[frame="14 98"]
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
سنختار نصاً من نصوص الملتقى ,,

.gif)
.gif)
.gif)
[/frame]
[frame="15 98"]
النص رقم 25
قصــــة قصيـــرة
الحب الخــــــالد


الأستاذ
أحمد عيسى
أطرقت رأسها أرضاً وجلس هو قبالتها ينظر إلى عينيها في حزن وقد تعلقت نظراته بدمعة ساخنة زحفت على وجنتها في بطء قبل أن تنساب في نعومة وتسقط أرضاً … راقب اختلاطها بالرمال القليلة المتناثرة على سطح منزله … كان النهار قد انتصف لكنه لم يكن يبالي بالشمس التي كانت تلفحهما بحرارتها…
رفعت رأسها إليه وأمسكت بيديه وقالت في ضراعة:
- هل أزعجتك في شيء ؟..
- أبداً .. كنت كالنسمة دوماً.
قالها وعيناه تحملان حزن الدنيا كلها … فأشرق وجهها هنيهة .. ثم قالت:
- إذن لم تريد أن تتركني.؟..
صمت لحظات وهو يستميت ليمنع دمعاته من الانهمار … فعاد الحزن يكسو ملامحها وهي تقول:
- لم يعد يعجبك شكلي … أعترف أنني لست جميلة..
تطلع إلى عينيها الواسعتين كبئر عميق … وإلى خصلة سمراء من شعرها تسللت خارج المنديل وإلى شفتيها الممتلئتين … تأمل كل هذا فاعتصر الحزن قلبه وهو يقول:
- أنت فاتنة … حلوة الملامح … رقيقة مكتملة الأنوثة … والأهم من هذا كله ملتزمة بدينك وتعرفين الله جيداً…
ثم اقترب من وجهها وقال:
- ألا زلت تصلين؟.
قالت بعصبية:
- نعم … وأنت تعرف هذا … إذن لماذا تريد أن تفسخ خطبتنا … لماذا وقد كنا نتغنى بالحب الذي جمعنا منذ عرفنا بعضنا … ليس من حقي أن أمنعك … لكن من حقي أن أعرف السبب.
دوي صوت انفجار قوي جفلت له في قوة..
غير انه ما اهتز إنما نظر لأعلى وقال:
- لا تخافي … إنها طائرة اخترقت جدار الصوت ، لا تنسي أنه مر يوم كامل دون أن يغتالوا أحداً … اليوم يواصلون ألعابهم معنا …
حانت منه التفاتة إلى الأطلال المتناثرة في كل مكان والبيوت المهدمة التي كانت يوماً مخيماً ما في مدينة ما … كان الصبية يعبثون بقطع من الأثاث الذي انهارت فوقه أسوار المنزل وحجارته … فاختلط الأثاث بالكتب المحترقة بدماء من كانوا يومها ينامون معاً ويلعبون معاً ويأكلون معاً قبل أن تهوي القذائف فوق رؤوسهم فتدفنهم أيضاً … معاً …
وأخيراً قال:
- أعترف أنني عشت معك أجمل أيام حياتي … أياماً كانت كلها فرحة وبهجة وأمل بالمستقبل … كنت أنت ملهمتي … وما كان يسعدني في الدنيا شيء قدر سعادتك..
قالت في لهفة:
- وإذن
أدار رأسه في ألم…
فقالت:
- ما الذي تغير …؟ هل وصلك عني كلام يسئ لي …؟ هل رأيت مني ما أزعجك…؟
هز رأسه نافياً…
فاتسعت عيناها كأنما أدركت فجأة سر تغيره … وقالت في لوعة :
- إذن هناك أخري …
- ………………
- لم أنت صامت هكذا ؟؟؟
- أجبني … هل هناك أخرى؟
لم يجب لكن صمته كان أبلغ من أي جواب …
فقالت بأسى:
- من هي؟ هل هي أجمل مني …؟ لا .. لا يهمني ذلك … فقط اخبرني متى أحببتها …؟ وكيف وقد كنت بجواري دوماً …؟ لم تكن تتركني إلا للجامعة أو المسجد…
قال:
- كنت أحبها دوماً … بل أستطيع القول إنني أحببتها قبل أن أعرفك … وإلى اليوم لازلت أحبها…
اعتدلت غاضبة … وقالت له وهي تهتز من الانفعال:
- كنت تخدعني إذن …
وهل ستخدع المسكينة مثلي … هل ستتركها حين تمل منها…
قال ودموعه تترقرق في عينيه:
- وكيف أتركها وزفافنا بعد أيام قلائل …
هزها قوله حتى الأعماق … فانتفضت في ألم قبل أن تدور على عقبيها … وهي تنصرف تاركة إياه وحده …
وعندما دخلت غرفتها أغلقت الباب المتهالك والتقطت رسائله من صوان ملابسها … وارتجفت يداها وهي تشعل النار فيها … راقبت الدخان المتصاعد وهو يرتفع في سماء الغرفة … وانهمرت دموعها مدراراً وهي تقول في أسى:
- لماذا يا حبيبي … لماذا؟
ومن بين دموعها أقسمت لنفسها أن تحضر زفافه بنفسها حتى ترى بعينيها من تركها لأجلها…
بقي على زفافه عشرة أيام ولم تكن هي تعلم ذلك …
بقي أسبوع ودموعها تنهمر خلسة في ساعات الليل…
بقى يومان … اختفى هو من المدينة كلها ولم تعد تسمع أخباره … لكنها لم تكن تبالي … ولم تعد تهتم…
يوم واحد … هذا هو الفستان الأسود الذي سأحضر فيه زفافه…
واليوم كانت تحتضن صورته وتقبلها في شوق وتهتف:
واحبيبي .. كم أحبك…
كان ذلك حين علمت نبأ استشهاده.
[/frame]
بسم الله الرحمن الرحيم

