أسطورة " فرط الرمان " (( من أوراق عاشق مجهول ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    أسطورة " فرط الرمان " (( من أوراق عاشق مجهول ))

    أسطورة فرط الرمان
    " من أوراق عاشق مجهول "

    شياطين لا تبارى
    كانت العتمة تضرب استدارة القمر ، تطاردها بلا هوادة ، من بقعة إلى أخرى ، و محدثه ينفخ فى نار علاها الرماد ، يمدها ببعض الشرر، و هو يكاد يلتهم مبسم النارجيلة بشفتين غليظتين .

    الدخان يلفهما ، فيقطعهما عن المضارب التي تسبح في عتمة السكون ،والليل .
    لا يدرى كيف لف حول رقبته ثعابينه ، و حياته ، جعله في حالة اهتراء و تهتك ، ما تعرض لها من قبل ، لكنهيدريها و يعيها تماما . تركه في البراح ، يطارد " فرط الرمان" غجريته الأسطورة ، فيه و فيهم ..كيف وقر في ضميره أنهيعرفها منذ قديم ، ولم تكن حكاياه عنها ، سوى نبش في الرماد .." فرط الرمان " اختفت فجأة ، حطت بكل من حلم بها ، فى وحلة غيظه ، نقمته ، حساباته ، لا يدرى أحد متى خلفته ، وأين ، لم كان بعدها ، و كل هنا يتمسك بها ، يطلب ودها ، كأنها حصن ومنعة ، حتى وهى منيعة عليهم ، عصية !

    كان صوت "ريح البندق" يعلو بين وقت وآخر ، كأنه يأتي من السماء والأرض ، يتردد صداه فى كل المدينة ، الغيطان التي تحف بالمضارب ، بينما يتهامس أنين " ناب الفيل" فيتهاطل المطر ، كأنه شتاء فى غير موسمه ، له رائحة البراءة ، و سخونة الفراق !

    تشاغبه أضواء المدينة من بعيد ، تلك التي فر من ضجيجها ، وأنفاس التوحش التي تدب في أوصالها ؛ فالليلة يعلن على الملأ ، من سيعتلى سدة العرش فى المدينة ، بعد أسطورة النيابة عن الشعب ، و التفنن الذكي الذي أبدته الأحزاب المتصارعة ، مرة بالأموال ، ومرة بالرصاص والسنج والمدى وركائز الخيام ، و تحريك الكامن فى العشائر وأهل السطوة ، بل و السيطرة على رجال البوليس ، و اللعب بلا حياد لصالح حزب بعينه !

    فجأة علت طلقات رصاص ، تهادت فى قوة ، ترامت فى الفراغ بلا توقف ، ، بينما اصطخبت قهقهات الشيخ ، و كحاته المثقلة الأنياب .. هنا خرج عن صمته المقيت ، وهو يترنح ، يتراجع بجسده : اللعب عندكم فاق لعبنا ، كنت أظن أننا شياطين لا يبارينا أحد !! ". بينما رائحة البارود تجلد المكان .


    جمر لا ينطفىء
    "فرط الرمان "، قطعة جمر تشكلت كيانالامرأة ، فأنضجتها هى البنت التى لا يعرف لها أحد عمرا ، تتهادى كغواية مجنحة ، كأن فى ركابها ألف عفريت وجنى ، تأخذ الأمكنة التي تعيرها لون ملامحها الصاخبة ، فتشتعل، تدب فيها الحرائق . تتعالى ألسنة اللهب ، و لا تصاب بالخمود أو الوهن، بلها تطارد رحيقها ، تتمايل ؛ فتصرخ أشجار السرو والصفصاف ، تحلق كفراشات ، تحتضن جمرها .. حين تتباطأ عنها ، تقف "فرط الرمان "، باستدارة غرائبية لإله إغريقي ، تنفث الحمى ، لتشتعل المضارب .ترتفع كميان التل ، ثم تقهقه متفسخة ، وتحط متناثرة كغبار .. فى الليل يسمع بكاؤها ، كصدح اليمام البرى ، فيثير دهشة و استغرابا وغربة لا حد لها ، مما حير الجميع ، ودفع شكوكهم إلى الطعن فى نسبها ، أصلها و فصلها ، فهذه الخرافة كانت ابنة لـ "صحن العسل" ، أو كما يطلق عليه الجميع القمر ، من زوجته "رمال الندى"، البلانة الشهيرة التي على يديها اختلجت المضارب عششها ودورها ، بالعيال و البنات ، وأدخلت الفرحة كل القلوب ،خاصة الفتيان و الفتيات .. صرحوا بقذف "رمال الندى" بإفك برعوا فى رسم ملامحه ، فادعوا معاشرتها لجنى ، و حملها منه ، بل زادوا وعادوا فى الأمر ، و غالوا فيه ، و أبحروا ما شاء لهم ، بعد سنين طويلة شاهدوها مشنوقة على شجرة سرو ، ممزقة الثياب و اللحم ، فحطت اللعنة على المدينة كلها ، وعم وباء ، حصد الكثير من الرؤوس ، كما تكفلت جيوش الغازي الإنجليزي بالرؤوس الباقية !


