رسالة موت .. إلى أبي .. الدكتور محمد حسن السمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة سمير الشريف مشاهدة المشاركة
    هل نقرأ رثاء للذات هنا؟
    لماذا وصلت بالمبدعين الحال لهذه الدرجة من الانتحار النفسي؟
    أين هم الاصحاب والاصدقاء في وقت الشدة؟
    هل انطبق على أحمد : ما أكثر الاخوان حين تعدهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الرجل في محنة أيها القريبون منه.....
    تداركوا الأمر يا أحباب أحمد
    ترى هل من مجيب؟

    رحماك يا ربي!!
    إنه أنت يا أيها الحبيب ما زلت موجوداً في الدنيا..
    لا أنسى رد فعلك حين حدثتني على الماسينجر وقتها.. وكيف أنك كنت أكثر من شهم ونبيل..
    فعلا لا تظهر المعادن إلا عند الصهر..

    شكرا لك لقد أصبحت بخير .. وزيادة..
    وأجزل شكري لأبي الحبيب الذي لم يدعني في ما كنت فيه، وكل وقت كان يسأل ويمنح بغير حدود أبي الدكتور السمان..

    تعليق

    • أحمد حسن محمد
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 716

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة abdullah kurraz مشاهدة المشاركة
      العزيز سمير الشريف

      إحساس مسؤول وإنساني حيال الأخ المبدع والرائع وصاحب الكلام الاجمل نلمسه كل حين في ثنايا ما يكتب من نثر أو شعر أو نقد أو رؤية....

      أنت محق في النداء، وأضم ندائي لنداك وأقول:
      يا أحمد لا تيأس فالحياة أجمل والأجمل هو التحمل والصبر على مننغصات الحياة العابرة
      لا تستسلم لأحد ولا لكبوة ولا لمغرض هنا او هناك... إن الله معك في كل حين اعقلها وتكول على الذي لا يغفل ولا ينام
      أنت تستحق الحياة الشريفة العفيفة الطاهرة لأنك أنت أحمد

      اصدح ببوحك وعانق عنان السماء بالبديع من قاموسك الطاهر والرائع

      نحن معك وسنبقى على العهد معك

      حاول أن تحيا وتحيا وتحيا لأنك حي بروعتك وإبداعك وأخلاقك ودماثتك وأصالتك...

      دمت أخي سمير
      دمت أخي أحمد

      د. عبدالله حسين كراز
      شكرا لك أيها المعلم الطيب..
      تتجسد ملامح القدس في نبرات صوتك التي أتخيلها في ذاكرتي..
      ..
      دمت بخير أيها الحبيب..

      وسأكون بخير بإذن الله

      تعليق

      • أحمد حسن محمد
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 716

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة راضية العرفاوي مشاهدة المشاركة


        المبدع القدير أحمد حسن محمد

        منذ قليل كنت بصدد تأمل صورة غلاف "البدل والمبدل منه "

        ذلك التصميم(الصورة + الخط ) المحمّل بتفاصيل كثيرة، المثيرة للإهتمام ،ولجمالية حضورها رغم كثافة الحزن /حجم الألم المخيم عليها.

        لكن الأروع من هذا اليأس هي تلك النقاط المضيئة التي تتسلّل من زوايا هامة في الصورة ..تتسلّل في تحدّ ..

        وبين الصورة وهذه القصيدة أردت أن أقول

        دع بقع الضوء تشعّ أكثر و أكثر ، وكما قال أستاذنا القدير د .عبد الله حسين كراز


        حاول أن تحيا وتحيا وتحيا لأنك حي بروعتك وإبداعك وأخلاقك ودماثتك وأصالتك...



