أربعة ُ مسافات للسواد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن رحيم الخرساني
    شاعر وأديب
    • 17-03-2009
    • 335

    أربعة ُ مسافات للسواد

    [frame="13 98"]1 ــ


    وأنا أفرشُ إلى رأسي بساط َ الذكريات ( رأيتُ في جسد الليل صورتي، فمنحتـُها إجازة ًكي تزورَ وجودَها على نهر ِ دجلة)، المهم إنّ بساط َ الذكريات اختارني في هذا السواد لأكونَ رسولا ً له ُ، بينَ رأسي، وقلمي الذي كانَ مشغولا ً بغيوم انعكاسي ـ وطبعا ً لاشأنَ له ُ (قلمي) بجريمة البساط ـ ، وكذلك لا شأنَ لي بهذه ِ الرسالة ِ، وذلك لأنني بلا رأس حينما قررتْ البلاد ُ التي أ ُقيم ُ فيها وقالتْ إليّ وبالحرف الواحد( إنكَ ـ إننا نشاهدُكَ رقما ًمـُتهما ً)
    وستبقى إلى الأبد ـ في عيوننا ـ مـُتهما، إننا نشاهدُكَ ـ قالَ الحاكم ُ: أنتَ لغة ٌ يـُشكلـُها القانون ُ، قلتُ له ُ سيدي، وقبلَ أنْ أتكلمَ (رأيتُ في عينيه ِ مشنقتي)، حينئذ ٍ عرفتُ لغة َ البلاد، مثلما صدّقَ الحاكم ُ نفسـَه ُ، وكذبَ رأسي، لهذا قررتُ أنْ أفرشَ بساط َ الذكريات على طريقة ِ ديمقراطية ِ القانون، وأتجول ُ بلا رأس، وأكتبُ ذكريات مدينتي ـTrelleborg
    والتي أنا فيها رقما ً مـُتهما ً، متهما ً أمامَ القانون الذي يتسلى بي، يتسلى بإنسانيتي، ويضحكُ على ذاته ِ، ويقينا ً ليس على واحد ٍ مثلي ـ يضحك ُ بالمساواة ـ.
    ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ


    2 ــ

    من جديد ـ تتقدمـُني كرة ُ الوقت ِ، وهي تتعثرُ بخيال ِ جاذبية ِ المكان، لماذا أنا ؟
    ولماذا تختارُني هذه الكرة ُ ؟، ضحكتُ معها، ربما ـ قلتُ ـ هذا قدري.
    لكرة ِ الوقت عينان، بينهما مسافات تأريخي..( أنا كرة ٌ أيضا ً، لكنّ أمي رفضتْ أن تعترفَ بي بعد ولادتي، لأنّ الخبزَ في مدينتي مـُتخم ٌ بالزجاج، والحجر، وأشياء أخرى، لهذا أصبحتُ ــ في عين أمي ـ زوايا يـُعشعشُ فيها الرماد ُ..)
    أمي تقول ُ: أنتَ تنورُ محبتي، أخبزُ فيكَ أنواري قبلَ أنْ تولدَ، لكنّ الشمسَ كشفتْ لها خيانتي برحيلي عنها،.. تركتـُها تخبزُ موتـَها في بلد ٍسرقَ منها تنورَها، لذلك أعتبرُ نفسي كرة ً للذكريات، وأخرى للخيانة ..!!،
    من جديد تتقدمُني كرة ُ الوقت..،
    للكرة ِ قدمان يـُشكلان ترابي على أمزجة ِ حدائقهما، لهذا أنا سليل تلك الكرة ( الوقت) بالشكل، والوريث الشرعي لها بخلود ِ أسرارها، من هنا أحببتُ ـ وبالتأكيد ـ أن أتعثرَ بجاذبية المكان ـ مثلها تماما ً ـ
    ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

