قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم عبد المعطى داود
    أديب وكاتب
    • 10-12-2008
    • 159

    قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

    عن دار المعارف المصرية .. وفى 11 مايو عام 1927 صدرت الطبعة الرابعة عشر للكتاب المثير
    للجدل " فى الأدب الجاهلى " لعميد الأدب العربي د/ طه حسين ..
    استهل العميد بمقدمة قال فيها :
    " هذا كتاب السنة الماضية , حذف منه فصل , وأثبت مكانه فصل , وأضفت اليه فصول , وغير
    عنوانه بعض التغيير , وأنا أرجو أن أكون قد وفقت في هذه الطبعة إلى حاجة الذين يريدون أن
    يدرسوا الأدب العربي عامة والجاهلى خاصة من مناهج البحث وسبل التحقيق فى الأدب وتاريخه "
    بهذه المقدمة بدأ د/ طه حسين كتابه , حيث قسًمه إلى سبعة أبواب رئيسية :
    المبحث الأول الأدب وتاريخه
    المبحث الثانى الجاهليون , لغتهم وأدبهم
    المبحث الثالث أسباب نحل الشعر
    المبحث الرابع الشعر والشعراء
    المبحث الخامس شعر مضر
    المبحث السادس الشعر
    المبحث السابع النثر الجاهلى
    وفى نهاية الكتاب وبالتحديد فى الصفحة رقم 333 يختم د/ طه حسين بكلماته :
    "وإذا لم يكن بد من أن نختم هذا السفر بجملة تلخص رأينا , فنحن ننظر إلى الأدب الجاهلى كما
    ينظر المؤرخ إلى ماقبل التاريخ , فأما تاريخ الأدب حقا , التاريخ الذى يمكن أن يدرس في ثقة واطمئنان
    وعلى أرض ثابتة لاتضطرب ولا تزول فإنما يبتدىء بالقرآن "
    فهيا بنا نقلب صفحات مابين المقدمة وسطور النهاية , نرتشف من ذلك الرحيق المصفى ..
    قد نتفق ..قد نختلف .. ولكن يبقى دائما اسم د/ طه حسين هرمًا شامخا , ونبراسا مضيئا ..
    وشاهدا لعمادته للأدب العربي بكل اشكاله والوانه .
  • ابراهيم عبد المعطى داود
    أديب وكاتب
    • 10-12-2008
    • 159

    #2
    الكتاب الأول
    الأدب وتاريخـــــــــــه
    قسم الكاتب هذا المبحث إلى تسعة فصول كالآتى :
    - درس الأدب فى مصر
    - سبيل الاصلاح
    - الثقافة ودرس الأدب
    - الأدب
    - الصلة بين الأدب وتاريخه
    - الأدب الإنشائى والأدب الوصفى
    - مقاييس التاريخ الأدبى
    - متى يوجد تاريخ الآداب العربية
    - الحرية والأدب
    فإلى الفصل الأول وبالله التوفيق .

    تعليق

    • ابراهيم عبد المعطى داود
      أديب وكاتب
      • 10-12-2008
      • 159

      #3
      الفصل الأول / الأدب وتاريخه
      كان يتم تدريس الأدب العربى فى مصر بمذهبين :
      أحدهما مذهب القدماء والذى كان يمثله الأستاذ الشيخ سيد المرصفى , فقد كان يفسر لتلاميذه فى الأزهر
      "ديوان الحماسة " لأبى تمام , أو كتاب "الكامل " للمبرد , أو كتاب "الأمالى " لأبى على القالى , ينحو
      فى هذا التفسير مذهب اللغويين والنقاد من قدماء المسلمين فى البصرة والكوفة وبغداد مع ميل شديد إلى
      النقد وانصراف شديد عن النحو والصرف وما ألف الأزهريون من علوم البلاغة ..
      والآخر مذهب الأوربيين الذى استحدثته الامعة المصرية بفضل الأستاذ "نلينو" ومن خلفه من المستشرقين
      والذى كان ينحو فى درس الآداب العربية نحو النقاد ومؤرخى الآداب .
      وقد لاحظ عميد الأدب العربى أنه كان بين هذين المذهبين , مذهب ثالث مشوه ردىء كله شر , وهذا المذهب
      هو الذى كان قائما فى مدرسة القضاء ودار العلوم وفى المدارس الثانوية المصرية والذى لايأخذ بحظ فى
      اسلوب القدماء فى النقد ولا فى اسلوب المحدثين فى البحث ..وإنما يحاول أن يقلد الأوربيين فيما يسمونه
      تاريخ الآداب فيعمد إلى الكتاب والشعراء والخطاب والفلاسفة فيترجم لهم أو يختلس لهم ترجمة من كتب الطبقات
      على اختلافها ثم يتبع كل ترجمة بشىء من شعر الشاعر أو نثر الكاتب أو بيان الخطيب , ثم يلم فى كل عصر
      بطائفة من المعانى يلفق بعضها إلى بعض من غير فقه ولا فهم ولا احتياط ولا دقة .
      وهكذا جرت العادة على أن يكتب أساتذة الآداب هذا الكلام للطلاب فيستظهره هؤلاء الطلاب استظهارا يستعينون
      به على إداء الامتحان حتى إذا فرغوا من هذا الامتحان انصرفوا عما حفظوا ولم ينتفعوا منه بقليل ولا كثير ..
      فهم بذلك لم يدرسوا تاريخ آداب اللغة ولم يعرفوا العصر الأموى , ولا مناقضة جرير والفرزق , ولا نشأة العلوم
      ولم يعرفوا العصر العباسى ولا ماستحدث منه من الشعر السهل والنثر الرقيق ولا ماترجم فيه من فلسفة اليونان
      ولم يعرفوا انحطاط الأدب بعد أن سقطت بفداد فى يد التتار ولا رقى الأدب يوم قامت فى مصر دولة محمد على .
      ومع بداية القرن العشرين كانت الجامعة المصرية القديمة قد أخذت تغير هذا تغييرًا قيما , فعنيت بالمذهبين
      النافعيين فى وقت واحد : عهدت إلى الأستاذ حفنى ناصف ثم إلى الشيخ مهدى بدرس الأدب ..وعهدة إلى الأستاذ
      جويدى ثم الأستاذ نلينو ثم الأستاذ فيبيت بدرس تاريخ الأدب , فبينما كان الأولان يدرسان الأدب ونصوصه المختلفة
      درس نقد وتحليل فيه حظ عظيم من العناية بالنحو والصرف واللغة والبيان فيبثان فى نفوس الطلاب حب الأدب العربى
      القديم والميل إلى قراءته واستظهار الجيد من نصوصه المختلفة وينشئان فيهم الذوق وملكة الإنشاء ,
      كان الآخرون يدرسون التاريخ الأدبى بمناهجهم الغربية الحديثة فيعلمون الطلاب كيف يبحثون ويقارنون ويستنبطون
      وكان كلا الاسلوبين يكوًن للطالب مزاجًا أدبيًا علميًا مستقيما خليقا أن يغير حياة الأدب العربى فى شكله وموضوعه
      إلا أن الحرب الكبرى الأولى قد قامت فأصاب الجامعة العسر المالى , فظهر فيها الميل الشديد إلى الإقتصاد وعجزت
      عن دعوة الأساتذة المستشرقين , ومن باب التوفير عهدت إلى الشيخ مهدى أن ينهض بالأمريين , فانحط درس الأدب
      فى الأزهر ولم يتقدم هذا اللون إصبعا , وظل الأدب مثقلا بالأغلال والقيود , فاللغة العربية لاتدرس فى مدارسنا ,
      إنما يدرس فى المدارس شىء غريب لاصلة بينه وبين الحياة , لا صلة بينه وبين عقل التلميذ وشعوره وعاطفته ,
      إذن فالإصلاح محتوم لا مفر منه ,
      ولكن ماسبيل هذا الإصلاح ..؟