    البحث خارج الذات
    كان لاختفاء " فرط الرمان" وقع الصدمة ، فى كل المضارب ، بل و تعدى ذلك حضر المدنية ، الذين كانوا لا يقلون عن غجر المضارب رغبة فى الاستئثار بها ، التطاحن حد الموت فى سبيل نيلها ، و الارتباط بها.
    كان التوقيت غريبا ، ومضللا ، مع ذلك لم يمنع حضر المدينة من الهرولة ، والركض بحثا ، مخلفين الانتخابات الدائرة ، كأنها لا تعنيهم من قريب ، أو بعيد ، وقد أحسوا بخسارة فادحة بغيابها ، فأبحروا فى ليل القرى ، قاع قاع البحر ، الأنهار الجارية ، العزب و الكفور والنجوع ، قلبوا الأرض بحثا ، على رؤوس أصحابها ، ولم يعودا خشية الشعور المؤلم بالخيبة وانكسار الخاطر ،وربما ليقينهم فى أن وجودها كان مهما فى مثل هذه الظروف ، وكان من شأنه تغيير الكثير من الأمور ، التى تؤرقهم بلا استثناء !

    انهيار فى قاع الوقت
    قطع عليهما خلوتهما صوت " ريح البندق" ، كان عواء صاخبا هذه المرة ، يقترب منهما ريحا عاصفا تلفح وجهيهما ، تزوبعهما غبارا ، تطيرهما فى المضارب كأوراق شجر جافة ، ثم تخلفهما ، وقد انقلبت النار ، و تدحرج الشيخ بشكل مؤلم ، كأن هناك من يصارعه ، ويسدد له طعنات قاتلة ، ثم خمدت حركته تماما !
    كان تناثر بعيدا ، و عندما سكنت الريح و العواء ، زحف مقتربا من الشيخ ، وقد أصابه الهلع ، لا حركة ، لا صوت ، يقلب فيه ، ليس إلا ملابسه ممددة ، و لا أحد داخلها !
    كاديجن ، لكن الليل ، و الحدث ، أرغماه على التزام الحذر ، فسكن مكانه لا يبرحه ، محاولا كشف غياهب الأمر ، وحقيقة ما تم و يتم !!

    بدأ يتحرك زحفا .. خطوة و يتوقف ، يحدق فيما حوله. كان الليل و السكون ، ليس إلا أنين " ناب الفيل" خافتا ، لا يتوقف .. و هو يزحف و ويتوقف ، وقد أخمد برغمه كل تفكير ، إلا أن يبرح هنا سالما ، ولعنة بداخله يقمعها ، تخص هذا الهوس بالحكايا ، و القرب من الناس ؛ فما أجدبه ، و أقحل خياله !!

    أوغل فى الزحف و الحذر ، فجأة اختفت الأرض من تحته ، هوي فى سحيق معتم ، كأنهسقط من سحابة ، لا يتوقف .. بدا نور قوى يغشى العين ، و رائحة عبق ياسميني .. بلا وزن يتهادى ، يدنو من بحر أو سطح زجاجي ، لا يدرى .. كل ما يدريه أنى تعلقت بسدرة !

    السماء تمطر زجاجا
    حين ضيقوا عليها الخناق ، أحاطوا بها ، و قد تفنن كل منهم ، فى تأكيد وجوده ، قدرته على سلب لبها ، إبهارها ، بشتى أنواع الحيل ..وكانت نفسها تتوق للتحرر ، فما أحبت واحدا منهم ، مارغبت إلا واحدا .. و لن ترغب سواه . ما عاشت و كانت .. !

