

                      في اعتقادكم ألا يمكن أن تصطدم كل دعوة إلى العلمانية بطبيعة النسق السياسي المغربي القائم على ثنائية أن القيادة السياسية مرتبطة بإمارة المؤمنين، في حين أن إحدى الأسس التي تقوم عليها العلمانية تتمثل في فصل الديني عن الدنيوي؟


                      يمكن أن نصنف العوائق التي تحول دون تبني العلمانية في النظام السياسي المغربي إلى ما هو ذاتي وما هو موضوعي: تكمن العوائق الذاتية في المقاومة الاجتماعية والثقافية للمواطن المغربي نفسه نظرا للثمتلات السلبية التي لديه عن العلمانية أو طبيعة النظام السياسي المغربي الذي يقوم بالأساس على الركيزة الدينية المعلنة في الدستور، مما يجعل المطالبة بالعلمانية مطالبة بتغيير أو تعديل أهم مقومات النظام السياسي المغربي المتجلي في سيادة الدين الإسلامي وإمارة المؤمنين؛ أما العوائق الموضوعية فترجع إلى الفشل النسبي الذي حدث لبعض التجارب العلمانية كما هو الحال بالنسبة لتركيا وبولونيا وسوريا… وهذا التخوف من الفشل وإن كان مبررا لكنه ليس معقولا لأن حجته مردودة بتقديم تجارب أخرى نجحت كما هو حال فرنسا التي كانت أول من أعلنت عن تبني العلمانية دستوريا.

                      من الناحية الفلسفية كيف يمكن التأصيل لمفهوم العلمانية في بيئة ثقافية وذهنية، يمكن أن نقول أنها خاضعة لمنطق التأثير الديني بل والأسطوري أيضا. بمعنى آخر ألا يصطدم كل نقاش للعلمانية بتلك المقولة القائلة بالخصوصية وأن ما يصلح لهذا المجتمع ربما لا يصلح لمجتمع آخر؟


                      دعنا نتفق أولا على أن مسألة العلمانية ذات ثلاثة أبعاد: بعد سياسي هو الديمقراطية وبعد ديني هو حرية المعتقد وبعد حقوقي هو كونية الطبيعة الإنسانية. وحتى لا نجحف في حق البعض وجب التنبيه إلى أن هناك بعض الجمعيات التي تطالب بالعلمانية في المغرب خاصة منها الأمازيغية، كما أن هناك من يتخذ موقفا انتقائيا، في حين يوجد من يتبنى المسألة ضمنيا دون التصريح بذلك. والحال أن الواقع المغربي مليء بالتناقضات إذ أن الكثير من المظاهر الاجتماعية الاقتصادية والثقافية تدل على علمانيته، في الوقت التي تؤشر أخرى على جمعه بين الديني والسياسي. دعني أسوق هنا مثال وجود الحانات وبيع الخمر والسياحة والقروض بالفائدة ووجود وزراء غير مسلمين في الحكومة…، والأدهى من ذلك أن بلدا يدعي أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام لا يتبنى من القوانين الدينية سوى بعض بنود مدونة الأسرة. الأمر الذي يخلق الكثير من المفارقات في التنظيم القانوني للمجتمع كما حدث بالنسبة للمواطنة التي أرادت الأكل في رمضان علنا، فما قامت به من الناحية الدينية مرفوض، لكن لا يوجد قانون يجرمه.

                      يمكن هنا أن أسوق تناقضا آخر هو تبني المغرب لعهد الحقوق والحريات ودولة الحق والقانون، لكنه في الوقت ذاته لا يزال يتحفظ على بعض البنود ذات الصلة بالدين كمعاهدة حقوق الطفل ومعاهدة محاربة جميع أشكال التمييز ضد المرأة…

                      إن القول بأن مطلب العلمانية معارض للدين مردود، كما أن الاعتراض عليها بدعوى أن بعض البلدان التي تنتهج العلمانية ديكتاتورية ومستبدة؛ مناط ذلك أن العلمانية ليست نظاما سياسيا، بل شرطا من بين أخرى ينمي ويعزز تكريس ثقافة حقوق الإنسان، وبذلك فكل جهة تدعو إلى العلمانية لا ترغب بذلك تغيير النظام السياسي، بل إقصاء العوائق أمام الممارسة الفعلية لحقوق الإنسان، وبالتالي التقليص من هيمنة الدولة، ومعلوم أن الغاية القصوى لكل نضال حقوقي هو التقليص من هيمنة سلطة الدولة مخافة أن تسقط في الاستبداد. أضف إلى ذلك أن الأنظمة السياسية العلمانية التي سقطت في الديكتاتورية لم يكن همها الأول تحقيق الديمقراطية، بل القطع مع أسباب التخلف، والتي كانت في اعتقادهم التراث بجميع أشكاله، فوصل بهم الحد، كما هو حال تركيا، إلى استبدال الحروف اللاتينية بالعربية.

