سرابٌ .. سراب ..
حِينَ تنظرُ عيناكِ المدَى ..
تتوهُ في غابةِ الضبابْ ..
يقتلها التأويلُ .. ووخزُ التراب..
سرابٌ .. سراب ..
حين تهبينَ نفسكِ في ليلةٍ عمياء ..
ما أبكاكِ ..
هل تعثرتِ في سردِ قصةٍ بلا أسماءْ ..
أو هلْ فقدتِ شيئا من ملامحِ جسدكِ
حين خرجتِ من غرفةِ الإغواءْ ..
أو أنكِ حين ولجتِ الغرفةَ الصغيرةَ ..
وجِلتْ أنفاسكِ شهوةُ اللقاءْ ..
وما حسبتِ انكِ تخرجينَ مثقلةً من لكزِ الأحشاءْ ..
تمضينَ بلا مأوى ليسَ لكِ إلا السماءْ ..
سرابٌ .. سراب ..
فإمّا زحامُ وإما قفرٌ و خِباءْ ..
وتتيهينَ .. ويتشردُ التيهُ هباء ..
وتسكنُ الأوراقُ الأفكارَ السوداء ..
يتبادرُ إلي ذهنكِ احترافَ الصمت ..
ولعنُ البكاء ..
ويبقي سرابٌ . سراب ..
اصطحبتِ الشقاء ..
هربتِ من حروفِ الهجاء ..
لا تنفعُ حبةُ دواء ..
مع من احترفوا البِغاء ..
سرابٌ .. سراب ..
ولا جدوى من إطعامِ الغراب ..
قولِي لي ما أبكاكِ ..
تلتاعينَ انغماسًا في الألم ..
وتنتظرينَ رجلاً يحشدُ قصصَ الحبّ في جيبِه ..
تختبئُ الآثام تحت ثُويبِه ..
يقتادُ الحبّ بينَ يديهِ أينَما ذهبْ ..
تتلهفينَ إطباقةَ الحبّ فوقَ ناهِديْكِ
تنويمَةً شاعرية ..
تنسيكِ رزم تعبَ النهار ..
لا .. لا تنظري إليّ ..
فما تتساقطُ منّي حُبيباتُ الماء ..
وما أنا هاجسُ النقاء ..
وصيْرورةُ البقاء ..
في رحلةِ الأحياء ..
غيرَ أنّي ممنوعٌ منَ السفر..
من ركوبِ الهِضاب ..
وامتطاءِ السحاب ..
وتعتلينِي ذاتِي وقتَ التقبيلِ وامتصاصِ الرضاب ..
سرابٌ .. سراب ..
أننا نعيشُ في وقتِ التفتيشِ ..
تقتلنا الرتابةُ ..
تتساقطُ أهدابُنا ..
تقتلعُ رموشَ الكتابة ..
ثمّ يستهوينا طنينُ ذبابة ..
وندعو الله إزالةَ الغمةِ والكآبة ..
وأنتَ
أنت ذاك الذي يحاكي البلادة ..
تبتضع شيئا من الفراغ ..
في سرعة الوقت ..
تستفيض مشاعرك في الطريق إلى المنزل ..
تعلن حالةً طارئة..
تستدعي التفكير المقيت ..
لتتلو آيات الغزل ..
أو انك ترجع من منتصف الطريق ..
لأنك نسيت أو تناسيت شراءَ هدية الرضا ..
ثم ترجع مبتسما ..
وفي يدك انتصارك يخفي انهزامَك ..
وأنت فقط تَذكرُ زوجكَ حينَ تخلعُ الحذاء ..
حينَ يرحلُ نهارُكَ وتمتطِي المساء ..
ترتفع في حقولِ فوضويةٍ ..
بآهاتِ الصّبا ولوعةِ الغياب ..
سرابٌ . سراب ..
جنون انحناءةِ جوعِ الرقاب ..
أطبق أيها المساءُ ..
أيّها الليلُ ..
أيها الظلامْ ..
أطبقْ أطبقْ ..