    المهرجان صاخب ، لا ينفض و لا ينتهي ، و السامر حتى حدود السماء ينهش روحها ، فما كان منها إلا أن تحركت ، فاشتعلت نارها ، أكلت ملامحهم ، بينما هم لا يتحركون كأن مسا أصابهم ، حتى أتت النار على الكثير، بينما الصرخات تتعالى ، الأنات تملأ المضارب ، الأشباح تتحرك ككتل الجحيم.
    كانت تضحك ، فتزيد النار قوة .. هنا أحست بخسف ما تفعل .. فى لمح البصر خلفت لهم المضارب ، اختفت .. بينما كان " ريح البندق" يصرخ بتهافت عجيب ، وهو يجذب خيوط غزله ، ويعود يرخيها ، ثم تختفي تماما كأن لم تكن ، تظهر بيضة بكفه ، بالآخر حجر.. و " ناب الفيل" يئن ويعض أصابعه،فيموت الشجر عصفا ، وتهطل السماء زجاجا !

    البكاء على اللبن المسكوب
    كان الحاكم الجديد يؤدى اليمين ، حين كان الرجال يعودون من رحلة بحثهم بخيبة أمل ، نالت منهم جميعا ، وأشعرتهم بعار ما بعده عار ، فانزووا فى دورهم ، يبكون ما آل إليه حالهم ، كأنهم كانوا يلهثون خلف شيء لا وجود له ، عن حلم خامر صدورهم فى ساعات نومهم و يقظتهم ، و هاهم يصحون منه ، محملين بيأس عتيد ، ومرارة لن تفارقهم ، زادت لذعاتها حين طالعت عيونهم ، الحاكم الجديد من خلال الشاشات !

    ناب الفيل" حين طالع وجه الحاكم ، تهلل ، و ارتفع أنينه ، فاهتزت عشش الغجر ، خانتها الأرض ؛ لتعلو صرخات من بها ، بينما هو يأخذ طريقه إلى قصر الحاكم مباشرة ، و هو يهذى :" إبنى ريح البندق.. إبني !! ".

    كان لابد أن يصل إليها !
    حين عاد من موته ، كانت أمامه .. شعر بها تسكنه ، أنها تتحرك داخله بكامل حريتها ، كما تتحرك أمامه الآن ، تاه عن نفسه ، و عن العالم ، كأنه الحلم يزوره ، وبكامل بهائه ، و هي تبسم كأن وجدا فى السماء هبط هنا ، ثم مدت ذراعها ، جذبت شعر رأسه ، كأنها تخلع منه شيئا ، عادت كفها تحمل كائنا .. يا ربى .. إنه الشيخ .. الشيخ .. ما الذي يحدث :" شبعكم بي ، حتى كدت أعشق وجوهكم ، و ألوانكم .. لكن ما وجدت من يأخذني لنفسه ، يغتصبني منى ، أكون له ، معشوقة ، يموت لأجلى ! ".

    كانت المفاجأة أقوى من احتماله ، أقعى أرضا :" أيها الشيخ .. ألم تقل .. احترق الكثيرون بجمرها .. ألم تقل .. لا تتركني أهذى ؟!".
    عدل لباسه ، وهمهم :" ماتوا على بابها ، ماتوا فى الشكل ، وليس الجوهر .. وكانت وسيلة .. وسيلة لأطماعهم .. كلهم تخاذل أمامها .. كلهم !! ".
    صرخ مدبدبا :" لكنها فىّ تتحرك .. تتحرك ؟ ".
    اقتربتْ :" ما الفائدة ؟ كان ريح البندق أقوى منك اقترابا ، لعب بحنكته فيما يريد و يطمح ..أقوى منكم جميعا بأسبابه وطريقته ! ".

    هنا لم يستطع صبرا ، يهذى بقسوة ،ينهال على رأس الشيخ ، و بقطعة خشب مدببة يفجر دمه :" كنت تتلاعب بي .. كنت لعبة أنا .. و أنت تمارس على عجزك .. مت الآن .. مت !! ".