                      شهدت الساحة الثقافية والإعلامية المغربية مؤخرا سجالا حادا حول مفهوم العلمانية وخاصة بعد أن قامت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتقديم هذا المطلب كمطلب حقوقي؟ كيف يمكن أن نفهم ملابسات انبثاق الجدل حول العلمانية في هذا التوقيت بالذات؟ وهل الوقت مناسب وملائم لهذا النقاش؟ أم أنه مرتبط بسياق سياسي داخلي وتداعياته الخارجية والدولية فقط؟


                      يبدو لي أن التساؤل حول تاريخية وضع أي مشكل أو قضية أمر نسبي لأنه من الصعب دائما أن نجد تعليلا حقيقيا لكل مطالبنا، ومن تم فهل حان الوقت لوضع العلمانية مطلبا حقوقيا؟ الجواب بالنسبة لي: نعم، أولا لأن المجتمع والنظام السياسي المغربيين دخلا فعلا عصر الحداثة، وهذه تعني نظريا القطع مع مقومات وأسس الحكم التقليدي؛ ثانيا إن الأصل الاشتقاقي للعَلمانية "séculer/sécularisation" هو "الخاص بالعصر أو الوقت"، وبالتالي فالمطالبة بالديمقراطية الحقّ وتكريس حقوق الإنسان والحفاظ على كرامة الإنسان وتحرير العقل من كل الوصايا أيا كان نوعها أو مصدرها هي السمات الأساسية لهذا العصر؛ وعليه الدولة المغربية الحديثة من حيث أنها ملكية دستورية لبرالية وديمقراطية تشاركية لم تعد تحتاج إلى مشروعية دينية، لأن المواطن المغربي لم يعد يفكر في أشكال أخرى للحكم كما كان يفعل سابقا، بل فقط في تطوير النظام الحالي إلى الأفضل؛ ومن تم فسير الدولة نحو بناء مشروعية قانونية أي عقلانية، بلغة ماكس فيبر، أو لنقل تبنيها مفاهيم الانتقال الديمقراطي والبناء الديمقراطي ودولة الحق والقانون… كل هذا يعني أن النظام الملكي يعي بالقدر الكافي أن استعماله للسند الديني لم يعد يحوز نفس القوة والسلطة كما كان الحال عند إدخال صفة إمارة المؤمنين في الدستور. يجب أن نعترف في هذا السياق أن المؤسسة الملكية كانت دائما سباقة واستباقية بالنسبة للحكومة، بل يمكن أن أجزم أن هذه الأخيرة متخلفة وبطيئة بطء السلحفاة مقارنة مع سرعة التوقع الملكي. والدليل على ذلك حيرة رجال السياسة في المغرب، بل دهشتهم أمام مفاهيم جوهرية من قبيل التناوب والانتقال الديمقراطي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتنمية المستدامة…

                      يبدو أن المشكل يكمن بالدرجة الأولى في العقلية المغربية أكثر منه في النظام السياسي، فالاعتراض على العلمانية يكون أولا من قبل أصحاب المصالح، لأن ذلك يعني في نظرهم التقليص من سلطهم، وأقصد هنا بعض رجال الدين والسلطة التنفيذية وكل من يغتني على حساب المجتمع دينيا. بعبارة أخرى إن الأمر يتعلق بالمقدس، كما تعلمون كثر الحديث مؤخرا عن المس بالمقدس، وأنا لدي اعتراض على هذه المصطلحات؛ يتعلق الأول بمفهوم "المس" لأنه ملتبس وغامض، ويذكرني بالعبارة الدستورية التي عذبت وقتلت الكثير في المغرب، أقصد "ما من شأنه…"، أما الثاني فيتعلق بـ"المقدس" الذي يقصد به هنا "الثوابت أو القيم الأساسية"، وهو لفظ أقل إثارة للمشاعر. وإذا كان يبدو أن المشرع قد استعمل كل ذكائه كي يضع نصا مخيفا بالنسبة للمواطن، لأن كل شيء قد يؤول على أنه "مس"(الغريب أن لهذا الفعل معنى سلبي دينيا)، ولأن التقديس يتعلق في مجال الأنثربولوجيا بالأمور الواهنة، أي التي لا تجد لنفسها تعليلا سوى المنظور الإيجابي للناس، أي الاعتقاد، فإن ذلك قد تحول إلى وسيلة لتكريس هيمنة السلطة السياسية.

                      مفاد ما سلف إن مطلب العلمانية مطلب حقوقي يناظر على المستوى السياسي إصلاح الدستور، وتحقيق ذلك لا يعني بالضرورة الحسم في المستوى الاجتماعي والثقافي، لأن حقوق الإنسان عبارة عن مواثيق قانونية من جهة، وسلوكات شخصية تقوم على الحرية والمسؤولية من جهة أخرى. لذا فإن الشرط الوحيد الضروري الذي يجب أن يسبق تحقيق العلمانية هو تربية المجتمع على مفاهيم حقوق الإنسان وخصوصا الحرية بكل أبعادها المدنية والاجتماعية والثقافية وخصوصا الدينية. كما يمكن أن نتبنى العلمانية ثم نقوم بنشر ثقافتها، كما حدث مع حقوق الإنسان، إذ لم تكن العقلية المغربية مستعدة لتقبلها، لكن المجتمع المدني والنظام التربوي قام بترسيخها عن طريق التربية والنشر والتعزيز.

