يكاد لا يمر يوم ... إلا ونسمع فيه عن قصة إنسانية مأساوية لعائلة تعرض أحد أفرادها لمرض يصيب الملايين غيره في العالم ……… ولكنه ولحظه العاثر قد حصل معه من وجهة نظره ونظر عائلته ( خطأ طبي جسيم ناتج عن الإهمال ) غيَر مجرى حياته وحياة عائلته بالكامل …… في حين أنه من وجهة نظر الكادر الطبي فهذه الكارثة عبارة عن ( اختلاط طبي وارد الحدوث ). أما من وجهة نظر الصحافة فهو مادة دسمة لملء الفراغ لفترة من الوقت بغض النظر عن الحقيقة . أما القضاء فيستعين بخبرات طبية من أطباء يقومون بشكل روتيني يإصدار قرار لصالح زملائهم الأطباء على مبدأ ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً !!!!)……. ولكن أين هي الحقيقة ! .
الجودة و سلامة المريض ( Quality and Patient Safety )
أتُفِقَ على أن الجودة في الخدمات الطبية هي تقديم الخدمة الطبية الصحيحة بطريقة صحيحة , وفي التوقيت الصحيح , ومن أول مرة وفي كل مرة .
ومنذ سنوات وضمان الجودة في المنشآت الصحية يعتبر هاجساً لكل من يعمل في القطاع الصحي بكافة المستويات . بدءاً من منظمة الصحة العالمية مروراً بالمنظمات الإقليمية مثل مجلس وزارء الصحة العرب , وكذلك بالمدراء والمعاونين والمستشارين وانتهاءً بكل فرد من أفراد الفريق الطبي .
ولكن ليس القطاع الصحي هو الوحيد الذي يتأثر بجودة الخدمات الطبية ..... فشركات التأمين والضمان والمؤسسات المالية الممولة والشركاء التجاريين أصبح شغلهم الشاغل الجودة في الخدمات الطبية , لسبب وجيه جداً. فالجودة تعني الحد من الهدر , والتقليل من الأخطاء الطبية المكلفة مادياً جداً .
أما أكثر المتأثرين بالجودة في الخدمات الطبية فهو المريض نفسه وعائلته ... فكم من مريض قد فقد حياته بسبب تدني الجودة في هذه المنشأة الصحية أو تلك , وكم من مريض قد فقد عضو أو وظيفة فيزيولوجيه بسبب خطأ أو إهمال طبي , وكم من عائلة قد تغير مصيرها بسبب الأخطاء الطبية والتي معظمها يمكن تفاديه .
وقد أصدر ( Institute Of Midicine ) وهو من أعلى الهيئات الطبية التعليمية في أمريكا . تقرير في عام 1999 باسم ( To Err Is Human : Building A Safer Health System )
قدم هذا التقرير إحصائيات عن ضحايا الأخطاء الطبية في أمريكا . هذا التقرير أثار ضجة في الأوساط الطبية عندما كشف النقاب عن أرقام مخيفة من المرضى الذين يتوفون سنوياً بالأخطاء الطبية, وعن العدد الخيالي للمرضى الذين يتعرضون لاختلاطات طبية ناتجة عن الإهمال . هذا عدا عن مليارات الدولارات التي تهدر بسبب تدني الجودة والأخطاء الناجمة عن ذلك.
وكان مغزى التقرير بأن الخطأ إنساني ( To Err is Human ) ..... بعبارة أخرى فإن الإنسان معرض للخطأ بغض النظر عن مستواه التعليمي أو الأخلاقي أو الفيزيولوجي . وهكذا وبهدف حماية المريض من أي خطأ أو إهمال , تبين أن الأهم من التركيز على الأفراد , هو بناء نظام صحي متكامل ( Building a Safer Health System ) يضع العقبات والعراقيل أمام الأخطاء بحيث يمنع حصولها . وهكذا ينجو المريض وعائلته من كارثة حقيقية . وينجو القطاع الصحي من انتكاسة تؤثر سلباً على سمعته ومهمته الإنسانية .