    ينحدر شلال ماء ، يجرفه على حين غرة ، يناديها : " فرط الرمان " . لا من مجيب ، ينزلق بقوة ، الماء يغمره ، يشهق ، يكاد ينتهى ، يسقط من حالق .. الموت الآن إذًا .. وهو لا يريده .. نعم طلبه تمناه كثيرا ، لكن الآن لا .. سبح بجسارة ، بإرادة عجيبة ، سبح عكس التيار متجها صوب الشاطىء ، حين اقترب من جذع شجرة ، تقبل فروعها وجه الماء ، كانت تملأ الوجود أمامه ، ببسمة أحدثت سحرا ، فتناثرت نارها . قبض عليها ، دنا . نفثت نارا كالجحيم . خاض فيها . كان الألم رهيبا ، لكنها كانت تستحق ، و كان لا بد أن يصل إليها !!
    " بداية القصة "
    تجدونها فى المخطوط اللاحق ( ... ) المتن و الهوامش!
    تل الواقعة * فى الرابع عشر من هاتور1700
    عاشق فرط الرمان !!




    *أحد أسماء المحلة الكبرى قديما
    sigpic
  • مجدي السماك
    أديب وقاص
    • 23-10-2007
    • 600

    #2
    تحياتي

    الرائع ربيع عقب الباب..تحياتي
    انها بحاجة لاكثر من قراءة..لروعتها وعمقها..حقا رائعة يا صديقي..دام عليك هذا العطاء الخلاب.
    مودتي
    عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

    تعليق

    • دريسي مولاي عبد الرحمان
      أديب وكاتب
      • 23-08-2008
      • 1049

      #3
      فالليلة يعلن على الملأ ، من سيعتلى سدة العرش فى المدينة ، بعد أسطورة النيابة عن الشعب ، و التفنن الذكي الذي أبدته الأحزاب المتصارعة ، مرة بالأموال ، ومرة بالرصاص والسنج والمدى وركائز الخيام ، و تحريك الكامن فى العشائر وأهل السطوة ، بل و السيطرة على رجال البوليس ، و اللعب بلا حياد لصالح حزب بعينه !
      فجأة علت طلقات رصاص ، تهادت فى قوة ، ترامت فى الفراغ بلا توقف ، ، بينما علت قهقهات الشيخ ، و كحاته المثقلة الأنياب .. هنا خرج عن صمته المقيت ، وهو يترنح ، يتراجع بجسده : اللعب عندكم فاق لعبنا ، كنت أظن أننا شياطين لا يبارينا أحد !! ". بينما رائحة البارود تجلد المكان...
      أستاذي ربيع...مساء الخير...
      من خلال قراءتي المتلهفة لأوراق العاشق المجهول...تبادرت الى ذهني تساؤلات مؤرقة حول الموهبة العظيمة التي تتمتع بها في سبك الأسماء والأمكنة بهذه البراعة...وهذا الذكاء المحير في التعامل مع تيمات جوهرية تخص السياسة...فهل ممارسة الكتابة شكل من أشكال الممارسة السياسية؟...
      بالفعل أرى ذلك...وأجده من متطلبات الهم الابداعي ومشاطرة الناس الامهم وأحلامهم...بشكل ينسج من اللغة قوتها في طرح المعتم والمسستر والمتواري خلف سجف من الاستلاب...
      اللغة هنا دقيقة تناغمت مع أوتار الجلسة الحميمية...هرمونية الختام الاسطورية تتناغم مع الافتتاح الأنسي رفقة الشيخ...وتناسل يحتاج تأويلا يكسر العضلات القرائية بأركيولوجية تدقق الأسماء ومعانيها...
      استشعرت وأنا اقرأ هذه الأوراق أنها مسودة لمناضل يحلم بيتويبا العدالة الاجتماعية وهي تتساقط زجاجا من سماء الفضيلة بمعناها السياسي لتتعفر بالواقع العفن...لكنه حلم أليم ولكن يجب الوصل اليه...
      عموما...أشكرك أستاذي على هذه التحفة...التي أحببتها بصدق...وكانت فريدةومتميزة من لغتها وعتباتها وشعريتها...
      هي الثورة حبيسة الأنفاس الظمأى بانكسارات صرامة الواقع...
      دمت بهيا...ودام ابداعك
      محبتي

