يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد ساحلي
    عضو الملتقى
    • 19-10-2007
    • 335

    #16
    رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

    السلام عليكم و رحمة الله
    هذا ما أسميه بالجهد.
    تحياتي لكم و القبعة.
    [SIZE=5][/SIZE]

    تعليق

    • مجدي السماك
      أديب وقاص
      • 23-10-2007
      • 600

      #17
      رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

      محمد ابراهيم سلطان الرائع دوما
      ربيع عقب الباب..الرائع الى الابد
      اذا كانت هذه اللامبالاة تعبر عن حجم ومكانة يوسف ادريس عند اعضاء هذا الملتقى الموقر..اذا كان هذا الفتور وعدم التجاوب مع عملاق القصة العربية..مع تشيكوف العرب..اذا كان كل هذا وغير هذا كما يبدو لي في موضعه..للاسف..في بالغ الاسف اقول على الدنيا السلاما..وتعالوا معا نكسر اقلامنا..ونلقي بما لدنيا من قناني" دوايات" مداد الى حاويات القمامة. ونقرأ على روح ثقافتنا ما تيسر من آي الذكر الحكيم.
      خالص احترامي
      عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #18
        رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

        المشاركة الأصلية بواسطة مجدي السماك مشاهدة المشاركة
        محمد ابراهيم سلطان الرائع دوما


        ربيع عقب الباب..الرائع الى الابد
        اذا كانت هذه اللامبالاة تعبر عن حجم ومكانة يوسف ادريس عند اعضاء هذا الملتقى الموقر..اذا كان هذا الفتور وعدم التجاوب مع عملاق القصة العربية..مع تشيكوف العرب..اذا كان كل هذا وغير هذا كما يبدو لي في موضعه..للاسف..في بالغ الاسف اقول على الدنيا السلاما..وتعالوا معا نكسر اقلامنا..ونلقي بما لدنيا من قناني" دوايات" مداد الى حاويات القمامة. ونقرأ على روح ثقافتنا ما تيسر من آي الذكر الحكيم.
        خالص احترامي
        مجدى السماك .. أيها الجميل القادم من حشا يوسف إدريس ، من قلب لغته ، وعالمه .. لا تغضب .. و لا تثر .. فأنت تعلم الرواد فى أى منتدى .. الكل يقضى وقته ، يطرح ما يحمل ، قد يقرأ عملا أو اثنين ، و يعلق ، حتى ينظر فى عمله الغير .. ليس إلا !!
        و ربما كان رمضان و العيد باعثا على الملل .. فانتظر إنا معا !
        و اعلم أن هناك فئة مثلنا ، يهمها الأدب ، و يوسف إدريس على وجه الخصوص ، وسوف تأتى محملة بما يثلج الصدر !!

        بالأمس قرأتها لمرة أخرى ، ضمن الأعمال الكاملة ، طبعة دار الشروق
        كأنى ما قرأتها من قبل .. كأنى أكتشفها للمرة الأولى .. هكذا تكون الأعمال الجيدة و المبدعة .. و قد كتبت قراءة طريفة من الممكن أن تفيد .. و لكن أحتاج بعض الوقت لنسخها !!

        هى لغة الجسد مجدى فى تشظيه ، فى قمة معاناته ، و ألمه اللاإنسانى
        آى آى آى .. يابوى
        آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآه
        لغة لم نتعلمها ، و لم تدرس فى مدرسة .. و حلم الوصول مريض يعانى السرطان !!

        محبتى مجدى .. كن بخير
        التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 26-09-2009, 03:44.
        sigpic

        تعليق

        • أحمد عيسى
          أديب وكاتب
          • 30-05-2008
          • 1359

          #19
          رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

          أتابع معكم بقلبي وعقلي ..
          أحييكم على جهودكم واعذرونا ان قصرنا ..
          ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
          [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #20
            رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

            لغة الآى أى
            لأمير القصة العربية
            يوسف إدريس

            بداية أشير إلى قراءتى لهذه القصة لأكثر من مرة
            و الآن و أنا أقرأها ، أشعر و كأنى للمرة الأولى أقرأ
            وهذا شأن الكتابات الإبداعية الصادقة ، التى تشتغل
            على الكثير من مفاهيم القصة القصيرة ، و تحاولها
            بصدق ، مع الحالة ، و اللغة ، و التيمة التى تعمل
            عليها ، و تتمدد على اتساع رقعتها !

            هى لغة جديدة ، و ليست جديدة .. لغة لم نتعلمها فى مدرسة ، أو فى جامعة ، ولا .. فى أى مكان .. ولكن هى لغة نتذوق مرارتها مع حجم الألم و المعاناة ، حين يكون فوق طاقة البشر و احتمالها ، و التى قد نصادف فى حياتنا .. يخترعها الألم .. و الجسد الذى يضنيه ، بل و يسحقه سحقا لكى يتكلم بلغته التى لا يعترف بها إلا من كان فى نفس بؤرة تشكيلها !