        * سأعود لصورة الغلاف في مشاركة مستقلّة
        وأشكرك للرابط الذي وضعته( الرابط الخاص بصورة الغلاف)


        ليبارك الرب نبض مدادك

        باقة ورد وتقدير




        [poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
        أنرت وجه قريضي يا معلمة=للنور كيف يكون النور في الناسِ
        شكرا لخطك، شكرا لا أسجله=إلا اعترافا بنور ملء نبراسِ[/poem]

        تعليق

        • أحمد حسن محمد
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 716

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
          [align=justify]جميل هذا البوخ يا أخي أحمد، وأجمل البوح ما خرج من حنجرة مذبوح!

          ولكن: لم نجعل من الحياة "ذبحا" إذا كان بمقدورنا أن نجعل منها "حياة"؟

          لا أعرف كثيرا عن تفاصيل الخلاف بين الابن البار وأبيه البار، ولكني أعلم أن بمقدور مَن كان البر عنوانه أن يحيل الذبح إلى حياة ملؤها الحب والسكينة ..

          فلم لا نجرب؟!
          [/align]
          ليست ذبحا بما وصل..

          الأب رحمانيّ جدا جدا.. الأب بار جدا، والابن يرجو رضاه..

          شكرا لوجودك الطيب أستاذي الحبيب

          تعليق

          • أحمد حسن محمد
            أديب وكاتب
            • 16-05-2007
            • 716

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
            ربما قست علينا الحياة
            وربما غلبتنا طيبتنا
            لكن نببقى باعين مفتوحة للقادم ونمرح بمساحة الفرح المتاح
            تحية وتقدير
            سلام الله عليك يا أختنا الكريمة الفاضلة..
            صدقت ..
            صدقْت فعلا..
            كلامك أطيب من مسك الواقع..
            ويزيد الواقع صعوبة..
            شكرا لك على أية حال

            تعليق

            • راضية العرفاوي
              عضو أساسي
              • 11-08-2007
              • 783

              #21


              أخي القدير أحمد حسن محمد

              حمدا لله على سلامتك

              رمضانكم مبارك بكلّ الخيرات

              كل عام وأنتم بألف خير ومحبّة وسلام



              [font=Simplified Arabic][color=#0033CC]
              [size=4]الياسمينة بقيت بيضاء لأن الياسمينة لم تنحنِ
              فالذي لاينحني لايتلوّث
              والذي لايتلوّن تنحني أمامه كل الأشياء
              [size=3]عمر الفرا[/size][/size]
              [/color][/font]

              تعليق

              • أحمد حسن محمد
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 716

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة راضية العرفاوي مشاهدة المشاركة




                باقة ورد وتقدير





                أنت ما أنتِ!

                شكرا لاهتمامك أيتها الأديبة الرائعة..

                أديبة الروح والإحساس..

                شكرا لك..

                تعليق

                • أحمد حسن محمد
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 716

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                  سلامتك أيها الحبيب القريب
                  لمَ كل هذا الحزن و اليأس في قصيدتك
                  أعرف أن الأب الحبيب هناك في مصر
                  فكيف كان اللقاء
                  ما الخطب
                  قصيدتك أقلقتني عليك
                  سأنتظر ردك و لنا كلام بعدها
                  كن بخير و كل عام و أنت بخير
                  بخير أيها الحبيب الغالي..
                  وحقاً كان لقاء لم أعش أياماً مثل ما ذقت من طراوة الدنيا..
                  كانت أول مرة في حياتي تضحك الدنيا ضحكة أنتظرها..
                  ..

                  فلقد عاد أبي بعد 23 سنة من سفره..

                  كان رائعا..
                  وأنت بخير الآن والحمد لله..

                  شكرا لقلبك الشريف النابض بمثل ما تكنّه لك أعماقي..