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مجدي السماك مشاهدة المشاركة
        الرائع ربيع عقب الباب..تحياتي
        انها بحاجة لاكثر من قراءة..لروعتها وعمقها..حقا رائعة يا صديقي..دام عليك هذا العطاء الخلاب.
        مودتي
        صباح و لا أروع من ذلك مجدى ، حضور أعتز به أيما اعتزاز
        لا تؤاخذنى على سرعة الانصراف
        عسى أن تجد لى عذرا

        محبتى
        sigpic

        تعليق

        • محمد سلطان
          أديب وكاتب
          • 18-01-2009
          • 4442

          #5
          ربيعي الغالي .. أحتاج لقراءة ثانية ,,

          سيرة "فرط الرومان " تحتاج لقراءات ..

          بصراحة دماغي لفّت معاك ..

          قبلاتي
          صفحتي على فيس بوك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة دريسي مولاي عبد الرحمان مشاهدة المشاركة
            فالليلة يعلن على الملأ ، من سيعتلى سدة العرش فى المدينة ، بعد أسطورة النيابة عن الشعب ، و التفنن الذكي الذي أبدته الأحزاب المتصارعة ، مرة بالأموال ، ومرة بالرصاص والسنج والمدى وركائز الخيام ، و تحريك الكامن فى العشائر وأهل السطوة ، بل و السيطرة على رجال البوليس ، و اللعب بلا حياد لصالح حزب بعينه !
            فجأة علت طلقات رصاص ، تهادت فى قوة ، ترامت فى الفراغ بلا توقف ، ، بينما علت قهقهات الشيخ ، و كحاته المثقلة الأنياب .. هنا خرج عن صمته المقيت ، وهو يترنح ، يتراجع بجسده : اللعب عندكم فاق لعبنا ، كنت أظن أننا شياطين لا يبارينا أحد !! ". بينما رائحة البارود تجلد المكان...
            أستاذي ربيع...مساء الخير...
            من خلال قراءتي المتلهفة لأوراق العاشق المجهول...تبادرت الى ذهني تساؤلات مؤرقة حول الموهبة العظيمة التي تتمتع بها في سبك الأسماء والأمكنة بهذه البراعة...وهذا الذكاء المحير في التعامل مع تيمات جوهرية تخص السياسة...فهل ممارسة الكتابة شكل من أشكال الممارسة السياسية؟...
            بالفعل أرى ذلك...وأجده من متطلبات الهم الابداعي ومشاطرة الناس الامهم وأحلامهم...بشكل ينسج من اللغة قوتها في طرح المعتم والمسستر والمتواري خلف سجف من الاستلاب...
            اللغة هنا دقيقة تناغمت مع أوتار الجلسة الحميمية...هرمونية الختام الاسطورية تتناغم مع الافتتاح الأنسي رفقة الشيخ...وتناسل يحتاج تأويلا يكسر العضلات القرائية بأركيولوجية تدقق الأسماء ومعانيها...
            استشعرت وأنا اقرأ هذه الأوراق أنها مسودة لمناضل يحلم بيتويبا العدالة الاجتماعية وهي تتساقط زجاجا من سماء الفضيلة بمعناها السياسي لتتعفر بالواقع العفن...لكنه حلم أليم ولكن يجب الوصل اليه...
            عموما...أشكرك أستاذي على هذه التحفة...التي أحببتها بصدق...وكانت فريدةومتميزة من لغتها وعتباتها وشعريتها...
            هي الثورة حبيسة الأنفاس الظمأى بانكسارات صرامة الواقع...
            دمت بهيا...ودام ابداعك
            محبتي
            النت يعاملنى فى احتقار مومس
            سامحنى
            كتبت المداخلة مرتين
            و فى كل مرة يبتلع منى الرحيق
            و يفتلنى وجعا
            كنت هنا بكامل حضورك ، تسبر أغوار هذه المجنونة ، فرط الرمان
            فحاولت فرطها حبات ، كما هم فرطوا قلبها فى جحيم شبقهم المميت والبليد
            و لكن كنت تذهب فى الريح معها ، وتحتضن عسجدها
            و تزرع لها فى قلبك شجرة رمان قادرة على بلوغ المرام

            آسف دريسى .. تعطل العقل من موامسة النت السلطانى

            محبتى
            sigpic

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #7
              فرط الرمان من الأزمنة السحيقة .. و إلى واقع الدكتاتورية !

