أحبــــــــــــائي .....

لا ادري ما الذي يدفعنا الى ممارسة تعذيب الذات كلما اختلونا بأنفسنا ليلا بسكين الذاكرة
فالاشياء من حولنا عارية من كل شئ
كجسد طريح المحبة ، و روح صريعة محبوب لا يرى
و بينهما برزخ من اللاسبات ربما الانسان منا قضى جل حياته وحيدا متغلغلا في التشابكات العميقة بين البشر
متسولا احلامه من الاخرين و لكنه لايزال مبتسما
تلك الابتسامة الدافئة التى لازالت تشق طريقها عبر ليالي شديدة البرودة
عزيزي ....
ابتسم فالتاريخ لا يكتب سوى اسماء المبتسمين
فهم رغم ندرتهم الا انهم يتمتعون ببريق ساحر يجذبنا اليهم كأكسير الحياة
انهم الهاربون من الحقيقة
و العازفون عن هموم التفاصيل الدقيقة
فهل احد يذكر متى انطفأت ابتسامته ،
وكيف عثر عليها باكية في أحد الازقة ،
ربما كانت سائرة بلا هدى بروح ممزقة
تحاول ان تتسول ابتسامة ما من احد المارين ،
او قطعة روح بسيطة ترمم بها ما تساقط منها اثناء الغياب
أحبـــــــــــائي ......
لن تكتفي الكلمات ان تصنع حيزا فيما بيننا
بل ستصنع منا حروفا خرساء تعصى على النطق
لن تكتفي الكلمات ان تستنزفنا حتى الثمالة
بكل تحتويه من رثاء او هجاء
لن تكتفي الكلمات الضالة ان تجعل منا مأوى لها
و ان تسكن فينا بكل ما تحتويه من قذارة
لن تكتفي بأن تحتوينا بل ستحتل فينا ذاكرة
لازالت تداعب الاطلال تأسرنا بين ألفها و الياء
تصور ان تعاني تلك الظلمة الموحشة أسيرا بين ثمان و عشرون حرفا
تصور ان تعيش مجرد احتمالات نسجتها لك بعض الكلمات
عذرا ايها الكلمات .....
فلن امنحك فرصة رثاء اجمل ما تبقى فينا من احلام
لذلك سوف اصمت
و اكتفي بالابتسام .......



تحياتي / نائل خليل