في أثناء مروره لتفتيش حقائبه، في المطار، أشار له الموظف قائلاً:
- هل تحتوي هذه الحقيبة على جهاز ما؟ مشيراً إلى واحدة من حقائبه الكثيرة
- لا ، أبداً ياسيدي
-بس مبيّن أمامي على التلفزيون أنه فيها شي! مقطباً حاجبيه
-آ ، صحيح تذكرت، مافي شي مافي شي سيدنا ، تنكة سمن حديدي، الله وكيلك مختومة.
أجاب مبتسماً بتودد وهو ينظر مستنجداً برئيسه الذي كان يجلس جامداً، صامتاً لاينبس.
-شو ماعندك علم أنه ممنوع؟! أجاب مقطباً حاجبيه
-لا والله كل أصحابي قال بياخدوا معهم سمن حديدي سيدي، متل ما بتعرفوا سيدنا ماعندنا هناك بأوربة سمن حديدي. محاولاً أن يضفي جواً من المرح.
-ممنوع ، ممنوع، هدا كلام موصحيح. أجاب منزعجاً وهو ينظر له مطولاً نظرة ذات مغزى.
-طيب شو رأيكم سيدي بفنجان قهوة؟ اجاب بصوت خافت وهو يدس في يد الموظف قطعة نقدية من فئة المئتين ليرة.
-لا، لا مافي داعي...ردها مترفعاً .
فشكره بامتنانٍ وخجلٍ وتابع سيره بالمطار لإتمام الاجراءات من تسجيلٍ للحقائب وغيره.
وما إن ابتعد قليلاً، حتى سمع صوتاً من خلفه يكلمه بذلة هامساً :
-تفضل أستاذ، سيادته قبل فنجانك القهوة، بس شو ميتين ليرة، عيب؟! أساساً ثمن كيلو واحد من السمن اللي بدك تمررهم أكترمن خمسمئة ليرة.
...وتمر السنون، والحال على هذا المنوال، لاشيء تغير. سوى أن ترقّى هذا الموظف الصغير إلى رتبة أعلى، فقد أخذ مكان سيده بعد أن أتقن فنون " التفتيش" و مراقبة الحقائب في المطارات.