                  تعليق

                  • أحمد حسن محمد
                    أديب وكاتب
                    • 16-05-2007
                    • 716

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة سمير الشريف مشاهدة المشاركة
                    أيها الأعزاء
                    الرجل لا يريد مجاملات
                    ، أنه يحتاج لمن يقف بجانبه ويبحث عنه.
                    لقد شبع من الكلام الذي لا يفيد.
                    من يعرف أين احمد حسن؟
                    من يعرف بلواه؟
                    أيها القريبون تدبروا أحواله فهو في ضائقة لن تنفع معها المجاملات الكلامية العابرة...
                    ثانيا وعاشراً تثبت لي أني لست وحدي..
                    شكرا لمشاعرك الجميلة..
                    شكرا لموقفك الشهم

                    تعليق

                    • أحمد حسن محمد
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 716

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة alsamman مشاهدة المشاركة
                      [align=center]سلام الـلـه عليكم
                      الابن الغالي
                      الأديب الشاعر واللغوي الفذ أحمد حسن

                      لقد كانت اياما جميلة , بساعاتها ودقائقها وثوانيها , قضيناها معا , في مصر الحبيبة , كنت حريصا على إسعادي , ورسم الابتسامة على وجهي , وإدخال الفرح إلى قلبي , كنت لي راعيا , وصديقا ورفيقا ونديما , كنت نعم الابن الكريم البار , وعلى قدر الأسى الذي ودعتني به في مطار القاهرة الدولي , كان حزني لوداعك , وانتهاء الايام الجميلة , التي مرت كحلم رحماني , هذه هي الدنيا يا أحمد , كان لابد لي من العودة الى الكويت , وأنت تعرف أنه ليس بمقدوري أن أبقى في القاهرة , أو أن آخذك معي الى الكويت , ولاتجزع فإن القادم جميل , وإن كنت مكبلا هذه الايام بظروفي التي لن تستمر أكثر من شهر أو شهرين , فإني لن أكون كذلك بإذن الـلـه بعدها .

                      القصيدة قوية مؤثرة , أشعرتني بعمق الجرح , ومدى النزف , وأشهد لك بالشاعرية العالية , فأنت شاعر كبير دون شك .

                      أخوكم
                      د. محمد حسن السمان
                      [/align]


                      أبي الحبيب، اسمح لي أن أسجل شيئا مما كتبته في هذه الظروف بعد سفرك..

                      [poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      يا سعد جادت بك الدنيا كصوت أبي=حدَّ السماع، فسعدي رهنُ "جوّالي"!

                      الدار "بابا"، وجار الدار دفءُ "ألو"=فجنّتي "هاتفي"، أمطارها "الغالي"1

                      في صوته رزق طفل! من رحاق يدٍ=لو تلمس الأرض لم تبخلْ بأشكالِ

                      إحساسها زورق الناجي، أصابعها=رسْل عظام، وأمّاتٌ لأطفالِ

                      هي الحياة وما فيها، وكافيةٌ، =منها الأبون2، وأعمامي وأخوالي[/poem]


                      لم تكتمل ولكن عساها يوما ما تكون قصيدة كاملة..


                      1- كلمته في المكالمة: ألو بابا الغالي..
                      2- الأبون: جمع مذكر سالم ل"أب"

                      تعليق

                      • رشيدة فقري
                        عضو الملتقى
                        • 04-06-2007
                        • 2489

                        #26
                        السلام عليكم ورحمة الله
                        لست ادري كيف اصف احساسي
                        امام هذا الكم الهائل من المشاعر النبيلة
                        التي تهاطلت علي هنا في هذه الصفحة
                        اخونا احمد حسن الشاعر المرهف
                        ذو القلب الذي يذوب من كلمة طيبة
                        يشكو احساسه بالوحدة وظلم الحياة واشياء كثيرة
                        واخونا النبيل الطيب سمير الشريف
                        الذي وقف بجانبه قولا وفعلا
                        وكل الاحبة الذين دخلوا مادين ايديهم لمسح دمعته
                        ولشد ما تاثرت حد الدمع
                        حين دخل الاب الروحي بنفسه الاستاذ السمان
                        ليمسح بكل حنان دمعة ابنه البار
                        حفظكم الله جميعا
                        وادام علينا نعمة الحب في الله
                        والاحساس بهموم بعض
                        اختكم رشيدة فقري
                        [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