ومن هذه العراقيل والعقبات التي يجب أن يعتمدها النظام الصحي لمنع حدوث الأخطاء الطبية تطبيق السياسات وأدلة وبروتوكولات العمل , واعتماد الطب المستند على الدليل Evidenc-Based Practices. بالإضافة إلى عملية تعليم وتأهيل مستمرة لكافة العاملين بالقطاع الصحي بدءاً من الأطباء الاختصاصيين مروراً بالأطباء المقيمين والكادر التمريضي فالفنيين والإداريين وانتهاءً بعمال نقل المرضى وعمال النظافة . وكل ذلك تحت مظلة الجودة الشاملة التي تضع الخطط لتحسين الأداء بحيث يكون المريض واحتياجاته وسلامته محور العمل والعمليات , وفي نفس الوقت تقوم الجودة بعملية المراقبة والقياس من أجل تحديد الفجوة بين الواقع الذي تعيشه المؤسسة الصحية وبين ما يجب أن تكون عليه . هذه عملية مستمرة لا تنتهي طالما أن هناك مرضى وأطباء, وطالما أن الخطأ الطبي ما زال وارد الوقوع .
ومن أهم مهام الجودة في مجال سلامة المريض هو عدم انتظار الخطأ أو الكارثة حتى تقع .... وبعبارة أخرى يقوم أعضاء فرق الجودة بالبحث والتقصي ( توقع ) وجمع المعلومات من أجل تحديد أماكن الخطورة والخلل المفترضة واقتراح الحلول الناجعة ووضعها موضع التنفيذ . وكمثال على ذلك وضع خطط مسبقة للطوارئ ( زلزال – حريق ... إلخ ) والتدرب على هذه الخطط مرة سنوياً على الأقل , بحيث يعرف كل فرد في هذه المؤسسة دوره . وكذلك تشكيل فرق تدخل سريع ( طبيب عناية + ممرضة مؤهلة + فني تخدير ... ) تكون مدربة للتعامل مع حالات الصدمة القلبية , بحيث تنتقل داخل المستشفى بلحظات لأي مريض لديه صدمة قلبية والعمل على إنعاشه وفق أحدث الطرق العلمية .
وتعتبر المؤسسات الصحية والهيئات الطبية التعليمية ومنظمة الصحة العالمية أن سلامة المريض هو عامل مشترك بينهم ..... وبالتالي فإن تبادل المعلومات والتقارير والاقتراحات والحلول يساعد في تحصين المريض على المستوى العالمي ضد الأخطاء الطبية ... خاصة وأن معظم الأخطاء الطبية يمكن تجنبها . فإذا حدث خطأ طبي ما في مستشفى في أي مكان من العالم ....... يفترض بأن تعلم جميع المؤسسات والمنظمات الصحية في العالم بهذا الخطأ ..... العوامل التي أدت لوقوعه .... والتدبير الفوري المتخذ ..... والخطوات المقررة لمنع حدوثه مجدداً ...... وهكذا تحتاط هذه المؤسسات من هذا الخطأ قبل وقوعه فيها . وبالتالي توفير المعاناة والألم والمال لمرضى آخرين كان ليحدث لهم نفس الخطأ .
آسف للإطالة ... و يتبع إن شاء....
الجودة و سلامة المريض ( Quality and Patient Safety )
أتُفِقَ على أن الجودة في الخدمات الطبية هي تقديم الخدمة الطبية الصحيحة بطريقة صحيحة , وفي التوقيت الصحيح , ومن أول مرة وفي كل مرة .
ومنذ سنوات وضمان الجودة في المنشآت الصحية يعتبر هاجساً لكل من يعمل في القطاع الصحي بكافة المستويات . بدءاً من منظمة الصحة العالمية مروراً بالمنظمات الإقليمية مثل مجلس وزارء الصحة العرب , وكذلك بالمدراء والمعاونين والمستشارين وانتهاءً بكل فرد من أفراد الفريق الطبي .
ولكن ليس القطاع الصحي هو الوحيد الذي يتأثر بجودة الخدمات الطبية ..... فشركات التأمين والضمان والمؤسسات المالية الممولة والشركاء التجاريين أصبح شغلهم الشاغل الجودة في الخدمات الطبية , لسبب وجيه جداً. فالجودة تعني الحد من الهدر , والتقليل من الأخطاء الطبية المكلفة مادياً جداً .
أما أكثر المتأثرين بالجودة في الخدمات الطبية فهو المريض نفسه وعائلته ... فكم من مريض قد فقد حياته بسبب تدني الجودة في هذه المنشأة الصحية أو تلك , وكم من مريض قد فقد عضو أو وظيفة فيزيولوجيه بسبب خطأ أو إهمال طبي , وكم من عائلة قد تغير مصيرها بسبب الأخطاء الطبية والتي معظمها يمكن تفاديه .
