بسم اللّه الرّحمان الرّحيم
ذرع الغرفة جيئة وذهابا وهو يخاطب نفسه "لا بدّ من المواجهة.عليّ أن أخلع
رداء الصّمت الذي لازمني طويلا".
كان يعيش في أسرته الهادئة التي حبته بالحبّ والحنان.
تردّد صدى دعاباته وقفزاته في أرجاء ذلك البيت الفسيح.تردّدت حكايات أمّه
التّي تتلوّن بألوان الفصول فيزدحم بها خياله الغضّ.تردّد صوت والده الحاني
وهو يقرئه القرآن ويعلّمه الحكمة والبيان.
كان قد ارتوى من معين العاطفة المتوهّجة التي أغدقها عليه أبواه ونما بين
أحضان غرفته الدّافئة التي حفظت أسرارطفولته وشبابه.
وكان سعيدا بحلم يكبر بين جوانحه شيئا فشيئا ، حلم تكوين أسرة لا تقلّ سعادة
ووئاما عن أسرته تلك التي يدرك أنّه سيستقلّ عنها يوما وفق ما تقتضيه سيرورة
الحياة.وعلى هذا الوضع سارت الأمورحتّى استفاق على خبر قوّض طمأنينته وزعزع
سكون نفسه.
كانت رياح الأقاويل قد عصفت به عندما انفتح على العالم الخارجيّ "إنّك
لست..."
لم يكن قادرا على أن ينصت إلى ما يقال بشأنه أو يردّده فيصمّ أذنيه ويهرع إلى
حضن أمّه ويجهش بالبكاء فتخفّف عناءه وتطمئن قلبه الصّغير.
لكنّ هذا الخبربات حقيقة لا مفرّ منها يهمس به الكبار ويجهر به الصّغارفتحدّثه
نفسه"إنّك نبتّ في تربة غير تربتك يا هادي.عليك أن تواجه الحقيقة.لقد بتّ على
عتبات الثّلاثين.ابحث عن جذورك عمّن ألقاك بعيدا عنه.لا بدّ من مواجهة هذا
الضّياع وهذه الحيرة التي تعصف بك".
بقلم نادية 21-9-2009
أهلا بكم جميعا هذه مصافحتي الأولى لكم في ملتقى الأدباء و المبدعين العرب
سعيدة بتواجدي بينكم وسأسعد أكثر بتقييمكم لنصوصي لأنّني أقيم وزنا لكلّ نقد بنّاء يضيء بعض الزّوايا التي قد تكون خفيت عن الكاتب.
سعيدة بتواجدي بين أقلام عرفتها وأثق في مصداقيّتها.
عيد مبارك للجميع والمعذرة على تأخّر التّهنئة
من سار على الدّرب وصل
قلمنا جزء من كياننا وصورة من أعماقنا إن لم يسجّل غير الصّدق.
تحيّاتي للجميع وخاصّة لمن شجّعني على الانضمام إلى هذا المنتدى أخ كريم مفضال .كلّ الشّكر له.
تعليق