أنا الحيرانُ في أمري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نضال يوسف أبو صبيح
    عضـو الملتقى
    • 29-05-2009
    • 558

    أنا الحيرانُ في أمري

    غيومي أمطرتْ حُزنًا، لِسُقْيا عاشِقٍ قدْ خلَّدَ الذكرى


    إلى أنْ باتَ جثمانا...


    يعيشُ ملاحقًا عِشقًا، يعاني منهُ حِرمانا...


    فتأتي الغيمةُ الكبرى، وتسألُ ذاكَ في خوفٍ، أما تحكي أما تشكو؟! فعلَّ البوحَ يشْفيكَ، فتنجو نفسُ من عانى...



    فغنَّى لائِعًا يشكو كثيرَ الشوقِ والصبرِ...:


    أنا الحيرانُ في أمري، بلا قدرٍ أسيرُ،


    بلوعةٍ أجري...


    فتاهت فرحتي عنِّي،لألقى المُرَّ من عمري...


    وأمضي نحوَ حِرمانٍ، وأمضى نحوَ قُضبانٍ


    وما أدري...


    فطعمُ الحزنِ في كأسي، بهِ موتٌ وأشربُهُ بلا وقفٍ،


    وأدْمنُهُ وأحسِبُهُ يضاهي لذَّةً خمري...


    وذاتُ اليومِ ألقاهُ، وذاتُ الحالِ أحياها،


    فبينَ الشكِّ مرهونٌ، وبينَ براثِنِ الغدْرِ...


    قوارِبُ شوقنا انْدثرَتْ، سفينةُ عشقنا بادتْ، أمِنْ مدٍّ؟!


    أمنْ جزرِ؟!...


    وتِلكَ سيوفُها الصدْأى تشيدُ الموتَ في


    قلبي، وتمحو كلَّ


    آمالي، وتفتكُ بي على عجلٍ، لتبدو جنَّةُ القلبِ


    كما القبرِ...


    وذكراها تُثيرُ النارَ في ذهني وفي صدري...



    فأحيا عاشِقًا ألمي،


    ويبقى رملُ أحزاني يُضايقني، فذا فرحي كأمواجٍ،


    يموتُ إذا دنا منِّي.


    وأيَّامي معذَّبةٌ فشوك الوردِ يُدميها، ويخنقُها


    كأنَّ الموتَ يُغشيها...



    فذاكَ اليومُ إذ وقفَتْ أمامَ العينِ واختطفَتْ عيونًا


    طالما زهدتْ، وفي لحظٍ ولم ألحظْ


    رياحُ الوجدِ قد عصفتْ...


    وحلَّتْ في دمي طيفًا، وحلَّ التوقُ للرؤيا،


    وتلكَ العينُ ما طرفتْ...


    فؤادي باتَ يعشقها، ونبضاتي لها هتفتْ...


    سريعًا نحوها أمشي،


    ولمْ أعلمْ بأنَّ النفسَ صوبَ دمارها


    تدنو.


    أتيْتُ مُسائلاً قربًا، بهمسِ الحُبِّ أعلمها،


    وليتَ الموتَ وافاني قبيلَ اللفظِ يا وجعي،


    فهذي النفسُ قد ظلمتْ،


    وتُجزى سوءَ ما اقترفتْ...


    وقدْ بدأتْ أميرةُ قلبيَ المسلوبِ قصَّةَ عشْقنا الزائفْ،




    تحلُّ الصبحَ في عُمري، تعانقني تداعبني، تقرِّبني


    إلى صدرٍ إلى وجهٍ، وتسقيني لمى شفةٍ


    بهِ شهدٌ بهِ خمرٌ، فتُسكرُني


    وتأسرُني...


    ويأتي الليلُ يوجعُني، وترحلُ عن هوى مدني


    وتنثرُ كلَّ أشلائي، تقول الحالُ أعياها، وترحلُ


    ما تودِّعُني...


    وتأتي اللحظةُ النكراءُ تهجرُني...


    تُزيلُ رفاتَ


    أحلامي، وتمحو العشْقَ من قلبٍ هو الجاني،


    بسيفِ الغدرِ تقتلـُني...


    تُثيرُ النارَ من حولي، ويحرقُ غدرها سُفني...


    فتهفو الرُّوحُ للُّقيا، ويغفو حائِرًا أملي، وتصمتُ كلُّ


    أجزائي، فقد آثرتُ كِتمانا...



    وصارَ الشوقُ نائبةً تشقُّ فؤاديَ الدامي، حسبْتُ العشْقَ أغنيةً بها أشدو، وكانَ الطيشُ


    في فكري، فكانت لوعتي نزقي...