واصفقْ ثمدَ السّماءِ بالرَّغامْ ..
فتأنسَ شوكةَ الصبارِ قطرةُ ماءٍ في عقمِ الصحراء ..
أو قد تبللُ تشققَ الشفاهِ المتلعثمةِ بالضياعْ ..
وترجع
ترجعَ تجرُّ غيمةً بلا قطرٍ ..
تتزينُ بصليبِ المسيحِ والدعواتِ الصالحاتِ ..
تعودُ من حيثُ أتيتَ ..
تصْطفِي خليلاً تجاوِرهُ في الجنةِ ..
تفتحُ البابَ الغريبَ .. ألوانٌ .. ألوانْ ..
لم تتعودْ عينياكَ الألوانْ ..
وقد رأيتَ مثلَها في كومةِ النفاياتِ ..
لم تتعودْ أن تجاورَ أصحابَ الأحذيةِ النظيفةِ ..
إلاّ حينَ ملامسة أكتافَهم في الصّلاة ..
وتخرجْ ..
كمْ مرة خرجتْ ..
أنتَ لا تعرفْ ..
أنتَ لا تعرفُ سوَى ذاكَ الدربِ الطينيّ المتجعّد ..
وفأسُكَ العجوزُ ..
حينَ ترمِيها علي ظهركَ المتقوّس ..
تجرُّ قدميكَ إلى الفراش ..
وتنتظرُ قدومَ الطعامِ ..
فتطبقُ جفنيْكَ ولا تأكلْ ..
تأتِي زوجكَ مخضّبةً بالحِنّاء ..
بين يديْها رغيفٌ ساخنٌ وقطعة من جُبن ..
وقدْ تلاقى حاجباك ..
وأنفاسُك تروحُ وتأتِي كموجِ الغدير ..
وأنت شبيه بالظل ..
تنامُ .. تنامْ ..
تنام كي ترى حلماً نظيفا ..
ولكنه يبقى.. سراب .. سراب .
.....
مع تحياتي قاسم
حِينَ تنظرُ عيناكِ المدَى ..
تتوهُ في غابةِ الضبابْ ..
يقتلها التأويلُ .. ووخزُ التراب..
سرابٌ .. سراب ..
حين تهبينَ نفسكِ في ليلةٍ عمياء ..
ما أبكاكِ ..
هل تعثرتِ في سردِ قصةٍ بلا أسماءْ ..
أو هلْ فقدتِ شيئا من ملامحِ جسدكِ
حين خرجتِ من غرفةِ الإغواءْ ..
أو أنكِ حين ولجتِ الغرفةَ الصغيرةَ ..
وجِلتْ أنفاسكِ شهوةُ اللقاءْ ..
وما حسبتِ انكِ تخرجينَ مثقلةً من لكزِ الأحشاءْ ..
تمضينَ بلا مأوى ليسَ لكِ إلا السماءْ ..
سرابٌ .. سراب ..
فإمّا زحامُ وإما قفرٌ و خِباءْ ..
وتتيهينَ .. ويتشردُ التيهُ هباء ..
وتسكنُ الأوراقُ الأفكارَ السوداء ..
يتبادرُ إلي ذهنكِ احترافَ الصمت ..
ولعنُ البكاء ..
ويبقي سرابٌ . سراب ..
اصطحبتِ الشقاء ..
هربتِ من حروفِ الهجاء ..
لا تنفعُ حبةُ دواء ..
مع من احترفوا البِغاء ..
سرابٌ .. سراب ..
ولا جدوى من إطعامِ الغراب ..
قولِي لي ما أبكاكِ ..
تلتاعينَ انغماسًا في الألم ..
وتنتظرينَ رجلاً يحشدُ قصصَ الحبّ في جيبِه ..
تختبئُ الآثام تحت ثُويبِه ..
يقتادُ الحبّ بينَ يديهِ أينَما ذهبْ ..
تتلهفينَ إطباقةَ الحبّ فوقَ ناهِديْكِ
تنويمَةً شاعرية ..