                      ألا تعتبر إعادة فتح النقاش في العلمانية في هذا التوقيت بالضبط تكرارا لأسئلة رواد النهضة وهم يجيبون عن سؤال لماذا تخلفنا؟ مع العلم أن في منتصف القرن التاسع عشر كانت هناك طروحات أكثر جرأة في التعامل مع هذا الأمر؟ لماذا إذن نعود بعد أكثر من قرن من الزمان لطرح الإشكاليات ذاتها وكأن حركية التاريخ متوقفة عند قضايا بعينها؟

                      لا بد هنا من التأكيد أن مناقشة إشكالية العلمانية جزء من نقاش مسألة النهضة والحداثة بكل تجلياتها، لذا يضعها البعض في مقابل السلفية أو الاشتراكية، وهو أمر فيه كثير من الغلط، لأن السلفية والاشتراكية تصورات لنظم الحكم بكل مكوناتها، في حين أن العلمانية تحديد لطبيعة السلطة السياسية، أي رسم حد لممارسة الدولة للسلطة في مجال العلاقة مع الدين، أو لنقل إنها مطالبة بعدم استغلال الدين في التسلط على المواطن.

                      وأغتنم مناسبة الحديث عن معنى العلمانية لأميزها عن العِلمانية (بكسر العين)scientisme، فهذه الأخيرة تدل على الاتجاه الفكري الذي يرى في العلم الملجأ لحل كل مشاكل الإنسان، في حين أن العَلمانية Sécularisme اتجاه فكري يطالب بفصل الأمور الدنيوية عن الأمور الدينية، فيكون بذلك الدين، في نظره، ممارسة شخصية ومعتقدا فرديا وليس سلطة جماعية تفرض على الكل. أما اللائكية فاتجاه يود تحقيق العلمانية كمفهوم كوني وشامل، همه الأول البعد الثقافي من أجل بناء مجتمع حداثي؛ وهذا الأخير ليس سوى التأكيد على الوعي والإنسان وغياب المقدس كغايات قصوى.

                      قد يكون تخوف البعض من العلمانية ناجم أيضا عن ارتباطها بحركة التنوير في الفكر الغربي الذي كان يعتقد بأن الإله مفهوم من إنتاج العقل الخالص، أو أن الفكر الديني اغتراب للإنسان في العالم الإلهي، ومن تم لا يمكن الحديث عن ترسيخ مفهوم العلمانية إذا لم يتم فهم الدين كظاهرة إنسانية، أو كدين طبيعي. غير أن هذا الفهم مغلوط كذلك، إذ أن العلمانية لا تعادي الدين، لكنها لا تقبل التضحية بحقوق الإنسان من أجل حقوق الله التي ليست في الأصل سوى حقوق المستبد الذي يلبس الجلباب والعمامة ويجلد الناس باسم الله.

                      أكثر من جهة هاجمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في طرحها لمطلب العلمانية. هناك جهات رسمية(تصريح الوزير الأول في هذا الشأن) وجهات أخرى دينية. كيف يمكن أن نفهم وحدة هذا الموقف؟ هل إقرار العلمانية يشكل فعلا تهديدا حقيقيا لقيم المجتمع وبالتالي هويته؟

                      هناك من يرى أن تبني العلمانية سيفتح المجال أمام تفسخ الأخلاق وظهور الجماعات الشاذة وفقدان القيم الأخلاقية وخصوصا الدينية، والرد على هذا أمر سهل، إذ نتساءل هل توجد فعلا قيم دينية؟ وإن وجدت هل هي أقوى من القيم الاجتماعية؟ اليقيني أن القيم الاجتماعية أقوى من الدينية، فالفتاة مثلا تزني وتحافظ على البكارة، كأن البكارة أهم من الزنى، والناس يشربون الخمر ويتسترون، مما يعني أن القيم الاجتماعية أقوى. أما إمكانية ظهور الجماعات الشاذة، فهذا أمر مرتبط بالتطور التاريخي الذي لا يطلب الإذن من أحد، فعدم التسريح لها لا يعني إقصاؤها، ومنعها لا يعني القضاء عليها، بل دفعها إلى العمل في الهامش مما يجعلها خارج السيطرة، ولنضرب لذلك مثل المصابين بالإيدز أو الأبناء غير الشرعيين، لو لم تقرر الدولة العناية بهم والاعتراف بهم لزاد عددهم.

                      أما أكثر الأمور هراء هو الاعتقاد في إمكانية إقامة حكم إسلامي بالطريقة التي عاشها السلف الصالح، والعلة في هذا التهافت أولا هو استحالة إسقاط الماضي في الحاضر، وثانيا أن الذي يدعي ذلك لا يعرف أي نظام إسلامي يقصد، وثالثا أن العصر الأول للدولة الإسلامية كان أكثر فترات الحكم العربي الإسلامي سفكا للدماء وصل إلى حد قتل الخلفاء الراشدين. وعليه يبدو أن الأمر لا يتعلق بتناقض بين الدين والعلمانية، بل بين السلطة السياسية والتقاليد والعقليات من جهة ومنظومة حقوق الإنسان والحريات من جهة أخرى. لأن هذه الأخيرة لا يمكن أن تنجح في ظل خلفية فكرية وسياسية إسلاموية.