    ذكتْ ناري وما زالتْ، وذاتُ الأمرِ يسكنني، وكلُّ البيتِ يرثيني.


    وسائدُ بيتِنا تشكو إذِ ابتلعتْ جفافَ حروفها الثكلى، وهذي العينُ تهلكني


    تعاني الخوفَ في ليلٍ، وبرْدُ الهجرِ يُحرقها، وكي تنجو تهاجمني، بسيفِ السهدِ تُدميني، وتغرقني بسيلِ الوجدِ والأرقِ...


    وقاتِلتي تزيدُ همومَ مذبوحٍ، ويُعجبها هواني ترتضي غرقي...




    مضى عامٌ على وجعي، فأنسى لحظةً ناري،


    وآتي نحوَ أفراحٍ، وأبحثُ بينَ أوراقي على قلبٍ ليحويني،


    فتأتي تلكَ قدْ ذُعرَتْ، تقول الشوقُ أرسلها، تقولُ بأنّها ندِمتْ، وترجو الصفحَ منْ قلبٍ بهِ غدرتْ،


    وتبكي دمعَ تِمساحٍ لأصفحَ عن مساوئها، وأنسى الأمسَ والماضي. فأهلكُ مرَّةً أخرى، وأهفو مُسلمًا نفسي لمطرقةٍ تُحطِّمها. ويمضي الوقتُ في عجلٍ، بلا وجلٍ بلا خجلٍ، فتقطعُ كلَّ شريانٍ، تُمزِّقُ كلَّ أوردتي،


    وترحلُ تلكَ تاركةً لتحصدَ موتَ أحلامي، وتجني لوعتي ثمرًا..



    فيفْتكُ سوطُ أوهامي بأضلاعي، ويدنو


    واصِلاً كبدي...


    وتُنهكُ سكرةٌ جسدي...


    وما أقوى على صبرٍ، وما أقوى على جلَدِ...
  • ظميان غدير
    مـُستقيل !!
    • 01-12-2007
    • 5369

    #2
    رد: أنا الحيرانُ في أمري

    الشاعر نضال ابو صبيح

    قصيدة وجدانية حائرة
    متناثر أساها في هذه السطور
    الرشيقة
    والحزينة
    كل عام وأنت بخير
    تحيتي
    ظميان غدير
    نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
    قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
    إني أنادي أخي في إسمكم شبه
    ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

    صالح طه .....ظميان غدير

    تعليق

    • أسيل محمد علي
      عضو الملتقى
      • 25-07-2009
      • 19

      #3
      رد: أنا الحيرانُ في أمري

      العزيز نضال ...

      كلمات شامخة

      حروف زاهية

      وعبارات متناثرة تدخل إلى القلب

      بكل ما أُوتيت من قوة ...

      لتأخذني إلى مساحات لا تنتهي


      حيث أشاهد كل مفردة

      تاج فوق رأس الابداع

      كنت هنا أرتوي

      من بحر أحاسيسك

      ...

      شكرا لك

      ودمت متألقا دوما ودائما

      تحياتي

      !

      تعليق

      • نضال يوسف أبو صبيح
        عضـو الملتقى
        • 29-05-2009
        • 558

        #4
        رد: أنا الحيرانُ في أمري

        أخي ظميان غدير
        يُسعدني دومًا أن أرى بصمتك فوق صفحاتي

        كل عام وأنت بألف خير
        أشكرك على المرور المتألق

        وأتمنى لك الصحة والسرور

        تحياتي

        تعليق

        • زياد بنجر
          مستشار أدبي
          شاعر
          • 07-04-2008
          • 3671

          #5
          رد: أنا الحيرانُ في أمري

          أخي الشاعر " نضال أبو صبيح "
          ألم كبير و حزن عارم إلاَّ أن الرَّوعة أشرقت بالنَّص
          أبعد الله عنك الحزن و شرح صدرك و أحلَّ السعادة
          كل عام و أنتم بخير و عيد مبارك
          لا إلهَ إلاَّ الله

          تعليق

          • نضال يوسف أبو صبيح
            عضـو الملتقى
            • 29-05-2009
            • 558

            #6
            رد: أنا الحيرانُ في أمري

            عزيزتي أسيل
            يُشرفني مرورك وحضورك
            وقراءتك كلماتي

            عيدٌ سعيد
            وكل عام وأنت بألف خير

            تحياتي

            تعليق

            • يوسف أبوسالم
              أديب وكاتب
              • 08-06-2009
              • 2490

              #7
              رد: أنا الحيرانُ في أمري

              المشاركة الأصلية بواسطة نضال يوسف أبو صبيح مشاهدة المشاركة
              غيومي أمطرتْ حُزنًا، لِسُقْيا عاشِقٍ قدْ خلَّدَ الذكرى



              إلى أنْ باتَ جثمانا...