      تعليق

      • ابراهيم عبد المعطى داود
        أديب وكاتب
        • 10-12-2008
        • 159

        #4
        [align=right]الفصل الثانى / سبيل الاصلاح[/align]

        [align=right]كان لا بد من الاصلاح
        لهذا الاصلاح سبيلان :
        الأول : أن نجهد ماستطعنا فى أن نحبب إلى طلاب المدارس العالية وتلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية قراءة النصوص العربية
        وتفهمها ونقرب إليهم هذه النصوص ونحسن لهم إختيارها , ونظهرهم على أن الأدب العربى ليس جافا عسر الهضم إنما هو عكس
        ذلك , خصب لذيذ فيه مايرضى حاجة الشعور , وفيه مايقوم عوج اللسان , وفيه مايصلح من فساد الخلق .
        الثانى : هو إعداد المعلمين الذين يعلمون اللغة العربية لا من حيث إنها أداة للتعبير ووسيلة من وسائل البيان ولا من حيث إنها مظهر
        من مظاهر التاريخ ومرآة لحياة الأمة وموضوع للبحث العلمى , فلم يكن فى مصر أساتذة للغة العربية وإنما فى مصر أساتذة لهذا
        الشىء الغريب المشوه الذى يسمونه نحوًا وماهو بالنحو وصرفًا وما هو بالصرف , وبلاغة وماهو بالبلاغة , وأدبًا وما هو بالأدب ,
        وإنما هو كلام مرصوص ولغو من القول قد ضم بعضه إلى بعض , فلم يكن فى مصر أساتذة للغة العربية , فلم يكن منهم كاتب ولا شاعر
        ولا ناقد , ولم يكن منهم القادر على أن يبتكر فنا من فتون القول أو ولونا من ألوان العلم , أو اسلوبا من اسلوب البيان ..؟! إحتكروا
        تعليم اللغة وآدابها منذ نصف قرن فلم يستحدثوا فى اللغة وآدابها بحثًا طريفًا أو نشروا كتابًا قيمًا .
        لقد كانت مصر منذ قديم التاريخ ملجأ الأدب وموئل الحضارة , عصمت الأدب اليونانى من الضياع , وحمت الأدب العربى من سطوة
        العجمة وبأس الترك والتتر .
        فلا سبيل إذن إلا بإنشاء معهدان للمعلمين قادران على أن يقدرا حاجة اللغة العربية ويرضيا هذه الحاجة , هذان المعهدان متصلان
        إتصالا متينا بالحياة العلمية الأوربية وبالأدب الأوربى يستمدان منهما قوة وقدرة على البقاء والنفع والانتاج .
        كيف تتصور أستاذا للأدب العربى لم يلم ولا ينتظر أن يلم بلغة أجنبية ولا بأدب أجنبى ولا بمنهج من مناهج البحث عن حياة اللغة
        وأطوار الأدب ..؟
        كيف تتصور أستاذا للأدب العربى لا يلم ولا ينتظر أن يلم بما انتهى اليه الفرنج من النتائج العلمية المختلفة حين درسوا تاريخ
        الشرق وآدابه ولغاته المختلفة ..؟
        وإنما يلتمس العلم الآن عند هؤلاء الناس ولا بد من التماسه عندهم حتى يتاح لنا نحن أن ننهض على اقدامنا ونطير بأجنحتنا
        ونسترد ما غلبه علينا هؤلاء الناس من علومنا وآدابنا وتاريخنا ..ثم كيف تستطيع أن تتصور أستاذا للأدب العربى لا يعرف
        الأدب العربى ولا يستطيع أن يفهمه ولا أن يفقه أسراره ودقائقه فضلا على أن يعين الطلاب على فهمه والفقه بأسراره ؟
        لذا يجب الاهتمام بهذين المعهدين فى دراسة الأدب العربى , يدرسانه كما كان يدرسه القدماء فى عناية قوية باللغة والنحو
        والصرف والبيان والغريب والعروض والقافية , يدرسانه كما يدرسه المحدثون فى عناية قوية بفهم الصلة بين الأدب والشعب
        وبين الأدب وغيره من مظاهر الحياة العقلية والشعورية , يدرسانه معتمدين فى درسه على إتقان اللغات السامية وآدابها ,
        وعلى اتقان اللغتين اليونانية واللآتينية وآدابهما , وعلى اتقان اللغات الاسلامية وآدابهما , وعلى اتقان اللغات الأوربية الحديثة
        وآدابهما ., فمن زعم أن الأدب العربى يمكن أن يدرس الآن دون الاعتماد على هذا كله فهو إما مخدوع وإما مشعوذ .
        كيف السبيل إلى أن يدرس الأدب العربى درسا صحيحا إذا لم تدرس الصلة المادية والمعنوية بين اللغة العربية واللغات السامية
        وبين الأدب العربى والأدب السامى ؟ هل هناك سبيل إلى أن يدرس الأدب العربى دون أن نفهم التوراة والأناجيل ؟
        هل تظن أن بين شيوخ الأدب فى مصر من قرأ التوراة وقرأ الأناجيل ..؟
        كيف السبيل إلى درس الأدب العربى إذا لم تدرس اللغة اليونانية والآتينية وآدابهما ؟
        هل تظن أن من شيوخ الأدب فى مصر من قرأ إلياذة هوميروس ..؟
        أليس من شيوخ الأدب فى مصر من يعلم طلابه الآن أن ليس لليونان أدب ولا شعر ولا خطابة كما لأهل الضاد ..؟
        كيف السبيل إلى درس الأدب العربى إذا لم تدرس اللغات الاسلامية المختلفة ولا سيما الفارسية منها لنتبين ماكان
        لهذه اللغات وآدابها من تأثير فى أدبنا العربى الذى لم ينشأ فى برج من العاج وإنما تأثر بالآداب المختلفة وأثر فيها ؟
        وهل تظن أن من شيوخ الأدب فى مصر من قرأ الشهنامه ؟ أو ألم بشىء من شعر عمر الخيام ..؟
        كيف السبيل إلى درس الأدب العربى إذا لم ندرس اللغات الأوربية الحية ونتبين تأثيرها بمناهج البحث العلمى الحديث
        وندرس آدابنا كما يدرس الفرنسيون والألمان والانجليز آدابهم ..؟
        إذا لا سبيل إلى النهوض باللغة إلا بالمعهدين :
        مدرسة المعلمين - الجامعة [/align]