                        [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
                        عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
                        وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
                        وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
                        وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
                        [align=center]
                        [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
                        [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

                        [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

                        تعليق

                        • يحيى السماوي
                          أديب وكاتب
                          • 07-06-2007
                          • 340

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
                          [poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                          شوق المريض إلى الدنيا يؤمِّلها=شوقي، وحضن أبي الإنسان أوَّلُها
                          أعيش أحيان خوفي وَهْمَ ذاكرتي= في "صلبه1" مطمئنّ البال أجهلها
                          أبي.. تعبت من الدنيا وزينتها=لا الكف طالت، ولا الأيام تكملها
                          أزور كفَّك طول الوقت في خلدي=برغبة الخوف في رجْوٍ أقبِّلها
                          وتوقظ العينُ ما حولي وتسألهُ=:- "رآك؟!" لكنَّه بالصمتِ يسألُها..
                          ذبْحٌ حياتي، وحدّ السيف ليس يُرى=وها.. صلاة قريضي من سَيَقْْْْْبَلُهَا
                          لا أعرف الصبر مهما رحت أطلبه=والروح حرّان أفناها تجمُّلها
                          الوقت أصعب من موتي، ودفق دمي=يسودّ، والنفس لا يُغني تعلُّلُها
                          فما أراني سوى كهْلٍ تؤجِّلهُ=يد القضاء، ولا شيءٌ يؤجِّلها[/poem]


                          الهاء عائدة إلى (أبي...)
                          *****
                          عزيزي الشاعر المبدع أحمد حسن محمد : يا رعاك الله ، قصيدتك طافت بي ـ دون إرادة مني ـ حول حلقة من حلقات " إخوان الصفا " و أحد مجالس المعتزلة ، ومرت بي على مقربة من محراب الحسن البصري ... وفي كل أماكن تطوافي تلك ، ما رأيتك بالبطر ، بقدر ما أنت ترفع إصبع الاتهام لا بوجه العمر ( بما يمثله من زمن ومكان ) إنما : بوجه مَنْ تسببوا في تصحير بستان الحياة وفي توحيل كوثره .
                          القصيدة لا تقول ما قاله ابو العلاء المعري : هذا جناه أبي عليّ ... حاشاك من مثل هذا القول ، فأنت البار به والمستنير بقنديله ... لكنه العتب المشفوع بالرجاء لفلاح الإبوة بالالتفات الى الشجرة



                          ومع ذلك ايها الابن البار والنجيب ، إن لنا في الغد أملا ـ لا أقصد ان الزمن سينسج لنا بردة المسرة ، إنما : اقصد ان رحم الغد سينجب لنا الفارس الموعود والمنقذ ...

                          أتمنى عليك ألآ تقنط ـ على رغم فجائعية عصر الرِدَّة هذا ...

                          تعليق

                          • عبدالله حسين كراز
                            أديب وكاتب
                            • 24-05-2007
                            • 584

                            #28
                            قراءة توحد في "رسالة موت.. إلى أبي الدكتور محمد حسن" للشاعر الكبير أحمد حسن محمد