              يعيشُ ملاحقًا عِشقًا، يعاني منهُ حِرمانا...


              فتأتي الغيمةُ الكبرى، وتسألُ ذاكَ في خوفٍ، أما تحكي أما تشكو؟! فعلَّ البوحَ يشْفيكَ، فتنجو نفسُ من عانى...



              فغنَّى لائِعًا يشكو كثيرَ الشوقِ والصبرِ...:


              أنا الحيرانُ في أمري، بلا قدرٍ أسيرُ،


              بلوعةٍ أجري...


              فتاهت فرحتي عنِّي،لألقى المُرَّ من عمري...


              وأمضي نحوَ حِرمانٍ، وأمضى نحوَ قُضبانٍ


              وما أدري...


              فطعمُ الحزنِ في كأسي، بهِ موتٌ وأشربُهُ بلا وقفٍ،


              وأدْمنُهُ وأحسِبُهُ يضاهي لذَّةً خمري...


              وذاتُ اليومِ ألقاهُ، وذاتُ الحالِ أحياها،


              فبينَ الشكِّ مرهونٌ، وبينَ براثِنِ الغدْرِ...


              قوارِبُ شوقنا انْدثرَتْ، سفينةُ عشقنا بادتْ، أمِنْ مدٍّ؟!


              أمنْ جزرِ؟!...


              وتِلكَ سيوفُها الصدْأى تشيدُ الموتَ في


              قلبي، وتمحو كلَّ


              آمالي، وتفتكُ بي على عجلٍ، لتبدو جنَّةُ القلبِ


              كما القبرِ...


              وذكراها تُثيرُ النارَ في ذهني وفي صدري...



              فأحيا عاشِقًا ألمي،


              ويبقى رملُ أحزاني يُضايقني، فذا فرحي كأمواجٍ،


              يموتُ إذا دنا منِّي.


              وأيَّامي معذَّبةٌ فشوك الوردِ يُدميها، ويخنقُها


              كأنَّ الموتَ يُغشيها...



              فذاكَ اليومُ إذ وقفَتْ أمامَ العينِ واختطفَتْ عيونًا


              طالما زهدتْ، وفي لحظٍ ولم ألحظْ


              رياحُ الوجدِ قد عصفتْ...


              وحلَّتْ في دمي طيفًا، وحلَّ التوقُ للرؤيا،


              وتلكَ العينُ ما طرفتْ...


              فؤادي باتَ يعشقها، ونبضاتي لها هتفتْ...


              سريعًا نحوها أمشي،


              ولمْ أعلمْ بأنَّ النفسَ صوبَ دمارها


              تدنو.


              أتيْتُ مُسائلاً قربًا، بهمسِ الحُبِّ أعلمها،


              وليتَ الموتَ وافاني قبيلَ اللفظِ يا وجعي،


              فهذي النفسُ قد ظلمتْ،


              وتُجزى سوءَ ما اقترفتْ...


              وقدْ بدأتْ أميرةُ قلبيَ المسلوبِ قصَّةَ عشْقنا الزائفْ،




              تحلُّ الصبحَ في عُمري، تعانقني تداعبني، تقرِّبني


              إلى صدرٍ إلى وجهٍ، وتسقيني لمى شفةٍ


              بهِ شهدٌ بهِ خمرٌ، فتُسكرُني


              وتأسرُني...


              ويأتي الليلُ يوجعُني، وترحلُ عن هوى مدني


              وتنثرُ كلَّ أشلائي، تقول الحالُ أعياها، وترحلُ


              ما تودِّعُني...


              وتأتي اللحظةُ النكراءُ تهجرُني...


              تُزيلُ رفاتَ


              أحلامي، وتمحو العشْقَ من قلبٍ هو الجاني،


              بسيفِ الغدرِ تقتلـُني...


              تُثيرُ النارَ من حولي، ويحرقُ غدرها سُفني...


              فتهفو الرُّوحُ للُّقيا، ويغفو حائِرًا أملي، وتصمتُ كلُّ


              أجزائي، فقد آثرتُ كِتمانا...



              وصارَ الشوقُ نائبةً تشقُّ فؤاديَ الدامي، حسبْتُ العشْقَ أغنيةً بها أشدو، وكانَ الطيشُ


              في فكري، فكانت لوعتي نزقي...


              ذكتْ ناري وما زالتْ، وذاتُ الأمرِ يسكنني، وكلُّ البيتِ يرثيني.


