تويت
نزاهة
بقلم محسن الصفار
الله يلعن هكذا نزاهة كلمات كانت تتردد في ذهن سعيد وهو يكتب استقالته من هيئة النزاهة التي تم تعيينه فيها مؤخرا , ساكشف كل فاسد ومرتشي هكذا فكر سعيد لدى استلامه امر التعيين . ايها اللصوص ومصاصي دم الشعب احذروا فقد جائكم من لايرحمكم وساسترجع كل ماسرقتموه من الشعب المسكين وزدتوه فوق فقره فقرا وبنيتم من بؤسه قصورا واصبحتم جميعا من اصحاب الملايين . نعم حان وقت القصاص وستعرفون من هو سعيد قاهر المجرمين وساحق الفاسدين !!
تلك الليلة تمشى سعيد في شوارع بغداد فشاهد المجاري الطافحة والمياه الاسنة والناس تحاول ان تشق طريقها فيها وفكر مع نفسه ان ماسرقه وزير الدفاع السابق كان يكفي لانشاء شبكة مجاري جديدة بالكامل يارب لاتهنيه بما سرقه وتكون عاقبته في احدى حفر المجاري, بعد قليل شاهد بغداد المظلمة بدون كهرباء وفكر ان ماسرقه مسؤول الكهرباء كان يكفي لانشاء 10 محطات جديدة للكهرباء الهي يعدموك على الكرسي الكهربائي يارب ولكن بسيطة اين ستذهبون من يدي ؟ انا لكم بالمرصاد والايام بيننا !!
في الايام التالية امضى سعيد وقتا كبيرا في دراسة الملفات وكشف الثغرات المالية فيها وتمكن من كشف الكثير من التجاوزات والسرقات والاختلاسات في عدة وزارات مدعومة بمستندات ترسل المسؤولين عنها الى السجن مباشرة , اخذ تقريره وطلب موعدا من رئيس الهيئة ليطلعه على نتيجة عمله وفي اللقاء شرح له سعيد كل ما وصل اليه استمع رئيس الهيئة اليه ثم قال اخيرا :
-اشكرك اخ سعيد على جهودك والله يكثر من امثالك ولكن...
-ولكن ماذا استاذ؟
-لانستطيع اتخاذ اي اجراء بحق مسؤول اعادة اعمار المدارس الذي سرق 100 مليون دولار وترك التلاميذ في العراء لانه من اقرباء السيد رئيس الوزراء ولا مسؤول توزيع المواد التموينية الذ سرق 80 مليون واهلك الناس جوعا لانه من مساعدي رئيس الجمهورية ولا مسؤول اعادة تجهيز المطار الذي اشترى طائرات لايرضى اي مطار محترم باستقبالها لانه شقيق رئيس البارلمان ولا مسؤول مشتريات الاسلحة الذي اشترى اسلحة تقتل الجنود بدل الاعداء لانه شقيق السيد اما ماتبقى فيمكنك ان تتخذ الاجراءات اللازمة بحقهم
-من تبقى ؟ لم يتبقى احد سوى موظف استعمل سيارة الدائرة التي يعمل بها لنقل زوجته الى المستشفى بدون اذن من المدير
-نعم هذا هو الفساد بعينه هذا هو التسيب هذا هو استغلال اموال الدولة لاغراض شخصية هؤلاء من تجب محاربتهم وضربهم بيد من حديد من اجل هؤلاء وجدت هيئة النزاهة توكل على الله وقم بواجبك ولاتخف من اي احد فهيئتنا لاتخضع ولاترضخ لاي ضغوط ,والان عن اذنك مضطر للذهاب الى لندن لتفقد القصر الذي اشتريته من عرق جبيني بخمسة وثلاثين مليون جنيه استرليني !!
خرج سعيد وهو يقول اذا كان رئيس هيئة النزاهة على الفساد ضارب فشيمة باقي المسؤولين النهب !!