        تعليق

        • ابراهيم عبد المعطى داود
          أديب وكاتب
          • 10-12-2008
          • 159

          #5
          الفصل الثالث / الثقافة ودرس الأدب
          لاسبيل إلى التعمق فى الأدب إلا إذا كان الطالب يمتلك ثقافة متينة واسعة ..فكيف يكون الكاتب مثقفا وهو يجهل آيات الأدب الأجنبى قديمه وحديثه ..؟ هل قرأ هوميرس
          أو سوفوكل أو ارسطوفان فضلا عن شكسبير أو تولستوى أو إبسن ...؟
          وعودة إلى القدماء , فقد كان الجاحظ أديبا لأنه كان مثقفا قبل أن يكون لغويًا أو كاتبًا , وليس من شك فى أن الجاحظ وأمثاله من الأدباء فى بغداد والبصرة والكوفة
          وغيرهم من أمصار المسلمين كانوا - إبان العصر العباسى- يتقنون قديمهم من أدب وفقه وحديث ورواية ..وكانوا إلى إتقان هذا كله يحسنون الجديد ويتصرفون
          فى كثير من فنونه , كانوا يحسنون فلسفة اليونان وعلومهم , وسياسة الفرس , وحكمة الهند , وكانوا يحسنون التاريخ وتقويم البلدان , فكانوا بذلك أدباء وكانوا
          كتابًا , فلو عاش الجاحظ فى هذا العصر لحاول اتقان الفلسفة الألمانية والفرنسية ما حاول فى عصره اتقان فلسفة اليونان .
          أفتظن أن لشيوخنا حظًا من الثقافة يشبه حظ أدبائنا القدماء أو يدانيه ؟ كلا ! فهم يجهلون القديم نفسه فكيف بالجديد ..!!
          وكم من شيوخ الأدب فى مصر يستطيع أن يحدثك عن فلسفة اليونان كما كان يتحدث عنها الجاحظ ..؟ وإذا كانوا يجهلون القديم العربى فكيف سبيلهم إلى الجديد
          الأوربى فضلا عن القديم اليونانى واللآتينى والسامى ..؟ !

          تعليق

          • ابراهيم عبد المعطى داود
            أديب وكاتب
            • 10-12-2008
            • 159

            #6
            الفصل الرابع/ الأدب

            [align=right]القول كثير فى أن لفظ " الأدَب" قد اشتق من "الأدْب" بمعنى الدعوة الى الولائم , والقول كثير أيضا فى تكلف الصلة بين لفظ "الأدَب" وبين "الأدْب" بمعنى الدعوة
            إلى الولائم , ثم القول كثير فيما دلت عليه هذه الكلمة من المعانى التى اختلفت باختلاف العصور , ولأستاذنا نلينو رأياً فى اشتقاق هذه الكلمة فهو يشتقها من "الدأب"
            بمعنى العادة , ويرى أن هذه الكلمة لم تشتق من المفرد وإنما اشتقت من الجمع , فقد جمعت "دأب" على " أدآب" ثم قلبت فقيل "آداب" كما جمعت "بئر " على
            "آبآر" ثم قلبت فقيل "آبار" .
            وقال الأستاذ نلينو : وكثر استعمال "الأداب" جمعا "للدأب" حتى نسى العرب أصل هذا الجمع وما كان فيه من قلب وخيل اليهم أنه جمع لاقلب فيه فأخذوا منه مفرده
            أدباً لا دأبا وجرى استعمال هذه الكلمة بمعنى العادة ثم انتقل من هذا المعنى الطبيعى القديم إلى معانيه الأخرى المختلفة .
            والظاهر أن رأى الأستاذ نلينو كرأى غيره من أصحاب اللغة , يعتمد أصله على الغرض فليس لدينا من النصوص مايبين لنا أن لفظ "الأدَب" قد إشتق من "الأدْب"
            بمعنى الدعوة إلى الولائم أو قد اشتقت من "الأدآب" جمع "دأب" ولكن الشىء الذى لا شك فيه هو أننا لانعرف نصا عربياً جاهلياً صحيحاً ورد فيه لفظ الأدب ,
            والشىء الذى لاشك فيه أيضا هو أننا لانعرف أن لفظ الأدب قد ورد فى القرآن وكل مانعرفه هو أن هذه المادة قد وردت فى حديث , مهما يكن رأى المحدثين فيه
            فليس هو بالحجة القاطعة على أن النبى قد استعمل هذه المادة , وهذا الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم "أدبنى ربى فأحسن تأديبى" وهذا الحديث لا يثبت حكماً
            لغويا إلا إذا ثبت ثبوتا لا يقبل الشك أو كان من الراجح على أقل تقدير أنه صح بلفظه عن النبى , ولكننا بعيدون عن هذا كله فنستطيع إذن القول من غير تردد إنه
            ليس لدينا نص صحيح قاطع يثبت أن لفظ "الأدب" وما يتصرف فيه من الأفعال والأسماء قد كان معروفا أو مستعملا قبل الإسلام أو إبان ظهوره , ثم ليس لدينا
            ما يمكننا من القطع بأن هذه الكلمة وما يتصرف منها قد كانت شائعة فى الحجاز أثناء السنين التى تلت وفاة النبى , ولكن فى أيام بنى أمية أحسست إحساساً
            لا يخلوا من قوة أن أول مااستعملت فيها هذه المادة إنما هو التعليم , أى التعليم بطريق الرواية على إختلاف أنواعها : رواية الشعر , رواية الأخبار , أحاديث
            الأولين وكل مايتصل بالعصر الجاهلى وسيرة الأبطال قدمائهم ومحدثيهم , ولا نكاد نرى هذه المادة مستعملة فى أول الأمر إلا فعلا أو إسم فاعل : فهم يستعملون
            "أدّب" ويستعملون بنوع خاص لفظ "المؤدب" وقد يقال أن هذه الكلمة لا تعرف فى اللغات السامية الأخرى , وإذا كانت لا تعرف فى اللغات السامية الأخرى
            وليس بين النصوص العربية الجاهلية الصحيحة ما يثبتها وليست فى القرآن ولا فى الحديث , ولا فيما ورد عن الخلفاء بطريقة قاطعة فمن أين تكون قد جاءت ؟
            هنا استطيع أن أفترض كما أفترض الأستاذ نلينو , وكما إفترض غيره من اللغويين القدماء على أنى لا أحرض على هذا الرأى ولا أقول إنى أرجحه أو أقويه :
            من المحقق أن لغة قريش قد أثرت فى لغات العرب الآخرين بعد أن جعلها الأسلام لغة رسمية , ومن المحقق أيضا أن لغة قريش هذه قد تأثرت بلغات العرب
            المختلفة , فهى مؤثرة فى هذه اللغات وهى متأثرة بها , وهو طبيعى فى كل لغة وفى كل لهجة ولكنك سترى حين تتعمق فى درس ماكان من تدوين اللغة العربية
            الفصحى أن علماء اللغة لم يدونوا فى كتبهم ومعاجمهم لغة قريش وحدها وإنما دونوا ألفاظا كثيرة كانت شائعة ولم تكن تعرفها قريش وقد سميت كلها لغة عربية
            وحملت كلها على هذه اللغة الفصحى ونسى الناس أن هذه اللغة العربية الفصحى إنما هى لغة حى من أحياء العرب أو لغة إقليم من أقاليم البلاد العربية هو الحجاز
            والذى نريد أن نصل إليه هو أن علماء اللغة مهما يكونوا قد دونوا من غير لغة قريش , فهم لم يدونوا منها إلا شيئاً قليلا بالقياس إلى ما أهمل إهمالا لبعد مابينه
            وبين لغة قريش بوجه عام ولبعد مابينه وبين القرآن بوجه خاص , وآية ذلك هذه اللغات اليمنية التى أشار القدماء اليها اشارة , وحفظوا منها ألفاظاً ورد بعضها
            فى القرآن وورد بعضها الآخر فيما قيل من الشعر بلغة قريش , ولكنهم أهملوها إهمالا لبعد مابينها وبين اللغة القرشية فى أصول النحو والتصريف والاشتقاق
            وأخذ المحدثون يستنبطونها استنباطا من النقوش , إذا ضاع الكثير جدا من أصول اللغات اليمنية وغير اليمنية ولم تدون فيها المعاجم كما دونت فى لغة قريش
            وفى اللغتين الساميتين الأخريين العبرية والسريانية فإذا لم تجد مادة "الأدب" فى لغة قريش ولا فى العبرانية ولا فى السريانية فليس مايمنع أن تكون هذه
            الكلمة قد دخلت فى لغة قريش إبان العصر الأموى , انتقلت اليها من إحدى اللغات العربية التى ضاعت ...!! ولكن من أى اللغات ..؟ .[/align]