                      في بداية ما اصطلح عليه بالعهد الجديد رفع الخطاب الرسمي شعار التأسيس للمجتمع الحداثي الديمقراطي. لكن بعد ما يقرب تقريبا من عشر سنوات، تراجع منسوب استعمال هذا الشعار. كيف يمكن أن نفهم هذا التراجع في ظل الهجوم الذي تتعرض له فكرة العلمانية؟

                      يجب أن نعترف أولا أن السياسة مجال معرفي وعملي يولد معارفه ويخلق قيمه بشكل ذاتي، بالرغم من أن تعريفها هو تدبير شؤون المجتمع من أجل الصالح العام، مناط ذلك أن كل فئة تتسلم مقاليد الحكم تمزج مصالح الأمة بمصالحها، وهذا ما يجعل العمل السياسي راهني، وبالتالي متغير بتغير الظروف. بعبارة أخرى أيا كانت الأهداف التي قد يعلنها بجدية أو من دونها، فإن هذه الأهداف قد يتبين عمليا أنها تخل بمصالح الحاكمين، لذا يضطرون للتضحية بها. وعليه يلحظ المواطن والمتخصص تراجعا في سياسة معينة. وهذا بالفعل ما حدث في المغرب، فالشعارات التي رفعت كانت أكبر من الدواليب التقليدية، أضف إلى ذلك الجهل الكبير بهذه المفاهيم. فالرغبة في تحقيق مجتمع ديمقراطي حداثي لا يقتصر على تطبيق الدستور والانتخابات النزيهة، لأن هذه الأمور نفسها كانت ناقصة من المسار السياسي المغربي، بل تتعداها إلى تعديل وملاءمة القوانين والمؤسسات طبقا لهذا المنظور الجديد الذي يقطع مع التصورات التقليدية سواء على مستوى المؤسسات أو السلوكات أو المعتقدات والتصورات، الأمر الذي تلاحظون أنه لا يزال يثير الكثير من المداد والغضب والتأفف…. "

                      بقلم \ عزيز مشواط
                      [align=justify]

                      الأستاذ العزيز إيليا سهاونة،

                      الكاتب يربط بين العلمانية والعلم ويعتبرها منهجا علميا .. هذه سفسطة مبعثها الجهل. وما أكثر الجهلاء في جامعات العرب!

                      على الرابط التالي شرح لمصطلح العلمانية:

                      خلاصة في ضبط مصطلح العلمانية إن هذه الخلاصة ترمي إلى ضبط مصطلح العلمانية في العربية كما يلي: 1. مصطلح العلمانية: البحث في الاشتقاق اللغوي له في العربية، أي ضبط اشتقاق مصطلح (العلمانية) في العربية كما جاء في المصادر اللغوية العربية؛ 2. مصطلح العلمانية: البحث في المفهوم الأصلي/المفاهيم الأصلية لمصطلح (العلمانية) في كما


                      يثبت منه ألا علاقة بين العلمانية من جهة، والعِلم من جهة أخرى، إلا في الأحلام الناعمة .. ويعتبر كلام الأستاذ يوسف تيبيس في العلمانية ساقطا لأنه مبني على فهم خاطئ جدا للمصطلح. أو كما يقول أهل المنطق: خواتيم الأمور معقودة ببداياتها، وهذه بداية خاطئة!

                      أما المشاكل المطروحة في مقالته فيمكن مناقشتها بمعزل عن اللائيكية.

                      وتحية طيبة عطرة. [/align]
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • ايليا سهاونة
                        عضو الملتقى
                        • 11-08-2010
                        • 158

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                        [align=justify]

                        الأستاذ العزيز إيليا سهاونة،

                        الكاتب يربط بين العلمانية والعلم ويعتبرها منهجا علميا .. هذه سفسطة مبعثها الجهل. وما أكثر الجهلاء في جامعات العرب!

                        على الرابط التالي شرح لمصطلح العلمانية:

                        خلاصة في ضبط مصطلح العلمانية إن هذه الخلاصة ترمي إلى ضبط مصطلح العلمانية في العربية كما يلي: 1. مصطلح العلمانية: البحث في الاشتقاق اللغوي له في العربية، أي ضبط اشتقاق مصطلح (العلمانية) في العربية كما جاء في المصادر اللغوية العربية؛ 2. مصطلح العلمانية: البحث في المفهوم الأصلي/المفاهيم الأصلية لمصطلح (العلمانية) في كما


                        يثبت منه ألا علاقة بين العلمانية من جهة، والعِلم من جهة أخرى، إلا في الأحلام الناعمة .. ويعتبر كلام الأستاذ يوسف تيبيس في العلمانية ساقطا لأنه مبني على فهم خاطئ جدا للمصطلح. أو كما يقول أهل المنطق: خواتيم الأمور معقودة ببداياتها، وهذه بداية خاطئة!

                        أما المشاكل المطروحة في مقالته فيمكن مناقشتها بمعزل عن اللائيكية.

                        وتحية طيبة عطرة. [/align]
                        تحية طيبة استاذ عبد الرحمن سليمان ...
                        لم أضع المقال لأوضح ماهية العلمانية ، و لست أرى في العلمانية منهجا ً عليما ً بحت
                        فسبق و ذكرت رؤيتي للعلمانية في ردود سابقة بشكل مبسط جدا ً ، و لكن رأيت خلال تصفحي
                        لردود الأعضاء الكرام عدد لا متناهي من التكفير و التشهير بانحضاض المستوى العلمي للعلمانية
                        فحبذت وضع مقال يتجنب الدخول ببضع متاهات أنت قمت بشكل رائع بذكرها
                        و كلامك صحيح ( خواتيم الأمور معقودة ببداياتها ) لذلك لعل الحوار مع الكاتب أعلاه
                        يوضح بعدم دخولنا في متاهات لا تنفك أن تكون مشروع لإكمال التشويه الحاصل للعلمانية بشكل سلبي
                        و لكن في الواقع ما فاجئني في الموضوع برمته حديث البعض عن العلمانية كدين
                        الدين ـ و بغض النظر عن معتقداتنا فيه ـ له أيدولوجيات تحكمه و تحكم كونه دين و لكن العاجز عن تفسيره
                        كيف يُمكن للبعض أن يتخذ من العلمانية دينا ً و الأدهى من ذلك عقد قران لها مع الأديان الأخرى كالمسيحية مثلا ً
                        نحن نتحدث عن بوتقة من الحلول و الغير يتحدث عن بوتقة من المشاكل فليس الغرض من العلمانية
                        الإساءة للدين كما يظن البعض و كما وضّحت في أول ردودي ها هنا عن أن العلمانية تكفل حماية الأديان في الوقت
                        الذي يفهمها البعض على أنها معادية تماما ً ، بل لنأخذها من جوانب صحيحة و ضمن بنية تحتية سليمة
                        كي نتوصل لحلول منطقية أو شبه منطقية فضمن اطار حواري مثل هذا لن نصل للمنطق أبدا ً
                        تحياتي استاذ عبد الرحمن سليمان
                        التعديل الأخير تم بواسطة ايليا سهاونة; الساعة 15-09-2010, 20:51.

