رقصة الريشة / نبض قصصي سعاد ميلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعاد ميلي
    أديبة وشاعرة
    • 20-11-2008
    • 1391

    رقصة الريشة / نبض قصصي سعاد ميلي

    نبض قصصي سعاد ميلي




    رقصــــة الريشـــــة






    تطلع للأفق بعينيه الصغيرتين، فتراءت له أنوار روحانية تتراقص على ضباب كثيف بملابسها الشفافة، لتتشكل كحوريات تسبح في فضاء شاسع، يبعث على السكينة والإلهام الفني.

    مد يده إلى الريشة الملطخة بألوان قزحية، و أدارها بشكل مسرحي، كأنما يعلن انطلاقة البدء، كمايسترو لموسيقى بيتهوفن.. في وسط هذه الأوبرا الضخمة.. القماش أعلن التمرد و العصيان فرقصة الريشة لم تعجبه هذه المرة، هناك خطب أكيد.

    تململ الأستاذ "جواد" في جلسته وأخذ يحك شعره الأبيض بتمهل، ربما قد تسببت أفكاره الأخيرة عنها بكل هذا الشتات.

    - تبّا.. ما بالها ريشتي تاهت عنها رقصتها المعتادة، آه..يا إلهي.. بماذا أفكر لقد كبرت على مثل هذه الأمور، صحيح أنني أحس بوحدة قاتلة، لكنني تعودت الهدوء و الروتين معا. فكر في نفسه بصوت عالي وهو يتأفف من حالته هذه.

    حياته هادئة وروتينية، إلى غاية ظهورها في حياته.. لقد غيرت قناعته كفنان تشكيلي، يعيش وحيدا في منطقة منعزلة عن ضوضاء المدينة، مع سيجارته و كرسيه المتحرك، كان وحده صوت نباح كلبه "روي" من يخترق صمت المكان، و الآن فكره المشتت، جعله سابحا لمدى بعيد، لا يدري أين المستقر، مساحة السكينة النادرة في نفسيته غابت في الفراغ.. مع كل قناعاته الشخصية ضد اقترابه من المرأة.. لكن بينه وبين نفسه يعترف أنها ليست كأي امرأة فقد وصفها يوما لصديقه "عبد القادر" بأنها "أميرة الروح الدافئة" تتسلل إلى قلبه بخفة الفراشة الحالمة...، مما ترك لصديقه مجالا ليمازحه ويقول له حينها ضاحكا:

    - ههههه ...هكذا إذن يا صديقي العزيز، لقد أصبحت شاعرا أيضا، لم أكن أعرف أنني أهديتك هدية خلقت البلبلة في حياتك، وجعلتك تعود شابا من جديد.

    رد عليه الأستاذ " جواد بصوت منخفض خجول، وهو مطرق الرأس:

    - هيا يا عبد القادر أرجوك دعني وشأني، لست في حالة تسمح للمزاح الآن، أخبرني فقط ماذا أفعل ؟

    وعقب قائلا:

    - أنسيت أنك من عرفني عليها وطلبت مني أن أوجّهها في الفن التشكيلي، أنظر بماذا تسببّت لي، لم أعد أستطيع النوم أبدا، خصوصا عندما يقترب موعد الدرس، تجد قلبي يخفق بشدة ودونما توقف، و إذا ما كلمتني بصوتها العذب أتوه وأرتبك.

    - هل من خطب؟؟؟ كان هذا الصوت المتسائل، الرقيق و الحنون، كفيلا لكي يقمعهما من مواصلة الحديث، فقد دخلت الآنسة سامية إلى المنزل بهدوء، والتحقت بهما في مكان جلوسهما المعتاد، فلم يشعرا بمقدمها، لأنهما تركا الباب مفتوحا، مما خلق لديهما ارتباكا عظيما، فنظر كل واحد منهما للآخر، وكانت نضرتهما تلك تنذر باقتراب عهد جديد.

    امسك الأستاذ جواد بالريشة وابتسم ابتسامة شخص، وجد أخيرا المرسى الآمن الذي سيلجأ إليه، بعد رحلة ليست بالطويلة، عاش فيها مخاضا عسيرا وهيجانا قويا، داخل ثنايا عقله الغير المروض، ليرتاح في النهاية لقراره، و يتابع لوحته بحماس أكثر.