            تبدأ القصة بذات اللغة التى تهاجم هدأة الليل ، بقسوة ووحشية ، و الناس نيام فى الحى الراقى ، و فى المسكن الراقى .. حيث الزوجة " عفت " وزوجها الأستاذ الكتور الحديدى ، أكبر مرجع فى الكيمياء العضوية فى الشرق !

            تتداعى اللغة .. و تقوى .. وتستأسد .. وتصنع لها وجودا فى ضمائر النيام ، الذين صعقوا من هذا الهجوم البشع .. وكان الدكتور يدرى ، و يعرف تماما ، أن اللغة انفتحت على جسد صديق طفولته ، ورفيقه فى المدرسة الإبتدائية ، فى بلدته " زينين " ، و أنه حين علم بطلب حضوره ، راح يستحضر صورته القديمة ، حين كانا معا ، جنبا إلى جب ، مع " فهمى أبو عنزة " !

            " أمعقول هذا ؟ من الطفل المرتب النظيف الذى تحيط بوجهه مهابة النبوغ ، ومن العينين اللتين يطل منهما الذكاء و القدرة المعجزة على الإدراك .. أين هذا من ذلك الرجل الذى يبدو عجوزا محطما تجاوز الخمسين ....".

            كانت فجيعة أن يرى أمامه هذا الكائن الضامر ، المنسحق تحت وطأة المرض .. هذا الذى يعتبره قدوة و نبراسا ، وطريقا كان طول عمره ، يجاهد للوصول إليه ، فظل يجرى ، و يجرى لاهثا من نجاح إلى نجاح .. من رحلة إلى رحلة .. مرحلة مرحلة ، و ما وصل إليه ، لأنه ظل يحس نقصا يقف بينهما ، ويحول دون التلاقى .. حتى أنه سمى ولده الوحيد باسمه " فهمى " .

            تتناثر اللغة فى بهيم الليل ؛ لتعلن نوبة صيحان فى عقلية وروح الدكتور الحديدى .. تجلده ، و تقض مضجعه ، هو ومن معه " عفت " زوجته ، التى وصل بها الضجر حدا بعيدا ، من اللوم و القسوة عليه ، و طالبته بترحيله ، أو التخلص منه ، بايداعه هناك مع البواب أو الخادم فى العمارة !
            انسحب إلى هناك ، حيث معركة رفيقه ، وميدان حربه المميتة ، وهو يدير قطار الرحلة إلى خلف ، يستخرج منها يقينا ، أنه كان على الأقل يعيش ، وليس ميتا .. منذ قطعه النجاح بعد النجاح عن الناس .. عن الأصدقاء و الرفقة ؛ فحرم الحياة .. ما قيمة النجاح إذن .. ؟!

            غاص الحديدى فى حجيم من التصورات ، وحين رأى بعينيه حجم اللغة التى تنبعث من جراح رفيقه القديم :" أضاء النور وهو فعلا خافت ، ولم يلمح فهمى فى الحال ، فقد وجد الفراش الذى منحوه إياه ممزقا مكوما ، و المطبخ بكل ما فيه مبعثرا ومدلوقا ، و المقشات منتزعا قشها وريشها ومنثورا ، وعددا لا يحصى من بقع الدماء الصفراء تصبغ الأرض، وباب الثلاجة و المناضد البيضاء و الرائحة النتنة الخانقة لا تزال هناك لكأنه كان ميدانا لمعركة حامية الوطيس
            دارت بين إنسان أعزل وخصم جبار غير منظور ".

            كان " فهمى " يعانى من " سرطان المثانة " ، وقد وصل الأمر مرحلة النهاية ، و ما لجوؤه لزميل طفولته ، إلا لطلب المساعدة ، بما له من معارف ، وأصدقاء ، و مكانة رفيعة بحكم منصبه الكبير ، فى العاصمة !
            - أنت فهمى أبوعنزة
            - أيوه يابيه
            - فاكر العنزة ؟
            - عنزة إيه يابيه ؟
            - العنزة التى سرقتها لتشترى لحسين أبو محمود والد منصور الألدغ حقن الدواء 606 التى قيل أنها بخمسين قرشا ، و أنها دوؤه الوحيد ".

            مع نفسه يدور الحديدى ، فى العمر ، فى السنين ، فى الحياة ، وحقيقة الوجود ، فتصرخ روحه بنفس اللغة .. تصرخ .. يحس بقربه من فهمى .. يتمنى لو صرخ مثله .. تعرى من العمر و السنين .. ومكل شىء .. يقترب منه وهو يبكى .. وتأتى يد فهمى لتمسح دمعاته ، و يتوحد معه فى ألمه الساحق الرهيب الوقع .. ينام جواره ليصبحا جسدا واحدا لذات اللغة :" آى .. آى .. آى يابه .