              وسائدُ بيتِنا تشكو إذِ ابتلعتْ جفافَ حروفها الثكلى، وهذي العينُ تهلكني


              تعاني الخوفَ في ليلٍ، وبرْدُ الهجرِ يُحرقها، وكي تنجو تهاجمني، بسيفِ السهدِ تُدميني، وتغرقني بسيلِ الوجدِ والأرقِ...


              وقاتِلتي تزيدُ همومَ مذبوحٍ، ويُعجبها هواني ترتضي غرقي...




              مضى عامٌ على وجعي، فأنسى لحظةً ناري،


              وآتي نحوَ أفراحٍ، وأبحثُ بينَ أوراقي على قلبٍ ليحويني،


              فتأتي تلكَ قدْ ذُعرَتْ، تقول الشوقُ أرسلها، تقولُ بأنّها ندِمتْ، وترجو الصفحَ منْ قلبٍ بهِ غدرتْ،


              وتبكي دمعَ تِمساحٍ لأصفحَ عن مساوئها، وأنسى الأمسَ والماضي. فأهلكُ مرَّةً أخرى، وأهفو مُسلمًا نفسي لمطرقةٍ تُحطِّمها. ويمضي الوقتُ في عجلٍ، بلا وجلٍ بلا خجلٍ، فتقطعُ كلَّ شريانٍ، تُمزِّقُ كلَّ أوردتي،


              وترحلُ تلكَ تاركةً لتحصدَ موتَ أحلامي، وتجني لوعتي ثمرًا..



              فيفْتكُ سوطُ أوهامي بأضلاعي، ويدنو


              واصِلاً كبدي...


              وتُنهكُ سكرةٌ جسدي...


              وما أقوى على صبرٍ، وما أقوى على جلَدِ...


              شاعرنا نضال
              مساء الورد
              قصيدة حزينة
              تبدأ بالعاشق الذي تحول إلى جسد مسجى
              وتنتهي بحيرة أكبر
              معاناة يبثها الشاعر ولا يكاد يتخيل أن معاناته انتهت
              إلا ويكتشف أنها بدأت من جديد
              وهذه تقلبات الحب
              الذي يفتك بالحبيب ولا ينثني ليعود من جديد
              إلى معاناته وعذاباته
              قصيدة سوداوية امتلأت بمفدات القبر والرفات والموت والجثمان
              هوّن عليك ....فإنك ستعاني بالحب دوما
              أراك استسلمت للتداعي فطالت القصيدة دونما ضرورة وكان يمكن
              التعبير عما بها من أفكار بقصيدة أقصر وأكثر تكثيفا
              وكذلك كان يمكن التركيز على الصور الشعرية للتعبير عن العناة بصورة
              أكثر عمقا
              شاعرنا المتألق
              حرف حزين ومعاناة طويلة
              وسرد مسترسل
              دمت شاعرا مبدعا
              وكل عام وأنتم بخير

              تعليق

              • علاء حسين الأديب
                عضو الملتقى
                • 11-06-2009
                • 117

                #8
                رد: أنا الحيرانُ في أمري

                المشاركة الأصلية بواسطة نضال يوسف أبو صبيح مشاهدة المشاركة
                غيومي أمطرتْ حُزنًا، لِسُقْيا عاشِقٍ قدْ خلَّدَ الذكرى



                إلى أنْ باتَ جثمانا...


                يعيشُ ملاحقًا عِشقًا، يعاني منهُ حِرمانا...


                فتأتي الغيمةُ الكبرى، وتسألُ ذاكَ في خوفٍ، أما تحكي أما تشكو؟! فعلَّ البوحَ يشْفيكَ، فتنجو نفسُ من عانى...



                فغنَّى لائِعًا يشكو كثيرَ الشوقِ والصبرِ...:


                أنا الحيرانُ في أمري، بلا قدرٍ أسيرُ،


                بلوعةٍ أجري...


                فتاهت فرحتي عنِّي،لألقى المُرَّ من عمري...


                وأمضي نحوَ حِرمانٍ، وأمضى نحوَ قُضبانٍ


                وما أدري...


                فطعمُ الحزنِ في كأسي، بهِ موتٌ وأشربُهُ بلا وقفٍ،


                وأدْمنُهُ وأحسِبُهُ يضاهي لذَّةً خمري...


                وذاتُ اليومِ ألقاهُ، وذاتُ الحالِ أحياها،


                فبينَ الشكِّ مرهونٌ، وبينَ براثِنِ الغدْرِ...


                قوارِبُ شوقنا انْدثرَتْ، سفينةُ عشقنا بادتْ، أمِنْ مدٍّ؟!