                        تعليق

                        • عبدالرؤوف النويهى
                          أديب وكاتب
                          • 12-10-2007
                          • 2218

                          #42
                          يقول الأستاذ الدكتور يحيى هاشم حسن فرغل ،فى كتابه سالف الذكر ،ص225

                          "هذه العلمانية فى وظيفتها التخريبية ماذا تكون؟

                          أيكفى القول أن نقول إنها صورة العصر الذى تزخرفت بداء الإلحاد ؟

                          أيكفى أن نقول إنها عباءةالفساد ونظريته الفكرية المطروحة أمام العقل المعاصر المترنح؟

                          أيكفى أن نقول إنها حصان طروادة الذى يدخل المدينة يتبختر فى مظهر يبعث على الدهشة ولاستخفاف ثم هو عندما يحل الظلام إذ به يقذف بالجنود المدججين بالسلاح ليستولوا على المدينة فى معركة خادعة ،أو معارك متناثرة ؟

                          أيكفى أن نقول إنها مرض الإيدز الثقافى الذى يضرب فى البداية جهاز المناعة فى ثقافة الشعب ثم يقوم من بعد بدور" القواد "الذى يستدعى الفساق والمخربين من كل صنف ولون فإذا بهم يهجمون ويتعنترون ويفترسون ،وقد كانوا من قبل "العلمانية " بأصبع السبابة يسحقون؟

                          الحق أنها ذلك كله ،وفوق ذلك كله :أنها مرض الخيانة الحضارية .

                          ولست فى هذا متجاوزا دقة الوصف بحرف واحد ."


                          كلام إنشائى مرصوص وتشبيهات بليغة وأوصاف مبتكرة تدغدغ العواطف وتلهب الأحاسيس وتلغى التفكير .
                          كلام لايسمن ولايغنى من جوع .

                          لست أدرى مامعنى مرض الخيانة الحضارية الذى نحته لنا الأستاذ الدكتور ؟؟

                          دون تحامل ..عندما قرأت هذا السفر العظيم منذ عشرين عاما ،قمت بكتابة بعض السطور .

                          "أنا فى حالة ذهول من أن أحمد بهجت صار مرجعاً رصيناً وحجة يعتد بها !!"
                          وجلال الدين الحمامصى وصافيناز كاظم ومها عبدالفتاح...أصبحوا من عمالقة العصر "

                          تعليق

                          • خالد الهجام
                            عضو الملتقى
                            • 16-08-2010
                            • 12

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة ايليا سهاونة مشاهدة المشاركة
                            تحية طيبة استاذ عبد الرحمن سليمان ...
                            لم أضع المقال لأوضح ماهية العلمانية ، و لست أرى في العلمانية منهجا ً عليما ً بحت
                            فسبق و ذكرت رؤيتي للعلمانية في ردود سابقة بشكل مبسط جدا ً ، و لكن رأيت خلال تصفحي
                            لردود الأعضاء الكرام عدد لا متناهي من التكفير و التشهير بانحضاض المستوى العلمي للعلمانية
                            فحبذت وضع مقال يتجنب الدخول ببضع متاهات أنت قمت بشكل رائع بذكرها
                            و كلامك صحيح ( خواتيم الأمور معقودة ببداياتها ) لذلك لعل الحوار مع الكاتب أعلاه
                            يوضح بعدم دخولنا في متاهات لا تنفك أن تكون مشروع لإكمال التشويه الحاصل للعلمانية بشكل سلبي
                            و لكن في الواقع ما فاجئني في الموضوع برمته حديث البعض عن العلمانية كدين
                            الدين ـ و بغض النظر عن معتقداتنا فيه ـ له أيدولوجيات تحكمه و تحكم كونه دين و لكن العاجز عن تفسيره
                            كيف يُمكن للبعض أن يتخذ من العلمانية دينا ً و الأدهى من ذلك عقد قران لها مع الأديان الأخرى كالمسيحية مثلا ً
                            نحن نتحدث عن بوتقة من الحلول و الغير يتحدث عن بوتقة من المشاكل فليس الغرض من العلمانية
                            الإساءة للدين كما يظن البعض و كما وضّحت في أول ردودي ها هنا عن أن العلمانية تكفل حماية الأديان في الوقت
                            الذي يفهمها البعض على أنها معادية تماما ً ، بل لنأخذها من جوانب صحيحة و ضمن بنية تحتية سليمة
                            كي نتوصل لحلول منطقية أو شبه منطقية فضمن اطار حواري مثل هذا لن نصل للمنطق أبدا ً
                            تحياتي استاذ عبد الرحمن سليمان