وكل نزاهة وانتم بخير
بقلم محسن الصفار
الله يلعن هكذا نزاهة كلمات كانت تتردد في ذهن سعيد وهو يكتب استقالته من هيئة النزاهة التي تم تعيينه فيها مؤخرا , ساكشف كل فاسد ومرتشي هكذا فكر سعيد لدى استلامه امر التعيين . ايها اللصوص ومصاصي دم الشعب احذروا فقد جائكم من لايرحمكم وساسترجع كل ماسرقتموه من الشعب المسكين وزدتوه فوق فقره فقرا وبنيتم من بؤسه قصورا واصبحتم جميعا من اصحاب الملايين . نعم حان وقت القصاص وستعرفون من هو سعيد قاهر المجرمين وساحق الفاسدين !!
تلك الليلة تمشى سعيد في شوارع بغداد فشاهد المجاري الطافحة والمياه الاسنة والناس تحاول ان تشق طريقها فيها وفكر مع نفسه ان ماسرقه وزير الدفاع السابق كان يكفي لانشاء شبكة مجاري جديدة بالكامل يارب لاتهنيه بما سرقه وتكون عاقبته في احدى حفر المجاري, بعد قليل شاهد بغداد المظلمة بدون كهرباء وفكر ان ماسرقه مسؤول الكهرباء كان يكفي لانشاء 10 محطات جديدة للكهرباء الهي يعدموك على الكرسي الكهربائي يارب ولكن بسيطة اين ستذهبون من يدي ؟ انا لكم بالمرصاد والايام بيننا !!
في الايام التالية امضى سعيد وقتا كبيرا في دراسة الملفات وكشف الثغرات المالية فيها وتمكن من كشف الكثير من التجاوزات والسرقات والاختلاسات في عدة وزارات مدعومة بمستندات ترسل المسؤولين عنها الى السجن مباشرة , اخذ تقريره وطلب موعدا من رئيس الهيئة ليطلعه على نتيجة عمله وفي اللقاء شرح له سعيد كل ما وصل اليه استمع رئيس الهيئة اليه ثم قال اخيرا :
-اشكرك اخ سعيد على جهودك والله يكثر من امثالك ولكن...
-ولكن ماذا استاذ؟
-لانستطيع اتخاذ اي اجراء بحق مسؤول اعادة اعمار المدارس الذي سرق 100 مليون دولار وترك التلاميذ في العراء لانه من اقرباء السيد رئيس الوزراء ولا مسؤول توزيع المواد التموينية الذ سرق 80 مليون واهلك الناس جوعا لانه من مساعدي رئيس الجمهورية ولا مسؤول اعادة تجهيز المطار الذي اشترى طائرات لايرضى اي مطار محترم باستقبالها لانه شقيق رئيس البارلمان ولا مسؤول مشتريات الاسلحة الذي اشترى اسلحة تقتل الجنود بدل الاعداء لانه شقيق السيد اما ماتبقى فيمكنك ان تتخذ الاجراءات اللازمة بحقهم
-من تبقى ؟ لم يتبقى احد سوى موظف استعمل سيارة الدائرة التي يعمل بها لنقل زوجته الى المستشفى بدون اذن من المدير
-نعم هذا هو الفساد بعينه هذا هو التسيب هذا هو استغلال اموال الدولة لاغراض شخصية هؤلاء من تجب محاربتهم وضربهم بيد من حديد من اجل هؤلاء وجدت هيئة النزاهة توكل على الله وقم بواجبك ولاتخف من اي احد فهيئتنا لاتخضع ولاترضخ لاي ضغوط ,والان عن اذنك مضطر للذهاب الى لندن لتفقد القصر الذي اشتريته من عرق جبيني بخمسة وثلاثين مليون جنيه استرليني !!
خرج سعيد وهو يقول اذا كان رئيس هيئة النزاهة على الفساد ضارب فشيمة باقي المسؤولين النهب !!
وكل نزاهة وانتم بخير
تعليق