يسر قسم الدراسات النقدية

يسر قسم الدراسات النقدية
أن يقدم لكم تلك المسابقة البسيطة ,,
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
سنختار نصاً من نصوص الملتقى ,,
شعري
قصصي
خاطري
إلخ ....
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
المطلوب :
أ ـ بالنسبة للشعر:
أن تذكر الفقرة التي أعجبتك في النص و سبب إعجابك بها , أو ذكر مناطق الضعف في النص مبدياً رؤيتك النقدية كلما أمكن ..
أن تذكر الفقرة التي أعجبتك في النص و سبب إعجابك بها , أو ذكر مناطق الضعف في النص مبدياً رؤيتك النقدية كلما أمكن ..
ب ـ بالنسبة للقصة :
الرجاء إبداء رأي في النص يتناول أي زاوية من زواياه ، من وجهة نظر نقدية ( الشخصية - الحدث - الفكرة - التصوير - الأسلوب - اللغة - التجريب....إلخ ) على أن يأتي الرد في فقرة أو فقرات منسقة ، لا تقل عن ثلاثة أسطر . كما يمكن إبداء الرأي في النص ككل إن أمكن .
الرجاء إبداء رأي في النص يتناول أي زاوية من زواياه ، من وجهة نظر نقدية ( الشخصية - الحدث - الفكرة - التصوير - الأسلوب - اللغة - التجريب....إلخ ) على أن يأتي الرد في فقرة أو فقرات منسقة ، لا تقل عن ثلاثة أسطر . كما يمكن إبداء الرأي في النص ككل إن أمكن .
ملحوظة :
لا يقل السبب عن ثلاثة أسطر للشعر و ثلاثة أسطر للقصة .
لا يقل السبب عن ثلاثة أسطر للشعر و ثلاثة أسطر للقصة .
و سيتم تثبيت قراءة الزملاء للنص لمدة أسبوع مع تغيير العنوان وجعله بإسم النص و الكاتب
****
وبهذا يكون النص قد أثري بالدراسة النقدية نتيجة تعدد الرؤى مع تعدد الفقرات دون تعب أو ملل أو حتى إرهاق ؛ لأن الرؤى تختلف كما تختلف الأذواق و أسباب اختيار الفقرة ..
وبهذا يكون النص قد أثري بالدراسة النقدية نتيجة تعدد الرؤى مع تعدد الفقرات دون تعب أو ملل أو حتى إرهاق ؛ لأن الرؤى تختلف كما تختلف الأذواق و أسباب اختيار الفقرة ..
و كل عام و أنتم بخير و رمضان كريم

.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
[/frame]
[frame="15 98"]
النص رقم 25
قصــــة قصيـــرة
الحب الخــــــالد