                            انشر هذا الموضوع بالنيابة عن كاتبه الاصلي



                            العلمانية ليست كافرة ولا تصطدم بالدستور الاسلامي
                            بل ان التيارات الاسلامية فشلت بعد انهيار الامبراطورية العثمانية الاسلامية

                            العلمانية التي يصورونها باعتبارها كفراً- والعياذ بالله...أن العلمانية ليست كافرة ولا إلحادية، ولا تصطدم بالدستور الاسلامي وهو القران الكريم ولا تخالف حتى الاحاديث الشريفة ، فالدستور يستمد قوامه وقواعده من مكونات الشريعة دولنا العربية العلمانية ومنها العراق مصرودول عربية اخرى تستمد قوانينها من روح الاسلام، وتكويناتها مع مراعاة الطائفية دون إهمال لأي من تلك العناصر، وصولاً لسقف يستظل به الجميع من حرور الطائفية التي تهدد بلادنا نتيجة الخلط بين ما هو مقدس وأرضي.وهنا لا أحزاب علي أساس ديني» وهو حق وأحق أن يتبع، فالدول العربية يعيش فيها أخوة وطن ومصير، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وكن البلدان العربية تضم اديان ومذاهب واطياف شتى لابد من البحث عن سياق مشترك لا يخشون منه علي حقوقهم، فإذا كان من بين المسلمين صالح فإن النفس أمارة بالسوء السياسي، وقد يطمع الذي في قلبه مرض، ويطبق رؤية ضيقة لدين نزل للعالم كافة، وفيه رحمة للعالمين.......إن التدين في ظل نظام الدولة العلمانية الحديثة حرية شخصية مكفولة بالقانون (قانون مدني حضاري ديمقراطي يضمن حرية الاعتقاد للجميع دون تفضيل لمعتقد على آخر) نستطيع أن نقول بثقة أن تطور المجتمعات الغربية بشكل متسارع منذ أواخر الثورة الفرنسية وحتى الآن يعود في قسم كبير منه إلى تبني الدول للعلمانية وتحررها .العالم العربي توجد علمانيه جزئيه .فالعلمانية الجزئية في الدولة المسلمة أصبحت حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها ونلحظها من خلال التعليم المدني والقوانين الوضعية والبرلمان والدستور والديمقراطية والتعليم الجامعي، والنظام الرأسمالي في الاقتصاد والبنوك والاستهلاك الاستقراضي هنا ابين بان العلمانية نظام ناقص لولا الشرع يستمد من القوانين المدنية كالزواج والميراث وغيرها وايضا قوانين الجزاء المعمول فيها لحد الان..نحن على مدى 35 عام كحزب كنا نعرف بالعلمانية كنالا نتجاوز مطلقا على الشريعة وترانا نصلي ونصوم ونؤدي كافة الشعائر الاسلاميه ونبني المدراس والمعاهد الاسلامية وندعمهما في كافة النواحي...هنا ايضا مع تجربتنا المريرة بحكم من يدعون الاسلام في العراق ..وافغانستان..التجارب اثبتت ان الانظمة الدينية من اسؤ الانظمة القانونية على الاطلاق ليس لقمع الحريات بل انهم اضلو الناس وقتلو ونهبوا باسم الاسلام لمذا لا تحاربون هولاء والدليل على ذلك مايحدث فى (افغانستان -وتطبيق الحدود فى السعودية -وقمع الحريات فى ايران -والحروب فى السودان -وعدم مراعاه مصالح الشعب الفليسطينى حماس )
                            اخلق وطن يعيش فية جميع الاديان سواسية بدون تفرقة واعطيهم الحرية يعبدون من ربهم فالعلاقة هنا بينهم وبين ربهم وليس بينهم وبين الدولة فالدولة هنا خارج اطار العلاقة الدينية ليس لها دخل الا اذا كان ينتج عن ممارسة العبادة مخالفة للاعراف والنظام العام وامن البلاد..هناك خلط اوراق بين ما هو ديني نقي تنصب واجباته على فضائل التعبد والزهد وتركيز الروحانيات المهذبة الخيرة ؛ وما بين ما هو سياسي دنيوي قد تكون ورآءه صفات المناورة والمداورة والتحايل والجري وراء الكراسي والتشبث بها الى ابعد مدة ممكنةلاشك فيه ان الدين علاقة روحانية بين الانسان وخالقة وليس للاستغلال السياسي واقحامة وقدسيتة في الحياة العامة وافراغة من محتواة واستعمالة ادات في تمرير المأرب الرخيصة باستغلال البسطاء والجهلة والنيل بالسلطة والثراء على حسابهما ننشد الدين الاسلامي بكل قيمه الكريمه لكننا نرى بان لا نحشره بامور سياسيه وابعاد اخرى يتخذها البعض لتدمير مقدرات البلدان العربية..حول مسمى العلمانية بل يراها البعض انها شيطان رجيم...اولا العلمانية تقوم على ركيزة أساسية هي الفصل بين المؤسسات السياسية والمؤسسات الدينية ثانياً؛ وبأن تكون المؤسسة الدينية محترمة لها استقلالها الكامل والتام عن السلطة السياسية ثالثاً، وهذا لا ينفي حضور المؤسسة الدينية والقيم الأخلاقية في المجال الاجتماعي والسياسي العام، وفي التأثير على الوجدان الروحي وفي التربية والتعليم والمناسبات المختلفة والتأكيد على الالتزام الاجتماعي، ويمكن أن يكون لكل طائفة مؤسساتها الدينية المستقلة، مع وجود ضوابط معينة على مناهج التدريس والوعظ، بما يخدم فقط مفهوم المواطنة والعيش المشترك والسلم الأهلي والمفاهيم المدنية، كما هو الحال في بض البلدان، حيث يوجد لكل طائفة ا و مذهب مؤسسات ثقافية ودينية واجتماعية وتعليمية، في ظل الدولة، بعيداً عن تدخل السلطة وهيمنتها وفرض أجندتها السياسية عليها، ما يوفر للناس مجالاً ومتنفساً روحياً بعيداً عن تفاصيل السياسة اليومية ومتاعبها.
                            نجد في التراث الإسلامي مقاربات علمانية واضحة، سعت إلى حماية الدين من السلطة السياسية،، أنّ العلماء والفقهاء المسلمين كانوا يدفعون باستمرار إلى استقلال المؤسسة الدينية وحمايتها من تغول المؤسسة السياسية. ويمكن التدليل – على سبيل المثال- بكتاب الإمام الغزالي "إحياء علوم الدين"، الذي يطالب فيه علماء وفقهاء الشريعة بوضع مسافة بينهم وبين السلطة، لحماية المعرفة الدينية، احتراماً لدورهم ومكانتهم في المجتمع.العلمانية ليست الغربنة ولا الإلحاد ولا الماسونية ولا أي مضمون عقدي ما،العلمانية وسيلة لا غاية،هي أداة لا عقيدة. فقد يكون المسيحي علمانيا كما اليهودي كما المسلم كما الملحد. أو لم يكن رسول الله علمانيا في دستور المدينة؟ حيث حكَّّم شريعة اليهود على من يزني من يهود، لا الإسلام؟ وحكَّّم معظم شرائع العرب القديمة في القَسامة القصاص وسواه، لا الوحي. إذن العلمانية أداة للتصالح بين المختلفين من كافة الطوائف في البلاد العربية..اذن الان..لماذا تصدرت العلمانية قيادة العالم..هل بسبب ضعف التيارات الدينية الاسلامية لانها اتخذت سياسيات خاطئة..هنا ارى أن حال الأمة تراجع مع تدهور الخلافة الإسلامية في اسطنبول و العمل على إرساء دعائم العلمانية فيها بعد الحرب العالمية الأولى .. و كذلك الاستعمارات الأجنبية..في المنطقة العربية لانها وجدت في العلمانية متنفس لها..ايها السادة العلمانية الاوربية ظهرت للوجود لتقاوم تسلط الكنيسة في العصور المظلمة في أوروبا فهي ردة فعل لإقصاء مارسه رجال الدين من الكنيسة حينما منعوا وحاربوا التعلم والبحث العلمي والإكتشاف لذا ظهر هذا التيار ليحصر تسلط رجال الدين والكنيسة داخل الكنيسة ..هنا في البلاد العربيةنختلف كليا عن علمانية الغرب مع ان المسمى كما ذكر بعض الاستاذة هو عبارة عن شيطان رجيم لدى بعض المعارضين..هنا حقيقة العلمانية انتشرت في كل مكان ,, واعتقد انه لا طريق لإيقافها فقد سيطرت على كل شئ تقريبا وعلى كل وسائل الإعلام وعلى كل المنتجات بأنواعها..اعتقد سبب الانتشار لانها لم تتعارض مع الدين واهله كلنا عرب مسلمون وننتمي الى مذاهب عديدة وملل تفوق الحصر لكننا نرى في العلمانية وفي هذا الظرف الراهن ضرورة ملحة لمواكبة متطلبات المشهد السياسي والاقتصادي العالمي..