            تعليق

            • ابراهيم عبد المعطى داود
              أديب وكاتب
              • 10-12-2008
              • 159

              #7
              والظاهر أن العصر الأموى كان به الشعر والخبر , وكان الناس يقولون "أدّب فلاناً" فيفهمون منها هذين المعنيين :علمه الأدب , وظل لفظ الأدب يدل على هذين المعنيين
              طوال العصر الأموى , وقد تطور هذان المعنيان تطورًا كثيرًا فاتسعا حينا وضاقا حينا , ومضى اللفظ مع هذين المعنيين فى سعتهما وضيقهما فكان "الأدب " بمعناه الأول
              ايام بنى أمية وصدر العصر العباسى - عبارة عن الشعر والأنساب والأخبار وأيام الناس ثم ظهرت علوم اللغة ودونت ووضعت أصولها فدخل كل هذا فى الآداب ثم قويت
              هذه العلوم وتأثر المشتغلون بها بهذا القانون الطبيعى فكان التخصص وأخذت هذه العلوم تستقل واحدًا واحدًا حتى إذا كان القرن الثالث للهجرة كان معنى الأدب قد عاد
              إلى الضيق بعد السعة وأصبح لا يدل إلا على هذا النحو من العلم الذى تجده فى كتب كالكامل للمبرد والبيان والتبيين للجاحظ وطبقات الشعراء لابن سلام والشعر والشعراء
              لابن قتيبه وذاد أيام بنى العباس فشمل هذا النثر الفنى الذى استحدث منذ انتشرت الكتابة وارتقى العقل العربى وذاد شيئا آخر لم يكن معروفا أيام بنى أمية هو النقد الفنى
              الذى تجده فى كتب الجاحظ والمبرد وابن قتيبه وابن سلام , حتى ترى فيهم ملاحظات فنية متفرقة من غير نظام وعلى غير قاعدة , ولم يكن الأمر فى القرن الرابع خيرا
              منه كثيرا فى القرن الثالث :فأنت ترى كتبًا قوى فيها النقد وكاد يتأثر بها ولكنه مع ذلك لم ينفصل ولم يصبح فنًا أو علمًا بعينه ولعل أوضح الأمثلة لهذا النوع من الأدب
              الذى يغلب فيه النقد على الرواية كتب أبى هلال العسكرى وأبى الحسن الجرجانى والآمدى , فأما أبو هلال فبين أيدينا من كتبه "كتاب الصناعتين " وقد عرض فيه للشعر
              والنثر وحاول أن يدل على مواضع الجمال الفنى فيهما , وأن يضع لذلك شيئًا يشبه الأصول والقواعد , وبين أيدينا أيضا كتاب "ديوان المعانى" وبينما النقد يغلب فى
              الصناعتين إذ الرواية تغلب فى ديوان المعانى ولكنها رواية منظمة قد قسمت أبوابًا وصنفت فنونا , وقل مثل هذا فى كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه , وفى هذا القرن
              الرابع كانت الخصومة عنيفة بين أنصار البحترى من ناحية وأنصار أبى تمام من ناحية أخرى فلما تقدم هذا القرن ظهرت الخصومة قوية أيضا بين أنصار المتنبى وخصومه واستفاد النقد من هذه الخصومة , فألف الأمدى كتابه "الموازنة بين الطائيين " وألف الجرجانى كتابه "الوساطة بين المتنبى وخصومه " وظهرت كتب كثيرة
              وهمّ النقد أن يستقل ولكن هذا الاستقلال لم يتم له إلا بعد مشقة وما كاد يظفر به حتى خمد وأخذه الفساد من جميع أطرافه , استقل علم البلاغة , وكان مظهر استقلاله
              كتابى عبد القادرالجرجانى "دلائل الاعجاز" و "أسرار البلاغة" ولكن هذا الاستدلال لم ينفع النقد بل أماته وقضى عليه , والواقع أنا لانكاد نرى بعد كتابى عبد القادر
              الجرجانى شيئًا قيمًا فى النقد أو فى البلاغة انما هى كتب فاترة وأصول جافة , ومن كل هذا نفهم أن "الأدب" قد كان فى القرن الثانى والثالث والرابع يدل على ما يؤثر
              من الشعر والنثر وما يتصل بهما لتفسيرهما من ناحية ونقدهما من ناحية أخرى , وهل يدل الأدب الآن على شىء غير هذا ؟ وهل يدل على شىء أكثرمن هذا ؟ .
              ألست إذا سمعت لفظ الأدب الآن فهمت منه مأثور الكلام نظمًا ونثرًا وما يتصل به من هذه العلوم والفنون التى تعين على فهمه من ناحية وتذوقه من ناحية أخرى ؟
              ثم هل يدل الأدب عند الأمم الأجنبية القديمة أو الحديثة على شىء غير هذا الذى يدل عليه عندنا ؟ فنحن إذا ذكرنا الأدب اليونانى لا نفهم منه إلا مأثور الكلام اليونانى
              شعرًا ونثرًا , نفهم الإلياذة والأودسية , نفهم شعر بندار وسافو وسيمونيد , نفهم تاريخ هيرودت, نفهم نثر افلاطون , وخطب بير يكليس , قل مثل هذا فى الأدب الرومانى
              وكذا الفرنسى , فالأدب إذن لا يستطيع فى جوهره أن يتجاوز مأثور الكلام ولكن هنا اعتراضًا , انك لاتستطيع أن تفهم الأثر الفنى للكاتب أو الشاعر إذا اعتمدت على
              ماتعودنا أن نعتمد عليه من علوم اللغة ومن الأنساب والأخبار ومن النقد , وإنما قد تحتاج إلى أن تعتمد على أشياء أخرى ليس بينها وبين الأدب صلة ظاهرة , ولنضرب
              مثلاً بشاعر عربى كالمتنبى أو أبى العلاء , فكن أقدرالناس على فهم النحو وعلوم البلاغة كلها والأخبار والتاريخ وكن أمهرالناس فى علوم المعانى والبيان والبديع
              فلن يكفيك ذلك فى فهم شعر المتنبى وشعر أبى العلاء , وإنما أنت محتاج إلى الفلسفة الخلقية لتفهم المتنبى وأنت محتاج إلى الفلسفة الطبيعية وإلى مابعد الطبيعة
              وإلى الفلك وإلى علم النجوم بل إلى الرياضة أحيانا بالإضافة إلى أنك فى حاجة إلى علوم الدين الاسلامى كلها وإلى النصرانية واليهودية ومذاهب الهند فى الديانات
              لتفهم شعر ابى العلاء , وإذن فكل هذه العلوم والفنون تدخل فى الأدب , وإذن فالأدب كل شىء, وإذن فالتعريف هنا كما يقول أهل المنطق غير مانع .
              لهذا يجب أن نعود فتفكر فى أن الأدب كغيره من العلوم لا يمكن أن يوجد ولا أن يثمر إلا إذا اعتمد على علوم تعينه من جهة وعلى ثقافة عامة متينة عميقة من جهة
              أخرى , فعلوم الطبيعة يتصل بعضها ببعض ويحتاج بعضها إلى بعض دون أن يكون بعضها من بعض , فالطبيعة محتاجة إلى الرياضة دون أن تكون الرياضة فصلا
              من فصول الطبيعة , أو الطبيعة فصلا من فصول الرياضة , وهنا يظهر الفرق بين الأدب وتاريخ الأدب ,
              فالأدب مأثور الكلام كما قدمنا والأديب الذى يعنى بالأدب من حيث هو أدب يستطيع ألا يتجاوز هذا الكلام الجيج نظمًا كان أو نثرًا ولكن مؤرخالأدب لا يستطيع أن يكتفى
              بمأثور الكلام ولا بهذه العلوم والفنون التى تتصل بمأثور الكلام اتصالا شديدًا لتمكنا من فهمه وتذوقه وإنما هو مضطر إلى أن يتجاوز هذا الإنسان من حيث هو حيوان
              ناطق يجب أن يعرب عما فى نفسه بصورة كلامية فنية فهو مضطر إلى أن يدرس تاريخ العقل الإنسانى , وهو مضطر إلى أن يدرس تاريخ الشعور , وهو مضطر إلى
              أن يلم بتاريخ العلوم والفلسفة والفنون الجميلة وتاريخ الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أيضا إلماما يختلف أيجازًا وإطنابًا ويتفاوت إجمالا وتفصيلا باختلاف
              مالهذه الأشياء كلها من تأثير فى الشعر والنثر أو تأثر بهما .
              ولأضرب مثلاً عربيًا
              هل تزعم أنك تستطيع أن تفهم همزية أبى نواس :
              * دع عنك لومى فإن اللوم إغراء
              دون أن تعرف النظًام خاصة , والمعتزلة عامة , وما كان لهم من مذهب وقوة أيام أبى نواس
              وكيف تستطيع أن تفهم قوله :
              فقل لمن يدعى فى العلم فلسفة حفظت شيئًا وغابت عنك أشياء
              إذا لم تعرف أنه يريد النظّام , ولم عرّض به أبو نواس , فسترى أن النظام كان من المعتزلة الذين يقولون أن صاحب الكبيرة مخلد فى النار , وإذا كان شرب الخمر كبيرة
              فصاحبها مخلد فى النار ,إذن فأنت فى فلسفة النظّام , وأنت متعمق فى فلسفة المعتزلة وأنت مضطر إلى ذلك اضطرارًا , مضطر إلى أن تدرس التوحيد واختلاف أهل
              السنة والمعتزلة فيه لتفهم خمرية من خمريات أبى نواس ,
              إذا نستطيع أن نوجز هذا كله فنقول :
              أن الأدب فى جوهره إنما هو مأثور الكلام نظمًا ونثرًا , وأن هذا الكلام المأثور لا يستطيع أن ينهض الأديب بفهمه وتذوقه إلا إذا اعتمد على ثقافة قوية وعلى طائفة
              من العلوم الإضافية وما يتصل به .