الأستاذ
أحمد عيسى
أطرقت رأسها أرضاً وجلس هو قبالتها ينظر إلى عينيها في حزن وقد تعلقت نظراته بدمعة ساخنة زحفت على وجنتها في بطء قبل أن تنساب في نعومة وتسقط أرضاً … راقب اختلاطها بالرمال القليلة المتناثرة على سطح منزله … كان النهار قد انتصف لكنه لم يكن يبالي بالشمس التي كانت تلفحهما بحرارتها…
رفعت رأسها إليه وأمسكت بيديه وقالت في ضراعة:
- هل أزعجتك في شيء ؟..
- أبداً .. كنت كالنسمة دوماً.
قالها وعيناه تحملان حزن الدنيا كلها … فأشرق وجهها هنيهة .. ثم قالت:
- إذن لم تريد أن تتركني.؟..
صمت لحظات وهو يستميت ليمنع دمعاته من الانهمار … فعاد الحزن يكسو ملامحها وهي تقول:
- لم يعد يعجبك شكلي … أعترف أنني لست جميلة..
تطلع إلى عينيها الواسعتين كبئر عميق … وإلى خصلة سمراء من شعرها تسللت خارج المنديل وإلى شفتيها الممتلئتين … تأمل كل هذا فاعتصر الحزن قلبه وهو يقول:
- أنت فاتنة … حلوة الملامح … رقيقة مكتملة الأنوثة … والأهم من هذا كله ملتزمة بدينك وتعرفين الله جيداً…
ثم اقترب من وجهها وقال:
- ألا زلت تصلين؟.
قالت بعصبية:
- نعم … وأنت تعرف هذا … إذن لماذا تريد أن تفسخ خطبتنا … لماذا وقد كنا نتغنى بالحب الذي جمعنا منذ عرفنا بعضنا … ليس من حقي أن أمنعك … لكن من حقي أن أعرف السبب.
دوي صوت انفجار قوي جفلت له في قوة..
غير انه ما اهتز إنما نظر لأعلى وقال:
- لا تخافي … إنها طائرة اخترقت جدار الصوت ، لا تنسي أنه مر يوم كامل دون أن يغتالوا أحداً … اليوم يواصلون ألعابهم معنا …
حانت منه التفاتة إلى الأطلال المتناثرة في كل مكان والبيوت المهدمة التي كانت يوماً مخيماً ما في مدينة ما … كان الصبية يعبثون بقطع من الأثاث الذي انهارت فوقه أسوار المنزل وحجارته … فاختلط الأثاث بالكتب المحترقة بدماء من كانوا يومها ينامون معاً ويلعبون معاً ويأكلون معاً قبل أن تهوي القذائف فوق رؤوسهم فتدفنهم أيضاً … معاً …
وأخيراً قال:
- أعترف أنني عشت معك أجمل أيام حياتي … أياماً كانت كلها فرحة وبهجة وأمل بالمستقبل … كنت أنت ملهمتي … وما كان يسعدني في الدنيا شيء قدر سعادتك..
قالت في لهفة:
- وإذن
أدار رأسه في ألم…
فقالت:
- ما الذي تغير …؟ هل وصلك عني كلام يسئ لي …؟ هل رأيت مني ما أزعجك…؟
هز رأسه نافياً…
فاتسعت عيناها كأنما أدركت فجأة سر تغيره … وقالت في لوعة :
- إذن هناك أخري …
- ………………
- لم أنت صامت هكذا ؟؟؟
- أجبني … هل هناك أخرى؟
لم يجب لكن صمته كان أبلغ من أي جواب …
فقالت بأسى:
- من هي؟ هل هي أجمل مني …؟ لا .. لا يهمني ذلك … فقط اخبرني متى أحببتها …؟ وكيف وقد كنت بجواري دوماً …؟ لم تكن تتركني إلا للجامعة أو المسجد…
قال:
- كنت أحبها دوماً … بل أستطيع القول إنني أحببتها قبل أن أعرفك … وإلى اليوم لازلت أحبها…
اعتدلت غاضبة … وقالت له وهي تهتز من الانفعال:
- كنت تخدعني إذن …
وهل ستخدع المسكينة مثلي … هل ستتركها حين تمل منها…
قال ودموعه تترقرق في عينيه:
- وكيف أتركها وزفافنا بعد أيام قلائل …
هزها قوله حتى الأعماق … فانتفضت في ألم قبل أن تدور على عقبيها … وهي تنصرف تاركة إياه وحده …
وعندما دخلت غرفتها أغلقت الباب المتهالك والتقطت رسائله من صوان ملابسها … وارتجفت يداها وهي تشعل النار فيها … راقبت الدخان المتصاعد وهو يرتفع في سماء الغرفة … وانهمرت دموعها مدراراً وهي تقول في أسى:
- لماذا يا حبيبي … لماذا؟
ومن بين دموعها أقسمت لنفسها أن تحضر زفافه بنفسها حتى ترى بعينيها من تركها لأجلها…
بقي على زفافه عشرة أيام ولم تكن هي تعلم ذلك …
بقي أسبوع ودموعها تنهمر خلسة في ساعات الليل…
بقى يومان … اختفى هو من المدينة كلها ولم تعد تسمع أخباره … لكنها لم تكن تبالي … ولم تعد تهتم…
يوم واحد … هذا هو الفستان الأسود الذي سأحضر فيه زفافه…
واليوم كانت تحتضن صورته وتقبلها في شوق وتهتف:
واحبيبي .. كم أحبك…
كان ذلك حين علمت نبأ استشهاده.
[/frame]
تعليق