                            ابو برزان البعثي

                            16/ايلول/2010
                            [URL="http://almogahd69ahlamontad.forumarabia.com/"][IMG]http://www.iraqup.com/up/20110203/RYx7F-wu17_853015600.jpg[/IMG][/URL]
                            [B]مجلس انصار القيادة العليا للجهاد والتحريروالخلاص الوطني[/B]

                            تعليق

                            • ايليا سهاونة
                              عضو الملتقى
                              • 11-08-2010
                              • 158

                              #44
                              أقتبس ما يلي من المقال أعلاه :

                              " اخلق وطن يعيش فية جميع الاديان سواسية بدون تفرقة واعطيهم الحرية يعبدون من ربهم فالعلاقة هنا بينهم وبين ربهم وليس بينهم وبين الدولة فالدولة هنا خارج اطار العلاقة الدينية ليس لها دخل الا اذا كان ينتج عن ممارسة العبادة مخالفة للاعراف والنظام العام وامن البلاد "

                              جميل استاذ خالد الهجام

                              تعليق

                              • د. م. عبد الحميد مظهر
                                ملّاح
                                • 11-10-2008
                                • 2318

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                                حقيقة العلمانية بين الخرافة والتخريب للأستاذ الدكتور يحيى هاشم حسن فرغل .. أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة وعميد كلية أصول الدين والدعوة بالأزهر بطنطا سابقاً، سلسلة قضايا إسلامية معاصرة تصدرها اللجنة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف ،بدون تاريخ ،لكن رقم الإيداع 4961لسنة 1989م.