                أمنْ جزرِ؟!...


                وتِلكَ سيوفُها الصدْأى تشيدُ الموتَ في


                قلبي، وتمحو كلَّ


                آمالي، وتفتكُ بي على عجلٍ، لتبدو جنَّةُ القلبِ


                كما القبرِ...


                وذكراها تُثيرُ النارَ في ذهني وفي صدري...



                فأحيا عاشِقًا ألمي،


                ويبقى رملُ أحزاني يُضايقني، فذا فرحي كأمواجٍ،


                يموتُ إذا دنا منِّي.


                وأيَّامي معذَّبةٌ فشوك الوردِ يُدميها، ويخنقُها


                كأنَّ الموتَ يُغشيها...



                فذاكَ اليومُ إذ وقفَتْ أمامَ العينِ واختطفَتْ عيونًا


                طالما زهدتْ، وفي لحظٍ ولم ألحظْ


                رياحُ الوجدِ قد عصفتْ...


                وحلَّتْ في دمي طيفًا، وحلَّ التوقُ للرؤيا،


                وتلكَ العينُ ما طرفتْ...


                فؤادي باتَ يعشقها، ونبضاتي لها هتفتْ...


                سريعًا نحوها أمشي،


                ولمْ أعلمْ بأنَّ النفسَ صوبَ دمارها


                تدنو.


                أتيْتُ مُسائلاً قربًا، بهمسِ الحُبِّ أعلمها،


                وليتَ الموتَ وافاني قبيلَ اللفظِ يا وجعي،


                فهذي النفسُ قد ظلمتْ،


                وتُجزى سوءَ ما اقترفتْ...


                وقدْ بدأتْ أميرةُ قلبيَ المسلوبِ قصَّةَ عشْقنا الزائفْ،




                تحلُّ الصبحَ في عُمري، تعانقني تداعبني، تقرِّبني


                إلى صدرٍ إلى وجهٍ، وتسقيني لمى شفةٍ


                بهِ شهدٌ بهِ خمرٌ، فتُسكرُني


                وتأسرُني...


                ويأتي الليلُ يوجعُني، وترحلُ عن هوى مدني


                وتنثرُ كلَّ أشلائي، تقول الحالُ أعياها، وترحلُ


                ما تودِّعُني...


                وتأتي اللحظةُ النكراءُ تهجرُني...


                تُزيلُ رفاتَ


                أحلامي، وتمحو العشْقَ من قلبٍ هو الجاني،


                بسيفِ الغدرِ تقتلـُني...


                تُثيرُ النارَ من حولي، ويحرقُ غدرها سُفني...


                فتهفو الرُّوحُ للُّقيا، ويغفو حائِرًا أملي، وتصمتُ كلُّ


                أجزائي، فقد آثرتُ كِتمانا...



                وصارَ الشوقُ نائبةً تشقُّ فؤاديَ الدامي، حسبْتُ العشْقَ أغنيةً بها أشدو، وكانَ الطيشُ


                في فكري، فكانت لوعتي نزقي...


                ذكتْ ناري وما زالتْ، وذاتُ الأمرِ يسكنني، وكلُّ البيتِ يرثيني.


                وسائدُ بيتِنا تشكو إذِ ابتلعتْ جفافَ حروفها الثكلى، وهذي العينُ تهلكني


                تعاني الخوفَ في ليلٍ، وبرْدُ الهجرِ يُحرقها، وكي تنجو تهاجمني، بسيفِ السهدِ تُدميني، وتغرقني بسيلِ الوجدِ والأرقِ...


                وقاتِلتي تزيدُ همومَ مذبوحٍ، ويُعجبها هواني ترتضي غرقي...




                مضى عامٌ على وجعي، فأنسى لحظةً ناري،


                وآتي نحوَ أفراحٍ، وأبحثُ بينَ أوراقي على قلبٍ ليحويني،


                فتأتي تلكَ قدْ ذُعرَتْ، تقول الشوقُ أرسلها، تقولُ بأنّها ندِمتْ، وترجو الصفحَ منْ قلبٍ بهِ غدرتْ،


                وتبكي دمعَ تِمساحٍ لأصفحَ عن مساوئها، وأنسى الأمسَ والماضي. فأهلكُ مرَّةً أخرى، وأهفو مُسلمًا نفسي لمطرقةٍ تُحطِّمها. ويمضي الوقتُ في عجلٍ، بلا وجلٍ بلا خجلٍ، فتقطعُ كلَّ شريانٍ، تُمزِّقُ كلَّ أوردتي،


                وترحلُ تلكَ تاركةً لتحصدَ موتَ أحلامي، وتجني لوعتي ثمرًا..