            :" و لتقم القيامة بعدها ، انطلق صفير معذب متألم متظلم باك غاضب كافر مستغيث يائس مؤلم زاهد .. آى .. آى .. آى طويلة و قصيرة ، ممدودة ومبتورة ، عالية بكل قواه يرفعها ، منخفضة بجماع إرادته يخسفها ، مجروحة وانية ، لاسعة كالنار فى العين ، كاوية كصبغة اليود فى الحلق ، حارقة كآثار الحامض المركز ".

            تضج الزوجة " عفت " ، و يقهر الصغير ، وهو هناك متوحد مع فهمى فى ألمه
            :" شعر بغيظ خانق يكمم أنفاسه ، و برغبة مجنونة أن ينطلق هادرا لاعنا نفسه و بلده و أنا سها و اليوم الأسود الذى كتب عليه فيه أن يولد منها ، و يصبح عليه أن يحيا عمره كله يحمل عن أناسها همهم وفقرهم وعجزهم ومرضهم أخيرا آلامهم وبولهم .....".

            آى آى آبى يى يى يا ياباى
            و و و و و د ه يييييييه
            فرتك مرتك شرتك دى دى دا
            وا ح الواح الواح الواح الواح
            آى آى آى فركش أن منكش آى يقعش أى
            :" إن فهمى قد عانى من الفقر و البؤس ، لكنه كان يعمل مع الرجال ، و يضحكون سويا ، و يتشارون فى مشاكل العمل ، و يستمتعون بمشواراهم إلى السوق ، يفرحون لعود الفجل إذا أضيف إلى الأكلة ...... ".

            أما هو .. الدكتور الحديدى :" أنا قضيت حياتى أجرى و ألهث ، لكى أصل إلى القمة كما تسمى .. كان على أن أظل أصعد ، و لهذا كنت أصادق أو تضمنى المجموعة ، لا لكى أستمتع بصداقتى و رفاق لها ، و إنما على أساس سرعتها ، وعلى اعتبار أنها أسرع من المجموعة التى .....................".

            يانى يانى يانى يانى يابوى
            أبو .. أبوا .. أبوا .. أبوا .. أبوا .. واه
            وى وى وى وى وى وى
            قلبت الحى الراقى رأسا على عقب ، صحا الجميع ، و لم يطيقوا صبرا ، فاتصلوا بالبوليس ؛ ليعيد لليلهم لباسه الاسود الكريه المظلم الساكن ، و يغتال الحياة التى مرت عليهم مثل طيف مزعج .
            كان تجلى الألم فى أوج حضوره ، تفشى رهبو ذعرا ، وتغلغل فى كائن الحديدى ، الذى كان يحس به ، يتمدد داخله هو ، وهو عاجز تماما أن يفعل ، بعد أن أحضر طبيبا تحت إلحاح زوجته ، فاعطاه مخدرا ، وهو يردد أمامه .. المخدر فى مثل هذه الحالات بلا جدوى ، ولن يفعل شيئا بالمرة ، فخدر الزوجة و مضى .

            يأتى البوليس ، و يحمل الحديدى رفيق طفولته فهمى على كتفه ، و يتحرك به إلى خارج المسكن ، بينما الزوجة تترجاه أن يتركه يمضى ، وهو يحاول جذبها معه .. فى رحلته التى اختارها بمحض إرادته ، وبعد تجربة الحياة .. و العودة إلى طريق تصوره الآن ، و امتلأ به ، فترفض الزوجة ، و تصر على رفضها .. و هنا يتخلى عنها ، ويخرج بفهمى .. ألم يتمنى لو خرج صارخا عاريا ، و عبر ميادين العاصمة ، ووسط الجموع ، ليعلن العصيان على حياة كان يرتضيها متغافلا بكل ما تحمل !!

            أكان اكتشافا قاسيا ، أن يبصر الدكتور الحديدى نهاية رحلته ، و أن هدفه الذى سابق الدنيا سعيا إليه مريضا مدمرا ، متهافتا ، ضائعا ، و أن الصورة الوردة القديمة لم يعد لها وجود .. هاهو منتهك الجسد و الحياة .. فى حين خسر عبر رحلته الكثير من المتع .. خسر حياته فى سباق .. إلى ماذا .. حتى و لو كان نوبل ؟!
            نجاحات بلا قيمة تذكر حتى و هو الأستاذ الخبير فى الكيمياء العضوية .. ما القيمة بالفعل إن لم تقدم للناس جديدا ، تخلصهم من آلامهم ، تكون معهم و بينهم ، يشعر ون بجاحاتك و يشاركونك إياها !
            :" أين هو من إنسان كفهمى تكفل الفقر بالقضاء على عقله و أحاله إلى واحد آخر من ملايين الفلاحين السذج ، و تكفلت البلهارسيا بالقضاء على جسده ".