    3 ـ

    كنتُ على نهر ِ دجلة، وكانتْ معي طفولتي..( أقسمُ ) بأنني لم أحبْها، ولن أحبَها، بل إنني بقيتُ متورطا ً بمذاق ِ إشعاعاتها السوداء حتى وأنا في السويد..، ثم تسألني لماذا؟
    أقولُ: كيفَ لي أنْ أحبَ طفولة ً حبلى بتفككي..!؟
    كيفَ لي أنْ أحبَ طفولة ً عجنتْ رأسي بمسحوق الخوف ..؟؟
    كيفَ لي أنْ أحبَ طفولة ًجعلتْ مني نشيدا ً للهزائم ِ ..؟؟؟
    وكيفَ لي ...، لكنني على نهر ِ دجلة، أغسلُ الطريقَ إليه ِ، وأغني :
    في الأربعينَ من العمر ( وبلا طفولة )
    ومازالَ يتذكرُ رقصات النوارس، وحزنَ النخيل، والجنوبيات بشفاه ِ الصباح يتبسمنَ أمامَ الموت.... ومازالَ يتذكرُ .. ولا يتذكر..!!
    ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

    4 ـ

    على أصابعه ِتبتسم ُ دجلة ُ، ويجلس ُ الفرات ُ وهو يـُعيد ُ للذكريات ِ أثوابَ النخيل عندما يـُشردُها الخجلُ نتيجة َ قطراتُ المطر التي تكشف ُ سرَ إكتمالها بالطين..!
    قالتْ : شنينة ُ ـ 1 ـ
    ماعلاقة اللبن بالديمقراطية ..؟
    قال اللبن :
    أنا مع السياسة بالبياض، كاشفا ً لها أبوابَ اللعبة ِ بإتجاه النهر..، ومع هذا
    ظلتْ دجلة ُ تبتسم ُ، أما الفراتُ ولأول ِ مرة ٍ ربط َقوانينَ الرحيل بإنتهاء صلاحية حبوب منع الحمل ..، ولأول ِ مرة ٍ
    ربط َ قوانين َ الرحيل ِ بإشتعال ِ المسافات ِ بالسواد..،
    السوادُ أ ُغلقَ أخيرا ًــ ولكن موقتا ًـ بسبب ِ الحواجز الكونكريتية التي تتركز ُ في الرؤوس،
    ــ رؤوس أصابعي ــ طبعا ً..!!!؟
    ------------------------
    ( شنينة: أحدى الجنوبيات كانتْ تبيع اللبن في العمارة )[/frame]
    [frame="11 98"]الدنيا سوق ٌ ربحَ بها قوم ٌ وخسر أخرون
    ــ الحسين بن علي بن أبي طالب ـ[/frame]
  • الدكتور حسام الدين خلاصي
    أديب وكاتب
    • 07-09-2008
    • 4423

    #2
    من جميل التجارب في كتابة النص النثري ذو القطعة المجزأة
    لقد تمكنت سيد حسن من وحدة الموضوع
    وعالجت بلغة تكاد أقرب للشاعرية والشعرية موضوعك الحزين
    وفجرت خاصك فخرج العام مثل هذه المقاطع أقرب إلى النص الأوربي الذي لا يتلاقى والموسيقى الشعرية الداخلية والخارجية
    بل هناك موسيقى واحدة وحيدة هي موسيقى الفكرة التي تنبع من خيال القارىء


    شكرا وسننتظر تعليق الزوار
    وشكرا على نشر التجربة في المختبر
    [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

