فوضى الازدحام
الكل يسابق الزمن، أناس يعبرون الشوارع ذهابا وإيابا....باعة يتجولون هنا وهناك...عالم مليء بالصخب والألم ، والرصيف لا يتسع لكل الفقراء ، والشوارع حبلى بحكايا العشاق ، يحمل وجعه ويمضي مع الجموع الحائرة دون هدف ، حشد كبير من المتسولين على الطرقات يشكلون حزاما من الجوع في كل أرجاء المدينة ...أناس يغادرون الحانات القريبة سكارى يحملون أسرارهم، يمضون بعيدا تبتلعهم الطرقات دون رحمة... قطط الشوارع تتسكع دون رقيب أو حسيب ، والمدينة تحتضن كل المنسيين على الأرض المثقلة بالتعب ، من متجر صغير مجاور يلاصق أحد الأرصفة تصدح آلة التسجيل " حاول تفتكرني " ينهض المغلوب على أمره متكاسلا من وجع الدنيا وعذاباتها اللعينة ...
- أيها المجنون في هذا الزمن من سيتذكر من ... ؟!!.
- الكل تائه في عالم الصمت 000 في غيبوبة اللا وعي
يتراجع بهدوء كمحارب حلم بالنصر فعاد خائبا، يهرب إلى نفسه من جديد يعود إلى عالمه الداخلي يعلل نفسه بالأمل... لا بأس من الصبر، ولنترك فسحة في القلب تعيد الفرحة تنير الدرب وتسطع الشمس بنورها الأخاذ، فيأتيه صوت المغلوب على أمره ... حدثني أيها المسكون بالفرح عن الأمل لأنني بحثت عنه في كل قواميس اللغة فلم أجد له مكانا، فهل هو أمل الضحايا الذين غادروا دون أن نذكرهم...؟!!.
أم أنه أمل العصافير التي اعتلت دروب الهجرة بعيدا عن جشع الإنسان وجبروته...؟!!.
أم أنه أمل العشاق البسطاء الذين قضوا على رصيف الذكريات ...؟!!.
- أنصحك يا صديقي أن تحتفظ بكل أحزانك واترك للزمن أن يداوي جرحك المعتق بعذاب السنين...يصدح صوت آلة التسجيل من جديد يردد يا الهي ما هذا الجنون ...؟!!
آلة التسجيل تصر أن تنشر فوضاها في زمن الازدحام، وما المشكلة إذن إن قالوا لك: " عقلك مش معك تلمسه " ... لا يا صديقي يقولون أيضا "الموت مع الجماعة رحمة " .
تتناثر الكلمات كبحر هائج تتلاطم أمواجه، يجلس صامتا يتابع كلمات الأغنية " قد الحروف اللي في أسامي العاشقين، قد الدموع اللي في عيون المجروحين بحبك...قد العيون التي كحلها السهر أنا بحبك "
ينهض المغلوب على أمره من سباته العميق يضرب أخماسا بأسداس ، يلعن زمن الطرب والمطربين ، ورجال العسس الليلي وخفر السواحل وتاريخ جساس والزير سالم ، وقطاع الطرق في الصومال، وأنفلونزا الخنازير .
- أيها المعتوه مالك وهذه الأغاني ... صوت يقتحم المكان، يحسم الجدل عبر مذياع تعلوه طبقة كثيفة من غبار..... حلت عليه ضيفا ثقيلا منذ عقود دون استئذان... هجوم على غزة... الطائرات الإسرائيلية تقصف مدرسة للأطفال في "بيت لاهيا".... دولة عربية كبرى تدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن، دوار عنيف يهز جسده النحيل، حاول أن يتمالك أعصابه، تهرب من ذاكرته كل الأشياء المحببة، يخرج عن صمته، ترتجف الأرض من تحت قدميه، استجمع قواه، وبيديه انهال على المذياع تهشيما وتحطيما. غاب وسط زحمة المدينة حيث أصوات الباعة، وضجة عابري الطرقات،أخذ زاوية عند الرصيف استل يراعه النائم منذ زمن طويل في جيب قميصه اليتيم ليكتب بيانه الأول .
- أيها المجنون في هذا الزمن من سيتذكر من ... ؟!!.
- الكل تائه في عالم الصمت 000 في غيبوبة اللا وعي
يتراجع بهدوء كمحارب حلم بالنصر فعاد خائبا، يهرب إلى نفسه من جديد يعود إلى عالمه الداخلي يعلل نفسه بالأمل... لا بأس من الصبر، ولنترك فسحة في القلب تعيد الفرحة تنير الدرب وتسطع الشمس بنورها الأخاذ، فيأتيه صوت المغلوب على أمره ... حدثني أيها المسكون بالفرح عن الأمل لأنني بحثت عنه في كل قواميس اللغة فلم أجد له مكانا، فهل هو أمل الضحايا الذين غادروا دون أن نذكرهم...؟!!.
أم أنه أمل العصافير التي اعتلت دروب الهجرة بعيدا عن جشع الإنسان وجبروته...؟!!.
أم أنه أمل العشاق البسطاء الذين قضوا على رصيف الذكريات ...؟!!.
- أنصحك يا صديقي أن تحتفظ بكل أحزانك واترك للزمن أن يداوي جرحك المعتق بعذاب السنين...يصدح صوت آلة التسجيل من جديد يردد يا الهي ما هذا الجنون ...؟!!
آلة التسجيل تصر أن تنشر فوضاها في زمن الازدحام، وما المشكلة إذن إن قالوا لك: " عقلك مش معك تلمسه " ... لا يا صديقي يقولون أيضا "الموت مع الجماعة رحمة " .
تتناثر الكلمات كبحر هائج تتلاطم أمواجه، يجلس صامتا يتابع كلمات الأغنية " قد الحروف اللي في أسامي العاشقين، قد الدموع اللي في عيون المجروحين بحبك...قد العيون التي كحلها السهر أنا بحبك "
ينهض المغلوب على أمره من سباته العميق يضرب أخماسا بأسداس ، يلعن زمن الطرب والمطربين ، ورجال العسس الليلي وخفر السواحل وتاريخ جساس والزير سالم ، وقطاع الطرق في الصومال، وأنفلونزا الخنازير .
- أيها المعتوه مالك وهذه الأغاني ... صوت يقتحم المكان، يحسم الجدل عبر مذياع تعلوه طبقة كثيفة من غبار..... حلت عليه ضيفا ثقيلا منذ عقود دون استئذان... هجوم على غزة... الطائرات الإسرائيلية تقصف مدرسة للأطفال في "بيت لاهيا".... دولة عربية كبرى تدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن، دوار عنيف يهز جسده النحيل، حاول أن يتمالك أعصابه، تهرب من ذاكرته كل الأشياء المحببة، يخرج عن صمته، ترتجف الأرض من تحت قدميه، استجمع قواه، وبيديه انهال على المذياع تهشيما وتحطيما. غاب وسط زحمة المدينة حيث أصوات الباعة، وضجة عابري الطرقات،أخذ زاوية عند الرصيف استل يراعه النائم منذ زمن طويل في جيب قميصه اليتيم ليكتب بيانه الأول .
تعليق