            ثم يعود يقول :" المسألة ليست فقرا و غنى أو تعليما و جهلا ، السؤال هو .. هل أنت حى أم ميت ؟ فهمى رغم كل شىء حى و عاش .. أما أنا فلم أحى ، و الحياة أى حياة ، أروع ملايين المرات من الموت ، أى موت حتى لو كان الميت مكفنا فى ملابس أنيقة محتلا أرقى المناصب سعيدا فى حياته الزوجية ".

            حاولت فى هذه القراءة العابرة أن أقدم مفاتيح للعمل ، حتى إذا ما مر بها القارى ، وضع يده على ما أرادت القصة قوله ، و ما ركزت عليه الكاتب ، من توجه .. لازمه منذ بدايته فى مجموعة أرخص ليالى مرورا برواية الحرام التى ناضل فيها من أجل عمال التراحيل فأحدثت فى المجتمع ثورة ، و شأنا آخر ظل لسنين طويلة !!

            خالص محبتى .. و لى عودة
            sigpic

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #21
              رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

              هنا و الآن بالتحديد بدأ النص يأخذ مجراه نحو المرمى المنشودة تحت هذا الإصرار الطيب من أستاذنا ربيع و أستاذنا عبد الرشيد و أستاذنا الجميل مجدي السماك ..

              حقيقةً استمتعت بهذا النص و تلك القراءة التي لخصت الأحداث بحنقة ..

              كل الشكر لك أستاذ ربيع على هذا الإصرار و تلك العزيمة على النجاح .

              تقديري
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • إيهاب فاروق حسني
                أديب ومفكر
                عضو اتحاد كتاب مصر
                • 23-06-2009
                • 946

                #22
                رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

                الزملاء الأعزاء
                تحية من القلب
                وأعتذر عن عدم مشاركتي منذ البداية حيت لم أكن مهيئاً طوال شهر رمضان
                من قراءاتي في أدب يوسف إدريس - وكنت أعشق هذا المبدع النابغة - وبغض النظر على اتجاهاته الفكرية؛ حيث لا يقلل الاتجاه الفكري للأديب من قيمة إبداعه من الناحية الشكلية؛ أستطيع أن أقول أنه حين كتب قصته ( لغة ألاى آى ) إنما كان يحاول بها أن يحاكي مذهباً أدبياً ( مدرسة أدبية * بعينه، ألا وهو ( السريالية )، لذا خرجت القصة شبه منتمية إلى هذا المذهب، والسريالية كما تعلمون حضراتكم؛ تسعى إلى التحرر من الأمر الواقع المعاش المعألوف لدى البشر، وتتخذ من هذا الواقع منطلقاً لكل شطحاتها وانطلاقها، فهى تتعامل مع اللاواقع بهدف إلقاء نظرة جديدة على الواقع نفسه فتزيد من معرفتنا به وتوثق علاقتنا به .. تلك هي نظرة السرياليين، وأيَّاً كان من أمر مدى ملاءمة هذا المذهب لاتجاهات البعض منا أو غير ذلك، فهو مذهب أدبي انتمى له مجموعة من كبار الأدباء حول العالم، ومعظهم هؤلاء السرياليون يعيشون حياة شبه بوهيمية، بل يسعون إلى التخلص من قيود العقل والتحرر منه بتعاطي المخدرات والمسكرات وغير ذلك، تأسيساً على أن ذلك يطلق لهم العنان فيأتون بما لم يستطعه سواهم.
                والمتتبع لحياة أديبنا يجد أنه كان يعيش حياة مشابهة لحياة السرياليين، لذا جاءت روايته المشار إليها هنا تطبيقاً لهذا المذهب الأدبي.
                وفققكم الله إلى ما فيه الخير...
                التعديل الأخير تم بواسطة إيهاب فاروق حسني; الساعة 01-10-2009, 06:24.
                إيهاب فاروق حسني

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #23
                  رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

                  والمتتبع لحياة أديبنا يجد أنه كان يعيش حياة مشابهة لحياة السرياليين، لذا جاءت روايته المشار إليها هنا تطبيقاً لهذا المذهب الأدبي.

                  لا تعليق على مداخلتك سيدى ، بل أتقدم لك بخالص شكرى و امتنانى على اضافتك !!
                  لكن استرعى انتباهى هذه الفقرة الغريبة التى لا أدرى لم كتبتها ، هل لمزيد من المحبة ، و الاقدام على الكاتب العظيم و تناول أعماله .. أم للإساءة إليه ، و صرف القراء عنه ، خاصة و نوعية القراء هنا فى معظمهم مستجدون فى تعاطى الأدب .. ؟!