                            كنت قد قرأت لأخي أحمد تحليلاً إبداعياً لقصيدة رائدة وغزيرة للدكتور محمد حسن السمان، وحيث أن التجربة الذاتية لدى الناقد المبدع أحمد تكاد تسقط كل تفاصيلها على التجربة النصية والشعورية عند الشاعر السمان نرى أن أحمد أخذ على عاتقه نظم قصيدة توازي في بعض تفاصيلها نص السمان الشعري فكرةً ولغةً وتعبيراً وحركيةً شعريةً وشعورية لا تقل تأثيراً وأثراً عن النص الذي أخذه أحمد موضوعاً لكتاب أوفى ومنسق بشكل جيد ومرتب حسب حركية ذات القصيدة تحت المجهر "سرادق الموت."
                            ومن هنا نستطيع أن نقول أن القصيدة بين يدينا للشاعر المقتدر فناً وبراعةً والمتمكن لغةً بيانيةً وفصيحةً تتماهى وتتناص مع النص "السماني" على ما فيه من أفكار متناظرة ومتداخلة وإنسانية من حيث إطارها الشكلي والمعنوي العام، وللتسهيل أجلب أحد أهم أبيات القصيدة السمانية ليتمكن القارئ من الإطلاع على بؤر التناص والتوحد والتلاقي بين تجربتي الشاعرين، ولنقر فيما بعد بوجود حالة من المراسلات الشعرية بين الشاعر احمد حسن محمد والشاعر د. السمان بما تحمله هذه الحوارية المهارية من معنى وقيمة وأداء وحكمة على عاتق الشارعين العملاقين. يقول البيت محط أنظارنا وذائقتنا الأدبية:
                            مازال وجهـك يا بغـداد يحزننـي ... والعمر يمضي وقلبي دائم الحـزن
                            ألا يلخص هذا البيت التجربة ذاتها التي يكتبها احمد حسن محمد في "رسالة موت إلى أبي" بكل ما يحمل العنوان من قسوة في التعبير تصل حد العنف اللفظي، وعلى غموض يسكن التعبير في "رسالة موت"، أتكون الرسالة هي أداة قتل وموت وجريمة أم رسالة خبرية توصل المضمون على محمل الرمز والاستعارة - وربما نفهم لغة مداعبة في التعبير عند فهمنا لطقوس الكتابة من ولد إلى أب!
                            ورغم كل ما سبق يبقى أحمد شاعراً متفرداً بقيمه وثيماته وصوره الفنية والتعبيرية والجمالية في بديع وفصيح يجمل القصيدة ذاتها على ما فيها من نبرات حزينة وسوداوية طاغية ومتسيدة في فضاء القول الشعري المتولد من رحم تجربة تغص بالمعاناة والألم والوجع والتأسي والتشاؤم الذي حل محل التفاؤل الذي تعودنا عليه في نصوص سابقة لأحمد حسن محمد.
                            يبدأ الشاعر المتأسي قصيدته بمطلع رزين وحيكم وينطوي على توقعات إيجابية حيث شوق المريض – رغم المرض – إلى الدنيا وما فيها من تفاصيل حياتية ويومية من مرة وحلوة يتأتى من خلال دفء الحضن الأبوي الذي تحول لعرش يستمد منه الشاعر شحنات قدرته على مواجهة الحياة وواقعها، مجسّداً العلاقة الإنسانية والكونية السامقة بين الابن والأب، وهي هنا علاقة يعتريها حذر شديد وخوف مدقع من مجاهيل البعد عن العرش الأبوي ومفارقته وجفاه. وهنا يأتي التكرار محملاً بتأكيد مستدام على حميمية العلاقة بين شوق المريض المرسوم بريشة الشاعر وشوقه هو كإنسان يتوق لحضن أبيه مصدر كل إلهامه ودفء حياته. كما تتصعد من لهجة القصيدة ونبضها الحيران قيمة مغايرة تتمثل في حب التملك والخصوصية الشديدة لدى الشاعر الذي يتمتع بأنفة وكرامة وحب النفس المتواضعة والحنونة.
                            شوق المريض إلى الدنيـا يؤمِّلهـا شوقي، وحضن أبي الإنسان أوَّلُهـا
                            وبخطاب مباشر وسردي بياني يقحم الشاعر نصه في تفاصيل جديدة لمعاناته في الدنيا ومنها وزينتها، حيث لم يفلح الشاعر أن يكوّن مملكته الخاصة به ولا يبني عزاً يتمناه في الدار الدنيا، لنراه أكثر حرصاً هنا على تحويل النص لخطاب متصوف يعرف كيف يدير تراكيب مفرداته وبناء معرفته التجريبية فيه، لكي يقول ما يشاء من الكلام المباح، مع تشابك اللغة ذاتها مع المجاز من التعبير والتصوير وتوظيف تقنية التجاور والانزياح خدمةً لمبتغاه ووصولاً لحكمة يود أن يوصلها للمخاطب والمتلقي على حدٍ سواء، ومحاكاة الواقع كما هو وحسب الموروث الشعبي المستمد من تجربة الشاعر على صغر سنه وحداثة عراقته.
                            أبي.. تعبت مـن الدنيـا وزينتهـا لا الكف طالت، ولا الأيام تكملهـا
                            ثم يلجأ الشاعر لتفعيل دور المفردات التي يستخدمها ويحركها بشكل نشط وفاعل وخاصة استخدام الفعل المضارع في وصف حالته وحركية النص وإرهاصات التجربة ذاتها بما يؤكد ديمومة الحالة التي تغمر الشاعر وطقوس حياته اليومية، حيث،
                            أزور كفَّك طول الوقت في خلـدي برغبة الخوف فـي رجّـوٍ أقبِّلهـا
                            هنا نلمس استعادات من رحم الماضي الذي يعني للشاعر الكثير وبطريقة رمزية دلالية وتحمل شآبيب من تفاصيل ما يخبئه الشاعر – وهو لا يريد أن يفعل ذلك كلعبة في درب الكتابة أو كلغز لا تفك رموزه أوشيفراته، بل كل شئ لدى الشاعر طبيعي وطبعي:
                            وتوقظ العينُ مـا حولـي وتسألـهُ :- "رآك؟!" لكنَّه بالصمتِ يسألُها..