    تعليق

    • مهتدي مصطفى غالب
      شاعروناقد أدبي و مسرحي
      • 30-08-2008
      • 863

      #3
      [align=center]... الشاعر الصديق حسن
      لك المحبة ... نصٌّ تجريبي لكن الشاعرية هربت من جنباته تجاه القصدية التركيبية ... هو نصٌّ جميل من حيث البنية و الرؤية ...إلا أنَّ الشعرية فيه غاصت في مياه السردية الجميلة لكنها أبعدت الشاعرية و احتلت مكانها
      لك محبتي و مودتي جميل النص كما قلت و هكذا قرأته أنا و قد لا توافقني الرأي و الرؤية فهذا النوع من الكتابة موجود و يقول عنه كاتبوه أنه قصيدة نثرية و السردية ليست غير جمالية بل كما يراها البعض هي من أخطر العيوب الشائعة في قصيدة النثر
      لك مودتي و شكري[/align]
      ليست القصيدة...قبلة أو سكين
      ليست القصيدة...زهرة أو دماء
      ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
      ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
      القصيدة...قلب...
      كالوردة على جثة الكون

      تعليق

      • حسن رحيم الخرساني
        شاعر وأديب
        • 17-03-2009
        • 335

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور حسام الدين خلاصي مشاهدة المشاركة
        من جميل التجارب في كتابة النص النثري ذو القطعة المجزأة
        لقد تمكنت سيد حسن من وحدة الموضوع
        وعالجت بلغة تكاد أقرب للشاعرية والشعرية موضوعك الحزين
        وفجرت خاصك فخرج العام مثل هذه المقاطع أقرب إلى النص الأوربي الذي لا يتلاقى والموسيقى الشعرية الداخلية والخارجية
        بل هناك موسيقى واحدة وحيدة هي موسيقى الفكرة التي تنبع من خيال القارىء


        شكرا وسننتظر تعليق الزوار
        وشكرا على نشر التجربة في المختبر
        -----------------
        الدكتور حسام الدين خلاصي
        شكرا ً لهذا التواصل النبيلة
        لك مني
        كل التقدير
        [frame="11 98"]الدنيا سوق ٌ ربحَ بها قوم ٌ وخسر أخرون
        ــ الحسين بن علي بن أبي طالب ـ[/frame]

        تعليق

        • حسن رحيم الخرساني
          شاعر وأديب
          • 17-03-2009
          • 335

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مهتدي مصطفى غالب مشاهدة المشاركة
          [align=center]... الشاعر الصديق حسن
          لك المحبة ... نصٌّ تجريبي لكن الشاعرية هربت من جنباته تجاه القصدية التركيبية ... هو نصٌّ جميل من حيث البنية و الرؤية ...إلا أنَّ الشعرية فيه غاصت في مياه السردية الجميلة لكنها أبعدت الشاعرية و احتلت مكانها
          لك محبتي و مودتي جميل النص كما قلت و هكذا قرأته أنا و قد لا توافقني الرأي و الرؤية فهذا النوع من الكتابة موجود و يقول عنه كاتبوه أنه قصيدة نثرية و السردية ليست غير جمالية بل كما يراها البعض هي من أخطر العيوب الشائعة في قصيدة النثر
          لك مودتي و شكري[/align]
          --------------
          الأستاذ مهتدي مصطفى غالب
          شكرا ً لهذا المرور الكريم
          لك مني
          كل الحب
          [frame="11 98"]الدنيا سوق ٌ ربحَ بها قوم ٌ وخسر أخرون
          ــ الحسين بن علي بن أبي طالب ـ[/frame]

          تعليق

          • الدكتور حسام الدين خلاصي
            أديب وكاتب
            • 07-09-2008
            • 4423

            #6
            أشكر تفهمك وذوقك الأدبي وأطمح للمزيد من الشعر
            [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

            تعليق

            • حسن رحيم الخرساني
              شاعر وأديب
              • 17-03-2009
              • 335

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور حسام الدين خلاصي مشاهدة المشاركة
              أشكر تفهمك وذوقك الأدبي وأطمح للمزيد من الشعر
              --------------------
              شكرا ً لك سيدي
              [frame="11 98"]الدنيا سوق ٌ ربحَ بها قوم ٌ وخسر أخرون
              ــ الحسين بن علي بن أبي طالب ـ[/frame]

              تعليق

              يعمل...
              X