                  لا أدرى .. و لكنى أقول لك .. نحن هنا بصدد الحديث عن قصة الآى آى ليوسف إدريس أبى القصة العربية ، و ليس عن يوسف إدريس الإنسان صاحب القضية ، من تعرض للاعتقال ، وسجن ، الذى لم تهزمه السلطة ، بل كانت تسعى إليه فى قعر داره ، أو فى متنزهه .. بينما كان الشيخ الجليل يهرول لتقديم التبريكات !!!!

                  شكرا لك أستاذى على جميل ما نثرت هنا
                  لا حرمنا الله من حديثك ، وروعة قلمك

                  محبتى
                  التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 01-10-2009, 15:54.
                  sigpic

                  تعليق

                  • إيهاب فاروق حسني
                    أديب ومفكر
                    عضو اتحاد كتاب مصر
                    • 23-06-2009
                    • 946

                    #24
                    رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

                    الأديب القدير الأستاذ ربيع عقب الباب
                    تحية لك من القلب وشكر خاص على العتجيل بالرد على مداخلتي...
                    فإن كان قد ورد مني ما يشير من قريب أو بعيد إلى اعتراضي على شخص وأدب المبدع الكبير ة والأستاذ الكبير يوسف إدريس الذي يعتبر واحداً ممن تربيت على أدبه وفنه، وتغذيت من عبقريته... لذا لم يرد مني ما يسئ إلى شخص الرجل ، وإنما كنت أعني الرواية ( لغة الآي آي ) هي التي خرجت في ثوب سريالي، مما دفعني إلى الحديث عن السريالية لمجرد إلقاء الضوء... ثم مَنْ هو إيهاب فاروق حسني لكي يحكم على يوسف إدريس؟...
                    ويظهر ذلك بجلاء في افتتاحية كلمتي المسجلة حيث أشرت إلى عشقي لأدب هذا المبدع العبقري...
                    ختاماً.. أرجو قبول اعتذاري عما لم أعنيه؟ ربما سرقتني العبارة...
                    شكري وامتناني أستاذي الكريم...
                    إيهاب فاروق حسني

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #25
                      رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

                      المشاركة الأصلية بواسطة إيهاب فاروق حسني مشاهدة المشاركة
                      الأديب القدير الأستاذ ربيع عقب الباب
                      تحية لك من القلب وشكر خاص على العتجيل بالرد على مداخلتي...
                      فإن كان قد ورد مني ما يشير من قريب أو بعيد إلى اعتراضي على شخص وأدب المبدع الكبير ة والأستاذ الكبير يوسف إدريس الذي يعتبر واحداً ممن تربيت على أدبه وفنه، وتغذيت من عبقريته... لذا لم يرد مني ما يسئ إلى شخص الرجل ، وإنما كنت أعني الرواية ( لغة الآي آي ) هي التي خرجت في ثوب سريالي، مما دفعني إلى الحديث عن السريالية لمجرد إلقاء الضوء... ثم مَنْ هو إيهاب فاروق حسني لكي يحكم على يوسف إدريس؟...
                      ويظهر ذلك بجلاء في افتتاحية كلمتي المسجلة حيث أشرت إلى عشقي لأدب هذا المبدع العبقري...
                      ختاماً.. أرجو قبول اعتذاري عما لم أعنيه؟ ربما سرقتني العبارة...
                      شكري وامتناني أستاذي الكريم...
                      و أنت قامة سامقة عرفناها هنا ، و قرأناها بأرواحنا و عقولنا
                      متعتنا كثيرا ، و حيرتنا أكثر

                      ربما الخوف ممن لا يعرف الرجل ، و أنت تعرف أنه ظلم ظلما فادحا
                      فلن ننسى له أستاذى روايته الحرام التى تقف فى مصاف أروةع الأعمال الروائية فى العالم ، و كانت تحمل توجهه ، و إرادته فى التغيير ، و الذى استدعى منه أن ينحى نحوا آخر إلى المسرح ، فكانت الفرافير و المخطاطين التى أوقف عرضها على المسرح ، ثم تم عرضها !!
                      ومجموعات كتب المقالات .. و قصصه التى تميز بها دون منازع .. فقد عرفنا القصة على يديه ، و إن كانت هناك أو سبقته أعمال مفردة ، و لكنها لم تكن لتنبى حسا قصيا كما رأينا !!

                      لن أكثر
                      و لكنى أنتظر اضافتك ، بطرح أحد أعماله هنا ، و تناولها بالدراسة أو القراءة ، فأنت بيننا لك مكانة رفيعة !!