                            بعد تلك الحركية الشعورية في تصوير ما يعتمل في ذاكرته وواقعه، يلجأ الشاعر مرةً أخرى في توظيف مفردات تخدم حالة الحزن والكآبة وخيبة الأمل لدرجة استحضاره صور الذبح وحد السيف بشكل ينم عن حالات عنف ولا استقرار في الذات الشاعر، لحد التعبير عن شكه في قبول صلاته من عدمه:
                            ذبْحٌ حياتي، وحدّ السيف ليس يُرى
                            وها.. صلاتي قريضي من سَيَقْْْْْبَلُهَا
                            وبعيداً عن الروتين التعبيري، ورغماً عن قناعة الصبر التي يتوسل إليها الشاعر وبها، نراه يزداد سوءاً في اجترار دلالات لفظية قاسية وتدل على ما آلت إليه الأمور عند الشاعر وذاته المتشظية والمشتتة، لنرى الوقت لاعباً مهماً ومؤثراً وقاسياً وهو للشاعر أصعب من الموت، نظراً لأن الموت يضع نهاية لتجربة ما في حياة الإنسان، على عكس الوقت الذي يميت الإنسان ببطء في حال تعرض لابتلاءات أو هفوات أو انتكاسات وما يضير الذات الإنسانية:
                            الوقت أصعب من موتي، ودفق دمي يسودّ، والنفـس لا يُغنـي تعلُّلُهـا
                            وعند قمة تعبيرية تلخص ما يخبئ قلم الشاعر وريشته ونفسه وألوانه على بديعها، نرى الشاعر يحدد معالمه الذاتية واصفاً نفسه جسدياً مثل كهل لا يقوى على التحمل ولا الاشتباك مع الحياة على قسوتها وغدر الزمان فيها وتلاعب القضاء بمصيره وقتما تشاء الإرادة الإلهية بقرار سماوي، ولا تأجيل أو تسويف في ذلك، وهذا ما يؤكد قدرة الشاعر على نسج خطاب تصوفي هادف ويحمل الكثير من جماليات النصوص المتصوفة والروحية والدينية:
                            فما أرانـي سـوى كهْـلٍ تؤجِّلـهُ يد القضـاء، ولا شـيءٌ يؤجِّلهـا