                فيفْتكُ سوطُ أوهامي بأضلاعي، ويدنو


                واصِلاً كبدي...


                وتُنهكُ سكرةٌ جسدي...



                وما أقوى على صبرٍ، وما أقوى على جلَدِ...
                أما قد قالوا بأن الغدر من شيّم الكعاب..

                أذا كانت قد تركتك لتجني لوعتك ثمرا...

                فأنظر الى مافعلت بي اختها بنت حواء قبلك

                صافحتها عند الوداع عشيّةً.........وبكت وفاء عند ذاك مدامعي
                فأذا بها غدرا تصافح لاجوىً..رجعت يدي من غير كلّ أصابعي

                المرأة ياصاح زهرة أما ان تشذيك بعطرها ...
                وأما ان تلسعك بأشواكها...
                وبين هذه وتلك...

                حكاية طويله..وتبقى المرأة طلسما من طلاسم هذه الدنيا...

                تقبل مني هذه المداخله ..ولك من القلب تحيه

                اخوكم
                علاء الأديب
                [IMG]http://s10.directupload.net/images/100707/goer3fiz.gif[/IMG]

                تعليق

                • نضال يوسف أبو صبيح
                  عضـو الملتقى
                  • 29-05-2009
                  • 558

                  #9
                  رد: أنا الحيرانُ في أمري

                  أستاذي زياد بنجر

                  أشكرك على هذا المرور الرائع
                  وأتمنى لك كل خيرٍ وسعادة

                  كل عم وأنت بألف ألف خير
                  تحياتي

                  تعليق

                  • نضال يوسف أبو صبيح
                    عضـو الملتقى
                    • 29-05-2009
                    • 558

                    #10
                    رد: أنا الحيرانُ في أمري

                    أستاذي العزيز
                    الشاعر يوسف أبو سالم
                    أشكرك على هذه القراءة العميقة المتعمقة في ثنايا النص

                    أطال الله عمرك، وزادك صحةً ليزداد عطاؤك

                    دمت بكل خير وعافية
                    تحياتي

                    تعليق

                    • نضال يوسف أبو صبيح
                      عضـو الملتقى
                      • 29-05-2009
                      • 558

                      #11
                      رد: أنا الحيرانُ في أمري

                      أستاذي الشاعر والناقد
                      علاء حسين الأديب

                      أشكرك على هذا المرور المثري للنص
                      وعلى هذه الإطلالة العطرة المميزة

                      لستُ أُهاجم بنات حوى
                      فكما تعلم لسن كلهنَّ واحدة

                      ولكن صراحةً أعجبني البيتان اللذان وضعتهما هنا
                      صافحتها عند الوداع عشيّةً.........وبكت وفاء عند ذاك مدامعي
                      فأذا بها غدرا تصافح لاجوىً..رجعت يدي من غير كلّ أصابعي

                      وقد أعجبتني طريقتك حقًّا في التعبير

                      دمتَ شاعِرًا مبدعًا معطاءً
                      أعزَّك الله وأدامك
                      تحياتي
                      التعديل الأخير تم بواسطة نضال يوسف أبو صبيح; الساعة 23-09-2009, 19:22.

                      تعليق

                      • الحسن فهري
                        متعلم.. عاشق للكلمة.
                        • 27-10-2008
                        • 1794

                        #12
                        رد: أنا الحيرانُ في أمري

                        المشاركة الأصلية بواسطة نضال يوسف أبو صبيح مشاهدة المشاركة

                        غيومي أمطرتْ حُزنًا، لِسُقْيا عاشِقٍ قدْ خلَّدَ الذكرى



                        إلى أنْ باتَ جثمانا...


                        يعيشُ ملاحقاً عِشقاً، يعاني منهُ حِرمانا...


                        فتأتي الغيمةُ الكبرى، وتسألُ ذاكَ في خوفٍ، أما تحكي أما تشكو؟! فعلَّ البوحَ يشْفيكَ، فتنجو نفسُ من عانى...



                        فغنَّى لائِعًا يشكو كثيرَ الشوقِ والصبرِ...:


                        أنا الحيرانُ في أمري، بلا قدرٍ أسيرُ،


                        بلوعةٍ أجري...


                        فتاهت فرحتي عنِّي،لألقى المُرَّ من عمري...


                        وأمضي نحوَ حِرمانٍ، وأمضى نحوَ قُضبانٍ


                        وما أدري...


                        فطعمُ الحزنِ في كأسي، بهِ موتٌ وأشربُهُ بلا وقفٍ،


                        وأدْمنُهُ وأحسِبُهُ يضاهي لذَّةً خمري...