                      محبتى
                      sigpic

                      تعليق

                      • إيهاب فاروق حسني
                        أديب ومفكر
                        عضو اتحاد كتاب مصر
                        • 23-06-2009
                        • 946

                        #26
                        رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

                        شكراً لك زميلي وصديقي كل الشكر...
                        وسأضع قصة ليوسف إدريس من أغرب وأبدع ما كتب؛ قصة بعنوان ( النُص نُص ) قريباً إنشاء الله...
                        إيهاب فاروق حسني

                        تعليق

                        • نعيمة القضيوي الإدريسي
                          أديب وكاتب
                          • 04-02-2009
                          • 1596

                          #27
                          رد: يوسف إدريس فى ورشة الإبداع بالملتقى و الأديب محمد سلطان

                          جئت لهذا المتصفح،متأخرة فأسمحوا لي بهاته المساهمة البسيطة غلاف قصة لغة الآ أي





                          تعليق

                          • محمد سلطان
                            أديب وكاتب
                            • 18-01-2009
                            • 4442

                            #28
                            سورة البقرة
                            قصة قصيرة بقلم : يوسف إدريس

                            ما كادت الفاتحة تقرأ ويسترد يده من يد الرجل، ومبروك! ويتأمل مليًـا البقرة التي حصل عليها، ثم يتوكل ويسحبها خارجًا، حتى بعد خطوات قليلة وضع فلاح شاب طويل مهول يده فوق اليد الممسكة بالحبل، وبقوة الضغط والعضلات أوقفه قائلاً:
                            ألا قول لي يا شيخ.. بالذمة والأمانة والديانة.. وقعت بكام؟ وحتى لو لم يذممه فقد كان يريد قول الحقيقة لكي يعرف من وقع الرقم إن كان هو الخاسر أم الكاسب في الصفقة، أجاب:
                            بالذمة والأمانة والديانة بسبعة وتمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار.. ولم يتح له أن يقرأ شيئاً في وجه الشاب الضخم، فما كاد يقول الرقم حتى كان الشاب وكأنما انتهى غرضه منه تمامًا، فسحب يده ومضى إلى حاله مغمغماً بكلام مضغوط لا يلوي على شيء. وبعد باب السوق بخطوة اندفع ناحيته رجل بشارب هائش وصوت مزعج عال وكرش، قائلاً:
                            سلام عليكم
                            سلام ورحمة الله.
                            بالذمة والأمانة يا شيخ بكام؟ وبصوت واضح، وحرص شديد هذه المرة على ألا تفوته بادرة، فالبقرة أيام جده كانت بثلاثة جنيهات، وكان أبوه رحمة الله عليه يقول له أن أول بقرة اشتراها في حياته كانت بخمسة، قال:
                            بالذمة والأمانة بسبعة وتمانين وربع وبريزة للسمسار.
                            قال الرجل من تحت شاربه المهوش:
                            هم.. هيه.. فيها لبن؟ أجاب وأمره إلى الله:
                            ما فيهاش.
                            وراها عجل؟
                            ما وراهاش.
                            معشرة ؟
                            طالبة عشر.
                            ومرة أخرى قال الرجل، بغيظ مكتوم لا يعرف سببه، وبحزن لا يعرف سببه أيضًا:
                            هم.. هيه.. مبروكة عليك. ومشى.
                            وعند أول منعطف للطريق الجانبي الماضي إلى الطريق الزراعي العام، رفع فلاح كان يعزق الأرض المجاورة صوته سائلاً:
                            بتقول بالذمة والأمانة بكام؟ فقال: بسبعة وتمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار.
                            فعاد الفلاح يصيح مرة أخرى:
                            بتقول بكام؟ ورفع صوته عاليًا جدًا أعلى بكثير مما يجب، لا ليسمعه الفلاح فقط إنما ليصل إلى كل الرجال القريبين والبعيدين حتى يكفوه مئونة رد آخر:
                            - بسبعة.. وتمانين.. جنيه.. وربع.. وبريزة للسمسار…
                            وقبل أن يسمح لنفسه أن يسمع الرد أو التعليق كان قد أغلق أذنيه ومشى.
                            وحين وصل إلى الطريق الزراعي الموصل إلى بلده كان قد سئل ثلاث مرات، وأجاب ثلاث إجابات، نقض الذمة والأمانة في ثالثتهما حين كسل أن ينص على بريزة السمسار.
                            كانت الدنيا لا تزال ضحى، والسوق منتصبة منذ الشروق هذا صحيح، ولكن كان هناك على الطريق قادمون كثيرون، أولئك الذين لا يريدون ضياع اليوم فأنهوا بسرعة أعمالهم ثم اقبلوا مهرولين يلحقون السوق. وعلى أول الطريق الزراعي سأله شيخ معمم بجبة كالحة وقفطان:
