أخيرا كبرت الطفلة أصبحت فتاة يُزيّن جمالها روعة الشباب..
كان هناك قيد يكبر كل عام ، يعرفه الكبير والصغير..
فرض عليها الزمان أن تقبله..
لا تعرف منه شيئاً غير رسمه...
وما يدور على لسان والدها ، أنها ستزف عروسا لابن عمها..
وهاهي السنون جاوزت حدود الانتظار ،
والغائب لازال مفقودا في عالم بعيد ، يستقر خارج حدود قريتها..
ماذا لو كان..؟
هل سيعود..؟
هل يعلم عن مشاعري الأليمة..؟
تتلاعب بها ظنون التفكير وتقودها لبكاء مرير..؟
الأيام في صراع..
وزوج المستقبل اسم بلا رسم ؟
وسرعان ما تزول نظرات الإعجاب ؛ عندما يتسلل إلى مسامعهم
"إنها محـــــجوزة"....
عادت من الحفلة والكلمة تطرق باب نسيانها لقيود الحزن التي بداخلها..
ولكن كيف تنسى..؟
الانتظار المرير..
أم كلمات من حولها جارحة..
أم قسوة زوج المستقبل الذي سرق منها أمنيات الصغر..؟
ترتمى قي أحضان فراشها ، تشتكي ضياع الأمل في مغبة السنين..
وتضيف كل يوم لقاموسها معنى جديدا لكلمة الانتظار...
تسامر الليل حتى الفجر..تتعطش لنوم هادئ ، ولكن لا نوم يقوى على ضجيج صراخها..
اعتادت أن تبقى أمام نافذتها عند شروق كل صباح..
تتلهف لقدومه ؛ ففي عينيها ألف سؤال لشمس الصباح...
ولكن تلك الليلة لم تكن على ما يرام..
فاليأس أحكم الوثاق..
وافتقدتها شمس الصباح ؛ فراحت تسأل عنها الوجود...
،،،،،،،،،،.....،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،.....،،،،،،،،،
صوت خافت..
يوقظ مسمعها :
أتدرين زوج المستقبل في زيارتنا هو وعروسه..".
جاءها الصوت ، وكأنه زلزال دمر حصيلة السنين..
حاولت جاهدة أن تفتح عينيها التي نال منها البكاء ؛
لتشاهد من زف لها الخبر .. فقط لتسأله لمَ؟
ولكن أدركت أن لا فائدة..
حلمها الوردي..
آمالها..
دفتر أمنياتها..
مرارة الانتظار....
من المسؤول...بح صوتها وتساؤلاتها المريرة تائهة بداخلها...
ذهل الجميع..
أين صوتك الرقيق...؟؟!
ماذا تريدين..؟؟!!
إلى ماذا تشيرين..؟؟!
فاجعة الخبر أخرست منطق الكلام..
وسكين الغدر أدمت الفؤاد..
عاد الغائب المفقود ومعه خنجر مسموم....
فيا ترى من المسؤول..؟
هند آل فاضل
تعليق