              تعليق

              • ابراهيم عبد المعطى داود
                أديب وكاتب
                • 10-12-2008
                • 159

                #8
                رد: قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

                الفصل الخامس / الصلة بين الأدب وتاريخه
                [align=right]على أنى اعترف بأن تاريخ الآداب لا يستطيع أن يستقل ولا أن يكون علمًا منفصلا قائمًا بنفسه , فمثلا الثورة الفرنسية شىء وتاريخها شىء آخر , والحركة البروتستينية
                شىء وتاريخها شىء آخر , وعلى ذلك فإنه مستحيل أن يؤرخ الاداب غير الأديب لأن تاريخ الأدب لا يستطيع ان يعتمد على مناهج البحث العلمى الخالص وحدها وإنما هو
                مضطر معها إلى هذه الملكات الشخصية الفردية التى يجتهد العالم فى أن يتحلل منها , فتاريخ الأدب إذن أدب فى نفسه من جهه لأنه يتأثر بما يتأثر به ماثور الكلام
                من الذوق , وهذه المؤثرات الفنية المختلفة وتاريخ الأدب علم من جهة أخرى ولكنه لا يستطيع أن يكون بحثًا موضوعيا إنما هو بحث ذاتى من وجوه كثيرة , هو إذن
                شىء وسط بين العلم الخالص فيه موضوعية العلم وفيه ذاتية الأدب .