                            دفعت فيها كام بالذمة والأمانة والديانة إن شاء الله ؟ فقط لو أنهم لا يذممونه ويستحلفونه بالأمانة والدين!
                            سبعة وتمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار. وبعد خطوة واحدة إذا برجل وكأنه عمدة، يمتطي ركوبة ويستظل بشمسية يزعق بصوت مسلوخ:
                            بتقول بكام.
                            سبعة وتمانين وربع وبريزة للسمسار.
                            غالية شوية إنما تتعوض. وما كاد يخرج عليه الدخان ويبدأ في لف السيجارة حتى حود عليه رجل مسن له لحية اختلط فيها السواد بالبياض:
                            سلام عليكم.
                            سلام ورحمة الله..
                            دستورك منين؟
                            - من هرية.
                            شارى ولا بايع؟
                            مانتاش شايفني راجع، شاري.
                            واصل ع الشيخ منصور؟
                            واصل إن شاء الله.
                            طب بذمتك وحياة الشيخ منصور على قلبك، بكام؟
                            بسبعة وتمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار.
                            يا راجل أنا ذممتك وحلفتك بالشيخ منصور؟
                            وحياة الشيخ منصور والذمة والأمانة والديانة، وحياة شيخ العرب السيد بسبعة وتمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار.
                            يا راجل أنت اشتريت وخلاص، برئ ذمتك وقول الحق.
                            وأنا يعني ح اكدب عليك ليه، ما قلت لك الحق.
                            بقى بذمتك وديانتك والأمانة عليك وبركة الشيخ منصور وديتها رقبتك بسبعة وتمانين جنيه وربع؟ - وديني وما أعبد وحياة ربنا اللي أكبر من الشيخ منصور ومني ومنك ومن الدنيا كلها بسبعة وتمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار.
                            طب روح يا شيخ الهي إن كنت كدبت ما توعى تعلقها في المحرات.
                            وتركه ومضى. ولو كان قد بقى أمامه لحظة أخرى لما كان قد استطاع كبح جماح الخاطر الذي كان يلح عليه باستمرار.. أن ينتف ذقنه شعرة شعرة.
                            وما كاد يمشي أربع أو خمس قصبات حتى- برجاء حار- استوقفه شخص كان منتحيًا جانبًا، يعمل مثل الناس على حافة الخليج الموازي للطريق، وحتى قبل أن ينتهي وهو لا يزال القرفصاء لوى رقبته وسأله:
                            بالذمة والأمانة بقد إيه؟
                            بسبعة وتمانين وربع وبريزة.
                            إيه اللي سبعة وتمانين وبريزة. هم مش يبقوا سبعة وتمانين وخمسة وتلاتين صاغ؟
                            طب يا سيدي ما تزعلش سبعة وتمانين وخمسة وتلاتين صاغ.
                            أمال الأول قلت وبريزة ليه؟
                            عشان هي بسبعة وتمانين وربع وبريزة للسمسار.
                            بقة أبقى محلفك بالذمة والأمانة وتكذب.
                            أنا كدبت؟
                            مش قلت بريزة للسمسار. هي البريزة تخش في التمن؟
                            ما دام دفعتها تخش.
                            لا ما تخشش.
                            تخش.
                            لا ما تخشش.
                            تخش.
                            أنت كداب.
                            أنت بارد.
                            تفوه عليك نفر.
                            تفوه عليك وعلي خلفوك.
                            وهو لا يزال متشبثًـا باستماتة في حبل البقرة اندفع ناحية الرجل يريد أن يطبق عليه وينتهي منه، وكان الرجل هو الآخر قد أوقف ما كان يقوم به واندفع ناحيته ويده مستميتة هي الأخرى على (دكة) السروال المفكوك. وبيد متشبثة والأخرى طليقة تريد أن تغور في زمارة رقبة الآخر، كادا أن يتماسكا، لولا أن أولاد الحلال وما أكثرهم على الطريق حالوا بينهما في آخر لحظة، وبعد محاولات لصلح فاشل، اندفع كل منهما، الرجل إلى حافة الخليج، وهو ناحية بلده، وبينهما حبل طويل غليظ من الشتائم ظل يمتد ويرق كلما ابتعدا حتى انقطع وسكت مخنوقـًا. ومد يده يبحث عن العلبة ليلف السيجارة غير أنه اكتشف أنه فقدها في الخناقة، وبلغ الغيظ حد أنه لم يحتمل مجرد فكرة العودة للبحث عنها في مكان الخناقة. وهو في قمة غيظة إذا برجل، يرتدي في عز الحر عباءة، مؤدب وقصير، وما كاد يفتح فمه ويقول: بالذمة والأمانة عليك، حتى كان قد رفع يده إلى آخرها دون أن يدري ثم هوى بها على صدغ صاحب العباءة الممددة في أدب ووقار.