              [align=justify]
              فرط الرمان من الأزمنة السحيقة .. و إلى واقع الدكتاتورية ..

              حينما كنت صغيراً كانت أمي تمنعني دائماً و تحذرني من الذهاب إلى ((القنال)) و هو مجرى تم شقه منذ الستينات كي يربط بحيرة البرلس بنهر النيل بمعرفة الحكومة لأمورٍ و مصالح أدركتها لما كبرت .. كانت تخشى من الجنيّة التى تلف البلاد و تجرف قريتنا بهوبها و يكون ضحيتها أحد الصيادين أو المزارعين أصحاب المصالح البسيطة على جوانب القنال .. و في أسطورة فرط الرمان تذكرت نصائح الطاعنين في السن و المعمرين بحكاياهم عن الجنيّة المجهولة صاحب القوام الممشوق و القد الملفوف كقرش السمك أو كالصفصافة المترامية الأبعاد و الأفرع .. منهم من ادعى زواجها و منهم من طلقها و منهم من سحبته إلى قاع قاع البحر حيث يكره .. للحظة تتزامن التوقيتات و نراها في تلك الأسطورة الغريبة ليتحقق قول القائلين و شخبطات العقول المتناطحة على حافة الوادي من الجانبين , انتهت فترة أحمس و عادت الدريكتاتورية الطاغية من جديدٍ تنوي على إرجاع العنجهية و الطغيان لفترات مستمرة على أن تظل هي السائدة في البلاد , تنصب الساردقات و تنبسط الشوادر لتولية طاغية جديدة تعرف كيف يكون لحم الكتف ـ يؤكل ـ و لحوم المزارعين بالإكاره دون أن تنبس الشفاه بأول حروف المعارضة .. فقط الموت للأبد لا غيره ..! , ثم ترتقي الأذقان و تشرئب الجياد حينما تساورنا فرط الرمان من جديد بحدوتة أعجب و نوايا مطمسة بداخلها حتماً لن ييحرر تلك البلد غير الجنيّة المعشوقة للجميع .. لو فجرت نيرانها كي تتشظى الأكتاف أو تلقى الفراشات في خضم نيرانها كعادة الفراشات تعشق النار و تحتضنها أجنحتها .. هل كانت هي التحرر بصورة صادقة لكل من جاب البلاد حلماً في التغيير أو حتى لو كانت هي من سيعمم و يطبق بنود الإنتخاب الذكي دون أجحاف لفئةٍ معينة , من المفروض أنها الأكثرية ضمن لمصوتين للحاكم الجديد كي يتأنى له القسم و اليمين بتبخترٍ؟؟ , هنا و في أسطورة فرط الرمان الغريبة حينما قرأتها للمرة الأولى و الزاهية الجلية كلما أعدت قراءتها لمرات و مرات , من جمّعت كل الخيوط و أحكمت التدبير مستغلةً ضعف عاشقها الأوحد إن لم يكن هناك من تمنوا التشريد خوفاً من العار المجلوب لهم بعد خيبة أمل طويلة دون فائدة .. هي من بيدها العودة و هي من تستطيع اللعب داخل دائرة الكبار , نسيج القصة متضافر و محاك على ربط الأزمنة قديمها و حديثها دون اختلاف , حيث المرحلة الثابتة المشنقة التي باتت تضيق يوماً بعد آخر , و منذ تل الواقعة و الشخوص الأسطورية لفترة جفاف واعي و نضوب الدلاء و الأوعية المختزن بها عبارات المعارضة التي نراها اليوم رغم اللعبة الدور الجيد لناب الفيل .. فترة هطول شتوية لشخصية أسطورية ستزال قائمة إلى أن يرث الله الأرض بعدما يخمد وليده ريح البندق و ينتهي هذا الناب إلى الأبد و يعلن هذا العاشق انهزامه و موته الأكيد شيخاً كان أو حالقاً بين السماء و الأرض .. تلك الأهوية المنعمدة التمكين في غياهب تلاشي الأمكنة , ومع ضياع القوة و التأكيد على إعادتهم مرةً أخرى مجابهين للحقيقة الوحيد إن استطاعت فرط الرمان أو أي جنيّة غيرها للتصدي ..أو كما جاء : ربما ليقينهم فى أن وجودها كان مهما فى مثل هذه الظروف .. بعد عدة قراءات أدركت أننا أمام عدة قطع مجزئة لسيرة روائية إغريقية كتبت بأسلوب الإنعزال عن الخارجي .. ربما هي مشروع رواية أو تلخيص مكثف لها ...
              بالتأكيد تحتاج لجهد ناقد متمكن من مجهره كي يضعها على طاولة التشريح الصحيح كي أعشقها أكثر ..
              قبلاتي لك أيها الربيع .. و محبتي .. دائماً مزهر ..
              [/align]
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                رد: أسطورة " فرط الرمان " (( من أوراق عاشق مجهول ))

                المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                ربيعي الغالي .. أحتاج لقراءة ثانية ,,

                سيرة "فرط الرومان " تحتاج لقراءات ..

                بصراحة دماغي لفّت معاك ..

                قبلاتي
                و هل قصدت إلا أن تلف !!
                لابد أن تلف ، لندور معا
                ونحلق .. بحثا عن الحق و الجمال و الخير !
                ربما نجده معا .. وربما لا

                خالص محبتى و فى انتظارك
                وعيد سعيد محمد
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  رد: فرط الرمان من الأزمنة السحيقة .. و إلى واقع الدكتاتورية !

                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                  [align=justify]
                  فرط الرمان من الأزمنة السحيقة .. و إلى واقع الدكتاتورية ..

                  حينما كنت صغيراً كانت أمي تمنعني دائماً و تحذرني من الذهاب إلى ((القنال)) و هو مجرى تم شقه منذ الستينات كي يربط بحيرة البرلس بنهر النيل بمعرفة الحكومة لأمورٍ و مصالح أدركتها لما كبرت .. كانت تخشى من الجنيّة التى تلف البلاد و تجرف قريتنا بهوبها و يكون ضحيتها أحد الصيادين أو المزارعين أصحاب المصالح البسيطة على جوانب القنال .. و في أسطورة فرط الرمان تذكرت نصائح الطاعنين في السن و المعمرين بحكاياهم عن الجنيّة المجهولة صاحب القوام الممشوق و القد الملفوف كقرش السمك أو كالصفصافة المترامية الأبعاد و الأفرع .. منهم من ادعى زواجها و منهم من طلقها و منهم من سحبته إلى قاع قاع البحر حيث يكره .. للحظة تتزامن التوقيتات و نراها في تلك الأسطورة الغريبة ليتحقق قول القائلين و شخبطات العقول المتناطحة على حافة الوادي من الجانبين , انتهت فترة أحمس و عادت الدريكتاتورية الطاغية من جديدٍ تنوي على إرجاع العنجهية و الطغيان لفترات مستمرة على أن تظل هي السائدة في البلاد , تنصب الساردقات و تنبسط الشوادر لتولية طاغية جديدة تعرف كيف يكون لحم الكتف ـ يؤكل ـ و لحوم المزارعين بالإكاره دون أن تنبس الشفاه بأول حروف المعارضة .. فقط الموت للأبد لا غيره ..! , ثم ترتقي الأذقان و تشرئب الجياد حينما تساورنا فرط الرمان من جديد بحدوتة أعجب و نوايا مطمسة بداخلها حتماً لن ييحرر تلك البلد غير الجنيّة المعشوقة للجميع .. لو فجرت نيرانها كي تتشظى الأكتاف أو تلقى الفراشات في خضم نيرانها كعادة الفراشات تعشق النار و تحتضنها أجنحتها .. هل كانت هي التحرر بصورة صادقة لكل من جاب البلاد حلماً في التغيير أو حتى لو كانت هي من سيعمم و يطبق بنود الإنتخاب الذكي دون أجحاف لفئةٍ معينة , من المفروض أنها الأكثرية ضمن لمصوتين للحاكم الجديد كي يتأنى له القسم و اليمين بتبخترٍ؟؟ , هنا و في أسطورة فرط الرمان الغريبة حينما قرأتها للمرة الأولى و الزاهية الجلية كلما أعدت قراءتها لمرات و مرات , من جمّعت كل الخيوط و أحكمت التدبير مستغلةً ضعف عاشقها الأوحد إن لم يكن هناك من تمنوا التشريد خوفاً من العار المجلوب لهم بعد خيبة أمل طويلة دون فائدة .. هي من بيدها العودة و هي من تستطيع اللعب داخل دائرة الكبار , نسيج القصة متضافر و محاك على ربط الأزمنة قديمها و حديثها دون اختلاف , حيث المرحلة الثابتة المشنقة التي باتت تضيق يوماً بعد آخر , و منذ تل الواقعة و الشخوص الأسطورية لفترة جفاف واعي و نضوب الدلاء و الأوعية المختزن بها عبارات المعارضة التي نراها اليوم رغم اللعبة الدور الجيد لناب الفيل .. فترة هطول شتوية لشخصية أسطورية ستزال قائمة إلى أن يرث الله الأرض بعدما يخمد وليده ريح البندق و ينتهي هذا الناب إلى الأبد و يعلن هذا العاشق انهزامه و موته الأكيد شيخاً كان أو حالقاً بين السماء و الأرض .. تلك الأهوية المنعمدة التمكين في غياهب تلاشي الأمكنة , ومع ضياع القوة و التأكيد على إعادتهم مرةً أخرى مجابهين للحقيقة الوحيد إن استطاعت فرط الرمان أو أي جنيّة غيرها للتصدي ..أو كما جاء : ربما ليقينهم فى أن وجودها كان مهما فى مثل هذه الظروف .. بعد عدة قراءات أدركت أننا أمام عدة قطع مجزئة لسيرة روائية إغريقية كتبت بأسلوب الإنعزال عن الخارجي .. ربما هي مشروع رواية أو تلخيص مكثف لها ...
                  بالتأكيد تحتاج لجهد ناقد متمكن من مجهره كي يضعها على طاولة التشريح الصحيح كي أعشقها أكثر ..
                  قبلاتي لك أيها الربيع .. و محبتي .. دائماً مزهر ..
                  [/align]
                  عليك العوض يارب
                  محمد ابراهيم سلطان اتجن خلاص .. و أنا السبب !!