                                هذا الكتاب الضخم تبلغ صفحاته 428من القطع الكبير ،ما هو إلا تعليقات صحفية سريعة وسطحية وعاطفية وساذجة ،على بعض الكتابات المنشورة ،فلا يعقل لدراسة علمية رصينة أن تكون مراجعها مجلة الحوادث اللبنانية وجريدة الوفد واخبار اليوم وأنيس منصور وأحمد بهجت وفهمى هويدى وأحمد عبدالمعطى حجازى وعبدالستار الطويلة ومراسل جريدة الإتحاد ومجموعة إخترنا لك والأهرام والخليج العربى وجريدة النور ومجلة روز اليوسف وتراث الإنسانية ومجلة المجلة ........................إلخ وهناك الكثير من المراجع المهمة جداً جداً التى أشاد بها الأستاذ الدكتور ،ولاتعدو أن تكون مقالات أوكتبأً مترجمة من لغات أجنبية ،مشكوك فيهاوفى ترجمتها .

                                هذا الكتاب مالايستحقه، فلم يكن رسالة دكتوراه ولن يكون ،فالأستاذ الدكتور يحيى هاشم حسن فرغل قد حصل على رسالة الدكتوراه سنة 1976من كلية أصول الدين بالقاهرة قسم العقيدة والفلسفة .

                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                أخى الكريم الأستاذ عبد الرؤوف

                                تحية طيبة


                                كتب الأستاذ الموجى اول لوحة استناداً إلى كتاب د. يحي هاشم فرغل ، و ما قمت حضرتك به هو خطوة أولية للمناقشة و ذلك بالعودة للأصل أى صاحب الفكرة....

                                و الأفضل دائما مناقشة صاحب الفكرة و ليس الناقل....

                                أصبحت العادة هى النقل و القص و اللصق فى الموضوعات الفكرية و هذا لا يصح إذا كنا نريد الحقيقية

                                و فى عادة نقل المقالات يبحث كل ناقل عن رأى يحبه فينقله و يقص و يلصق...وهذا ما يحدث كثيراً

                                وهذا بخلاف التأصيل الفكرى العلمى ، بداية من المصطلح ( مصطلح العالمانية) كما فعل د. عبد الرحمن السليمان فى الرابط الذى أشار إليه ، ثم التأصيل لنفس المفهوم فى المجتمعات العربية و ليس نقلا للترجمة و اعلان اتفاقها أو مخافتها للإسلام أو الثقافة العربية-الإسلامية

                                من الأفضل والأكثر فائدة مناقشة ما كتبه د. هاشم فرغل لأنه الأساس فى المقالة المنقولة هنا ، وربما نكتسف أن د. فرغل ايضا من اصحاب عادة النقل دون تأصيل و بحث فكرى رصين

                                اخى العزيز د. عبد الرؤوف

                                ما بدأت به هنا هو خطوة أولى تحتاج المواصلة فهى لم تكتمل بعد

                                أولاً: فقد بدأت فى مداخلة رقم 33 بعرض عام لما جاء فى الكتاب المنقول عنه فقلت ( مداخلة 33) حول...

                                [frame="1 98"]
                                00- اسلوب الكتاب

                                هذا الكتاب الضخم ما هو إلا تعليقات صحفية سريعة وسطحية وعاطفية وساذجة ،على بعض الكتابات المنشورة

                                00- المراجع

                                1) لا يعقل لدراسة علمية رصينة أن تكون مراجعها مجلة الحوادث اللبنانية وجريدة الوفد واخبار اليوم وأنيس منصور وأحمد بهجت وفهمى هويدى وأحمد عبدالمعطى حجازى وعبدالستار الطويلة ومراسل جريدة الإتحاد ومجموعة إخترنا لك والأهرام والخليج العربى وجريدة النور ومجلة روز اليوسف وتراث الإنسانية ومجلة المجلة

                                2) هناك الكثير من المراجع المهمة جداً جداً التى أشاد بها الأستاذ الدكتور ،ولاتعدو أن تكون مقالات أوكتبأً مترجمة من لغات أجنبية ،مشكوك فيهاوفى ترجمتها .


                                ملحوظة: هذه النقظة تحتاج زيادة ايضاح
                                [/frame]


                                ثانياً: جاء فى مداخلتك التالية رقم 42 الآتى...



                                [frame="1 98"]

                                كلام إنشائى مرصوص وتشبيهات بليغة وأوصاف مبتكرة تدغدغ العواطف وتلهب الأحاسيس وتلغى التفكير .
                                كلام لايسمن ولايغنى من جوع .

                                لست أدرى مامعنى مرض الخيانة الحضارية الذى نحته لنا الأستاذ الدكتور ؟؟

                                دون تحامل ..عندما قرأت هذا السفر العظيم منذ عشرين عاما ،قمت بكتابة بعض السطور .

                                "أنا فى حالة ذهول من أن أحمد بهجت صار مرجعاً رصيناً وحجة يعتد بها !!"
                                وجلال الدين الحمامصى وصافيناز كاظم ومها عبدالفتاح...أصبحوا من عمالقة العصر "
                                [/frame]


                                فهل ممكن أن تكمل نقد الكتاب حتى تتبين الآرء الموضوعية من الأوهام


                                و تحياتى

                                تعليق

                                يعمل...
                                X