كان أبو أحمد الفلاح البسيط جالساً في داره عندما سمع صوت جاره العزيز ينادي عليه ,أسرع أبو أحمد بالخروج واستقبل الجار بالترحاب قائلاً:
أهلاً و سهلا ايها الجار
حللت أهلاً ونورت الدار
اراك بلا حصان أو حمار.
ردّ عليه جاره بحسرة وأسى ووجهه يغلب عليه الخجل قائلاً:
والله أيها الجار الحبيب
يا من يحسن ظنه ويصيب
قد جائني بي اليك أمر عجيب
وأنت أخ وصديق ولست بغريب.
سأله أبو أحمد عن أمره وهو مستغرب لكل هذه المقدمات:
خيراً أيها العزيز الكريم
لا يرد حاجة أخيه إلا اللئيم
فما هو هذا الأمر العظيم؟
ردّ عليه الجار وقد استبشر بهذا الرد خيراً:
والله إنك نعم وخيرالأخوان
وليس عندي مثلك من الخلان.
قد مات اليوم عندي الحصان
وانا أعرف أن لديك منه اثنان
اعرني واحداً عساك لاتهان
ردّ عليه أبو أحمد وقد اعترى وجهه الخجل وتكلم وهو يتلعثم:
والله أيها الحبيب الوفي الصديق
يا نعم الأخ ونعم الجار و الرفيق
أما الحصان الأول فهو عصا يدي
أتكئ عليها بعملي في يومي وغدي
يحمل عني في المزرعة الأثقال
ويعينني في نقل الزوجة والأطفال
فليس لي عنه في حياتي انفصال
أما الحصان القوي الآخر
فالله بحاله أدرى واخبر
هو غادر ولئيم هذا الحيوان
وليس إلى جانبه أمن وأمان
وأنت أعز وأحب الجيران
ولا آمن عليك من هذا الجبان.
تعجب الجار من هذا الكلام الغريب في وصف حصان
واعتبره محاولة من أبو أحمد للتملص من إعارته حصانه
فقال له بإصرار:
إن كان في طلبي لك ثقل و إزعاج
فقلها صراحة وكن شفافاً كالزجاج
أنا أردت حصاناً للعمل ولم أطلبه للزواج
حتى تكلمني عن أخلاقه وطالعه والأبراج
حزن أبو أحمد لأن جاره اساء به الظن وحسب أنه يكذب كي لا يساعده فخاطبه قائلا:
عذراً يا أخي ومنك العفو والسماح
قد ألمتني كلماتك كضرب الرماح
فلست من يخفي الحقيقة خلف وشاح
والكل يعرفني واضح كشمس الصباح
فخذ الحصان ان كنت تشعر بإرتياح
ولكن كن حذراً وابق متيقضا و صاح
ولعل الله يكتب لك في مسعاك النجاح.
أخذ الجار الحصان وشكر أبو أحمد على مساعدته ووعده بأن يكون حذراً في تعامله مع الحصان.
وفي المساء شاهد أبو أحمد وهو يعمل في مزرعته جاره من بعيد يمشي على عكاز ورأسه ويديه مربوطتين وهو يئن من الألم ويجر من خلفه الحصان، ركض أبو أحمد إليه وقال:
سلامتك يا جاري سلامتين
أراك مربوط الراس واليدين
ردّ عليه جاره وهو يئن ويكاد يبكي من الألم:
لعن الله هذا المسمى حصان
ليس حصاناً بل هو شيطان
رماني من فوق ظهره مرتين
ورفسني بقوة برجليه الاثنتين
ولولا أن أبعده عني الإخوان
لقتلني رفساً هذا الحيوان.
هزّ أبو أحمد رأسه أسى وحسرة على حال جاره وصديقه وحبيبه وقال:
ألم أحذرك منه أيها الحبيب
ولم تسمع كلامي ولم تجيب
وحسبت قولي كلاماً مريب
لوفرت على نفسك النحيب.
قال له الجار لأبو أحمد:
ولكنك أيها الصديق والجار
قلت لي فقط أنه خائن وغدّار
فما أدراني أنه يرفس برجليه
ويضرب بقوة كل من حواليه.
ردّ أبو أحمد مبتسماً:
يا صديقي وأعز المحبين
قد حذرتك من طبعه المشين
وما الرفس والضرب بالرجلين
إلا أقل ما يفعله القوم الغدّارين
هل عرفت لمَ كنت لك من المانعين
قد رايت ما سيصيبك مع هذا اللعين.