                [/align]

                تعليق

                • ابراهيم عبد المعطى داود
                  أديب وكاتب
                  • 10-12-2008
                  • 159

                  #9
                  رد: قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

                  الفصل السادس / الأدب الإنشائى والأدب الوصفى

                  الأدب أدبان
                  أحدهما أدب إنشائى
                  والآخر أدب وصفى
                  أما الأدب الإنشائى فهو هذا الكلام نظمًا ونثرًا , هو هذه القصيدة التى ينشدها الشاعر , والرسالة التى ينشئها الكاتب , هو هذه الآثار التى يحدثها صاحبها لا يريد بها
                  إلا الجمال الفنى فى نفسه , لا يريد بها إلا أن يصف شعورًا أو إحساسًا أحسه أو خاطرًا خطر له فى لفظ يلائمه رقة ولينًا وعذوبة أو روعة وعنفًا وخشونة , هو هذه
                  الآثار التى تصدر عن صاحبها كما يصدر الضوء من الشمس المضيئة , هو هذا النحو الفنى حين يتخذ طريق الكلام مثله كمثل التصوير والغناء وغيرهما من هذه
                  الفنون التى تمثل ناحية الجمال فى نفوسنا .
                  وهذا الأدب الإنشائى هو الأدب حقا , هو الأدب الصحيح بمعنى الكلمة , هو الأدب الذى ينحل إلى شعر ونثر ينتجه الكتاب والشعراء لا لأنهم يريدون أن ينتجوه بل لأنهم
                  مضطرون إلى إنتاجه بحكم هذه الملكات الفنية التى فطرهم الله عليها , وهو يخضع لتأثير البيئة والمجتمع والزمان وهو مرآة لنفص صاحبه وهو مرآة لعصره كلما عظم
                  حظه من الجودة والإتقان , ونحن نعلم أن الناس كانوا وسيظلون أبدًا منقسمين فى حياتهم وشعورهم إلى محافظين ومتطرفين ومعتدلين , أولئك يقلدون القدماء وهؤلاء
                  يجددون والآخرون يتوسطون بين أولئك وهؤلاء , وهذا الأدب متفاوت بطبعه فى الحظ من الاتصال بنفس صاحبه والبعد عنها , هذا الشاعر صادق قوى الشخصية قليل
                  الحفل برضا الناس عنه أو سخطهم عليه فشعره خليق أن يكون قطعة من نفسه , وهذا الشاعر محب لإرضاء الناس كاره لسخطهم حريص على أن يفنى فيهم لا على
                  أن يفنوا فيه , وعلى هذا النحو يخضع الأدب الإنشائى لكل هذه المؤثرات .
                  أما الأدب الآخر فهو الأدب الوصفى
                  الأدب الوصفى لا يتناول الأشياء من حيث هى : لا يتناول الطبيعة وجمالها , لا يتناول العاطفة وحرارتها , لا يتتناول الرضا ولا السخط , لا يتناول الفرح ولا الحزن , وإنما
                  يتناول الأدب الإنشائى مفسرًا حينا ومحللا حينا ومؤرخا حينا آخر , فنرى الأدب الوصفى يحاول أن يكون علمًا كله , وهذا الأدب الوصفى ليس حديثًا ولا ينبغى أن نفهم
                  أنه أثر من آثار هذا العصر وإنما هو قديم من كل الأمم التى كان لها أدب إنشائى وحظ قوى من الحضارة .
                  ونريد أن نقول أن الصلة بين الأدب الوصفى والأدب الإنشائى تشبه أن تكون كالصلة بين الفنون الطبيعية والرياضية وعلومها , فقد عرف الناس الفنون الطبيعية والرياضية وانتفعوا بها قبل أن يعرفوا علوم الرياضة والطبيعة , فمسحوا الأبعاد , ورفعوا الأثقال , وحولوا الأجسام من هيئة إلى هيئة ومن صورة إلى صورة واهتدوا
                  بالنجوم قبل أن يعرفوا أو يحققوا النظريات التى تعتمد عليها كل هذه الفنون , فقد أنشأ الشعراء ماأنشاوا من الشعر والنثر فى غير تكلف ولا عناء , ثم كان الرقى
                  العقلى وكان التفكير ونشأ من هذا وذاك فى أمر هذه الفنون الأدبية مثل مانشأ فى أمر تلك الفنون الرياضية والطبيعية , حاول العقل الإنسانى من أن يستخلص من هذه
                  الفنون الأدبية أصولها وقواعدها وأن يصوغ نظرياتها وأن يصبها فى هذا القالب العلمى التعليمى معًا فما كاد العصر العباسى يظل العرب حتى أخذوا يصفون أدبهم ويرتبونه ويستنبطون له الأصول والنظريات , وأى شىء تقرأ فى الجاحظ والمبرد وابن قتيبة وابن سلام إلا هذا الأدب الوصفى ! فلم يكن الجاحظ وأصحابه أدباء منشئين
                  وإنما كانوا أدباء واصفين .

                  تعليق

                  • ابراهيم عبد المعطى داود
                    أديب وكاتب
                    • 10-12-2008
                    • 159

                    #10
                    رد: قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

                    الفصل السابع / مقاييس التاريخ الأدبى
                    1- المقياس السياسى
                    أما إذا أردناأن نذهب مذهب شيوخ الأدب فى مصر فننظر إلى الآداب من حيث العصور التى ظهرت فيها , ونقسمها إلى آداب جاهلية وآداب إسلامية وآداب عباسية
                    وآداب نشأت فى عصر الانحطاط ثم آداب نشأت فى العصر الحديث , ثم يقف الباحث عند كل عصر من هذه العصور وقفة تطول إذا كان يريد أن يضع كتابا طويلا وتقصر
                    إذا كان يريد أن يضع كتابا قصيرا وهو فى هذه الوقفة يحاول أن يحيط بما ظهر فى هذا العصر من أنواع الأدب وفنونه , فكلمة عن الشعر وأخرى عن النثر وثالثة عن
                    الأمثال ورابعة عن الخطابة وخامسة عن العلم حتى إذا فرغ من هذه الملاحظات تناول الشعراء والخطباء والكتاب والعلماء قلتهم أو كثرتهم فترجم لهم فى إيجاز مختزلا
                    ترجمتهم اختزالا من كتاب الثعالبى أو من كتب الطبقات وهو إن كان من أصحاب القديم متكلف فى السجع وإن كان من أصحاب الحديث مجتهد فى الإغراب يحاول أن
                    يسبغ على ما يكتب لونًا فرنسيًا أو المانيًا , وعلى هذا النحو يتم له تاريخ الآداب , فأى علم يعدل هذا العلم ؟ وأى حاجة بمن حصل هذا المقدار من العلم إلى أن يبحث
                    وأن يستذيد , يقتنع المؤلف بأنه عالم ويقتنع الطالب بأنه محصًل ويظل الأدب مقبورًا فى بطون الكتب والأسفار .
                    نحن لانحب هذا الطريق ولا نريد أن نسلكه بل نحاول أن نمحو آثار هذه الطريقة لسببين :
                    احدهما أنه يتخذ الحياة السياسية وحدها مقياسًا للحياة الأدبية فالأدب راق خصب إذا إرتقت الحياة السياسية وازدهرت وهو منحط جدب إذا انحطت الحياة السياسية وعقمت
                    وآية ذلك أن الأدب العربى كان راقيا أيام بنى أمية وصدر العصر العباسى ..! ولكن الذين يذهبون هذا المذهب يجهلون أن الحياة السياسية العربية ليست كما يخيل اليهم
                    قوة وضعفا , فليس من المحقق مطلقا أن حياة العرب السياسية أيام بنى أمية كانت عزًا كلها ربما كان من المحقق أنها لم تخل من ذل وخنوع "اضطر معاوية أثناء
                    خصومته مع على أن يصالح الروم على مال يؤديه إليهم حتى لايغيروا على الشام واضطر عبد الملك إلى أن يصالحهم كذلك على الف دينار فى كل جمعة وعلى مال آخر
                    يؤديه إلى امبراطور قسطنطينية حتى لايغيروا على الشام أثناء حربه لمصعب بن الزبير فى العراق - انظر الطبرى وفتوح البلدان " .

