لكل فصل ربيع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام زيدان
    عضو الملتقى
    • 07-05-2009
    • 14

    لكل فصل ربيع

    كل فصل ربيع
    عندما كانت الارض صلبة تحت أقدامنا

    -1-

    عندما كانت الارض صلبة تحت اقادمنا !!
    عندما كانت أقدامنا صلبة في الأرض ..!!

    كان يكفي ، كي تكون الارض صلبة ، عشبة تبرق في الهشيم ، أو قطرة ماء في الصحراء ، أو ملامح درب ، كان يكفي أي شيء ( آخر ) كي تكون الأرض ، باتساعها و عورتها ، و جفافها ، صلبة ….. تمشي ، تحت أقدامنا .
    كان يكفي كي تكون أقدامنا صلبة في الأرض ، دمعة حيّة بملحها ، كان يكفي حلم ، مجرد حلم ، و إن بلا حجم ، أو لون ، أو صوت ، أو شكل .
    كي تكون أقدامنا صلبة في الارض …

    كان يكفي إمرأة ، أي امرأة تحبها ، تحتضنها بما لديك و بما ليس لديك من أيد و أصابع و أنفاس و كلمات ، كي تكون أقدامنا صلبة في الأرض كان يكفي أن تفتح كتاباً ، أي كتاب تحبّه أو لا تحبّه ، و تقرأ بنهم مَن لا يعرف ، و بنهم من يرغب الى ما لا نهاية ، و بنهم من لا يشبع .
    كي تكون أقدامنا صلبة في الأرض .

    كان يكفي أن تجلس في المقهى ، و تطلب فنجان قهوة ، تحرك سُكّره او لا تحركه ، ترتسفه على مهل مَن يرى الاشياء قادمة اليه ، أو راحلة عنه ، أو يقلّب جريدة ، أي جريدة ، قديمة أم طازجة ، صفراء أم حمراء أم بيضاء .
    كي تكون الأرض صلبة في الارض .

    كان يكفي أن تسمع أو تقرأ أو ترى فكرة ( الآفكار كانت أيضاً تًرى بالعين و القلب و بالأصابع و بالنوم .. لمَ لا ) أي فكرة ، صغيرة كانت ام كبيرة أم ضئيلة أم متطاولة ، جميلة أم غير جميلة ، قوية ام ضعيفة ، سخيفة أم عظيمة ، قديمة أم رائدة ، برائحة أم بلا رائحة ، بلون أم بدون لون
    لتكون أقدامُنا صلبة في الأرض .

    كان يكفي أن تنهض في الصباح ، تشعل سيجارة و كأنك تشعل بها نهارك كله ، تغسل وجهك ، تراه أ, لا تراه في المرآة ، تسرح شعرك أو لا تسرحه ، ترتدي ملابسك أي ملابس أكانت رثة أم جديدة ، أم فضفاضة ، سواء استعرتها من جارك ، أو من شقيقك ، سواء رأيتها مناسبة أم غير مناسبة .
    كي تكون أقدامنا صلبة في الأرض .
  • طارق الايهمي
    أديب وكاتب
    • 04-09-2008
    • 3182

    #2
    المبدع حسام زيدان
    نص جميل برمزيته شديد الوضوح قد ابتلع الحقيقة فغارت خلف السطور
    تحتاج إلى وقفة للتأمل لإيجاد ما أسدلت عليه الستار
    خالص الود وأرق تحية رمضانية
    رمضان كريم
    وكل عام وانت بألف هير
    طارق الايهمي



    ربما تجمعنا أقدارنا

    تعليق

    • حسام زيدان
      عضو الملتقى
      • 07-05-2009
      • 14

      #3
      -2-
      كانت الأرض . و كانت صلبة آنئذٍ . و كانت الأقدام ، و كانت صلبة آنئذٍ . و جذور تتصل بجذور ، هواءً ينفتح على هواء . مسافة تتسع لمسافة ، اليوم لا أرضك . و لا أقدامك . الأرض كأنما زحلت أو زلزلت / أو خَفّت ، أو انفتحت ، أو طارت من تحتك ، و الأقدام كأنما من قصب مكسور ، من قصب موطوء … هذا الوطء الطويل الذي يتطبع ( و يُعَلم ) على وجهك ، وجلدك ، و ظهرك ، و صدرك ، هذا الوطء الطويل …. حتى أقصى صوتك … وطء الأحذية السميكة ، و الخوذ المعدنية ، و المقامات الطالعة من الحجر .. و مَن كانت أقدامه موطوءة تعود الارض غير صلبة تحته … و هكذا تصبح كل المسافات ضيقة ، لا تتسع لأن تتنفّس أو تنظر فيها ، و تصبح كل الاشياء بلا مسافة ، و بلا يسار أو يمين … تصبح كل الأشياء ميتة في وقوفها الميت . ميتة في عينك . و في يدك . و في فمك . ميتة في موتك .