                            وارتاع الرجل حتى سقطت العباءة من فوق كتفيه، وفكر أن يمسك بخناقه ولكنه في اللحظة التالية كان قد راجع نفسه، وحين تلفت حوله فلم يجد أحدًا من المحتمل أن يكون قد رآه وهو يصفعه عاد للسير وكأن شيئاً لم يحدث وهو يقنع نفسه أن الرجل لا بد مجنون هارب من مستشفى المجاذيب.
                            وما كاد هذا يحدث حتى وجد صاحب البقرة نفسه يضحك ضحكًا عاليًا متواصلاً وكأنه قد جن فعلاً، وبلغ به الاستهتار حد أنه حين سمع السؤال يلقى عليه من جانب الطريق، اندفع ناحية السائل ورفع يده يحاول أن يهوي بها على صدغه، ولكنه فوجئ بيد حديدية تقيد يده في مكانها، وبكف كأنها من بلوط تهوي على صدغه هو بأربعة أقلام سخية نظيفة جعلت عينيه تقدحان شررًا، بل أعمته إلى درجة لم ير معها ضاربه، ولا فطن إلى أنه ضرب إلا بعد أن أصبح بينه وبين المعتدى مشوار ومشوار.
                            وعند كشك المرور تمامًا سأله تاجر قمح تخين كان يفرش على جانب الطريق يشتري بالأقداح والشروات من الذاهبات إلى السوق:
                            إلا قولي يا شيخ العرب، بالذمة والأمانة بكام؟ ولم يكن عربياً أو شيخ عرب، ولكنه بمنتهى التأدب أو بهدوء غريب لا اثر مطلقًا لأية ثورة فيه أجاب: - بسبعة وتمانين وربع وبريزة للسمسار.
                            وكأنه لأول مرة يدرك- وبصفاء أيضًا- أنه باع كل شيء ليشتري هذه البقرة بعدما ماتت جاموسته في أول شعبان، بل فطست ولم يلحقها الجزار بالسكين حتى، ولثلاثة أشهر وهو يدبر، وعلى المحصول الذي لا تزال أمامه أربعة أشهر طويلة، ومحفظته إن كانت لم تسرق في الخناقة فليس بها غير جنيه وربع هي آخر ما تبقى معه من نقود الحياة.
                            بسبعة وتمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار. قالها مرة أخرى، وبصوت مخنوق أعلى حتى حدق فيه التاجر مذهولاً لا يستطيع النطق. وما كاد يلتفت حتى هبط من فوق جسر السكة الحديد رجل كان يحمل عنزة فوق كتفه، وما أن فتح فمه لينطق حتى قال:
                            بسبعة وتمانين وربع وبريزة للسمسار. وبعد برهة قابلته امرأة تحمل مقطفًـا ثقيلاً وتنوء بحمله، وقبل أن يصلها أو تدرك وجوده رفع صوته وقال:
                            بسبعة وتمانين وربع وبريزة للسمسار. وقالت المرأة (يه) ثم حثت الخطو وكأنها تهرب من شبح. وعند التابوت كانت جماعة قادمة من طريق التوت بعضها راكب وبعضها ماش، ورفع صوته إلى أقصى ما يستطيع وقال:
                            بالذمة والامانة بسبعة وتمانين وربع وبريزة للسمسار. وضحكوا، وقال واحد:
                            الناس انهبلت. بينما تخلف ولدان راحا يشبعانه تريقه وسخرية. وعلى مدخل البلدة رأى جاموسة ترعى على حافة " القيد" فصرخ فيها:
                            بسبعة وتمانين وربع وبريزة للسمسار. واستدارت الجاموسة ناحيته، ورمقته في بلادة وكسل، ثم عادت تعسعس بشفتيها وأسنانها على الحشيش.
                            وحين دخل بلده، كان يصيح، سواء سأله أحد أم لم يسأله، قابل شخصاً أم لم يقابل، يقولها هكذا للزرع وللحيطان، وللحر أو للسما، وللأوز وللجنيه وربع، وللأربعة أشهر والأربعة أولاد والولية، وللبهيمة التي ماتت، وللبقرة التي يسحبها، وللشيخ منصور، ولنفسه، وللدنيا كلها:
                            بالذمة والأمانة والديانة، وبكل كتاب انزل، بسبعة وثمانين جنيه وربع وبريزة للسمسار..
                            صفحتي على فيس بوك
                            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                            تعليق

                            • ربيع عقب الباب
                              مستشار أدبي
                              طائر النورس
                              • 29-07-2008
                              • 25792

                              #29
                              شهر مر ، و أكثر .. و هنا يوسف إدريس
                              ومع ذلك لا تجاوب .. و ليس كل ما يتمنى المرء
                              يدركه !!
                              كان عندى الكثير و الكثير لأقدمه لإدريس
                              و لكن خاب ظنى .. و على أن أتقبل العزاء
                              فى إدريس .. و فيما يخص ذاكرتى .. و هكذا
                              اتضحت معالم الطريق ، فإدريس لم يلق منا
                              مايليق بأى شىء أنتجه ، أو انتهجه
                              فما بالكم بنحن غدا !!!

                              شكرا لكم . و لا بد أن نفكر فى الشخصية التالية
                              و نتهيأ لوضعها هنا مع أى أيكم !!

                              محبتى
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X