                            وهكذا يشتغل النص لدى الشاعر أحمد حسن محمد على بؤر تناصية مع نصٍ للشاعر والناقد الدكتور محمد السمان حاملاً الأفكار ذاتها والسمات النصية والسياقية والأسلوبية ذاتها كذلك تعبيراً عن حالة إنسانية قد تكون فردانية/ذاتية/شخصانية التجربة ولكنها تحمل نبضاً جمعياً ومتماهياً مع الكل الإنساني.
                            قصيدة سريعة الخطو والنبضات والمضمون وجماليتها واضحة ولكن ليس بكثافة أو غزارة حيث لا يستحمل الموقف مثل هذا البذخ الجمالي في مثل هذه النصوص المتأسية والحزينة والتي تستلزم التماهي والتوحد من المتلقين والقراء والمهتمين على حدٍ سواء.

                            وفقك الله أخي الحبيب احمد وبدد الله حزنك سعادة وبهاءً وجعل لك في نعيم الحياة الدنيا نصيب تستحقه حلالاً طيباً مباركاً فيه.

                            دمت بألف خير في طهر شهر الخير رمضان.

                            د. عبدالله حسين كراز
                            دكتور عبدالله حسين كراز

                            تعليق

                            • راضية العرفاوي
                              عضو أساسي
                              • 11-08-2007
                              • 783

                              #29

                              أستاذنا القدير د. عبدالله حسين كراز

                              أبدعت والله في هذا النقد وكذلك الدرس لمتذوقي القراءة ، في كلّ مرّة نتعلّم من كتاباتك الكثير

                              فشكرا لصدق ما تبذله من أجل الحرف

                              ليبارك الرب سموقك
                              ورد وتقدير




                              [align=right]ملاحظة : نقاط كثيرة وقفت عندها هنا ، فقد وجدتها مماثلة لما استنتجته من خلال محاولتي لقراءة
                              و تحليل بصري لغلاف كتاب المبدع محمد حسن أحمد " البدل والمبدل منه "
                              إذ يبدو أن صورة الغلاف لا تتقيّد بحدود محتوى الكتاب - الذي لم أقرأه بعد-فحسب ، بل تتجاوزه لتكون صورة عن الذات وكـ موقف . موقف الكاتب ومصمم الغلاف من الحياة .
                              سأحاول نشر القراءة البصرية بعد إتمام صور تخطيطية للغلاف ببرنامج فوتوشوب .

                              سؤالي للإستزادة بمعرفتكم:
                              هل لذلك علاقة بمفهوم التوحد من خلال الوصل بين نتاجين مختلفين : النص والصورة المصمّمة؟




                              شكرا لأخي المبدع محمد حسن الذي أتاح لنا فرصة التعلّم [/align].
                              [font=Simplified Arabic][color=#0033CC]
                              [size=4]الياسمينة بقيت بيضاء لأن الياسمينة لم تنحنِ
                              فالذي لاينحني لايتلوّث
                              والذي لايتلوّن تنحني أمامه كل الأشياء
                              [size=3]عمر الفرا[/size][/size]
                              [/color][/font]

                              تعليق

                              • تركي عبد الغني
                                عضو الملتقى
                                • 19-05-2007
                                • 96

                                #30
                                الوقت أصعب من موتي، ودفق دمي
                                يسودّ، والنفـس لا يُغنـي تعلُّلُهـا
                                فما أرانـي سـوى كهْـلٍ تؤجِّلـهُ
                                يد القضـاء، ولا شـيءٌ يؤجِّلهـا
                                .

                                .
                                ما هذا؟
                                أنت الروعة ذاتها


                                غيابي عنك إجباري
                                فقد كنت في الأردن لمدة شهرين ونصف ولم أدخل النت

                                عدت منذ يومين

                                تحيتي لك

                                تعليق

                                يعمل...
                                X