وقد أصدر ( Institute Of Midicine ) وهو من أعلى الهيئات الطبية التعليمية في أمريكا . تقرير في عام 1999 باسم ( To Err Is Human : Building A Safer Health System )
قدم هذا التقرير إحصائيات عن ضحايا الأخطاء الطبية في أمريكا . هذا التقرير أثار ضجة في الأوساط الطبية عندما كشف النقاب عن أرقام مخيفة من المرضى الذين يتوفون سنوياً بالأخطاء الطبية, وعن العدد الخيالي للمرضى الذين يتعرضون لاختلاطات طبية ناتجة عن الإهمال . هذا عدا عن مليارات الدولارات التي تهدر بسبب تدني الجودة والأخطاء الناجمة عن ذلك.
وكان مغزى التقرير بأن الخطأ إنساني ( To Err is Human ) ..... بعبارة أخرى فإن الإنسان معرض للخطأ بغض النظر عن مستواه التعليمي أو الأخلاقي أو الفيزيولوجي . وهكذا وبهدف حماية المريض من أي خطأ أو إهمال , تبين أن الأهم من التركيز على الأفراد , هو بناء نظام صحي متكامل ( Building a Safer Health System ) يضع العقبات والعراقيل أمام الأخطاء بحيث يمنع حصولها . وهكذا ينجو المريض وعائلته من كارثة حقيقية . وينجو القطاع الصحي من انتكاسة تؤثر سلباً على سمعته ومهمته الإنسانية .
ومن هذه العراقيل والعقبات التي يجب أن يعتمدها النظام الصحي لمنع حدوث الأخطاء الطبية تطبيق السياسات وأدلة وبروتوكولات العمل , واعتماد الطب المستند على الدليل Evidenc-Based Practices. بالإضافة إلى عملية تعليم وتأهيل مستمرة لكافة العاملين بالقطاع الصحي بدءاً من الأطباء الاختصاصيين مروراً بالأطباء المقيمين والكادر التمريضي فالفنيين والإداريين وانتهاءً بعمال نقل المرضى وعمال النظافة . وكل ذلك تحت مظلة الجودة الشاملة التي تضع الخطط لتحسين الأداء بحيث يكون المريض واحتياجاته وسلامته محور العمل والعمليات , وفي نفس الوقت تقوم الجودة بعملية المراقبة والقياس من أجل تحديد الفجوة بين الواقع الذي تعيشه المؤسسة الصحية وبين ما يجب أن تكون عليه . هذه عملية مستمرة لا تنتهي طالما أن هناك مرضى وأطباء, وطالما أن الخطأ الطبي ما زال وارد الوقوع .
ومن أهم مهام الجودة في مجال سلامة المريض هو عدم انتظار الخطأ أو الكارثة حتى تقع .... وبعبارة أخرى يقوم أعضاء فرق الجودة بالبحث والتقصي ( توقع ) وجمع المعلومات من أجل تحديد أماكن الخطورة والخلل المفترضة واقتراح الحلول الناجعة ووضعها موضع التنفيذ . وكمثال على ذلك وضع خطط مسبقة للطوارئ ( زلزال – حريق ... إلخ ) والتدرب على هذه الخطط مرة سنوياً على الأقل , بحيث يعرف كل فرد في هذه المؤسسة دوره . وكذلك تشكيل فرق تدخل سريع ( طبيب عناية + ممرضة مؤهلة + فني تخدير ... ) تكون مدربة للتعامل مع حالات الصدمة القلبية , بحيث تنتقل داخل المستشفى بلحظات لأي مريض لديه صدمة قلبية والعمل على إنعاشه وفق أحدث الطرق العلمية .
وتعتبر المؤسسات الصحية والهيئات الطبية التعليمية ومنظمة الصحة العالمية أن سلامة المريض هو عامل مشترك بينهم ..... وبالتالي فإن تبادل المعلومات والتقارير والاقتراحات والحلول يساعد في تحصين المريض على المستوى العالمي ضد الأخطاء الطبية ... خاصة وأن معظم الأخطاء الطبية يمكن تجنبها . فإذا حدث خطأ طبي ما في مستشفى في أي مكان من العالم ....... يفترض بأن تعلم جميع المؤسسات والمنظمات الصحية في العالم بهذا الخطأ ..... العوامل التي أدت لوقوعه .... والتدبير الفوري المتخذ ..... والخطوات المقررة لمنع حدوثه مجدداً ...... وهكذا تحتاط هذه المؤسسات من هذا الخطأ قبل وقوعه فيها . وبالتالي توفير المعاناة والألم والمال لمرضى آخرين كان ليحدث لهم نفس الخطأ .
آسف للإطالة ... و يتبع إن شاء....
تعليق