                    تعليق

                    • ابراهيم عبد المعطى داود
                      أديب وكاتب
                      • 10-12-2008
                      • 159

                      #11
                      رد: قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

                      [align=right]
                      وربما كان من المحقق أن خلفاء بنى أمية قد أذعنوا من بعض الوجوه لقياصرة قسطنطينية , وكان من المحقق انها كانت حياة اضطراب وخوف وهلع فى اكثر الأوقات , وإذا لم يكن محققا أن الحياة السياسية الأموية قد كانت حياة عز فى الخارج وأمن فى الداخل فليست هى بالحياة السياسية الراقية , وليس من المحقق إذ أن رقيها قد استتبع رقى الحياة الأدبية , وإنما المعقول أن يكون اضطرابها وفسادها سبباً فى اضطراب الحياة الأدبية وفسادها , ومع ذلك فقد كانت الحياة الأدبية راقية من غير شك أيام بنى أمية وقل فى العصر العباسى مثل هذا فليس من المعقول أن رقى الأدب وانحطاطه قد تبع رقى السياسة وانحطاطها , ومن الجهل المنكر أن يقول قائل أن الأدب كان منحطاً فى القرن الرابع كما من المكابرة الفاحشة أن يقول قائل أن السياسة كانت راقية فى هذا القرن .
                      ليس معنى ذلك أننا ننكر الصلة بين الأدب والسياسة إنما نريد أن نأخذ السياسة على علاتها كما نأخذ الأدب على علاته , فقد يكون الرقى السياسى مصدر الرقى الأدبى وقد يكون الإنحطاط السياسى مصدر الرقى الأدبى أيضا والقرن الرابع الهجرى دليل واضح على أن الصلة بين الأدب والسياسة قد تكون صلة عكسية فى كثير من الأحيان فيرقى الأدب على حساب السياسة المنحطة , أليس من المعقول إذا انقسمت دولة ضخمة كالدولة العربية ونجم فى اطرافها الملوك والأمراء والثائرون أن يقع بين هؤلاء التنافس وأن ينشأ من هذا التنافس تشجيع الشعراء والكتاب والعلماء , وأن ينشأ من هذا التشجيع جد وكد ثم توفيق إلى الإجادة وظفر بها ؟ هذا هو الذى كان إبان القرن الرابع الإسلامى , ومن هنا نرى أن الحياة السياسية لا تصلح مطلقا لأن تكون مقياساً للحياة الأدبية وانما السياسة كغيرها من المؤثرات كاحياة الإجتماعية , كالعلم , كالفلسفة , تبعث النشاط فى الأدب حيناً وتضطره إلى الخمول والجمود حينا آخر لذا ينبغى أن يدرس الأدب لنفسه وفى نفسه من حيث هو ظاهرة مستقلة يمكن أن تؤخذ من حيث هى وتحدد لها عصورها الأدبية الخالصة
                      [/align]
                      .

                      تعليق

                      • أحمد أنيس الحسون
                        أديب وكاتب
                        • 14-04-2009
                        • 477

                        #12
                        رد: قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

                        شكراً لك أخي إبراهيم لهذا الجهد القيّم لعميد اللغة العربية

                        ألا ترى معي أن أحكام طه حسين مجحفة بعض الشيء في الأدب الجاهلي؟.
                        مودتي واحترامي لك أستاذ إبراهيم.
                        sigpicأيها المارون عبر الكلمات العابرة ..

                        اجمعوا أسماءكم وانصرفوا
                        آن أن تنصرفوا
                        آن أن تنصرفوا

                        تعليق

                        • ابراهيم عبد المعطى داود
                          أديب وكاتب
                          • 10-12-2008
                          • 159

                          #13
                          رد: قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

                          وهناك أمر آخر شر من هذا الأمر وأقبح منه أثرًا وهو أن هذا المذهب الرسمى قد يكون طويلا وقد يكون عريضًا ولكنه برىء من العمق وهو سطحى قائم على الكذب
                          والتضليل , فهو يخيل لصاحبه أنه قد أحاط بالأدب والأدباء وأنه عرف جملا وحفظ ألفاظًا وأسماء فلم يتكلف الباحث درس حياة امرىء القيس وقراءة ديوانه والجد فى
                          فهمه فهو يعلم أن اسمه حندج بن حجر وأن أباه كان ملكا قتله بنو سعد وأنه ذهب إلى قسطنطينية وأنه صاحب " قفا نبك .." و "ألا عم صباحًا أيها الطلل الباكى .."
                          ولكن ما .."قفا نبك " هذه ؟ وما "ألا عم صباحا .." ؟ ماموضوعهما ..؟ ماسلوبهما ..؟ ماقيمتهما الفنية ..؟ مالصلة بينهما وبين نفس الشاعر ..؟ مالصلة بينهما وبين
                          نفوس الناس الذين قيلتا فيهم ..؟ كل هذه مسائل لا تخطر للباحث على بال ..وهى لا تخطر للقارىء بل ربما ضاق القارىء بك ذرعا إذا لفته الى هذه المسائل كلها أو
                          بعضها لأنك تقلقه وتزعجه وتشق عليه .
                          فهذا النحو من البحث السطحى شر لأنه قاصر , لأنه عقيم ولأنه سبب انحطاط الحياة الأدبية حقا فهو يأخذ الأدب العربى على أنه وحدة مستقلة لا تنقسم إلا بانقسام العصور
                          لكن أكان الأدب العربى كذلك ؟ كلا .. لم يكن كذلك الا قرنيين على أكثر تقدير , فليس هناك شك من أن هذه البلاد الكثيرة التى افتتحها المسلمون لم تخضع للسيطرة
                          المركزية العربية خضوعًا تاماً متصلا يفنى شخصيتها فى شخصية العرب وانما أخذت تسترد شخصيتها شيئًا فشيئًا بعد الفتح وما كاد القرن الرابع يظل المسلمين حتى أخذت هذه الشخصيات تظهر وتتمايز فى الأدب والعلم الأقتصاد والسياسة والدين , فظهرت الآداب القومية فى مصر وسورية وبلاد الفرس والاندلس .
                          ومن الاثم العلمى أن يتخذ أدب دمشق وبغداد مقياسًا لهذه الآداب كلها , فقد كان الأدب منحطًا فى القاهرة وقرطبة وحلب حين كان مزهرًا فى بغداد ودمشق , بل كان
                          الأدب منحطًا فى دمشق حين كان مزهرًا فى مكة والمدينة وكان منحطا فى بفداد حين كان مزهرًا فى البصرة والكوفة , فإذن اتخاذ السياسة مقياسًا للحياة الأدبية
                          خطأ فلنعدل إذن عن هذا المذهب ونلتمس [align=right][/align]لنا مذهبًا آخر .