    الرباط - سلا: 08.6.1
    التعديل الأخير تم بواسطة سعاد ميلي; الساعة 19-09-2009, 14:49.
    مدونة الريح ..
    أوكساليديا
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    رد: رقصة الريشة / نبض قصصي سعاد ميلي

    رقصة الريشة

    قصة رقيقة ، تحمل الكثير من اللمسات الرهيفة الحميمة
    قصة حب بين فنان وتلميذته
    بالفعل أحدثت نوعا من السعادة

    بدا فى القصة صوت الكاتبة واضحا مما عدا عبئا على القص ، و أعطاها قدرا من الترهل .. مثل هذين المثالين :

    فعلا، لقد كانت حياته هادئة وروتينية، إلى غايةظهورها في حياته، وبالنسبة له كفنان تشكيلي،

    وهذا الأمر سوف يشكل له موقفا خطيرا، قد يزعزع مساحة السكينة النادرة في نفسيته وكل قناعاته الشخصية ضد اقترابه من المرأة،

    سعدت بالفعل بقراءة هذه الأقصوصة الطريفة ، ذا الطابع الخفيف الوطأة ، لم يستمر صراع إلا بضع ثوانى هو زمن القصة ، لنتهى بكل هذه السعادة !!

    خالص مودتى
    عيد سعيد
    sigpic

    تعليق

    • سعاد ميلي
      أديبة وشاعرة
      • 20-11-2008
      • 1391

      #3
      رد: رقصة الريشة / نبض قصصي سعاد ميلي

      القاص المبدع جدا ربيع عقب الباب..
      تم تعديل ما أشرت إليه تقديرا مني لكلامك أيهاالقاص المبدع فما رأيك ؟؟..
      كل الود زميلنا الغالي لتقديريك ونصحك..
      ربما ذكري لكلمة الشتات .. تشتت معه نفسي في ذلك المقطع خاصة..
      الهذيان لعنه الله ^_^..
      تسلم لي وعيدك مطر وكل عام وأنت بحر..

      مدونة الريح ..
      أوكساليديا

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        رد: رقصة الريشة / نبض قصصي سعاد ميلي

        - تبّا.. ما بالها ريشتي تاهت عنها رقصتها المعتادة، آه..يا إلهي.. بماذا أفكر لقد كبرت على مثل هذه الأمور، صحيح أنني أحس بوحدة قاتلة، لكنني تعودت الهدوء و الروتين معا. فكر في نفسه بصوت عالي وهو يتأفف من حالته هذه.


        إنه الحب سيدتي , كاسر الأبطال و تميمة العشاق .. أعجبتني قوة في الشخصية المرسومة بفرشاة سعاد ميلي .. انعكست فنيتك التشكيلية و طغت على القلم .. كنتي ترسمي سعاد لم تكتبي .. نعم الصور كانت متكافئة و مناسبة لجو الكوضوع المتناول كثيراً لكن هذه المرة متناول بفرشاة و ألوان العبقرية الرائعة سعاد ميلي ..
        أشكرك سعاد على تلك القطعة الرقيقة الملونة بألوان الحب..
        عيدك مبارك سعاد
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • سعاد ميلي
          أديبة وشاعرة
          • 20-11-2008
          • 1391

          #5
          رد: رقصة الريشة / نبض قصصي سعاد ميلي

          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
          - تبّا.. ما بالها ريشتي تاهت عنها رقصتها المعتادة، آه..يا إلهي.. بماذا أفكر لقد كبرت على مثل هذه الأمور، صحيح أنني أحس بوحدة قاتلة، لكنني تعودت الهدوء و الروتين معا. فكر في نفسه بصوت عالي وهو يتأفف من حالته هذه.


          إنه الحب سيدتي , كاسر الأبطال و تميمة العشاق .. أعجبتني قوة في الشخصية المرسومة بفرشاة سعاد ميلي .. انعكست فنيتك التشكيلية و طغت على القلم .. كنتي ترسمي سعاد لم تكتبي .. نعم الصور كانت متكافئة و مناسبة لجو الكوضوع المتناول كثيراً لكن هذه المرة متناول بفرشاة و ألوان العبقرية الرائعة سعاد ميلي ..
          أشكرك سعاد على تلك القطعة الرقيقة الملونة بألوان الحب..
          عيدك مبارك سعاد
          بسم الله الرحمن الرحيم


          عيدك مطر وكل عام وأنت بحر إبداع
          أخي الغالي محمد ابراهيم سلطان
          أسعدتني شهادتك القيمة لقصتي المتواضعة فعلا بها روح التشكيل أحسنت والله..
          أختك المحبة والمخلصة
          سعاد ميلي
          شاعرة الوجدان
          مدونة الريح ..
          أوكساليديا

          تعليق

          يعمل...
          X