                        وذاتُ اليومِ ألقاهُ، وذاتُ الحالِ أحياها،


                        فبينَ الشكِّ مرهونٌ، وبينَ براثِنِ الغدْرِ...


                        قوارِبُ شوقنا انْدثرَتْ، سفينةُ عشقنا بادتْ، أمِنْ مدٍّ؟!


                        أمنْ جزرِ؟!...


                        وتِلكَ سيوفُها الصدْأى تشيدُ الموتَ في


                        قلبي، وتمحو كلَّ


                        آمالي، وتفتكُ بي على عجلٍ، لتبدو جنَّةُ القلبِ


                        كما القبرِ...


                        وذكراها تُثيرُ النارَ في ذهني وفي صدري...



                        فأحيا عاشِقًا ألمي،


                        ويبقى رملُ أحزاني يُضايقني، فذا فرحي كأمواجٍ،


                        يموتُ إذا دنا منِّي.


                        وأيَّامي معذَّبةٌ فشوك الوردِ يُدميها، ويخنقُها


                        كأنَّ الموتَ يُغشيها...



                        فذاكَ اليومُ إذ وقفَتْ أمامَ العينِ واختطفَتْ عيونًا


                        طالما زهدتْ، وفي لحظٍ ولم ألحظْ


                        رياحُ الوجدِ قد عصفتْ...


                        وحلَّتْ في دمي طيفًا، وحلَّ التوقُ للرؤيا،


                        وتلكَ العينُ ما طرفتْ...


                        فؤادي باتَ يعشقها، ونبضاتي لها هتفتْ...


                        سريعًا نحوها أمشي،


                        ولمْ أعلمْ بأنَّ النفسَ صوبَ دمارها


                        تدنو.


                        أتيْتُ مُسائلاً قربًا، بهمسِ الحُبِّ أعلمها،


                        وليتَ الموتَ وافاني قبيلَ اللفظِ يا وجعي،


                        فهذي النفسُ قد ظلمتْ،


                        وتُجزى سوءَ ما اقترفتْ...


                        وقدْ بدأتْ أميرةُ قلبيَ المسلوبِ قصَّةَ عشْقنا الزائفْ،




                        تحلُّ الصبحَ في عُمري، تعانقني تداعبني، تقرِّبني


                        إلى صدرٍ إلى وجهٍ، وتسقيني لمى شفةٍ


                        بهِ شهدٌ بهِ خمرٌ، فتُسكرُني


                        وتأسرُني...


                        ويأتي الليلُ يوجعُني، وترحلُ عن هوى مدني


                        وتنثرُ كلَّ أشلائي، تقول الحالُ أعياها، وترحلُ


                        ما تودِّعُني...


                        وتأتي اللحظةُ النكراءُ تهجرُني...


                        تُزيلُ رفاتَ


                        أحلامي، وتمحو العشْقَ من قلبٍ هو الجاني،


                        بسيفِ الغدرِ تقتلـُني...


                        تُثيرُ النارَ من حولي، ويحرقُ غدرها سُفني...


                        فتهفو الرُّوحُ للُّقيا، ويغفو حائِرًا أملي، وتصمتُ كلُّ


                        أجزائي، فقد آثرتُ كِتمانا...



                        وصارَ الشوقُ نائبةً تشقُّ فؤاديَ الدامي، حسبْتُ العشْقَ أغنيةً بها أشدو، وكانَ الطيشُ


                        في فكري، فكانت لوعتي نزقي...


                        ذكتْ ناري وما زالتْ، وذاتُ الأمرِ يسكنني، وكلُّ البيتِ يرثيني.


                        وسائدُ بيتِنا تشكو إذِ ابتلعتْ جفافَ حروفها الثكلى، وهذي العينُ تهلكني


                        تعاني الخوفَ في ليلٍ، وبرْدُ الهجرِ يُحرقها، وكي تنجو تهاجمني، بسيفِ السهدِ تُدميني، وتغرقني بسيلِ الوجدِ والأرقِ...


                        وقاتِلتي تزيدُ همومَ مذبوحٍ، ويُعجبها هواني ترتضي غرقي...