                          تعليق

                          • ابراهيم عبد المعطى داود
                            أديب وكاتب
                            • 10-12-2008
                            • 159

                            #14
                            رد: قراءة فى "فى الأدب الجاهلى " للدكتور / طه حسين

                            ب- المقياس العلمي

                            هناك مذهب فريق من النقاد ظهروا إبان القرن الماضى هم يتفقون فيما بينهم ويختلفون , يتفقون فى أنهم يريدون أن يجعلوا تاريخ الأدب علماً كغيره من العلوم
                            الطبيعية , ويختلفون فى الطريق التى يسلكونها إلى هذا الغرض , فأما أولهم هو سانت بوف فيريد أن يستنبط قوانين هذا العلم الجديد من درس شخصيات الكتاب
                            والشعراء درساً نفسياً عضوياً , ومن ترتيب هذه الشخصيات فيما بينها على نحو مايصنع علماء النبات فى ترتيب الفصائل النباتية المختلفة فهو مقتنع بأن لنفسية
                            الكاتب أو الشاعر ومزاجه المعنوى والمادى الأثر الموفور فيما ينتج من الآيات الأدبية البيانية وهو مقتنع بأن هذه النفسيات وهذه الأمزجة مهما تختلف فلابد من أن
                            يكون بينهما تشابه ما , وإلا لما استطاع الكتاب والشعراء أن يتفقوا فى العناية بفن من النثر أو فن من الشعر , فأنت إذن تستطيع أن تدرس شخصيات هؤلاء الكتاب
                            والشعراء وأن تستنبط من هذا الدرس مايتمايزون به فيما بينهم من هذه الناحية وهو الذى يكون شخصياتهم ويحدها وما يشتركون فيه من ناحية أخرى وهو الذى تعتمد عليه فى استخلاص قانونك العلمى الأدبي كما يستخلص العلماء قوانينهم العلمية الصرفة .
                            أما الثانى فهو تين فيمضى إلى أبعد مما مضى سانت بوف فهو لايعتمد مثله اعتماداً قوياً على هذه الشخصيات الفردية انما هو يؤكد على أن القوانين العلمية يجب أن
                            تعتمد على أشياء عامة وما شخصية الكاتب أو الشاعر فى نفسهما ؟ ومن أين جاءت ؟ أتظن أن الكاتب قد أحدث نفسه , أم تظنه قد ابتكر آثاره الفنية ابتكارا وأى شىء
                            فى العالم يمكن أن يبتكر ابتكارا ؟ أليس كل شىء فى حقيقة الأمر أثراً لعلة قد أحدثته وعلة لأثر سيحدث عنه ! وأى فرق فى ذلك بين العالم المعنوى والعالم المادى ؟
                            وإذن فلا ينبغى أن تلتمس الكاتب أو الشاعر عند الكاتب أو الشاعر إنما ينبغى أن تلتمسها فى هذه المؤثرات التى أحدثها والتى يخضع لها كل شىء إنساني , الفرد ماهو ؟
                            هو أثر من آثار الأمة التى نشأ فيها , أو قل من آثار الجنس الذى نشأ منه : فيه أخلاقه وعاداته وملكاته ومميزاته المختلفة وهذه الأخلاق والعادات والملكات والمميزات
                            ماهى ؟ هى أثر لهذين المؤثريين اللذين يخضع لهما كل شىء فى هذه الدنيا : المكان وما يتصل به من حالة الإقليمية والجغرافية والزمان وما يستتبع من هذه الاحداث
                            المختلفة سياسية كانت أو اقتصادية أو علمية أو دينية , وهذه الأحداث التى تخضع كل شىء للتطور والانتقال , الكاتب أو الشاعر إذن أثر من آثار الجنس والبيئة والزمان
                            فينبغى أن يلتمس من هذه المؤثرات وينبغى أن يكون الغرض الصحيح من درس الأدب والبحث عن تاريخه إنما هو تحقيق هذه المؤثرات وينبغى أن يكون الغرض الصحيح
                            من درس الأدب والبحث عن تاريخه إنما هو تحقيق هذه المؤثرات التى أحدثت الكاتب أو الشاعر وأرغمت على أن يصدر ماكتب أو نظم من آثار .
                            أما الثالث فهو برونتير الذى أكد على أن الكائن الحى خاضع بطبعه لقوانين النشوء والارتقاء أو لقوانين التطور , وكان الأدب أثراً من آثار الإنسان الذى هو كائن
                            حى فلا بد من أن يخضع مثله لهذه القوانين وأنت إذا فكرت فى أمر فن من فنون الأدب فسترى أنه ينشأ ويتطور ويتحول من حال الى حال ويمضى فى هذا التحول والتطور
                            حتى يشتد البعد بين أصله وفرعه على هذا النحو الذى تطور به الانسان وانتهى اليه من أصله الأول , إذن فليس شأن الكاتب أو الشاعر فى نفسه عظيما وإنما الشأن شأن هذه الفنون الأدبية التى يعالجها الكتاب والشعراء , كيف نشأت ؟ ومن أين نشأت ؟ كيف تطورت ؟ وإلى أين تطورت ؟ خذ مثلا الشعر التمثيلى عند اليونان من أين نشأ ؟ وما هذه الأسباب الدينية والسياسية والاجتماعية التى عملت على انشائه ثم انظر اليه كيف تطور وارتقى حتى بعد الأمد بين آثار سوفوكل وأرسطوفان وما كان يأتيه أول الأمر المحتفلون بأعياد باكوس ثم ..ثم انظر كيف جرى بالأطوار المختلفة المتباينة حتى وصل إلى ماوصل اليه فى القرن السابع عشر فى فرنسا حتى إذا كان
                            القرن التاسع عشر ظهر أنه لا يستطيع أن يلائم البيئة التى يعيش فيها فأدركه من التطور ما أدركه فأماته أو كاد يميته , ثم ظهرت النهضة العلمية القوية فخلبت العقول
                            الأوربية لجديتها وبهجتها وتغيرت حياة الانسان تغييراً يوشك أن يكون تاماً , فتن الناس بالعلم وانصرفوا أو كادوا ينصرفون عن كل مالا تظهر عليه صبغة علمية ما ,
                            فلم يكن بد للفلسفة والآداب والتاريخ من أن تحيا .

                            تعليق

                            • قصي مجدي سليم
                              عضو الملتقى
                              • 10-09-2009
                              • 31

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أنيس الحسون مشاهدة المشاركة
                              شكراً لك أخي إبراهيم لهذا الجهد القيّم لعميد اللغة العربية

                              ألا ترى معي أن أحكام طه حسين مجحفة بعض الشيء في الأدب الجاهلي؟.
                              مودتي واحترامي لك أستاذ إبراهيم.
                              الفاضل أحمد أنيس..
                              تحية وإحترام..
                              قمين بالأخ إبراهيم أن يعود اليك بإجابة لسؤالك ولكني أحب أن اسألك..
                              وأين الإجحاف؟؟ وفي أي موضع؟؟ ولم ترى ذلك؟
                              فأرجو أن تحدد لنا بواطن الإجحاف حتى تفيدنا بها فإذا رأينا رأيك عمت الفائدة، وإلا قلنا لك ما نراه في أمر الإجحاف..
                              ولك محبتي
                              التعديل الأخير تم بواسطة قصي مجدي سليم; الساعة 28-10-2009, 16:29.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X