      تعليق

      • حسام زيدان
        عضو الملتقى
        • 07-05-2009
        • 14

        #4
        -3-

        عندما كانت الأرض صلبة تحت أقدامنا ، كان لكل شيء طريق ، كان لكل بيت نافذة ، لكل فصل ربيع ، كان لكل شيء طعمٌ ، بل لكل شيء طعمه و رائحته ، و شكله و عمره ، و مذاقه ، كان للشمس رائحة الشمس ، و للعشب رائحة العشي ، و للماء طعم الماء ، و للثمر طعم الثمر ، و للمرأة نكهة المرأة ، و للحب أعراض الحب ، و للحي ملامح الأحياء ، و للصباح انقشاع الصباح ، و للمساء عتمة المساء .
        كان لكل شيء مكانه ، فعندما تكون الأرض صلبة تحت أقدامنا ، يكون كل شيء في مكانه ، كل مكان في شيئه ، تكون أنت أيضاً بين كل هذه الأشياء الموجودة في أمكنتها ، موجود في مكانك ، و تكون ، كذلك ، الأرض ، نعم الأرض ، موجودة ، كسواها ، ايضاً في مكانها .
        فعندما تكون الارض صلبة تحت اقدامنا يكون التوازن … الكائنات ، و الأمور و الكواكب / و الأطفال ، و الكتب و الشعر و الاحلام ، الجنون و المغامرة ، الخوف و الشجاعة ، كلها تكون قائمة في تموجها ، و في تناقضها ، و في مودتها ، و في حياتها ، فالتوازن حياة ، حياة لا تعرف سقوفاً واطئة ، و لا خطوطاً حمراء ، و لا درباً واحدة ، ولا جهة واحدة ، و لا وجهاً واحداً ، و لا حزباً واحداً ، و لا فكرةواحدة ، ولا جنوناً واحداً ، ولا ثورة واحدة ، و لا تراجع واحد ، ولا موتاً واحداً .
        فالتوازن عندما تكون الأرض صلبة تحت أقدامنا ، حركة كل الكائنات فينا ، حركة كل الخيرات ، و كل التفجيرات ، كل الإبداعات ، فالتوازن ، عندما تكون الارض صلبة تحت أقدامنا ، هو اللاحدود ، هو أن تخترق كل الحدود ، مهما خفّت ، أن تخترقها الى مفارقها فتنبش الأمل في عمق اليأس ، و اليأس في جوف الكآبة ، و الكآبة على لمعان دمعة ، و الدمعة التي تصل الى اقصى انقشاعه ، و الانقشاع الى اجمل ضبابه …..
        عندما تكون الارض صلبة تحت أقدامنا … نمشي ، و ثقف الشجرة ، و تبقى العشبة ، و يستمر النهر ، فكل شيء في حركته ، و انت ايضا في حركتك … اي انت في وجودك .. مهما انسحبت من هذا الوجود الى السيرك العدم ، او للاشيء ، فالعدم ، عندما تكون الارض صلبة تحت اقدامنا يكون من الحياة … ومن الثمار اليومية ، و من المناطق المأهولة في الداخل .
        عندما تكون الارض صلبة تحت اقدامنا ، تحس بأنك موجود ، مهما كان وجودك ضئيلاً .. أو مقنعاً ، و تعي أنك موجود ، مهما تخللتك عيوب و غيبوبات ……

        تعليق

        • غاده بنت تركي
          أديب وكاتب
          • 16-08-2009
          • 5251

          #5
          جميلة هي تلك الأقدام
          لم تتعب من كثر الإقدام

          كلمات قوية ونص فاخر
          وتمكن لغوي رائع

          توقفت في أركان كثيرة
          فوجدتك تبعثر فينا التساؤلات


          لروحكَ الالق
          ولنا هذا الجمال حيث حرفكَ

          نســــــــــــــــــــامح : لكن لا ننســـــــــى
          الحقوق لا تـُعطى ، وإنما تـُـنـتزَع
          غادة وعن ستين غادة وغادة
          ــــــــــــــــــ لاوالله الاّ عن ثمانين وتزيد
          فيها العقل زينه وفيها ركاده
          ــــــــــــــــــ هي بنت ابوها صدق هي شيخة الغيد
          مثل السَنا والهنا والسعادة
          ــــــــــــــــــ مثل البشاير والفرح ليلة العيد

          تعليق

          يعمل...
          X