                  هل هذا نوع من أنواع الهذيان
                  أم التأويل
                  أم الابحار فى سياق الحالة ؟
                  ربما كان كل هذا معا
                  بصدق أنا الذى أحتاج إلى عدة قراءات هنا ؛ لأصل إلى ما تريد !

                  محبتى محمد
                  نعم أنا فى انتظار عمل كاسح .. أكاد أراه الآن بين أصابعك الرمضانية
                  sigpic

                  تعليق

                  • حماد الحسن
                    سيد الأحلام
                    • 02-10-2009
                    • 186

                    #10
                    مساء الخير أستاذي ربيع
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــالرحمة لو قلت لك خيالك أودى بي قد يظن بعضهم ان ذلك ينال من القصة, ولكن اذا تأكدوا أني أقصدك قد يأخذهم العجب, لو نجلس نتحاور ونعرف الحب, هل نصل الى نتيجة؟!!!

                    ودمتم بمودة واحترام بالغين

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حماد الحسن مشاهدة المشاركة
                      مساء الخير أستاذي ربيع
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــالرحمة لو قلت لك خيالك أودى بي قد يظن بعضهم ان ذلك ينال من القصة, ولكن اذا تأكدوا أني أقصدك قد يأخذهم العجب, لو نجلس نتحاور ونعرف الحب, هل نصل الى نتيجة؟!!!

                      ودمتم بمودة واحترام بالغين
                      هى فرط القلوب
                      تلك التى أهدروها فى بقاع أرضنا
                      وسرقوا عزها و مجدها دوما
                      هى فرط الرمان فى جيوب السادة اللصوص
                      مليارات من العجز
                      مليارات من الموت
                      أصبحت تفرخ لهم النعيم الذى ينشدون و بلا توقف
                      فرط الرمان حبيبتى التى أعشق دوما و يعشقون بطريقتهم
                      تلك إذن قسمة خادعة !!

                      فهل عرفتها كما أعرفها سيدى ؟!
                      هى الجنون الذى يتملكنى حين تكون مراجلى فى قياسات الفهرنهيت !!

                      محبتى حماد الجميل
                      sigpic

                      تعليق

                      يعمل...
                      X