تنسيكِ رزم تعبَ النهار ..
لا .. لا تنظري إليّ ..
فما تتساقطُ منّي حُبيباتُ الماء ..
وما أنا هاجسُ النقاء ..
وصيْرورةُ البقاء ..
في رحلةِ الأحياء ..
غيرَ أنّي ممنوعٌ منَ السفر..
من ركوبِ الهِضاب ..
وامتطاءِ السحاب ..
وتعتلينِي ذاتِي وقتَ التقبيلِ وامتصاصِ الرضاب ..
سرابٌ .. سراب ..
أننا نعيشُ في وقتِ التفتيشِ ..
تقتلنا الرتابةُ ..
تتساقطُ أهدابُنا ..
تقتلعُ رموشَ الكتابة ..
ثمّ يستهوينا طنينُ ذبابة ..
وندعو الله إزالةَ الغمةِ والكآبة ..
وأنتَ
أنت ذاك الذي يحاكي البلادة ..
تبتضع شيئا من الفراغ ..
في سرعة الوقت ..
تستفيض مشاعرك في الطريق إلى المنزل ..
تعلن حالةً طارئة..
تستدعي التفكير المقيت ..
لتتلو آيات الغزل ..
أو انك ترجع من منتصف الطريق ..
لأنك نسيت أو تناسيت شراءَ هدية الرضا ..
ثم ترجع مبتسما ..
وفي يدك انتصارك يخفي انهزامَك ..
وأنت فقط تَذكرُ زوجكَ حينَ تخلعُ الحذاء ..
حينَ يرحلُ نهارُكَ وتمتطِي المساء ..
ترتفع في حقولِ فوضويةٍ ..
بآهاتِ الصّبا ولوعةِ الغياب ..
سرابٌ . سراب ..
جنون انحناءةِ جوعِ الرقاب ..
أطبق أيها المساءُ ..
أيّها الليلُ ..
أيها الظلامْ ..
أطبقْ أطبقْ ..
واصفقْ ثمدَ السّماءِ بالرَّغامْ ..
فتأنسَ شوكةَ الصبارِ قطرةُ ماءٍ في عقمِ الصحراء ..
أو قد تبللُ تشققَ الشفاهِ المتلعثمةِ بالضياعْ ..
وترجع
ترجعَ تجرُّ غيمةً بلا قطرٍ ..
تتزينُ بصليبِ المسيحِ والدعواتِ الصالحاتِ ..
تعودُ من حيثُ أتيتَ ..
تصْطفِي خليلاً تجاوِرهُ في الجنةِ ..
تفتحُ البابَ الغريبَ .. ألوانٌ .. ألوانْ ..
لم تتعودْ عينياكَ الألوانْ ..
وقد رأيتَ مثلَها في كومةِ النفاياتِ ..
لم تتعودْ أن تجاورَ أصحابَ الأحذيةِ النظيفةِ ..
إلاّ حينَ ملامسة أكتافَهم في الصّلاة ..
وتخرجْ ..
كمْ مرة خرجتْ ..
أنتَ لا تعرفْ ..
أنتَ لا تعرفُ سوَى ذاكَ الدربِ الطينيّ المتجعّد ..
وفأسُكَ العجوزُ ..
حينَ ترمِيها علي ظهركَ المتقوّس ..
تجرُّ قدميكَ إلى الفراش ..
وتنتظرُ قدومَ الطعامِ ..
فتطبقُ جفنيْكَ ولا تأكلْ ..
تأتِي زوجكَ مخضّبةً بالحِنّاء ..
بين يديْها رغيفٌ ساخنٌ وقطعة من جُبن ..
وقدْ تلاقى حاجباك ..
وأنفاسُك تروحُ وتأتِي كموجِ الغدير ..
وأنت شبيه بالظل ..
تنامُ .. تنامْ ..
تنام كي ترى حلماً نظيفا ..
ولكنه يبقى.. سراب .. سراب .
.....
مع تحياتي قاسم
تعليق