* مقتبسة من التراث الشعبي
أهلاً و سهلا ايها الجار
حللت أهلاً ونورت الدار
اراك بلا حصان أو حمار.
ردّ عليه جاره بحسرة وأسى ووجهه يغلب عليه الخجل قائلاً:
والله أيها الجار الحبيب
يا من يحسن ظنه ويصيب
قد جائني بي اليك أمر عجيب
وأنت أخ وصديق ولست بغريب.
سأله أبو أحمد عن أمره وهو مستغرب لكل هذه المقدمات:
خيراً أيها العزيز الكريم
لا يرد حاجة أخيه إلا اللئيم
فما هو هذا الأمر العظيم؟
ردّ عليه الجار وقد استبشر بهذا الرد خيراً:
والله إنك نعم وخيرالأخوان
وليس عندي مثلك من الخلان.
قد مات اليوم عندي الحصان
وانا أعرف أن لديك منه اثنان
اعرني واحداً عساك لاتهان
ردّ عليه أبو أحمد وقد اعترى وجهه الخجل وتكلم وهو يتلعثم:
والله أيها الحبيب الوفي الصديق
يا نعم الأخ ونعم الجار و الرفيق
أما الحصان الأول فهو عصا يدي
أتكئ عليها بعملي في يومي وغدي
يحمل عني في المزرعة الأثقال
ويعينني في نقل الزوجة والأطفال
فليس لي عنه في حياتي انفصال
أما الحصان القوي الآخر
فالله بحاله أدرى واخبر
هو غادر ولئيم هذا الحيوان
وليس إلى جانبه أمن وأمان
وأنت أعز وأحب الجيران
ولا آمن عليك من هذا الجبان.
تعجب الجار من هذا الكلام الغريب في وصف حصان
واعتبره محاولة من أبو أحمد للتملص من إعارته حصانه
فقال له بإصرار:
إن كان في طلبي لك ثقل و إزعاج
فقلها صراحة وكن شفافاً كالزجاج
أنا أردت حصاناً للعمل ولم أطلبه للزواج
حتى تكلمني عن أخلاقه وطالعه والأبراج
حزن أبو أحمد لأن جاره اساء به الظن وحسب أنه يكذب كي لا يساعده فخاطبه قائلا:
عذراً يا أخي ومنك العفو والسماح
قد ألمتني كلماتك كضرب الرماح
فلست من يخفي الحقيقة خلف وشاح
والكل يعرفني واضح كشمس الصباح
فخذ الحصان ان كنت تشعر بإرتياح
ولكن كن حذراً وابق متيقضا و صاح
ولعل الله يكتب لك في مسعاك النجاح.
أخذ الجار الحصان وشكر أبو أحمد على مساعدته ووعده بأن يكون حذراً في تعامله مع الحصان.
وفي المساء شاهد أبو أحمد وهو يعمل في مزرعته جاره من بعيد يمشي على عكاز ورأسه ويديه مربوطتين وهو يئن من الألم ويجر من خلفه الحصان، ركض أبو أحمد إليه وقال:
سلامتك يا جاري سلامتين
أراك مربوط الراس واليدين
ردّ عليه جاره وهو يئن ويكاد يبكي من الألم:
لعن الله هذا المسمى حصان
ليس حصاناً بل هو شيطان
رماني من فوق ظهره مرتين
ورفسني بقوة برجليه الاثنتين
ولولا أن أبعده عني الإخوان
لقتلني رفساً هذا الحيوان.
هزّ أبو أحمد رأسه أسى وحسرة على حال جاره وصديقه وحبيبه وقال:
ألم أحذرك منه أيها الحبيب
ولم تسمع كلامي ولم تجيب
وحسبت قولي كلاماً مريب
لوفرت على نفسك النحيب.
قال له الجار لأبو أحمد:
ولكنك أيها الصديق والجار
قلت لي فقط أنه خائن وغدّار
فما أدراني أنه يرفس برجليه
ويضرب بقوة كل من حواليه.
ردّ أبو أحمد مبتسماً:
يا صديقي وأعز المحبين
قد حذرتك من طبعه المشين
وما الرفس والضرب بالرجلين
إلا أقل ما يفعله القوم الغدّارين
هل عرفت لمَ كنت لك من المانعين
قد رايت ما سيصيبك مع هذا اللعين.
* مقتبسة من التراث الشعبي
تعليق