                        مضى عامٌ على وجعي، فأنسى لحظةً ناري،


                        وآتي نحوَ أفراحٍ، وأبحثُ بينَ أوراقي على قلبٍ ليحويني،


                        فتأتي تلكَ قدْ ذُعرَتْ، تقول الشوقُ أرسلها، تقولُ بأنّها ندِمتْ، وترجو الصفحَ منْ قلبٍ بهِ غدرتْ،


                        وتبكي دمعَ تِمساحٍ لأصفحَ عن مساوئها، وأنسى الأمسَ والماضي. فأهلكُ مرَّةً أخرى، وأهفو مُسلمًا نفسي لمطرقةٍ تُحطِّمها. ويمضي الوقتُ في عجلٍ، بلا وجلٍ بلا خجلٍ، فتقطعُ كلَّ شريانٍ، تُمزِّقُ كلَّ أوردتي،


                        وترحلُ تلكَ تاركةً لتحصدَ موتَ أحلامي، وتجني لوعتي ثمرًا..



                        فيفْتكُ سوطُ أوهامي بأضلاعي، ويدنو


                        واصِلاً كبدي...


                        وتُنهكُ سكرةٌ جسدي...



                        وما أقوى على صبرٍ، وما أقوى على جلَدِ...

                        بسم الله.

                        عزيزي/ نضال،
                        أرجو ألا تزعجك ألواني..
                        فللضرورة أحكام..
                        هوّن عليك،
                        ما هذا الولع باستعمال " الموت " ومتعلقاته في نصك الطويـــل؟؟

                        تذكرت أني مررت بهذا في ردّ شاعرنا الكبير/ يوسف أبي سالم، فعدت إليه:

                        " قصيدة سوداوية امتلأت بمفردات القبر والرفات والموت والجثمان
                        هوّن عليك ....فإنك ستعاني بالحب دوما

                        أراك استسلمت للتداعي فطالت القصيدة دونما ضرورة وكان يمكن
                        التعبير عما بها من أفكار بقصيدة أقصر وأكثر تكثيفا "


                        أرجو أن تستفيد من هذا الكلام الوجيه، وتسير على هديه..

                        كما آمل أن تراجع الموسوم باللون الأحمر في قصيدتك..
                        (أو فراجعني)
                        [الصفة من صدِئَ يصدَأ هي: صدِئ وصدِئة، وأصدَأ وصدْآء]


                        تحيات أخيكم وتشجيعه..



                        ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
                        ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
                        ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
                        *===*===*===*===*
                        أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
                        لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
                        !
                        ( ح. فهـري )

                        تعليق

                        • محمد زكريا الصنفاوى
                          عضو الملتقى
                          • 25-09-2009
                          • 12

                          #13
                          رد: أنا الحيرانُ في أمري

                          [rainbow]الأستاذ العزيز /نضال


                          أعجز عن التعبير عن انفعالاتى وأحاسيسى حينما أمعنت

                          وكررت قراءة هذه الدفقات الشعرية العذبة الصادقه

                          التى لا تصدر إلا من قلم موهوب وفكر مبدع


                          وقد أعجبت بها كثيرا

                          فلك منى أجمل تحيه وبارك الله فيكم
                          [/rainbow]
                          [CENTER][SIZE=5][COLOR=Blue][B][I]ولكن أروع شعرى يظل.... حبيسا ولا تحتويه قصـيده[/I][/B][/COLOR][/SIZE][/CENTER]

                          تعليق

                          • محمد الصاوى السيد حسين
                            أديب وكاتب
                            • 25-09-2008
                            • 2803

                            #14
                            رد: أنا الحيرانُ في أمري

                            [align=right]تحياتى البيضاء


                            فيفْتكُ سوطُ أوهامي بأضلاعي، ويدنو
                            واصِلاً كبدي...
                            وتُنهكُ سكرةٌ جسدي...
                            وما أقوى على صبرٍ، وما أقوى على جلَدِ

                            جميلة بحق هذه اللوحة الشعرية التى تصور أمامنا حالة أليمة من المكابدة والتلضظى بعذابات الهوى ، جميلة هذه الاستعارة " سوط أوهامى " والتى نرى الأوهام وقد كشف عنها قناع خداعها تحمل سوط الحقيقة الجلية المريرة لتجلد الوجدان الذى مازال يحس سكرة الأمنيات بينما يستفيق على سياط كاوية
                            [/align]

                            تعليق

                            • نضال يوسف أبو صبيح
                              عضـو الملتقى
                              • 29-05-2009
                              • 558

                              #15
                              رد: أنا الحيرانُ في أمري

                              أستاذي العزيز / الحسن فهري

                              كلما مررت قارئًا خربشاتي
                              إزداد علمي قطرةً من بحرك
                              لا تقلقن فتلك العلامات، لا تزعجني قط
                              إنما تعلمني وتحفزني

                              لا حرمني الله منك أستاذي الغالي
                              تحياتي
                              تلميذك المزعج

                              تعليق

                              يعمل...
                              X